فرنسا عازمة على الغاء الاتفاق مع "المنار"

[فاطمة]

باريس ـ ارليت خوري الحياة 2004/12/3

أعلن رئيس الحكومة الفرنسية جان بيار رافاران أمس عزمه العمل على الغاء الاتفاق الموقع بين تلفزيون "المنار" التابع لـ"حزب الله" اللبناني والمجلس الأعلى الفرنسي للإعلام المرئي والمسموع الذي يجيز لـ"المنار" البث في فرنسا وأوروبا, وهو اتفاق لم يصمد أكثر من اسبوعين تقريباً.

وقال رافاران في كلمة ألقاها في مجلس الشيوخ الفرنسي ان البرامج التي تبثها "المنار" لا تتطابق مع "القيم الفرنسية" وستقود الى "الغاء الاتفاق" الموقع في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

وكان رئيس المجلس الأعلى للإعلام دومينيك بوديس وجه انذاراً الى "المنار" بسبب ما سماه عدم التزام المحطة مضمون الاتفاق الذي ينص على تجنب كل ما من شأنه التحريض على العنف أو الحقد أو كره الآخر على أسس دينية أو سياسية.

ويذكر ان أوساطاً يهودية كانت اعتبرت السماح لـ"المنار" بالبث بمثابة "دعوة الشيطان الى مائدة الجمهورية", خصوصاً ان هذه الأوساط كانت بدأت تحركها ضد المحطة بالاحتجاج على مضمون مسلسل "الشتات".

ونقلت "فرانس برس" عن وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم تهنئته الحكومة الفرنسية على موقفها, ودعوته الاتحاد الأوروبي الى "ادراج حزب الله في لائحة المنظمات الارهابية".

من جهة أخرى, خضع النائب اللبناني مروان حمادة الى جراحة طارئة عصر امس, في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت لاستخراج كتلتين من الدم تحت غشاء الدماغ, نتجتا من نزيف بطيء جراء الإصابة التي سببها انفجار السيارة المفخخة التي استهدفت اغتياله في 1 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي ونجا منه بأعجوبة.

ونجحت العملية التي اجريت لحمادة أمس, وأكدت المصادر الطبية ان حاله جيدة وكان نقل الى المستشفى بعد الظهر بعد اعراض سريرية اثرت في ضغط الدم, في وقت كان وزير العدل القاضي عدنان عضوم يعلن ان القضاء سيستدعي النائب المصاب للتحقيق معه في تصريحات ادلى بها عن اخفاء جهاز امني عناصر من التحقيق الأولي في محاولة اغتياله. ووصف عضوم تصريحات حمادة وما نشرته جريدة "السفير" من معلومات عن محاولة اغتيال الأخير, بأنها افتراءات وأنها تعرض اصحابها للملاحقة الجزائية.

وقالت مصادر طبية لـ"الحياة" ان حمادة شعر ظهر امس بدوار وأعراض, ما أدى الى استدعاء اطباء اختصاصيين الى منزله, فنقلوه الى المستشفى واكتشفوا بعد تصوير الرأس ان كتلتي دم تجمعتا في الجهتين اليمنى واليسرى من الرأس, واحدة نتيجة نزيف بطيء عمره اسابيع, وأخرى نتيجة نزيف جديد (يومين على الأكثر) جراء اصابته في محاولة الاغتيال التي تعرض لها وتسببت له بحروق وجروح في الرأس وأنحاء جسمه وبكسر في القدم. وذكرت المصادر ان النزيف الحديث أعطى علامات الإنذار وأن العملية ادت الى تفريغ كتلتي الدم اللتين ضغطتا على الشرايين والأعصاب في الرأس وأن لا صحة لما أشيع عن اصابته بانفجار في الدماغ. وأكدت ان الجراحة نجحت وهو بخير لكنه يحتاج الى مراقبة ليومين.

وطمأن أقارب لحمادة مناصريه الى انه في صحة جيدة ويعتذر عن عدم استقبال الأصدقاء. واتصل للإطمئنان الى صحته رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط.

وصدر عن ادارة المستشفى البيان الآتي: "أُدخل النائب مروان حمادة الى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت بعد ظهر اليوم (امس) وهو بكامل وعيه وأخضع الى فحص تصويري طبقي محوري للرأس, ثم أُخضع لعملية بذل نزيف مزمن تحت الجافية في الرأس وهو قد يكون ناتجاً عن الحادث الذي تعرض له سابقاً. والوزير حمادة بحالة جيدة ومستقرة ويحتاج الى بضعة ايام في المستشفى".

[مجاهدون]

فرنسا تحدد مصير «المنار» وفضائيات أخرى قد يطالها القرار

ينتظر أن يتخذ مجلس شورى الدولة الفرنسي غدا قرارا بشأن ما اذا كان سيسمح باستمرار بث تلفزيون المنار التابع لـ«حزب الله» اللبناني عبر قمر يوتلسات الصناعي إلى أوروبا. وعلم أمس أن وقف بث القناة قد يؤدي الى وقف قنوات عربية أخرى هي ضمن نفس الباقة التي تضم «المنار».

واستمعت الغرفة الرابعة في مجلس شورى الدولة الفرنسي أمس الى محامي يوتلسات التي تملك القمر الصناعي «هوت بيرد - 4»، الذي أكد استحالة وقف بث «المنار» وحده باعتبار ان القناة جزء من باقة من القنوات العربية التي تصله من شركة عربسات والتي يعاد إرسال بثها على «هوت بيرد - 4». وبحسب شركة يوتلسات فان وقف «المنار» يعني وقف الباقة بأكملها، مما يترتب على ذلك دفع تعويضات مالية مترتبة على فسخ العقود.

وفي ما يشبه التهديد المبطن قال محامي يوتلسات، ان الأخيرة ستعطي شركة عربسات مهلة 12 ساعة لإخراج «المنار» من باقة القنوات العربية وفي نفس الوقت ستبدأ الشركة بالتشويش على هذه الباقة. وفي حال امتنعت عربسات عن الاستجابة فان يوتلسات ستوقف كامل الباقة.