المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فواحش ترتكب... والأزواج هم الضحية:خيانة الزوجة ظاهرة أم حالة متكررة يشهدها المجتمع ؟



زوربا
11-05-2011, 04:19 PM
بتاريخ : السبت 05-11-2011



المواطن - بشرى العزاوي


سمعنا جميعا عن قصص الخيانة وعن طرقها المختلفة ,وكيف ترتكب وما هي أحداثها ,لكن المصيبة حينما نسمع ان الزوجة هي بطلة المشهد حيث البعض يخونن أزواجهن وبكل سهولة دون الاكتراث بتبعات هذه الفاحشة المهم لديهن إشباع رغباتهن الدنيئة وإرضاء نزواتهن, وان هذا النوع من الخيانة يعتبر من المحرمات و الفواحش التي لن تغتفر ويعاقب عليها القانون اللاهي .

ان هذا الموضوع جدا حساس وخطير وتعمدت لطرحه لأنه بات منتشرا في مجتمعنا وأصبحنا نسمع عنه كثيرا ,فتبادر في ذهني بعد كل تلك القصص التي سمعتها الكثير من الأسئلة , منها لماذا انخرط المجتمع لهذا المستوى, وأين الواعز الديني من الناس, هل رحلت مخافة الله من قلوب البشر الا يتذكروا الآخرة ؟

ولماذا تتعمد الزوجة الى ارتكاب الخيانة وهي على علم بأنها فاحشة كبرى؟

ولماذا تستمر بالخيانة وهي على يقين ان ما تفعله فاحشة ؟

هذه الأسئلة وأكثر التي تجول في خاطر الكثير ,فالتقيت ببعض المعنيين لنتعرف على الأجوبة و الأسباب التي دفعت الزوجة للخيانة وسبل معالجتها فكان لقائي الأول مع منار عبد الله (30 عاما ) متزوجة حيث قالت " ان البعض من النساء يعيشن في ظروف قاسية مع أزواجهن ويتعرضن للضرب والاهانة وعدم الاحترام فتلجأ الزوجة الى إيجاد شخص آخر لنسيان ماتعيشه او تخفف من همومها و تسمح لنفسها في تكوين علاقة مع رجل اخر لكي يسد النقص الذي تعيشه فحينما تجد الحنان والاهتمام والحب تتمسك بذلك الغريب وتستمر معه لإرضاء رغباتها وتخون زوجها وأبنائها ونفسها أولا ,وان مهما كانت تعيش من ظلم لايسمح لها ان تخون زوجها , حتى وان كانت مضطهدة من قبل زوجها لكن هناك حالات أخرى حيث ان بعضهن يخونن دون سبب ولايذكر للزوج أي تقصير , قد تكون مجرد حالة نفسية , واحانا يكون الدافع ماديه بسبب ظروف أجبرتها , او تشعر بان زوجها يفتقر للشخصية والرجولة فتتعمد الى البحث عن مايسد نقص معين فتعوض حرمانها بالخيانة .

*عدم إشباع عاطفتها

يكمل لنا الصحفي شهاب احمد العلي( 50 عاما ) الأسباب التي تدفع الزوجة للخيانة حيث يقول " تخون الزوجة حينما تتصف بسوء الأخلاق , وعدم تلقيها التربية الصحيحة من الأهل, والصحبة السيئة لها دور كبير في انحراف الزوجة , وأيضا ان سفر الزوج المطول دون أسباب اي لمجرد السياحة واللهو والمتعة يخلق عند المرأة فجوة كبيرة مما تسعى الى سدها بشخص آخر ,وكذلك تعرض الزوجة للقسوة والاهانة من زوجها ,وكذلك إجبارها على الزواج من رجل لاتحبه , وكذلك عدم احترام الزوجة واعتبارها بقرة تحمل وتلد وتربي فقط , و عدم إشباعها عاطفيا وجنسيا , وأيضا من الأسباب التي تدفع الزوجة للخيانة هي خيانة الزوج علنا دون مراعاة مشاعرها .

*المسؤولية يتحملها الطرفين

الموضوع انحرافا أخلاقيا ينذر بعواقب كبيرة في بنية المجتمع خاصة المجتمع الإسلامي لأنه تترتب عليه أثار كبيرة في قضية النسب وغيرها هذا مقاله زهير الجبوري ( 37 عاما ) وأضاف أيضا "انه مهما تكن الأعذار وراء هذا الفعل فان المسؤولية يتحملها الطرفين الزوج والزوجة معا وقد يكون الأهل أيضا عندما يتمون الزواج بدون رغبة الزوجين او عدم وجود تكافؤ او تقارب بينهما كذلك قد يكون غياب الوعي في معالجة المشاكل الزوجية عند الزوجين عامل مساعد لظهور هذه الحالة وبالرغم من كل ذلك فان خيانة اي من الزوجين للأخر مرفوض شرعا وخلقا وقانونا.

*البنت على ذيل أمها

نور محمد (40 عاما ) ربة بيت تقول " إني اختصر الحديث وأقول التربية هي الأساس وألام خاصتا هي من تقع عليها مسؤولية التربية ومتابعه بنتها وتوجيهها للسلوك الصحيح وليس الأب وعلى حسب المثل العراقي (البنت على ذيل أمها ) ولو كانت الأم صاحبة خلق حسن وتخاف الله تربي جيل جيدا يعرف الصح من الغلط والحلال من الحرام وتكون جدا حريصة على تربية بناتها وأبنائها حيث تبدأ بتوعيتهم بهذه الأمور وتحرص على نشر ثقافة الشرف والتقاليد الشرقية في نفوس بناتها ولأنه المجتمع الشرقي لايسامح البنت اذا غلطت عكس الولد يفعل ما يحلوا له دون محاسبته على أخطائه .

*مازلت أخون زوجي

تروي لنا (ع . م) ( 18عاما ) التي رفضت ذكر اسمها قصة خيانتها التي لم يعرف بها احد حتى الآن حيث قالت " ا ن أهلي أجبروني على الزواج من احد أقربائنا رغما عني , وقد حاولت تخريب هذا الزواج لأني كنت على علاقة حب مع زميل لي بالكلية ورغم انه تقدم لخطبتي لكنهم رفضوه وفضلوا من هو يقرب لهم, فأرغمت على الموافقة فحاولت ان أتعود على زوجي فلم استطع فبقيت متعلقة بحب زميلي واستمريت باللقاء معه خفية وبدون ان يعرف احد وكنت التقي به في بيتي عند سفر زوجي لخارج العراق , ورغم اني اعرف ان هذا الفعل فاحشة لكني لا استطيع ان أتخلى عن عشيقي ولا أتخيل العيش بدونه ,وبنفس الوقت لا اقدر على طلب الطلاق من زوجي لان أهلي لا يقبلون مطلقا وبقيت بين ( حانه ومانه ) .

*سوء اختيار الزوج

مهند العطواني ( 25عاما ) باحث اجتماعي يقول "ركز الإسلام على اختيار الزوجة الصالحة والتي تحمل المؤهلات التي نستطيع من خلالها ان تسمى زوجه صالحه فالشخص عندما يقبل على خطبة الفتاة عليه ان يبحث عن نسبها ويسأل عن تصرفها لأن الزواج ليس مشروع تجاري ونقوم بتجربة غيره عندما يفشل ولكنه بدأ باثنين ويمكن ان ينتهي بأفراد وأن الأبناء يكون آبائهم مرآة لهم. اختاروا لنطفكم فأن العرق دساس لذا ان الاختيار الصحيح هو يجنب الزوج الكثير من المشاكل وان سوء الاختيار سوف يسبب له عدة أمور لا يتقبلها المجتمع ومنها الخيانة او الهروب مع شخص آخر .

*زوجتي تخونني مع صديقي

الزوج ( ن . و) البالغ من العمر ( 42 عاما ) طلب منا عدم ذكر اسمه حيث سرد لنا قصته وهو يتألم ودموعه على باب عينه على وشك السقوط حيث قال " لقد تزوجت من امرأة اختارتها لي والدتي وحسب الزواج التقليد تم الزواج بسرعة , وبعد مرور سنة تقريبا اكتشفت ان زوجتي تخونني مع صديقي , حيث كان الأخير يتردد للبيت كل يوم وكنت أجالسه وزوجتي تسلم عليه لأنه كان بمثابة اخ لي لكن للأسف في احد الايام وعند رجوعي المفاجئ والغير متوقع وقته لان لي محل أسواق ولا ارجه الا المساء وبوقت متأخر فوجدت صديقي وزوجتي في وضع لم تتتحمله نفسي فانهارت اعصابي وبدأت اضربهما واصرخ بوجهيهما وأخذت زوجتي لبيت أهلها وقد تم قتلها على يد أخيها, اما صديقي فكسرت له جميع أضلعه وهو مقعد الان على كرسي متحرك هذا جزاء لهما, ولكني مازلت أعاني من الصدمة رغم مرور خمس سنوات على مرورها .

*تلعب على الحبلين

تقول شدن كاظم ( 34 عاما ) " ان قصص الخيانة كثيرة ومتنوعة فلقد حدثتني جارتي ( ام ....) بحكم الصداقة التي بيننا عن مصيبتها حيث تقول ان كنتي ( تلعب على الحبلين ) عند خروج زوجها تبقى مع ابني الثاني (حماها ) ويختلي بها وتخون زوجها وحين رجوعه ,وكأن شيئا لم يحدث ,وبالرغم من حذرهم لكن لم يخفى علي الأمر وكانت أوضاعهما واضحة كوضوح الشمس , فبقيت مثل( بالعة الموس ) لا استطيع أخبار ابني الذي هو زوجها بالأمر خوفا من حدوث نزاع ويقتل أخيه ,لكني حاولت ان انهي هذه الفاحشة فتكلمت مع كنتي ونصحتها وترجيتها ان تبتعد عن حماها وان تستر على نفسها , لكي لا تحدث كارثة في البيت ,لكنها رفضت الاستماع لي وهددتني بان تفتري علي وتجبر زوجها (ابني ) على طردي من البيت إن بقيت أضايقها ,فلزمت الصمت خوفا على الجميع رغم ان السكوت يقتلني ويصعب تحمله كثيرا .

*نظرة علم النفس التربوي

الدكتور سعد مطر اختصاص علم نفس تربوي يقول " ان الزواج قرار مصيري ولابد ان يقوم على التكافؤ وعلى متطلبات تحقق تشكيل أسرة تستمر وبالتأكيد تكون نواة لإنتاج اسر فرعية وهذا يتطلب وعي في عملية اختيار الطرف الأخر وهذه تعتمد على ان تكون العلاقة مبنية على قيم أخلاقية وإنسانية ودينية وبنفس الوقت عاطفية واقتصادية فان توفرت هذه العوامل وخصوصا الاقتصادية سوف تجنبهم جميع المشاكل المستقبلية , وإذا كانت هذه الأسباب متخلخلة وغير متوازنة فسوف لا تتوفر لزوجة متطلباتها في زوجها وأسرتها , وقد يكون الزوج هو من بدأ بالخيانة او لا يحترمها ولم يهيئ المناخ الأسري ولم يحترم العلاقة التي بينهم فبطبيعة الحال هذا التراكم يضعف العلاقة ويؤدي الى تفكك مباشر للزواج.

وأضاف الدكتور "ان الزوجة عندما كانت فتاة فاقدة مفهوم الصحيح لذاتها ,وان نظرة المجتمع الشرقي للمرأة هي دون الرجل وهذه لطبيعة الحال سببه عوامل عشائرية او عرف اجتماعي يجبرها على الزواج والارتباط بشخص هي غير مقتنعة به ,ومن ضمن الأسباب هي عدم الاختيار الصحيح , وعدم اقتناع الزوج او الزوجة , وعدم وجود التكافؤ الثقافي وكذلك ضعف الجانب الاقتصادي , و النظرة الدونية للمرأة ,ومن الأسباب أيضا التأثر بالأفلام والمسلسلات التي تدفعها الى تقمص شخصية البطلة وتحاول تقليدها, والنقطة الأخرى هو التفكك الأسري بسبب الحروب ,وأيضا إهمال الزوج عندما يهتم بعمله ويغيب عن المنزل لساعات طويلة ,ولربما قد يكون للزوج لدية علاقات غير شرعية مع أخريات وهذه جميعها تدفعها للانحراف .

ويذكر لنا سعد مطر دكتوراه علم نفس الحلول للتقليل عن هذه الظاهرة حيث يقول " في كل أسرة لابد إن تكون هناك احترام لشخصية الأسرة ,وان يتعامل معها بالمساواة مع الذكر في التعامل فعندما يأتي للرجل فتاة عليه إن يحتفل بوجودها ويقيم لها أعياد الميلاد , ومن الحلول أيضا ان يدعو أصحاب الجوامع والحسينيات والكنائس .... الخ الى التأكيد على احترام المرأة لان في كل الكتب السماوية أكدت على ذلك ,وأيضا على وسائل الإعلام الدعوة إلى احترام المرأة وإعطاء حقوقها كاملة غير منقوصة ,

وعلى منظمات المجتمع المدني لها دور أيضا وخاصة المنظمات الثقافية أن تهتم بعيد المرأة وبذلك نربي الأجيال على تقديس الأم وهذا ينعكس على النساء جميعا ,وان عدم اهتمام الفتاة وهي ما تزال في بيت أهلها سوف تنشا عدوانية وان التمايز وفقدانها لأهميتها داخل الأسرة يجعلها تحاول أن تنتقم من الأهل وعند زواجها ينعكس ذلك الشعور فيدفعها الى الخيانة الزوجية فلابد ان تتكاثف الجهود وان ترسخ القيم الصحيحة وان يصح مسار المرأة .