jameela
11-04-2011, 06:40 AM
04/11/2011
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2011/11/04/a1080cb8-3167-4735-97ce-ae1b66013e17_main.jpg
ابو سعود هارولد ديكسون وزوجته 1995
فرحان عبدالله الفرحان
منذ الزيارة التاريخية التي قام بها اللورد كرزون حاكم الهند في آخر القرن التاسع عشر وأول القرن العشرين للكويت، وبعدها عيّن أول معتمد وممثل بريطاني في الكويت، وكان (نوكس) هو صاحب الحظ، حيث سكن سنة 1904 في بيت الزيد وجزء من أرض العصفور، وتوالى بعدها المعتمدون الذين بلغوا خمسة عشر معتمدا مقيما في الكويت، وكان من أبرزهم بلا شك هو ديكسون الذي ترك بصمات لا تمحى تاريخيا، حيث سجل الكثير عن هذه البلاد، وهناك ثاني معتمد، وهو شكسبير الذي قتل في معركة «جراب» في نجد وهو يدافع عن الكويت، وهناك سيئ الذكر ديكوري الذي يذكره الكويتيون، والذي ترك بصمات لا تسر ذلك من سنة 1936 الى 1939، علما بأن ديكوري باحث، حيث ترك مجموعة من المؤلفات منها (حكام مكة)، وقد اشتريت هذا الكتاب من مكتبة مدبولي في القاهرة، والكتاب أخذت معلوماته من القنصلية البريطانية في بغداد في تلك الحقبة وهو في ثلاثمائة وستين صفحة، وكذلك أخرج ديكوري رحلة عربية (القبطان) فيصل ملك المملكة العربية السعودية العنقاء العربية (الطريق الى كابول)، والذي يلحظ من كتابات ديكوري فيها النظرة المتعالية على العالم العربي والاستعمارية.
المعتمدون الآخرون لم تكن لهم بصمات تُذكر، اللهم إلا ديكسون، الذي اعتبر عند الكتاب الغربيين والعرب أنه من المتميزين، وكما قلت في أبحاث سابقة إنه من أمثال كتشنز ولورنس وكماهون ستورس ولوكس وفيلبي (وجرزود بل) وكلايتون (وغلوب ايواحنيك) وجارقبس ولوتفريغ وكركيرايد وفريا شبارك ويولارد وولسون وادموندز وبرترام توماس وكورنواليس وسبيرز وغيرهم كثر تفاوتت الأدوار التي قاموا بتمثيلها على مسرح دنيا العرب.
أمام بعض هؤلاء الكبار الذين خدموا الامبراطورية البريطانية في عزها أين يقف ديكسون؟
قبل أن استعرض ديكسون، اعرض بصورة سريعة على الذين سبقوه، ومن جاء بعده في الكويت، وهذا ما يهمنا في اليمن كان الأول نوكس وبعدها شكسبير وبعدها هاملتون، ثم لاخ ثم مكلم ثم مور، وبعدها محدثنا ديكسون وبعدها جاء سيئ الذكر ديكوري، ثم تام ثم تاندي ثم غالوي ثم جيمس جبلي، ثم هارفورد ثم جاكسون ثم ريجمون الذي أصبح سفيرا، وهو آخر القناصل المعتمدين وأول السفراء.
عندما نلقي نظرة على هؤلاء المعتمدين البريطانيين الذين مثلوا بلادهم قرابة قرن ونصف من الزمان، بلا شك أن هارولد ديكسون يعتبر في طليعتهم، ونقول لماذا كان هذا الديكسون متميزا، بلا شك الوراثة والتجارب والدراسة والبيئة واجادة لغة القوم الذين حل بهم، إجادة هذه العربية منذ طفولته جعلت منه عنده الاستعداد للمستقبل الذي كان المسؤولون البريطانيون في لندن يضعون المجهر لمتابعة معتمديهم وأبنائهم، والذي يكون كفؤا يؤخذ للمهمات الصعبة، وهذا ما حصل لديكسون، لكننا لا نستبق الأحداث، ونترك له يروي لنا قصة بداياته الأولى في كتابه «الكويت وجاراتها» الجزء الأول صفحة 123-122 يقول التالي:
كان جدي الأكبر جون ديكسون طبيبا جراحا في البحرية الملكية، وشهد مع نلسون معركتي كوبنهاغن وترافلغار. وبعد الحروب النابليونية أقام في طرابلس، حيث أصبح كبير الأطباء في مقر الباشا العثماني هناك (منصب الباشا في طرابلس كان وراثيا). وتزوج من اليزابيت الابنة الوحيدة للسير ارشيبالد دالزل القائد والحاكم العام للقلاع الساحلية في الكاب.
ولد جدي ادوارد دالزل ديكسون في طرابلس، بربري، في 29 تشرين الثاني سنة 1815. وبعد سلسلة من المغامرات قضى حوالى 60 سنة في القسطنطينية، عمل خلالها ضابطا في الفرقة الطبية في الجيش التركي، وقضى القسم الأكبر من هذه السنوات طبيب السفارة البريطانية هناك. وخلال تلك الفترة كان أيضا الطبيب الخاص لثلاثة من السلاطين هم: عبدالمجيد، وعبدالعزيز، ومراد الخامس. وانتهى كرئيس لأطباء السفارة البريطانية، وكرئيس للهيئة الدولية للأطباء التي كان مركزها في العاصمة التركية. وظل في هذا المنصب الى أن تقاعد وخلد الى الراحة في القسطنطينية.
وتزوج جدي ثلاث مرات. كان زوجته الأولى لويزا بوينا باري وارنغتون وهي جدتي. ولدت في طرابلس وتوفيت هناك. وكان والدها الكولونيل هانمر وارنغتون قنصلا عاما في طرابلس لعدة سنوات. وهو ينحدر من سلالة تريفور تيودور المعروف باللورد هيرفورد سليل عائلة تيودور المالكة.
لقد ذكرت كل ذلك للإشارة الى أن تاريخ اجدادي يمت بصلة الى شمال افريقيا، الى العرب والاتراك، مما ترك اثرا في حياة والدي وفي حياتي أنا.
وقضى والدي معظم حياته في الخدمة القنصلية في الشرق وخاصة في سوريا التي كانت تشمل لبنان وفلسطين في ذلك الوقت.
أما أنا فقد ولدت في بيروت في الرابع من فبراير سنة 1881 وقضيت أيام صباي في دمشق والقدس، حيث كان والدي يخبرنا عن مغامرات جدي والأحداث التي مرت في حياته.
ولم أقابل جدي إلا مرة واحدة وكان ذلك سنة 1899 عندما كان والدي قنصلا عاما لبريطانيا في القدس التي كان يحتلها الأتراك. وعندما انهيت دروسي في كلية سانت ادوارد باوكسفورد، ذهبت في رحلة الى القدس برفقة ابنة خالتي هيلدا مالتبي، لكي أشاهد والدي وشقيقتيَّ قبل ان أدخل كلية وادهام في اوكسفور. وقد أبدى جدي رغبة ملحة في مشاهدة حفيده الوحيد. فقر الرأي على أن أحضر الى مرسيليا ومن هناك بحراً الى القسطنطينية ثم إلى القدس. وتولى والدي أمر ترتيب الرحلة التي كنت اترقبها بشوق بالغ. وصرت اتطلع بشغف لمقابلة جدي ذلك الرجل الشهير الذي طالما سمعت عن مغامراته. ومن المؤسف حقاً انه لم يكتب قصة حياته.
ووصلت أنا وهيلدا الى القسطنطينية، حيث لاقانا جدي ونزلنا ضيوفا عليه في منزله في بيرا. وكان المنزل قديماً ولكنه فخم الأثاث. وكان جدي أشيب الشعر يلبس نظارتين. وقد رحبت بنا زوجته الثالثة وهي سيدة يونانية تدعى ايرين تبلغ الثلاثين من العمر. ولم تكن تعرف من الإنكليزية الا القليل ولذلك كانت التركية هي لغة المنزل.
كان الفاضل سعود بن غانم الجمران العجمي تولى إخراج وطباعة كتاب «ديكسون عرب الصحراء»، حيث ان ديكسون اخرج الكويت وجاراتها ثم عرب الصحراء.. يقول الاستاذ الجمران عن المؤلف في صفحتي 3 - 4 التالي:
عن المؤلف وحرمه
ولد الليفتنانت كولونيل هارولد ريتشارد باتريك ديكسون، وابن المرحوم جون ديكسون، القنصل العام لصاحبة الجلالة البريطانية بالقدس، في بيروت في 4 فبراير 1881م. وبعد ان تلقى تعليمه في مدرسة سانت ادوارد، باوكسفورد، وكلية وادهام، جامعة اوكسفورد، انضم إلى فرقة الكونوت رينجرز في عام 1903، وبعد أداء الخدمة العسكرية في ايرلندا والهند، نقل في عام 1908 الى الفرقة 29 من حملة الرماح (يدكالد هورس) بالجيش الهندي.
وعندما اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى، توجّهت فرقته الى فرنسا، ولكن نظرا لمعرفته باللغة العربية تم إلحاقه بالفرقة 33 بسلاح الفرسان، وبعث به الى العراق في شهر نوفمبر 1914، حيث شارك في العمليات التي أدت إلى الاستيلاء على البصرة، والقرنة، والناصرية، بما في ذلك معركة الشعيبة، وأشيد بذكره في التقارير العسكرية.
في شهر اغسطس 1915، نقل الى الادارة السياسية تحت رئاسة السير بيرسي كوكس، وساعد في تنظيم الادارة المدنية في جنوب العراق، التي كان يجري نقلها بخطى وئيدة من أيدي الأتراك. وبصفته مساعدا سياسيا عين مسؤولا عن بلدة سوق الشيوخ والمنطقة المحيطة بها على الفرات، وكان الانكليزي الوحيد بين سكان العرب لا يربطهم بالانكليز اي ود او صداقة. وبعد ذلك، عين وكيلا سياسيا في الناصرية، مع الاشراف على كل تلك المنطقة بما في ذلك قبيلة المتفق الكبيرة.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى مباشرة، نقل وكيلا سياسيا في البحرين، وظل يشغل هذا المنصب حتى عام 1920 عندما عاد الى العراق ليشغل منصب الوكيل السياسي لمنطقة وسط الفرات، ثم عمل مستشارا لأول حاكم عربي لمقاطعة حلة - Hilla. وفي عام 1923 نقل الى الهند، حيث عمل سكرتيرا خاصا لمهراجا بيكانير، وبعد اربع سنوات عين سكرتيرا للمقيم السياسي بالخليج، والذي كان يباشر مهام منصبه في ذلك الوقت من مقر إقامته بالبحرين. وعندما وصل تمرد الإخوان ضد الملك ابن سعود الى ذروته في عام 1929، توجه الى الكويت ليشغل منصب الوكيل السياسي بها ولعب دورا بارزا، مخاطرا بحياته في بعض الأحيان، في المفاوضات التي أدت الى استسلام المتمردين وتدعيم استقلال الشيخ السير أحمد الجابر الصباح، حاكم الكويت في ذلك الوقت.
وأدى تقاعده من الجيش عند بلوغه السن القانونية في عام 1936 الى تخليه ايضا عن منصب الوكيل السياسي. ومنذ ذلك الوقت ظل في الكويت بصفته الممثل المحلي الرئيسي (العلاقات العربية) لشركة نفط الكويت.
ولقد أتاحت له صداقته الشخصية للملك ابن سعود، والتي بدأت في عام 1920 واستمرت بلا انقطاع حتى وفاة هذا الحاكم في عام 1953، وصداقته مع العديد من الناس من مختلف المستويات الاجتماعية في الكويت والسعودية والعراق، الفرصة للحصول على قدر كبير من الصحراء، في هذا الكتاب نلتقي بالعديد من الذكريات الشخصية التي لم تسجل من قبل.
وكان المرحوم حمد السعيدان لم يفوت الفرصة حيث سجل نبذة قصيرة عن حياة ديكسون وزوجته بالتالي:
ديكسون H.R.P. Dickson
هارولد ديكسون وكيل سياسي بريطاني في الكويت، ولد في بيروت في 4 فبراير 1881، التحق بالجيش البريطاني عام 1903، عين حاكما سياسيا في جنوب العراق 1916 ثم معتمدا في البحرين 1920 وأصبح وكيلا سياسيا في الكويت من 22 مايو 1929 حتى فبراير 1936، توفي في الكويت في 15يونيو 1959، وأوصى أن يدفن في الكويت ودفن في الاحمدي، لعب دورا بارزا في المنطقة، ذكر بعض ادواره في كتابيه «الكويت وجاراتها» و «عرب الجزيرة» Kuwait and he neighbours & The Arab's of the Desert، ويعتبر ديكسون وعائلته من اشهر الانكليز الذين عرفهم الكويتيون، وذلك بسبب تأقلمهم وعيشهم في الصحراء، كما فعل لورنس وفيلي. يسميه الناس ابا سعود لانه عندما رزق مولوده وارنغتون في سويسرا اخبر عبدالعزيز السعود بأنه رزق مولودا فطلب منه ابن سعود ان يسميه سعود ففعل، واصبح يعرف بأبي سعود وامه ام سعود.
ديكسون المسيز ديكسون Violet Dickson
أم سعود زوجة الكولونيل هارولد ديكسون شاركت زوجها في تأليف كتاب «الكويت وجاراتها» ولها كتاب «ازهار الكويت» The Flowers of Kuwait and Bahrain و «البحرين»، ضمنته اشهر النباتات الصحراوية ومقاساتها وشرح لها، وفي زيارتها الاخيرة لنا في نيروبي اكتوبر 1969 أفادتني بأنها تقوم بإعداد كتاب آخر عن الكويت بعنوان «اربعون عاما في الكويت» Forty Years in Kuwait.
كان ديكسون عندما اختير في أول القرن العشرين للذهاب الى الهند، كان المسؤولون يعرفون أن الرجل يجيد اللغة العربية وكان يعد للذهاب الى العراق والعالم العربي، وفي اثناء توقف الباخرة التي تقله الى الهند، تعرف على السيدة بيولين البريطانية التي كانت تعمل في سويسرا والتي اصبحت زوجته فيما واصل رحلته الى الهند، ومن هناك صقل وأعد لدوره في العراق، ثم الكويت حيث أجاد الدور على أحسن وجه فيها.
إن قصة رحلته من بريطانيا إلى الهند، ثم العراق فالكويت كانت نشرته السيدة زوجته في كتابها «أربعون عاماً في الكويت» هذه السيدة التي بقيت في الكويت تريد أن تدفن بجوار زوجها في الكويت، لكن الاحتلال الصدامي فرض عليها الذهاب إلى لندن لتموت وتدفن هناك.
هذه السيدة وزوجها أنجبا في الكويت ابنا وبنتاهما اسعود الابن والبنت زهرة هذه الزهرة لم تترك الكويت من دون بصمات، بل مدة اقامتها في الكويت قبل الزواج والاستقرار في بريطانيا ألفت كتابا عن الكويت، أسمته «الكويت كانت منزلي» أما والدتها فيوليت فألفت كتاب «أربعون عاماً في الكويت» وكتاب «النباتات والورود البرية في الكويت» قلنا هارولدت ديكسون ألف كتاب «الكويت وجاراتها وعرب الصحراء». المهم أن هؤلاء الدكاسنة أو آل ديكسون منذ وطئت أقدامهم أرض الكويت في سنة 1936 تركوا بصمات تذكر لهذا أكرمتهم الدولة وسمّت المنزل والبيت الذي سكنه ديكسون «بيت ديكسون» وأصبح متحفاً ومعلماً أثرياً، ذلك لما ترك ديكسون من بصمات في تاريخ هذه البلاد الكويت. انه ديكسون الذي دخل أكاديمية التمثيل البريطانية طالباً المجد منذ نعومة اظفاره، فمثل أدوارا غير بارزة في الهند، ثم اخذت ملامحه في العراق ليرتفع شأنه في الكويت الى مرتبة الممثلين الرئيسيين، ويتجلى نبوغه ويعطي أدوار ادارة العلاقات مع المملكة العربية السعودية التي لعب دوراً بارزاً فيها، حيث انتهت حروب بدو الصحراء، وبعدها توجه ديكسون الى الصحراء لمصادقة هؤلاء الذين يعيشون على كفاف الحياة، فألف عنهم كتابه عرب الصحراء.
إذن هذا ديكسون وزوجته فيوليت التي تركت بصمات بكتابها «اربعون عاماً في الكويت» سجلت فيه الكثير عن هذه البلاد، ومن ثم أنجبت طفليها اسعود وزهرة في الكويت، ويقبع زوجها في قبره في الأحمدي، وهي بعيدة عنه في أرض الضباب في بريطانيا، ويكون دورهم الذي لعبوه في النصف الأول من القرن العشرين بترك بصمات في كتبهم التي أخرجوها عن الكويت، لهذا نسجل هذا التاريخ لآل ديكسون.
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2011/11/04/fbbef77d-b89e-42f5-a436-94a859141ba0_maincategory.jpg (http://javascript<b></b>:void(0);)
الجدة (فيوليت ديكسون) والبنت (زهرة) والحفيدة (بني) عام 1987
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2011/11/04/5b62ef1c-10f6-42ac-91bc-5e6cd044dc09_maincategory.jpg (http://javascript<b></b>:void(0);)
السيدة فيوليت مع شقيقتها أسيل وحفيدها سيمون (عام 1976)
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2011/11/04/81fdca0e-a9fd-4701-909a-5bd30887d391_maincategory.jpg (http://javascript<b></b>:void(0);)
هارولد ديكسون في شبابه بالزي العسكري
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2011/11/04/a1080cb8-3167-4735-97ce-ae1b66013e17_main.jpg
ابو سعود هارولد ديكسون وزوجته 1995
فرحان عبدالله الفرحان
منذ الزيارة التاريخية التي قام بها اللورد كرزون حاكم الهند في آخر القرن التاسع عشر وأول القرن العشرين للكويت، وبعدها عيّن أول معتمد وممثل بريطاني في الكويت، وكان (نوكس) هو صاحب الحظ، حيث سكن سنة 1904 في بيت الزيد وجزء من أرض العصفور، وتوالى بعدها المعتمدون الذين بلغوا خمسة عشر معتمدا مقيما في الكويت، وكان من أبرزهم بلا شك هو ديكسون الذي ترك بصمات لا تمحى تاريخيا، حيث سجل الكثير عن هذه البلاد، وهناك ثاني معتمد، وهو شكسبير الذي قتل في معركة «جراب» في نجد وهو يدافع عن الكويت، وهناك سيئ الذكر ديكوري الذي يذكره الكويتيون، والذي ترك بصمات لا تسر ذلك من سنة 1936 الى 1939، علما بأن ديكوري باحث، حيث ترك مجموعة من المؤلفات منها (حكام مكة)، وقد اشتريت هذا الكتاب من مكتبة مدبولي في القاهرة، والكتاب أخذت معلوماته من القنصلية البريطانية في بغداد في تلك الحقبة وهو في ثلاثمائة وستين صفحة، وكذلك أخرج ديكوري رحلة عربية (القبطان) فيصل ملك المملكة العربية السعودية العنقاء العربية (الطريق الى كابول)، والذي يلحظ من كتابات ديكوري فيها النظرة المتعالية على العالم العربي والاستعمارية.
المعتمدون الآخرون لم تكن لهم بصمات تُذكر، اللهم إلا ديكسون، الذي اعتبر عند الكتاب الغربيين والعرب أنه من المتميزين، وكما قلت في أبحاث سابقة إنه من أمثال كتشنز ولورنس وكماهون ستورس ولوكس وفيلبي (وجرزود بل) وكلايتون (وغلوب ايواحنيك) وجارقبس ولوتفريغ وكركيرايد وفريا شبارك ويولارد وولسون وادموندز وبرترام توماس وكورنواليس وسبيرز وغيرهم كثر تفاوتت الأدوار التي قاموا بتمثيلها على مسرح دنيا العرب.
أمام بعض هؤلاء الكبار الذين خدموا الامبراطورية البريطانية في عزها أين يقف ديكسون؟
قبل أن استعرض ديكسون، اعرض بصورة سريعة على الذين سبقوه، ومن جاء بعده في الكويت، وهذا ما يهمنا في اليمن كان الأول نوكس وبعدها شكسبير وبعدها هاملتون، ثم لاخ ثم مكلم ثم مور، وبعدها محدثنا ديكسون وبعدها جاء سيئ الذكر ديكوري، ثم تام ثم تاندي ثم غالوي ثم جيمس جبلي، ثم هارفورد ثم جاكسون ثم ريجمون الذي أصبح سفيرا، وهو آخر القناصل المعتمدين وأول السفراء.
عندما نلقي نظرة على هؤلاء المعتمدين البريطانيين الذين مثلوا بلادهم قرابة قرن ونصف من الزمان، بلا شك أن هارولد ديكسون يعتبر في طليعتهم، ونقول لماذا كان هذا الديكسون متميزا، بلا شك الوراثة والتجارب والدراسة والبيئة واجادة لغة القوم الذين حل بهم، إجادة هذه العربية منذ طفولته جعلت منه عنده الاستعداد للمستقبل الذي كان المسؤولون البريطانيون في لندن يضعون المجهر لمتابعة معتمديهم وأبنائهم، والذي يكون كفؤا يؤخذ للمهمات الصعبة، وهذا ما حصل لديكسون، لكننا لا نستبق الأحداث، ونترك له يروي لنا قصة بداياته الأولى في كتابه «الكويت وجاراتها» الجزء الأول صفحة 123-122 يقول التالي:
كان جدي الأكبر جون ديكسون طبيبا جراحا في البحرية الملكية، وشهد مع نلسون معركتي كوبنهاغن وترافلغار. وبعد الحروب النابليونية أقام في طرابلس، حيث أصبح كبير الأطباء في مقر الباشا العثماني هناك (منصب الباشا في طرابلس كان وراثيا). وتزوج من اليزابيت الابنة الوحيدة للسير ارشيبالد دالزل القائد والحاكم العام للقلاع الساحلية في الكاب.
ولد جدي ادوارد دالزل ديكسون في طرابلس، بربري، في 29 تشرين الثاني سنة 1815. وبعد سلسلة من المغامرات قضى حوالى 60 سنة في القسطنطينية، عمل خلالها ضابطا في الفرقة الطبية في الجيش التركي، وقضى القسم الأكبر من هذه السنوات طبيب السفارة البريطانية هناك. وخلال تلك الفترة كان أيضا الطبيب الخاص لثلاثة من السلاطين هم: عبدالمجيد، وعبدالعزيز، ومراد الخامس. وانتهى كرئيس لأطباء السفارة البريطانية، وكرئيس للهيئة الدولية للأطباء التي كان مركزها في العاصمة التركية. وظل في هذا المنصب الى أن تقاعد وخلد الى الراحة في القسطنطينية.
وتزوج جدي ثلاث مرات. كان زوجته الأولى لويزا بوينا باري وارنغتون وهي جدتي. ولدت في طرابلس وتوفيت هناك. وكان والدها الكولونيل هانمر وارنغتون قنصلا عاما في طرابلس لعدة سنوات. وهو ينحدر من سلالة تريفور تيودور المعروف باللورد هيرفورد سليل عائلة تيودور المالكة.
لقد ذكرت كل ذلك للإشارة الى أن تاريخ اجدادي يمت بصلة الى شمال افريقيا، الى العرب والاتراك، مما ترك اثرا في حياة والدي وفي حياتي أنا.
وقضى والدي معظم حياته في الخدمة القنصلية في الشرق وخاصة في سوريا التي كانت تشمل لبنان وفلسطين في ذلك الوقت.
أما أنا فقد ولدت في بيروت في الرابع من فبراير سنة 1881 وقضيت أيام صباي في دمشق والقدس، حيث كان والدي يخبرنا عن مغامرات جدي والأحداث التي مرت في حياته.
ولم أقابل جدي إلا مرة واحدة وكان ذلك سنة 1899 عندما كان والدي قنصلا عاما لبريطانيا في القدس التي كان يحتلها الأتراك. وعندما انهيت دروسي في كلية سانت ادوارد باوكسفورد، ذهبت في رحلة الى القدس برفقة ابنة خالتي هيلدا مالتبي، لكي أشاهد والدي وشقيقتيَّ قبل ان أدخل كلية وادهام في اوكسفور. وقد أبدى جدي رغبة ملحة في مشاهدة حفيده الوحيد. فقر الرأي على أن أحضر الى مرسيليا ومن هناك بحراً الى القسطنطينية ثم إلى القدس. وتولى والدي أمر ترتيب الرحلة التي كنت اترقبها بشوق بالغ. وصرت اتطلع بشغف لمقابلة جدي ذلك الرجل الشهير الذي طالما سمعت عن مغامراته. ومن المؤسف حقاً انه لم يكتب قصة حياته.
ووصلت أنا وهيلدا الى القسطنطينية، حيث لاقانا جدي ونزلنا ضيوفا عليه في منزله في بيرا. وكان المنزل قديماً ولكنه فخم الأثاث. وكان جدي أشيب الشعر يلبس نظارتين. وقد رحبت بنا زوجته الثالثة وهي سيدة يونانية تدعى ايرين تبلغ الثلاثين من العمر. ولم تكن تعرف من الإنكليزية الا القليل ولذلك كانت التركية هي لغة المنزل.
كان الفاضل سعود بن غانم الجمران العجمي تولى إخراج وطباعة كتاب «ديكسون عرب الصحراء»، حيث ان ديكسون اخرج الكويت وجاراتها ثم عرب الصحراء.. يقول الاستاذ الجمران عن المؤلف في صفحتي 3 - 4 التالي:
عن المؤلف وحرمه
ولد الليفتنانت كولونيل هارولد ريتشارد باتريك ديكسون، وابن المرحوم جون ديكسون، القنصل العام لصاحبة الجلالة البريطانية بالقدس، في بيروت في 4 فبراير 1881م. وبعد ان تلقى تعليمه في مدرسة سانت ادوارد، باوكسفورد، وكلية وادهام، جامعة اوكسفورد، انضم إلى فرقة الكونوت رينجرز في عام 1903، وبعد أداء الخدمة العسكرية في ايرلندا والهند، نقل في عام 1908 الى الفرقة 29 من حملة الرماح (يدكالد هورس) بالجيش الهندي.
وعندما اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى، توجّهت فرقته الى فرنسا، ولكن نظرا لمعرفته باللغة العربية تم إلحاقه بالفرقة 33 بسلاح الفرسان، وبعث به الى العراق في شهر نوفمبر 1914، حيث شارك في العمليات التي أدت إلى الاستيلاء على البصرة، والقرنة، والناصرية، بما في ذلك معركة الشعيبة، وأشيد بذكره في التقارير العسكرية.
في شهر اغسطس 1915، نقل الى الادارة السياسية تحت رئاسة السير بيرسي كوكس، وساعد في تنظيم الادارة المدنية في جنوب العراق، التي كان يجري نقلها بخطى وئيدة من أيدي الأتراك. وبصفته مساعدا سياسيا عين مسؤولا عن بلدة سوق الشيوخ والمنطقة المحيطة بها على الفرات، وكان الانكليزي الوحيد بين سكان العرب لا يربطهم بالانكليز اي ود او صداقة. وبعد ذلك، عين وكيلا سياسيا في الناصرية، مع الاشراف على كل تلك المنطقة بما في ذلك قبيلة المتفق الكبيرة.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى مباشرة، نقل وكيلا سياسيا في البحرين، وظل يشغل هذا المنصب حتى عام 1920 عندما عاد الى العراق ليشغل منصب الوكيل السياسي لمنطقة وسط الفرات، ثم عمل مستشارا لأول حاكم عربي لمقاطعة حلة - Hilla. وفي عام 1923 نقل الى الهند، حيث عمل سكرتيرا خاصا لمهراجا بيكانير، وبعد اربع سنوات عين سكرتيرا للمقيم السياسي بالخليج، والذي كان يباشر مهام منصبه في ذلك الوقت من مقر إقامته بالبحرين. وعندما وصل تمرد الإخوان ضد الملك ابن سعود الى ذروته في عام 1929، توجه الى الكويت ليشغل منصب الوكيل السياسي بها ولعب دورا بارزا، مخاطرا بحياته في بعض الأحيان، في المفاوضات التي أدت الى استسلام المتمردين وتدعيم استقلال الشيخ السير أحمد الجابر الصباح، حاكم الكويت في ذلك الوقت.
وأدى تقاعده من الجيش عند بلوغه السن القانونية في عام 1936 الى تخليه ايضا عن منصب الوكيل السياسي. ومنذ ذلك الوقت ظل في الكويت بصفته الممثل المحلي الرئيسي (العلاقات العربية) لشركة نفط الكويت.
ولقد أتاحت له صداقته الشخصية للملك ابن سعود، والتي بدأت في عام 1920 واستمرت بلا انقطاع حتى وفاة هذا الحاكم في عام 1953، وصداقته مع العديد من الناس من مختلف المستويات الاجتماعية في الكويت والسعودية والعراق، الفرصة للحصول على قدر كبير من الصحراء، في هذا الكتاب نلتقي بالعديد من الذكريات الشخصية التي لم تسجل من قبل.
وكان المرحوم حمد السعيدان لم يفوت الفرصة حيث سجل نبذة قصيرة عن حياة ديكسون وزوجته بالتالي:
ديكسون H.R.P. Dickson
هارولد ديكسون وكيل سياسي بريطاني في الكويت، ولد في بيروت في 4 فبراير 1881، التحق بالجيش البريطاني عام 1903، عين حاكما سياسيا في جنوب العراق 1916 ثم معتمدا في البحرين 1920 وأصبح وكيلا سياسيا في الكويت من 22 مايو 1929 حتى فبراير 1936، توفي في الكويت في 15يونيو 1959، وأوصى أن يدفن في الكويت ودفن في الاحمدي، لعب دورا بارزا في المنطقة، ذكر بعض ادواره في كتابيه «الكويت وجاراتها» و «عرب الجزيرة» Kuwait and he neighbours & The Arab's of the Desert، ويعتبر ديكسون وعائلته من اشهر الانكليز الذين عرفهم الكويتيون، وذلك بسبب تأقلمهم وعيشهم في الصحراء، كما فعل لورنس وفيلي. يسميه الناس ابا سعود لانه عندما رزق مولوده وارنغتون في سويسرا اخبر عبدالعزيز السعود بأنه رزق مولودا فطلب منه ابن سعود ان يسميه سعود ففعل، واصبح يعرف بأبي سعود وامه ام سعود.
ديكسون المسيز ديكسون Violet Dickson
أم سعود زوجة الكولونيل هارولد ديكسون شاركت زوجها في تأليف كتاب «الكويت وجاراتها» ولها كتاب «ازهار الكويت» The Flowers of Kuwait and Bahrain و «البحرين»، ضمنته اشهر النباتات الصحراوية ومقاساتها وشرح لها، وفي زيارتها الاخيرة لنا في نيروبي اكتوبر 1969 أفادتني بأنها تقوم بإعداد كتاب آخر عن الكويت بعنوان «اربعون عاما في الكويت» Forty Years in Kuwait.
كان ديكسون عندما اختير في أول القرن العشرين للذهاب الى الهند، كان المسؤولون يعرفون أن الرجل يجيد اللغة العربية وكان يعد للذهاب الى العراق والعالم العربي، وفي اثناء توقف الباخرة التي تقله الى الهند، تعرف على السيدة بيولين البريطانية التي كانت تعمل في سويسرا والتي اصبحت زوجته فيما واصل رحلته الى الهند، ومن هناك صقل وأعد لدوره في العراق، ثم الكويت حيث أجاد الدور على أحسن وجه فيها.
إن قصة رحلته من بريطانيا إلى الهند، ثم العراق فالكويت كانت نشرته السيدة زوجته في كتابها «أربعون عاماً في الكويت» هذه السيدة التي بقيت في الكويت تريد أن تدفن بجوار زوجها في الكويت، لكن الاحتلال الصدامي فرض عليها الذهاب إلى لندن لتموت وتدفن هناك.
هذه السيدة وزوجها أنجبا في الكويت ابنا وبنتاهما اسعود الابن والبنت زهرة هذه الزهرة لم تترك الكويت من دون بصمات، بل مدة اقامتها في الكويت قبل الزواج والاستقرار في بريطانيا ألفت كتابا عن الكويت، أسمته «الكويت كانت منزلي» أما والدتها فيوليت فألفت كتاب «أربعون عاماً في الكويت» وكتاب «النباتات والورود البرية في الكويت» قلنا هارولدت ديكسون ألف كتاب «الكويت وجاراتها وعرب الصحراء». المهم أن هؤلاء الدكاسنة أو آل ديكسون منذ وطئت أقدامهم أرض الكويت في سنة 1936 تركوا بصمات تذكر لهذا أكرمتهم الدولة وسمّت المنزل والبيت الذي سكنه ديكسون «بيت ديكسون» وأصبح متحفاً ومعلماً أثرياً، ذلك لما ترك ديكسون من بصمات في تاريخ هذه البلاد الكويت. انه ديكسون الذي دخل أكاديمية التمثيل البريطانية طالباً المجد منذ نعومة اظفاره، فمثل أدوارا غير بارزة في الهند، ثم اخذت ملامحه في العراق ليرتفع شأنه في الكويت الى مرتبة الممثلين الرئيسيين، ويتجلى نبوغه ويعطي أدوار ادارة العلاقات مع المملكة العربية السعودية التي لعب دوراً بارزاً فيها، حيث انتهت حروب بدو الصحراء، وبعدها توجه ديكسون الى الصحراء لمصادقة هؤلاء الذين يعيشون على كفاف الحياة، فألف عنهم كتابه عرب الصحراء.
إذن هذا ديكسون وزوجته فيوليت التي تركت بصمات بكتابها «اربعون عاماً في الكويت» سجلت فيه الكثير عن هذه البلاد، ومن ثم أنجبت طفليها اسعود وزهرة في الكويت، ويقبع زوجها في قبره في الأحمدي، وهي بعيدة عنه في أرض الضباب في بريطانيا، ويكون دورهم الذي لعبوه في النصف الأول من القرن العشرين بترك بصمات في كتبهم التي أخرجوها عن الكويت، لهذا نسجل هذا التاريخ لآل ديكسون.
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2011/11/04/fbbef77d-b89e-42f5-a436-94a859141ba0_maincategory.jpg (http://javascript<b></b>:void(0);)
الجدة (فيوليت ديكسون) والبنت (زهرة) والحفيدة (بني) عام 1987
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2011/11/04/5b62ef1c-10f6-42ac-91bc-5e6cd044dc09_maincategory.jpg (http://javascript<b></b>:void(0);)
السيدة فيوليت مع شقيقتها أسيل وحفيدها سيمون (عام 1976)
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2011/11/04/81fdca0e-a9fd-4701-909a-5bd30887d391_maincategory.jpg (http://javascript<b></b>:void(0);)
هارولد ديكسون في شبابه بالزي العسكري