المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الألتزام بالفروض دين أم عروض



السيد مهدي
10-18-2011, 07:39 PM
الألتزام بالفروض دين أم عروض:

هناك فهم مغلوط للدين. وذلك حينمايصبح الدين لقلقة لسان.وعادة وليس عبادة.

فمن يفهم الدين فقط. كصلاة وصيام وحج...والخ من ممارسات عبادية يؤديهاالمسلم. يكون قدفهم الدين فهمامغلوطاناقصا. لذلك من حق صاحب هذاالفهم الناقص، أن يطرح السؤال تلوالسؤال. مثل:

لماذاالمصلي والملتزم بالدين، يكذب وينافق ويتميزبإزدواج الشخصية ؟

لماذالاتمنعه صلاته من الموبقات وأساليب النفاق ؟

وإذاكان الإلتزام بالواجبات الدينية دينا، فهناك الكثيرمن المصلين والصائمين، ومع ذلك نراهم منافقين دجالين..الخ. فأين أثرالدين الإيجابي على الفرد الملتزم به؟؟

وإلخ من بقية الإسئلة.

هذاالفهم المغلوط والناقص للدين، يتبع التربية التي ينشأعليهاالطفل والنشأالصاعد. لذلك المفروض بالوالدين والمربين أن لايرسخوا في ذهن الطفل وهوصغير، والعلم في الصغركالنقش في الحجر، كماتقول الحكمة.

نعم يجب أن لايرسخوافي ذهن الجيل الصاعد، مفهوم الدين صلاة وصوم وحج ودفع زكاة...الخ.

هذه فروض تميزمظهرالدين، وليس جوهرالدين.

وأماجوهرالدين فتميزه أصوله في المبادئ التالية:

1-الإيمان بالوحدانية والربوبية لله الواحد الأحد الفردالصمد.

ويتفرع من هذاالإيمان بالوحدانية الإلهية،مبدأالعدالة الإلهية، في كون الله عادل لايظلم أحدا، ولايرضى بظلم أحد.

2- الإيمان برسالة النبوة. في كون الله يرسل الإنبياء والرسل، لهداية البشرإلى الطريق الواضح المستقيم.

ويتفرع من مبدأالإيمان برسالة النبوة،الإيمان بالإمامة. حيث إن لكل نبي، وصي يوصيه بالإمة من بعده، لوإحتاجت لأمرمافي كيفية تدبيرأمورها. وليس من العدل أن تترك الأمة، تتخبط لحالها في كيفية تسييرحياتها.

3-الإيمان بمبدأ المعاد الرباني. وذلك إن الله سيجمع الخلق في يوم لاريب فيه، وهويوم الحساب والجزاء، ليحق الحق ويبطل الباطل.

وبعد تلك الأصول، تأتي فروع الدين، ومن فروع الدين، تلك المظاهرالتي تتتمثل بالصلاة والصوم والحج ودفع الزكاة والأمربالمعروف والنهي عن المنكر...الخ.

وعندمايعي المسلم أصول دينه وفروعه،يلتزم بأخلاقيات إسلامه ومنها:

المسلم من سلم الناس من يده ولسانه.

إنماالدين المعاملة.

إنمابعثت لأتمم مكارم الأخلاق.

والحكمة ضالة المؤمن، يأخذهاأين ماوجدها.

وغيرها.

وكل تلك المبادئ العظيمة، نابعة من إيمان المسلم بفكرة العدل الإلهي. فمن العدل أن لاتبتدء أحدا بأذى. ومن العدل أن تعامل الناس كماتحب أن تعامل. ومن العدل أن تعرف بإن أخلاقياتك الإسلامية، متممة لإخلاقيات غيرك ومن سبقك.

وللموضوع بقية:

السيد مهدي
10-20-2011, 08:17 PM
نواصل الموضوع:

وبعد أن وعينالجوهرالدين المتثل بأصوله، ومن ثم مظهرالدين المتمثل بفروعه، ومن ثم أخلاقيات الإسلام المتمثلة في معاملاته.

ندرس الممارسات الحياتية للفرد، ونرى كيف يؤثرالدين في رسم الممارسة، لتأتي متوافقه مع مصلحة الفرد والمجموع.

بداية الإيمان بالله ووحدانيته ومن ثم عبوديته. يوحد البشركلهم على أن ينظرواللحق المطلق والكمال المطلق، فهوالمهيمن على كل شئ في الكون، هوالله رب العالمين. وعندمانعرف االمطلق نكون قدعرفناالنسبي. بمعنى كل مافي الكون والوجود من محسوسات ومعرفات، آثارمن نعم الله. فهي نسبية مرتبطة بظرفهاوزمانها، وخاضعة لهيمنة الجبارالمتعال.

وهذاوحده يكفي لكي يرفع المسلم هامته عالياوشامخا، بإن له رب يعبده ولاعبودية لسواه.

في نهايات القرن التاسع عشر، وقف الإحراري غلادستون، رئيس وزراء بريطانياالعظمى،والتي كانت تحكم العالم بأسره،أمام مجلس العموم. وبعد مقتل عميل المخابرات البريطاينة في السودان غوردون باشا. وقف صارخاورافعا لكتاب الله وقائلا:

لايمكنناحكم المصريين، وهم يمسكون هذاالكتاب بأيديهم.

ثم رمى الطاغية الكافر، بكتاب الله تحت قدميه.

وهذاالإيمان الرافع من قيمة الإنسان وقدره أمام نفسه، كان من مظهره(الصلاة وبخمسة أوقات محددة) بإن يقف الجميع سواسية، السلطان والغلبان، وبصف واحد ليركعواويسجدواأمام الرب الواحد الأحد.

الله أكبر، والله ماأعظمه من دين يسموبالبشرية إلى عنان السماء إنصافاوعدلاومساواة.

وألآن نأتي إلى المبدأ الثاني المتمثل بالنبوة، وكرحمة بالبشر. حيث يرسل الله الإنبياء مبشرين ومنذرين، للحد من تخبط الإنسان وبحثه عن طريق للخلاص، مماهو فيه من أنانية وإثرة. وطريق الخلاص هودين الله الذي يبلغه الإنبياء لعامة الناس،فينسجمون على صراط مستقيم واحد. ووحدة الصراط وإستقامته تتطلب الطاعة المطلقة لنبي الله، والإمتثال لأوامره ونواهيه. وأي خروج على أوامرالنبي ونواهيه، كفيل بتشرذم الأمة إلى شيع وأحزاب.

لذلك كانت المركزيةوالحاكمية لنبي الله قائدالأمة، دون سواه من البشر. لكونه مسدد من قبل الله في التبليغ بالرسالة.وأي غمز ولمز بنبي الله، في محاولة لإضعاف مركزيته وقائميته على الأمة، أمرمستهجن مرفوض، لكونه يتصادم مع أمرالله بطاعة الرسول(ص) في كل الأحوال، كمانص كتاب الله.(وماآتاكم الرسول فخذوه، ومانهاكم عنه فأنتهوا...)

ومن الإيمان بمبدء النبوة يتفرع مبدء الإيمان بالإمامة. بمعنى لكل نبي وصي، يوصيه برعاية الأمة من بعده، إن أحتاجت لمن يشرح لهاماأشكل عليهامن فهم الشريعة وكتاب الله.وبعيدا عن الخلافات المذهبية.ألأحداث التي مرت على الأمة الإسلامية، بعد وفاة الرسول(ص)أثبتت بمالايقبله الشك، في إن الإمام علي(ع)كان أعلم الناس بتفسيركتاب الله، وشرح مقاصد السنة الشريفة، حيث كان الملجأ والمقصد. يقصده الخلفاء في كل نازلة نزلت بهم، ليعلن الخليفة الثاني عمر.

ماكنت لمعضلة، ليس لهاأبوالحسن.
أوإذاحضرعلي المسجد لايفتي إلا هو
و..و...الخ.

ولم تحدثناكتب السيرة والأخبار، إحتياج الإمام(ع) لأحد في حل معضلة أوفهم آية شريفة من كتاب الله. ولم تحدثناكتب السيرة قول نبي الله(ص) هذا لأحدغيرالإمام(ع):

أنامدينة العلم وعلي بابها. فمن أراد المدينة فليأتها من بابها.

وهكذأصبح باب مدينة علم الرسول(ص) الوصي على الرسالة، وإن إستبعد من الخلافة والزعامة.

وللموضوع بقية:

السيد مهدي
10-26-2011, 06:09 PM
نواصل:

والمبدأالثالث هوالإيمان بمبدأالمعادالرباني. وهذاالمبدأيعطي المسلم التصورالكامل للحياة، في كونهامقدمة لحياة أخروية خالية من الشقاء والبلاء.

ومادامت الحياة الدنيا، هي مجرد مقدمة وليس كل الحياة. وأيضاجزء يسيرمن حياة دائمة، تغني المحروم في هذه الدنياالقصيرة من كثيرمن التطلعات، للأمل المنشود في الحياة القادمة. فالمحروم من نعمة البصر،والمعدم الفقير،والمظلوم بسبب جورطاغي..و..و إلخ من الإبتلاءات الدنيوية. هذاالمظلوم مفعم بالأمل الكبيرليوم الجزاء الذي سيقتص فيه الحق ممن ظلمه أوحرمه وهكذاأصبح الإيمان بالمعاد الرباني، دافع لطرداليأس من نفس المسلم. وعامل من عوامل حثه على الصبروالعمل بدافع الأمل.

فعندمايحث الباري على التغييربالنفس. بقوله عزمن قائل: (لايغيرالله مابقوم حتى يغيروامابأبنفسهم) تعني لاتيأس، بل تحرك وغيرمابنفسك، حتى يأتي لك تحركك بماتطلب وبمايوعدك الله به.

كتبت موضوعا، بعنوان(رسالة المثقف العربي في حمل هموم الأمة العربية القائدة والتي أصبحت مقودة.) تجدونه منشورافي هذه الساحة، وبينت فيه سبب تخلفناوعوامل نهوضنالكي نلحق ببقية الأمم.

فكل مصائبنامن فهمناالمغلوط والناقص للدين.

نوجب على الطفل تعلم الصلاة والمداومة على إقامتهافي وقتها. لكننالانشرح له المردودات الإيجابية للصلاة في حياته اليومية.

نصوم في كل شهررمضان، لكننالانعي المردود العظيم لفريضة الصوم،والإلتزام بهاوبشروطها.

نحج لبيت الله الحرام، ولانلقي نظرة فاحصة متأملة لكل تلك الجموع القادمة من شتى بقاع الدنيا.وهي بنفس الزي الموحد، وبنفس الهيئة المتواضعة البسيطة وللغني والفقير، بدون فارق تلبي لله الواحد الأحد.

وهكذالبقية أحكام الله وشرائعه.

فلووعينالتصرفاتنا، بل ولكل واجب نقوم به، لم؟؟ وعلام؟؟ وكيف؟؟ مع التأكيد لأنفسناقبل غيرنا. بإننا متعلمين من الكبيرعلما، ومن المحترمين والمقدرين للعلم والثقافة. ومن المعلمين للصغيرعلما، ولكن بتواضع ترفقا وحنية.

لفهمناالدين على أكمل وجه، ولنعمنابكل ألخيرالوفيرالذي يسديه لنافي طول حياتنا.

وأخردعواناأن ألحمد لله رب العالمين.