سيد مرحوم
11-28-2004, 03:00 AM
فضل الله في لقاء خاص بعشرات من الكوادر الإسلاميين:
نرجو ألاّ تغلق الكهوف والحدود أبواب الحوار والانفتاح
http://tahqeq.jeeran.com/5ف55ف5ف5555.jpg
قاسم قصير
في لقاء خاص جمع المرجع السيد محمد حسين فضل الله بعشرات من الكوادر الإسلاميين، جرى استعراض الأوضاع الإسلامية في ظل التحديات والتطورات الدولية والإقليمية، ولا سيما بعد أحداث 11 أيلول، والاحتلال الأميركي لأفغانستان والعراق وسيطرة المحافظين الجدد على الإدارة الأميركية، وما يجري من محاولات لإثارة الفتن المذهبية في العديد من الدول العربية والإسلامية، وخصوصاً في باكستان والعراق.
وقدم «السيد» خلال اللقاء رؤيته للواقع الإسلامي والتحديات التي يواجهها، داعياً الكوادر الإسلاميين والحركات الإسلامية والعلماء، إلى ضرورة «العمل على أساس إسلامي وحدوي، ووضع خطة متكاملة لمواجهة كل التحديات الفكرية والسياسية بعيداً عن المذهبية وأجواء الكهوف والمغاور والتخلف، لأن المطلوب التحرك على أساس مشروع متكامل لا من خلال ردود الفعل على ما يخطط له الأعداء».
وهنا حصيلة للحوار الذي دار بين سماحته والكوادر الإسلاميين.
لغة العصر
بدأ سماحته بالحديث عن أهمية الدور الذي تقوم به المجموعات الإسلامية المثقفة في مواجهة التخلف، وفرض منطق التقديس على الأشخاص المؤسسات، ومما قاله: «لا بد من التأكيد على أهمية الدور الذي تقوم به المجموعات الإسلامية المثقفة في الواقع الإسلامي من أجل الاستفادة من لغة العصر لمواجهة مختلف التحديات، بدلاً من التعاطي مع الأوضاع الإسلامية من خلال تجزئة الهموم أو القضايا وفي ظل سيطرة الخرافة على أجواء الفكر وفرض التقديس على بعض المقامات السياسية والدينية. لأن مشكلتنا هي في الأسماء الكبيرة التي لا تملك فكراً وتنفتح على أفكار لا اختصاص لها، وتفرض آراءها لمجرد أنها أخذت موقعاً بسبب بعض الظروف السياسية أو الفقهية. لقد أصبح التخلف مقدساً، وأصبحت مسألة تقديس الأشخاص تمثل نوعاً من التقديس لأفكارهم، مما يمنع مناقشة هذه الأفكار وأصبحنا نعيش في كهوف مغلقة ويمنع علينا فتح أي باب للحوار والنقاش».
وتابع سماحته «إن الدين الإسلامي يفرض علينا الحوار حول كل شيء ومع كل شخص وفي كل اتجاه، والانفتاح على ما لدى الآخر من أفكار. وإن هذا اللقاء الحواري بدأ في ظروف صعبة ليواجه الواقع بلغة جديدة تتناسب مع لغة العصر، لكن للأسف فإن التخلف في واقعنا الإسلامي يحاول أن يغلق كل أبواب الحوار، كما أغلق سابقاً «مجلة المنطلق» الفكرية، ونرجو ألا ينجح المتخلفون في وقف هذا اللقاء الحواري والذي ينبغي عليه أن يواجه كل التحديات الإسلامية».
استعادة روح الإسلام
وحول الواقع الإسلامي الحالي، وموقع الحركات الإسلامية من الهموم المختلفة، قال سماحته: «إن علينا أن نتعاطى مع الواقع الإسلامي بأفق واسع، وأن نبحث عن موقع الإسلام لدى العاملين الإسلاميين (سواء في لبنان أو باكستان أو إيران أو العراق أو مصر..)، ونسأل: ماذا يمثل الإسلام بالنسبة إلى هؤلاء الإسلاميين؟ هل يعمل هؤلاء الإسلاميون لخدمة الإسلام أم لحساب مصالح ضيقة؟. وفي ظل أجواء الغلو والخرافة، أنّ هي روحية الإسلام الحقيقية التي انطلق بها الرسول(ص) والصحابة؟
للأسف فإننا اليوم نعيش في ظل حصار فكري وسياسي، حيث ينتشر أصحاب الفكر التكفيري أو الداعين لوقف التجديد في حركة الرسالة.
وتابع سماحته: «هل نحن إسلاميون في حركة الدعوة وفي مواجهة التيارات الأخرى التي تستهدف الإسلام والمسلمين؟.
بقطع النظر عن أحداث 11 أيلول والهجمة على الإسلام والتي كانت موجودة سابقاً، لكن أين نحن مما يجري؟، ولماذا لا نتحرك بشكل واسع لمواجهة هذه التحديات، ولا نعمل بطريقة تقدم الإسلام للإنسان المعاصر بلغة جديدة بعيداً عن الأساليب والمفردات التقليدية؟
لقد استغرق الإسلاميون في الجانب السياسي أو الجهادي (على الرغم من أهميتها)، لكن للأسف لقد ابتعدنا عن الرؤية الإسلامية الشاملة».
خطة متكاملة
وعن التطورات المتسارعة في العراق وأفغانستان والمشكلات التي يعاني منها المسلمون وكيفية مواجهتها، قال سماحته: «في ظل المشكلات التي يعاني منها العالم الإسلامي، ولا سيما بعد الاحتلال الأميركي لأفغانستان والعراق، فإن المطلوب منا أن نفكر بعقلية الفعل لا بعقلية رد الفعل، وأن لا نعالج الإسلام من خلال إشكاليات الآخرين وانتقاداتهم، بل من خلال ما نريد أن نصل إليه ونحققه.
نحن من واجبنا العمل للإسلام والدفاع عنه بغض النظر عن أحداث 11 أيلول وتداعياتها. إنني أتصور أن المسألة تلخص في كيفية القيام بعمل إسلامي متكامل يلتقي به العلماء المسلمون والحركات الإسلامية من أجل وضع خطة متكاملة يشكل فيها الجهاد أسلوباً من أساليب العمل والدعوة، والعمل السياسي جزء من حركة الصراع. وعلينا الابتعاد عن التقسيمات المذهبية أو القطرية أو العرفية والانطلاق بروحية إسلامية شاملة تجمع جميع المسلمين لتقديم مشروع إسلامي متكامل».
وأضاف: «إذا استطعنا إعادة صناعة حركة الدعوة الإسلامية وأوجدنا خطوط عمل جديدة في العمل الإسلامي، نستطيع أن نواجه مختلف التحديات وأن نقف في وجه حجة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
المطلوب أن نستفيد من المتغيرات الدولية والظروف المستجدة لنعيد طرح الإسلام بروحية جديدة تنسجم مع هذه المتغيرات. ومهما بلغت الصعوبات والمشكلات فهناك أمة مستعدة للتجاوب معنا ومواجهة التحديات».
الوضع في العراق
وحول التطورات في العراق وحالة الضباب التي تميزها والخوف من حصول حرب مذهبية، قال سماحته: «لقد عانى العراق من أوضاع سياسية وأمنية صعبة خلال الثلاثين سنة الماضية في ظل حكم البعث العراقي، الذي خدم المشروع الأميركي بشكل واضح ومباشر. وأدت هذه الأوضاع إلى القضاء على الحركة السياسية في العراق وإلى تراجع دور القوى الإسلامية، وأضحت الأوساط الشعبية بعيدة عن القيادة. ثم جاء الاحتلال الأميركي ليفرض وقائع جديدة أدخلت الجميع في أجواء سلبية، ونحن اليوم نعاني من حال فوضى كبيرة، سواء على صعيد العمليات العسكرية أو على الصعيد السياسي، والوضع في العراق يعيش حالياً على كف عفريت، وإذا لم تتم معالجة الإشكالات المختلفة، وخصوصاً انتشار الأجواء المذهبية، فإننا سندخل في مرحلة صعبة، مع الإشارة إلى أن الأمريكيين يريدون إبقاء الأوضاع الأمنية متوترة هناك ليبرروا استمرار احتلالهم.
إن المطلوب من القوى الإسلامية العراقية العمل لمواجهة الفتنة المذهبية، ووقف عمليات القتل والخطف، والتوحد حول مشروع مشترك، لأن خراب العراق سينعكس سلباً على الجميع».
الوضع المستقبلي
وعن كيفية الاستعداد للمستقبل وإزالة العقبات أمام الواقع الإسلامي، قال سماحته: «إن المطلوب اليوم مشروع إسلامي جديد ينطلق على أساس وحدوي ويعيد النظر في الثقافة الإسلامية المذهبية التي تستمد وجودها من الخلافات التاريخية، ويجب إعادة النظر في كيفية التعاطي مع العديد من الأحداث التاريخية التي انعكست سلباً على واقعنا الحاضر».
وإن الحركة الإسلامية بشقيها (السنيّة والشيعيّة). مطلوب منها أن تعيد تثقيف قواعدها على أساس الإسلام الوحدوي لا على أساس الهموم الضيقة والمحدودة.
لقد أصبحنا نعاني من وجود مراكز قوى في الساحة تمنع من سماع الصوت الآخر، وتربط الأمور الفكرية والثقافية بقضايا شخصية أو محدودة. إن المطلوب أن نفكر على مستوى العالم الإسلامي كله، وأن ندرس ماذا لدينا من إيجابيات فنستفيد منها، وماذا لدينا من سلبيات فنعالجها. إن علينا مواجهة التخلف والابتعاد عن الذهنيات الطائفية والحزبية. الأميركيون ليسوا نهاية المطاف، وهم لن يحلوا مشكلاتنا سواء في العراق أو في أفغانستان، وعلينا أن نستعيد زمام المبادرة ونعالج جميع القضايا المعاصرة، وخصوصاُ الهموم الاجتماعية والفكرية (التعددية، الحريات، قضايا المرأة، حقوق الإنسان، الديموقراطية.. إلخ) ونقدم حولها رؤى إسلامية موحدة، ومن خلال ذلك نستطيع أن ندخل إلى المستقبل بثقة واطمئنان».
كما ختم سماحة السيد الحوار بالقول: «إنني أعتبر نفسي وقفاً إسلامياً ومستعداً للعمل مع الجميع في سبيل الإسلام».
والسلام عليكم ورحمة الله
بيروت:جريدة المستقبل 12 شوّال 1425هـ الموافق 25 تشرين الثاني - نوفمبر 2004م
نرجو ألاّ تغلق الكهوف والحدود أبواب الحوار والانفتاح
http://tahqeq.jeeran.com/5ف55ف5ف5555.jpg
قاسم قصير
في لقاء خاص جمع المرجع السيد محمد حسين فضل الله بعشرات من الكوادر الإسلاميين، جرى استعراض الأوضاع الإسلامية في ظل التحديات والتطورات الدولية والإقليمية، ولا سيما بعد أحداث 11 أيلول، والاحتلال الأميركي لأفغانستان والعراق وسيطرة المحافظين الجدد على الإدارة الأميركية، وما يجري من محاولات لإثارة الفتن المذهبية في العديد من الدول العربية والإسلامية، وخصوصاً في باكستان والعراق.
وقدم «السيد» خلال اللقاء رؤيته للواقع الإسلامي والتحديات التي يواجهها، داعياً الكوادر الإسلاميين والحركات الإسلامية والعلماء، إلى ضرورة «العمل على أساس إسلامي وحدوي، ووضع خطة متكاملة لمواجهة كل التحديات الفكرية والسياسية بعيداً عن المذهبية وأجواء الكهوف والمغاور والتخلف، لأن المطلوب التحرك على أساس مشروع متكامل لا من خلال ردود الفعل على ما يخطط له الأعداء».
وهنا حصيلة للحوار الذي دار بين سماحته والكوادر الإسلاميين.
لغة العصر
بدأ سماحته بالحديث عن أهمية الدور الذي تقوم به المجموعات الإسلامية المثقفة في مواجهة التخلف، وفرض منطق التقديس على الأشخاص المؤسسات، ومما قاله: «لا بد من التأكيد على أهمية الدور الذي تقوم به المجموعات الإسلامية المثقفة في الواقع الإسلامي من أجل الاستفادة من لغة العصر لمواجهة مختلف التحديات، بدلاً من التعاطي مع الأوضاع الإسلامية من خلال تجزئة الهموم أو القضايا وفي ظل سيطرة الخرافة على أجواء الفكر وفرض التقديس على بعض المقامات السياسية والدينية. لأن مشكلتنا هي في الأسماء الكبيرة التي لا تملك فكراً وتنفتح على أفكار لا اختصاص لها، وتفرض آراءها لمجرد أنها أخذت موقعاً بسبب بعض الظروف السياسية أو الفقهية. لقد أصبح التخلف مقدساً، وأصبحت مسألة تقديس الأشخاص تمثل نوعاً من التقديس لأفكارهم، مما يمنع مناقشة هذه الأفكار وأصبحنا نعيش في كهوف مغلقة ويمنع علينا فتح أي باب للحوار والنقاش».
وتابع سماحته «إن الدين الإسلامي يفرض علينا الحوار حول كل شيء ومع كل شخص وفي كل اتجاه، والانفتاح على ما لدى الآخر من أفكار. وإن هذا اللقاء الحواري بدأ في ظروف صعبة ليواجه الواقع بلغة جديدة تتناسب مع لغة العصر، لكن للأسف فإن التخلف في واقعنا الإسلامي يحاول أن يغلق كل أبواب الحوار، كما أغلق سابقاً «مجلة المنطلق» الفكرية، ونرجو ألا ينجح المتخلفون في وقف هذا اللقاء الحواري والذي ينبغي عليه أن يواجه كل التحديات الإسلامية».
استعادة روح الإسلام
وحول الواقع الإسلامي الحالي، وموقع الحركات الإسلامية من الهموم المختلفة، قال سماحته: «إن علينا أن نتعاطى مع الواقع الإسلامي بأفق واسع، وأن نبحث عن موقع الإسلام لدى العاملين الإسلاميين (سواء في لبنان أو باكستان أو إيران أو العراق أو مصر..)، ونسأل: ماذا يمثل الإسلام بالنسبة إلى هؤلاء الإسلاميين؟ هل يعمل هؤلاء الإسلاميون لخدمة الإسلام أم لحساب مصالح ضيقة؟. وفي ظل أجواء الغلو والخرافة، أنّ هي روحية الإسلام الحقيقية التي انطلق بها الرسول(ص) والصحابة؟
للأسف فإننا اليوم نعيش في ظل حصار فكري وسياسي، حيث ينتشر أصحاب الفكر التكفيري أو الداعين لوقف التجديد في حركة الرسالة.
وتابع سماحته: «هل نحن إسلاميون في حركة الدعوة وفي مواجهة التيارات الأخرى التي تستهدف الإسلام والمسلمين؟.
بقطع النظر عن أحداث 11 أيلول والهجمة على الإسلام والتي كانت موجودة سابقاً، لكن أين نحن مما يجري؟، ولماذا لا نتحرك بشكل واسع لمواجهة هذه التحديات، ولا نعمل بطريقة تقدم الإسلام للإنسان المعاصر بلغة جديدة بعيداً عن الأساليب والمفردات التقليدية؟
لقد استغرق الإسلاميون في الجانب السياسي أو الجهادي (على الرغم من أهميتها)، لكن للأسف لقد ابتعدنا عن الرؤية الإسلامية الشاملة».
خطة متكاملة
وعن التطورات المتسارعة في العراق وأفغانستان والمشكلات التي يعاني منها المسلمون وكيفية مواجهتها، قال سماحته: «في ظل المشكلات التي يعاني منها العالم الإسلامي، ولا سيما بعد الاحتلال الأميركي لأفغانستان والعراق، فإن المطلوب منا أن نفكر بعقلية الفعل لا بعقلية رد الفعل، وأن لا نعالج الإسلام من خلال إشكاليات الآخرين وانتقاداتهم، بل من خلال ما نريد أن نصل إليه ونحققه.
نحن من واجبنا العمل للإسلام والدفاع عنه بغض النظر عن أحداث 11 أيلول وتداعياتها. إنني أتصور أن المسألة تلخص في كيفية القيام بعمل إسلامي متكامل يلتقي به العلماء المسلمون والحركات الإسلامية من أجل وضع خطة متكاملة يشكل فيها الجهاد أسلوباً من أساليب العمل والدعوة، والعمل السياسي جزء من حركة الصراع. وعلينا الابتعاد عن التقسيمات المذهبية أو القطرية أو العرفية والانطلاق بروحية إسلامية شاملة تجمع جميع المسلمين لتقديم مشروع إسلامي متكامل».
وأضاف: «إذا استطعنا إعادة صناعة حركة الدعوة الإسلامية وأوجدنا خطوط عمل جديدة في العمل الإسلامي، نستطيع أن نواجه مختلف التحديات وأن نقف في وجه حجة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
المطلوب أن نستفيد من المتغيرات الدولية والظروف المستجدة لنعيد طرح الإسلام بروحية جديدة تنسجم مع هذه المتغيرات. ومهما بلغت الصعوبات والمشكلات فهناك أمة مستعدة للتجاوب معنا ومواجهة التحديات».
الوضع في العراق
وحول التطورات في العراق وحالة الضباب التي تميزها والخوف من حصول حرب مذهبية، قال سماحته: «لقد عانى العراق من أوضاع سياسية وأمنية صعبة خلال الثلاثين سنة الماضية في ظل حكم البعث العراقي، الذي خدم المشروع الأميركي بشكل واضح ومباشر. وأدت هذه الأوضاع إلى القضاء على الحركة السياسية في العراق وإلى تراجع دور القوى الإسلامية، وأضحت الأوساط الشعبية بعيدة عن القيادة. ثم جاء الاحتلال الأميركي ليفرض وقائع جديدة أدخلت الجميع في أجواء سلبية، ونحن اليوم نعاني من حال فوضى كبيرة، سواء على صعيد العمليات العسكرية أو على الصعيد السياسي، والوضع في العراق يعيش حالياً على كف عفريت، وإذا لم تتم معالجة الإشكالات المختلفة، وخصوصاً انتشار الأجواء المذهبية، فإننا سندخل في مرحلة صعبة، مع الإشارة إلى أن الأمريكيين يريدون إبقاء الأوضاع الأمنية متوترة هناك ليبرروا استمرار احتلالهم.
إن المطلوب من القوى الإسلامية العراقية العمل لمواجهة الفتنة المذهبية، ووقف عمليات القتل والخطف، والتوحد حول مشروع مشترك، لأن خراب العراق سينعكس سلباً على الجميع».
الوضع المستقبلي
وعن كيفية الاستعداد للمستقبل وإزالة العقبات أمام الواقع الإسلامي، قال سماحته: «إن المطلوب اليوم مشروع إسلامي جديد ينطلق على أساس وحدوي ويعيد النظر في الثقافة الإسلامية المذهبية التي تستمد وجودها من الخلافات التاريخية، ويجب إعادة النظر في كيفية التعاطي مع العديد من الأحداث التاريخية التي انعكست سلباً على واقعنا الحاضر».
وإن الحركة الإسلامية بشقيها (السنيّة والشيعيّة). مطلوب منها أن تعيد تثقيف قواعدها على أساس الإسلام الوحدوي لا على أساس الهموم الضيقة والمحدودة.
لقد أصبحنا نعاني من وجود مراكز قوى في الساحة تمنع من سماع الصوت الآخر، وتربط الأمور الفكرية والثقافية بقضايا شخصية أو محدودة. إن المطلوب أن نفكر على مستوى العالم الإسلامي كله، وأن ندرس ماذا لدينا من إيجابيات فنستفيد منها، وماذا لدينا من سلبيات فنعالجها. إن علينا مواجهة التخلف والابتعاد عن الذهنيات الطائفية والحزبية. الأميركيون ليسوا نهاية المطاف، وهم لن يحلوا مشكلاتنا سواء في العراق أو في أفغانستان، وعلينا أن نستعيد زمام المبادرة ونعالج جميع القضايا المعاصرة، وخصوصاُ الهموم الاجتماعية والفكرية (التعددية، الحريات، قضايا المرأة، حقوق الإنسان، الديموقراطية.. إلخ) ونقدم حولها رؤى إسلامية موحدة، ومن خلال ذلك نستطيع أن ندخل إلى المستقبل بثقة واطمئنان».
كما ختم سماحة السيد الحوار بالقول: «إنني أعتبر نفسي وقفاً إسلامياً ومستعداً للعمل مع الجميع في سبيل الإسلام».
والسلام عليكم ورحمة الله
بيروت:جريدة المستقبل 12 شوّال 1425هـ الموافق 25 تشرين الثاني - نوفمبر 2004م