المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تصدقوا إنهم مقاومة .... كلهم حرامية



جليل
11-27-2004, 08:01 PM
العائدون من الجحيم العراقي يروون لـ «الرأي العام» حكايا الوقوف على حافة السكين و ... الموت

http://www.alraialaam.com/27-11-2004/ie5/last7.JPG


اللبنانيون الذين نجوا من جحيم الحرب التي افترست بلادهم لنحو عقد ونصف عقد من الزمن لم يفلتوا من الجحيم العراقي، فبعدما تنفسوا الصعداء لأفول الحرب في لبنان كادت ان تصعقهم حرب العراق و «طقوسها».
فيكاد لا يمر اسبوع من دون ان تتناقل وكالات الانباء العالمية خبر خطف لبناني في العراق، او من دون ان تروي تفاصيل عن المفاوضات الصعبة لاطلاق محتجز او الاعلان عن افراج رهينة لبنانية.

وبيروت التي اختبرت جيداً عمليات خطف الرهائن يوم استباحتها الحرب و«ابطالها» تدرك حجم اخطار هذا النوع من القرصنة واكلافها السياسية والانسانية على المخطوف والخاطف في آن.
وكما روى العائدون من الجحيم اللبناني في يوم من الايام حكاياتهم بالكتب والافلام وفضحوا خفايا تلك التجربة المريرة، يروي اللبنانيون العائدون من الجحيم العراقي حكايا الوقوف على حافة السكين و,,,الموت.

بعضهم اطلق، اما بوساطة واما بفدية، والبعض منهم ما زال في غياهب الخطف واسيره، منهم من كان مقيماً في بلاد الرافدين بعدما غدرت به الايام في بلاده، ومنهم من كان يقوم بزيارة عمل خاطفة فخطف، ومنهم طبعاً من ذهب ولم يعد.

العائدون الذين نجوا بحياتهم تحدثوا الى «الرأي العام» عن «الموت مع وقف التنفيذ» الذي عاشوه «وجهاً لوجه» منذ لحظة اعتراضهم فـ «اسرهم» والتهديد بقتلــهم، ومن ثم اطلاقهم وعودتهم، اضافة الى ما تيسر من معلومات عن التفاوض للافراج عنهم.
حكايا فيها الكثير من المأسوية رواها بعض الذين اقتادهم الحظ الى كهوف المقاومة العراقية، قبل ان يقودهم الى الحياة من جديد، وهي نماذج ليست حكراً على اللبنانيين بعدما طاولت عمليات الخطف «مروحة» واسعة من الجنسيات.


قاسم المرقباوي «سجنه» خاطفوه في الصحراء ستة ايام وأكلوا من زاده وشربوا من مياهه: اتهموني بالعمالة لـ «الاميركان» لكنني لم أخف وقارعتهم بالحجة رغم التهديد والوعيد والرصاص

طرابلس (شمال لبنان) ـ من مرسال الترس: احد العائدين من جحيم الخطف في العراق هو السائق قاسم محمد المرقباوي (مواليد 1954 من بلدة المحمرة في قضاء عكار في شمال لبنان) الذي خطف مطلع اغسطس الماضي لنحو ستة ايام توفي خلالها والده في لبنان عن 69 عاماً لانه لم يتحمل غياب ابنه بعدما عملا جنباً الى جنب لأعوام, وأكد قاسم لـ «الرأي العام» ان الخوف لم يتسرب الى قلبه لانه مؤمن بأن «قدر الانسان مكتوب على جبينه»، ولذلك واجه الخاطفين في اصعب الظروف بالحجة والاقناع رغم التهديد بالقتل.

«الرأي العام» التقته في منزله في احد الاحياء الفقيرة داخل مدينة طرابلس, ووسط والدته وزوجته وبعض اولاده تحدث باسهاب عن تلك الفترة العصيبة من حياته، مشيراً الى انه ابصر النور على عمله كسائق شاحنة لان والده مارس هذه المهنة وثلاثة من اشقائه الثمانية والعديد من اقربائه, ويشمل نشاطهم مختلف الدول العربية من سورية الى بلدان الخليج.
وقال: «بدأت بالسفر الى العراق العام 1973 ناقلاً الاخشاب والبضائع المختلفة من مرفأ طرابلس, ولم نتوقف عن السفر في احلك ظروف الحرب لكنني في صيف العام 2002 لم اعد اغادر الى العراق وظللت منقطعاً حتى أواخر صيف 2003، اي بعد اربعة او خمسة اشهر على سقوط بغداد, يومها استفسرت من بعض السائقين عن الاوضاع هناك، فأبلغوني انها عادية ولا تواجههم اي مشاكل، فاستأنفت رحلاتي وكنت انقل بضائع مختلفة لمصلحة شركات عراقية محددة».

وعن المحنة التي تعرّض لها قال: «غادرت لبنان يوم الاحد الاول من اغسطس بعدما حمّلت شاحنتي صناديق عصير الليمون من منطقة الفنار شرق بيروت لمصلحة شركة «طيبا» في بغداد, وصباح الاثنين كنت على الحدود السورية ـ العراقية حيث صادفت ثلاث شاحنات لبنانية تنقل مولدات كهرباء من شركة «الجبيلي» في لبنان، ويقودها اللبنانيان خلدون عثمان وطه الجندي والسوري اسامة عيسى (والدته لبنانية) يرافقهم اللبناني ناصر الجندي كسائق مساعد, وبعدما شربنا الشاي انطلقنا في اتجاه بغداد وسرنا نحو مئتي كيلو متر عندما تعطلت عجلة احدى الشاحنات فاضطررنا الى التوقف لاصلاحها».

واضاف: «تناولنا طعام الفطور خلال اصلاح العجلة، وانطلقنا مجدداً، وكنت اسير في مؤخر الرتل, ووصلنا الى محطة الـ 160 على مشارف مدينة الرمادي، وبعد نحو ثلاثة كيلومترات، وعلى فتحة خط جسر النخيل، أوقفنا الشاحنات لاصلاح مرآة احداها وكانت الساعة قرابة الحادية عشرة قبل الظهر, وفجأة سمعت «تلقيم» سلاح اوتوماتيكي، ورأيت ستة مسلحين بثياب مدنية غير ملتحين مع سيارة من طراز «سوبر كراون» مقودها الى جهة اليمين, وعندما هممت بالصعود الى شاحنتي وجدت خلدون عثمان يقودها وطلب مني ان اقود شاحنته, وهنا تدخل المسلحون طالبين مني التوجه بسرعة الى الشاحنة ففعلت، وصعد الى جانبي ناصر الجندي الذي انتابه الخوف, وعلى الفور خرجنا من الخط العام ودخلنا الصحراء, وبعد نحو ثلاثة كيلومترات انضم الى داخل الشاحنة احد المسلحين وهو في العقد الثالث ولهجته عراقية, في بادئ الامر لم يتحدث الينا ثم قال:

زميلكم الذي يسير في آخر المجموعة (اي عثمان) هسّه نطشره (سوف نقطع رقبته قريباً)، وعندما سألته عن السبب، قال: هو مو خوش ولد (شخص غير صالح) ولا يسير بالسرعة المطلوبة ويتأخر عن القافلة, فحاولت افهامه ان زميلي لم يتعود قيادة شاحنتي كما ان حمولتها ثقيلة، ولكنه ظل يكرر عبارة: هسه نطشره, وبقينا على هذا المنوال قرابة 85 كيلومتراً في الصحراء من دون ان نعرف وجهتنا, وعندما سعيت لمعرفة اسباب خطفنا قال: انتم تنقلون بضائع لمصلحة الجيش الاميركي, فحاولت اقناعه بعكس ذلك فنهرني»,
واضاف قاسم المرقباوي:

«طلبوا منا التوقف لاجراء تحقيق، وبعدما نزلنا، قال لي احد المسلحين: ألا تستحي من نفسك؟ فأجبته: ولماذا أستحي؟ فقال: انك تشيل بضائع للاميركان, فأجبته: وما الذي يثبت لك ذلك؟ انا انقل بضائع لمصلحة شركة عراقية اتعامل معها منذ اعوام, فقال: زملاؤك ينقلون البضائع للاميركان, فأجبت: انهم ينقلون البضائع لمصلحة شركة عربية، وكيف لهم ان يعرفوا الى من ستؤول؟ انتم تلفقون لنا تهمة ليست في محلها، فلماذا تتصرفون معنا هكذا ونحن نعلم ان الشركة التي ينقل زملائي البضائع اليها فيها مساهمون عراقيون؟ فقال لي بحدة: كلهم خونة وكلهم بخس».

رصاص وصفعة

وعن الوضع الذي كان فيه اثناء الحديث قال المرقباوي: «كنت واقفاً ولكن كانوا يطلبون مني من وقت لآخر ان اضع يدي فوق رأسي، او ان انطق بالشهادتين فيما يطلقون بضع رصاصات بقربي, وبعد نحو ساعة من ذلك اقترب احد المسلحين مني وحاول ان يصفعني, فأمسكت بيده فقال لي: عوفها (اتركها)، فأجبته: لماذا اتركها؟ هل اهانة الناس لديكم امر مباح؟ عندها اقترب احد المسلحين، وهو في العقد الثاني، شاهراً مسدسه ووضع فوهته قرب صدغي فقلت لأحد زملائه: اخرجه انه من عمر ابني الرابع ويحاول ان يهددني بالموت، فيما نأتي الى العراق منذ أعوام ولم نقم بأي عمل غير شرعي، بل نعمل من اجل كسب قوتنا، فهل هكذا يأمر دينكم وضميركم؟ فأعطى المسؤول عن المجموعة اشارة لحامل المسدس بأن يبتعد عني وقال لي: قلت انك تحمل عصيراً في شاحنتك، ولكن معلوماتنا تقول بأن الشاحنة محملة بالخمور,

فأجبته: الشاحنة والبضاعة امامكم وباستطاعتكم التأكد منها, فطلب مني فتح الشادر ممسكاً بطرف شعري وقال: هذه الشيبة نحترمها، فأجبته: الاحترام الزائد واضح جداً، طلبتم منا الخروج عن الطريق فخرجنا، وطلبتم التوقف فتوقفنا, ونحن لم نأت من عند شارون (رئيس وزراء اسرائيل) بل نحن عرب ومسلمون وليس هكذا يعامل الاسير لدى المسلمين».

وتابع قاسم روايته: «رافقني احد المسلحين الى متن شاحنتي ليتأكد من نوعية العصير وقال لي: ربما هذا خمر، فقلت: ما عليك سوى ان تتذوقه، فأجاب: ربما خمرت (سكرت) فأجبت: اذا سكرت احملك وأرميك من الشاحنة, وأكدت له مجدداً ان المحتويات هي عصير الفواكه فطلب مني ان احمل صندوقاً وأتوجه به حيث زملائي والمسلحون, وبالفعل قدمنا اليهم عبوات العصير وبعدما تذوقوه قال لي احدهم: هذا خوش (جيد) وتدارك: لكن هذا لا يصل الى عامة الشعب وموجه للاميركان,

وعندها بدأ الحديث يأخذ منحى حوارياً، الامر الذي أراحنا بعض الشيء, ثم طلبوا منا التحرك في الشاحنات فسرنا حوالى ستين كيلومتراً اضافية في الصحراء حتى اصبحنا في احد الاودية، من دون ان ندري اين نحن, وبقينا هناك خمسة ايام يأكلون من طعامنا ويشربون من مياهنا، فيما ننام في الشاحنات او قربها، من دون ان يكون لديهم اي وسيلة اتصال، وكانوا يتناوبون على حراستنا ويتداولون اسماءهم في شكل حركي مثل الملاّ او الشيخ، من دون ان تصدر عنهم اي زلّة لسان».

وهل تطورت علاقتهم مع الخاطفين ايجاباً عندما علموا بأنهم لبنانيون مسلمون؟ اجاب المرقباوي «على العكس تماماً فاللبناني بالنسبة اليهم متعامل مع الاميركيين, اما زميلنا السابق السوري فقد تعرض للضرب على وجهه عندما حاول عدم تلبية مطالبهم».

قرار الإفراج

وواصل قاسم سرد الايام الصعبة: «بعد تسعة ايام على احتجازنا في تلك المنطقة النائية بدأ الطعام والمياه والدخان تنفد واخذت صحة ناصر تتردى، فاتخذ المسلحون قراراً بالافراج عني وعنه في حين أصرّوا على الاحتفاظ بخلدون وطه واسامة بذريعة انهم عملاء, ورافقنا احد المسلحين قرابة الخامسة والنصف مساء الى المكان الذي تم خطفنا فيه، وكانت الساعة تقارب العاشرة ليلاً, ثم عدنا الى محطة الـ 160 حيث بتنا ليلتنا وتشاورنا في امكان الاتصال بالشرطة، ولكننا صرفنا النظر عن ذلك خوفاً من تصفية زملائنا, وفيما نحن نائمان في الشاحنة قرابة الثالثة فجراً فاجأنا مسلحان ملثمان وطلبا منا التأكد من نوعية الحمولة واستوليا على كميات من العصير وغادرا،.

واضاف: «صبيحة اليوم نفسه سرنا في اتجاه الفلوجة، فبغداد، ورافقتنا شاحنتان لبنانيتان, وبعد نحو ثلاث ساعات وصلنا الى منطقة المعارض في آخر الفلوجة لجهة بغداد وفوجئنا بثلاث سيارات تواكبنا وتشير علينا بالتوقف, وما ان توقفنا حتى شهر ركابها السلاح، فأبلغناهم اننا كنا مخطوفين وتم الافراج عنا في الليلة السابقة, فأصرّوا علينا ان ندخل احياء الفلوجة حيث وجدنا انفسنا وسط تظاهرة من المسلحين والمواطنين وصرت خائفاً على زميلي ناصر,

وبعد اخذ ورد طلبت من قائد المجموعة المسلحة التي اصطحبتنا الى الفلوجة ان اتصل بسائق من المنطقة كنت قد تعرفت اليه، فوافق وحاول زميلي العراقي عبر الهاتف ان يجري مفاوضات لاطلاقنا, وبعد نحو ست ساعات قرروا الافراج عنا، وكانت الساعة قد قاربت الخامسة عصراً, وعندما وصلنا الى بغداد اجريت اتصالاً هاتفياً بعائلتي وأخبرتهم انني بخير وسأتأخر لأيام لاستكمال الاتصالات من اجل الافراج عن زملائي، كما اتصلت بعم ناصر وأخبرته بما حصل,

وفي صباح اليوم التالي رافقت ناصر الى كاراج في بغداد سافر منه الى مدينة حمص في سورية, وأقمت في فرع شركة «الجبيلي» في بغداد ستة ايام حتى تم الافراج عن زملائنا».
وهل ينوي العودة الى العراق؟ يقول: «ما دام الوضع الامني هناك غير مطمئن فلست مستعداً للتضحية بحياتي».

http://www.alraialaam.com/27-11-2004/ie5/raiaamforyou.htm

هاشم
11-27-2004, 08:59 PM
وأكدت له مجدداً ان المحتويات هي عصير الفواكه فطلب مني ان احمل صندوقاً وأتوجه به حيث زملائي والمسلحون, وبالفعل قدمنا اليهم عبوات العصير وبعدما تذوقوه قال لي احدهم: هذا خوش (جيد) وتدارك: لكن هذا لا يصل الى عامة الشعب وموجه للاميركان,



ههااهاهاهاهاهاها

حرامى صار مقاوم

شر البلية ما يضحك :D

على
11-28-2004, 11:52 AM
العريس انطوان انطون الذي انتزعه اسلاميون من عقر مصنعه في بغداد ونفوه 10 ايام في الصحراء

«ما زلت اعيش حالات الخوف والرعب التي رافقتني طوال فترة خطفي في العراق رغم مرور ثلاثة اشهر على تلك الايام الـ 11 العصيبة، وظروفي المادية تدفعني جدياً للتفكير في السفر», بهذه الكلمات لخص رجل الاعمال اللبناني الشاب انطوان روبير انطون (مواليد 1975، القبيات شمال لبنان) الحال التي يعيشها والظروف التي رافقت خطفه والخوف الذي انتابه حتى قُدّر له ان يعود الى اهله ويتزوج خطيبته نانسي سبع فرنسيس في سبتمبر الماضي، ويستقر في مسقطه في لبنان بعدما خسر نحو اربعمئة الف دولار في العراق توزعت بين فدية لإطلاقه وثمن لآلات معمل الاجبان الذي كان يملكه في العراق.

«الرأي العام» التقته فبدا قلقاً على المستقبل، وكشف انه يسعى الى السفر الى اي بلد من اجل اعادة رسم مستقبله.
«العريس الجديد» روى حكاية الايام الصعبة والمرعبة التي عاشها، مبدياً اسفه لما آل اليه الوضع في العراق الذي يحفظ الودّ للعديد من ابنائه الذين التقاهم، وعمل معهم ثلاثة اعوام, فهل لا يزال يعيش الجو الضاغط والمخيف الذي كابده خلال فترة احتجازه؟ يقول: «جو الرعب الذي عشته في تلك الفترة انتهيت منه نسبياً، ولكن الآن هناك جو اقسى من الاول هو التفكير في كيفية البدء مجدداً, فتلك الايام العصيبة مرت كحلم مزعج بقيت اثاره بعض الوقت، اما الان فبدأت اشعرت بآثار هذه الازمة على الصعيدين المادي والمعنوي».

الخطف
يستذكر تفاصيل خطفه كالآتي: «قرابة الثامنة والنصف مساء الجمعة 30/7/2004 كنت استحم في مكتبي في مصنع الاجبان والالبان الذي املكه مع بعض الشركاء في محلة اليوسفية في العاصمة بغداد, وسمعت ضوضاء في الخارج فاستطلعت الامر من النافذة المجاورة فشاهدت سيارتين عليهما علامات الشرطة العراقية وعناصر ترتدي ثياب الشرطة وتسعى الى فتح البوابة الرئيسية للمصنع، فاستغربت وتساءلت عن السبب! وبعد فتح البوابة عنوة دخلت السيارتان فيما بقيت ست سيارات مدنية في داخلها مسلحون خارجاً, وقدّرت المجموعة بنحو خمسة وعشرين شخصاً بينهم نحو عشرة يرتدون بزات الشرطة، توجهوا فوراً الى مكتبي وكأنهم يعرفون المصنع جيداً وقبضوا عليّ واخرجوني في ملابسي الداخلية، واجبروني على الجلوس ارضاً,

وكانوا يهددون بالسلاح العمال الموجودين في المصنع ثم وضعوا الاصفاد في يدي ووضعوني في صندوق احدى السيارتين وانطلقوا بي لساعات, وعندما وصلنا الى المكان المحدد انزلت من صندوق السيارة واكتشفت ان سائق شاحنة سورياً كان يفترض ان ينقل بعض انتاج المصنع الى لبنان خطف معي، وقد افرج عنه قبلي بيوم واحد من دون ان اعرف اسمه، لان مجموعة من السائقين السوريين كانوا يقصدوننا في شكل دوري لسؤالنا هل لدينا بضائع لشحنها خارج العراق».

ويتابع انه في اليوم التالي لخطفه بدأ التحقيق معه قرابة الثانية عشرة ظهراً، واستمر متواصلاً لنحو تسع ساعات مع استبدال محقق بآخر.
وعن لهجة المحققين يقول: «انطلاقاً من معرفتي اللهجات العراقية واتصالي بعدد لا بأس به من فاعليات المجتمع، استطيع التأكيد ان لهجات المحققين كانت كلها عراقية مئة في المئة, واستمرت التحقيقات على هذا النحو ثلاثة ايام متتالية، ومحورها امكان تعاملي مع الاميركيين».

وعن حيثيات هذه التهمة يقول: «لا صحة لها اطلاقاً وإلاّ لما تم الافراج عني, انا لم اتعاط التجارة وأعمل في العراق منذ ثلاثة اعوام، وقبل ان يأتي الاميركيون اليه، مع الاشارة الى انه لم تكن لدي اي مشكلة مع العهد السابق علماً انني لم اكن من مؤيديه».
وهل اسباب الخطف مالية ام طائفية؟

يجيب: «انها مالية اكثر من اي امر اخر، فأنا لم اخطف لان اسمي انطوان وانتمي الى طائفة مسيحية، بل لان لدي ارتباطات وثيقة في المنطقة التي اعمل فيها بكل العشائر الاسلامية، اذ كنا نلتقي على محبة الله وتجمعنا مودة متبادلة, لدى العشائر احترام كبير لكل الطوائف، والكل يعلم ان النسيج الاجتماعي العراقي يضم مختلف المسلمين والمسيحيين، ولذلك فقد خطفني «الجيش الاسلامي في العراق» بعد معلومات تلقاها انني اتعامل مع قوات الاحتلال, ولاحقاً، تدخلت مجموعة للتوسط من اجل الافراج عني، وقالت ان هناك مطلباً مالياً، وقد قدرت خسارتي في العراق بنحو اربعمئة الف دولار توزعت بين الفدية وثمن الآلات داخل المصنع والانتاج الذي كان جاهزاً للتصدير او البيع في السوق العراقية».

ضغوط نفسية
وهل تعرض للضرب في اثناء التحقيق؟ يرد قائلا: «لم اتعرض لأي ضرب او اذية، ولكن كانت هناك ضغوط نفسية وفكرية مرهقة ومؤلمة نتيجة تكرار الاسئلة ودورانها في حلقة مفرغة», ويضيف: «بعد انتهاء التحقيقات سارت الامور في شكل مقبول، وتحولت حالاً من الانتظار المقلق».وهل تبلغ اي تهديد قبل خطفه؟ يقول: «لم اتبلغ اي تهديد، وانما كانت هناك اشارات وشائعات عديدة في المنطقة، ولعل عمل بعض اللبنانيين في الشركات التي كانت تؤمن البيوت الجاهزة للجيش الاميركي وجه الانظار اليهم».

وعن اشارته الى ان العناصر المسلحة دخلت مكتبه فوراً، وهل يعني ذلك ان ثمة تواطؤاً مع بعض العمال في المصنع؟ يجيب: «لا شك في ان الامر كان مدروساً، وربما حصل ذلك بالتنسيق مع بعض العمال او انهم زرعوا عمالاً محددين لجمع المعلومات، لان التحقيقات التي اجروها معي اظهرت ان لديهم تفاصيل دقيقة عني».

وهل لمس تعصباً دينياً لدى خاطفيه؟ يقول: «بالتأكيد، تعرضت باستمرار للشتائم والكلمات النابية خلال فترة التحقيق، وبعد ذلك تحسنت الظروف حتى في تقديم الطعام اليّ رغم انني كنت موجوداً في مكان ناءٍ في الصحراء».

وعن الطريقة التي تم الافراج عنه فيها يقول: «الاثنين 9/8/2004 وضعوني في صندوق سيارة، بعد نحو ساعتين ونصف ساعة وتركوني الى جانب احدى الطرق في الصحراء واضطررت الى السير نحو خمس ساعات للوصول الى طريق اخرى حيث اقلني صهريج للمحروقات الى اقرب منطقة سكنية في الفلوجة (محافظة الانبار)، ومن هناك توجهت الى منزل صديق عراقي استضافني بعض الوقت وقدم اليّ الملابس والطعام, واجريت من عنده اتصالاً بأهلي في لبنان وطمأنتهم الى الافراج عني، ثم اتصلت ببعض الاصدقاء في بغداد الذين وافوني الى الفلوجة واصطحبوني الى العاصمة العراقية حيث اتصلت بالسفارة اللبنانية».
وعما اذا كان الخاطفون اخبروه بأي شيء خلال فترة احتجازه؟

يقول: «اخبروني بأن اهلي يناشدون الافراج عني عبر التلفزيون، وسألوني تكراراً عمّا اعني للدولة اللبنانية لان وزير الخارجية آنذاك (جان عبيد) طالب بالافراج عني, كما نقلوا اليَّ مقتطفات من المناشدات التي وجهت من ممثلين لجميع الطوائف اللبنانية».

وهل تخطى مرحلة الخطف بعد ثلاثة اشهر على الفترة الصعيبة؟ عن هذا السؤال يجيب «احاول ان اتخطى تلك الامور، ولكن ليس سهلاً إلغاؤها، وهذا صعب جداً على الصعيد النفسي, لا استطيع ان انسى لحظات الخوف وخصوصاً التهديد بالقتل، ولكنني احاول الا ادعها تسيطر عليّ، ولكنني احلم احياناً بأنني اتعرض للتهديد ويعود المشهد نفسه وأشعر للحظات بانني ما زلت في العراق».

وعن العودة الى العراق وهل يفكر في استئناف اعماله هناك يقول: «بعدما خسرت كل شيء في العراق صرفت النظر نهائياً عن هذه الفكرة, وافكر حالياً في الهجرة الى اي بلد غربي, الامور اقفلت بوجهي في لبنان والمصنع الذي املكه في القبيات لا يكفي لتحمل مسؤوليات العائلة نظراً للظروف المعيشية والاقتصادية الضاغطة».

http://www.alraialaam.com/28-11-2004/ie5/raiaamforyou.htm

موالى
11-28-2004, 01:53 PM
بشكل عام أغلب المقاومة هم من اللصوص وأتباع جيش صدام والبعثيين ومجموعات من المرتزقة العرب أتباع حلم القومية العربية وهم نفسهم الذين حاربوا مع صدام ضد الجمهورية الإسلامية فى إيران أيام حرب الثمانى سنوات .

هاشم
11-29-2004, 12:24 AM
من أراد الفراق .....فليذهب إلى العراق

نصيحة غالية يا جماعة على الجميع الأخذ بها

جليل
12-01-2004, 03:25 PM
مروان القصّار يحنّ إلى العراق ويرغب في العودة إليه رغم احتجازه 39 يوماً:
من خطفوني بشر وليسوا وحوشاً ويدافعون عن وطنهم انطلاقاً من الدين والشريعة

بيروت ـ من دارين الحلوي:

كان هدوؤه غريباً، والاغرب رغبته في العودة الى العراق بعد خطف استمر 39 يوماً, مروان القصّار المهندس في شركة «الجبيلي» اللبنانية خطف وزميله محمد جودت حسين في الخامس والعشرين من سبتمبر الماضي في اثناء توجههما الى العراق من طريق الاردن، وذلك بناء على طلب الشركة العراقية «قصواء» التي يملكها محمد العبيدي بهدف تدريب الكادر البشري فيها.
لم يعد القصار الى لبنان سليماً، فقد اصيب بالتهاب في المرارة اضطره الى إجراء جراحة، ما أخر لقاءنا اياه, وبعد خروجه من المستشفى زارته «الرأي العام» في منزله في منطقة برج ابي حيدر (غرب بيروت)، واستهل روايته بالقول:

«في 25/9/2004 توجهنا الى العراق بدعوة من شركة «قصواء» العراقية, وتم الاتفاق على ان تلاقينا سيارتان تابعتان لها، وبالفعل وجدنا اربعة مسلحين بانتظارنا، وكان بصحبتهم فتاتان اندونيسيتان عرفنا لاحقاً انهما قدمتا للعمل كخادمتين لدى صاحب الشركة محمد العبيدي, سار الموكب في اتجاه مدينة الرمادي, وفي الطريق، مررنا بحاجز جيش عراقي لم يوقفنا، وفوجئنا بحاجز آخر يطلق النار على الموكب في شكل عشوائي ما دفع السائق الى الالتفاف والعودة الى الخلف محاولاً الهرب، فلحقوا بنا وأوقفوا السيارة واعتقلوا كل من فيها, ثم وضعونا في صناديق سياراتهم وأخذونا الى منطقة قريبة حيث تم إبدال السيارات، ونقلونا مجدداً الى الفلوجة، كما أخبرونا».

وصلوا الى منزل مسور يملأه مسلحون ملثمون، بخلاف الخاطفين الذين كانوا مكشوفين, هناك، أدخلوا غرفة صغيرة وأجلسوا على ركبهم وجلدوا على القسم الاعلى من ظهورهم بأسلاك وكابلات كهرباء.
واضاف مروان: «استمرت حفلة التعذيب ساعة علمنا بعدها من الخاطفين ان الاندونيسيتين تتعاملان مع «الموساد» الاسرائيلي بالتعاون مع لبنانيين, واعتقدوا ان اجهزة الكومبيوتر التي في حوزتنا هي اجهزة اتصال وتنصت, وبعدما تأكدوا ان الفتاتين ليستا سوى خادمتين اصبحت التهمة الموجهة الى اللبنانيين التعامل مع الاميركيين».

التحقيق
أدخل القصار غرفة التحقيق وكان المحقق اسمر ملتحياً ويحمل سلاحاً, طلب من مروان الاجابة بصدق عن الاسئلة الموجهة اليه لئلا يقطع رأسه, وفي اثناء التحقيق، كان يدخل مسلحون بسيوف وسكاكين في محاولة لإرهاب المخطوف, الا ان هذه الضغوط لم تؤثر على القصار الذي يقول عن ذلك: «كان ايماني بالله يهدئ من روعي، حتى اني عندما هددت بالقتل اجبت انها إرادة الله», وأضاف:

«بعدما سجلوا أقوالنا، ادخلونا غرفة لتصويرنا لثلاث دقائق تمهيداً لإرسال التحقيق والشهادات الى المحكمة الشرعية التابعة لهم من اجل إصدار الحكم, بعد ذلك، اجبرونا على الاعتراف بأننا نعمل في شركة «الجبيلي» التي تتعامل مع الاميركيين وبأن نطالبها بدفع فدية مليون دولار، لكنهم اخبرونا فيما بعد انهم يريدون فقط خمسين الفاً, وفي انتظار صدور حكم محكمتهم، بقينا خمسة ايام في غرفة لا تتعدى مساحتها 12 متراً مربعاً بابها حديد وفيها شباك صغير يدخل منه النور، وكان معنا ستة آخرون، ثم صدر الحكم الذي اقر فيه ثلاثة من القضاة بتغريم الشركة, وبعد ذلك تحسنت معاملة الخاطفين حتى انهم كانوا يطمئنوننا ويعدوننا بالحرية عند انتهاء المفاوضات مع الشركة وسداد المبلغ المطلوب».

ايام عاديّة
خلال 34 يوماً صارت حياتهم اشبه بالعادية, يتناولون ثلاث وجبات تتنوع بين الجبنة والقشدة والزيتون والشاي صباحاً، والارز مع اللحم او الدجاج ظهراً ومساءً، «باستثناء الايام التي يشتد فيها القصف الاميركي على الفلوجة، اذ كان الخاطفون يحضرون الحبوب والخضر ويعده المخطوفون في المطبخ», وحتى في رمضان، كانوا يوقظونهم للعشاء والسحور ولم تخل الوجبات من بعض انواع الفواكه, وفي موازاة ذلك كانوا يتحركون بسهولة، فيدخلون المرحاض عند الحاجة ويستحمون كل يومين ويقول مروان:

«لم نكن نشعر بأننا معتقلون، كان افراد المجموعة يدخلون الغرفة فنناقشهم, حتى انهم كانوا ينصحوننا ويرشدوننا الى احكام الشريعة، وكنا نصلي معاً احياناً», وعزا هذه المعاملة الحسنة الى «ايمانهم بالله وتطبيقهم أحكام الدين» حسب قوله.

واضاف: «قبل مغادرتنا اعطونا الاغراض التي صادروها منا اثناء الاعتقال، وسألونا هل ينقصها شيء ما, وعندما سألتهم عن ساعتي التي فقدتها، اعطاني احدهم خمسين دولاراً بدلاً منها, لكنهم احتفظوا بكل ما يعود للشركة من اغراض ومعدات».

امضى المحتجزون الفترة الاخيرة من خطفهم في انتظار انتهاء المفاوضات، وعلم القصار ان وسيطاً عراقياً تدخل, لكن الانباء تضاربت ورغم ذلك وقال: «لم نتأثر بما يحصل وكنت على يقين ان موعد العودة الى لبنان اقترب, وعند الثانية بعد ظهر الاربعاء 3/11/2004، حضر شيخ احدى العشائر الى الموقع لنقلنا منه، فودعنا أفراد المجموعة وانتقلنا معه الى حدود الفلوجة معصوبي الاعين، ثم توجهنا معه الى بغداد حيث تناولنا الإفطار وأمضينا الليلة في منزل احد معارفه, وفي الصباح، نقلتنا سيارة الى مطار العاصمة، حيث استقللنا طائرة مدنية الى مطار دمشق الدولي حيث استقبلنا مسؤولون في شركتنا، ومنه الى لبنان».

لم يبدُ مروان خائفاً او حزيناً لتجربته، كانت ردود فعله عادية, لم ينفعل ودافع احياناً عن خاطفيه، بحجة انهم «ملزمون بحكم الشريعة والدين، الدفاع عن بلدهم والشهادة في سبيله، وقد يستفيدون لابتزاز الشركات وتغريمها من اجل شراء الاسلحة» حسب ما قال.

وأليس غريباً ان يتحدث عنهم على هذا النحو في حين انهم قد يكونون هم انفسهم من يظهرون على شاشات التلفزة وهم يذبحون الرهائن، اجاب مبتسماً: «نحن اللبنانيين ايضاً اعتبرونا ارهابيين عندما كنا ندافع عن الجنوب ونحارب جيش الاحتلال», وأضاف مدافعاً: «انهم بشر مثلنا وليسوا وحوشاً, لقد اصيب احد المخطوفين بالتهاب في الزائدة فنقلوه الى المستشفى وأجروا له جراحة ثم أعادوه الى منزله».

مروان يحنّ الى العراق دائماً وسيعود اليه اذا طلبت منه الشركة ذلك ولا يخشى ان يخطف مجدداً.

جليل
12-01-2004, 04:08 PM
محمد حسين «ولد مجدداً» بعد خطفه في العراق 39 يوماً وإطلاقه وعاهد نفسه على عدم العودة

طرابلس (شمال لبنان) ـ
من مرسال الترس:

«لن أعود الى العراق ابداً رغم ان الشعب العراقي طيب، واعتبر انني قد ولدت مجدداً», بهذه العبارات لخص اللبناني محمد جودت حسين (27 عاماً) من مدينة طرابلس (عاصمة محافظة الشمال) وضعه، بعدما خطف في العراق لتسعة وثلاثين يوماً وأفرج عنه ظهر الاربعاء 3/11/2004، اي قبل يومين من بدء تشديد الحصار على مدينة الفلوجة.

«الرأي العام» التقته غداة وصوله الى طرابلس في متجر لبيع الالبسة يملكه احد اصدقائه في محلة ابي سمراء، وذلك لأنه يريد الابتعاد عن منزله نظراً لضغط الزوار المهنئين, واستهل كلامه بالقول: «اعمل في العراق منذ نحو عام بعدما أوفدتني شركة «الجبيلي» لتركيب مولدات كهرباء, وكان يفترض ان تنتهي مهمتي خلال بضعة ايام لأعود مجدداً الى لبنان، ولكن سارت الرياح بما لا تشتهي سفننا, توجهنا الى الاردن مروان القصار، وأنا يوم الخميس 26 سبتمبر ومن هناك الى نقطة عبور الطرابيل على الحدود العراقية حيث وافتنا سيارتان من شركة «محمد العبيدي للمولدات» في العراق لمواكبتنا الى العاصمة بغداد.

وبالفعل كانت في انتظارنا سيارتا جيب فيهما اربعة رجال مسلحين, ولكن كانت مهمتهما مواكبة خادمتين اندونيسيتين طلبهما العبيدي لمنزله, واعتقد ان الشخص الذي رافق الخادمتين عند الحدود كان له صلة ما بالمقاومة العراقية, لان الاخبار التي سبقتنا الى العراق قالت ان أفراداً يتعاملون مع «الموساد» الاسرائيلي دخلوا البلاد، وهما خادمتان تحملان الجنسية الاندونيسية التقتا عند الحدود شابين لبنانيين, والمعروف ان المسافة بين الحدود الاردنية ومنطقة الرمادي تناهز اربعمئة كيلومتر، وكنا خلالها نلاحظ ان سيارات من انواع مختلفة فيها عدد من الاشخاص تتخطى موكبنا وتحدق بنا ما جعلنا نتوجس».

واضاف: «قبل ان نصل الى مدينة الرمادي وكانت الساعة قرابة الثانية بعد الظهر، وفيما نحن على الطريق السريعة، وسرعتنا تناهز 200 كيلومتر، فوجئنا بحاجز للشرطة العراقية فاضطررنا الى تخفيف سيرنا، طبعاً لم يسألونا كثيراً وكنت نائماً ثم فتحت عيني, وفيما كنت احاول ان اغمض جفوني وبعد نحو خمسين متراً من حاجز الشرطة سمعنا اطلاق رصاص فاستطلعنا الامر فوجدنا امامنا حاجزاً يضم نحو ستين مسلحاً يحاول ان يوقف موكبنا, فما كان من سائق سيارتنا إلا ان أدارها وسط الاوتوستراد وعاد في اتجاه الشرطة ليخبر عناصرها بالحاجز، فقال له ضابط الشرطة: لا تخف هؤلاء سلاّبة (سارقون) وبإمكانك الهرب, ولكن الهرب يعني التعرض ربما لمشاكل اكبر، وخصوصاً ان المناطق صحراوية ولا احد يدرك معالمها.

فقررنا التوجه نحو المسلحين واتكلنا على الله, لكنهم أمسكوا بنا ووضعو مروان في صندوق السيارة والاخرين في اماكن اخرى، فيما اجلسوني في المقعد الخلفي لسيارة من طراز «اوبل», وبعدما سرنا نحو نصف ساعة في منطقة الانبار وصلنا الى منزل مهجور حوله مجموعة من الاشجار، وهناك نقلونا جميعاً الى صناديق السيارات بعدما كبّلوا ايدينا ثم انطلقوا بنا لنحو ساعة ونصف ساعة كنا نسمع خلالها اصوات أبواق السيارات وضجة».

ونفى محمد ان يكون المسلحون ملثمين وأوضح انهم سلموهم عند المنزل الى مسلحين آخرين نقلوهم الى صناديق السيارات وقالوا لهم: «اذا لم يكن ضدكم شيء فسيفرج عنكم، ولكن المعلومات تقول انكم تتعاملون مع «الموساد» الاسرائيلي», واضاف: «وصلنا بعدها الى مكان محدد في منطقة عرفنا لاحقاً انها الفلوجة، حيث وضعوننا في منزل مسوّر يضم غرفاً منفصلة فيما الحمامات خارجها ولكنها ضمن السور, وشاهدنا هناك عدداً من المشايخ والمسلحين، وسمعنا هدير طائرات حتى اننا شاهدنا طائرات ب 52».

وعن جنسية المشايخ والمسلحين قال: «كلهم عراقيون من منطقة الانبار», واضاف: «وجدنا انفسنا جميعاً في مكان واحد ثم بدأوا التأكد مما نحمل فصادروا جوازات السفر واعتبروا ان الكومبيوترات المحمولة التي كانت معنا والساعات المخصصة لفحص قوة الكهرباء في المولدات اجهزة للتخابر مع الموساد, ووجه احدهم كلامه الى زميلي مروان قائلاً:

انت مع (سمير) جعجع, فأجابه مروان وهو مسلم سني من بيروت: افتح جواز سفري تجد عليه تأشيرة عمرة الى المملكة العربية السعودية، فتأكد من قوله, ثم وجه كلامه إلي وقال: انت مهندس فأجبته انني فني فقط، فقال مهدداً: استطيع ان انومك مغناطيسياً لأتأكد مما تعمل، فقلت له: حاضر, وكان جميع المسلحين ملثمين فيما كنا نحن عشرة، مروان وأنا وشخصان عراقيان من شركة «جبيلي» والفتاتان من اندونيسيا والمرافقون الاربعة, وكان المسلحون يرددون ان الفتاتين تابعتان لـ «الموساد» ودخلا من اجل الفتنة في العراق, ولكن تبين انهما مسلمتان, بعد ذلك ابلغوننا اننا سنحوّل على التحقيق، ووضعوننا في غرفة راكعين ووجوهنا الى الحائط فيما ايدينا مكبّلة وراء ظهورنا، وبدأوا بجلدنا بطريقة متساوية، ولم استطع ان اميز أداة الجلد, وتم ذلك على طريقة الشرع الاسلامي، اي القسم الاعلى من الظهر فقط، واستمر الامر نحو ساعة ولم اعد اذكر الكثير من التفاصيل لأنني شعرت بأنها اللحظات الاخيرة من حياتي».

وتابع: «ثم طلبوا منا ان نغتسل ونتوضأ ونؤدي الصلاة، في حين كنا على يقين انه ستتم تصفيتنا».

التحقيق
وأوضح انه اول من اخضع للتحقيق وقال: «ادخلوني غرفة وجدت فيها شخصاً ملتحياً بعض الشيء بادرني: عليك ان تقول كل ما تعرف وستتعرض للضرب حتى تسرح الدماء منك، فأجبته: لم اقم بأي عمل يدينني، فأنا عامل فني في شركة «الجبيلي» التي تعنى بتركيب المولدات، فسألني: هل شاركت في تركيب مولدات للجيش الاميركي، فأجبت:

عند مجيئي الى العراق قبل نحو عام شاركت في تركيب مولد في احد القصور الرئاسية, ولكن حصل ذلك قبل ان تعلن المقاومة ان التعامل مع الاميركيين محرم, ثم ابلغته اسماء الأماكن والاشخاص الذين تعاملت معهم, ولم يستمر التحقيق معي سوى نحو نصف ساعة قال لي في ختامها: انتهى التحقيق معك, ثم أحالوا الباقين على التحقيق وبعد الانتهاء قالوا لي: عندك تصوير، وطلبوا مني ان اعرّف عن نفسي امام الكاميرا، واقول انني اعمل مع شركة «جبيلي اخوان» التي تتعامل مع الاميركيين، ففعلت ومن تلك اللحظة صارت معاملتنا مميزة، فصباحاً يقدمون الينا الجبنة او القشدة، وظهراً معظم الطعام مع الارز، ومساء الدجاج او اللحم المشوي.

واستمر ذلك اياماً عدة حتى تم قصف المطعم الذي يمونهم في الفلوجة، فصاروا يقدمون الينا مساء البطيخ وظهراً طعاماً تم تحضيره منزلياً, كنا ثلاثة عشر شخصاً في غرفة واحدة مساحتها نحو 12 متراً مربعاً، وكنا مروان وأنا نحمل الجنسية اللبنانية والباقون يحملون الجنسية العراقية، وكان يزيد العدد احياناً».

وهل فرض عليهم المسلحون الصلاة وخصوصاً خلال شهر رمضان عليكم؟
ــ «كلا، كان الجميع يصلون وفق رغبتهم بل ان بعضهم لم يصوموا خلال رمضان، وكانوا يؤمنون لهم الطعام, واضاف: «كنت ممن يعتقدون ان الخاطفين في العراق يودون الحصول على أموال فقط، ولكن لمست انهم متدينون بكل معنى الكلمة يخافون الله وأذية الانسان البريء, وعلمنا ايضاً انهم كانوا يلاحقون السارقين ومغتصبي النساء ويطبقون بحقهم الاحكام وفق الشريعة».

ويضيف محمد في حديثه عن معاناته: «في احيان كثيرة كان بعض المسلحين وأعمارهم بين 17 وخمسين عاماً يأكلون معنا ونتبادل وإياهم الاحاديث الدينية والاجتماعية، ولم يحاولوا يوماً التأثير على احد دينياً، وكانوا دائماً يطلبون منا ان نحيي جميع المسلمين في بلادنا بعد عودتنا, وقد ابلغوننا انهم يعتبروننا ابرياء ولكن هناك مبالغ على الشركات ان تدفعها لانها تتعامل مع الاميركيين».

وقال: «بداية شهر رمضان اغارت الطائرات الاميركية على الفلوجة لخمس ساعات متواصلة, وتهدم في محيط المكان الذي كنا نُحتجز فيه ستة منازل لم نعلم من قُتل فيها، ولا شك في ان الله عزّ وجل حمانا من القصف الذي طاول معظم المنطقة المحيطة بنا، من دون ان ننسى ان الطائرات الاميركية كانت في أجواء الفلوجة طوال اليوم بين غارات واستكشاف ورصد».
وهل كان المسلحون يتحدثون عن المتشدد الاردني ابو مصعب الزرقاوي او سواه؟ قال: «لم نكن نستطيع ان نسأل عن شيء وهم لم يتحدثوا عن ذلك اطلاقاً, فالمواضيع العسكرية كانوا يتداولونها في اوساطهم وكنا نبتعد قدر المستطاع عن الاسئلة التي تستفزهم, حتى أنني في اثناء المفاوضات في الايام الاخيرة من الاحتجاز حرصت على ألا اتكلم مع اي مسؤول مسيحي في شركة «الجبيلي» في لبنان حتى لا يثير ذلك رد فعل لديهم».

وهل تكلمت مع اهلك؟
ــ بالتأكيد، تحدثت معهم خمس او ست مرات عبر خط هاتفي واحد وكنت اكتفي بالقول: انا بخير، لا تخافوا علينا، القضية باتت بين الشركة والمقاومين, وفي احدى المرات اصرّت والدتي على معرفة مكاني فأجبتها: انا في العراق، ولم استطع ذكر اسم اي مكان لئلا تكون المخابرة مراقبة.

وعن المرة الاخيرة التي تكلم فيها مع اهله قال: «تحدثت معهم قرابة التاسعة مساء الليلة التي سبقت الافراج».

الافراج
وعن كيفية معرفته بموعد الإفراج اجاب: «كنت محور المفاوضات منذ صدور الفتوى ببراءتنا بعد اربعة ايام على خطفنا، وكنت اجري الاتصالات مع مسؤولي الشركة في لبنان، وأشرح لهم مطالب الخاطفين, وعندما طلبوا منا ان نتحدث عبر التلفزيون قالوا لنا: سنقول عبر التلفزيون اننا نريد مليون دولار ولكن سنكتفي بخمسين الف دولار, وبعد يومين ابلغونا ان المبلغ المطلوب للإفراج هو ثمانمئة الف دولار لان ارتباط الشركة وثيق بالاميركيين, فدب اليأس في نفوسنا وأجريت اتصالاً بالشركة وابلغتها الامر.

وبعد استمهال رد مسؤولو الشركة ان شركة «العبيدي» هي التي ستتولى التفاوض لانني وزميلي أرسلنا الى العراق لمصلحتها, ومضت عشرون يوماً كان العبيدي خلالها يحاول التملص من الشروط قدر المستطاع، ما دفع الخاطفين لإبلاغنا انه سيتم الإفراج عن الجميع في ظل المماطلة, ثم مضت عشرة ايام اخرى، وبلغنا اليوم الثلاثين للخطف فطلبوا منا إجراء اتصالات هاتفية بأهلنا لنطلب منهم القيام بضغوط ومناشدات, وفيما كان اهلنا يفتقرون الى وسائل ضغط فإن المخطوفين العراقيين مارسوا دوراً مهماً في هذا السياق وطلبوا من عشائرهم ان تلاحق الموضوع.

ودخلت القضية هنا مرحلة التفاوض المباشر بين الاهالي والعشائر والخاطفين، وبالنسبة الى شركة «العبيدي» تم ابلاغنا ان مجموعة من اهالي بعض المخطوفين توجهوا الى محمد العبيدي وهم يحملون الاسلحة مهددين بقتله اذا لم يتوصل الى حل, فأعلن ان لا علاقة له بنا وهو مسؤول عن المخطوفين العراقيين والخادمتين الاندونيسيتين فقط, فعاودت الاتصال بالمسؤولين في شركة «الجبيلي» وأخبرتهم ان العبيدي تخلى عنا، فكلفوا احد العراقيين التفاوض من اجلنا، فحضر في اليوم التالي يرافقه شخص من السفارة اللبنانية وثالث عراقي, وقال لنا الخاطفون انهم سيقومون بتصويرنا بالفيديو, وتأخرت المفاوضات بضعة ايام لان الاشخاص الثلاثة كانوا يحضرون معهم مسلحين كحراس واعترض الخاطفون على ذلك، ولكن العراقي ابو محمود رفض فعاد الاحباط الى نفوسنا واعتقدنا ان مسألتنا ستطول وخصوصاً ان الطيران الحربي لا يفارق اجواء الفلوجة وقد نتعرض للقصف في اي لحظة».

تحول محوري
واضاف: «عند هذه النقطة حصل تحول محوري في القضية وسُمح لي بإجراء اتصالات مباشرة وعبر الهاتف على محاور ثلاثة: الاول مسؤولو الشركة في لبنان، الثاني شيخ احدى العشائر الذي تولى مسؤولية التفاوض عنا، والثالث: الشيخ المفوض من الخاطفين الذين لم يعودوا متشددين في الموضوع المالي، الى ان تم ابلاغنا انه سيتم الافراج عنا لوجه الله لان الهجوم على الفلوجة وشيك وهم ليسوا على استعداد لتحمل دماء بريئة».

وتابع محمد: «أحمد الله انني توصلت الى ايجاد عامل ثقة بين افرقاء التفاوض الثلاثة وأفرج عنا قرابة الثانية بعد ظهر الاربعاء 3/11/2004 ورافقنا الخاطفون في اربع سيارات الى منتصف الطريق بين الفلوجة والعاصمة بغداد, ولدى وصولنا الى بغداد تناولنا الافطار وبتنا ليلتنا في منزل احد العراقيين, وصباح الخميس 4/11/2004 اقلتنا سيارة الى مطار بغداد حيث امّن لنا لبناني الدخول عبر خط عسكري, واستقللنا طائرة ركاب مدنية من الحجم الصغير يملكها عراقي اوصلتنا الى مطار دمشق الدولي حيث كان في استقبالنا مسؤولون من شركة «الجبيلي», وتم نقلنا الى لبنان فتوجه مروان الى اهله وأنا نقلتني سيارة لأقربائي الى طرابلس التي استقبلتني بنحر الخراف باعتبار انني ولدت مجدداً».

وسألناه: هل تفكر في العودة الى العراق؟
فأجاب بسرعة: «كلا، كلا، ابداً، ابداً, ولكنني اود ان اشكر كل من ساهم في اطلاقي سواء كان عراقياً او غير عراقي».

جليل
12-01-2004, 04:13 PM
ناصر الجندي «اشترى» حريّته بمرضه وأطلقه خاطفوه بعدما تقيأ دماً وشقيقه طه أتيح له الفرار لكنه خشي أن تذبحه عصابة اخرى

طرابلس (شمال لبنان) ـ
من مرسال الترس:

السائق ناصر الجندي (30 عاماً) وشقيقه طه (33 عاماً) رويا لـ «الرأي العام» بدورهما قصة الخطف في العراق في مرأب الشاحنات في طرابلس, وتحدث ناصر اولاً فقال: «منذ عامين انقل بضائع الى العراق، ورثت هذه المهنة من والدي, وفي شهر اغسطس الماضي وبينما كنا ننقل مولدات كهرباء الى بغداد لمصلحة شركة «الجبيلي» وقبل وصولنا الى العاصمة بنحو مئة كيلومتر فوجئنا بمجموعة من المسلحين في ثياب مدنية ينقضون علينا ويدخلوننا في قلب الصحراء مهددين بإعدامنا لاننا من «العلوج» ونتعامل مع الاميركيين».

واضاف ناصر الذي يعاني القرحة: «في اليومين الاولين تعرضنا للإهانة والتحقيقات المتتابعة واحياناً الضرب واطلاق النار قربنا، حتى ظننا اننا قاب قوسين من الموت, واضافة الى المعاملة السيئة كانوا يشاركوننا طعامنا الذي خزناه في الشاحنات وكذلك المياه والسجائر, وبعد خمسة ايام على هذه الحال المزرية وبسبب قلة الطعام بدأوا يشفقون عليّ بعدما رأوني اتقيأ دماً بسبب القرحة في معدتي، وقرروا الإفراج عني وعن قاسم المرقباوي الذي كان ينقل العصير».

وعن الاحاديث التي سمعها خلال فترة احتجازه قال: «معظم احاديثهم كانت تتمحور حول تعامل اللبنانيين مع الاميركيين والرغبة في خطفهم لأن وجودهم لم يعد مرغوباً فيه».
وهل كان لدى المسلحين وسائل اتصال؟ اجاب قائلا: «بالتأكيد، لان المجموعة التي احتجزتنا لم ترافقها سيارة، ولكنهم كانوا يجرون الاتصالات بعيداً عن انظارنا، وكانت تأتي من وقت لآخر شاحنات نقل صغيرة فنشاهد وجوهاً جديدة, وكان الخاطفون يقاسموننا المأكل والمشرب وكانوا احياناً يؤمنون لنا السجائر، وبصراحة لم نعد نفكر في الطعام او الشراب، بل في الطريقة التي يمكن ان تخرجنا من تلك الورطة، ففي كل لحظة كنت اتوقع ان يطلق النار على رأسي، وخصوصاً انهم كانوا يعتبروننا مسلمين بالهوية فقط».

واضاف: «بعد الإفراج عنا قاسم المرقباوي وأنا اردنا التوجه الى بغداد ليسلم قاسم حمولة شاحنته فتصدى لنا مسلحون قرب الفلوجة وأعادوا احتجازنا اكثر من اربع وعشرين ساعة ثم نقلونا الى محلة العامرية وأفرجوا عنا».

وهل حاولت عناصر من الشرطة التدخل للإفراج عنكما في اثناء وجودكما في الفلوجة؟
ـ كل عناصر الشرطة بامرتهم، فعلى باب مجلس شورى المشايخ كان يقف ضابط يؤمن الدخول والخروج فيما كانت الشرطة تفتح السير لأي سيارة تحمل مسلحين.
وعن الحالة الراهنة بعد المرحلة الصعبة قال: «نعيش في ضائقة حقيقية وليس معي ما يكفي لتأمين الرزق, عدم السماح لنا بالتوجه الى العراق سبب لنا ازمة كبيرة، لان السفر الى الدول العربية الاخرى دونه ضرائب وإجراءات تستهدف الشاحنات اللبنانية التي تغوص يوماً بعد آخر في الازمات».

وهل هو مستعد للذهاب مجدداً الى العراق؟
يجيب «اذا كان ذلك يؤمن العيش بكرامة لعائلتي واطفالي فأنا مستعد للذهاب الى اي مكان، ولكن اصحاب الشاحنات لا يجازفون مرة اخرى».

الشقيق
ثم تحدث طه عن معاناته بعد افتراقه عن شقيقه ناصر وقاسم المرقباوي: «بعد الإفراج عن ناصر وقاسم طلبوا منا قيادة الشاحنات الثلاث التي بقيت معنا داخل الصحراء فيما كانت امامنا شاحنة نقل صغيرة ووراءنا سيارة ركاب, وكان المسلحون ثمانية يرتدون ثياباً مدنية, وفي احد الايام علقت شاحنة زميلنا خلدون عثمان بالرمال وراح احدهم يهدده بالقول: سأقتلك هنا لأنك فعلت ذلك بالشاحنة, وقد عملنا لساعات بأيدينا من اجل اعادتها الى السير, وبعد نحو اربعة ايام وضعونا في شاحنة صغيرة وقالوا لنا: ستقابلون الشيخ, من دون ان نعرف اسم هذا الشيخ، او المنطقة التي نحن فيها, وبعدما اقتربنا من الطريق شاهدوا سيارات للشرطة فبدأوا بإطلاق النار عليها ثم اعادونا مجدداً الى المنطقة التي كانت فيها الشاحنات».

واضاف: «حاولت الشرطة اللحاق بهم من دون جدوى ومع عودتنا الى الشاحنات طلبوا منا مجدداً قيادتها داخل الصحراء لنحو 250 كيلومتراً من دون توقف وفي شكل متعرج, وكان داخل كل شاحنة احد المسلحين يصوب السلاح الى رؤوسنا ويوجه الينا الاوامر التي لا نفهمها احياناً لانه يتكلم بالعامية التي يصعب فهمها».

واضاف: «بعد معاناة السير في الصحراء من دون هوادة لأيام عدة، وفي اليوم الخامس عشر لخطفنا كما اعتقد، ساروا بنا الى الطريق مجدداً حتى وصلنا الى قرابة الاربعين كيلومتراً منها، ثم اجبرونا على ترك الشاحنات في مكانها ووضعوا كلاً منا في سيارة صغيرة وتوجهوا بنا الى منطقة الرمادي التي ما ان دخلنا في محيطها حتى وضعوا شرائط سوداء على عيوننا لئلا نعرف اين نحن وقالوا لنا:

الآن سنتوجه بكم الى الفلوجة, وسرنا نحو مئة كيلومتر ثم ادخلوني غرفة ونزعوا الشريطة عن عيني فوجدت زميليّ عثمان وعيسى, وأخضعونا مجدداً لتحقيقات مكثفة تتناول التعامل مع الاميركيين، وبقينا على هذه الحال اربعة ايام، ولكنهم كانوا يؤمنون لنا المياه والطعام في شكل دوري، فصباحاً يقدمون علبة «قشطة» مع فنجان شاي وقطعتين من الخبز، وظهراً الكبسة (اللحم مع الارز) ومساء فول او فاصولياء, وكانوا احياناً يتناولون الطعام معنا, ومنذ ذلك الحين لم نعد نرى المسلحين الذين خطفونا في البداية».

وهل فكروا في الهرب؟
اجاب: «بعد وضعنا في ذلك المنزل كنا نسمع أصواتاً قريبة، ومرة اردت قضاء حاجتي فأخرجوني وقالوا لي: الحمام في باحة الدار والباب مفتوح، واذا اردت الهرب قد يقبض آخرون عليك ويذبحونك على الفور، ولذلك قررنا عدم التفكير في الهرب».

فتوى بعدم القتل
واضاف طه الجندي: «بعد تلك الايام الاربعة ابلغوننا انه صدرت فتوى بعدم قتلنا، ولكنهم يريدون ان يتأكدوا ان المولدات التي ننقلها في شاحناتنا لن تصل للاميركيين فزودناهم عنوان الشركة في بغداد، ولكنهم قالوا لنا في اليوم التالي انهم لم يجدوا احداً في الشركة التي سحبت موظفيها واقفلت مكاتبها».

وقال طه: «مرة كرر احد المسلحين سؤالي اذا كنت مسلماً سنياً فقلت له: نعم، فطلب مني ان اؤدي الصلاة امامه ففعلت فقال لي: جيد، انت مسلم سني, وطلب من خلدون واسامة ان يؤديا الصلاة فلم يفلحا لانهما في الاصل لا يصليان فانصرف الى تعليمهما».

وتابع: «بعد نحو ستة او سبعة ايام احضروا عراقياً قالوا امامنا انه يتعامل مع الاميركيين، واحتجزوه في غرفة مجاورة وبدأوا بالتحقيق معه وضربه وكنا نسمع صراخه بوضوح, واستمروا في التحقيق معه وتعذيبه ثلاثة ايام، وكان يسمي اشخاصاً يتعاون معهم فيرسلون في طلبهم ليتأكدوا من كلامه, كل ذلك كنا نسمعه، وبعد ثلاثة ايام سمعنا اصوات طلقات نارية وعلمنا لاحقاً انهم اعدموه رمياً بالرصاص، وقد سمحوا لنا بمشاهدة إعدامه عبر كاميرا تلفزيونية لكي نعلم نتيجة التعامل مع الاميركيين, وبعد نحو سبعة عشر يوماً على افتراقنا عن ناصر وقاسم قالوا لنا:

صدرت فتوى بالإفراج عنكم، والاشخاص الذين احتجزوكم في بداية الامر ليسوا في المقاومة، ونحن الآن نتحاور معهم من اجل ان يفرجوا عن شاحناتكم, وعندما سألناهم عن حمولة الشاحنات قالوا لنا: لا دخل لكم بالحمولة وما عليكم إلا النجاة بأنفسكم, وحاولنا اقناعهم بتسليمنا المولدات لان الشركة في لبنان قد لا تصدقنا وتتهمنا بأننا بعناها فقالوا لنا: لقد شاهدوكم محتجزين عبر محطات التلفزيون وهذا دليل على براءتكم».

وفي اليوم التالي اعادونا الى المنطقة التي خطفنا منها وانزلونا قرب مقر للشرطة حيث شاهدنا الشاحنات متوقفة بدون حمولة, وعندها دخلنا مقر الشرطة لنتسلم الشاحنات، اشترطوا علينا ان ندفع 15 الف دينار (17 دولاراً) عن كل شاحنة، وفوجئنا بالشخص الذي اشرف على خطفنا في البداية جالساً في مقر الشرطة بلباس مدني، وقال للمسؤول عن المركز: هؤلاء خطفناهم قبل ثلاثة اسابيع، وطلب منه ان ينهي لنا اوراقنا ويسلمنا الشاحنات، وبعدما وقعّنا الاوراق اللازمة توجهنا نحو الحدود العراقية ـ السورية ووصلنا ليلاً».

اما السائق اللبناني الرابع في المجموعة خلدون عثمان فلم يشأ الإدلاء بأي معلومات عن ظروف احتجازه.

http://www.alraialaam.com/29-11-2004/ie5/raiaamforyou.htm

علي علي
07-28-2008, 11:13 AM
صدقت انهم حرامية ولصوص

مبيد الحشرات
08-03-2008, 12:25 AM
لااعرف يااخوة اين انتم من اليد الخفية للسي اي اي والموساد وتتكلمون عن اسلاميين
سبحان الله وكان كل من هب ودب صار اسلامي
ان هؤلاء كلهم حرامية ولصوص واوافقكم الر اي لكن علينا كشرفاء ان نفصل هؤلاء عن الاسلام الال اذا كنا نريد الصاق التهمة بالاسلام
ولااعرف هل نسيتم الضباط البريطانيين الذين امسك بهم في البصرة وهم يفخخون السيارات وقد نقل الخبر على جميع فضائيات الكون
ام ان هذا لاعتبر يد خفية موسادية للارهاب
ولماذا لاتسالون لماذا لايحصل تفجير في شمال العراق هل بسبب ان اسرائيل ثابتة القدم هناك وقد ضمنت ولاء الكرد (مع الاسف على اخوتنا الكرد )
اين انتم من كثير من الادلة والادلة
انا من العراق واقول لكم حادثة واحدة كمثال وهو ان كراج النهضة مثلا لم يحصل فه اي تفجير لمدة اعوام منذ السقوط الى سنتين او ثلاث وفي احد الايام دخله الامريكان وبعدها حصل تفجير في نفس اليوم بعد خروجهم بدقائق
وحادثة اخرى
وهي ان الامريكان اخذوا يوزعون حلوى للاطفال وحين تجمع الاطفال تجمع كبير تحرك الامريكان خطوة وحصل تفجير ضخم وكان امرا مخزيا فالكل استغبر اين كان الانتاري ولماذا لم يقتل الامريكان وانتظر الى ان ينصرفوا وقتل الاطفال
حوادث كثيرة وكثيرة على مدى سنين
وياتي شخص ويتكلم عن هؤلاء الذين يدعون الجهاد وااللنضال وهم عبارة عن مطايا للموساد تم استخدامهم لتثبيت اقدام امريكا لسنين طويلة جدا وابادة اكثر من مليون مسلم وكان لهم الفضل في اقرار مسائل وامور لم تكن لتقر لولا الفوضى والقتل الذي زرعوه


القاعدة عميلة بلا كلام واكل يعفر انها صنيعة الموساد وهي الى الان لم تفجر تفجير واحد في تل ابيب
وعلى الجميع ان يراجع اشرطة 11ايلول ويدقق في سقوط العمارات ليرى وجود تفجيرات متسلسلة في الطوابق ولااعرف هل فخخ بن لادن العمارات ام انها المخابرات
مما يدل على ان بن لادين عميل لعين ولم تكن هناك مقاومة بل هي عمالة قذرة من هؤلاء فتبا لهم يفجرون انفسهم في المسلمين ويضنون انهم يموتون شهداء ولايدرون ان الموساد هو من يحركهم ويرسلهم للمذبحة
اخوتي لاتخرجوا من الانسانية والعقل ولاتقعوا في فخ الوهابية او الموساد فهم قد اتحدوا على تشويه الاسلام وقصة محمد عبد الوهاب معروفة وهؤلاء لاعلاقة لهم بالسنة بل هم موساديون فلاتنخدعوا بهم يااخوة الاسلام

والله ليس لكم الاالاسلام و العروبة ولانقصد بالعروبة اي القومية الزائفة الشعار الصدامي بل العروبة عروبة الاصل والوطن والانتماء لهذه الارض وعدم بيعها ولااقصد بالاسلام اسلام وهابي او صهيوني او متعصب او متحلحل بل اسلام محمد صلى الله عليه واله اسلام الرحمة والحب والعفوا عن العدوا ونشر القانون والدستور والعلم
وشكرا وعذرا