نجم سهيل
10-02-2011, 04:12 AM
http://www.dw-world.de/image/0,,15424333_1,00.jpg (http://www.dw-world.de/popups/popup_lupe/0,,15430113,00.html)
فاضل حسن السراي يقف أمام سيارته التي يزيد عمرها عن 30 عاماً (http://www.dw-world.de/popups/popup_lupe/0,,15430113,00.html)
رغم أنها قد شاخت وانقرضت تقريبا حتى في بلدها وبين أهلها، إلا أن "القجمة" مازالت تحظى بحب العراقيين الذين يبادلونها الوفاء بالوفاء، رغم كبر سنها! فما هو سر هذا الحب القديم المتجدد لـ"لعجوزة" الألمانية؟!
على الرغم من تطور وسائل النقل البري ودخول طرازات حديثة ومختلفة من سيارات النقل ذات الماركات العالمية المتنوعة بتقنياتها الحديثة، إلا أن للعراقيين حكاية مع السيارات الألمانية القديمة المنشأ وخصوصاً سيارات النقل "المرسيدس" المسماة باللهجة العراقية الشعبية "القجمة"، مازالت تُروى فصولها.
وكانت "القجمة"، التي تُسمى في ألمانيا بـ"Kurzhauber"، منذ سبعينيات القرن الماضي ومازالت حتى اليوم مصدراً لكسب رزق العديد من العائلات العراقية فضلاً، عن كونها وسيلة لنقل مختلف أنواع البضائع والمواد بين أطراف العراق المترامية.
"اعشق هذه السيارة التي تذكرني بكل شي جميل من أيام طفولتي، كما أجدها اليوم جزءا من عائلتي"، هذا ما يقوله عواد جابر معيوف، صاحب إحدى سيارات النقل "القجمة" في بغداد، والذي ورث سيارته ومعها مهنة النقل عن أبيه. وبينما ينشغل بصيانة محرك سيارته لغرض نقل بضائع أحد التجار إلى محافظة البصرة في جنوب العراق يقول معيوف (28عاماً) لدويتشه فيله:
"على الرغم من طراز السيارة القديم إلا أنها تمتاز بمواصفات جيدة، أبرزها القوة والمتانة والأمان بالإضافة إلى ندرة تعطلها مع سهولة ورخص أجور صيانتها".
http://www.dw-world.de/image/0,,15424280_1,00.jpg
عواد جابر معيوف وقصة حب منذ أيام الطفولة
"القجمة" ـ اسم على مسمى
وعن سبب تسمية هذا النوع من سيارات المرسيدس بــ"القجمة" بدل اسمها الحقيقي المرسيدس يقول معيوف، بابتسامة عريضة ملأت وجهه، إن "تسمية هذا النوع من السيارات الألمانية تأتت من شكل مقدمتها القصير الذي يعبر عنه بلهجتنا الشعبية الدارجة بكلمة أقحم، أي "مقطوع الأنف أو صاحب الأنف القصير جداً"، على حد قوله.
وتتمسك بعض العوائل العراقية بهذا النوع من السيارة وتتوارثها جيلاً عن جيل دون أن تغريهم أشكال السيارات الحديثة التي دخلت العراق بشكل كبير، لاسيما بعد عام 2003.
ولم يذهب فاضل حسن السراي صاحب سيارة المرسيدس بعيداً عما قاله معيوف، فالمتانة والقوة والأمان بالإضافة إلى زيادة سعة حمولتها لأكثر من 20 طناً أهم الأسباب التي دفعته إلى اقتناء هذه السيارة عام 1980 وإصراره على التمسك بها إلى هذا اليوم على الرغم من مرور الزمن.
http://www.dw-world.de/image/0,,15424311_1,00.jpg
بداية الحكاية
وعن بداية حكاية الحب بين العراقيين وهذه السيارة يشير السراي إلى إن هذا النوع من السيارات دخل العراق لأول مرة مطلع سبعينات القرن الماضي، ثم في أزداد الإقبال عليها في العقد الذي تلاه، حيث استخدمت بشكل خاص للإغراض العسكرية كنقل الآليات العسكرية والجنود بين جبهات الجيش العراقي إبان الحرب مع إيران في ثمانينات القرن الماضي، بالإضافة إلى نقل البضائع والمواد الإنشائية بين المدن العراقية.
ويضيف السراي (49عاماً)، الذي تحدث عن سيارته الألمانية مادحاً، بأنه يتعامل معها مثل أي سيارة حديثة أثناء حمل البضائع والتنقل في الطرق الخارجية والسير بسرعة لا تزيد عن 160 كيلو متراً في الساعة. ويكمل مستطرداً: "لا أفكر في أحد الأيام أن أنكر ذاتي وأبيع سيارتي التي كافحت على رزقي ورزق عائلتي طيلة سنوات الحصار الصعبة فبيعها يسبب الفال السيئ لي".
وعلى الرغم من توقف أنتاج هذا السيارة في ألمانيا إلا أن أصحابها يعتمدون على قطع الغيار المستوردة من بلدان مختلفة مثل تركيا والصين لغرض أدامتها من مرض الشيخوخة.
وعن سبب استمرار الكثير من التجار بتفضيل نقل بضائعهم بهذه السيارة يقول أحد تجار المواد الغذائية في بغداد بأن قوة السيارة وسرعتها المحدودة وإيصال البضائع المنقولة بسلامة تعد من أهم الأسباب، التي تدفع الكثير من التجار إلى تفضيلها "رغم دخول أنواع مختلفة وحديثة من السيارات". ويضيف هجار توفيق كيان، (45عاماً) لدويتشه فيله، والذي يفضل هو الآخر هذه السيارة في نقل بضائعه إلى مدينة أربيل شمالي العراق: "اشعر باطمئنان كبير عند نقل بضائعي بهذه السيارة، خصوصاً وأنها تتسع لنقل اكبر قدر من البضائع حتى فوق سعتها المحددة".
http://www.dw-world.de/image/0,,15424329_1,00.jpg
تتحمل حتى أكثر من طاقتها
غالية رغم شيخوختها!
وعن سعر سيارة "القجمة" وموديلاتها المختلفة في العراق، يقول صاحب أحد معارض بيع السيارات المستعملة في بغداد: "من النادر جداً أن تجد هذه السيارة تقف في ساحات بيع السيارات وذلك لكثرة من يفضل اقتنائها".
ويوضح بهاء الدين صباح علي (27عاماً) لدويتشه فيله بأن أسعار هذه السيارات تختلف باختلاف موديلاتها، فتتراوح أسعارها مابين 60 مليون دينار عراقي (نحو 50 ألف دولار أمريكي) و15 مليون دينار عراقي (نحو 13000 دولار أمريكي) لمختلف الموديلات التي تتراوح مابين عام 1964و1981، على حد قوله.
يُذكر أن شركة مرسيدس صنعت عدة موديلات من هذا النوع من السيارات في الفترة بين عامي 1964 و1981، وأن العراق قد حصل على أعداد كبيرة منها من خلال صفقة شراء مع ألمانيا الغربية آنذاك قبل أن يتوقف تصنيعها.
مناف الساعدي ـ بغداد
مراجعة: عبده جميل المخلافي
فاضل حسن السراي يقف أمام سيارته التي يزيد عمرها عن 30 عاماً (http://www.dw-world.de/popups/popup_lupe/0,,15430113,00.html)
رغم أنها قد شاخت وانقرضت تقريبا حتى في بلدها وبين أهلها، إلا أن "القجمة" مازالت تحظى بحب العراقيين الذين يبادلونها الوفاء بالوفاء، رغم كبر سنها! فما هو سر هذا الحب القديم المتجدد لـ"لعجوزة" الألمانية؟!
على الرغم من تطور وسائل النقل البري ودخول طرازات حديثة ومختلفة من سيارات النقل ذات الماركات العالمية المتنوعة بتقنياتها الحديثة، إلا أن للعراقيين حكاية مع السيارات الألمانية القديمة المنشأ وخصوصاً سيارات النقل "المرسيدس" المسماة باللهجة العراقية الشعبية "القجمة"، مازالت تُروى فصولها.
وكانت "القجمة"، التي تُسمى في ألمانيا بـ"Kurzhauber"، منذ سبعينيات القرن الماضي ومازالت حتى اليوم مصدراً لكسب رزق العديد من العائلات العراقية فضلاً، عن كونها وسيلة لنقل مختلف أنواع البضائع والمواد بين أطراف العراق المترامية.
"اعشق هذه السيارة التي تذكرني بكل شي جميل من أيام طفولتي، كما أجدها اليوم جزءا من عائلتي"، هذا ما يقوله عواد جابر معيوف، صاحب إحدى سيارات النقل "القجمة" في بغداد، والذي ورث سيارته ومعها مهنة النقل عن أبيه. وبينما ينشغل بصيانة محرك سيارته لغرض نقل بضائع أحد التجار إلى محافظة البصرة في جنوب العراق يقول معيوف (28عاماً) لدويتشه فيله:
"على الرغم من طراز السيارة القديم إلا أنها تمتاز بمواصفات جيدة، أبرزها القوة والمتانة والأمان بالإضافة إلى ندرة تعطلها مع سهولة ورخص أجور صيانتها".
http://www.dw-world.de/image/0,,15424280_1,00.jpg
عواد جابر معيوف وقصة حب منذ أيام الطفولة
"القجمة" ـ اسم على مسمى
وعن سبب تسمية هذا النوع من سيارات المرسيدس بــ"القجمة" بدل اسمها الحقيقي المرسيدس يقول معيوف، بابتسامة عريضة ملأت وجهه، إن "تسمية هذا النوع من السيارات الألمانية تأتت من شكل مقدمتها القصير الذي يعبر عنه بلهجتنا الشعبية الدارجة بكلمة أقحم، أي "مقطوع الأنف أو صاحب الأنف القصير جداً"، على حد قوله.
وتتمسك بعض العوائل العراقية بهذا النوع من السيارة وتتوارثها جيلاً عن جيل دون أن تغريهم أشكال السيارات الحديثة التي دخلت العراق بشكل كبير، لاسيما بعد عام 2003.
ولم يذهب فاضل حسن السراي صاحب سيارة المرسيدس بعيداً عما قاله معيوف، فالمتانة والقوة والأمان بالإضافة إلى زيادة سعة حمولتها لأكثر من 20 طناً أهم الأسباب التي دفعته إلى اقتناء هذه السيارة عام 1980 وإصراره على التمسك بها إلى هذا اليوم على الرغم من مرور الزمن.
http://www.dw-world.de/image/0,,15424311_1,00.jpg
بداية الحكاية
وعن بداية حكاية الحب بين العراقيين وهذه السيارة يشير السراي إلى إن هذا النوع من السيارات دخل العراق لأول مرة مطلع سبعينات القرن الماضي، ثم في أزداد الإقبال عليها في العقد الذي تلاه، حيث استخدمت بشكل خاص للإغراض العسكرية كنقل الآليات العسكرية والجنود بين جبهات الجيش العراقي إبان الحرب مع إيران في ثمانينات القرن الماضي، بالإضافة إلى نقل البضائع والمواد الإنشائية بين المدن العراقية.
ويضيف السراي (49عاماً)، الذي تحدث عن سيارته الألمانية مادحاً، بأنه يتعامل معها مثل أي سيارة حديثة أثناء حمل البضائع والتنقل في الطرق الخارجية والسير بسرعة لا تزيد عن 160 كيلو متراً في الساعة. ويكمل مستطرداً: "لا أفكر في أحد الأيام أن أنكر ذاتي وأبيع سيارتي التي كافحت على رزقي ورزق عائلتي طيلة سنوات الحصار الصعبة فبيعها يسبب الفال السيئ لي".
وعلى الرغم من توقف أنتاج هذا السيارة في ألمانيا إلا أن أصحابها يعتمدون على قطع الغيار المستوردة من بلدان مختلفة مثل تركيا والصين لغرض أدامتها من مرض الشيخوخة.
وعن سبب استمرار الكثير من التجار بتفضيل نقل بضائعهم بهذه السيارة يقول أحد تجار المواد الغذائية في بغداد بأن قوة السيارة وسرعتها المحدودة وإيصال البضائع المنقولة بسلامة تعد من أهم الأسباب، التي تدفع الكثير من التجار إلى تفضيلها "رغم دخول أنواع مختلفة وحديثة من السيارات". ويضيف هجار توفيق كيان، (45عاماً) لدويتشه فيله، والذي يفضل هو الآخر هذه السيارة في نقل بضائعه إلى مدينة أربيل شمالي العراق: "اشعر باطمئنان كبير عند نقل بضائعي بهذه السيارة، خصوصاً وأنها تتسع لنقل اكبر قدر من البضائع حتى فوق سعتها المحددة".
http://www.dw-world.de/image/0,,15424329_1,00.jpg
تتحمل حتى أكثر من طاقتها
غالية رغم شيخوختها!
وعن سعر سيارة "القجمة" وموديلاتها المختلفة في العراق، يقول صاحب أحد معارض بيع السيارات المستعملة في بغداد: "من النادر جداً أن تجد هذه السيارة تقف في ساحات بيع السيارات وذلك لكثرة من يفضل اقتنائها".
ويوضح بهاء الدين صباح علي (27عاماً) لدويتشه فيله بأن أسعار هذه السيارات تختلف باختلاف موديلاتها، فتتراوح أسعارها مابين 60 مليون دينار عراقي (نحو 50 ألف دولار أمريكي) و15 مليون دينار عراقي (نحو 13000 دولار أمريكي) لمختلف الموديلات التي تتراوح مابين عام 1964و1981، على حد قوله.
يُذكر أن شركة مرسيدس صنعت عدة موديلات من هذا النوع من السيارات في الفترة بين عامي 1964 و1981، وأن العراق قد حصل على أعداد كبيرة منها من خلال صفقة شراء مع ألمانيا الغربية آنذاك قبل أن يتوقف تصنيعها.
مناف الساعدي ـ بغداد
مراجعة: عبده جميل المخلافي