فاطمي
09-30-2011, 10:19 AM
http://www.manaar.com/vb/attachment.php?attachmentid=962&stc=1&d=1265228668
اكتشفنا ان من قام بصياغة الدستور عام 1952 هم مجموعة من البشر الاردنيين، لأننا كنا نعتقد بأنه كتاب منزل، فحرمونا من الاقتراب منه طوال عقود عديدة الى ان جاء الفرج اخيراً وتبين ان الذين قاموا بصياغته «منا وفينا» من لحم ودم
شيحان نيوز - كتب/د. محمد ابو بكر
وأخيراً اكتشفنا ان الدستور الاردني ليس مقدساً، فهو قابل للتعديل والاضافة والحذف وربما صياغة آخر بديل عنه، لقد صور البعض في سنوات غابرة الدستور الاردني على انه كتاب مقدس لا يجوز التلاعب به او حتى مجرد التفكير باجراء اي تغيير في نصوصه، انهم تلك الحفنة من الرموز العرفية الذين اذاقونا مر المعاناة في زمن لا نتمنى ان يعود، ونأمل ان يغيبوا هم عن المشهد السياسي الاردني، وهم الذين ما زالوا يمارسون ادوارهم العرفية من خلف ستار حتى هذه اللحظة.
واكتشفنا ايضاً ان من قام بصياغة الدستور عام 1952 هم مجموعة من البشر الاردنيين، لأننا كنا نعتقد بأنه كتاب منزل، فحرمونا من الاقتراب منه طوال عقود عديدة الى ان جاء الفرج اخيراً وتبين ان الذين قاموا بصياغته «منا وفينا» من لحم ودم، فرفعت الاصوات المنادية بضرورة الاستعجال في اجراء تعديلات عليه لأن الكثير من نصوصه لا تلائم الواقع الحالي، وبالتأكيد فإن ستة عقود كفيلة بالتغيير في كل شيئ، ففي هذه السنوات تغير العالم وليس الاردن فقط، ذهبت دول الى غير رجعة وقامت اخرى، سقطت انظمة، وحلت محلها انظمة اخرى، ونحن اكتشفنا ان العالم فعلاً تغير، ونحن كذلك بعد كل هذه السنوات، المهم اننا نجحنا في هذا الاكتشاف ولو في وقت متأخر وبدأنا بتصفح وريقات الدستور الى ان جرى تعديله مؤخراً دون خوف او رهبة من القدسية التي احاطوا بها الدستور لسنوات وسنوات.
وعلى الرغم من الآلية والاجراءات التي رافقت مناقشة التعديلات في مجلس النواب، والمفاجآت غير السارة لتصرفات العشرات منهم، ناهيك عن الهروب الجماعي من الجلسات التي كنا نعتقد بأنها لن تشهد اي غياب، لأن ما بين ايدي السادة النواب هو الدستور الاردني، حيث ان التاريخ سيسجل لهذا المجلس اجراؤه للتعديلات بهذه الصورة الموسعة، الا ان ما تم في خاتمة المطاف خطوة في الاتجاه الصحيح نأمل ان يتم البناء عليها في سنوات قادمة لأن ما جرى لا يشكل حد الطموح. فهل بقي في الاردن شيء مقدس آخر ممنوع الاقتراب منه، ونكتشف بعد فترة ان هذا الشيء المقدس ليس فيه من القدسية شيء؟ اعتقد بأن رموز العهد العرفي يجتهدون هذه الايام للبحث في ذلك، سيطول بهم الامر هذه المرة، ولكن المواطن الاردني وبعد كل هذه السنوات بات من الوعي بحيث لا تنطلي عليه اساليب هؤلاء لأنها ولّت الى غير رجعة.
حتى الحكام الذين يحيطهم البعض بهالة من القداسة ولّى زمانهم، اتذكرون امبراطور الحبشة هيلاسيلاسي وامبراطور افريقيا الوسطى بوكاسا، وامبراطور اليابان الراحل هيروهيتو الذي كان في نظر شعبه نصف إله؟ لقد ذهب هؤلاء وماتوا، واكتشفنا ان القداسة التي احاطوهم بها كانت كذبة كبيرة، فهم بشر مثلنا، يأكلون ويشربون و.. و.. و! اذكر ونحن صغار وقبل عقود من الزمن كنا نتمنى رؤية الملك الراحل الحسين بن طلال، يا الله، هل يمكن لنا ان نرى الملك؟ لا يمكن، فهو في مكان يصعب علينا ان نراه، انه الملك، ومن يجرؤ على الاقتراب منه او حتى يتمكن من رؤيته، واكتشفنا - وما اكثر اكتشافاتنا - ان الملك واحد منا، من هذا الشعب، رأيناه وصافحناه عدة مرات وأكلنا وشربنا معه، فكانت المفاجأة ان الملك بشر ولديه هوايات ورغبات، يلهو مع ابنائه، يمسك بالكرة ويحاول اللعب بها ويسوق السيارة بنفسه، يلقي النكات ويمازحنا، وربما في بعض الاحيان يخطىء في مسألة معينة فيعتذر عن هذا الخطأ، أليس هو ببشر يخطىء ويصيب كأي انسان على هذه الارض؟ فإذا كان الخلفاء الراشدون انفسهم اعلنوا من على منابر المساجد بأنهم قد يخطئون، وهذا امر طبيعي، وطلبوا من الناس تقويمهم اذا ما اخطأوا، وهذا بحد ذاته يسجل في مواقف هؤلاء الخلفا العظماء، فهم ليسوا بمعصومين عن الخطأ، لأنهم ليسوا بملائكة ولا انبياء، وهذا واجب الجميع، وكما قيل، شكراً لمن اهدى اليّ عيوبي، لأن الذي يقدم لك النصيحة الصادقة ويكشف لك عن بعض العيوب والأخطاء هو الصادق الصدوق والذي يريد مصلحة الامة والوطن ومصلحة الحاكم في الدرجة الاولى.
لذلك فإن مصيبتنا تكمن في اولئك الذين امتهنوا النفاق والتدليس سواء كانوا في محيط الحاكم او محيطنا، وما اكثر المنافقين الذين ينقلون صوراً مغايرة عن الواقع سواء للملك شخصياًَ او لأي مسؤول في بلدنا، انهم يحولون الاسود الى ابيض وكذلك العكس وهذا ما ادى الى غياب الكثير من الحقائق والوقائع التي تجري على الارض من امام الملك، الذي تنتابه الحيرة احياناً في بعض التقارير التي تصل اليه، فيحاول التأكد منها بنفسه وبطرق عديدة بعيداً عن اجواء المستشارين او من هم حوله، وهذه نقطة تسجل لجلالة الملك حرصه على معرفة الحقائق كما هي دون تزيين او تزييف، لأن الحاكم الذي يدرك ماذا يريد شعبه يستحق التقدير والاحترام. ومن هنا انطلقت الرغبة الملكية في الاسراع في الاصلاحات على مختلف الاتجاهات وفي مقدمة ذلك الدستو ر الاردني الذي لم يعد مقدساً، الا اننا نضعه فوق رؤوسنا لأنه المرجع الذي ينظم حياتنا جميعاً دولة وأفراداً.
الملك واحد منا، في نهاية المطاف، وهو قريب جداً من كل واحد في هذا الوطن، وهو يرفض القداسة والتقديس لأن من شأن ذلك ان يبعده عن شعبه، معاذ الله، وليخفف المنافقون من نفاقهم شيئاً قليلاً، لأن ذلك يضايق الملك بصورة كبيرة، هو الأب لهذا الشعب والراعي لمصالحه، فقدموا له النصائح الصادقة لأنها الوسيلة الوحيدة للوصول الى النتائج الصحيحة، وحمى الله الوطن وقائده، وابعد عنا شر من يريد بنا الشر سواء كان بيننا او خارج اسوار وطننا.
2011-09-29
اكتشفنا ان من قام بصياغة الدستور عام 1952 هم مجموعة من البشر الاردنيين، لأننا كنا نعتقد بأنه كتاب منزل، فحرمونا من الاقتراب منه طوال عقود عديدة الى ان جاء الفرج اخيراً وتبين ان الذين قاموا بصياغته «منا وفينا» من لحم ودم
شيحان نيوز - كتب/د. محمد ابو بكر
وأخيراً اكتشفنا ان الدستور الاردني ليس مقدساً، فهو قابل للتعديل والاضافة والحذف وربما صياغة آخر بديل عنه، لقد صور البعض في سنوات غابرة الدستور الاردني على انه كتاب مقدس لا يجوز التلاعب به او حتى مجرد التفكير باجراء اي تغيير في نصوصه، انهم تلك الحفنة من الرموز العرفية الذين اذاقونا مر المعاناة في زمن لا نتمنى ان يعود، ونأمل ان يغيبوا هم عن المشهد السياسي الاردني، وهم الذين ما زالوا يمارسون ادوارهم العرفية من خلف ستار حتى هذه اللحظة.
واكتشفنا ايضاً ان من قام بصياغة الدستور عام 1952 هم مجموعة من البشر الاردنيين، لأننا كنا نعتقد بأنه كتاب منزل، فحرمونا من الاقتراب منه طوال عقود عديدة الى ان جاء الفرج اخيراً وتبين ان الذين قاموا بصياغته «منا وفينا» من لحم ودم، فرفعت الاصوات المنادية بضرورة الاستعجال في اجراء تعديلات عليه لأن الكثير من نصوصه لا تلائم الواقع الحالي، وبالتأكيد فإن ستة عقود كفيلة بالتغيير في كل شيئ، ففي هذه السنوات تغير العالم وليس الاردن فقط، ذهبت دول الى غير رجعة وقامت اخرى، سقطت انظمة، وحلت محلها انظمة اخرى، ونحن اكتشفنا ان العالم فعلاً تغير، ونحن كذلك بعد كل هذه السنوات، المهم اننا نجحنا في هذا الاكتشاف ولو في وقت متأخر وبدأنا بتصفح وريقات الدستور الى ان جرى تعديله مؤخراً دون خوف او رهبة من القدسية التي احاطوا بها الدستور لسنوات وسنوات.
وعلى الرغم من الآلية والاجراءات التي رافقت مناقشة التعديلات في مجلس النواب، والمفاجآت غير السارة لتصرفات العشرات منهم، ناهيك عن الهروب الجماعي من الجلسات التي كنا نعتقد بأنها لن تشهد اي غياب، لأن ما بين ايدي السادة النواب هو الدستور الاردني، حيث ان التاريخ سيسجل لهذا المجلس اجراؤه للتعديلات بهذه الصورة الموسعة، الا ان ما تم في خاتمة المطاف خطوة في الاتجاه الصحيح نأمل ان يتم البناء عليها في سنوات قادمة لأن ما جرى لا يشكل حد الطموح. فهل بقي في الاردن شيء مقدس آخر ممنوع الاقتراب منه، ونكتشف بعد فترة ان هذا الشيء المقدس ليس فيه من القدسية شيء؟ اعتقد بأن رموز العهد العرفي يجتهدون هذه الايام للبحث في ذلك، سيطول بهم الامر هذه المرة، ولكن المواطن الاردني وبعد كل هذه السنوات بات من الوعي بحيث لا تنطلي عليه اساليب هؤلاء لأنها ولّت الى غير رجعة.
حتى الحكام الذين يحيطهم البعض بهالة من القداسة ولّى زمانهم، اتذكرون امبراطور الحبشة هيلاسيلاسي وامبراطور افريقيا الوسطى بوكاسا، وامبراطور اليابان الراحل هيروهيتو الذي كان في نظر شعبه نصف إله؟ لقد ذهب هؤلاء وماتوا، واكتشفنا ان القداسة التي احاطوهم بها كانت كذبة كبيرة، فهم بشر مثلنا، يأكلون ويشربون و.. و.. و! اذكر ونحن صغار وقبل عقود من الزمن كنا نتمنى رؤية الملك الراحل الحسين بن طلال، يا الله، هل يمكن لنا ان نرى الملك؟ لا يمكن، فهو في مكان يصعب علينا ان نراه، انه الملك، ومن يجرؤ على الاقتراب منه او حتى يتمكن من رؤيته، واكتشفنا - وما اكثر اكتشافاتنا - ان الملك واحد منا، من هذا الشعب، رأيناه وصافحناه عدة مرات وأكلنا وشربنا معه، فكانت المفاجأة ان الملك بشر ولديه هوايات ورغبات، يلهو مع ابنائه، يمسك بالكرة ويحاول اللعب بها ويسوق السيارة بنفسه، يلقي النكات ويمازحنا، وربما في بعض الاحيان يخطىء في مسألة معينة فيعتذر عن هذا الخطأ، أليس هو ببشر يخطىء ويصيب كأي انسان على هذه الارض؟ فإذا كان الخلفاء الراشدون انفسهم اعلنوا من على منابر المساجد بأنهم قد يخطئون، وهذا امر طبيعي، وطلبوا من الناس تقويمهم اذا ما اخطأوا، وهذا بحد ذاته يسجل في مواقف هؤلاء الخلفا العظماء، فهم ليسوا بمعصومين عن الخطأ، لأنهم ليسوا بملائكة ولا انبياء، وهذا واجب الجميع، وكما قيل، شكراً لمن اهدى اليّ عيوبي، لأن الذي يقدم لك النصيحة الصادقة ويكشف لك عن بعض العيوب والأخطاء هو الصادق الصدوق والذي يريد مصلحة الامة والوطن ومصلحة الحاكم في الدرجة الاولى.
لذلك فإن مصيبتنا تكمن في اولئك الذين امتهنوا النفاق والتدليس سواء كانوا في محيط الحاكم او محيطنا، وما اكثر المنافقين الذين ينقلون صوراً مغايرة عن الواقع سواء للملك شخصياًَ او لأي مسؤول في بلدنا، انهم يحولون الاسود الى ابيض وكذلك العكس وهذا ما ادى الى غياب الكثير من الحقائق والوقائع التي تجري على الارض من امام الملك، الذي تنتابه الحيرة احياناً في بعض التقارير التي تصل اليه، فيحاول التأكد منها بنفسه وبطرق عديدة بعيداً عن اجواء المستشارين او من هم حوله، وهذه نقطة تسجل لجلالة الملك حرصه على معرفة الحقائق كما هي دون تزيين او تزييف، لأن الحاكم الذي يدرك ماذا يريد شعبه يستحق التقدير والاحترام. ومن هنا انطلقت الرغبة الملكية في الاسراع في الاصلاحات على مختلف الاتجاهات وفي مقدمة ذلك الدستو ر الاردني الذي لم يعد مقدساً، الا اننا نضعه فوق رؤوسنا لأنه المرجع الذي ينظم حياتنا جميعاً دولة وأفراداً.
الملك واحد منا، في نهاية المطاف، وهو قريب جداً من كل واحد في هذا الوطن، وهو يرفض القداسة والتقديس لأن من شأن ذلك ان يبعده عن شعبه، معاذ الله، وليخفف المنافقون من نفاقهم شيئاً قليلاً، لأن ذلك يضايق الملك بصورة كبيرة، هو الأب لهذا الشعب والراعي لمصالحه، فقدموا له النصائح الصادقة لأنها الوسيلة الوحيدة للوصول الى النتائج الصحيحة، وحمى الله الوطن وقائده، وابعد عنا شر من يريد بنا الشر سواء كان بيننا او خارج اسوار وطننا.
2011-09-29