قاتل المشركين
09-29-2011, 09:12 AM
حكاية نطح السيدة زينب جبينها بالمحمل صارت دليلا عند البعض على أسوأ ما يمكن أن يضر ثورة أبي عبد الله الحسين ، فإذا كانت السيدة نطحت جبينها على الحسين ، فعليك أيها الموالي أن تنطح جبينك أيضا ، وأن يسيل دمك مواساة للحسين ..
أما عن حكاية النطح فينقلها المجلسي ( ت 1111 هـ ) مرسلة عن مسلم الجصاص – ويقول المجلسي : أنه وجدها في بعض الكتب المعتبرة ولم يسمي كتابا منها مع أنه كان يثبت في كثير من المواضع أسماء مؤلفي الكتب – والرواية كما في البحار : " رأيت في بعض الكتب المعتبرة روى مرسلا عن مسلم الجصاص قال : دعاني ابن زياد لاصلاح دار الامارة بالكوفة ، فبينما أنا أجصص الأبواب وإذا أنا بالزعقات قد ارتفعت من جنبات الكوفة ، فأقبلت على خادم كان معنا فقلت : مالي أرى الكوفة تضج ؟ قال : الساعة أتوا برأس خارجي خرج على يزيد ، فقلت : من هذا الخارجي ؟ فقال : الحسين بن علي عليهما السلام قال : فتركت الخادم حتى خرج ولطمت وجهي حتى خشيت على عيني أن يذهب ، وغسلت يدي من الجص وخرجت من ظهر القصر وأتيت إلى الكناس فبينما أنا واقف والناس يتوقعون وصول السبايا والرؤوس إذ قد أقبلت نحو أربعين شقة تحمل على أربعين جملا فيها الحرم والنساء وأولاد فاطمة عليها السلام وإذا بعلي بن الحسين عليهما السلام على بعير بغير وطاء ، وأوداجه تشخب دما ، وهو مع ذلك يبكي ويقول : يا أمة السوء لا سقيا لربعكم * يا أمة لم تراع جدنا فينا لو أننا ورسول الله يجمعنا * يوم القيامة ما كنتم تقولونا تسيرونا على الأقتاب عارية * كأننا لم نشيد فيكم دينا بني أمية ما هذا الوقوف على * تلك المصائب لا تلبون داعينا تصفقون علينا كفكم فرحا * وأنتم في فجاج الأرض تسبونا أليس جدي رسول الله ويلكم * أهدى البرية من سبل المضلينا يا وقعة الطف قد أورثتني حزنا * والله يهتك أستار المسيئينا قال : وصار أهل الكوفة يناولون الأطفال الذين على المحامل بعض التمر والخبز والجوز ، فصاحت بهم أم كلثوم وقالت : يا أهل الكوفة إن الصدقة علينا حرام وصارت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال وأفواههم وترمي به إلى الأرض ، قال كل ذلك والناس يبكون على ما أصابهم ثم إن أم كلثوم أطلعت رأسها من المحمل ، وقالت لهم : صه يا أهل الكوفة تقتلنا رجالكم ، وتبكينا نساؤكم ؟ فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء فبينما هي تخاطبهن إذا بضجة قد ارتفعت ، فإذا هم أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين عليه السلام وهو رأس زهري قمري أشبه الخلق برسول الله صلى الله عليه وآله ولحيته كسواد السبج قد انتصل منها الخضاب ، ووجهه دارة قمر طالع والرمح تلعب بها يمينا وشمالا فالتفتت زينب فرأت رأس أخيها فنطحت جبينها بمقدم المحمل ، حتى رأينا الدم يخرج من تحت قناعها وأومأت إليه بخرقة وجعلت تقول : يا هلالا لما استتم كمالا * غاله خسفه فأبدا غروبا ما توهمت يا شقيق فؤادي * كان هذا مقدرا مكتوبا يا أخي فاطم الصغيرة كلمها * فقد كاد قلبها أن يذوبا يا أخي قلبك الشفيق علينا * ماله قد قسى وصار صليبا ؟ يا أخي لو ترى عليا لدى الأسر * مع اليتم لا يطيق وجوبا كلما أوجعوه بالضرب نادا * ك بذل يغيض دمعا سكوبا يا أخي ضمه إليك وقربه * وسكن فؤاده المرعوبا ما أذل اليتيم حين ينادي * بأبيه ولا يراه مجيبا .. "
- الرواية ليس لها ذكر في الكتب المتقدمة المعتبرة ، وإن كتب المجلسي ذلك في حال عرض تلك الرواية ومن أهم المآخذ على البحار أن أغلب مصادره وصلت إلى المجلسي عن طريق الوجادة وليس بالمناولة والنقل بالوجادة في حكم الخبر المرسل لأن تلك النسخة قد لا تكون صحيحة النسبة لكاتبها وقد تكون محرفة أو مشوهة ..
- ينقلها المجلسي من منتخب الطريحي ( ت 1085هـ ) ومنتخب الطريحي لا يمكن وصفه بكتاب لمقتل الإمام الحسين علاوة على تأخره الزمني والمحققون لا يعتمدون على ما ينقله الطريحي في منتخبه وأقوالهم كثيرة حول ذلك ومنها تعليق الشيخ عباس القمي في منتهى الآمال والذي سنذكره لاحقا ، وكتاب نور العين في مشهد الحسين المنسوب الاسفرائني (ت 417 هـ ) ، وكتاب نور العين من الكتب المجهولة المؤلف ، ويقول السيد عبد العزيز الطباطبائي اليزدي عنه : " أغلب الظن أن هذا الكتاب من الموضوعات وقد نسب إلى الاسفرائني لاحقا وذلك لأن النص المذكور لا يساعد أن يكون من القرن الرابع " ويقول عنه القاضي الطباطبائي : " من الكتب الضعيفة جداً والتي لا يعتمد عليها.. ومجعول وضعيف ومجهول المؤلف " ، ويقول عنه فضل علي القزويني : " ومن نظر في مقتله المطبوع (نور العين) يعرف أن فيه أكاذيب وأمورا على خلاف ما أجمع عليه الفريقان، ولا يهمنا نقل مجعولاته، ومن أراد فلينظر إلى مقتله؛ فإنا لا نعتمد على ما تفرد به "
- استخدام مفردة " النطح " للتعبير عن ضرب السيدة زينب جبينها بالمحمل ، استخدام شاذ وفيه اعوجاج وبعيد عن الذوق العربي حيث أن النطح للكباش ونحوها .
- الأبيات الشعرية : يا هلالا لما استتم كمالا .................. تنسب لمحمد بن حماد ( المعاصر للمجلسي ) كما يذكر السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة ومن أبيات تلك القصيدة أيضا :
ان يوم الطفوف لم يبق لي من * لذة العيش والرقاد نصيبا يوم سارت إلى الحسين بنو حرب * بجمع فنازلوه الحروبا وحموه من الفرات فما ذلق * سوى الموت دونه مشروبا في رجال باعوا النفوس على الله * فنالوا ببيعها المرغوبا فكأني بصحبه حوله صرعي * لدى كربلا شبابا وشيبا وكأني بزينب إذ رأته * عاريا دامي الجبين تريبا كنت حصني من الزمان إذا ما * خفت خطبا دفعت عني الخطوبا يا هلالا لما استتم كمالا * غاله خسفه فأهوى غروبا ما توهمت يا شقيق فؤادي * كان هذا مقدرا مكتوبا
- لو أن جدلا ( نطحت ) السيدة زينب جبينها بالمحمل ( وهي ليست معصومة عن الخطأ ) لكان على الإمام زين العابدين تذكيرها بما أوصاها أخيها الحسين حين قال لها ليلة العاشر من محرم : " يا أختاه اتقي الله وتعزي بعزاء الله ، واعلمي أن أهل الأرض يموتون وأهل السماء لا يبقون ، وأن كل شئ هالك إلا وجه الله الذي خلق الخلق بقدرته وإليه يعودون وهو فرد واحد ، وإن أبي خير مني ، وأخي خير مني ، ولكل مسلم برسول الله أسوة ، فعزاها بهذا ونحوه ، وقال لها : يا أختاه ، إني أقسمت عليك فأبري قسمي ، لا تشقي علي جيبا ، ولا تخمشي علي وجها ، ولا تدعي علي بالويل والثبور إذا أنا هلكت ... "
- مسلم الجصاص ليس له ذكر في كتب الرجال والسير .
ونختتم بما قاله الشيخ عباس القمي في منتهى الآمال عن هذه الحادثة : " لم يرد ذكر للمحامل وللهوادج في غير خبر مسلم الجصاص ومع أن العلامة المجلسي قد نقل هذا الخبر فإن مصدره المنتخب للطريحي وكتاب نور العين وحال الكتابين لا تخفى على أهل الفن الحديث ، كما أن نسبة شج الرأس ونسبة الأشعار المعروفة إلى السيدة زينب " سلام الله عليها " بعيدة أيضا عن هذه المخدرة ، عقلية الهاشميين ، العالمة غير المعلمة ، رضيعة ثدي النبوة ، صاحبة مقام الرضى والتسليم ، وما عرف عن المقاتل المعتبرة هو أن حملهم كان على أقتاب الإبل دون وطاء بل إن ما قيل في ورودهم إلى الكوفة يتفق مع رواية حذام بن ستير التي أوردها الشيخان من أنهم كانوا محاصرين بالعسكر خوف الفتنة والثورة من أهل الكوفة ، ففي الكوفة الكثير من الشيعة .... "
أما عن حكاية النطح فينقلها المجلسي ( ت 1111 هـ ) مرسلة عن مسلم الجصاص – ويقول المجلسي : أنه وجدها في بعض الكتب المعتبرة ولم يسمي كتابا منها مع أنه كان يثبت في كثير من المواضع أسماء مؤلفي الكتب – والرواية كما في البحار : " رأيت في بعض الكتب المعتبرة روى مرسلا عن مسلم الجصاص قال : دعاني ابن زياد لاصلاح دار الامارة بالكوفة ، فبينما أنا أجصص الأبواب وإذا أنا بالزعقات قد ارتفعت من جنبات الكوفة ، فأقبلت على خادم كان معنا فقلت : مالي أرى الكوفة تضج ؟ قال : الساعة أتوا برأس خارجي خرج على يزيد ، فقلت : من هذا الخارجي ؟ فقال : الحسين بن علي عليهما السلام قال : فتركت الخادم حتى خرج ولطمت وجهي حتى خشيت على عيني أن يذهب ، وغسلت يدي من الجص وخرجت من ظهر القصر وأتيت إلى الكناس فبينما أنا واقف والناس يتوقعون وصول السبايا والرؤوس إذ قد أقبلت نحو أربعين شقة تحمل على أربعين جملا فيها الحرم والنساء وأولاد فاطمة عليها السلام وإذا بعلي بن الحسين عليهما السلام على بعير بغير وطاء ، وأوداجه تشخب دما ، وهو مع ذلك يبكي ويقول : يا أمة السوء لا سقيا لربعكم * يا أمة لم تراع جدنا فينا لو أننا ورسول الله يجمعنا * يوم القيامة ما كنتم تقولونا تسيرونا على الأقتاب عارية * كأننا لم نشيد فيكم دينا بني أمية ما هذا الوقوف على * تلك المصائب لا تلبون داعينا تصفقون علينا كفكم فرحا * وأنتم في فجاج الأرض تسبونا أليس جدي رسول الله ويلكم * أهدى البرية من سبل المضلينا يا وقعة الطف قد أورثتني حزنا * والله يهتك أستار المسيئينا قال : وصار أهل الكوفة يناولون الأطفال الذين على المحامل بعض التمر والخبز والجوز ، فصاحت بهم أم كلثوم وقالت : يا أهل الكوفة إن الصدقة علينا حرام وصارت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال وأفواههم وترمي به إلى الأرض ، قال كل ذلك والناس يبكون على ما أصابهم ثم إن أم كلثوم أطلعت رأسها من المحمل ، وقالت لهم : صه يا أهل الكوفة تقتلنا رجالكم ، وتبكينا نساؤكم ؟ فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء فبينما هي تخاطبهن إذا بضجة قد ارتفعت ، فإذا هم أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين عليه السلام وهو رأس زهري قمري أشبه الخلق برسول الله صلى الله عليه وآله ولحيته كسواد السبج قد انتصل منها الخضاب ، ووجهه دارة قمر طالع والرمح تلعب بها يمينا وشمالا فالتفتت زينب فرأت رأس أخيها فنطحت جبينها بمقدم المحمل ، حتى رأينا الدم يخرج من تحت قناعها وأومأت إليه بخرقة وجعلت تقول : يا هلالا لما استتم كمالا * غاله خسفه فأبدا غروبا ما توهمت يا شقيق فؤادي * كان هذا مقدرا مكتوبا يا أخي فاطم الصغيرة كلمها * فقد كاد قلبها أن يذوبا يا أخي قلبك الشفيق علينا * ماله قد قسى وصار صليبا ؟ يا أخي لو ترى عليا لدى الأسر * مع اليتم لا يطيق وجوبا كلما أوجعوه بالضرب نادا * ك بذل يغيض دمعا سكوبا يا أخي ضمه إليك وقربه * وسكن فؤاده المرعوبا ما أذل اليتيم حين ينادي * بأبيه ولا يراه مجيبا .. "
- الرواية ليس لها ذكر في الكتب المتقدمة المعتبرة ، وإن كتب المجلسي ذلك في حال عرض تلك الرواية ومن أهم المآخذ على البحار أن أغلب مصادره وصلت إلى المجلسي عن طريق الوجادة وليس بالمناولة والنقل بالوجادة في حكم الخبر المرسل لأن تلك النسخة قد لا تكون صحيحة النسبة لكاتبها وقد تكون محرفة أو مشوهة ..
- ينقلها المجلسي من منتخب الطريحي ( ت 1085هـ ) ومنتخب الطريحي لا يمكن وصفه بكتاب لمقتل الإمام الحسين علاوة على تأخره الزمني والمحققون لا يعتمدون على ما ينقله الطريحي في منتخبه وأقوالهم كثيرة حول ذلك ومنها تعليق الشيخ عباس القمي في منتهى الآمال والذي سنذكره لاحقا ، وكتاب نور العين في مشهد الحسين المنسوب الاسفرائني (ت 417 هـ ) ، وكتاب نور العين من الكتب المجهولة المؤلف ، ويقول السيد عبد العزيز الطباطبائي اليزدي عنه : " أغلب الظن أن هذا الكتاب من الموضوعات وقد نسب إلى الاسفرائني لاحقا وذلك لأن النص المذكور لا يساعد أن يكون من القرن الرابع " ويقول عنه القاضي الطباطبائي : " من الكتب الضعيفة جداً والتي لا يعتمد عليها.. ومجعول وضعيف ومجهول المؤلف " ، ويقول عنه فضل علي القزويني : " ومن نظر في مقتله المطبوع (نور العين) يعرف أن فيه أكاذيب وأمورا على خلاف ما أجمع عليه الفريقان، ولا يهمنا نقل مجعولاته، ومن أراد فلينظر إلى مقتله؛ فإنا لا نعتمد على ما تفرد به "
- استخدام مفردة " النطح " للتعبير عن ضرب السيدة زينب جبينها بالمحمل ، استخدام شاذ وفيه اعوجاج وبعيد عن الذوق العربي حيث أن النطح للكباش ونحوها .
- الأبيات الشعرية : يا هلالا لما استتم كمالا .................. تنسب لمحمد بن حماد ( المعاصر للمجلسي ) كما يذكر السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة ومن أبيات تلك القصيدة أيضا :
ان يوم الطفوف لم يبق لي من * لذة العيش والرقاد نصيبا يوم سارت إلى الحسين بنو حرب * بجمع فنازلوه الحروبا وحموه من الفرات فما ذلق * سوى الموت دونه مشروبا في رجال باعوا النفوس على الله * فنالوا ببيعها المرغوبا فكأني بصحبه حوله صرعي * لدى كربلا شبابا وشيبا وكأني بزينب إذ رأته * عاريا دامي الجبين تريبا كنت حصني من الزمان إذا ما * خفت خطبا دفعت عني الخطوبا يا هلالا لما استتم كمالا * غاله خسفه فأهوى غروبا ما توهمت يا شقيق فؤادي * كان هذا مقدرا مكتوبا
- لو أن جدلا ( نطحت ) السيدة زينب جبينها بالمحمل ( وهي ليست معصومة عن الخطأ ) لكان على الإمام زين العابدين تذكيرها بما أوصاها أخيها الحسين حين قال لها ليلة العاشر من محرم : " يا أختاه اتقي الله وتعزي بعزاء الله ، واعلمي أن أهل الأرض يموتون وأهل السماء لا يبقون ، وأن كل شئ هالك إلا وجه الله الذي خلق الخلق بقدرته وإليه يعودون وهو فرد واحد ، وإن أبي خير مني ، وأخي خير مني ، ولكل مسلم برسول الله أسوة ، فعزاها بهذا ونحوه ، وقال لها : يا أختاه ، إني أقسمت عليك فأبري قسمي ، لا تشقي علي جيبا ، ولا تخمشي علي وجها ، ولا تدعي علي بالويل والثبور إذا أنا هلكت ... "
- مسلم الجصاص ليس له ذكر في كتب الرجال والسير .
ونختتم بما قاله الشيخ عباس القمي في منتهى الآمال عن هذه الحادثة : " لم يرد ذكر للمحامل وللهوادج في غير خبر مسلم الجصاص ومع أن العلامة المجلسي قد نقل هذا الخبر فإن مصدره المنتخب للطريحي وكتاب نور العين وحال الكتابين لا تخفى على أهل الفن الحديث ، كما أن نسبة شج الرأس ونسبة الأشعار المعروفة إلى السيدة زينب " سلام الله عليها " بعيدة أيضا عن هذه المخدرة ، عقلية الهاشميين ، العالمة غير المعلمة ، رضيعة ثدي النبوة ، صاحبة مقام الرضى والتسليم ، وما عرف عن المقاتل المعتبرة هو أن حملهم كان على أقتاب الإبل دون وطاء بل إن ما قيل في ورودهم إلى الكوفة يتفق مع رواية حذام بن ستير التي أوردها الشيخان من أنهم كانوا محاصرين بالعسكر خوف الفتنة والثورة من أهل الكوفة ، ففي الكوفة الكثير من الشيعة .... "