المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملياردير هندي يؤسس أكبر شركة للحديد والصلب في العالم



جمال
11-26-2004, 02:20 AM
في إطار صفقة بقيمة 18 مليار دولار

من أسرار نجاح لاكشمي ميتال أغنى رجل في بريطانيا أنه يستثمر في أماكن لا يقترب منها أحد

http://www.asharqalawsat.com/2004/11/25/images/economy.267480.jpg

أصبح الملياردير الهندي لاكشمي ميتال الذي يقيم في لندن يلقب حاليا «امبراطور» صناعة الحديد والصلب في العالم بعد ان نجح بابرام صفقة ثلاثية اخيرا وصلت قيمتها الى حوالي 18 مليار دولار، ومن المنتظر انهاؤها في بداية العام المقبل. وميتال في طريقه الان لقيادة أكبر شركة للحديد والصلب واكثرها توزيعا من الناحية الجغرافية في العالم.

وفي الحقيقة فان صعود نجم ميتال لم يكن مفاجئا حيث برهن على مدى السنوات الماضية على حس تجاري لا يضاهى خصوصا من ناحية توقيت شراء اصول لا يجرؤ احد على الاقتراب منها وفي بلدان لا يعد الاستثمار فيها مغريا، فيقوم بتحويلها الى شركات ناجحة حتى قبل ان يرتفع الطلب على منتجات هذه الشركات. وتتمثل الصفقة الاخيرة بموافقة الملياردير الهندي على شراء شركة «انترنشنال غروب» من المستثمر الاميركي ويلبر روس بقيمة 4.5 مليار دولار ودمجها مع الشركتين اللتين يمتلكهما ميتال وهما «أل أن أم هولدينغز» و«إسبات انترنشنال» على ان تصدر الاخيرة 525 مليون سهم لصالح مساهمي «أل أن أم هولدينغز» تصل قيمتهما 13.3 مليار دولار. والشركة الجديدة سيطلق عليها «ميتال ستيل» وستسجل في بورصتي نيويورك وامستردام بقيمة سوقية قد تصل الى نحو 21 مليار دولار، ومن المتوقع ان تقوم بشحن خلال العام الحالي حوالي 57 مليون طن من الحديد والصلب من مصانعها التي تنتشر عبر 14 دولة وتوظف حوالي 165 الف عامل. وتوقعت مصادر في الشركة في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» ان تصل العائدات الاجمالية لـ«ميتال ستيل» الى نحو 31.5 مليار دولار مع ارباح تشغيلية تقدر بنحو 7 مليارات دولار.

في حين سيمتلك ميتال وعائلته 88 % من اسهم الشركة الجديدة. ولا يقتصر الامر عند هذا الحد، بل ان ميتال في طريقه لشراء مصانع وشركات في اماكن اخرى، وقد صرح هو شخصيا لصحيفة الهيرالدتريبيون الاميركية اخيرا بالقول: «نحن شركة عالمية تبحث دائما عن الفرص المتاحة». وتكمن مهارة ميتال في انه يجد صفقات في اماكن لا يتجرأ احد للتحرك نحوها حيث انه اشترى شركات كان يعتقد كثيرون انها حالات ميؤوس منها ولا تستحق المجازفة.

وعلى سبيل المثال بينما كان الاميركيون والاوروبيون واليابانيون يفكرون بالاستثمار في دول الاتحاد السوفياتي السابق مثل كازاخستان، كان هو يجول تلك الجمهوريات من اجل التوقيع على صفقات وشراء شركات هناك، ولكن لا يعني ذلك بأي حال من الاحوال ان ميتال شخص مقامر، بل انه رجل اعمال يحسب خطواته بدقة حيث يمتلك خبرة تزيد عن 30 عاما في مجال صناعة الحديد والصلب، فضلا على انه رجل عائلي من الطراز الاول يولي كل اهتمامه لزوجته ولابنته وولده.

ورغم انه احتل المركز الخامس في قائمة الصنداي تايمز البريطانية لأغنى الأشخاص في بريطانيا لعام بثروة وصلت الى 6.3 مليار دولار2004، وجاء في المركز 62 في قائمة مجلة «فوربز» الاميركية لأغنى مليارديرات العام لعام 2004، الا انه بعد ان حصل على ملياري دولار كأرباح من الصفقة الاخيرة ونتيجة ارتفاع اسعار الحديد والصلب في العالم، اضافة تصاعد قيمة اسهمه، فانه من المتوقع ان تزداد ثروته لتتراوح بين 12 ـ 20 مليار دولار، مما يؤهله لان يصبح اغنى رجل في بريطانيا، وان يحتل موقعا متقدما في قائمة فوربز المقبلة.

ومثل هذه الانجازات لم تأت من فراغ، فقد تعلم ميتال صناعة الحديد والصلب في مدينة كولكتا الهندية حيث رحل اليها والده ـ موهام ـ عندما انفصلت باكستان عن الهند عام 1947، واقام معملا للحديد هناك، وعائلته تعود جذورها الى مجموعة «مارواري» المعروفة بعشقها للتجارة ويعود اصلها الى ولاية راجستان في غرب الهند التي يتحدر منها في الوقت الراهن العديد من العائلات التجارية الهندية المعروفة. حصل ميتال على شهادة البكالوريوس في التجارة والمحاسبة، وبعدها عمل في تجارة والده حتى قرر عام 1975 عندما كان عمره 25 عاما الانتقال الى اندونيسيا، وبتشجيع من والده اسس هناك مصنع «إسبات اندو» للصلب. وفي عام 1979 اسس «اسبات انترناشونال» المسجلة حاليا في بورصة نيويورك. وفي عام 1995 قرر لاكشمي ميتال الانفصال عن شركة عائلته والاتجاه بطريقه الخاص، واستقر في لندن وبدأ يمارس نشاطه التجاري من هناك أكثر من 20 عاما.

لكن المفارقة انه رغم هذا الثراء الفاحش لم يكن معروفا، ولم يلمع اسمه إلا عبر فضيحة سياسية، كما ان له عادات تثير شهية صحافة الاثارة بين الحين والاخر. وقبل اكثر من عامين تعرض لحملة انتقادات بسبب تبرعاته لحزب العمال الحاكم في بريطانيا، وعندما اعترفت الحكومة البريطانية بأنها شجعت البنك الأوروبي لاعادة الاعمار والتنمية على تقديم قرض له بقيمة 70 مليون جنيه استرليني. وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قد تدخل لدى الحكومة الرومانية بغية تشجيع بيع الشركة العملاقة في صناعة الحديد «سيدكس» لشركة «ال ام ان» التي يملكها الملياردير الهندي.

وفي شهر ابريل (نيسان) الماضي عاد لاكشمي الى الاضواء بقوة عندما دفع 129 مليون دولار لمنزل فخم ذي 12 غرفة نوم في منطقة كينزينغتون بالاس بغرب لندن. ويتوقع ان تدخل الصفقة كتاب غينيس للأرقام القياسية باعتبارها اغلى صفقة من نوعها تسجل حتى الآن. وفي يونيو (حزيران) الماضي احتفل في باريس لعدة أيام بحفل زواج ابنته الوحيدة «فانيشا» حيث حول المناسبة الى ما يشبه الف ليلة وليلة حيث بلغت تكاليف الحفل نحو 55 مليون دولار، الا ان هذه الانتقادات لا تقلل ابدا من مهاراته التجارية الكبيرة.

فحتى اشد منتقديه يعترفون انه رجل أعمال قدير يتمتع بافق ونظرة مستقبلية يحسده عليها الكثيرون. ويتوقع ميتال انه في العشر سنوات المقبلة ستصبح صناعة الحديد والصلب خاضعة لسيطرة مجموعة محدودة من الشركات التي ستقوم بتصدير 80 ـ 100 مليون طن سنويا، مقارنة بوقتنا الراهن حيث تسيطر 6 شركات على 18 % من انتاج الصلب، وتلك النسبة ستصعد الى 23% بعد ان ينهي ميتال الصفقة في الربع الاول من العام المقبل وفقا لما جاء في تقرير نشرته مؤسسة «سي آر يو» المختصة في مجال الاستشارات المعدنية اخيرا.