المهدى
11-25-2004, 08:40 AM
ستستمر أفضل مما كانت
http://www.alraialaam.com/25-11-2004/ie5/local3.JPG
كتب فرحان سالم:
العقـل والمنطـق يسيــران جنـبا الى جنـب في فكر النائب الدكتور يوســف الزلزلة، فهـو يلجأ اليهـما في التعـامل مـع الامور كافة - وفق حديــثه، الى «الرأي العام»: «استخـدم العقل والمنطق حينما أريد محاكاة الواقع، ولا ألجأ الى الطريقة الحدِّية ورفع الصوت حتى لا يقال عني انني معارض للحكومة»، وعقله ومنطقه كانا وراء طـرح اسمه في الحكـومة، رئيـس مجلـس الامـة جـاسـم الخرافي رشحني الى تولي حقيبة في الحكومة، فهو يراني الشخصية القـادرة علـى التعامل مـع الاحـداث بعقـلانيـة ومنطق» وحتى في طروحاته الدينية والفكرية يحرص على الاستفادة من الاشخاص الذين يمتلكون حجة العقـل والمنطـق: «أنا احترم فكر السيد محمد حسـين فضـل الله، فهــو لديه طـــروحـات سياسية واجتماعية واقتصادية تخاطب العقل، واقلد السيــستاني رجل الحنكة والذكاء الذي يتدخل حينما يرى تدخله ضروريا».
وهنـــا تفـاصيل حديـث للزلزلـــة مـع «الرأي العام»:
يغلب عليك طابع التنظير والاسلوب الانشائي مستغلا قدرتك الخطابية، في حين أنك لم تقدم شيئا ملموسا، ما ردك على هذا الكلام؟
- هناك من يرى انني يجب ان أكون حادا في تعاملي وملامستي للواقع، وفريق آخر يراني استخدم العقل والمنطق دائما حينما أريد محاكاة الواقع، نحن واقصد المجتمع الكويتي - وللاسف الشديد - الناس تنظر الى النائب بمنظورين إما ان يكون سلبيا بصفة مطلقة، أو ايجابيا، والسلبي هو النائب الذي لا رأي له، ولا يهمه ما يحدث في البلد من أزمات ومشاكل وقضايا، فغايته تنحصر في ان يبقى في المجلس أربع سنوات يقدم خلالها مجموعة من الخدمات الى أبناء دائرته كي يضمن نجاحه في الدورة المقبلة، والايجابي من وجهة نظر الشارع الكويتي ينبغي ان يكون معارضا للحكومة، وينظر دائما نظرة سلبية للمواقف الحكومية كافة، ويهاجم الحكومة، ويكون شرسا في تعامله مع القضايا والازمات والمشاكل التي يعاني منها البلد.
والى أي تصنيف تنتمي؟
- أنا اعتقد ان النائب الذي يتخذ جانب المعارضة البحتة، ويدخل في صراع وتوتير المجلس في كل مرة وموقع، حسب رأيي ان هذا النائب اثبت فشله خلال جميع السنوات الماضية، وعن نفسي منذ ان كنت عضو هيئة تدريس في جامعة الكويت، وتاليا رئيس القسم الفني لنظم المعلومات، وعميدا مساعدا للشؤون الطلابية وعميدا مساعدا لشؤون البحوث والدراسات العليا والشؤون الاكاديمية، هذه التجربة أثرت شخصيتي وجعلتني قادرا على ان أكون عقلانيا ومنطقيا في تعاملي، لا ان أكون عشوائيا وحديا.
ولنا في كلام البارئ القدوة، فالله يقول مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم «أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة»، ولكي يستوعب البعض ان ما أقوم به يلامس الواقع ويحاكيه ويحاول ايجاد حلول وبدائل لكثير من القضايا العالقة في المجتمع، ولكن ليس بالطريقة الحدية التي يريدها البعض، وانما بطريقة العقل والمنطق، ولست بصدد ذكر الكثير من القضايا التي كان بالامكان حلها، وحلت، عن طريق الهدوء دونما الحاجة الى الصراخ ورفع الصوت وبيان انني رجل يميل الى جانب المعارضة المطلقة أو البحتة، واعتقد انني وفقت، وأرى ان البعض يراني وفقت، فالمواقع التي تحتد فيها العلاقة بين المجلس والحكومة لا تراني فيها، أو بالاحرى لا تستطيع ان تحكم هل انا في المواقع الحكومية ام الشعبية او اميل الى الوسط» ووفق رأيي ان العقل والمنطق يحتمان عليك ان تنظر دائما من ناحية الوسط الى الامور كلها حتى تقع في نهاية الامر على الخطأ فتصوبه ايضا عن طريق العقل والمنطق.
عفوا - نحن نحترم كل ما ذكرته، ومع ذلك الشارع الكويتي الذي يصنف النواب كما قلت بالايجاب والسلب - يصنفك على انك نائب حكومي؟
- إذا كان الصراخ واستعراض العضلات يصنفان النائب على انه غير حكومي، واستخدام العقل والمنطق يجعل منه حكوميا، فلهم الخيار في ذلك.
كنت من ضمن النواب الذين تبنوا كادر المهندسين، وفي جلسة سرية وافقت على تجميد الكادر، فكيف تفسر ذلك؟
- مخطئ من يعتقد ذلك، ففي كل خطوة نقوم بها، نبلغ جمعية المهندسين بمعنى انهم كانوا معنا خطوة بخطوة، وكل ما حدث كان بالاتفاق مع الجمعية، لم يكن تجميدا، ولكن حينما رأى مجموعة من النواب ان الحكومة مصرة على موقفها السلبي تجاه كادر المهندسين، ووصل الامر الى حد ان الحكومة قد تنسحب من المجلس وتوتر الاجواء بين الطرفين، ارتأينا جميعا اعضاء اللجنة المالية بعد اجتماعنا على هامش الجلسة، واتفقنا على الطلب من المجلس ارجاع تقرير كادر المهندسين مرة اخرى الى اللجنة لدراسته، وسحب فتيل الازمة بين الحكومة والمجلس.
وكل هذا جرى بالاتفاق مع جمعية المهندسين، وأنا لا اعتقد ان النواب الذين وقفوا مع عدم تحويل الكادر الى اللجنة المالية كانت غايتهم الدفاع المستميت عن الكادر فأنا شخصيا كنت رئيس عمل كادر المهندسين ومن هيأه ورتبه وأعده بالاتفاق مع الجمعية، حتى وصلنا الى الشك الذي انتهينا اليه، ولم تؤثر فينا الحكومة لا من قريب ولا من بعيد في أي قرار اتخذناه، وانما نحن رأينا ما فيه مصلحة المهندسين على وجه الخصوص والكويتيين على وجه العموم، ولكن ليس كل ما يعرف يقال في تلك الفترة، ولكن بما اننا انتهينا من هذا الموضوع ورأت الحكومة الضغط الشديد من قبل المجلس، فلم تمتلك غير الوقوف عند رغبة المجلس وأعطت الكادر الجديد الذي وافقت عليه جمعية المهندسين، وهي من طلبت منا الوقوف عند هذا الحد.
صرحت اكثر من مرة، انك رشحت لمنصب وزاري، وفي المقابل نفت الحكومة هذا الترشيح؟
- هناك سوء فهم، هناك من كلمني بقبول الوزارة، ليس سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد مباشرة، وانما من اشخاص قريبين من الشيخ صباح او محسوبين عليه، وعلى رأسهم جميعا رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي، فقد ذكر اليّ انه رشحني الى تولي حقيبة في الحكومة الجديدة، ومن المفترض ان يكون هناك تغيير خلال العطلة الصيفية، وطلب مني الموافقة على الانضمام للحكومة، فهو يرى انني الشخصية القادرة على ممارسة دورها في الحكومة او المجلس، ويراني قادرا على التعامل بكل عقلانية ومنطق دونما حساسية او توتر، وكان يدفع بهذا الاتجاه وبقوة، واكثر من مرة، لكن لم يكن هناك لقاء مباشر مع الشيخ صباح، ولكن كان مع بعض اعضاء الحكومة، وبالفعل كما ذكر في رده انه لم يطلب مني شخصيا.
ومن طلبوا منك هل كانوا مفوضين من قبله بالتشاور؟
- من المفترض ان يكونوا كذلك.
يد النائب صالح عاشور التي امتدت اليك في يوم الاقتراع، طلب منها ومن قبل قواعد شيعية التخلي عنك بداعي ميلك الى حزب الدعوة,,.
- أولا انا لا اعرف منهم اعضاء حزب الدعوة، وثانيا انا كويتي صرف ليس لدي اي انتماء خارجي، ربما يكون هناك تعاطف مع مجموعة من الاسلاميين او الوطنيين او سمهم ما شئت، فهذا أمر طبيعي، فأنا لدي علاقة جيدة مع المثقفين العرب والاجانب، ولكنهم لا يمثلون تيارات سياسية اطلب منهم الانتماء لهم حتى يملون علي ما يريدونه حتى احققه لهم في الكويت، ولذلك انا ضد كل من ينتمي الى أي تيار او فكر يأتي باوامره من الخارج، وما قيل عني وهذا ردد ايام الانتخابات ايضا انني انتمي انتماء عضويا الى حزب الدعوة، فوالله انني لا اعرف من هم شخوص هذا الحزب حتى انتمي اليهم، اما بخصوص تعاوني مع النائب صالح عاشور فانه سيستمر، وانا اشعر ان العلاقة بيننا افضل مما كانت عليه ايام الانتخابات، لان كلا منافهم الاخر، وتعاونا في كثير من القضايا، وجميع اقتراحات بقوانين سواء طرحت من قبلي او من قبل صالح تجدها مشتركة، وهذا يدل على ان العلاقة وثيقة بيننا، ولدينا اجتماعات مشتركة للتنسيق، وكل ما ورد بخصوص خلاف بيني وبين عاشور هذه رغبة او امنية لمن لا يريد الخير لنا.
وماذا عن علاقتك بالعلامة اللبناني السيد محمد حسين فضل الله، فتردد انك تمثل فكره في الكويت؟
- أولا السيد فضل الله لا يمثل اي تيار سياسي، فكما يطرح نفسه فهو رجل عالم ومرجع، ويتبنى الجانب الثقافي الفقهي -ان صح التعبير - ولديه ايضا طروحات سياسية واجتماعية واقتصادية مختلفة، وانا لست متأثرا بشخصيته، ولكنني استفيد من افكاره، مثلما استفيد من الاخرين، وعموما انا لدي اتصال بالكثير من المراجع، وهناك اتصالات مباشرة، ولكن بحكم ان التواصل مع السيد فضل الله سهل وسلس وسريع خصوصا ان اجواء لبنان تحمل الانفتاح على جميع التيارات، وبالتالي يكون التواصل معه اسهل بكثير من الاخرين الذين تفرض عليهم حراسات مشددة.
المأخذ عليك انك تروج لفكر السيد فضل الله، رغم ان قواعده في الكويت بسيطة؟
- هذا الكلام غير صحيح، فانا لا اتكلم باسم السيد، ولا اطرح رأيه الفقهي او الشرعي، وانا اقلد السيد السيستاني واحترم فكره، مثلما احترم فكر فضل الله الذي لا يشوبه اي شيء، لكنني لست من الناس الذي يتبنون طروحات فضل الله في الكويت، ويجب ان نميز ماذا نقصد من طرح فكر، فاذا كان له اراء ايجابية في كثير من القضايا، فهذا لا يعني ان هذه الآراء حكر على شخص، فينبغي ان تكون ملكا للجميع، وبالتالي اي شخص يحمل فكرا يجب ان نستفيد منه، فمثلا عندما يأتي الشيخ يوسف القرضاوي ويطرح فكرا اجتماعيا او سياسيا او فقهيا مقبولا، ويكون هذا الرأي يحمل فائدة، فيجب ان يستفيد الجميع من هذا الفكر، بمعنى ان الذي يتبنى فكرا مفيدا لا يعني انه مبتني الشخص.
ما دمت مقلدا للسيد السيستاني فما رأيك بصمته تجاه ما يحدث في العراق؟
- انا اعتقد ان المراجع لديهم من الوعي والفكر السياسي الذي يفرض على الجميع احترامهم، فالسيد السيستاني الذي اشرأب فهما في القضايا السياسية والاجتماعية يعرف التكليف الشرعي ماذا ينبغي ان يكون، ولذلك كما كان لموقف السيد اثناء ازمة السيد مقتدى الصدر في النجف، فهو لم يتكلم او يتدخل في بداية الامر، وحينما رأى أن تدخله ضروري فعل ذلك، وحل الازمة، وموقفه هذا ينسحب على القضايا الاخرى، فهو يمتلك من الحنكة والذكاء ما يجعله يأخذ الموقف الاصح والاسلم.
ما مدى صحة ما يتردد من ان هناك اقطابا شيعية طلبت منك عدم الترشح لانتخابات 2007؟
- لم يطلب مني احد ما تقوله، وللمرة الاولى اسمع هذا الكلام، فهناك دافع باتجاه الاستمرار من قبل الشخصيات المثقفة والواعية والتي تمتلك فهما جيدا لمعنى المواطنة بعيدا عن انتمائها.
حزمة من الاستجوابات تنتظر الدور بعدما قدم النائبان احمد المليفي وعلي الراشد استجوابهما ضد الوزير ضيف الله شرار، ما هو تقويمك، وكيف ترى استجواب المليفي والراشد؟
- المشكلة، لا تكمن في مفهوم الاستجواب، انما المشكلة في المجتمع الكويتي وفهمة للاستجواب، الذي يعتبر حقا للنائب يستطيع ان يستخدمه متى شاء وأينما شاء، والغاية منه التصويب والتصحيح في المؤسسة الحكومية، المشكلة حينما يقدم الاستجواب يصبح المجتمع برمته على صفيح ساخن، وفي الصحف والاعلام يتحدثون عن الاستجواب وكأنه ازمة حرب بين مجلس الامة والحكومة، وبالتالي يعطى قدرا اكبر من حجمة، فهناك دول يوجد فيها في اليوم الواحد اكثر من استجواب، والامور تأخذ مجراها الصحيح والطبيعي، ونحن في الكويت ليس لدينا ذلك الفهم والوعي للاستجواب، لاننا نعتبره حربا شعواء بين السلطتين، وانا مع الاستجوابات كثرت ام قلت، وضد من يقول انها تلهي الشارع السياسي.
وماذا عن استجواب المليفي والراشد؟
- انا اعتقد ان استجواب النائبين فيه مجموعة من المحاور المهمة، واتمنى ان يكون لدى الوزير ضيف الله شرار الاجوبة التي تكشف بعض حالات الغبش عن بعض القضايا التي حملها الاستجواب، كما ينبغي على كلا الطرفين ان يتحلوا باسلوب راق واخلاقي متميز، ونرى استجوابا متكاملا تعم فائدته على البلد.
http://www.alraialaam.com/25-11-2004/ie5/local.htm#03
http://www.alraialaam.com/25-11-2004/ie5/local3.JPG
كتب فرحان سالم:
العقـل والمنطـق يسيــران جنـبا الى جنـب في فكر النائب الدكتور يوســف الزلزلة، فهـو يلجأ اليهـما في التعـامل مـع الامور كافة - وفق حديــثه، الى «الرأي العام»: «استخـدم العقل والمنطق حينما أريد محاكاة الواقع، ولا ألجأ الى الطريقة الحدِّية ورفع الصوت حتى لا يقال عني انني معارض للحكومة»، وعقله ومنطقه كانا وراء طـرح اسمه في الحكـومة، رئيـس مجلـس الامـة جـاسـم الخرافي رشحني الى تولي حقيبة في الحكومة، فهو يراني الشخصية القـادرة علـى التعامل مـع الاحـداث بعقـلانيـة ومنطق» وحتى في طروحاته الدينية والفكرية يحرص على الاستفادة من الاشخاص الذين يمتلكون حجة العقـل والمنطـق: «أنا احترم فكر السيد محمد حسـين فضـل الله، فهــو لديه طـــروحـات سياسية واجتماعية واقتصادية تخاطب العقل، واقلد السيــستاني رجل الحنكة والذكاء الذي يتدخل حينما يرى تدخله ضروريا».
وهنـــا تفـاصيل حديـث للزلزلـــة مـع «الرأي العام»:
يغلب عليك طابع التنظير والاسلوب الانشائي مستغلا قدرتك الخطابية، في حين أنك لم تقدم شيئا ملموسا، ما ردك على هذا الكلام؟
- هناك من يرى انني يجب ان أكون حادا في تعاملي وملامستي للواقع، وفريق آخر يراني استخدم العقل والمنطق دائما حينما أريد محاكاة الواقع، نحن واقصد المجتمع الكويتي - وللاسف الشديد - الناس تنظر الى النائب بمنظورين إما ان يكون سلبيا بصفة مطلقة، أو ايجابيا، والسلبي هو النائب الذي لا رأي له، ولا يهمه ما يحدث في البلد من أزمات ومشاكل وقضايا، فغايته تنحصر في ان يبقى في المجلس أربع سنوات يقدم خلالها مجموعة من الخدمات الى أبناء دائرته كي يضمن نجاحه في الدورة المقبلة، والايجابي من وجهة نظر الشارع الكويتي ينبغي ان يكون معارضا للحكومة، وينظر دائما نظرة سلبية للمواقف الحكومية كافة، ويهاجم الحكومة، ويكون شرسا في تعامله مع القضايا والازمات والمشاكل التي يعاني منها البلد.
والى أي تصنيف تنتمي؟
- أنا اعتقد ان النائب الذي يتخذ جانب المعارضة البحتة، ويدخل في صراع وتوتير المجلس في كل مرة وموقع، حسب رأيي ان هذا النائب اثبت فشله خلال جميع السنوات الماضية، وعن نفسي منذ ان كنت عضو هيئة تدريس في جامعة الكويت، وتاليا رئيس القسم الفني لنظم المعلومات، وعميدا مساعدا للشؤون الطلابية وعميدا مساعدا لشؤون البحوث والدراسات العليا والشؤون الاكاديمية، هذه التجربة أثرت شخصيتي وجعلتني قادرا على ان أكون عقلانيا ومنطقيا في تعاملي، لا ان أكون عشوائيا وحديا.
ولنا في كلام البارئ القدوة، فالله يقول مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم «أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة»، ولكي يستوعب البعض ان ما أقوم به يلامس الواقع ويحاكيه ويحاول ايجاد حلول وبدائل لكثير من القضايا العالقة في المجتمع، ولكن ليس بالطريقة الحدية التي يريدها البعض، وانما بطريقة العقل والمنطق، ولست بصدد ذكر الكثير من القضايا التي كان بالامكان حلها، وحلت، عن طريق الهدوء دونما الحاجة الى الصراخ ورفع الصوت وبيان انني رجل يميل الى جانب المعارضة المطلقة أو البحتة، واعتقد انني وفقت، وأرى ان البعض يراني وفقت، فالمواقع التي تحتد فيها العلاقة بين المجلس والحكومة لا تراني فيها، أو بالاحرى لا تستطيع ان تحكم هل انا في المواقع الحكومية ام الشعبية او اميل الى الوسط» ووفق رأيي ان العقل والمنطق يحتمان عليك ان تنظر دائما من ناحية الوسط الى الامور كلها حتى تقع في نهاية الامر على الخطأ فتصوبه ايضا عن طريق العقل والمنطق.
عفوا - نحن نحترم كل ما ذكرته، ومع ذلك الشارع الكويتي الذي يصنف النواب كما قلت بالايجاب والسلب - يصنفك على انك نائب حكومي؟
- إذا كان الصراخ واستعراض العضلات يصنفان النائب على انه غير حكومي، واستخدام العقل والمنطق يجعل منه حكوميا، فلهم الخيار في ذلك.
كنت من ضمن النواب الذين تبنوا كادر المهندسين، وفي جلسة سرية وافقت على تجميد الكادر، فكيف تفسر ذلك؟
- مخطئ من يعتقد ذلك، ففي كل خطوة نقوم بها، نبلغ جمعية المهندسين بمعنى انهم كانوا معنا خطوة بخطوة، وكل ما حدث كان بالاتفاق مع الجمعية، لم يكن تجميدا، ولكن حينما رأى مجموعة من النواب ان الحكومة مصرة على موقفها السلبي تجاه كادر المهندسين، ووصل الامر الى حد ان الحكومة قد تنسحب من المجلس وتوتر الاجواء بين الطرفين، ارتأينا جميعا اعضاء اللجنة المالية بعد اجتماعنا على هامش الجلسة، واتفقنا على الطلب من المجلس ارجاع تقرير كادر المهندسين مرة اخرى الى اللجنة لدراسته، وسحب فتيل الازمة بين الحكومة والمجلس.
وكل هذا جرى بالاتفاق مع جمعية المهندسين، وأنا لا اعتقد ان النواب الذين وقفوا مع عدم تحويل الكادر الى اللجنة المالية كانت غايتهم الدفاع المستميت عن الكادر فأنا شخصيا كنت رئيس عمل كادر المهندسين ومن هيأه ورتبه وأعده بالاتفاق مع الجمعية، حتى وصلنا الى الشك الذي انتهينا اليه، ولم تؤثر فينا الحكومة لا من قريب ولا من بعيد في أي قرار اتخذناه، وانما نحن رأينا ما فيه مصلحة المهندسين على وجه الخصوص والكويتيين على وجه العموم، ولكن ليس كل ما يعرف يقال في تلك الفترة، ولكن بما اننا انتهينا من هذا الموضوع ورأت الحكومة الضغط الشديد من قبل المجلس، فلم تمتلك غير الوقوف عند رغبة المجلس وأعطت الكادر الجديد الذي وافقت عليه جمعية المهندسين، وهي من طلبت منا الوقوف عند هذا الحد.
صرحت اكثر من مرة، انك رشحت لمنصب وزاري، وفي المقابل نفت الحكومة هذا الترشيح؟
- هناك سوء فهم، هناك من كلمني بقبول الوزارة، ليس سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد مباشرة، وانما من اشخاص قريبين من الشيخ صباح او محسوبين عليه، وعلى رأسهم جميعا رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي، فقد ذكر اليّ انه رشحني الى تولي حقيبة في الحكومة الجديدة، ومن المفترض ان يكون هناك تغيير خلال العطلة الصيفية، وطلب مني الموافقة على الانضمام للحكومة، فهو يرى انني الشخصية القادرة على ممارسة دورها في الحكومة او المجلس، ويراني قادرا على التعامل بكل عقلانية ومنطق دونما حساسية او توتر، وكان يدفع بهذا الاتجاه وبقوة، واكثر من مرة، لكن لم يكن هناك لقاء مباشر مع الشيخ صباح، ولكن كان مع بعض اعضاء الحكومة، وبالفعل كما ذكر في رده انه لم يطلب مني شخصيا.
ومن طلبوا منك هل كانوا مفوضين من قبله بالتشاور؟
- من المفترض ان يكونوا كذلك.
يد النائب صالح عاشور التي امتدت اليك في يوم الاقتراع، طلب منها ومن قبل قواعد شيعية التخلي عنك بداعي ميلك الى حزب الدعوة,,.
- أولا انا لا اعرف منهم اعضاء حزب الدعوة، وثانيا انا كويتي صرف ليس لدي اي انتماء خارجي، ربما يكون هناك تعاطف مع مجموعة من الاسلاميين او الوطنيين او سمهم ما شئت، فهذا أمر طبيعي، فأنا لدي علاقة جيدة مع المثقفين العرب والاجانب، ولكنهم لا يمثلون تيارات سياسية اطلب منهم الانتماء لهم حتى يملون علي ما يريدونه حتى احققه لهم في الكويت، ولذلك انا ضد كل من ينتمي الى أي تيار او فكر يأتي باوامره من الخارج، وما قيل عني وهذا ردد ايام الانتخابات ايضا انني انتمي انتماء عضويا الى حزب الدعوة، فوالله انني لا اعرف من هم شخوص هذا الحزب حتى انتمي اليهم، اما بخصوص تعاوني مع النائب صالح عاشور فانه سيستمر، وانا اشعر ان العلاقة بيننا افضل مما كانت عليه ايام الانتخابات، لان كلا منافهم الاخر، وتعاونا في كثير من القضايا، وجميع اقتراحات بقوانين سواء طرحت من قبلي او من قبل صالح تجدها مشتركة، وهذا يدل على ان العلاقة وثيقة بيننا، ولدينا اجتماعات مشتركة للتنسيق، وكل ما ورد بخصوص خلاف بيني وبين عاشور هذه رغبة او امنية لمن لا يريد الخير لنا.
وماذا عن علاقتك بالعلامة اللبناني السيد محمد حسين فضل الله، فتردد انك تمثل فكره في الكويت؟
- أولا السيد فضل الله لا يمثل اي تيار سياسي، فكما يطرح نفسه فهو رجل عالم ومرجع، ويتبنى الجانب الثقافي الفقهي -ان صح التعبير - ولديه ايضا طروحات سياسية واجتماعية واقتصادية مختلفة، وانا لست متأثرا بشخصيته، ولكنني استفيد من افكاره، مثلما استفيد من الاخرين، وعموما انا لدي اتصال بالكثير من المراجع، وهناك اتصالات مباشرة، ولكن بحكم ان التواصل مع السيد فضل الله سهل وسلس وسريع خصوصا ان اجواء لبنان تحمل الانفتاح على جميع التيارات، وبالتالي يكون التواصل معه اسهل بكثير من الاخرين الذين تفرض عليهم حراسات مشددة.
المأخذ عليك انك تروج لفكر السيد فضل الله، رغم ان قواعده في الكويت بسيطة؟
- هذا الكلام غير صحيح، فانا لا اتكلم باسم السيد، ولا اطرح رأيه الفقهي او الشرعي، وانا اقلد السيد السيستاني واحترم فكره، مثلما احترم فكر فضل الله الذي لا يشوبه اي شيء، لكنني لست من الناس الذي يتبنون طروحات فضل الله في الكويت، ويجب ان نميز ماذا نقصد من طرح فكر، فاذا كان له اراء ايجابية في كثير من القضايا، فهذا لا يعني ان هذه الآراء حكر على شخص، فينبغي ان تكون ملكا للجميع، وبالتالي اي شخص يحمل فكرا يجب ان نستفيد منه، فمثلا عندما يأتي الشيخ يوسف القرضاوي ويطرح فكرا اجتماعيا او سياسيا او فقهيا مقبولا، ويكون هذا الرأي يحمل فائدة، فيجب ان يستفيد الجميع من هذا الفكر، بمعنى ان الذي يتبنى فكرا مفيدا لا يعني انه مبتني الشخص.
ما دمت مقلدا للسيد السيستاني فما رأيك بصمته تجاه ما يحدث في العراق؟
- انا اعتقد ان المراجع لديهم من الوعي والفكر السياسي الذي يفرض على الجميع احترامهم، فالسيد السيستاني الذي اشرأب فهما في القضايا السياسية والاجتماعية يعرف التكليف الشرعي ماذا ينبغي ان يكون، ولذلك كما كان لموقف السيد اثناء ازمة السيد مقتدى الصدر في النجف، فهو لم يتكلم او يتدخل في بداية الامر، وحينما رأى أن تدخله ضروري فعل ذلك، وحل الازمة، وموقفه هذا ينسحب على القضايا الاخرى، فهو يمتلك من الحنكة والذكاء ما يجعله يأخذ الموقف الاصح والاسلم.
ما مدى صحة ما يتردد من ان هناك اقطابا شيعية طلبت منك عدم الترشح لانتخابات 2007؟
- لم يطلب مني احد ما تقوله، وللمرة الاولى اسمع هذا الكلام، فهناك دافع باتجاه الاستمرار من قبل الشخصيات المثقفة والواعية والتي تمتلك فهما جيدا لمعنى المواطنة بعيدا عن انتمائها.
حزمة من الاستجوابات تنتظر الدور بعدما قدم النائبان احمد المليفي وعلي الراشد استجوابهما ضد الوزير ضيف الله شرار، ما هو تقويمك، وكيف ترى استجواب المليفي والراشد؟
- المشكلة، لا تكمن في مفهوم الاستجواب، انما المشكلة في المجتمع الكويتي وفهمة للاستجواب، الذي يعتبر حقا للنائب يستطيع ان يستخدمه متى شاء وأينما شاء، والغاية منه التصويب والتصحيح في المؤسسة الحكومية، المشكلة حينما يقدم الاستجواب يصبح المجتمع برمته على صفيح ساخن، وفي الصحف والاعلام يتحدثون عن الاستجواب وكأنه ازمة حرب بين مجلس الامة والحكومة، وبالتالي يعطى قدرا اكبر من حجمة، فهناك دول يوجد فيها في اليوم الواحد اكثر من استجواب، والامور تأخذ مجراها الصحيح والطبيعي، ونحن في الكويت ليس لدينا ذلك الفهم والوعي للاستجواب، لاننا نعتبره حربا شعواء بين السلطتين، وانا مع الاستجوابات كثرت ام قلت، وضد من يقول انها تلهي الشارع السياسي.
وماذا عن استجواب المليفي والراشد؟
- انا اعتقد ان استجواب النائبين فيه مجموعة من المحاور المهمة، واتمنى ان يكون لدى الوزير ضيف الله شرار الاجوبة التي تكشف بعض حالات الغبش عن بعض القضايا التي حملها الاستجواب، كما ينبغي على كلا الطرفين ان يتحلوا باسلوب راق واخلاقي متميز، ونرى استجوابا متكاملا تعم فائدته على البلد.
http://www.alraialaam.com/25-11-2004/ie5/local.htm#03