المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدكتور شملان العيسى يتحدث عن هدر المواهب والكفاءات ...مثالا المهندس الشيعي محمد جاسم رمضان



بركان
09-16-2011, 02:00 AM
الدكتور شملان العيسى يتحدث عن هدر المواهب والكفاءات ...مثالا المهندس الشيعي محمد جاسم رمضان

د.شملان يوسف العيسى


الشاب محمد جاسم رمضان يعمل في افضل جامعه وشركه في مجاله متفوقا على الكثير من اقرانه وحصل على شهادة تفوق من مدير الجامعه



http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/32_w.png


2011/09/14


الترقيات عندنا لا تخضع لمعايير علمية واضحة بل تخضع لأهواء الرئيس المباشر

في الوقت الذي يشتكي فيه الجميع من سوء الادارة الحكومية ومن نقص الكفاءات الادارية والعلمية.. نجد الكفاءات الكويتية الموهوبة ترحل الى بلدان عربية واجنبية لان فرص العمل والابداع في مجال تخصصها متوافر، بل ان المسؤولين في اكبر دولة في مجال الاقتصاد نجدهم يرحبون بالكفاءات الكويتية لان هؤلاء الشباب اثبتوا مقدرتهم بمجهودهم وعلمهم وتفانيهم في اداء عملهم، ساحاول سرد قصة حقيقية عايشتها شخصياً.. هو شاب كويتي متفوق أعتبره مثل ابنائي، عرفته جيدا عندما كان طفلاً ابان الغزو العراقي حيث تربطني بوالده صداقة قديمة.. المهم الولد محمد تعلم في مدارس الكويت العامة وحصل على شهادة البكالوريوس (B.A) في علم الكمبيوتر من جامعة الكويت، واثناء دراسته الجامعية تقدم بطلب للعمل المؤقت Part Times لمركز الدراسات

الاستراتيجية في الجامعة والذي كنت اديره سابقاً وما دفعني لتوظيفه هو حصوله على شهادة التميز في مسابقة الشيخ سالم العلي السالم الصباح في مجال الكمبيوتر، واثناء عمله في المركز ابدع في خلق برامج جديدة مبتكرة في مجاله ومنها عمل برنامج جديد للمركز.. لكن الجامعة رفضت برنامجه الذي اعده لان احد المسؤولين في المركز في الادارة لديه شركة خاصة تتعامل مع الجامعة وعندما اخترت ماطرحه الشاب محمد اعترضت الجامعة وخضعت للمساءلة القانونية وبدأت الخلافات بيني وبين الادارة حول البرنامج انتهت بانهاء خدمة محمد ورفض دفع راتبه وبعدها تخصلوا مني شخصياً.

بعد تخرجه طلب من والده ان يكمل دراسته في الولايات المتحدة لدراسة الكمبيوتر واثناء دراسته في الولايات المتحدة قرأ اعلاناً في الصحف المحلية الأمريكية عن وجود فرصة عمل في جامعة معروفة.. وبعد اجراء المنافسة بين المتقدمين تفوق عليهم وتم اختياره للعمل في هذه الجامعة وقد اثبت من خلال عمله بعد فترة بان البرامج التي يقدمها ممتازة بفضل كفاءته وتفوقه وتفهم المسؤولين عنه الامكانيات العلمية التي قد تغير الجامعة، ولادائه المميز تم تكريمه من مدير الجامعة كافضل موظف في ذلك العام.. وبعد ذلك توالت عليه العروض من الشركات المتخصصة في مجال الكمبيوتر ولايزال يعمل في مجاله بامتياز وقد زار الكويت وتزوج وعاد الى عمله في الولايات المتحدة.

لنفرض جدلاً ان الشاب محمد جاسم رمضان لم يذهب للولايات المتحدة لاكمال دراسته وانخرط في العمل الحكومي في مؤسسة حكومية او خاصة هل يمكن اكتشاف مقدرته العلمية؟ وهل يمكن للمبدعين مثل محمد او غيره من الشباب الموعود ان يحصل على التقدير والتشجيع المطلوب..؟

بالتأكيد لا لأن الترقيات وتبوؤ المناصب العليا في الدولة او المؤسسات التابعة لها لاتخضع لمعايير علمية واضحة بل تخضع لاهواء ورغبات الرئيس المباشر.. حيث يدخل في الموضوع الانتماء القبلي والطائفي او العائلي.. لذلك يشعر الشباب المتميز في عمله بأن لا مكان له في العمل في الكويت.. صحيح ان القطاع الخاص التوظيف فيه والترقية والتقدير افضل حالاً من القطاع الحكومي..

لكن الامتيازات الاخيرة التي تمنحها الحكومة لموظفيها الذين لايعملون ولاينتجون ويحصلون على كل الامتيازات من ترقيات وكوادر وعدم الالتزام بالعمل يغري كل من يريد قبض رواتب مرتفعة بدون عمل.

لدينا في الكويت متخصصون في كل المجالات العلمية والادبية منهم اطباء ومهندسون ومديرو بنوك واقتصاديون ومحامون ودكاترة جامعة وغيرهم تركوا الكويت للعمل في الخارج لأن لا احد يقدر كفاءتهم وشهادتهم واداءهم ومواهبهم.. فما دام البلد في حالة فوضى وعدم تنظيم فلا غرابة ان تجد من تتم ترقيتهم ويتولون مناصب عليا في الدولة معظهم اما ينتمون لاحزاب دينية او لديهم اقارب من النواب الذين يحرصون على توظيف اقاربهم في المناصب العليا .
ولا عزاء للمواهب والكفاءات الكويتية امثال الشاب محمد جاسم رمضان.

د. شملان يوسف العيسى