المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصحافي الذي صور حادثة قتل الجريح في الفلوجة يتحدث عن الواقعة بالتفصيل



على
11-23-2004, 03:45 PM
الجندي أطلق النار قبل أن يعرف أني كنت أصور فشعر بالندم

بغداد ـ الفلوجة: جيمس غلانز وادوارد وونغ*

جندي المارينز الذي يظهر وهو يطلق النار ويقتل اسيرا عراقيا جريحا وأعزل في شريط فيديو بثته محطة «إن بي سي نيوز» لم يكن على دراية بأن الحادث كان يسجل، وبعد لحظات توجه الى المصور بكلمات تشير الى الندم على ما يبدو اذ قال «لم اكن أعرف يا سيدي، لم أكن أعرف»، وفقا لما ورد في أول وصف علني للأحداث من جانب المصور كيفن سايتس منذ تقريره الأولي الموجز والمبهم نوعا ما. ولم تكن هناك أسلحة مرئية داخل جامع الفلوجة حيث حدث اطلاق النار يوم 13 نوفمبر الحالي ولم يقم الجريح العراقي بحركات مفاجئة أو مهددة قبل أن يطلق جندي المارينز الرصاص عليه، وفقا لما كتبه السيد سايتس على موقعه على الانترنت. وأوضح السيد سايتس، المصور الصحافي الذي كانت «إن بي سي نيوز» قد كلفته بتغطية الأحداث، بأنه كشخص متمرس في تغطية الحروب في مختلف أنحاء العالم فانه كان يدرك بشاعة وتعقيد المعركة. ومع ذلك فانه قال عن حادث الجامع «انه بدا لي واضحا أن شيئا ما لم يكن سليما».

ويطرح تقريره ايضا اسئلة جديدة حول مجموعة أخرى من المارينز الذين دخلوا الجامع قبل دخول السيد سايتس وأطلقوا النار على الأسرى، ممن كانوا قد تركوا هناك جرحى بعد معركة جرت في اليوم السابق. وكان السيد سايتس من أن الأسرى الذين شاهدهم في اليوم السابق قد هوجموا ثانية وانه ابلغ ضابطا في المارينز بهذه الحقيقة قبل اطلاق النار الأخير، أي الذي صوره على شريط.

وقد سمى السيد سايتس الرسالة التي وضعها على موقعه على الانترنت «رسالة مفتوحة الى كلاب الشيطان (وهو وصف اطلقه الألمان على أعدائهم «المارينز» في الحرب العالمية الأولى) في السرية الأولى من كتيبة المارينز الثالثة». وقال في تقريره انه «منذ اطلاق النار في الجامع كنت محاصرا بهاجس أنني لم اكن قادرا على أن ابلغكم بصورة مباشرة ما شاهدته، أو أوضح العملية التي سيشاهدها الناس في مختلف أنحاء العالم». ويبدأ رسالته على النحو التالي «لست سائحا في منطقة حرب يحمل الكاميرا ولا يفهم أن أمورا بشعة تحدث في المعارك». وقال انه على الرغم من محاولته أن يكون نزيها فانه منذ بث شريط الفلوجة يوم 15 نوفمبر فانه «مصدوم أن أرى نفسي مرسوما كناشط مناهض للحرب». وقد تلقى السيد سايتس تهديدات بالموت وإلحاق الأذى على بعض المواقع على الانترنت وقد أغلق الجزء المخصص للمناقشة في موقعه.

وقال ان جندي المارينز وصل الى الجامع يوم 13 نوفمبر وبعد سلسلة من الأحداث الأخرى سمع اطلاق النار في الداخل. وظهرت المجموعة الأخرى من المارينز وقد سألهم الملازم الأول «هل اطلقتم الرصاص عليهم ؟» أجاب احد الجنود «نفذ ذلك يا سيدي». ولكن عندما سأل الملازم «هل كانوا مسلحين ؟»، هز الجندي كتفه استهجانا، وفقا لما اورده السيد سايتس.

وقال السيد سايتس انه في الداخل كان مندهشا ان يرى الجرحى من معركة الأمس يطلق عليهم الرصاص ثانية، مشيرا الى انه «لا يبدو ان هناك أية أسلحة». وكان يصور بعض الرجال الجرحى عندما صاح أحد الجنود، في الخلفية، ان احدهم كان «يتظاهر بأنه ميت». وقال السيد سايتس انه «من خلال جهاز تحديد النظر عندي أستطيع ان ارى انه رفع ماسورة البندقية باتجاه الجريح. ولم تكن هناك حركات مفاجئة». ثم أطلق الجندي النار. وقال السيد سايتس «هناك بقع صغيرة على الجدار الخلفي وتهاوت ساق الرجل فسقط على الأرض» في ايحاء واضح بأن الرجل كان حيا.

وقال جندي آخر «حسنا، لقد قضى الان». وقال السيد سايتس ان «الغضب الذي كان متفجرا قبل لحظات تحول الى خوف ورعب»، مضيفا «لا أعرف ما الذي يدور في خلد جندي المارينز. انه الوحيد الذي يعرف ذلك». وقال سايتس ان عشرة مقاومين قتلوا وأصيب خمسة في المسجد يوم الجمعة 12 نوفمبر (تشرين الثاني). والجرحى عولجوا وتركوا بالمسجد لينقلوا في وقت لاحق للخطوط الخلفية للجيش.

وقال سايتس ان قوات مشاة البحرية تلقت في اليوم التالي تقريرا عن أن المقاومين اعادوا احتلال المسجد. ولدى دخولهم المسجد وجدوا وحدة أخرى من مشاة البحرية هناك بالفعل. وسألوا عما اذا كان قد عثر على أحد بالمسجد فرفع أحد الجنود يده، مشيرا الى انه عثر على خمسة. وفي يوم الأحد التالي قال الجيش الأميركي في شريط فيديو ان المارينز قتلوا ثلاثة مدنيين عراقيين وجرحوا خمسة آخرين وسط الرمادي، عندما كانت سيارة تتجه نحو نقطة التفتيش. وقد تجاهل السائق التعليمات بالتوقف ففتح المارينز النار وفقا لرواية الجيش الذي اضاف ان المسؤولين يجرون تحقيقا في الحادث.
* خدمة «نيو يورك تايمز»