نجم سهيل
09-09-2011, 11:20 AM
أبومرام: من يلاحق الكاولية الآن كانوا زبائنهم
http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2011/09/09/1a1856e6-1b0b-40b2-9ffd-20f2192ea83b_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2011/09/09/1a1856e6-1b0b-40b2-9ffd-20f2192ea83b.jpg)
غجريات العراق... معاناة
| بغداد - من وسيم باسم (إيلاف) |
يعاني الغجر في العراق النبذ الاجتماعي و التهميش الرسمي لهم منذ عقود حيثما أقاموا في مناطق العراق المختلفة. وزادت معاناتهم منذ عام 2003 حيث باتوا مطاردين من قبل الجماعات الاسلامية المتشددة.
اضطر الشاب فتحي كامل إلى الهجرة من الديوانية (193 كلم جنوبي بغداد) إلى العاصمة العراقية بغداد بحثاً عن عمل، بسبب البطالة التي يعانيها، لأنه من «الكاولية»، على حد تعبيره.
وحين اكتشف أمره في بغداد بعد عمل نحو السنة في منطقة الشيخ عمر التي تكثر فيها الورش الصناعية، بدأ يضايقه البعض ويلقبونه «بالكيولي» باللهجة البغدادية، ما اضطره إلى الرجوع قافلاً إلى قرية الغجر في الديوانية حيث أهله وقومه.
ويقول الكيولي أبو سعيد (يشير الى ان هذه التسمية تدل على نبذ المجتمع له) إن الكثير من العراقيين ينظرون إلينا مشروع متعة جنسية، أو عمال سخرة، ونستحق العيش على هامش الحياة.
ويضيف: «قبل عام 2003، كان الجميع يقصدنا من مسؤولين وكبار الموظفين وناس عاديين يقضون اوقاتا ممتعة وليالي حمراء، لكنهم يلعنوننا وينبذوننا في ما بينهم».
ويضيف: «نحن أناس محتقرون، هذا هو قدرنا، على المستويين الشعبي والرسمي».
وتعاني قرية الغجر (تقع بين مدينة الديوانية مركز محافظة القادسية وقضاء عفك) نقص الخدمات وانعدام الماء والكهرباء، كما أن بيوتها الطينية أضحت عبارة عن أطلال بعدما هجر المنطقة الكثير من أبنائها.
وبحسب أبو مرام فان بعض الأهالي اعتمدوا على الزراعة كمصدر رزق، لكن عدم امتلاكهم الأراضي الزراعية يعقد عملهم ويجعله حالة موقتة لا يمكن الاعتماد عليها.
ويعيش ابو مرام الذي يسكن الآن في بغداد وهو من الغجر الذين تركوا قومهم في ظل حالة نفسية قلقة، حيث تتناوب عليه فترات من الكآبة، منذ فرار ابنته الوحيدة الى جهة مجهولة (يعتقد انها في سورية).
ويعمل ابو مرام عاملا في احد الفنادق في بغداد، ويسعى إلى الهجرة من العراق بسبب المعاناة والفقر الذي يعانيه.
ويتابع ابو مرام: «رحلتي هذه ستكون هجرة نهائية، وربما أجد من خلالها ابنتي الوحيدة التي غابت عني منذ عام 2008».
ولم يعاود ابو مرام زيارة اهله منذ ان اعتدت عليه جماعة متطرفة تدعي انتسابها إلى جهة حكومية، حيث اجبروه على التعهد بعدم القيام بأعمال «مشينة» على حد وصفهم.
ويتابع أبو مرام: «لم افهم ماذا تعني «مشينة»، لان غالبية هؤلاء الذين يلاحقوننا كانوا زبائن للغجر، لكنهم الآن تحولوا رأسا على عقب في التصرفات والأفكار.
وفي الغالب يعاني الغجر اعتداء جماعات تدعي أنها تسعى إلى نشر الفضيلة في المجتمع. ويقول الشاب غسان إن بعض أبناء العشائر يتربصون بنا الدوائر، ويتحرشون ببنات الغجر، ويحاولون اصطحابهن معهم.
وبحسب الباحث في التاريخ سعيد رزاق فان (الكاولية) في العراق يعودون في أصولهم إلى غجر شبه الجزيرة الهندية واسبانيا. ويتراوح عددهم في العراق بين نحو مئة وخمسين ألف نسمة، ويسكنون في قرى وتجمعات بشرية مهمشة ومعزولة، كما أن البعض منهم هاجر من العراق في السنين الماضية، كما هجر البعض قومه بغية الاندماج في المجتمع محاولاً «الذوبان» فيه والتخلص من لقب «الكاولي» الذي صار مرتبطا بالنبذ والاحتقار الاجتماعي.
وتروي ساهرة الغجرية كيف تحول الكثير من الزبائن من زوار علنيين إلى زبائن يقتربون منا متنكرين خوفا من افتضاح أمرهم، وحين نخبرهم أن الغجر لم يعودوا «مشروع متعة» وان الأمر انتهى إلى الأبد، يهددوننا باللجوء إلى القوة أو بخلق القصص والاشاعات حولنا.
وتضيف: «العام الماضي اعترضنا شباب من العشائر المجاورة في الريف وهددونا بالقتل والسجن إذا لم نلب مقاصدهم في المتعة الجنسية، لكن الأقدار شاءت أن نفلت منهم».
وتعمل ساهرة اليوم في الخياطة وبعض أعمال السخرة والزراعة لتوفير لقمة العيش.
ومنذ عقود طويلة كانت مهنة الغجر الرئيسة في العراق هي الرقص والغناء، وتحولت قرية الغجر منذ نحو عقد من الزمن الى مرتع لطلاب المتعة الجنسية مقابل مبالغ تدفع إلى النساء. ويمتهن الغجر أيضا التجارة والعمل في مهن مختلفة كتركيب الأسنان وإصلاح الأواني المعدنية وبيع الحلي الذهبية وقراءة الطالع.
وتسافر ساهرة في بعض الأيام إلى المدن المجاورة تتجول بين البيوت لتقرأ «البخت» والكف للنساء والرجال على حد سواء. كما تمتهن رفيقات لها مهنة التسول متخفيات في البرقع، في الخفاء في الديوانية وبابل وبغداد.
ويتحدث ابو مازن عن أخته وزوجها اللذين هجرا إلى بغداد حيث تعمل الزوجة في مهنة التسول في الخفاء، بينما تعمل الابنة في أحد الملاهي الليلة أما الأب فيعمل سائق أجرة.
ويتحدث ابو مازن عن عائلات من «الكاولية» هاجرت الى الأردن وسورية كما نجحت بعض الأسر في الحصول على إقامة أو صفة اللجوء في السويد والنروج.
ويشير أبو بشير الذي يسكن المنطقة منذ ما يقارب أكثر من عقد أنه منذ أن قرر الغجر منذ عام 2003 هجرة فعاليات الطرب والمتعة الجنسية والرقص، فان الأهالي يعانون فقرا مدقعا وصل إلى حد الجوع رغم أن الكثير من المسؤولين الذين زاروا المنطقة وعدوا بتطويرها ودعم أهالي الغجر إذا ما تخلوا عن فعاليات المتعة و(الفساد)، على حد تعبيرهم.
لكن الغجر لم يتلقوا أي دعم رغم أنهم لبوا الشروط المطلوبة.
ويشير أبو بشير الى الخدمات القليلة التي قدمت للمنطقة منها زيارة لجنة من حقوق الانسان العام الماضي إضافة نصب خزانات ماء.
وبينما كانت المنطقة تعاني ازدهارا قبل عام 2003 حيث كانت محط أنظار كثيرين يتوددون الى الغجر ويجلبون لهم الهدايا ويمطرونهم بالمبالغ المالية بسبب المتعة التي يوفرها القوم لهم، وسط مجتمع محافظ تغلب عليه العادات العشائرية وتسوده القيم الدينية، لكن اليوم يحدث العكس، فالزائر إلى المنطقة يراها قد تحولت إلى أطلال، من حجارة وأعمدة خشبية وصفائح معدنية.
ورغم أن الغجر العراقيين اليوم يحاولون بشتى الوسائل الاختلاط في المجتمع والاندماج فيه عبر ترك القوم والهجرة إلى مدن أخرى، إلا أن ذلك لا يجدي نفعا حين ينكشف الأمر، ليمعن الناس في النظر إليه، نظرة احتقار ودونية.
فقد هجرت ام سمر أهلها إلى مدينة الديوانية ولم تعد تلتقي قومها الغجر محاولة البدء في حياة جديدة، حريصة على عدم افتضاح أمرها، لكن ذلك سبب للأسرة البطالة والحالة الاقتصادية المتردية.
ورغم أن الجهات المعنية منحتهم «الجنسية العراقية» منذ الثمانينات وحاولت توطينهم والنهوض بواقعهم الصحي والاقتصادي والاجتماعي الا ان الخطط لم تنجح في هذا الصدد بسبب غياب الاستراتيجيات والبرامج الدائمة.
ويقول سعيد جابر وهو غجري ان القوم نالوا بعض الاهتمام والرعاية حيث شهدت مناطقهم بعض الازدهار في السبعينات والثمانينات، كما شهد المجتمع انفتاحا نسبيا عليهم، لكن ذلك لم يدم طويلا، حيث ازدادت عزلة مناطقهم وأصبحت أكثر تهميشا وابتعادا عن المجتمع ليسكنوا منذ سنين في كانتونات معزولة منبوذة في مناطق ديالى وبغداد والبصرة ونينوى إضافة إلى بعض القرى في المثنى والديوانية وغيرها.
http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2011/09/09/1a1856e6-1b0b-40b2-9ffd-20f2192ea83b_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2011/09/09/1a1856e6-1b0b-40b2-9ffd-20f2192ea83b.jpg)
غجريات العراق... معاناة
| بغداد - من وسيم باسم (إيلاف) |
يعاني الغجر في العراق النبذ الاجتماعي و التهميش الرسمي لهم منذ عقود حيثما أقاموا في مناطق العراق المختلفة. وزادت معاناتهم منذ عام 2003 حيث باتوا مطاردين من قبل الجماعات الاسلامية المتشددة.
اضطر الشاب فتحي كامل إلى الهجرة من الديوانية (193 كلم جنوبي بغداد) إلى العاصمة العراقية بغداد بحثاً عن عمل، بسبب البطالة التي يعانيها، لأنه من «الكاولية»، على حد تعبيره.
وحين اكتشف أمره في بغداد بعد عمل نحو السنة في منطقة الشيخ عمر التي تكثر فيها الورش الصناعية، بدأ يضايقه البعض ويلقبونه «بالكيولي» باللهجة البغدادية، ما اضطره إلى الرجوع قافلاً إلى قرية الغجر في الديوانية حيث أهله وقومه.
ويقول الكيولي أبو سعيد (يشير الى ان هذه التسمية تدل على نبذ المجتمع له) إن الكثير من العراقيين ينظرون إلينا مشروع متعة جنسية، أو عمال سخرة، ونستحق العيش على هامش الحياة.
ويضيف: «قبل عام 2003، كان الجميع يقصدنا من مسؤولين وكبار الموظفين وناس عاديين يقضون اوقاتا ممتعة وليالي حمراء، لكنهم يلعنوننا وينبذوننا في ما بينهم».
ويضيف: «نحن أناس محتقرون، هذا هو قدرنا، على المستويين الشعبي والرسمي».
وتعاني قرية الغجر (تقع بين مدينة الديوانية مركز محافظة القادسية وقضاء عفك) نقص الخدمات وانعدام الماء والكهرباء، كما أن بيوتها الطينية أضحت عبارة عن أطلال بعدما هجر المنطقة الكثير من أبنائها.
وبحسب أبو مرام فان بعض الأهالي اعتمدوا على الزراعة كمصدر رزق، لكن عدم امتلاكهم الأراضي الزراعية يعقد عملهم ويجعله حالة موقتة لا يمكن الاعتماد عليها.
ويعيش ابو مرام الذي يسكن الآن في بغداد وهو من الغجر الذين تركوا قومهم في ظل حالة نفسية قلقة، حيث تتناوب عليه فترات من الكآبة، منذ فرار ابنته الوحيدة الى جهة مجهولة (يعتقد انها في سورية).
ويعمل ابو مرام عاملا في احد الفنادق في بغداد، ويسعى إلى الهجرة من العراق بسبب المعاناة والفقر الذي يعانيه.
ويتابع ابو مرام: «رحلتي هذه ستكون هجرة نهائية، وربما أجد من خلالها ابنتي الوحيدة التي غابت عني منذ عام 2008».
ولم يعاود ابو مرام زيارة اهله منذ ان اعتدت عليه جماعة متطرفة تدعي انتسابها إلى جهة حكومية، حيث اجبروه على التعهد بعدم القيام بأعمال «مشينة» على حد وصفهم.
ويتابع أبو مرام: «لم افهم ماذا تعني «مشينة»، لان غالبية هؤلاء الذين يلاحقوننا كانوا زبائن للغجر، لكنهم الآن تحولوا رأسا على عقب في التصرفات والأفكار.
وفي الغالب يعاني الغجر اعتداء جماعات تدعي أنها تسعى إلى نشر الفضيلة في المجتمع. ويقول الشاب غسان إن بعض أبناء العشائر يتربصون بنا الدوائر، ويتحرشون ببنات الغجر، ويحاولون اصطحابهن معهم.
وبحسب الباحث في التاريخ سعيد رزاق فان (الكاولية) في العراق يعودون في أصولهم إلى غجر شبه الجزيرة الهندية واسبانيا. ويتراوح عددهم في العراق بين نحو مئة وخمسين ألف نسمة، ويسكنون في قرى وتجمعات بشرية مهمشة ومعزولة، كما أن البعض منهم هاجر من العراق في السنين الماضية، كما هجر البعض قومه بغية الاندماج في المجتمع محاولاً «الذوبان» فيه والتخلص من لقب «الكاولي» الذي صار مرتبطا بالنبذ والاحتقار الاجتماعي.
وتروي ساهرة الغجرية كيف تحول الكثير من الزبائن من زوار علنيين إلى زبائن يقتربون منا متنكرين خوفا من افتضاح أمرهم، وحين نخبرهم أن الغجر لم يعودوا «مشروع متعة» وان الأمر انتهى إلى الأبد، يهددوننا باللجوء إلى القوة أو بخلق القصص والاشاعات حولنا.
وتضيف: «العام الماضي اعترضنا شباب من العشائر المجاورة في الريف وهددونا بالقتل والسجن إذا لم نلب مقاصدهم في المتعة الجنسية، لكن الأقدار شاءت أن نفلت منهم».
وتعمل ساهرة اليوم في الخياطة وبعض أعمال السخرة والزراعة لتوفير لقمة العيش.
ومنذ عقود طويلة كانت مهنة الغجر الرئيسة في العراق هي الرقص والغناء، وتحولت قرية الغجر منذ نحو عقد من الزمن الى مرتع لطلاب المتعة الجنسية مقابل مبالغ تدفع إلى النساء. ويمتهن الغجر أيضا التجارة والعمل في مهن مختلفة كتركيب الأسنان وإصلاح الأواني المعدنية وبيع الحلي الذهبية وقراءة الطالع.
وتسافر ساهرة في بعض الأيام إلى المدن المجاورة تتجول بين البيوت لتقرأ «البخت» والكف للنساء والرجال على حد سواء. كما تمتهن رفيقات لها مهنة التسول متخفيات في البرقع، في الخفاء في الديوانية وبابل وبغداد.
ويتحدث ابو مازن عن أخته وزوجها اللذين هجرا إلى بغداد حيث تعمل الزوجة في مهنة التسول في الخفاء، بينما تعمل الابنة في أحد الملاهي الليلة أما الأب فيعمل سائق أجرة.
ويتحدث ابو مازن عن عائلات من «الكاولية» هاجرت الى الأردن وسورية كما نجحت بعض الأسر في الحصول على إقامة أو صفة اللجوء في السويد والنروج.
ويشير أبو بشير الذي يسكن المنطقة منذ ما يقارب أكثر من عقد أنه منذ أن قرر الغجر منذ عام 2003 هجرة فعاليات الطرب والمتعة الجنسية والرقص، فان الأهالي يعانون فقرا مدقعا وصل إلى حد الجوع رغم أن الكثير من المسؤولين الذين زاروا المنطقة وعدوا بتطويرها ودعم أهالي الغجر إذا ما تخلوا عن فعاليات المتعة و(الفساد)، على حد تعبيرهم.
لكن الغجر لم يتلقوا أي دعم رغم أنهم لبوا الشروط المطلوبة.
ويشير أبو بشير الى الخدمات القليلة التي قدمت للمنطقة منها زيارة لجنة من حقوق الانسان العام الماضي إضافة نصب خزانات ماء.
وبينما كانت المنطقة تعاني ازدهارا قبل عام 2003 حيث كانت محط أنظار كثيرين يتوددون الى الغجر ويجلبون لهم الهدايا ويمطرونهم بالمبالغ المالية بسبب المتعة التي يوفرها القوم لهم، وسط مجتمع محافظ تغلب عليه العادات العشائرية وتسوده القيم الدينية، لكن اليوم يحدث العكس، فالزائر إلى المنطقة يراها قد تحولت إلى أطلال، من حجارة وأعمدة خشبية وصفائح معدنية.
ورغم أن الغجر العراقيين اليوم يحاولون بشتى الوسائل الاختلاط في المجتمع والاندماج فيه عبر ترك القوم والهجرة إلى مدن أخرى، إلا أن ذلك لا يجدي نفعا حين ينكشف الأمر، ليمعن الناس في النظر إليه، نظرة احتقار ودونية.
فقد هجرت ام سمر أهلها إلى مدينة الديوانية ولم تعد تلتقي قومها الغجر محاولة البدء في حياة جديدة، حريصة على عدم افتضاح أمرها، لكن ذلك سبب للأسرة البطالة والحالة الاقتصادية المتردية.
ورغم أن الجهات المعنية منحتهم «الجنسية العراقية» منذ الثمانينات وحاولت توطينهم والنهوض بواقعهم الصحي والاقتصادي والاجتماعي الا ان الخطط لم تنجح في هذا الصدد بسبب غياب الاستراتيجيات والبرامج الدائمة.
ويقول سعيد جابر وهو غجري ان القوم نالوا بعض الاهتمام والرعاية حيث شهدت مناطقهم بعض الازدهار في السبعينات والثمانينات، كما شهد المجتمع انفتاحا نسبيا عليهم، لكن ذلك لم يدم طويلا، حيث ازدادت عزلة مناطقهم وأصبحت أكثر تهميشا وابتعادا عن المجتمع ليسكنوا منذ سنين في كانتونات معزولة منبوذة في مناطق ديالى وبغداد والبصرة ونينوى إضافة إلى بعض القرى في المثنى والديوانية وغيرها.