jameela
09-07-2011, 06:07 AM
http://www.aldaronline.com/Dar/UploadAlDar/Author%20Pictures/image3.jpg
نسرين العازمي - الدار
في إحدى الليالي، وبالضبط عند الساعة الحادية عشرة مساء قبل عشرة أيام، تفاجأت برسالة خدمات هاتفية بنكية تصلني وقد كتب فيها أنه تم إيداع مبلغ ثمانية وأربعين ألفا في إحدى حساباتي البنكية القديمة المنسية والتي غفلت عن إغلاقها سنوات طوالاً، الحقيقة أن الأمر بدأ بمفاجأة، حيث لم أتوقع أن يودع مثل هذا المبلغ في حسابي القديم، بشكل مفاجئ وبلا سابق إنذار، لابد وأن من يقرأ هذا سيصيب حظي من المديح والغبطة، وأنا كذلك أتمنى لكم كل ماترجون من الخير الوفير، ولكني أرجوه بأن يكون خيرا دائما، لابد وأن تكون لهذه القصة الواقعية في إحدى جوانبها مضحكة بل هزلية!،
فأنا لم أكن أعرف من أين لي هذا ؟! أو ربما يكون هذا هو الجانب المخيف، لأنني حتما لن أقبل أن يكون في جيبي مال حرام لا أعرف مصدره من أين!
وماكان لي إلا التساؤل، ولأن المساء كان قد حل والليل قد انتصف وقد مرت ساعة من وقت إيداع هذا المبلغ، فارتأيت أن البحث عن هذا الموضوع سيطول في وقت لا يسمح بذلك، خاصة وأن البنوك حينها مغلقة، لذا فضلت انتظار الصباح، ولكن وقبل أن تمر الساعة بسلام حتى، انبهرت بالرسالة التي
تليها، وإذا بي أملك في حسابي ذاته مبلغا أكبر بعشرة آلاف، وحينها حاولت ولكن بدهشة وغضب في آن وحيرة تحيط بكل مشاعري، محاولات بائسة لكي أجد سببا واحدا وتفسيرا منطقيا لما يحدث، حتى حان منتصف الليل، وأعتقد بأنكم ترجون الآن أن يكون الإيداع في حسابي قد وصل المليون ! لابد وأن يكون هذا الجانب مضحكا نوعا ما، على الأقل بالنسبة لي، فهو مدهش بعجب، بقدر ما يجب أن يكون مضحكا، ربما لو كنت انتظرت قليلا، قبل أن أتصل فعليا بالبنك للاستفسار، ولكني لم أجد جوابا مقنعا، فإما يكون الجواب لاستفساري عن سبب هذه الإيداعات المتتالية المتزايدة، وعن جهة الإيداع! ب/ لانعرف، وإما / لايظهر لدينا، وإما / انتظري للصباح، عجبا كيف لايعلمون! وكيف لاتظهر هذه البيانات من خلال أنظمة الكمبيوتر البنكية الذكية! ولكن كانت فقط هذه هي الأجوبة التي استمعت إليها من خلال هاتف البنك لاسواها، إلا أن الأعجب منه، أنه وقبل أن
تنقضي ساعات آخر الليل الطويل حتى بدأت هذه الأموال بالتلاشي شيئا فشيئا، ولم تنتظر للصباح، وحينها علمت كيف يمكن أن تكون لكل دقيقة ثمن، وماجاء هذا القول اعتباطا، وكان للواقع منه نصيب، ففي الساعة الثانية قبل الفجر بدأ العد التنازلي لهذه الأموال وفي كل عشرة دقائق يبدأ زوال الأرقام من عشرات الآلاف حتى الآلاف فالمئات ومن ثم يعود لأصله المنسي كما كان خاويا فارغا يردد صداه! ما أعجب وما أضحك وما أسوأ من أن يكون قد حدث كل ذلك في سويعات !
مالذي يمكن أن يكون قد حدث! هل هي إحدى قصص الخيال وربما العلمي أم هي إحدى قصص الرعب! أم ربما نوع جديد للكوميديا؟،
ما أكثر هذه العلامات المتعجبة من ذاتها! لم أحزن ولم أستأ لضياع هذه الأموال واختفائها فجأة من الحساب لأنها لم تكن لي أصلا ولم أعرف مصدرها، وبالطبع ولأنني أشعر بالفضول وأعتقد بأن من سيكون في مكاني سيتصرف تماما كما تصرفت وهو توجهي مباشرة بمجرد طلوع الصباح، للبنك المسؤول عن الحساب وسردت الذي حدث أمام المدير، فماكان منه إلا أن أنكر معرفته بمثل هذه الأمور، فطلبت منه إفادتي بكشف حساب للرصيد عن المدة السابقة كاملة، وبالفعل استخرجت الكشف، والذي كان كما الصدمة المرتدة! حيث لم أجد أي رقم يشير إلى المبالغ التي وردت إلي من خلال الرسائل الهاتفية البنكية! وكأن شيئا لم يكن !!، واعتقدت لوهلة بأنني كنت أحلم، ولكنت جعلت عنــــوان هـــذا المقــال
( حلما لاأكثر! )، لكن الواقع قد صفعني بتلك الرسائل القصيرة الهاتفية مؤكدا لي بأنني ( لاأحلم )، فهذا الواقع بعينه، وما أعجبه من واقع !،
وعموما وجدت بأن الأمر شائك لامحالة، فالجريمة واضحة إلا أن الدليل مبعثر شائك، وأعتقد بأن الكثير منا يحدث له ذات الأمر، والكثير منا لا يعلم، وربما لا يبالي، لأنه لا يستطيع أن يحمل تفسير تلك المعادلات الحسابية البنكية المطولة، ويترك الأمر على ما هو عليه، ولابأس، إلا أن الأمر لايقف عند هذا الحد، بل إنه يتعداه في الكثير من وسائل النصب والاحتيال والعبث بالأموال العامة، وتلويثها بالحرام، ومشاركة المجرمين في الخارج والداخل في إجرامهم وتسهيل أمورهم بالسكوت عليهم، خاصة وأن وسيلة حدوث ذلك لا تكون إلا بوجود عفن له جذور في المركز، وهذا ما لا يمكن السكوت عليه.
nono_dream2@hotmail.com
نسرين العازمي - الدار
في إحدى الليالي، وبالضبط عند الساعة الحادية عشرة مساء قبل عشرة أيام، تفاجأت برسالة خدمات هاتفية بنكية تصلني وقد كتب فيها أنه تم إيداع مبلغ ثمانية وأربعين ألفا في إحدى حساباتي البنكية القديمة المنسية والتي غفلت عن إغلاقها سنوات طوالاً، الحقيقة أن الأمر بدأ بمفاجأة، حيث لم أتوقع أن يودع مثل هذا المبلغ في حسابي القديم، بشكل مفاجئ وبلا سابق إنذار، لابد وأن من يقرأ هذا سيصيب حظي من المديح والغبطة، وأنا كذلك أتمنى لكم كل ماترجون من الخير الوفير، ولكني أرجوه بأن يكون خيرا دائما، لابد وأن تكون لهذه القصة الواقعية في إحدى جوانبها مضحكة بل هزلية!،
فأنا لم أكن أعرف من أين لي هذا ؟! أو ربما يكون هذا هو الجانب المخيف، لأنني حتما لن أقبل أن يكون في جيبي مال حرام لا أعرف مصدره من أين!
وماكان لي إلا التساؤل، ولأن المساء كان قد حل والليل قد انتصف وقد مرت ساعة من وقت إيداع هذا المبلغ، فارتأيت أن البحث عن هذا الموضوع سيطول في وقت لا يسمح بذلك، خاصة وأن البنوك حينها مغلقة، لذا فضلت انتظار الصباح، ولكن وقبل أن تمر الساعة بسلام حتى، انبهرت بالرسالة التي
تليها، وإذا بي أملك في حسابي ذاته مبلغا أكبر بعشرة آلاف، وحينها حاولت ولكن بدهشة وغضب في آن وحيرة تحيط بكل مشاعري، محاولات بائسة لكي أجد سببا واحدا وتفسيرا منطقيا لما يحدث، حتى حان منتصف الليل، وأعتقد بأنكم ترجون الآن أن يكون الإيداع في حسابي قد وصل المليون ! لابد وأن يكون هذا الجانب مضحكا نوعا ما، على الأقل بالنسبة لي، فهو مدهش بعجب، بقدر ما يجب أن يكون مضحكا، ربما لو كنت انتظرت قليلا، قبل أن أتصل فعليا بالبنك للاستفسار، ولكني لم أجد جوابا مقنعا، فإما يكون الجواب لاستفساري عن سبب هذه الإيداعات المتتالية المتزايدة، وعن جهة الإيداع! ب/ لانعرف، وإما / لايظهر لدينا، وإما / انتظري للصباح، عجبا كيف لايعلمون! وكيف لاتظهر هذه البيانات من خلال أنظمة الكمبيوتر البنكية الذكية! ولكن كانت فقط هذه هي الأجوبة التي استمعت إليها من خلال هاتف البنك لاسواها، إلا أن الأعجب منه، أنه وقبل أن
تنقضي ساعات آخر الليل الطويل حتى بدأت هذه الأموال بالتلاشي شيئا فشيئا، ولم تنتظر للصباح، وحينها علمت كيف يمكن أن تكون لكل دقيقة ثمن، وماجاء هذا القول اعتباطا، وكان للواقع منه نصيب، ففي الساعة الثانية قبل الفجر بدأ العد التنازلي لهذه الأموال وفي كل عشرة دقائق يبدأ زوال الأرقام من عشرات الآلاف حتى الآلاف فالمئات ومن ثم يعود لأصله المنسي كما كان خاويا فارغا يردد صداه! ما أعجب وما أضحك وما أسوأ من أن يكون قد حدث كل ذلك في سويعات !
مالذي يمكن أن يكون قد حدث! هل هي إحدى قصص الخيال وربما العلمي أم هي إحدى قصص الرعب! أم ربما نوع جديد للكوميديا؟،
ما أكثر هذه العلامات المتعجبة من ذاتها! لم أحزن ولم أستأ لضياع هذه الأموال واختفائها فجأة من الحساب لأنها لم تكن لي أصلا ولم أعرف مصدرها، وبالطبع ولأنني أشعر بالفضول وأعتقد بأن من سيكون في مكاني سيتصرف تماما كما تصرفت وهو توجهي مباشرة بمجرد طلوع الصباح، للبنك المسؤول عن الحساب وسردت الذي حدث أمام المدير، فماكان منه إلا أن أنكر معرفته بمثل هذه الأمور، فطلبت منه إفادتي بكشف حساب للرصيد عن المدة السابقة كاملة، وبالفعل استخرجت الكشف، والذي كان كما الصدمة المرتدة! حيث لم أجد أي رقم يشير إلى المبالغ التي وردت إلي من خلال الرسائل الهاتفية البنكية! وكأن شيئا لم يكن !!، واعتقدت لوهلة بأنني كنت أحلم، ولكنت جعلت عنــــوان هـــذا المقــال
( حلما لاأكثر! )، لكن الواقع قد صفعني بتلك الرسائل القصيرة الهاتفية مؤكدا لي بأنني ( لاأحلم )، فهذا الواقع بعينه، وما أعجبه من واقع !،
وعموما وجدت بأن الأمر شائك لامحالة، فالجريمة واضحة إلا أن الدليل مبعثر شائك، وأعتقد بأن الكثير منا يحدث له ذات الأمر، والكثير منا لا يعلم، وربما لا يبالي، لأنه لا يستطيع أن يحمل تفسير تلك المعادلات الحسابية البنكية المطولة، ويترك الأمر على ما هو عليه، ولابأس، إلا أن الأمر لايقف عند هذا الحد، بل إنه يتعداه في الكثير من وسائل النصب والاحتيال والعبث بالأموال العامة، وتلويثها بالحرام، ومشاركة المجرمين في الخارج والداخل في إجرامهم وتسهيل أمورهم بالسكوت عليهم، خاصة وأن وسيلة حدوث ذلك لا تكون إلا بوجود عفن له جذور في المركز، وهذا ما لا يمكن السكوت عليه.
nono_dream2@hotmail.com