سيد مرحوم
11-23-2004, 11:42 AM
تحليل إخباري ... الانقسامات الإيرانية والاتهامات الأمريكية تهدد اتفاق باريس
طهران - ستار ناصر:
تعيش الساحة الايرانية انقسامات حادة ازاء اتفاق (باريس) الذي الزم الايرانيين بتجميد عمليات تخصيب اليورانيوم، حيث باشرت طهران بإيقافها في منشآتها النووية في أصفهان ونطنز وهي المنشآت التي لا تزال موضع تساؤلات من قبل الأمريكيين.
والبادرة الايرانية ربما تحظى بتقدير من قبل بعض الدول الأوروبية باعتبار أن دول (الترويكا) نجحت الى حد ما في لجم “البعبع” النووي في المنطقة، لكن تلك الخطوة لم تحظ بقبول من الجانب الأمريكي الذي ما زال يثير الاشكالات حول البرنامج النووي الايراني حيث صرح وزير الخارجية الأمريكي كولن باول مؤخراً بأن إيران تخفي برنامجاً نووياً لصناعة صواريخ تحمل رؤوساً نووية، وبالطبع فإن المعلومات الأمريكية جاءت لتلقي ظلالاً من الشك حول النوايا الإيرانية وأهدافها الحقيقية من اتفاق باريس.
ويلاحظ أن بعض الدول الأوروبية اصطفت الى الجانب الأمريكي وهو يسوق تلك الاتهامات لأنها تشعر أن تصريحات باول ليست من باب “إلقاء الحجر في الماء” خصوصاً أن المعارضة الايرانية قد حشدت كل معلوماتها الاستخبارية من أجل الوقوف أمام الاتفاق الايراني الأوروبي، فهي تريد أن تقول للغرب إن حكومتنا تكذب لأنها تخفي مشاريع نووية مسلحة.
ورغم الرد الإيراني الرسمي إلا أن المعارضين ما زالوا يواصلون حملاتهم المضادة ضد حكومتهم ويعتقدون بأن مساعيهم ستفلح في ذبح اتفاق باريس من الوريد إلى الوريد.
في مقابل ذلك، فإن الداخل الإيراني ما زال يشهد مزيداً من الانقسامات حيال اتفاق باريس، وإذا كان الصقور في حكومة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش يشكون في النوايا الايرانية الزاحفة نحو اتفاق باريس، فإن المحافظين الايرانيين المتشددين ما زالوا يعتقدون بأن اتفاق باريس سمح للايرانيين أن يعطوا الأحجار النفيسة المرصعة ب “اللؤلؤ” مقابل “حلاوة الأطفال” وهي مقولة الدكتور لاريجاني أحد الأقطاب الرئيسيين في حزب المحافظين.
وذهب محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري وسكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام الى أكثر من ذلك حينما وصف اتفاق باريس: “لقد أعطينا اللؤلؤ الثمين إلا أننا لم نقبض شيئاً”.
واعترض رضائي على أحاديث الرئيس الايراني محمد خاتمي حينما قال: “إن اتفاق باريس هو نصر كبير” قائلاً: “لا يمكن لنا أن نقول الآن إنه نصر كبير لأن النصر الكبير يتحقق إذا تم إغلاق الملف النووي الايراني.
كما انتقد محسن رضائي أعضاء الوفد الايراني قائلاً: “صحيح أن نظامنا قد اختار الطريق الدبلوماسي لكن ومنذ اتفاق سعد آباد في طهران العام الماضي فإن وفدنا لم يتمكن من حصول مكاسب معينة ومنذ تنازلات سعد آباد فطهران ما زالت تقدم التنازلات إلا أننا لم نحصل على شيء.
من جانب آخر فإن البرلمان الايراني لا يزال يعتبر نفسه المعقل الأساسي للمعارضة للاتفاق، حيث يؤكد بعض النواب ان اتفاق باريس غير قانوني. ويعتقد علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن في البرلمان بأن إيران ستقوم باستئناف عمليات التخصيب في حالة احالة الملف النووي الى مجلس الأمن، وأضاف: ان الفرصة الحالية لتجميد التخصيب انما هي فرصة ذهبية لأوروبا وإذا لم تقابل تلك الخطوة بطريقة مناسبة فإننا سنعمل وفق مصالحنا، لأننا لا نريد التضحية بالمصالح القومية مقابل لا شيء.
ويبدو أن الاجماع الدولي والاقليمي لا يمكن أن يتخذ القرار المناسب ازاء الملفات الخطرة دون الموافقة الأمريكية، ولذلك فإن الرهان الايراني على الترويكا الأوروبية كان في محله إذا تمكنت الأخيرة من التحرر الذاتي، لكن المعطيات الدولية والاقليمية لا تذهب الى ذلك الاتجاه، وتلك الحقيقة أدركتها الحكومة الايرانية، لذلك سارعت الى مغازلة أمريكا عندما صرح خاتمي بأن إيران على استعداد للتعاون مع أمريكا لتخليصها من المستنقع العراقي، وباعتقاد المراقبين فإن ذهاب إيران لمؤتمر شرم الشيخ حول العراق إنما هو لعقد صفقة في الخفاء مع الأمريكيين حول الملف النووي.
طهران - ستار ناصر:
تعيش الساحة الايرانية انقسامات حادة ازاء اتفاق (باريس) الذي الزم الايرانيين بتجميد عمليات تخصيب اليورانيوم، حيث باشرت طهران بإيقافها في منشآتها النووية في أصفهان ونطنز وهي المنشآت التي لا تزال موضع تساؤلات من قبل الأمريكيين.
والبادرة الايرانية ربما تحظى بتقدير من قبل بعض الدول الأوروبية باعتبار أن دول (الترويكا) نجحت الى حد ما في لجم “البعبع” النووي في المنطقة، لكن تلك الخطوة لم تحظ بقبول من الجانب الأمريكي الذي ما زال يثير الاشكالات حول البرنامج النووي الايراني حيث صرح وزير الخارجية الأمريكي كولن باول مؤخراً بأن إيران تخفي برنامجاً نووياً لصناعة صواريخ تحمل رؤوساً نووية، وبالطبع فإن المعلومات الأمريكية جاءت لتلقي ظلالاً من الشك حول النوايا الإيرانية وأهدافها الحقيقية من اتفاق باريس.
ويلاحظ أن بعض الدول الأوروبية اصطفت الى الجانب الأمريكي وهو يسوق تلك الاتهامات لأنها تشعر أن تصريحات باول ليست من باب “إلقاء الحجر في الماء” خصوصاً أن المعارضة الايرانية قد حشدت كل معلوماتها الاستخبارية من أجل الوقوف أمام الاتفاق الايراني الأوروبي، فهي تريد أن تقول للغرب إن حكومتنا تكذب لأنها تخفي مشاريع نووية مسلحة.
ورغم الرد الإيراني الرسمي إلا أن المعارضين ما زالوا يواصلون حملاتهم المضادة ضد حكومتهم ويعتقدون بأن مساعيهم ستفلح في ذبح اتفاق باريس من الوريد إلى الوريد.
في مقابل ذلك، فإن الداخل الإيراني ما زال يشهد مزيداً من الانقسامات حيال اتفاق باريس، وإذا كان الصقور في حكومة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش يشكون في النوايا الايرانية الزاحفة نحو اتفاق باريس، فإن المحافظين الايرانيين المتشددين ما زالوا يعتقدون بأن اتفاق باريس سمح للايرانيين أن يعطوا الأحجار النفيسة المرصعة ب “اللؤلؤ” مقابل “حلاوة الأطفال” وهي مقولة الدكتور لاريجاني أحد الأقطاب الرئيسيين في حزب المحافظين.
وذهب محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري وسكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام الى أكثر من ذلك حينما وصف اتفاق باريس: “لقد أعطينا اللؤلؤ الثمين إلا أننا لم نقبض شيئاً”.
واعترض رضائي على أحاديث الرئيس الايراني محمد خاتمي حينما قال: “إن اتفاق باريس هو نصر كبير” قائلاً: “لا يمكن لنا أن نقول الآن إنه نصر كبير لأن النصر الكبير يتحقق إذا تم إغلاق الملف النووي الايراني.
كما انتقد محسن رضائي أعضاء الوفد الايراني قائلاً: “صحيح أن نظامنا قد اختار الطريق الدبلوماسي لكن ومنذ اتفاق سعد آباد في طهران العام الماضي فإن وفدنا لم يتمكن من حصول مكاسب معينة ومنذ تنازلات سعد آباد فطهران ما زالت تقدم التنازلات إلا أننا لم نحصل على شيء.
من جانب آخر فإن البرلمان الايراني لا يزال يعتبر نفسه المعقل الأساسي للمعارضة للاتفاق، حيث يؤكد بعض النواب ان اتفاق باريس غير قانوني. ويعتقد علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن في البرلمان بأن إيران ستقوم باستئناف عمليات التخصيب في حالة احالة الملف النووي الى مجلس الأمن، وأضاف: ان الفرصة الحالية لتجميد التخصيب انما هي فرصة ذهبية لأوروبا وإذا لم تقابل تلك الخطوة بطريقة مناسبة فإننا سنعمل وفق مصالحنا، لأننا لا نريد التضحية بالمصالح القومية مقابل لا شيء.
ويبدو أن الاجماع الدولي والاقليمي لا يمكن أن يتخذ القرار المناسب ازاء الملفات الخطرة دون الموافقة الأمريكية، ولذلك فإن الرهان الايراني على الترويكا الأوروبية كان في محله إذا تمكنت الأخيرة من التحرر الذاتي، لكن المعطيات الدولية والاقليمية لا تذهب الى ذلك الاتجاه، وتلك الحقيقة أدركتها الحكومة الايرانية، لذلك سارعت الى مغازلة أمريكا عندما صرح خاتمي بأن إيران على استعداد للتعاون مع أمريكا لتخليصها من المستنقع العراقي، وباعتقاد المراقبين فإن ذهاب إيران لمؤتمر شرم الشيخ حول العراق إنما هو لعقد صفقة في الخفاء مع الأمريكيين حول الملف النووي.