المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصحافيون العرب في ايران .. جواسيس!!....................................نجاح محمد علي



سيد مرحوم
11-22-2004, 01:38 PM
الصحافيون العرب في ايران .. جواسيس!!

أرض السواد - نجاح محمد علي(البصرة)


احترنا نحن الصحافين الأجانب في ايران الجمهورية الاسلامية،بين الايرانيين أنفسهم، وبين الذين لايفهومننا خارج الجمهورية الاسلامية، فنحن على الدوام جواسيس، شاء من شاء وأبى من أبى .
وعندما يريد أحدنا(خصوصا العاملين في الفضائيات) أن يرسل تقريراً لقناته التي يعمل معها ، يعلم الله، كم يعاني وكم يتعرض للضرب وللشتائم وللاستفزازات وللاعتقال ساعات وساعات في مقرات الشرطة المنتشرة، قبل أن ينجز تقريراً لايتجاوز الدقائق الثلاث في كل الأحوال،وقبل ذلك فإنه يبقى متهماً من قبل الجميع : ايرانيين وغيرهم وتحديداً من اخواننا العراقيين.
أسوق هذه المقدمة وأنا أقرأ خبرا قرأت مثله الكثير في ايران، فقد اتهم موقع(بازتاب) بالفارسية كل الصحفيين العرب في ايران بأنهم جواسيس ، لسبب واحد فقط هو أنهم وصفوا الاتفاق الأخير بين ايران وفرنسا وبريطانيا وألمانيا حول الأزمة النووية بالنصر. الموقع كان قد أغلق مؤخراً لتجاوزه الخطوط الحمر حول البرنامج النووي الايراني، وأعيد فتحه بمبادرة كريمة من رئيس السلطة القضائية آية الله محمود الهاشمي(وهو بالمناسبة محسوب على العرب لأنه كان رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي عاش فيه)، ويشرف عليه صديقي العزيز الجنرال محسن رضائي(قائد الحرس الثوري السابق) والسكرتير الحالي لمجمع تشخيص مصلحة النظام.

وقد نشر الموقع ضدي شخصيا خبرا اتهمني فيه أيضا بالتجسس لدولة عربية لأنني نشرت خبراً لم يعجب القائمين عليه، وقد تحدثت هاتفياً مع شخص قال إنه رتب الخبر المذكور ضدي ونصحته ان يتعلم المهنية ويبتعد عن الأحكام المسبقة، وأن لاينظر الى أي خبر ينشر عن ايران،خصوصاً من الصحفيين العرب هنا، بنظارة مخابراتية، لكن لاتنفع النصيحة مع من عشعشت الفارسية في عقله،ولايزال يتعامل مع العرب كـ أعراب قدموا من البادية والصحراء وهم بنظره من ادخل الاسلام الى ايران،ولذلك فهم أعداؤه شاء من شاء وأبى من أبى ايضا.
خبر (بازتاب) استند الى تعليق لمراسل فضائية الكويت الاستاذ محمد صالح صدقيان،خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الاثنين الحجة حسن روحاني أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني، حول اتفاقية باريس(هذا اسمها لانها ستوقع بشكل رسمي في العاصمة الفرنسية الشهر القادم)، عندما هنأ زميلنا روحاني بالتوصل الى الاتفاقية التي ستبعد عن ايران والمنطقة توترا جديدا ينذر بحرب تدمر كل شيء، وتكرر سيناريو العراق، وتساءل (على الهواء) لماذا يشكك الصحفيون الايرانيون في الاتفاقية ومنهم من اتهم روحاني علنا بالخيانة وانه فرط بمصالح ايران القومية لعليا، في الوقت الذي أكد فيه الرجل، كما في الاتفاقية التي اطلعنا عليها وحصلنا على نسختين منها بالفارسية والانجليزية أثناء المؤتمر،أنه والوفد الذي خاض المفاوضات الصعبة والشاقة مع أوروبا، لم يقدما أية تنازلات وستستأنف ايران تخصيب اليورانيوم في وقت لاحق، بعد التأكد من ضماناتها أنها ليست بصدد انتاج سلاح نووي؟.
قلتُ في مناسبات مختلفة ان ايران تشهد حرية صحافة لامثيل لها، مايتعلق الأمر بالصحافة الداخلية، وأقول اليوم أيضا إن ايران لاتملك من الصحفيين المهنيين الا القلة القلية، وأستند هنا الى (بازتاب) نفسها التي تعتمد على موقع (ايلاف) في نقل الأخبار المهمة ، وتمتدح المملكة العربية السعودية حين يتعلق الأمر بجهودها في مكافحة(الارهاب)، وفي نفس الصفحة مثلا تتهم (ايلاف) والعاملين معها بالتجسس للسعودية.
وفي المؤتمر الصحفي لروحاني الذي برز كنجم في الملف النووي،فان معظم الصحفيين الايرانيين كان يلقي خطابا أو بيانا سياسيا طويــــــــــــــــــــــــــــلا وهو يطرح مجرد سؤال!! على روحاني، فأين هي المهنية؟؟
والله حيرة..
فعندما ينتقد الواحد منا أداء روحاني مثلا في هذا الملف الشائك، فسيتهم بالتأكيد من قبل ايرانيين، بانه عميل وجاسوس للغرب ولأمريكا التي تبحث عن ذرائع لضرب ايران وحتى اجتياحها(طبعا وزير الخارجية الأمريكي كولن باول الذي قال بعدم وجود مثل هذه النية....أقيل)!!.
وأما اذا امتدح احدنا هذا الأداء واعتقد أن ايران حققت نصرا ولم تتنازل عن حقها المشروع في حيازة تقنية نووية للأغراض السلمية، فسيتهم أيضا بأنه عميل، وهذه المرة للدول العربية، ولا أدري مالذي يجمع هذا بذاك.
وأعرج هنا قليلا على من يعترض في الخارج على ادائنا نحن الصحفيين ، ويطالبنا أن ننشر بيانات ومقالات عندما نريد أن نبث خبرا ما عن قضية تعنيه من قريب أو بعيد، وأذكر هنا أن بعض الاحبة هاجمني شخصيا وذلك لأنني لم انشر خبرا ما من وجهة نظره هو، دون أن يميز بين كوني صحفيا يجب أن أتحلى بأخلاق المهنة وبالأمانة الصحفية،وبين أن اكون ناطقا رسميا باسم الحركة التي يتبعها لأتلو بيانته وأكررها.
جملة اعتراضية :
حين قُتلت الصحافية الكندية الايرانية الأصل زهراء كاظمي اشتاط الصحفيون الايرانيون غيضا وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها،وكتبوا محتجين ومنتقدين هذه الجهة الايرانية أو تلك، ولكن عندما يعتقل صحفي عربي، أو يوقف عن العمل، فانهم يصمتون وكأن على رؤوسهم الطير.

حيرة .. اليست كذلك؟