زهير
09-01-2011, 03:15 AM
أوساط لـ «الراي»: تموضع جديد للمفتي لرغبته في البقاء في موقعه مدى الحياة
http://cedarnews.net/wp-content/uploads/2010/12/rachid.jpg
المفتي المليونير محمد قباني
| بيروت - خاص |
ماذا يجري بين مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، المرجعية الدينية السنية في لبنان، وبين «تيار المستقبل» بزعامة سعد الحريري، وهو التيار السياسي - الشعبي الابرز في الوسط السني؟
هذا السؤال «المكتوم» خرج الى دائرة الضوء مع صلاة عيد الفطر، حين قاطع نواب «كتلة المستقبل» وعلى غير عادة الصلاة التي أمّها المفتي في جامع محمد الامين في وسط العاصمة بيروت.
فنواب كتلة الحريري ومسؤولو تياره غابوا عن الصفوف الامامية في الجامع المتاخم لضريح رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، في موقف «اعتراضي» على تبدل «المزاج السياسي» للمفتي قباني.
هذا الموقف البالغ الدلالة اكد ما كان اشيع على مدى اسابيع عن «الود المفقود» بين «المستقبل» والمفتي لاسباب تتصل بما يشبه «اعادة تموضع» سياسية للمفتي وسط ملابسات غير واضحة.
فقبل اقصاء سعد الحريري عن السلطة باسقاط سورية و«حزب الله» لحكومته في يناير الماضي، كانت العلاقة اكثر من «وطيدة» بين تيار الحريري، الذي شكل حاضنة سياسية لدار الفتوى وبين المفتي الذي كان مدافعاً عن الخيارات السياسية لـ «تيار المستقبل».
ما الذي «افسد» هذه العلاقة بين المرجعيتين الروحية والسياسية للسنّة في لبنان؟
النائب في كتلة «المستقبل» محمد قباني اطل من على الشاشة امس معلناً ان «غيابنا عن دار الفتوى وعن الصلاة التي امها المفتي هي اشارة تحفظ عن بعض الامور التي تحصل، ومنها العلاقة المستجدة (للمفتي) وبالتوقيت غير الملائم مع جهات داخلية ذات امتدادات اقليمية».
لم يشأ النائب قباني القول اكثر من ذلك عن المواقف المستجدة للمفتي قباني، غير ان اوساطاً متابعة كانت توقفت بـ «استغراب» امام ثلاث وقائع شكلت واحدة من تجليات المزاج السياسي الجديد للمفتي وهي:
> استقباله وفداً من «حزب الله» في دار الفتوى في اليوم عينه لنشر المحكمة الدولية اجزاء واسعة من القرار الاتهامي في جريمة اغتيال رفيق الحريري، وهو القرار الذي يتهم اربعة من «حزب الله» بارتكاب الجريمة.
> استقباله السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم على صبيحة يوم اقتحام الامن السوري لمدينة حماة، وبعيد اعلان سعد الحريري موقفاً تضامنياً مع الشعب السوري في مواجهة «المجزرة» التي يتعرض لها.
> عزم المفتي القيام بزيارة غداً الجمعة على الارجح لمناطق حدودية في جنوب لبنان، وسط احتضان من «حزب الله» على النحو الذي يسمح للحزب بتوظيفها في اطار الصراع السياسي الداخلي.
هذه الوقائع «الثابتة» دفعت «تيار المستقبل» للتعاطي مع المفتي على طريقة «طفح الكيل»، في الوقت الذي اختار هو الرد على «ملاحظات» هذا الفريق السياسي من خلال قوله في خطبة عيد الفطر ان «لا مساومة على العدالة والمحكمة الدولية في جريمة اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري».
والمفارقة الاكثر اثارة في هذا السياق هي ان «تيار المستقبل» كان اتُهم وقبل مدة من سُنّة «8 آذار» بأنه عمل على «لفلفة» ملفات فساد مالي تعود لمحيط المفتي، تولى الحملة في شأنها يوم جرى نبشها، بعض خصوم «المستقبل» كرئيسي الحكومة السابقين سليم الحص وعمر كرامي، وهي الحملة التي بلغت حد المطالبة باقالته.
ما سر المواقف «المستجدة» للمفتي قباني؟
ثمة من يقول ان دار الفتوى اجرت مراجعة نقدية جريئة لدورها في ضوء تجارب الماضي القريب، افضت الى اعادة تموضعها على النحو الذي يجعلها على مسافة واحدة من الجميع في اطار دور انفتاحي على المستويين الاسلامي والوطني.
ويقلل هؤلاء من اهمية ما يشاع عن اسباب غير سياسية تتصل بالمواقف المستجدة للمفتي، لا سيما في ضوء تقارير كتلك التي نشرها موقع «يقال» الالكتروني الذي اورد أن «راغب قباني، نجل مفتي الجمهورية، وقّع عقداً مع شركة «إم وان هولدنغز» المملوكة من كل من طه ونجيب ميقاتي، لتنفيذ 8 مشاريع ضخمة في بيروت والشمال بقيمة 90 مليون دولار»، لافتاً، واستناداً الى مصدر واسع الإطلاع إنه تمّ توقيع العقود بتاريخ 4 يوليو الماضي، في مكاتب «إم وان غروب»، في مبنى ستاركو، في وسط بيروت».
ووسط هذا «الاخذ والرد» قالت اوساط متابعة لـ «الراي» ان «القطبة المخفية» في التموضع الجديد للمفتي قباني على علاقة برغبته في الغاء تعديلات اجريت على الاليات التنظيمية الخاصة بدار الفتوى، والتي حددت 72 عاماً سناً تقاعدياً للمفتي بدل بقائه في موقعه مدى الحياة.
واشارت هذه الاوساط الى ان المفتي قباني (المولود في 15 سبتمبر 1942) يطمح الى الغاء هذا التعديل الذي كان تم اجراؤه العام 1996 ابان احدى حكومات رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، على النحو الذي يضمن استمراره في موقعه مدى الحياة.
ولفتت الاوساط عينها الى ان المفتي قباني ربما يكون تلقى وعداً في هذا الشأن من رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي مدعوماً من اطراف اساسية في حكومته كـ «حزب الله»، الذي لم يُخفِ اعجابه بالمواقف المستجدة لقباني.
وثمة من يعتقد في هذا الاطار ان «حزب الله» الذي يمسك بـ «خيوط اللعبة» من خلال ادارته لدفة الحكومة، وجد في هذا الملف فرصة ثمينة لـ «تحييد» دار الفتوى في اطار صراعه المفتوح لاضعاف الحريري لا سيما في عقر داره السني.
http://cedarnews.net/wp-content/uploads/2010/12/rachid.jpg
المفتي المليونير محمد قباني
| بيروت - خاص |
ماذا يجري بين مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، المرجعية الدينية السنية في لبنان، وبين «تيار المستقبل» بزعامة سعد الحريري، وهو التيار السياسي - الشعبي الابرز في الوسط السني؟
هذا السؤال «المكتوم» خرج الى دائرة الضوء مع صلاة عيد الفطر، حين قاطع نواب «كتلة المستقبل» وعلى غير عادة الصلاة التي أمّها المفتي في جامع محمد الامين في وسط العاصمة بيروت.
فنواب كتلة الحريري ومسؤولو تياره غابوا عن الصفوف الامامية في الجامع المتاخم لضريح رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، في موقف «اعتراضي» على تبدل «المزاج السياسي» للمفتي قباني.
هذا الموقف البالغ الدلالة اكد ما كان اشيع على مدى اسابيع عن «الود المفقود» بين «المستقبل» والمفتي لاسباب تتصل بما يشبه «اعادة تموضع» سياسية للمفتي وسط ملابسات غير واضحة.
فقبل اقصاء سعد الحريري عن السلطة باسقاط سورية و«حزب الله» لحكومته في يناير الماضي، كانت العلاقة اكثر من «وطيدة» بين تيار الحريري، الذي شكل حاضنة سياسية لدار الفتوى وبين المفتي الذي كان مدافعاً عن الخيارات السياسية لـ «تيار المستقبل».
ما الذي «افسد» هذه العلاقة بين المرجعيتين الروحية والسياسية للسنّة في لبنان؟
النائب في كتلة «المستقبل» محمد قباني اطل من على الشاشة امس معلناً ان «غيابنا عن دار الفتوى وعن الصلاة التي امها المفتي هي اشارة تحفظ عن بعض الامور التي تحصل، ومنها العلاقة المستجدة (للمفتي) وبالتوقيت غير الملائم مع جهات داخلية ذات امتدادات اقليمية».
لم يشأ النائب قباني القول اكثر من ذلك عن المواقف المستجدة للمفتي قباني، غير ان اوساطاً متابعة كانت توقفت بـ «استغراب» امام ثلاث وقائع شكلت واحدة من تجليات المزاج السياسي الجديد للمفتي وهي:
> استقباله وفداً من «حزب الله» في دار الفتوى في اليوم عينه لنشر المحكمة الدولية اجزاء واسعة من القرار الاتهامي في جريمة اغتيال رفيق الحريري، وهو القرار الذي يتهم اربعة من «حزب الله» بارتكاب الجريمة.
> استقباله السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم على صبيحة يوم اقتحام الامن السوري لمدينة حماة، وبعيد اعلان سعد الحريري موقفاً تضامنياً مع الشعب السوري في مواجهة «المجزرة» التي يتعرض لها.
> عزم المفتي القيام بزيارة غداً الجمعة على الارجح لمناطق حدودية في جنوب لبنان، وسط احتضان من «حزب الله» على النحو الذي يسمح للحزب بتوظيفها في اطار الصراع السياسي الداخلي.
هذه الوقائع «الثابتة» دفعت «تيار المستقبل» للتعاطي مع المفتي على طريقة «طفح الكيل»، في الوقت الذي اختار هو الرد على «ملاحظات» هذا الفريق السياسي من خلال قوله في خطبة عيد الفطر ان «لا مساومة على العدالة والمحكمة الدولية في جريمة اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري».
والمفارقة الاكثر اثارة في هذا السياق هي ان «تيار المستقبل» كان اتُهم وقبل مدة من سُنّة «8 آذار» بأنه عمل على «لفلفة» ملفات فساد مالي تعود لمحيط المفتي، تولى الحملة في شأنها يوم جرى نبشها، بعض خصوم «المستقبل» كرئيسي الحكومة السابقين سليم الحص وعمر كرامي، وهي الحملة التي بلغت حد المطالبة باقالته.
ما سر المواقف «المستجدة» للمفتي قباني؟
ثمة من يقول ان دار الفتوى اجرت مراجعة نقدية جريئة لدورها في ضوء تجارب الماضي القريب، افضت الى اعادة تموضعها على النحو الذي يجعلها على مسافة واحدة من الجميع في اطار دور انفتاحي على المستويين الاسلامي والوطني.
ويقلل هؤلاء من اهمية ما يشاع عن اسباب غير سياسية تتصل بالمواقف المستجدة للمفتي، لا سيما في ضوء تقارير كتلك التي نشرها موقع «يقال» الالكتروني الذي اورد أن «راغب قباني، نجل مفتي الجمهورية، وقّع عقداً مع شركة «إم وان هولدنغز» المملوكة من كل من طه ونجيب ميقاتي، لتنفيذ 8 مشاريع ضخمة في بيروت والشمال بقيمة 90 مليون دولار»، لافتاً، واستناداً الى مصدر واسع الإطلاع إنه تمّ توقيع العقود بتاريخ 4 يوليو الماضي، في مكاتب «إم وان غروب»، في مبنى ستاركو، في وسط بيروت».
ووسط هذا «الاخذ والرد» قالت اوساط متابعة لـ «الراي» ان «القطبة المخفية» في التموضع الجديد للمفتي قباني على علاقة برغبته في الغاء تعديلات اجريت على الاليات التنظيمية الخاصة بدار الفتوى، والتي حددت 72 عاماً سناً تقاعدياً للمفتي بدل بقائه في موقعه مدى الحياة.
واشارت هذه الاوساط الى ان المفتي قباني (المولود في 15 سبتمبر 1942) يطمح الى الغاء هذا التعديل الذي كان تم اجراؤه العام 1996 ابان احدى حكومات رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، على النحو الذي يضمن استمراره في موقعه مدى الحياة.
ولفتت الاوساط عينها الى ان المفتي قباني ربما يكون تلقى وعداً في هذا الشأن من رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي مدعوماً من اطراف اساسية في حكومته كـ «حزب الله»، الذي لم يُخفِ اعجابه بالمواقف المستجدة لقباني.
وثمة من يعتقد في هذا الاطار ان «حزب الله» الذي يمسك بـ «خيوط اللعبة» من خلال ادارته لدفة الحكومة، وجد في هذا الملف فرصة ثمينة لـ «تحييد» دار الفتوى في اطار صراعه المفتوح لاضعاف الحريري لا سيما في عقر داره السني.