جمال
11-21-2004, 07:50 AM
كتابات - أحمد الخفاف
طالبان حركة أفغانية بشتونية مشبوهة خرجت من رحم الوهابية بعملية قيصرية سعودية وبدعم مالي خليجي ومباركة دهاليز وكالة المخابرات المركزية الأمريكية حيث تمت مساندة هذه الحركة وقادتها الملالي لبسط سيطرتها العسكرية على أجزاء واسعة من أفغانستان حيث وصلت إلى الحدود الدولية مع إيران وهو ما كان يخطط له الجنرالات الأمريكيون على عجل لمشاغلة إيران وجرها إلى آتون حرب من نوع آخر إن أمكن.!!
لم تدم عدة أشهر حتى بدأ التحرش الطالباني بإيران عسكريا وذلك بعد أن ذبحت طالبان أكثر من عشرين دبلوماسيا إيرانيا في جلال آباد لتُطلق شرارة حرب إعلامية بين طالبان والقيادة الإيرانية بغية انجرار إيران لحرب استنزاف جديدة ضد إمارة طالبان "السنية" لتندلع وبامتياز حرب بين دولتين دينيتين إحداهما "سنية" وهابية طالبانية والأخرى دينية "شيعية" يقودها رجال دين شيعة وعلى هذا تكون الإدارة الأمريكية على قاب قوسين أو أدنى من حرب طائفية شعواء تندلع في الشرق الأوسط بين الأكثرية السنية والأقلية الشيعية. كما استهدفت الخطة الأمريكية من جملة الأهداف التي سعت إليها الضغط على القيادة الإيرانية لكي تتفاوض طهران مع واشنطن في ملفات ساخنة أمريكيا وهي ملفي فلسطين وحزب الله في لبنان.
وأكدت الأحداث أن الأمر لم يقتصر على ذبح الدبلوماسيين الإيرانيين لإشعال فتيل الأزمة مع إيران بل حشدت طالبان قوة صاروخية على الحدود مع إيران بعد أن نقلت إيران فرق كاملة من جيشها من غرب البلاد إلى شرقها في محاولة للرد على طالبان على ما يبدو. ولكي تكتمل فصول مسرحية الحرب الطائفية الدينية بين إمارة طالبان "السنية" ودولة إيران "الشيعية" هدد ملالي طالبان في تصريحات عنترية مستفزة للإيرانيين بأنهم سيقصفون مدينة مشهد الشيعية والتي تتواجد فيها عتبات مقدسة عند عموم الشيعة وهو مرقد الإمام الرضا الإمام الثامن عند شيعة آل الرسول (ص)، وهدد ملالي طالبان في غمرة سكرتهم ونشوة انتصارهم على الشعب الأفغاني الأعزل أنهم سيقصفون مدينة مشهد المقدسة بصواريخ أرض أرض قادرة للوصول إلى مدن إيرانية أبعد منها!!
تذكر الأحداث آنذاك أن الإيرانيين انتبهوا مبكرا إلى أن العملية برمتها مدبرة من قبل الإدارة الأمريكية لجر إيران إلى آتون حرب دينية لا تبقي ولا تذر هذه المرة. وعرف الإيرانيون أن ملالي حركة طالبان البشتونية وإمارتهم ما هي إلا أداة بيد المخابرات المركزية الأمريكية يتم من خلالها تحقيق سيناريوهات مرسومة للمنطقة من شأنها أن تهيأ قبولا إيرانيا للتوجهات الأمريكية في المنطقة، فسكت الإيرانيون على مضض ولعقت طهران جراحها بصمت بعد أن بلعت الموسى وأخفت ألمها!!
هدأت الأزمة بين إيران وطالبان واعتبر ما حصل نصرا سياسيا سجل لصالح حركة طالبان في أفغانستان حيث قويت شوكتها السياسية والعسكرية في محيطها الإقليمي كباكستان وإيران ودول الخليج.. وبعد أن انكفأت إيران في ساحة أفغانستان زادت حركة طالبان الوهابية من ولوغها في الإجرام بحق شيعة أفغانستان فاجتاحت مناطق في غرب البلاد تسكنها أقلية شيعية من الهزاره الأفغان وارتكبت أبشع المجازر بحق المدنيين والعزل.. فقتل شبابهم ورجالهم ذبحا بالسيوف.. وسُبيت نسائهم إلى ولايتي جلال آباد وقندهار معقلي قبائل البشتون حيث تم بيعهن هناك في سوق النخاسة.
قويت مجددا شوكة دويلة طالبان بعد أن واصلت تصفية معارضيها في مناطق أخرى في أفغانستان باسم تطبيق الشريعة وتكفير الآخرين وواصل ملاليها وعلى رأسهم الملا عمر أمير الحركة مغامراتهم العسكرية وذلك لإرغام قبائل أخرى في شمال أفغانستان بقيادة أسد وادي بانجشير أحمد شاه مسعود من الانضواء تحت لوائها.. وبذلك دخلت طالبان في دوامة من معارك الكر والفر مع ما سمي بتحالف الشمال بدلا من تحقيق برامج التنمية والرخاء والتعليم والصحة والبناء والتطور للشعب الأفغاني المنهك نتيجة الحروب!!!.
وتحقيقا لسنة الله في تداول الأيام بين الناس دب خلاف خفي بين الإدارة الأمريكية من جهة ومهندس إمارة طالبان في الخفاء أسامة بن لادن المتحالف بالأمس مع الأمريكان والعدو اليوم من جهة أخرى!!. ومن جملة الأسباب التي دعت إلى بروز هذا الخلاف هو سعي بن لادن وتنظيمه لنشر فكر وعقيدة طالبان في البلدان العربية الأمر الذي قلب التحالف إلى عداوة والشراكة إلى خصومة!!
لقد كانت جماعة بن لادن التي استقر المطاف بها في أفغانستان تعشعش في أمعاء إمارة طالبان وكانت تدرب المزيد من الكوادر القتالية بدعم مالي واضح وصريح من السعوديين شعبا وحكومة، وكانت بمثابة دويلة خليجية داخل دويلة أفغانية، وإمارة عربية وهابية في بطن إمارة وهابية بشتونية!! سعى بن لادن إلى نقل تجربة طالبان المتخلفة إلى البلدان العربية بغلاف من الشعارات الإسلامية.. وهكذا نشأ الأفغان العرب.. وفور عودة مجاميع منهم إلى بلدانهم الأصلية من أفغانستان اصطدموا بتقارير أمريكية ضدهم تتهمهم بأنهم عادوا إلى بلدانهم لإسقاط الحكومات وإقامة إمارات شريعة على غرار إمارة طالبان في أفغانستان.
أدت أولى موجات الصدام بين الأفغان العرب والحكومات الديكتاتورية العربية إلى زج الكثير منهم في السجون فخرجت من ملالي القاعدة وطالبان فتاوى اتهمت فيها الحكومات العربية بالردة وحكمت على الكثير من حكام العرب الديكتاتوريين بالكفر.. اشتعلت بعدها ساحات المواجهة بين الطرفين وأعلنت أمريكا بشكل علني وصريح أنها تدعم الحكومات العربية في مكافحتها ضد المتشددين الإسلاميين ولم يكن يطلق عليهم بعد آنذاك بالإرهابيين!!
زج الكثير من الأفغان العرب في السجون في الأردن وليبيا ومصر وسوريا والمغرب واليمن والجزائر وغيرها من البلدان وفر من فر إلى ملاذات آمنة كالسودان ولبنان والعواصم الغربية كلندن وباريس وألمانيا وأسبانيا وهولندا والنروج والدنمارك وقد استطاع هؤلاء من اكتساب جنسيات هذه البلدان "الكافرة" كحمزة المصري والإيراني البلوشي، والمصريان هاني السباعي وسريَة، والفلسطيني تيسير علوني في أسبانيا والكردي العراقي الملا كريكار في النروج، وآخرين.. وقاموا بتشكيل خلايا نائمة بانتظار تحقيق شروط أفضل لاستئناف مرحلة جديدة من العمل "الجهادي" الذي تدربوا من أجله في أفغانستان.
لقد اكتشف الأفغان العرب أنه لكي يقيموا دولتهم الطالبانية في البلدان العربية ينبغي عليهم أن يعملوا بعنف أكبر ضد حكوماتهم.. وأنهم توصلوا إلى نتيجة أن الشعب الأفغاني المغلوب على أمره لم يكن سوى صيدا سهلا وفريسة طيعة وقعت بايديهم، لذلك تسنى لطالبان وحلفائهم من العرب من السيطرة على أجزاء كبيرة منها.. هذه الحقيقة دفعت الأفغان العرب لاستخدام العنف بشكل أكبر ضد حكوماتهم فبدؤوا في الجزائر ومصر والسعودية والأردن ولكنهم اصطدموا بجدار الديكتاتوريات العسكرية.. ووقعت الشعوب بين سندان العمليات الإرهابية التي تشنها طالبان العرب وبين مطرقة الأنظمة القمعية العربية المدعومة أمريكياً.. أصبح شباب العرب وقودا لمعارك همجية بين السلطة والمقاتلين.. والنساء والأطفال ضحايا لعمليات تفجير لا معنى لها سوى المحاولة لإثبات الوجود والسعي لكسر شوكة الأنظمة العربية.. لم تفلح هذه المواجهات من تحقيق شيء بل انقلبت آثارها على الطالبانيين العرب حيث تشتت جمعهم في أقاصي الأرض.. منهم من تفرّق في الجبال والوديان كما حصل في الجزائر يتصيد الأبرياء في الطرقات المهجورة... ومنهم من أقدم على عمليات انتحارية ليقتل الأبرياء بالجملة... ومنهم من رجح التغرّب في بلاد "الكفر" الغربية.
هذا التشتت الحاصل في جبهة الأفغان العرب أدى إلى أن تعلن قيادة هؤلاء وعلى رأسهم أسامة بن لادن الحرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الراعية الأساسية لأنظمة الحكم العربية التي قمعت مناصريه من الأفغان العرب.. بدأت الحرب واستهدفت مصالح أمريكية في السعودية وتحديدا في الخُبر وعدة دول أفريقية.. ثم ما لبث أن توّجت هذه العمليات بضرب أهداف أمريكية في عقر دار الأمريكان حيث استهدفت واشنطن ونيويورك مما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة واهتزت مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها تملك منظومة دفاعية دقيقة للغاية لا يستطيع أحدا اختراقها.
اعتبر تنظيم القاعدة بزعامة الملا بن لادن "غزوتي" واشنطن ونيويورك فتحا إلهيا مبينا، وتسديدا سماويا كبيرا لها فراحت تفتح جبهات أخرى في الدول العربية.. تحرك الجيش الأمريكي بعد سقوط شعرة معاوية بينهم وبين بن لادن.. فتمت خلال عملية عسكرية بسيطة بإنهاء إمارة الملا عمر الطالبانية ودويلة الملا بن لادن القاعدية في الأراضي الأفغانية بلمح البصر أو هو أقرب وفي غضون ساعات.. ولم يدافع أنصار الملا عمر من طالبان، ولا أنصار بن لادن ساعة واحدة في كابول والتي سموا معركتها بوقعة الخندق!! بل فروا فرار الحُمُر المُستنفرة كأنها فرّت من قسورة.. قُلعت طالبان من الجذور في أفغانستان فيما انتشر أتباع بن لادن في أصقاع الأرض وأطرافها مشتتين مذعورين هائمين على وجوههم.. فأصبحوا كالجذاميين تلاحقهم لعنة الله ولعنة ضحاياهم الذين سُفكت دمائهم في أرجاء الأرض بغير حق.. سقط من سقط من الأفغان العرب بأيدي السلطات في باكستان وإيران وسوريا وبعض دول الخليج حيث تم تسليمه إلى الأمريكان أو إلى حكومات بلدانهم لكي يقبعوا في سجونها ومعتقلاتها.. ولكن حدث ما لم يكن بالحُسبان.....
..نظام عربي واحد لا غير كان بأمس الحاجة لهؤلاء المقاتلين البؤساء الذين يقاتلون بالمجان من أجل القتل.. ويكابدون من أجل الموت لكي يظفروا بحور عين حسب معتقداتهم البائسة ليمارسوا الجنس بالطرق السادية، فهم لا يفقهون من حديث الآخرة ونعمائها غير مفهوم الجنس..!! هؤلاء الذين قصرت عقولهم وسرابيلهم وسراويلهم يفتشون دوما عن "جمـل" جاهز يقاتلون تحت لوائه فيقتلون ويُقتلون ظنا منهم أنهم يأخذون بثأر قميص عثمان.. فما كان من هؤلاء بعد أن رأوا ما رأوا من تنكيل إلا أن يؤموا وجوههم شطر بغداد عاصمة خليفة العصر المنصور بالله!! نظام عبد الله المؤمن صدام حسين.. نظام حزب البعث العربي في "جمهورية العراق العظيم" فهو القادر على أن يوفر لهم الملاذ الآمن على الرغم من أنه نظام علماني كافر لا يقر بأي دور للدين في الحياة ويحكم على الحجر والبشر بالحديد والنار والقمع والقتل والتشريد.. فكان لسان حال الأفغان العرب يقول لا ضير إنه سني.. وفوق ذلك إنه ضد أمريكا..!!
وقبل اندلاع النزاع بين صدام والأمريكان، وضع النظام المخلوع الخطط الطارئة لمواجهة أساطيل الأمريكان وهم على مرمى حجر من العراق فأعطيت الأوامر لاستقبال الأفغان العرب بكل أطيافهم المتطرفة والمعتدلة .. اليقظة منها والنائمة.. العربية منها والأجنبية.. استقبلت بغداد العشرات من قادة هؤلاء الأفغان العرب ثم ما لبثت أن أخذت تستقبل المئات من المقاتلين من مختلف التوجهات العقدية والسياسية ثم بات الآلاف من هؤلاء المهووسين للقتال تحت لواء "جـمل صدام" يتقاطرون على العراق من الأراضي الأردنية والإيرانية والسورية والتركية والسعودية والكويتية وحتى من البحر إن شئت!! جاؤا رجالا وعلى كل وانيت من كل فج عميق.. من أقاصي السودان.. إلى عمق المناطق القبلية في باكستان وأفغانستان.. هدفهم شيي واحد مقاتلة الأمريكان تحت راية "جـمل صدام"!!
ومن علائم نفاق هؤلاء القوم إنهم لم يعلنوا قط أثناء الحرب الأمريكية على نظام صدام، عندما كان النظام ما زال قائما، أي قبل التاسع من نيسان عن نيتهم إقامة دولة الخلافة الطالبانية في جزء من العراق، بل تريثوا حتى يسقط نظام حزب البعث الحاكم... وبمجرد الإعلان عن انهيار نظام البعث في العراق تصاعدت الإعلانات عن ظهور حركات إسلامية أصولية في العراق ومن بينها برز تنظيم أبو مصعب الزرقاوي السلفي المرتبط بالأفغان العرب وتنظيم القاعدة بزعامة الملا بن لادن..
عندما أدرك البعثيون أن أمجادهم وأحلامهم زالت بسقوط الصنم وأصبحوا أيتام وفلول تحالفوا مع الأفغان العرب الذين رأوا فيهم بأسا شديدا في القتال فشكلوا جبهة موحدة لمقاتلة الأمريكان المحتلين، فهم بذلك يضربون عصفورين بحجر.. يتخلصون من الأمريكان بأقل الخسائر الممكنة من جانبهم إذا اشتدت المعارك وانتصروا فيها!!... وقد يدخلون في منظومة الحكم الجديد باعتبارهم عراقيين وأبناء الوطن، أما الأفغان العرب فينبغي عليهم حينها الرحيل وسيقال لهم شكرا لمساعدتكم لنا على تحرير العراق أو مساعدتكم لنا للعودة إلى الحكم!!
ولم تهب الرياح بما تشتهيه سفينة أحلام البعثيين!! فقد وجد الأفغان العرب في العراق ممن يوافقهم العقيدة من السلفيين العراقيين... وبقليل من ضخ الأموال في جيوب هؤلاء استقر المقام بالأفغان العرب في مدن عراقية مغلقة وحاضنات دافئة ومراضع ناعمة!! هيأتها لهم دولارات العرب الخليجيين فصار الكلام يدور في مدن المثلث السني بالدولار والريال السعودي والدرهم الإماراتي.. لم تمض أسابيع حتى بدأ الأفغان العرب بقيادة الأردني الزرقاوي بإعلان مدينة الفلوجة، إمارة إسلامية على غرار إمارة طالبان الأفغانية وأخذت تشكل مؤسساتها ومحاكمها وشرطتها وأمنها وسجونها وقضاة شرعها ومدارسها وهيئات الأمر بالمعروف فضلا عن ملاحقة سكان المدينة والتنكيل بهم..
استمرت الأموال بالتدفق على الفلوجة.. إمارة طالبان الثانية.. وهذه المرة كانت بمثابة إمارة عراقية عربية غير بشتونية وهي نسخة مكررة من التخلف الطالباني البشتوني!! أراد الأفغان العرب من التوسع إلى خارج حدود إمارتهم التي خطفوها من أهلها بمساعدة البعثيين والسلفيين العراقيين فشنوا حربا شعواء ضد العراق كله من الجنوب إلى الشمال استهدفت الشعب والحكومة والمؤسسات أكلت الأخضر واليابس لم تبقي ولم تذر وكان هدفها إشعال النار في كامل العراق ليتسنى لهم السيطرة على العراق ومن ثم إعلان دولة الخلافة الإسلامية على كافة أرجائها ثم تتم مبايعة بن لادن ليحضر بعدها إلى العراق ومن ثم يتم التخطيط لإسقاط الحكومات العربية الأخرى انطلاقا من العراق تحت شعار إقامة دولة الخلافة الإسلامية الكبرى !!!
تحولت الفلوجة إمارة طالبان الثانية إلى قلعة لا يمكن لأحد غير الأفغان العرب من التحكم بها وقول الفصل فيها لهم وحدهم دون سكان المدينة من العراقيين الوطنيين.. استمر هذا الوضع الخطير والعراق يحترق من أدناه إلى أقصاه حتى حان الأجل... وإذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون... ودنت ساعة الصفر.. وهذه الساعة كانت أدهى وأمر على جرذان الأفغان العرب.. إنها ساعة إرجاع الحق إلى نصابه.. ساعة سقوط طالبان 2 .. ساعة زوال الباطل والباطلين.. ساعة انهيار الظالم ولو كان بفعل ظالم آخر.. ساعة انتصار الحق ولو تقاطعت مصالح الشرفاء مع المحتلين.. ساعة الخلاص من زبانية البعث والسلفيين.. ساعة قصمت فيها ظهور ذابحي الخلق أجمعين..
انهارت إمارة طالبان 2 وهذه المرة في الفلوجة.. وخرّ سقفها على أجساد الطالبانيين النتنة.. وذهبت ديكتاتوريتهم إلى غير رجعة.. وسقط معها البعث النذل وحلفائهم من السلفيين الذين جابوا أعناق الناس في الواد.. فصب ربك عليهم سوط عذاب.. إن ربك لبالمرصاد ..رب لا تذر على أرض العراق منهم ديَارا..إنك إن تذرهم يقتلوا عبادك ولا يلدوا إلا قاتلا سفاحا..
Fatha12000@yahoo.com
طالبان حركة أفغانية بشتونية مشبوهة خرجت من رحم الوهابية بعملية قيصرية سعودية وبدعم مالي خليجي ومباركة دهاليز وكالة المخابرات المركزية الأمريكية حيث تمت مساندة هذه الحركة وقادتها الملالي لبسط سيطرتها العسكرية على أجزاء واسعة من أفغانستان حيث وصلت إلى الحدود الدولية مع إيران وهو ما كان يخطط له الجنرالات الأمريكيون على عجل لمشاغلة إيران وجرها إلى آتون حرب من نوع آخر إن أمكن.!!
لم تدم عدة أشهر حتى بدأ التحرش الطالباني بإيران عسكريا وذلك بعد أن ذبحت طالبان أكثر من عشرين دبلوماسيا إيرانيا في جلال آباد لتُطلق شرارة حرب إعلامية بين طالبان والقيادة الإيرانية بغية انجرار إيران لحرب استنزاف جديدة ضد إمارة طالبان "السنية" لتندلع وبامتياز حرب بين دولتين دينيتين إحداهما "سنية" وهابية طالبانية والأخرى دينية "شيعية" يقودها رجال دين شيعة وعلى هذا تكون الإدارة الأمريكية على قاب قوسين أو أدنى من حرب طائفية شعواء تندلع في الشرق الأوسط بين الأكثرية السنية والأقلية الشيعية. كما استهدفت الخطة الأمريكية من جملة الأهداف التي سعت إليها الضغط على القيادة الإيرانية لكي تتفاوض طهران مع واشنطن في ملفات ساخنة أمريكيا وهي ملفي فلسطين وحزب الله في لبنان.
وأكدت الأحداث أن الأمر لم يقتصر على ذبح الدبلوماسيين الإيرانيين لإشعال فتيل الأزمة مع إيران بل حشدت طالبان قوة صاروخية على الحدود مع إيران بعد أن نقلت إيران فرق كاملة من جيشها من غرب البلاد إلى شرقها في محاولة للرد على طالبان على ما يبدو. ولكي تكتمل فصول مسرحية الحرب الطائفية الدينية بين إمارة طالبان "السنية" ودولة إيران "الشيعية" هدد ملالي طالبان في تصريحات عنترية مستفزة للإيرانيين بأنهم سيقصفون مدينة مشهد الشيعية والتي تتواجد فيها عتبات مقدسة عند عموم الشيعة وهو مرقد الإمام الرضا الإمام الثامن عند شيعة آل الرسول (ص)، وهدد ملالي طالبان في غمرة سكرتهم ونشوة انتصارهم على الشعب الأفغاني الأعزل أنهم سيقصفون مدينة مشهد المقدسة بصواريخ أرض أرض قادرة للوصول إلى مدن إيرانية أبعد منها!!
تذكر الأحداث آنذاك أن الإيرانيين انتبهوا مبكرا إلى أن العملية برمتها مدبرة من قبل الإدارة الأمريكية لجر إيران إلى آتون حرب دينية لا تبقي ولا تذر هذه المرة. وعرف الإيرانيون أن ملالي حركة طالبان البشتونية وإمارتهم ما هي إلا أداة بيد المخابرات المركزية الأمريكية يتم من خلالها تحقيق سيناريوهات مرسومة للمنطقة من شأنها أن تهيأ قبولا إيرانيا للتوجهات الأمريكية في المنطقة، فسكت الإيرانيون على مضض ولعقت طهران جراحها بصمت بعد أن بلعت الموسى وأخفت ألمها!!
هدأت الأزمة بين إيران وطالبان واعتبر ما حصل نصرا سياسيا سجل لصالح حركة طالبان في أفغانستان حيث قويت شوكتها السياسية والعسكرية في محيطها الإقليمي كباكستان وإيران ودول الخليج.. وبعد أن انكفأت إيران في ساحة أفغانستان زادت حركة طالبان الوهابية من ولوغها في الإجرام بحق شيعة أفغانستان فاجتاحت مناطق في غرب البلاد تسكنها أقلية شيعية من الهزاره الأفغان وارتكبت أبشع المجازر بحق المدنيين والعزل.. فقتل شبابهم ورجالهم ذبحا بالسيوف.. وسُبيت نسائهم إلى ولايتي جلال آباد وقندهار معقلي قبائل البشتون حيث تم بيعهن هناك في سوق النخاسة.
قويت مجددا شوكة دويلة طالبان بعد أن واصلت تصفية معارضيها في مناطق أخرى في أفغانستان باسم تطبيق الشريعة وتكفير الآخرين وواصل ملاليها وعلى رأسهم الملا عمر أمير الحركة مغامراتهم العسكرية وذلك لإرغام قبائل أخرى في شمال أفغانستان بقيادة أسد وادي بانجشير أحمد شاه مسعود من الانضواء تحت لوائها.. وبذلك دخلت طالبان في دوامة من معارك الكر والفر مع ما سمي بتحالف الشمال بدلا من تحقيق برامج التنمية والرخاء والتعليم والصحة والبناء والتطور للشعب الأفغاني المنهك نتيجة الحروب!!!.
وتحقيقا لسنة الله في تداول الأيام بين الناس دب خلاف خفي بين الإدارة الأمريكية من جهة ومهندس إمارة طالبان في الخفاء أسامة بن لادن المتحالف بالأمس مع الأمريكان والعدو اليوم من جهة أخرى!!. ومن جملة الأسباب التي دعت إلى بروز هذا الخلاف هو سعي بن لادن وتنظيمه لنشر فكر وعقيدة طالبان في البلدان العربية الأمر الذي قلب التحالف إلى عداوة والشراكة إلى خصومة!!
لقد كانت جماعة بن لادن التي استقر المطاف بها في أفغانستان تعشعش في أمعاء إمارة طالبان وكانت تدرب المزيد من الكوادر القتالية بدعم مالي واضح وصريح من السعوديين شعبا وحكومة، وكانت بمثابة دويلة خليجية داخل دويلة أفغانية، وإمارة عربية وهابية في بطن إمارة وهابية بشتونية!! سعى بن لادن إلى نقل تجربة طالبان المتخلفة إلى البلدان العربية بغلاف من الشعارات الإسلامية.. وهكذا نشأ الأفغان العرب.. وفور عودة مجاميع منهم إلى بلدانهم الأصلية من أفغانستان اصطدموا بتقارير أمريكية ضدهم تتهمهم بأنهم عادوا إلى بلدانهم لإسقاط الحكومات وإقامة إمارات شريعة على غرار إمارة طالبان في أفغانستان.
أدت أولى موجات الصدام بين الأفغان العرب والحكومات الديكتاتورية العربية إلى زج الكثير منهم في السجون فخرجت من ملالي القاعدة وطالبان فتاوى اتهمت فيها الحكومات العربية بالردة وحكمت على الكثير من حكام العرب الديكتاتوريين بالكفر.. اشتعلت بعدها ساحات المواجهة بين الطرفين وأعلنت أمريكا بشكل علني وصريح أنها تدعم الحكومات العربية في مكافحتها ضد المتشددين الإسلاميين ولم يكن يطلق عليهم بعد آنذاك بالإرهابيين!!
زج الكثير من الأفغان العرب في السجون في الأردن وليبيا ومصر وسوريا والمغرب واليمن والجزائر وغيرها من البلدان وفر من فر إلى ملاذات آمنة كالسودان ولبنان والعواصم الغربية كلندن وباريس وألمانيا وأسبانيا وهولندا والنروج والدنمارك وقد استطاع هؤلاء من اكتساب جنسيات هذه البلدان "الكافرة" كحمزة المصري والإيراني البلوشي، والمصريان هاني السباعي وسريَة، والفلسطيني تيسير علوني في أسبانيا والكردي العراقي الملا كريكار في النروج، وآخرين.. وقاموا بتشكيل خلايا نائمة بانتظار تحقيق شروط أفضل لاستئناف مرحلة جديدة من العمل "الجهادي" الذي تدربوا من أجله في أفغانستان.
لقد اكتشف الأفغان العرب أنه لكي يقيموا دولتهم الطالبانية في البلدان العربية ينبغي عليهم أن يعملوا بعنف أكبر ضد حكوماتهم.. وأنهم توصلوا إلى نتيجة أن الشعب الأفغاني المغلوب على أمره لم يكن سوى صيدا سهلا وفريسة طيعة وقعت بايديهم، لذلك تسنى لطالبان وحلفائهم من العرب من السيطرة على أجزاء كبيرة منها.. هذه الحقيقة دفعت الأفغان العرب لاستخدام العنف بشكل أكبر ضد حكوماتهم فبدؤوا في الجزائر ومصر والسعودية والأردن ولكنهم اصطدموا بجدار الديكتاتوريات العسكرية.. ووقعت الشعوب بين سندان العمليات الإرهابية التي تشنها طالبان العرب وبين مطرقة الأنظمة القمعية العربية المدعومة أمريكياً.. أصبح شباب العرب وقودا لمعارك همجية بين السلطة والمقاتلين.. والنساء والأطفال ضحايا لعمليات تفجير لا معنى لها سوى المحاولة لإثبات الوجود والسعي لكسر شوكة الأنظمة العربية.. لم تفلح هذه المواجهات من تحقيق شيء بل انقلبت آثارها على الطالبانيين العرب حيث تشتت جمعهم في أقاصي الأرض.. منهم من تفرّق في الجبال والوديان كما حصل في الجزائر يتصيد الأبرياء في الطرقات المهجورة... ومنهم من أقدم على عمليات انتحارية ليقتل الأبرياء بالجملة... ومنهم من رجح التغرّب في بلاد "الكفر" الغربية.
هذا التشتت الحاصل في جبهة الأفغان العرب أدى إلى أن تعلن قيادة هؤلاء وعلى رأسهم أسامة بن لادن الحرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الراعية الأساسية لأنظمة الحكم العربية التي قمعت مناصريه من الأفغان العرب.. بدأت الحرب واستهدفت مصالح أمريكية في السعودية وتحديدا في الخُبر وعدة دول أفريقية.. ثم ما لبث أن توّجت هذه العمليات بضرب أهداف أمريكية في عقر دار الأمريكان حيث استهدفت واشنطن ونيويورك مما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة واهتزت مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها تملك منظومة دفاعية دقيقة للغاية لا يستطيع أحدا اختراقها.
اعتبر تنظيم القاعدة بزعامة الملا بن لادن "غزوتي" واشنطن ونيويورك فتحا إلهيا مبينا، وتسديدا سماويا كبيرا لها فراحت تفتح جبهات أخرى في الدول العربية.. تحرك الجيش الأمريكي بعد سقوط شعرة معاوية بينهم وبين بن لادن.. فتمت خلال عملية عسكرية بسيطة بإنهاء إمارة الملا عمر الطالبانية ودويلة الملا بن لادن القاعدية في الأراضي الأفغانية بلمح البصر أو هو أقرب وفي غضون ساعات.. ولم يدافع أنصار الملا عمر من طالبان، ولا أنصار بن لادن ساعة واحدة في كابول والتي سموا معركتها بوقعة الخندق!! بل فروا فرار الحُمُر المُستنفرة كأنها فرّت من قسورة.. قُلعت طالبان من الجذور في أفغانستان فيما انتشر أتباع بن لادن في أصقاع الأرض وأطرافها مشتتين مذعورين هائمين على وجوههم.. فأصبحوا كالجذاميين تلاحقهم لعنة الله ولعنة ضحاياهم الذين سُفكت دمائهم في أرجاء الأرض بغير حق.. سقط من سقط من الأفغان العرب بأيدي السلطات في باكستان وإيران وسوريا وبعض دول الخليج حيث تم تسليمه إلى الأمريكان أو إلى حكومات بلدانهم لكي يقبعوا في سجونها ومعتقلاتها.. ولكن حدث ما لم يكن بالحُسبان.....
..نظام عربي واحد لا غير كان بأمس الحاجة لهؤلاء المقاتلين البؤساء الذين يقاتلون بالمجان من أجل القتل.. ويكابدون من أجل الموت لكي يظفروا بحور عين حسب معتقداتهم البائسة ليمارسوا الجنس بالطرق السادية، فهم لا يفقهون من حديث الآخرة ونعمائها غير مفهوم الجنس..!! هؤلاء الذين قصرت عقولهم وسرابيلهم وسراويلهم يفتشون دوما عن "جمـل" جاهز يقاتلون تحت لوائه فيقتلون ويُقتلون ظنا منهم أنهم يأخذون بثأر قميص عثمان.. فما كان من هؤلاء بعد أن رأوا ما رأوا من تنكيل إلا أن يؤموا وجوههم شطر بغداد عاصمة خليفة العصر المنصور بالله!! نظام عبد الله المؤمن صدام حسين.. نظام حزب البعث العربي في "جمهورية العراق العظيم" فهو القادر على أن يوفر لهم الملاذ الآمن على الرغم من أنه نظام علماني كافر لا يقر بأي دور للدين في الحياة ويحكم على الحجر والبشر بالحديد والنار والقمع والقتل والتشريد.. فكان لسان حال الأفغان العرب يقول لا ضير إنه سني.. وفوق ذلك إنه ضد أمريكا..!!
وقبل اندلاع النزاع بين صدام والأمريكان، وضع النظام المخلوع الخطط الطارئة لمواجهة أساطيل الأمريكان وهم على مرمى حجر من العراق فأعطيت الأوامر لاستقبال الأفغان العرب بكل أطيافهم المتطرفة والمعتدلة .. اليقظة منها والنائمة.. العربية منها والأجنبية.. استقبلت بغداد العشرات من قادة هؤلاء الأفغان العرب ثم ما لبثت أن أخذت تستقبل المئات من المقاتلين من مختلف التوجهات العقدية والسياسية ثم بات الآلاف من هؤلاء المهووسين للقتال تحت لواء "جـمل صدام" يتقاطرون على العراق من الأراضي الأردنية والإيرانية والسورية والتركية والسعودية والكويتية وحتى من البحر إن شئت!! جاؤا رجالا وعلى كل وانيت من كل فج عميق.. من أقاصي السودان.. إلى عمق المناطق القبلية في باكستان وأفغانستان.. هدفهم شيي واحد مقاتلة الأمريكان تحت راية "جـمل صدام"!!
ومن علائم نفاق هؤلاء القوم إنهم لم يعلنوا قط أثناء الحرب الأمريكية على نظام صدام، عندما كان النظام ما زال قائما، أي قبل التاسع من نيسان عن نيتهم إقامة دولة الخلافة الطالبانية في جزء من العراق، بل تريثوا حتى يسقط نظام حزب البعث الحاكم... وبمجرد الإعلان عن انهيار نظام البعث في العراق تصاعدت الإعلانات عن ظهور حركات إسلامية أصولية في العراق ومن بينها برز تنظيم أبو مصعب الزرقاوي السلفي المرتبط بالأفغان العرب وتنظيم القاعدة بزعامة الملا بن لادن..
عندما أدرك البعثيون أن أمجادهم وأحلامهم زالت بسقوط الصنم وأصبحوا أيتام وفلول تحالفوا مع الأفغان العرب الذين رأوا فيهم بأسا شديدا في القتال فشكلوا جبهة موحدة لمقاتلة الأمريكان المحتلين، فهم بذلك يضربون عصفورين بحجر.. يتخلصون من الأمريكان بأقل الخسائر الممكنة من جانبهم إذا اشتدت المعارك وانتصروا فيها!!... وقد يدخلون في منظومة الحكم الجديد باعتبارهم عراقيين وأبناء الوطن، أما الأفغان العرب فينبغي عليهم حينها الرحيل وسيقال لهم شكرا لمساعدتكم لنا على تحرير العراق أو مساعدتكم لنا للعودة إلى الحكم!!
ولم تهب الرياح بما تشتهيه سفينة أحلام البعثيين!! فقد وجد الأفغان العرب في العراق ممن يوافقهم العقيدة من السلفيين العراقيين... وبقليل من ضخ الأموال في جيوب هؤلاء استقر المقام بالأفغان العرب في مدن عراقية مغلقة وحاضنات دافئة ومراضع ناعمة!! هيأتها لهم دولارات العرب الخليجيين فصار الكلام يدور في مدن المثلث السني بالدولار والريال السعودي والدرهم الإماراتي.. لم تمض أسابيع حتى بدأ الأفغان العرب بقيادة الأردني الزرقاوي بإعلان مدينة الفلوجة، إمارة إسلامية على غرار إمارة طالبان الأفغانية وأخذت تشكل مؤسساتها ومحاكمها وشرطتها وأمنها وسجونها وقضاة شرعها ومدارسها وهيئات الأمر بالمعروف فضلا عن ملاحقة سكان المدينة والتنكيل بهم..
استمرت الأموال بالتدفق على الفلوجة.. إمارة طالبان الثانية.. وهذه المرة كانت بمثابة إمارة عراقية عربية غير بشتونية وهي نسخة مكررة من التخلف الطالباني البشتوني!! أراد الأفغان العرب من التوسع إلى خارج حدود إمارتهم التي خطفوها من أهلها بمساعدة البعثيين والسلفيين العراقيين فشنوا حربا شعواء ضد العراق كله من الجنوب إلى الشمال استهدفت الشعب والحكومة والمؤسسات أكلت الأخضر واليابس لم تبقي ولم تذر وكان هدفها إشعال النار في كامل العراق ليتسنى لهم السيطرة على العراق ومن ثم إعلان دولة الخلافة الإسلامية على كافة أرجائها ثم تتم مبايعة بن لادن ليحضر بعدها إلى العراق ومن ثم يتم التخطيط لإسقاط الحكومات العربية الأخرى انطلاقا من العراق تحت شعار إقامة دولة الخلافة الإسلامية الكبرى !!!
تحولت الفلوجة إمارة طالبان الثانية إلى قلعة لا يمكن لأحد غير الأفغان العرب من التحكم بها وقول الفصل فيها لهم وحدهم دون سكان المدينة من العراقيين الوطنيين.. استمر هذا الوضع الخطير والعراق يحترق من أدناه إلى أقصاه حتى حان الأجل... وإذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون... ودنت ساعة الصفر.. وهذه الساعة كانت أدهى وأمر على جرذان الأفغان العرب.. إنها ساعة إرجاع الحق إلى نصابه.. ساعة سقوط طالبان 2 .. ساعة زوال الباطل والباطلين.. ساعة انهيار الظالم ولو كان بفعل ظالم آخر.. ساعة انتصار الحق ولو تقاطعت مصالح الشرفاء مع المحتلين.. ساعة الخلاص من زبانية البعث والسلفيين.. ساعة قصمت فيها ظهور ذابحي الخلق أجمعين..
انهارت إمارة طالبان 2 وهذه المرة في الفلوجة.. وخرّ سقفها على أجساد الطالبانيين النتنة.. وذهبت ديكتاتوريتهم إلى غير رجعة.. وسقط معها البعث النذل وحلفائهم من السلفيين الذين جابوا أعناق الناس في الواد.. فصب ربك عليهم سوط عذاب.. إن ربك لبالمرصاد ..رب لا تذر على أرض العراق منهم ديَارا..إنك إن تذرهم يقتلوا عبادك ولا يلدوا إلا قاتلا سفاحا..
Fatha12000@yahoo.com