المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكاتب محمد الوشيحي يدعو الى تداول السلطة علشان الحكم لا يبقى ديكتاتوريا ويتحول لحكم عادل



خديجة
08-15-2011, 05:54 PM
محمد الوشيحي يكتب: مصرندا.. بعد مبارك الخليجي

2011-08-10


محمد الوشيحي - الدستور

خلونا نتفق أولاً على مسلّمات، يؤمن كثير من البشر بها أشرس الإيمان، ويحلفون بصحتها أغلظ الأيمان، وأنا من هؤلاء البشر المؤمنين الحالفين.

المسلّمات تقول إن في الأرض نوعان من الحكم، حكم ديكتاتوري وآخر عادل، مفيش نص ونص، وتعريف الحكم الديكتاتوري كما أراه هو "الحكم الذي لا يشعر فيه المواطن بكرامة ولا أمن ولا حرية، ولا يتم فيه تداول السلطة" لذلك تموت الشعوب المحكومة ديكتاتورياً وتتخلف بعد أن فقدت قدرتها على الإبداع، فالإبداع شريك متضامن مع الحرية والأمن.. أما الحكم العادل فيقوم على قاعدة تجارية معروفة "بين الحاكم والمحكوم يفتح الله"، فإذا شعر المحكوم بعدم رغبته في بضاعة الحاكم رمى بها واشترى بضاعة حاكم آخر، وكل واحد وذوقه ونصيبه..

لكن الأنظمة الديكتاتورية مستويات، والأنظمة العادلة كذلك، فالبريطانيون يعيشون تحت حُكم نظام عادل، والأمريكيون أيضاً، لكنهما حكمان لا يرقيان إلى مستوى حكم النرويج ولا هولندا ولا فنلندا ولا آيسلندا ولا نيوزيلندا

(أموت وأعرف سر تفوق بلدان "أندا"! وقد اقترحتُ على حكومتنا أن تضيف "اندا" إلى اسم بلدنا لتصبح "كويتندا" لعل الأمور تفرج، لكن حكومتنا تصر على أن تبقى الكويت عربية والعياذ بالله).

وبالنسبة لمصر، فقد سحبها مبارك من ياقة قميصها وأمرها بتنظيف شقة إسرائيل، وزرع في حوشها حدائق الذل والمهانة، ونثر على عتبة بابها عدداً من الأحزاب الوردية الكتاكيتية، قال يعني معارضة، وأصبح الفساد في عهده اكس لارج، وولّى على شرطتها من لا يخاف في البطش لومة لائم، معتقداً أن "العادلي أساس المُلْك"، كما قال الشاب المجنون محمد العجمي.

ورغم ذا، أستطيع أن أقول بملء قناعتي إن: "ديكتاتورية مبارك وعلي عبدالله صالح مقاس ولادي أمام ديكتاتورية بشار ومعمر"، ففي مصر تستطيع أن تنتقد الحكم، على خفيف، وتعود إلى بيتك دون أن يعترض طريقك العادلي وشبّيحته، بشرط أن تكون شخصية مشهورة يخشى النظام من افتضاح أمره إذا ما لمس كتفك، واسألوا أهل المعارضة إن كنتم لا تعلمون، لكنه سيراقب هواتفك ويفتري عليك ليشوّه وجه سمعتك بماء النار، وستجد في مصر "حركة 6 إبريل" و"حركة كفاية" و"الجمعية الوطنية للتغيير"، وعدد من المستقلين المزعجين، وصحف معدودة مؤذية، وبعض القلق.. أما في ليبيا، فيا ويل من يظهر اسمه أو تبرز صورته من الليبيين بخلاف معمر وأولاده، فلا أحد يعرف أي مواطن من ليبيا، فناناً كان أو لاعباً أو طبيباً أو أو أو، ممنوع منعاً قاطعاً للرقبة، حتى معمر نفسه لا يعرف شعبه، لذلك تساءل وهو صادق: "من أنتم؟"..

وفي سوريا، لم يُخلق، قبل الثورة، من كان يستطيع أن يكح كحة واحدة في وجود أحد أقارب بشار، دع عنك بشار نفسه. ويستطيع ماهر مخلوف، ابن خالة الرئيس وواجهته التجارية، أن يصفعك على قفاك لمجرد التسلية والتزجية، فلا ترد إلا بقصيدة مديح بعد أن تشرف قفاك بصفعته الكريمة، فإذا لم تعجبه قصيدتك أذابك أنت وأمك وأبناءك في حامض الكبريتيك، من باب لمّ الشمل. وما إن تلامس قدماك سوريا في زيارة، حتى تبدأ أموالك بالسير في اتجاه اجباري واحد، من جيبك إلى جيب ماهر، فالفنادق له، وشركات الموبايل له وحده لا شريك له، وشركات التاكسي له وحده، والمطاعم الكبرى له، والمنتجعات الراقية له، ولبشار الأسد من الطرف الخفي، وعلى الدولة بوسائل إعلامها أن تروج وتسوق للسياحة في "سوريا ماهر".

ويتباكى بعض الخليجيين على مبارك، خصوصاً بعدما يقارنون نظامه بأنظمة معمر وبشار، وعندما تذكرهم بأن المقارنة يجب أن تكون بالدول المحترمة، وتذكرهم بما فعله بلطجيته من الوزراء والمسؤولين بالشعب، وتذكرهم بنفسية المصري في عهده، وكيف أراده النظام أن ينظر إلى جمال مبارك على أنه ولي العهد الذي يجب تقبيل يده وحمل حقيبته والرقص على طاولته، وتذكرهم بدماء الثوار، وصرخات المظلومين وأمهات الشهداء، ووو، يجيبونك: "عمر بن الخطاب مات"، فتشير بإصبعك السبابة، أكرر "السبابة"، إلى النرويج وشقيقاتها، فيسخرون ويتندرون: "النرويج مرة واحدة؟ هدئ أعصابك يا غاندي"، فتغضب: "ما بكم أيها العبيد الذين أدمنوا العبودية للأسياد والأعمام؟ وما الذي ينقص مصر لتعكم أنف النرويج وغير النرويج؟".

غالبية العربان، مع الأسف الآسف والحزن الناسف، تشكلت عقلياتهم على قالب العبودية، فإذا حكمهم من يسومهم سوء العذاب، تمتموا: "الله يسامحه"، فإذا تلاه من يذيقهم العذاب ألواناً لكن بدرجة أخف من سلفه، ابتهجوا واحتفلوا بعطفه واحتفوا بلطفه.. إنها ثقافة العبيد يا صاحبي.

والأنكى من هذا هو ما يقوله بعض الكويتيين صغار العقول، الذين يقيسون الدنيا بما ومن فيها على مقياس الغزو العراقي للكويت، إذ يتكرع أحدهم في قناته الفضائية أو على صفحات صحيفته: "يجب ألا ننسى أن مبارك ساهم في تحرير الكويت"! هكذا هي، مبارك هو الذي قاد المدرعة والدبابة واستشهد على أرض الكويت وانتصر، أما أبناء البسطاء فقطرات دمائهم لا تساوي نكلة.

على أن أحداَ من المتباكين على الرئيس المخلوع لم يتبرع بدمعة واحدة للمظلومين في عهده، ممن أريقت دماؤهم وكراماتهم على أرصفة حبيب العادلي ومن سبقوه.

فاللهم احمِ مصر من ثقافة العربان وعقلية الخليجيين، واجعلها بقدرتك يا قادر "مصرندا".. آمين.

Twitter: @alwashi7i

alwashi7i@yahoo.com



http://www.dostor.org/opinion/11/august/10/50730

الفتى الذهبي
08-15-2011, 11:04 PM
عندهم مطامع بالحكم من زمان

وهذا الشخص يكتب بالنيابه عن معازيبه في التكتل الشعبي

وللأسف الحكومه تجاملهم وايد