لمياء
08-12-2011, 04:11 PM
الكاتب .. صادق العماري
الخميس, 11 أغسطس 2011
مصدر استغرابنا واشمئزازنا أن السلطات في البحرين وبدون مقدمات جعلت من هذا الفيلم منطلقاً للإساءة لقطر وقيادتها وشعبها، بل سعت وعلى أعلى مستوى الى تأليب الرأي الخليجي والعربي ضد قطر باعتبارها دولة تبحث عن المشاكل وتثير التوترات في دول أخرى وتسعى إلى قلب أنظمة الحكم فيها!.
إنها حقاً أم المفارقات، أن يشيد العالم ممثلاً في أعلى هرم يناط به حفظ الأمن والسلم الدوليين وأعني بذلك مجلس الأمن والأمم المتحدة والدول العظمى وتلك المحبة للسلام بجهود قطر في تحقيق الاستقرار والوئام بين الكثير من دول العالم وفي داخل الدول نفسها، وأن تسمع من دولة شقيقة جارة كلاماً يجافي ذلك كله، كلاماً عنوانه فقط (الحقد والكره) لدولة جارة وشقيقة ولقيادتها وشعبها الذي تربطه بها وشائج القربى والدم والمظلة الخليجية الواحدة.
لقد كررنا من قبل ومن عدة كتاب .. وأقولها الآن : لا دخل لقطر فيما تبثه شبكة الجزيرة بقنواتها المختلفة، نعم إنها تبث من قطر، لكن لا توجهها السياسة القطرية ولا تعكس الجزيرة موقف قطر الرسمي في كل القضايا التي تثيرها وتتطرق إليها في برامجها الحوارية أو الوثائقية والتحليلية. لقد قلنا ذلك مراراً وتكراراً لكن ما ذنب قطر إذا لم يفهم البعض ومنهم الإخوة في البحرين هذا المعنى.
إن أقل ما توصف به الترهات والمزاعم التي يروجها الإعلام البحريني الرسمي ضد قطر بأنها نوع من الكيد السياسي، إنها صوت تحريض ضد قطر ورموزها وقيادتها، وهي أمور مقصودة وسياسة ممنهجة وموجهة من قبل المسؤولين في البحرين ضد قطر، وتمثل في الوقت نفسه تجنياً فاضحاً ومكشوفاً على دولة طالما تمنت كل الخير لدولة البحرين ووقفت مع شقيقاتها دول مجلس التعاون في وجه أي تآمر ومحاولات تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار فيها.
نقولها بصراحة :إنه يتعين على الإخوة في البحرين الانشغال بهمومهم ومشاكلهم الداخلية والعمل على حلحلتها بدلاً من محاولة تصديرها وإلهاء شعبهم عنها بتوجيه الاتهامات جزافاً لدولة قطر، في البحرين مشاكل مستعصية ومتجذرة يشتكي منها الأشقاء هناك مر الشكوى، انعدام تام للعدالة الاجتماعية، تضييق في الحريات، صعوبات مالية وضائقة معيشية، خلافات واختلافات بين مكونات المجتمع البحريني الواحد نرى تحت رمادها نذر حرب طائفية، كلها مشاكل وأزمات في بلد صغير، على قيادته البحث عن حلول لها وعدم الاكتراث لصغائر الأمور وسفسافها وتجييش كل البلد ضد قطر بزعم فيلم بثته الجزيرة الإنجليزية حول ما سمي بأحداث دوار اللؤلؤة.
الجزيرة ممنوعة من دخول البحرين، ولأنها صوت الشعوب المقهورة أينما كانت، استطاعت الدخول الى البحرين وتصوير الفيلم، ورغم رأينا فيه، نرى أن البحرين الرسمية اخطأت كثيراً عندما أحجمت عن توضيح الحقائق عبر قناة الجزيرة المشهورة بانتشارها الواسع عالمياً، وتضاعف خطأ البحرين الرسمية بتوجيه إعلامها الرسمي بالإساءة لقطر وقيادتها من دون مسوغ واضح.
إن أغرب ما في الأمر أن يصف وزير خارجية مملكة البحرين على موقعه على التويتر كما نشرته وسائل الإعلام العالمية دولة قطر «بالعدوة» لماذا لأن الجزيرة الإنجليزية بثت فيلماً عن أحداث دوار اللؤلوة، غاب عنه الرسميون البحرينيون، لأنهم يقاطعون الجزيرة.. وهذا في رأينا يرجع لسوء تقدير المسؤولين هناك وعدم فهمهم لدور الإعلام الحر في إيصال رسالته بمسؤولية ومهنية عبر شتى الوسائل والأساليب.
لقد سئمنا سياسة المقاطعة والمخاصمة، وسياسة التصنيف، هذا أبيض وذلك أسود، وهذا معي لأنه لم يتحدث عن مثالبي وهذا ضدي لأنه كشف عوراتي وعرى مواقفي.
على الإعلام البحريني أن يخرج من جلباب حكومته ويعرف أن الدنيا قد تغيرت وأن الشعوب تريد أن تعرف ،وأن المشاكل إذا أريد حلها يجب كشفها وإلا زادت وأصبحت جبلاً من الأزمات يصعب التعامل معها لاحقاً.. عليه أن يحجم عن ترديد هذه الأسطوانة المشروخة ضد قطر.
وحقيقة لابد من ذكرها وهي أن قطر لم تتخذ موقفاً عدائياً ضد مملكة البحرين الشقيقة لقد وافقت قطر مع شقيقاتها دول مجلس التعاون على إرسال قوة خليجية إلى البحرين لحفظ الأمن والاستقرار فيها، سعت مع الإخوة في البحرين إلى إنشاء جسر قطر البحرين أو ما يحلو للبعض تسميته بجسر "المحبة" لتحقيق المزيد من التواصل الأخوى والاجتماعي والاقتصادي بين شعب البلدين الواحد، كما سعت وعملت قطر على افتتاح مكتب لتشغيل البحرينيين في قطر ولم تبخل على الأشقاء هناك بما وهبها إياه الله من خيرات ونصائح وخلافه، وفوق كل ذلك تسامت قطر ولم ترد عندما كانت تحاك في البحرين قبل سنوات مضت مؤامرة لقلب نظام الحكم في البلاد، فلم تتهم هذا أو ذاك ولم تجيش إعلامها وشعبها للانتقام من البحرين وقيادتها وشعبها، ولم تصفهم بأقبح النعوت كما هو حال الإخوة البحرينيين الآن مع قطر ورموز وقيادة قطر!
وعندما ألبّ المسؤولون البحرينيون إعلامهم الرسمي وثلة من الغوغاء عندهم للخروج في مظاهرات تهتف ضد قطر وتحرق العلم القطري رمز سيادة البلد، لأن قطر رفضت جهاراً نهاراً مرشحاً أسمته البحرين لشغل منصب الأمين العام لمجلس التعاون، لم ترد قطر بحكمة قيادتها وبعد نظرها وبصيرتها، على هذه الترهات ولم تعط الموضوع أكبر من حجمه، بل شرحت موقفها الذي أزاح الحرج عن المرشح البحريني نفسه إذ كان سيجد صعوبة كبيرة في التعامل بوصفه الأمين العام لمجلس التعاون، مع دولة عضو أساء إليها وشتم أهلها وقيادتها. على الإخوة المسؤولين في البحرين الارتقاء لمستوى المواقف القطرية هذه وعدم تسخير الإعلام الرسمي والكتاب المشبوهين للإساءة إلى قطر وحتى الغوص في التاريخ، فمن حق الكل الادعاء بملكية هذه المنطقة أو تلك القلعة.. على الإخوة في البحرين ألا يتخذوا مواقف ويتفوهوا بأقوال يندمون عليها مستقبلا، فعادة ما يدرك الإنسان المتهور أنه أخطأ بعد ارتكابه الخطأ، فقد كثرت أخطاؤهم بحق قطر وعليهم الكف عن هذا الهراء، على الإخوة في البحرين أن يعلموا أن ما يحدث في بلدهم يؤثر في قطر، وأن ما يجري في أي دولة من دول مجلس التعاون تتأثر به قطر، فالمنظومة الخليجية واحدة والهم مشترك، وكفانا كما قلت أكاذيب وأباطيل وتشفيات من غير داع ولا سبب، فالشعوب أصبحت واعية وتعلم الغث من الثمين.
نعلنها بصراحة: إن الإساءة الى قطر وقيادة قطر وشعب ورموز قطر خط أحمر من أي جهة كانت، فالصمت والصبر لهما حدود، فعلى المسؤولين في البحرين أن يفهموا كل ذلك، لكن عليهم أولاً مصالحة شعبهم وحفظ نسيجه الاجتماعي والالتفاف إلى مشاكله بدلاً من محاولة تصديرها إلى الخارج والتعامل مع مثل هذه الأمور بعقلانية وبتروٍ وحكمة.
ظللنا نتابع طيلة الأيام الماضية الهجوم الإعلامي البحريني غير المبرر والمثير للاشمئزاز ضد دولة قطر بحجة بث قناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية فيلماً عما جرى في البحرين خلال الشهور الماضية من فوضى وأحداث عنف لم نكن نتمناها للشعب الشقيق هناك.
الخميس, 11 أغسطس 2011
مصدر استغرابنا واشمئزازنا أن السلطات في البحرين وبدون مقدمات جعلت من هذا الفيلم منطلقاً للإساءة لقطر وقيادتها وشعبها، بل سعت وعلى أعلى مستوى الى تأليب الرأي الخليجي والعربي ضد قطر باعتبارها دولة تبحث عن المشاكل وتثير التوترات في دول أخرى وتسعى إلى قلب أنظمة الحكم فيها!.
إنها حقاً أم المفارقات، أن يشيد العالم ممثلاً في أعلى هرم يناط به حفظ الأمن والسلم الدوليين وأعني بذلك مجلس الأمن والأمم المتحدة والدول العظمى وتلك المحبة للسلام بجهود قطر في تحقيق الاستقرار والوئام بين الكثير من دول العالم وفي داخل الدول نفسها، وأن تسمع من دولة شقيقة جارة كلاماً يجافي ذلك كله، كلاماً عنوانه فقط (الحقد والكره) لدولة جارة وشقيقة ولقيادتها وشعبها الذي تربطه بها وشائج القربى والدم والمظلة الخليجية الواحدة.
لقد كررنا من قبل ومن عدة كتاب .. وأقولها الآن : لا دخل لقطر فيما تبثه شبكة الجزيرة بقنواتها المختلفة، نعم إنها تبث من قطر، لكن لا توجهها السياسة القطرية ولا تعكس الجزيرة موقف قطر الرسمي في كل القضايا التي تثيرها وتتطرق إليها في برامجها الحوارية أو الوثائقية والتحليلية. لقد قلنا ذلك مراراً وتكراراً لكن ما ذنب قطر إذا لم يفهم البعض ومنهم الإخوة في البحرين هذا المعنى.
إن أقل ما توصف به الترهات والمزاعم التي يروجها الإعلام البحريني الرسمي ضد قطر بأنها نوع من الكيد السياسي، إنها صوت تحريض ضد قطر ورموزها وقيادتها، وهي أمور مقصودة وسياسة ممنهجة وموجهة من قبل المسؤولين في البحرين ضد قطر، وتمثل في الوقت نفسه تجنياً فاضحاً ومكشوفاً على دولة طالما تمنت كل الخير لدولة البحرين ووقفت مع شقيقاتها دول مجلس التعاون في وجه أي تآمر ومحاولات تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار فيها.
نقولها بصراحة :إنه يتعين على الإخوة في البحرين الانشغال بهمومهم ومشاكلهم الداخلية والعمل على حلحلتها بدلاً من محاولة تصديرها وإلهاء شعبهم عنها بتوجيه الاتهامات جزافاً لدولة قطر، في البحرين مشاكل مستعصية ومتجذرة يشتكي منها الأشقاء هناك مر الشكوى، انعدام تام للعدالة الاجتماعية، تضييق في الحريات، صعوبات مالية وضائقة معيشية، خلافات واختلافات بين مكونات المجتمع البحريني الواحد نرى تحت رمادها نذر حرب طائفية، كلها مشاكل وأزمات في بلد صغير، على قيادته البحث عن حلول لها وعدم الاكتراث لصغائر الأمور وسفسافها وتجييش كل البلد ضد قطر بزعم فيلم بثته الجزيرة الإنجليزية حول ما سمي بأحداث دوار اللؤلؤة.
الجزيرة ممنوعة من دخول البحرين، ولأنها صوت الشعوب المقهورة أينما كانت، استطاعت الدخول الى البحرين وتصوير الفيلم، ورغم رأينا فيه، نرى أن البحرين الرسمية اخطأت كثيراً عندما أحجمت عن توضيح الحقائق عبر قناة الجزيرة المشهورة بانتشارها الواسع عالمياً، وتضاعف خطأ البحرين الرسمية بتوجيه إعلامها الرسمي بالإساءة لقطر وقيادتها من دون مسوغ واضح.
إن أغرب ما في الأمر أن يصف وزير خارجية مملكة البحرين على موقعه على التويتر كما نشرته وسائل الإعلام العالمية دولة قطر «بالعدوة» لماذا لأن الجزيرة الإنجليزية بثت فيلماً عن أحداث دوار اللؤلوة، غاب عنه الرسميون البحرينيون، لأنهم يقاطعون الجزيرة.. وهذا في رأينا يرجع لسوء تقدير المسؤولين هناك وعدم فهمهم لدور الإعلام الحر في إيصال رسالته بمسؤولية ومهنية عبر شتى الوسائل والأساليب.
لقد سئمنا سياسة المقاطعة والمخاصمة، وسياسة التصنيف، هذا أبيض وذلك أسود، وهذا معي لأنه لم يتحدث عن مثالبي وهذا ضدي لأنه كشف عوراتي وعرى مواقفي.
على الإعلام البحريني أن يخرج من جلباب حكومته ويعرف أن الدنيا قد تغيرت وأن الشعوب تريد أن تعرف ،وأن المشاكل إذا أريد حلها يجب كشفها وإلا زادت وأصبحت جبلاً من الأزمات يصعب التعامل معها لاحقاً.. عليه أن يحجم عن ترديد هذه الأسطوانة المشروخة ضد قطر.
وحقيقة لابد من ذكرها وهي أن قطر لم تتخذ موقفاً عدائياً ضد مملكة البحرين الشقيقة لقد وافقت قطر مع شقيقاتها دول مجلس التعاون على إرسال قوة خليجية إلى البحرين لحفظ الأمن والاستقرار فيها، سعت مع الإخوة في البحرين إلى إنشاء جسر قطر البحرين أو ما يحلو للبعض تسميته بجسر "المحبة" لتحقيق المزيد من التواصل الأخوى والاجتماعي والاقتصادي بين شعب البلدين الواحد، كما سعت وعملت قطر على افتتاح مكتب لتشغيل البحرينيين في قطر ولم تبخل على الأشقاء هناك بما وهبها إياه الله من خيرات ونصائح وخلافه، وفوق كل ذلك تسامت قطر ولم ترد عندما كانت تحاك في البحرين قبل سنوات مضت مؤامرة لقلب نظام الحكم في البلاد، فلم تتهم هذا أو ذاك ولم تجيش إعلامها وشعبها للانتقام من البحرين وقيادتها وشعبها، ولم تصفهم بأقبح النعوت كما هو حال الإخوة البحرينيين الآن مع قطر ورموز وقيادة قطر!
وعندما ألبّ المسؤولون البحرينيون إعلامهم الرسمي وثلة من الغوغاء عندهم للخروج في مظاهرات تهتف ضد قطر وتحرق العلم القطري رمز سيادة البلد، لأن قطر رفضت جهاراً نهاراً مرشحاً أسمته البحرين لشغل منصب الأمين العام لمجلس التعاون، لم ترد قطر بحكمة قيادتها وبعد نظرها وبصيرتها، على هذه الترهات ولم تعط الموضوع أكبر من حجمه، بل شرحت موقفها الذي أزاح الحرج عن المرشح البحريني نفسه إذ كان سيجد صعوبة كبيرة في التعامل بوصفه الأمين العام لمجلس التعاون، مع دولة عضو أساء إليها وشتم أهلها وقيادتها. على الإخوة المسؤولين في البحرين الارتقاء لمستوى المواقف القطرية هذه وعدم تسخير الإعلام الرسمي والكتاب المشبوهين للإساءة إلى قطر وحتى الغوص في التاريخ، فمن حق الكل الادعاء بملكية هذه المنطقة أو تلك القلعة.. على الإخوة في البحرين ألا يتخذوا مواقف ويتفوهوا بأقوال يندمون عليها مستقبلا، فعادة ما يدرك الإنسان المتهور أنه أخطأ بعد ارتكابه الخطأ، فقد كثرت أخطاؤهم بحق قطر وعليهم الكف عن هذا الهراء، على الإخوة في البحرين أن يعلموا أن ما يحدث في بلدهم يؤثر في قطر، وأن ما يجري في أي دولة من دول مجلس التعاون تتأثر به قطر، فالمنظومة الخليجية واحدة والهم مشترك، وكفانا كما قلت أكاذيب وأباطيل وتشفيات من غير داع ولا سبب، فالشعوب أصبحت واعية وتعلم الغث من الثمين.
نعلنها بصراحة: إن الإساءة الى قطر وقيادة قطر وشعب ورموز قطر خط أحمر من أي جهة كانت، فالصمت والصبر لهما حدود، فعلى المسؤولين في البحرين أن يفهموا كل ذلك، لكن عليهم أولاً مصالحة شعبهم وحفظ نسيجه الاجتماعي والالتفاف إلى مشاكله بدلاً من محاولة تصديرها إلى الخارج والتعامل مع مثل هذه الأمور بعقلانية وبتروٍ وحكمة.
ظللنا نتابع طيلة الأيام الماضية الهجوم الإعلامي البحريني غير المبرر والمثير للاشمئزاز ضد دولة قطر بحجة بث قناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية فيلماً عما جرى في البحرين خلال الشهور الماضية من فوضى وأحداث عنف لم نكن نتمناها للشعب الشقيق هناك.