المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا فر قائد الحرس الوطني من العمارة؟ .....................From the Los Angeles Time



سيد مرحوم
11-20-2004, 12:26 PM
لماذا فر قائد الحرس الوطني عبد الحسين محمود بدر من العمارة؟

شبكة العراق الثقافية : المحجوب
From the Los Angeles Time

وصل عبد الحسين محمود بدر الى مدينة العمارة ، عاصمة ميسان ذات ال 400 ألف نسمة، ليقود الفرقة ال 73 من الحرس الوطني الاسبوع الماضي. ثم زاره 3 رجال وقالوا: "ارجع الى بغداد، وإلا قتلناك."
لم الرجل حقائبه وعاد لبغداد لا يلوي على شيء.
يقول حسن نجم، عالم الأحياء: "أرسلنا له رسالة يتفق عليها جميع سكان العمارة. نخاف ان يتحول جنود الحرس الوطني الى جيش صدامي جديد.. هم يطيعون الأوامر من بغداد.. ونحن نريد ان تأتى قيادات مدينتنا من أهلنا."
واذا كان رفض الناس للدولة مفهوماً في المناطق السنية، فالعمارة مدينة شيعية.. عدم ثقتها بحكومة يقودها شيعي، السيد د. اياد علاوي، يدل على قلق الناس مما سيحدث للبلاد. هناك من يتوقع ان تنتج عن الانتخابات مناطق قياداتها عشائرية، لا يربطها اي شيء بالدولة المركزية.
وقد كانت محاقظة ميسان عصية على الدولة الصدامية.. التي سفكت الكثير من الدم هنا، ولكن المقاومة لها استمرت حتى انهيار النظام..ثم مضت أيام فرح تعد على الأصابع وصل بعدها المستعمر البريطاني الجديد.
يقول الميجر هاري لويد قائد الفرقة الأولى first Battalion Welsh Guards المسئولة عن المنطقة: في البصرة، ادعينا اننا خلصنا الناس من البعث. اما هنا في العمارة، فالناس تقول: "ماذا تريدون؟ لا نحتاج لوجودكم البتة."
الصراع على السلطة يحتدم بين القيادات العشائرية بعضها البعض، وبين العشائر والدولة الجديدة. والكثير من القوى الموجودة على الأرض لا تمانع من ضرب القوة البريطانية لو وقفت في طريقها... والقوات البريطانية لا تعرف مع من تتحدث إذا أرادت التفاوض مع أهل المدينة..
عدد القوة البريطانية هنا 550 جندياً فقط، في منطقة بحجم شمال ايرلندا. ومحافظة ميسان تحوي في الجنوب بقايا الاهوار التي حاول نظام صدام تجفيفها.. وفي الشمال الشرقي الجبال الإيرانية.. ويقطعها طريق 6 السريع سيئ الصيت، الذي يسير بجوار دجلة ويربط ميسان بالبصرة. وهو طريق يملكه قطاع الطرق ولا يسير عبره الا الجريء المسلح. القبائل الفقيرة هنا تعتاش على صناعة : سرقة السيارات، ثم إعادة بيعها لاصحابها. وبالطبع يتم تهريب الأسلحة والمخدرات من إيران.. فتظهر الشائعات عن الدور الإيراني في ما يحدث في البلاد من دوامات دماء.
في نقطة الحدود، يجلس الحارس الوطني على كرسي تحت ظل نخلة. ولو استيقظ من سباته العميق، فقد يحيي من بعيد أصحاب السيارات العابرة من العراق لإيران، ومن إيران الى العراق. يسأله جندي بريطاني: "كم سيارة أوقفت اليوم لتفتيشها." فيجيبه متثائباً: "لم أشاهد اي سيارة مشبوهة.." يحاول البريطاني تعليمه كيف يوقف العربات ويفتشها.
تحاول بريطانيا العثور على طريقة لتشغيل الاف الشباب المسلح العاطل عن العمل هنا في مشاريع أعمار، ولكن بلا جدوى. جاءت فرقة متابعة هذا الشهر لمراقبة إعادة أعمار 39 مدرسة.. ولكن العمل يجري في ثلاث منها فقط. حاولت شركة إدخال الكهرباء لإحدى القرى المجاورة، ولكن تدهور الوضع الأمني أعاق إمكانية العمل.
الجيش البريطاني وظف بعض الشباب الفقراء لتنظيف الشوارع وتطهير المجاري في مشروع تكلفته حوالي نصف مليون دولار. هناك حديث عن إمكانية تصدير بعض الأحجار من مصانع (تعود للعصر الحجري) خارج العمارة. تتصاعد منها سحب الدخان الأسود الذي يزكم الأنوف.. يقول السكان ضاحكين ان دخان المصنع سمه فعال اكثر من اليورانيوم المنضب.
اليوم لا تصدر ميسان شيئاً سوى اللحم والدم وأشلاء شبابها.. فللسيد مقتدى الصدر هنا شعبية واسعة، والكثير من الرجال سافروا من العمارة الى النجف الصيف الماضي.
وقد حارب شباب الصدر الجيش البريطاني بشكل متقطع منذ أبريل الى أغسطس.. وانتهت الأمور بمعركة دموية قتل فيها مائة شاب صدري.
وقد حاولت القوات البريطانية إنشاء موقع لها في الشارع الرئيسي للعمارة، ولكن الناس لم يسمحوا بدخول المؤن والتموين. ومع كل شحنة كان هناك معركة دموية. فقررت الفرقة الانسحاب الى قاعدة خارج المدينة بجوار المطار. حتى الدوريات البريطانية اليوم تزور الضواحي ولا تدخل الى المدينة.
والجيش البريطاني يمدح أهل العمارة لصفة واحدة يلخصها الكولونيل بالرست: "لدينا معلومات جيدة عما يدور هنا. اهل العمارة لا يخفون نواياهم. لو أراد أحدهم قتلك، يبلغك ذلك بصراحة." ولا أحد يقول ذلك حتى الآن.
السبب يوضحه السيد حسين جاسم، من مجلس حكم المدينة: "نحتاج لبريطانيا حتى اليوم. البعث القديم لا يزال موجوداً. ليس لدينا مشاكل مع السنة، ولكن مشاكلنا مع ضباط النظام البائد."


From the Los Angeles Time
Unlikely Challenge in Shiite Province
Resistance in Maysan to rule by outsiders poses problems for British troops and underscores uncertainty over Iraq's future as a viable state.
By Bruce Wallace
Times Staff Writer

November 18, 2004