yasmeen
08-03-2011, 10:27 AM
03/08/2011
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2011/08/03/6eb46d04-bf49-4a01-b8e8-ac21378455b5.jpg
أكد أن متعته قضاء رمضان في {الديرة}
العون: سر رشاقتي راحة البال والرياضة وتنظيم الأكل
تقلقني الاضطرابات السياسية الإقليمية، والتهديدات الموجهة إلى دول الخليج
أجرته سهـام حرب
شخصيات سياسية وفكرية واقتصادية... حققت نجاحا بعد مشوار طويل من العطاء... وعاشت تجارب في الحياة العامة والخاصة تحدثت عنها في حوار مفتوح وشامل تناول مختلف القضايا الوطنية والاجتماعية واتسم بالصدق والشفافية والوضوح بعيدا عن المجاملة لتتماشى مع اجواء رمضان المبارك بصفائها ونقائها.
نلتقي اليوم مع الوزير السابق والنائب السابق جاسم العون الذي أرسل خلال حوارنا معه اشارات نصح وتنبيه وتحذير للمعنيين بجرأته المعهودة وصراحته النابعة من حرصه على الوطن ومستقبله.
• نائب ووزير سابق.. وحاليا انت متابع لما يجري على الساحة المحلية.. كيف تقرأ المشهد السياسي من خلال تجربتيك النيابية والوزارية؟
- الذي يحصل الآن في الكويت مهزلة، نعم مهزلة بكل مقاييس العمل السياسي. مع الأسف انعدمت المبادئ والقيم والاحترام المتبادل بين النائب والوزير، والمشكلة الآن اننا حصرنا العمل السياسي فقط في مجلس الأمة، بينما العمل السياسي دائرة واسعة وحلقة من حلقاتها العمل داخل مجلس الأمة. الذي يحصل الآن ليس صراعا بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وانما انتقل الصراع بين أقطاب الأسرة، وللأسف صراع عالمكشوف.. وعندما كنت في المقابلات الصحفية والتلفزيونية اسأل عن الصراع بين أفراد الأسرة الحاكمة، كنت أغطي واناور ونقول انه صراع طبيعي يحدث في كل أسرة، وهو لا يعدو كونه اختلافا في وجهات النظر، لكن الذي حصل أخيرا اسقط كل دفاعاتنا.
لانه كما سبق وقلت صراع عالمكشوف، وهذا الذي يحزن، لا بل مفجع، واذا استعرضنا التاريخ نجد ان الدولة الأموية والعباسية والعثمانية جميعها سقطت بسبب الصراعات الداخلية، وبالتالي نخشى ان يتطور هذا الصراع ويتفرع بين أفراد الأسرة ويتحول الى اصطفافات. دائما كان المجتمع الكويتي يختلف فيما بينه، وبينه وبين الأسرة، بين مجلس الأمة والحكومة، لكن ان يصل الخلاف بنا الى صراع، وأنا لا أبالغ اذا اطلقت عليه صفة صراع دموي، وانا واثق ان صاحب السمو لن يرضى ولن يقبل بهذا الوضع المشين والمسيء للأسرة.
تمنيات
• وماذا تتوقع؟
- أتوقع ان تجري لملمة الخلاف، القضية لابد ان تحسم ويوضع حد للخلافات التي ظهرت على السطح، وكما قلت صاحب السمو سيحسم الموضوع بحكمته ودرايته وخبرته.
• وإلى متى ستبقى البلاد أسيرة الخلافات بين المجلس والحكومة؟
- ما في شك ان الكويت اليوم أسيرة الخلافات بين السلطتين، ومنذ وجدت الديموقراطية والمواطن اعتاد على التجاذبات والاختلافات بين المجلس والحكومة بهدف الاصلاح والتنمية ومصلحة البلد.
وكان الخلاف بينهما في السابق راقيا هادئا شفافاً ومحترماً.. انا كنت عضو مجلس امة، وكنت اختلف مع كثير من الوزراء، وايضا كنت وزيرا لخمس حكومات متتالية، وكان هناك خلاف بيني وبين كثير من النواب، ولكن كان هناك نوع من الاحترام المتبادل والخلاف الراقي، ولكن الذي يحصل اليوم اسفاف.. كلمات نابية، شتائم ووصلنا الى الضرب.. بالفعل لقد تم تشويه الصورة الديموقراطية وتدمير الحياة السياسية، نحن نحتاج اليوم الى ثورة.. ثورة تقضي على كل المفاهيم السائدة في العمل السياسي ثورة تعيد النظام الديموقراطي الى أصوله الى رونقه.
ثورات العرب
• هل تابعت وتفاعلت مع الثورات العربية؟
- الشعوب مضى عليها زمن طويل وهي تعيش في ظل الكبت والقمع والاضطهاد والفساد والمستوى المعيشيي المتدني.. والرفاهية في صفوف الحكام وعدم تداول السلطة.
وجاء اليوم الذي انفجرت غاضبة، ثائرة تطالب بالحرية والعدالة والديموقراطية والحياة الكريمة، وأنا لا ألوم الشعوب العربية التي ثارت على انظمتها وحكامها، ولكن عندما اطالب بالتغيير يجب ان يكون عندي بديل، لنأخذ مصر على سبيل المثال، التي بالرغم من مساوئ النظام السابق، الا انها تعيش حالة من اللااستقرار، الوضع الاقتصادي في منتهى السوء.
واتمنى من الشعب المصري ان يتخطى هذه الازمة ويعود الى قيادة الامة كما في السابق، اما في تونس فأعتقد انهم قادرون على تخطي الازمة. وفي اليمن علي صالح «انحاش» وليبيا نظامها على وشك السقوط، وسوريا الآن تغلي.. وبتصوري الشعوب فاض بها ولم تعد تتحمل والشارع العربي هو الذي سيشكل نظامه السياسي وسيختار من يمثله ويحكمه.
• وكيف تحصن الكويت نفسها من تأثيرات الدول المحيطة بها ومما يجري حولها؟
- أولاً والحمد لله.. نحن في الكويت نتميز بكثير من الصفات لا تتوافر في الدول الاخرى منها، الاستقرار والتفاف الشعب حول الاسرة، والقبول بحكم آل الصباح والوضع الاجتماعي الممتاز للأسر الكويتية، وبالتالي لا نخشى من الثورات الداخلية التي نراها في الدول العربية.. ولكن ما نخشاه هو الخطر الذي تشكله بعض الدول المجاورة وتحديدا بكل صراحة.. العراق وايران ليس على الكويت فقط، وانما على دول الخليج ككل، لذلك أتمنى على قادة مجلس التعاون ان ينظروا الى مكمن الخطر الحقيقي نظرة شمولية وجادة، ويستعدوا لمواجهة هذا الخطر عسكرياً ودفاعياً للنجاة من هذه الكماشة، وكلنا نتابع تصريحات المسؤولين الايرانيين وتهديداتهم اليومية والمتعددة لدول الخليج.
الكي والمسكنات
• هل تعتقد ان الكويت قادرة على تجاوز الواقع القائم؟
-قلت اكثر من مرة لو كان الامر بيدي لكنت اقيل الحكومة واحل المجلس وادعو الى انتخابات، لاننا وصلنا الى وضع يتطلب علاجه الكي وليس المسكنات.
• هل انت سعيد لانك بعيد عن العمل السياسي؟
- انا سعيد جدّا، لانني بعيد عن الصراع السياسي، خصوصا عندما اقارن هذه الفترة السيئة التي يمر بها العمل السياسي وبين الفترة الذهبية التي عشناها، القائمة على الاحترام والتقدير.. ولكن في الوقت نفسه حزين لما آلت اليه الامور.
نكهة رمضان
• هل تحرص على تمضية رمضان في الكويت؟
- قمة سعادتي ومتعتي ان اقضي رمضان في الكويت، لان نكهة رمضان في الكويت غير موجودة في دول العالم، حيث الدواوين مفتوحة، الزيارات متبادلة، والعائلات مجتمعة، الحكام يزورن اهل الكويت.. والشعب يبارك لحكامه، هناك ترابط اجتماعي غير معقول، وقد اضطررت في بعض الاحيان الى قضاء رمضان في اوروبا وبعض الدول العربية، فلم اجد فيها الخصوصية الرمضانية الحلوة الموجودة في الكويت.
• فيمَ يختلف رمضان في الكويت عن غيره من الدول من خلال تجربتك؟
- الذي اقصده هو ان رمضان في الخارج لا حياة فيه، بينما عندنا في الكويت بعد الافطار تضج الحياة.. حتى الزحمة تصبح جميلة من كثرة التزاور وغيرها.
• صف لنا يومك الرمضاني، وهل لديك عادات تلتزم بها خلال الشهر المبارك؟
-عندي طقوس معينة.. لا اسهر كثيراً.. ابدأ بزيارة الدواوين بعد صلاة التراويح لمدة ساعتين او ثلاث.. وفي الساعة الحادية عشرة يجب ان اكون في البيت.. أتناول بعض الخفايف، واحط راسي وانام ثم اصحو قبل الفجر، واصلي ثم انام الى ما قبل الظهر بساعة، حيث اذهب مع الاولاد الى النادي، ونبقى هناك الى ما قبل الفطور.
• تمضي مدة طويلة جدا في النادي، فماذا تفعل؟
- جاكوزي.. بخار.. تمارين رياضية سباحة وكل ما يخطر في بالك.
• يعني مدلل نفسك؟
- صحيح «مدلع نفسي» انا واولادي واحفادي.
• اذاً استثمر في ناد.. او على الاقل اسس ناديا لك؟
- انا حقا شريك في احد النوادي.
زيارة الدواوين
• كم ديوانية تزور يومياً في رمضان؟
- بما يعادل 20 ديوانية وما فوق.. لان زياراتنا في رمضان هي للتهنئة.. هذا بالنسبة للعشرين يوماً الاولى في رمضان، اما في العشر الاواخر فتختلف حيث الزيارات تتوقف.. واغلق ديوانيتي لتأدية صلاة التراويح وتكون موزعة بين صلاة القيام وهكذا.
• هذا في رمضان.. ماذا عن الايام العادية كيف تمضي وقتك؟ هل تتعاطى البزنس.. خبرنا قليلاً؟
-انا فاشل في البزنس.
• تواضع ام حقيقة؟
- رحم الله امرءا عرف قدر نفسه، لا اخفي عليك انني حاولت ان اعمل بزنس وفشلت ثم انا فيّ طبع.. الفلس لا يستقر في جيبي، عندي مليون.. عندي فلس عايش ملك.
• هذا يعني انك كريم؟
-انا مع اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب.
• وهل يأتيك ما في الغيب؟
- الحمدلله.
• في حياتنا العامة نضطر للبس اقنعة المجاملة والمسايرة؟ متى تلبس القناع ومتى تضطر لخلعه؟
- انا لا اريد ان امدح نفسي.. لم اضطر يوماً الى لبس القناع في جميع المواقع والمواقف التي مررت بها، واسلوبي دائماً وابداً هو الصراحة.. حتى مع صاحب السمو الامير كنت واضحاً وصريحاً ومحبا وصادقاً في جميع مواقفي، ثم ان القناع لا يتناسب مع شخصيتي.. حتى ان بعض اصدقائي واهلي «يزعلون» مني بسبب صراحتي التي قد يعتبرونها تجريحاً.
نواب ونائبات
• من يعجبك من اعضاء مجلس الامة اداء وحضوراً؟
- ولا احد.. في السابق وعلى ايامنا كنت استمتع باداء نائبين عندما يتكلمان هما حمد الجوعان عسى الله يشفيه، وابو انور د. يعقوب حياتي.. هذان الاثنان يطربانني عندما يتكلمان.
• وماذا عن اداء النائبات الاربع؟
- صفر.
• لماذا؟
- كنا نأمل خيراً منهن في المستقبل
• توليت مناصب عديدة وبعدما وصلت إلى ما أنت عليه، فهل ما زال هناك المزيد تسعى إلى تحقيقه؟
_ الحمد لله سبحانه وتعالى أنا قنوع، وأعتقد أنني حققت كل طموحاتي، وحالياً متفرغ لنفسي، أسافر، أنام متى أريد، وكل هدفي الآن عسى الله أن يختم بالصالحات أعمالنا.
• هل يمكن أن تترشح للانتخابات المقبلة؟
- أبداً.
• والأولاد؟
- عندي ابني عبدالعزيز محامي في إدارة الفتوى والتشريع، ويحضر دكتوراه في القانون، ولديه طموحات لأن يرشح نفسه لعضوية مجلس الأمة، ولكن دائماً أنصحه بعكس ذلك، وأقول له يكفي تجربة أبيك، العمل السياسي متعب جداً، ولم يعد مغرياً.
• ألا تحتاج الكويت وتحديداً مجلس الأمة إلى دماء شابة، وبالتالي يجب أن تشجعه؟
- نحن لسنا في حاجة إلى وجوه جديدة بقدر ما نحتاج إلى تغيير المفاهيم السائدة في العمل السياسي.
• هل تعتقد لو ترشح عبدالعزيز إلى الانتخابات سينجح؟ وهل شعبيتك مازالت كما هي؟
- أنا متأكد وواثق جداً من أنه سينجح لاعتبارات عدة، منها أولاً عندما تركت العمل السياسي لم أقطع صلتي بالناس وزياراتي واتصالاتي، وثانياً أنه لحد الآن مازالت الكثير من الدواوين عندما يزورها أحد المرشحين للانتخابات «يقولون له روح حق فلان، والذي يبيه ويقول عليه نحن نعطيه أصواتنا، وثالثاً وهذا حصل فعلاً في الانتخابات ما قبل الأخيرة أن أحد المرشحين كتب اسمي...»!
سمعة طيبة
• مع العلم أنك خارج السلطة!
- صحيح جاسم العون خرج من الحكومة والسلطة كلها، ورغم ذلك مازالت مكانتي كما هي، لأن الصيت الحسن والسمعة الطيبة اللتين لازمتاني خلال عملي الطويل الذي امتد إلى أكثر من 31 سنة، اعتبرها تاجاً وشرفاً ووساماً على صدري، وطالما الإنسان يعرف أن هذا الكرسي الذي يجلس عليه لن يدوم، وسيأتي يوم من الأيام ويتركه، وبالتالي عليه أن يتركه بأثر إيجابي وسمعة حسنة.
• هل ابتعد عنك الناس وأنت خارج السلطة؟
- ليس كلهم، ولا يخلو الأمر من بعض المنافقين، وأذكر أحدهم عندما كنت في السلطة كان أول واحد يدخل ديوانيتي يوم الأحد وآخر من يخرج منها، وعندما خرجت منها لمدة ستة أشهر لم أعد أراه إلا حين تم تعييني في مركز وزير رئيس جهاز، فكان أول واحد يزورني، وفي المقابل هناك ناس أوفياء لشخصك وليس لمنصبك.
• هل صحيح أن الوفاء بات عملة نادرة؟
- بالفعل، ومع الأسف أصبح الوفاء عملة نادرة.
• أين تحب تمضية إجازتك؟
- في لندن ومصر ولبنان.
• بماذا تحب أن نختم حوارنا؟
- أود أن أعرب عن سعادتي بهذا الحوار، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ هذه المنطقة من الخطر الداهم.
• ماذا يقلق؟
- دعيني أقول بكل صراحة إن الوضع الداخلي لا يقلقني، الصراع السياسي لا يقلقني، حتى صراع الأسرة لا يقلقني، إنما تقلقني الاضطرابات السياسية الإقليمية، والتهديدات الموجهة إلى دول الخليج، وفي المقابل نحن شعوب ترى نفسها في وضع أشبه بغول فاتح حلقه تجاهنا، ومع الأسف لا توجد استعدادات حقيقية لدرء هذا الخطر المقبل أو استراتيجية عسكرية واضحة متكاملة لدول مجلس التعاون الخليجي، التي تتوافر لديها إمكانات مادية واقتصادية هائلة، وإلى حد
الوزارة مرفوضة
أجاب ردا على سوال إذا كان يقبل مجددا العودة إلى الحكومة ويتسلم منصبا وزاريا قال: قلت اكثر من مرة انني جندي في هذا البلد، ولا أتردد في خدمته من اي موقع، وانا عُرضت عليّ الوزارة اكثر من مرة ورفضت، لان الوقت غير مناسب لي، واكثر من ذلك اشعر بانني لا استطيع ان اضيف شيئاً في ظل هذه الظروف السيئة التي تمر بها البلاد.
الشعب متمسك بالنظام
سألنا العون أكثر من دولة عربية رفع شعبها شعار «الشعب يريد اسقاط النظام» ما الشعار الذي يجب ان يرفعه شعب الكويت، فقال:
الشعار الذي يجب ان يرفع في الكويت «الشعب متمسك بالنظام» ونطالب هذا النظام بان يتوقف عن صراعه.. وانا ضد النزول الى الشارع.. وخصوصا من اعضاء مجلس الامة الذين عندهم قبة البرلمان وقاعة عبدالله السالم.. ليختلفوا فيها ما شاؤوا.. ويعبروا عن آرائهم بداخلها ليل نهار.. لكن ان ينزلوا إلى الشارع.. فهذا مناف للديموقراطية.
أخذ وعطاء
سألناه عما جناه من العمل السياسي في المجلس والحمومة والمناصب القيادية فقال: الستر والسمعة الطيبة.
وعما أعطاه في المقابل قال: يكفي أن عطائي كان لبلدي، وأي وزارة تقلدتها ما زال الموظفون الذين عاصروا جاسم العون يستذكرون الفترة التي عملنا فيها معاً.
3 رسائل سريعة
طلبنا من العون أن يختار ثلاثة أشخاص ليوجه لهم رسائل سريعة فكانت كالتالي:
الرسالة الاولى.. ارسلها الى صاحب السمو اتمنى فيها، وكعهدنا به لما يتمتع به من حكمة وبصيرة وخبرة، ان يضع حدا لما يحصل في الكويت.
الرسالة الثانية الى زوجتي ورفيقة دربي اتمنى لها الصحة والعافية وان شاء الله تظل السعادة ترفرف على بيتنا والله يحفظها حق اولادها واحفادها.
اما الرسالة الثالثة فاوجهها الى اعضاء مجلس الامة والحكومة اناشدهم فيها الرفق بالكويت.
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2011/08/03/6eb46d04-bf49-4a01-b8e8-ac21378455b5.jpg
أكد أن متعته قضاء رمضان في {الديرة}
العون: سر رشاقتي راحة البال والرياضة وتنظيم الأكل
تقلقني الاضطرابات السياسية الإقليمية، والتهديدات الموجهة إلى دول الخليج
أجرته سهـام حرب
شخصيات سياسية وفكرية واقتصادية... حققت نجاحا بعد مشوار طويل من العطاء... وعاشت تجارب في الحياة العامة والخاصة تحدثت عنها في حوار مفتوح وشامل تناول مختلف القضايا الوطنية والاجتماعية واتسم بالصدق والشفافية والوضوح بعيدا عن المجاملة لتتماشى مع اجواء رمضان المبارك بصفائها ونقائها.
نلتقي اليوم مع الوزير السابق والنائب السابق جاسم العون الذي أرسل خلال حوارنا معه اشارات نصح وتنبيه وتحذير للمعنيين بجرأته المعهودة وصراحته النابعة من حرصه على الوطن ومستقبله.
• نائب ووزير سابق.. وحاليا انت متابع لما يجري على الساحة المحلية.. كيف تقرأ المشهد السياسي من خلال تجربتيك النيابية والوزارية؟
- الذي يحصل الآن في الكويت مهزلة، نعم مهزلة بكل مقاييس العمل السياسي. مع الأسف انعدمت المبادئ والقيم والاحترام المتبادل بين النائب والوزير، والمشكلة الآن اننا حصرنا العمل السياسي فقط في مجلس الأمة، بينما العمل السياسي دائرة واسعة وحلقة من حلقاتها العمل داخل مجلس الأمة. الذي يحصل الآن ليس صراعا بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وانما انتقل الصراع بين أقطاب الأسرة، وللأسف صراع عالمكشوف.. وعندما كنت في المقابلات الصحفية والتلفزيونية اسأل عن الصراع بين أفراد الأسرة الحاكمة، كنت أغطي واناور ونقول انه صراع طبيعي يحدث في كل أسرة، وهو لا يعدو كونه اختلافا في وجهات النظر، لكن الذي حصل أخيرا اسقط كل دفاعاتنا.
لانه كما سبق وقلت صراع عالمكشوف، وهذا الذي يحزن، لا بل مفجع، واذا استعرضنا التاريخ نجد ان الدولة الأموية والعباسية والعثمانية جميعها سقطت بسبب الصراعات الداخلية، وبالتالي نخشى ان يتطور هذا الصراع ويتفرع بين أفراد الأسرة ويتحول الى اصطفافات. دائما كان المجتمع الكويتي يختلف فيما بينه، وبينه وبين الأسرة، بين مجلس الأمة والحكومة، لكن ان يصل الخلاف بنا الى صراع، وأنا لا أبالغ اذا اطلقت عليه صفة صراع دموي، وانا واثق ان صاحب السمو لن يرضى ولن يقبل بهذا الوضع المشين والمسيء للأسرة.
تمنيات
• وماذا تتوقع؟
- أتوقع ان تجري لملمة الخلاف، القضية لابد ان تحسم ويوضع حد للخلافات التي ظهرت على السطح، وكما قلت صاحب السمو سيحسم الموضوع بحكمته ودرايته وخبرته.
• وإلى متى ستبقى البلاد أسيرة الخلافات بين المجلس والحكومة؟
- ما في شك ان الكويت اليوم أسيرة الخلافات بين السلطتين، ومنذ وجدت الديموقراطية والمواطن اعتاد على التجاذبات والاختلافات بين المجلس والحكومة بهدف الاصلاح والتنمية ومصلحة البلد.
وكان الخلاف بينهما في السابق راقيا هادئا شفافاً ومحترماً.. انا كنت عضو مجلس امة، وكنت اختلف مع كثير من الوزراء، وايضا كنت وزيرا لخمس حكومات متتالية، وكان هناك خلاف بيني وبين كثير من النواب، ولكن كان هناك نوع من الاحترام المتبادل والخلاف الراقي، ولكن الذي يحصل اليوم اسفاف.. كلمات نابية، شتائم ووصلنا الى الضرب.. بالفعل لقد تم تشويه الصورة الديموقراطية وتدمير الحياة السياسية، نحن نحتاج اليوم الى ثورة.. ثورة تقضي على كل المفاهيم السائدة في العمل السياسي ثورة تعيد النظام الديموقراطي الى أصوله الى رونقه.
ثورات العرب
• هل تابعت وتفاعلت مع الثورات العربية؟
- الشعوب مضى عليها زمن طويل وهي تعيش في ظل الكبت والقمع والاضطهاد والفساد والمستوى المعيشيي المتدني.. والرفاهية في صفوف الحكام وعدم تداول السلطة.
وجاء اليوم الذي انفجرت غاضبة، ثائرة تطالب بالحرية والعدالة والديموقراطية والحياة الكريمة، وأنا لا ألوم الشعوب العربية التي ثارت على انظمتها وحكامها، ولكن عندما اطالب بالتغيير يجب ان يكون عندي بديل، لنأخذ مصر على سبيل المثال، التي بالرغم من مساوئ النظام السابق، الا انها تعيش حالة من اللااستقرار، الوضع الاقتصادي في منتهى السوء.
واتمنى من الشعب المصري ان يتخطى هذه الازمة ويعود الى قيادة الامة كما في السابق، اما في تونس فأعتقد انهم قادرون على تخطي الازمة. وفي اليمن علي صالح «انحاش» وليبيا نظامها على وشك السقوط، وسوريا الآن تغلي.. وبتصوري الشعوب فاض بها ولم تعد تتحمل والشارع العربي هو الذي سيشكل نظامه السياسي وسيختار من يمثله ويحكمه.
• وكيف تحصن الكويت نفسها من تأثيرات الدول المحيطة بها ومما يجري حولها؟
- أولاً والحمد لله.. نحن في الكويت نتميز بكثير من الصفات لا تتوافر في الدول الاخرى منها، الاستقرار والتفاف الشعب حول الاسرة، والقبول بحكم آل الصباح والوضع الاجتماعي الممتاز للأسر الكويتية، وبالتالي لا نخشى من الثورات الداخلية التي نراها في الدول العربية.. ولكن ما نخشاه هو الخطر الذي تشكله بعض الدول المجاورة وتحديدا بكل صراحة.. العراق وايران ليس على الكويت فقط، وانما على دول الخليج ككل، لذلك أتمنى على قادة مجلس التعاون ان ينظروا الى مكمن الخطر الحقيقي نظرة شمولية وجادة، ويستعدوا لمواجهة هذا الخطر عسكرياً ودفاعياً للنجاة من هذه الكماشة، وكلنا نتابع تصريحات المسؤولين الايرانيين وتهديداتهم اليومية والمتعددة لدول الخليج.
الكي والمسكنات
• هل تعتقد ان الكويت قادرة على تجاوز الواقع القائم؟
-قلت اكثر من مرة لو كان الامر بيدي لكنت اقيل الحكومة واحل المجلس وادعو الى انتخابات، لاننا وصلنا الى وضع يتطلب علاجه الكي وليس المسكنات.
• هل انت سعيد لانك بعيد عن العمل السياسي؟
- انا سعيد جدّا، لانني بعيد عن الصراع السياسي، خصوصا عندما اقارن هذه الفترة السيئة التي يمر بها العمل السياسي وبين الفترة الذهبية التي عشناها، القائمة على الاحترام والتقدير.. ولكن في الوقت نفسه حزين لما آلت اليه الامور.
نكهة رمضان
• هل تحرص على تمضية رمضان في الكويت؟
- قمة سعادتي ومتعتي ان اقضي رمضان في الكويت، لان نكهة رمضان في الكويت غير موجودة في دول العالم، حيث الدواوين مفتوحة، الزيارات متبادلة، والعائلات مجتمعة، الحكام يزورن اهل الكويت.. والشعب يبارك لحكامه، هناك ترابط اجتماعي غير معقول، وقد اضطررت في بعض الاحيان الى قضاء رمضان في اوروبا وبعض الدول العربية، فلم اجد فيها الخصوصية الرمضانية الحلوة الموجودة في الكويت.
• فيمَ يختلف رمضان في الكويت عن غيره من الدول من خلال تجربتك؟
- الذي اقصده هو ان رمضان في الخارج لا حياة فيه، بينما عندنا في الكويت بعد الافطار تضج الحياة.. حتى الزحمة تصبح جميلة من كثرة التزاور وغيرها.
• صف لنا يومك الرمضاني، وهل لديك عادات تلتزم بها خلال الشهر المبارك؟
-عندي طقوس معينة.. لا اسهر كثيراً.. ابدأ بزيارة الدواوين بعد صلاة التراويح لمدة ساعتين او ثلاث.. وفي الساعة الحادية عشرة يجب ان اكون في البيت.. أتناول بعض الخفايف، واحط راسي وانام ثم اصحو قبل الفجر، واصلي ثم انام الى ما قبل الظهر بساعة، حيث اذهب مع الاولاد الى النادي، ونبقى هناك الى ما قبل الفطور.
• تمضي مدة طويلة جدا في النادي، فماذا تفعل؟
- جاكوزي.. بخار.. تمارين رياضية سباحة وكل ما يخطر في بالك.
• يعني مدلل نفسك؟
- صحيح «مدلع نفسي» انا واولادي واحفادي.
• اذاً استثمر في ناد.. او على الاقل اسس ناديا لك؟
- انا حقا شريك في احد النوادي.
زيارة الدواوين
• كم ديوانية تزور يومياً في رمضان؟
- بما يعادل 20 ديوانية وما فوق.. لان زياراتنا في رمضان هي للتهنئة.. هذا بالنسبة للعشرين يوماً الاولى في رمضان، اما في العشر الاواخر فتختلف حيث الزيارات تتوقف.. واغلق ديوانيتي لتأدية صلاة التراويح وتكون موزعة بين صلاة القيام وهكذا.
• هذا في رمضان.. ماذا عن الايام العادية كيف تمضي وقتك؟ هل تتعاطى البزنس.. خبرنا قليلاً؟
-انا فاشل في البزنس.
• تواضع ام حقيقة؟
- رحم الله امرءا عرف قدر نفسه، لا اخفي عليك انني حاولت ان اعمل بزنس وفشلت ثم انا فيّ طبع.. الفلس لا يستقر في جيبي، عندي مليون.. عندي فلس عايش ملك.
• هذا يعني انك كريم؟
-انا مع اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب.
• وهل يأتيك ما في الغيب؟
- الحمدلله.
• في حياتنا العامة نضطر للبس اقنعة المجاملة والمسايرة؟ متى تلبس القناع ومتى تضطر لخلعه؟
- انا لا اريد ان امدح نفسي.. لم اضطر يوماً الى لبس القناع في جميع المواقع والمواقف التي مررت بها، واسلوبي دائماً وابداً هو الصراحة.. حتى مع صاحب السمو الامير كنت واضحاً وصريحاً ومحبا وصادقاً في جميع مواقفي، ثم ان القناع لا يتناسب مع شخصيتي.. حتى ان بعض اصدقائي واهلي «يزعلون» مني بسبب صراحتي التي قد يعتبرونها تجريحاً.
نواب ونائبات
• من يعجبك من اعضاء مجلس الامة اداء وحضوراً؟
- ولا احد.. في السابق وعلى ايامنا كنت استمتع باداء نائبين عندما يتكلمان هما حمد الجوعان عسى الله يشفيه، وابو انور د. يعقوب حياتي.. هذان الاثنان يطربانني عندما يتكلمان.
• وماذا عن اداء النائبات الاربع؟
- صفر.
• لماذا؟
- كنا نأمل خيراً منهن في المستقبل
• توليت مناصب عديدة وبعدما وصلت إلى ما أنت عليه، فهل ما زال هناك المزيد تسعى إلى تحقيقه؟
_ الحمد لله سبحانه وتعالى أنا قنوع، وأعتقد أنني حققت كل طموحاتي، وحالياً متفرغ لنفسي، أسافر، أنام متى أريد، وكل هدفي الآن عسى الله أن يختم بالصالحات أعمالنا.
• هل يمكن أن تترشح للانتخابات المقبلة؟
- أبداً.
• والأولاد؟
- عندي ابني عبدالعزيز محامي في إدارة الفتوى والتشريع، ويحضر دكتوراه في القانون، ولديه طموحات لأن يرشح نفسه لعضوية مجلس الأمة، ولكن دائماً أنصحه بعكس ذلك، وأقول له يكفي تجربة أبيك، العمل السياسي متعب جداً، ولم يعد مغرياً.
• ألا تحتاج الكويت وتحديداً مجلس الأمة إلى دماء شابة، وبالتالي يجب أن تشجعه؟
- نحن لسنا في حاجة إلى وجوه جديدة بقدر ما نحتاج إلى تغيير المفاهيم السائدة في العمل السياسي.
• هل تعتقد لو ترشح عبدالعزيز إلى الانتخابات سينجح؟ وهل شعبيتك مازالت كما هي؟
- أنا متأكد وواثق جداً من أنه سينجح لاعتبارات عدة، منها أولاً عندما تركت العمل السياسي لم أقطع صلتي بالناس وزياراتي واتصالاتي، وثانياً أنه لحد الآن مازالت الكثير من الدواوين عندما يزورها أحد المرشحين للانتخابات «يقولون له روح حق فلان، والذي يبيه ويقول عليه نحن نعطيه أصواتنا، وثالثاً وهذا حصل فعلاً في الانتخابات ما قبل الأخيرة أن أحد المرشحين كتب اسمي...»!
سمعة طيبة
• مع العلم أنك خارج السلطة!
- صحيح جاسم العون خرج من الحكومة والسلطة كلها، ورغم ذلك مازالت مكانتي كما هي، لأن الصيت الحسن والسمعة الطيبة اللتين لازمتاني خلال عملي الطويل الذي امتد إلى أكثر من 31 سنة، اعتبرها تاجاً وشرفاً ووساماً على صدري، وطالما الإنسان يعرف أن هذا الكرسي الذي يجلس عليه لن يدوم، وسيأتي يوم من الأيام ويتركه، وبالتالي عليه أن يتركه بأثر إيجابي وسمعة حسنة.
• هل ابتعد عنك الناس وأنت خارج السلطة؟
- ليس كلهم، ولا يخلو الأمر من بعض المنافقين، وأذكر أحدهم عندما كنت في السلطة كان أول واحد يدخل ديوانيتي يوم الأحد وآخر من يخرج منها، وعندما خرجت منها لمدة ستة أشهر لم أعد أراه إلا حين تم تعييني في مركز وزير رئيس جهاز، فكان أول واحد يزورني، وفي المقابل هناك ناس أوفياء لشخصك وليس لمنصبك.
• هل صحيح أن الوفاء بات عملة نادرة؟
- بالفعل، ومع الأسف أصبح الوفاء عملة نادرة.
• أين تحب تمضية إجازتك؟
- في لندن ومصر ولبنان.
• بماذا تحب أن نختم حوارنا؟
- أود أن أعرب عن سعادتي بهذا الحوار، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ هذه المنطقة من الخطر الداهم.
• ماذا يقلق؟
- دعيني أقول بكل صراحة إن الوضع الداخلي لا يقلقني، الصراع السياسي لا يقلقني، حتى صراع الأسرة لا يقلقني، إنما تقلقني الاضطرابات السياسية الإقليمية، والتهديدات الموجهة إلى دول الخليج، وفي المقابل نحن شعوب ترى نفسها في وضع أشبه بغول فاتح حلقه تجاهنا، ومع الأسف لا توجد استعدادات حقيقية لدرء هذا الخطر المقبل أو استراتيجية عسكرية واضحة متكاملة لدول مجلس التعاون الخليجي، التي تتوافر لديها إمكانات مادية واقتصادية هائلة، وإلى حد
الوزارة مرفوضة
أجاب ردا على سوال إذا كان يقبل مجددا العودة إلى الحكومة ويتسلم منصبا وزاريا قال: قلت اكثر من مرة انني جندي في هذا البلد، ولا أتردد في خدمته من اي موقع، وانا عُرضت عليّ الوزارة اكثر من مرة ورفضت، لان الوقت غير مناسب لي، واكثر من ذلك اشعر بانني لا استطيع ان اضيف شيئاً في ظل هذه الظروف السيئة التي تمر بها البلاد.
الشعب متمسك بالنظام
سألنا العون أكثر من دولة عربية رفع شعبها شعار «الشعب يريد اسقاط النظام» ما الشعار الذي يجب ان يرفعه شعب الكويت، فقال:
الشعار الذي يجب ان يرفع في الكويت «الشعب متمسك بالنظام» ونطالب هذا النظام بان يتوقف عن صراعه.. وانا ضد النزول الى الشارع.. وخصوصا من اعضاء مجلس الامة الذين عندهم قبة البرلمان وقاعة عبدالله السالم.. ليختلفوا فيها ما شاؤوا.. ويعبروا عن آرائهم بداخلها ليل نهار.. لكن ان ينزلوا إلى الشارع.. فهذا مناف للديموقراطية.
أخذ وعطاء
سألناه عما جناه من العمل السياسي في المجلس والحمومة والمناصب القيادية فقال: الستر والسمعة الطيبة.
وعما أعطاه في المقابل قال: يكفي أن عطائي كان لبلدي، وأي وزارة تقلدتها ما زال الموظفون الذين عاصروا جاسم العون يستذكرون الفترة التي عملنا فيها معاً.
3 رسائل سريعة
طلبنا من العون أن يختار ثلاثة أشخاص ليوجه لهم رسائل سريعة فكانت كالتالي:
الرسالة الاولى.. ارسلها الى صاحب السمو اتمنى فيها، وكعهدنا به لما يتمتع به من حكمة وبصيرة وخبرة، ان يضع حدا لما يحصل في الكويت.
الرسالة الثانية الى زوجتي ورفيقة دربي اتمنى لها الصحة والعافية وان شاء الله تظل السعادة ترفرف على بيتنا والله يحفظها حق اولادها واحفادها.
اما الرسالة الثالثة فاوجهها الى اعضاء مجلس الامة والحكومة اناشدهم فيها الرفق بالكويت.