لطيفة
07-29-2011, 11:49 AM
http://www.alwafd.org/images/news3/mobark-7844.jpg
الخميس, 28 يوليو 2011
أحمد بكير - الوفد
مفاجأة من العيار الثقيل فجرها "ماركوس بوشلر" الطبيب الألماني المعالج للرئيس السابق حسني مبارك، في الرسالة التي بعث بها إلي مصر الأسبوع الماضي .. أكد "بوشلر" أنه لا يعتقد عودة ظهور السرطان لمبارك مرة أخري.. وقال في الرسالة المهمة التي حصلت عليها " الوفد الأسبوعي" إنه يرفض السفر الي شرم الشيخ لسببين.. الأول: خوفه من استخدامه كأداة لعدم ذهاب مبارك إلي المحاكمة.. والثاني: أنه تلقي تهديدات بالقتل له ولأسرته من مصريين إذا قرر الذهاب إلي شرم الشيخ.
"الوفد الأسبوعي" انفردت بالحصول علي عدد من الوثائق والمراسلات المتبادلة بين فريد الديب محامي مبارك.. والدكتور محمد الديب طبيب مبارك.. وماركوس بوشلر الطبيب الألماني الذي أجري جراحة لمبارك في المانيا لاستئصال أورام سرطانية أسفل القناة المرارية عام 2010.. واليكم التفاصيل.
كنا أول من كشف عن حقيقة مرض مبارك الخميس قبل الماضي وقدمنا المستندات الرسمية التي شخصت حالته بمعرفة كبار الأساتذة المتخصصين.. ولأن الحقيقة حق للقارئ وحق للرأي العام، كنا طوال الشهور الماضي نسعي وراء الحقيقة، ونرفض الانسياق وراء "الفرقعة الاعلامية" وتحقيق مكاسب رخيصة من وراء أخبار مكذوبة أو ملفقة.
ومادامت المستندات تحت أيدينا، وما دمنا قد تحققنا من صحتها، فإننا اليوم نجيب عن السؤال الذي شغل قطاعا عريضاً من الرأي العام في مصر بل وفي العالم.
هل زار البروفيسور الألماني الشهير ماركوس بوشلر مصر؟ هل وقع الكشف الطبي علي الرئيس السابق مبارك؟.. وهل يتابع حالته الصحية؟
كثيرة هي الأخبار التي تناولتها الصحف والمواقع الالكترونية ووسائل الاعلام المختلفة عن طبيب الرئيس السابق "بوشلر" الذي أجري له جراحة كبري العام الماضي في مستشفي هايدلبرج الألماني.. والطبيب ماركوس بوشلر ذائع الشهرة والصيت، حتي قبل أن يجري لمبارك الجراحة التي استأصل له فيها المرارة ورأس البنكرياس والقناة المرارية.
فهو طبيب عالمي تخطت سمعته الحدود، فالمرضي يأتون اليه من كل فج قاصدين النجاة من المرض المهلك "السرطان" علي يديه.. وهو نابه عالم يقضي نصف يومه متنقلاً بين حجرات العمليات. وهو رغم علمه دائم البحث والتعلم. لديه كل ماهو جديد في عالم جراحات السرطان.. لذلك كانت شهرته وسمعته.
وآخر تلك الأخبار التي تناقلتها وسائل الاعلام المصرية والعربية قبل يومين تلك التي "أكدت" أن "بوشلر" قد زار مصر الأسبوع الماضي، والتقي الرئيس السابق في جناحه بمستشفي شرم الشيخ الدولي، ووقع الكشف الطبي عليه ثلاث مرات، وأنه قد أعد تقريراً مفصلاً عن حالة مبارك أكد فيه أنه يعاني من حالات "غيبوب تامة"، وأن العملية التي أجراها له العام الماضي قد ساءت نتائجها للغاية وأن "بوشلر" قد ذكر في تقريره الذي سيقدم للنائب العام أن الحالة الصحية لمبارك لا تسمح بمحاكمته في القاهرة أو نقله من مستشفي شرم الشيخ.
والخبر بصيغته السابقة منشور في أكثر من موقع الكتروني وأكثر من جريدة.
لكن الحقيقة المؤكدة أن مثل هذا الخبر وغيره التي تناولت زيارة "بوشلر" لمصر كلها غير دقيقة، بل مكذوبة.
أين الحقيقة؟
الحقيقة ومن خلال ما توفر لدي من مستندات أن الطبيب الألماني ماركوس بوشلر لم يزر مصر. ولم يوقع الكشف الطبي علي مبارك لا في شرم الشيخ ولا في غيرها. ولم يتابع حالته حتي عن بعد. وأنه قد تلقي تهديدات بالقتل هو وأسرته إذا جاء إلي مصر.
والمستندات التي لدي حول "بوشلر" ومرض "الرئيس" كثيرة وعديدة، تبدأ من الطلب الذي تقدم به محامي مبارك بتاريخ 16 يونية 2011 للنائب العام المستشار عبدالمجيد محمود يلتمس فيه مخاطبة الأستاذ الدكتور ماركوس بوشلر للحضور الي مستشفي شرم الشيخ لفحص الرئيس السابق وإجراء اللازم، وأن الطبيب بوشلر علي أتم استعداد للحضور حتي تمت مخاطبته واستدعاؤه بوجه رسمي.. إلا أن هذا الطلب بالالتماس لم يتم البت فيه متي تاريخ 26 يونية الماضي، فأرسل "محامي" مبارك للمشير محمد حسين طنطاوي خطاباً جاء فيه:
حضرة صاحب الفخامة.. سيادة المشير/ محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة..
أهدي فخامتكم أطيب تحية مقرونة بأصدق الأمنيات بالتوفيق والسداد.
وأنهي الي فخامتكم أن معالي النائب العام كان قد أرسل الي سيادتكم بتاريخ 16/6/2011 الطلب الذي قدمته لسيادته في هذا التاريخ ملتمسا سرعة اخطار الجراح الدكتور/ مركوس بوشلر، الأستاذ بمستشفي جامعة هايدلبرج بألمانيا، للحضور الي مستشفي شرم الشيخ الدولي للكشف علي الرئيس السابق محمد حسني مبارك "وحاليا الفريق طيار مدي الحياة محمد حسني مبارك ـ عملاً بأحكام القرار بقانون رقم 35 لسنة 1979 المعمول به اعتبارا من تاريخ صدوره في 26/5/1979 طبقا لصريح نص المادة السادسة منه والمنشور في نفس التاريخ بالعدد 21 مكرر من الجريدة الرسمية باعتبار أنه الجراح الذي كان قد أجري جراحة خطيرة للرئيس السابق بتاريخ 6/3/2010 في المانيا لاستئصال أورام سرطانية أسفل القناة المرارية، استدعت استئصال الاثني عشر وجزء من
البنكرياس "رأس البنكرياس" والمرارة والقناة المرارية الكبري، ولم تتم أية متابعة أو علاجات بعد الجراحة، لمدة تزيد الآن علي سنة وثلاثة أشهر، بما ينذر بارتداد الأورام السرطانية حسبما أفاد الأطباء المصريون سواء من أطباء القوات المسلحة أو من أساتذة الجامعات "مرفق التقارير" وقد اتبعت طلبي المشار اليه بمذكرة مؤرخة 21/6/2011 "تم ارسالها بدورها الي فخامتكم" أبديت فيها استعدادنا لتحمل نفقات سفر واقامة وأتعاب الجراح المذكور.
وإذا لم يتم استدعاء الجراح المذكور حتي اليوم، فإنني أرجو فخامتكم التفضل بالتوجيه الي سرعة استدعائه بوجه رسمي، وهو علي أتم استعداد للحضور فوراً اذا تم الاتصال به بإجراء رسمي.
وختاماً انتهز هذه الفرصة كيما أعرب لفخامتكم وللمجلس الموقر عن أسمي آيات الاحترام والتقدير..
وكيل الرئيس السابق.. الفريق طيار مدي الحياة محمد حسني مبارك
فريد الديب.. المحامي بالنقض ولأسباب قانونية بحتة كانت تعليمات قد صدرت لاتخاذ إجراء حيال هذا الطلب المقدم للمشير ومن قبله للنائب العام، فأرسل رئيس المكتب الفني للنائب العام خطاباً في 3 يوليو 2011 إلي محامي مبارك ووكيله فريد الديب أبلغه فيه بتصريح النائب العام للطبيب ماركوس بوشلر للحضور إلي مستشفي شرم الشيخ التابعة لوزارة الصحة، للكشف طبياً علي الرئيس السابق، مع تحمل مصروفات السفر والاقامة وأتعاب الطبيب المذكور. وأشار خطاب رئيس المكتب الفني للنائب العام إلي أن المستشار الدكتور النائب العام قد أرسل كتابا إلي السيد وزير الداخلية بتاريخ ذات اليوم (3 يوليو 2011) بالتصريح بتمكين الطبيب المذكور من توقيع الكشف الطبي علي الرئيس السابق، وإجراء الفحوص الطبية اللازمة، وإعداد تقرير بنتيجة الفحص.
إلي هنا والأمور تبدو وكأنها تسير طبيعية وان كان يشوبها التباطؤ.. لكن في اليوم التالي لوصول خطاب رئيس المكتب الفني للنائب العام الذي يفيد التصريح للطبيب الألماني للحضور والكشف الطبي، أرسل وكيل مبارك ومحاميه خطابا في 4 يوليو 2011 إلي سفير ألمانيا بالقاهرة يطلب فيه اتخاذ إجراءات استدعاء الطبيب.. وجاء في الخطاب:
سعادة سفير ألمانيا بالقاهرة
ولما كان الأطباء في مصر قد أوصوا مؤخرا (وبالتحديد في تقرير لهم بتاريخ 24/5/2011) بضرورة الكشف علي الرئيس السابق- المحتجز حاليا بمستشفي شرم الشيخ الدولي- بواسطة البروفيسور دكتور ماركوس بوشلر فقد تم الاتصال بسيادته بواسطة طبيب رئاسة الجمهورية الدكتور محمد الديب (الذي كان مرافقا للرئيس السابق في مستشفي هايدلبرج أثناء الجراحة) فأبدي استعداده الكامل للحضور إلي مستشفي شرم الشيخ الدولي لتوقيع الكشف الطبي علي الرئيس السابق شريطة إعلام السلطات الألمانية واستصدار التصريح اللازم بزيارة الرئيس السابق من السلطات المصرية.
ولذا تقدمت لسيادة النائب العام المصري- بصفتي وكيلا ومحاميا عن الرئيس السابق- لإصدار التصريح اللازم، فأذن سيادته، وأتشرف بأن أرفق بخطابي هذا صورة من الكتاب الرسمي الذي تلقيته أمس الموافق 3/7/2011 من سيادة رئيس المكتب الفني للنائب العام متضمناً أن سيادة النائب العام أخطر السيد وزير الداخلية بالتصريح بتمكين الطبيب الألماني البروفيسور دكتور ماركوس بوشلر من توقيع الكشف الطبي علي الرئيس السابق وإجراء الفحوص الطبية اللازمة وإعداد تقرير بنتيجة الفحص.
فأرجو التفضل بإخطار السلطات الألمانية المختصة في ألمانيا للتكرم باتخاذ اللازم نحو سرعة حضور البروفيسور دكتور ماركوس بوشلر إلي مستشفي شرم الشيخ الدولي في أقرب وقت ممكن نظرا لشدة حاجة الرئيس السابق إليه، وسوف نتحمل مصروفات سفر سيادته ومصروفات إقامته وأتعابه.
وأنتهز هذه الفرصة كيما أعرب لسيادتكم عن خالص الاحترام والتقدير. وكيل الرئيس السابق محمد حسني مبارك.. فريد الديب.. المحامي بالنقض، تحريرًا في الاثنين 4/7/2011.
ومرت 9 أيام علي خطاب «الديب» للسفارة الألمانية ولم تأت أي أخبار عن قدوم الطبيب. فلجأ «الديب» إلي الطبيب مباشرة وخاطبه في 13 يوليو علي الإيميل الخاص به برسالة قال له فيها:
البروفيسور دكتور بوشلر
أنا اسمي فريد الديب، ومهنتي محام، وموكل عن الرئيس السابق حسني مبارك للدفاع عنه في القضية التي تحددت لها جلسة 3/8/2011. لقد مر أكثر من عام علي إجراء الجراحة دون متابعة لحالة الرئيس، ثم وقعت أحداث في مصر استحسن معها الرئيس أن يتخلي عن منصب رئيس الجمهورية، وهو الآن يرقد علي سرير المرض بمستشفي شرم الشيخ الدولي منذ 12/4/2011 دون علاج للأورام، مما يعرضه لمنتهي الخطر.
وقد علمت من الدكتور محمد الديب أنكم أبديتم له استعدادكم الكامل للحضور إلي مستشفي شرم الشيخ الدولي للكشف علي الرئيس السابق بشرط صدور تصريح رسمي لكم بذلك من السلطات المصرية المختصة. وقد حصلت لكم علي هذا التصريح من أعلي السلطات، وأبلغت به السفارة الألمانية بالقاهرة، وبعد يومين اتصل بي أحد المسئولين بالسفارة وأعلمني بأنه تم اخطار السلطات الألمانية بصدور التصريح وبأنه تم- أيضا- اخطاركم بذلك. ونحن نترقب وصول أي رسالة أو تليفون منكم إلي الدكتور محمد الديب لتحديد موعد وصولكم علي نفقتنا، لكنكم لا تردون علي اتصالات أو علي رسائل الدكتور محمد الديب، فما الذي جري؟.
انني أناشدكم سرعة الحضور لأن العالم بأسره ينتظر حضوركم، وإذا كان وعدكم للدكتور محمد الديب بالحضور قد تغير لأي سبب فنرجو الرد صراحة.
إلا أن الألماني «بوشلر» فجر مفاجأة كبري عندما أرسل رسالة إلي الدكتور محمد الديب الطبيب المصري المعالج للرئيس السابق قال فيها:
عزيزي محمد
لقد وصلتني الإيميلات من المحامي، الوضع صعب للأسباب التالية:
1- لقد أجريت عملية جراحية شفائية في العام الماضي ولا أعتقد عودة ظهور المرض مرة أخري، أما الأمراض الأخري مثل حدوث ذبذبات القلب والفشل الكلوي المزمن فمن الممكن ظهورها في أي وقت.
2- السلطات لدينا نصحتني أن المحامين الخاصين بالمريض سوف يستخدمونني كأداة للوصول إلي أن المريض غير قادر للذهاب للمحكمة، وأنا أعتقد أن استراتيجية المحامين هذه صحيحة من وجهة نظري فإن هذه الاستراتيجية خطيرة لأنني تلقيت رسائل إليكترونية تنذرني انني إذا تدخلت في إجراءات سير المحاكمة فإنهم سوف يقتلونني أنا وأسرتي.
3- أنا أعمل طبيباً ولست سياسياً، وأنا أحب المريض وأكن له ولأسرته احتراما عميقا، ومن وجهة نظري الشخصية كوني طبيبه فإنني أرحب بمقابلته ودعمه، ولكن في هذه اللحظة فإنني لا أستطيع تقديم الدعم له بدون التدخل في العملية السياسية. دعنا نتحادث تليفونيا مرة أخري، أرجو تبليغ تحياتي الشخصية للمريض وأسرته.. أمنياتي الطيبة.. ماركوس.
وفي 14 يوليو رد الديب علي الرسالة بأخري علي بريد الدكتور بوشلر جاء فيها:
عزيزي البروفيسور دكتور بوشلر
لقد سمحت لنفسي بأن أخاطبك هذه المرة بكلمة «عزيزي» لانك صرت بالفعل عزيزاً لديّ بسبب سرعة ردك ـ تليفونياً ـ علي رسالتي التي أرسلتها اليك مساء أمس عن طريق الدكتور محمد الديب وبسبب صراحتك وإفصاحك عن المخاوف التي انتابتك من التهديدات التي وصلتك من مجهولين. وأقول لك ـ بكل الصدق ـ ان من أرسلوا اليك تلك التهديدات جبناء لا يقوون علي المساس بك أو بأحد من أفراد أسرتك لانني تلقيت مثل هذه التهديدات قبلك سراً وعلانية ومنذ شهور مضت فسخرت منها ولم التفت اليها بل وتحديت الجبناء الذين أرسلوها فاختبأوا في جحورهم ثم مضوا الي غير رجعة.
وقد أخطرت السلطات الامنية في مصر بمخاوفك فتعهدت بتوفير الحماية الامنية الشديدة لك. واتفقت مع المسئولين علي أن يكون موعد وصولك وموعد عودتك سراً لا يذاع أبداً وسأرافقك بنفسي مع القوة الامنية اللازمة منذ وصولك حتي مغادرتك. هذا في مصر، أما حمايتك أنت وأفراد أسرتك في ألمانيا فأعتقد أن السلطات الامنية الألمانية أقدر من يقوم بهذه المهمة. ان أغلبية الشعب المصري تحب الرئيس مبارك ولا تسمح بالاضرار به أو بمن يقدم له العون لاجتياز الظروف الصحية الصعبة التي يمر بها. والناس هنا في بلدي يحبون ويقدرون الالمان وأنت منهم فلا تخذلني وتخذل الناس أجمعين فأنت جندي من جنود مهنة الطب ولا يليق بالجندي أن يهرب من الميدان لأي سبب فما بالك والسبب الذي يواجهنا مجرد تهديدات فارغة جبانة. انني في انتظارك أيها الطبيب العظيم لان مريضك العظيم ـ أيضاً ـ ينتظر منك العون والمساعدة. وأعلم أن الله معنا.
ولعل ذلك ما دفع «الديب» لأن يرسل رسالة أخري وأخيرة للبروفيسور بوشلر كانت شديدة اللهجة وطغت عليها ملامح اليأس من امكانية تلبية طلب مبارك وأسرته بأن يأتي الطبيب الوحيد العالم بحالته. فكتب «الديب» لـ«بوشلر» فجر الثلاثاء 19 يوليو 2011 قائلاً:
من: فريد الديب المحامي
إلي: البروفيسور دكتور ماركوس بوشلر
اطلعت علي الإيميل المؤرخ 17/7/2011 المرسل منكم الي الدكتور محمد الديب رداً علي الإيميلات المرسلة مني اليكم عن طريقه. وكم أسفت أسفاً شديداً لما ذكرتموه في ذلك الإيميل للاسباب الآتية:
1 ـ قلت ان السلطات عندك نصحتك بأن المحامين يرغبون في اتخاذ تقريرك سبباً لعدم ذهاب المريض الي المحكمة لمحاكمته لكنك لم تفصح عن السلطات التي نصحتك بهذا الافتراء.
وأرجو أن تعلم انه ليس لمريضك محامون وإنما هو محام واحد فقط هو أنا ولم يحدث اطلاقاً أنني سعيت الي الحصول علي تقرير منك يبرر عدم ذهاب الرئيس السابق الي المحكمة لانني أتمني من كل قلبي أن تسمح الحالة الصحية للرئيس مبارك أن يذهب الي المحكمة حتي أتمكن من إبداء الدفاع عنه لان القانون المصري لا يجيز الدفاع عن متهم غير حاضر أمام المحكمة وإنما لجأت اليك ياسيدي لكي تتم أداء واجبك تجاه مريضك لكي يُشفي ويتعافي كأي مريض من مرضاك.
2 ـ ذكرت في الإيميل المؤرخ 17/7/2011 سبباً لعدم حضورك يتناقض مع السبب الذي ذكرته تليفونياً من قبل حول خوفك من تهديدات وصلت اليك فما هو السبب الحقيقي لامتناعك عن تقديم العون الطبي لمريضك هل هو الخوف من التهديدات التافهة أم الرغبة في عدم استغلال تقريرك في عدم ذهاب المريض للمحكمة؟.
3 ـ قلت انك طبيب ولست سياسياً. فهل قيامك بالكشف علي مريضك ومتابعة حالته بعد الجراحة الخطيرة التي أجريتها له يعد عملاً سياسياً؟.
4 ـ أنهيت الإيميل برغبتك في التواصل معك تليفونياً.. فهل أفهم من هذا أنك مازلت تفكر أم أن قرارك النهائي هو الحنث بقسم أبو قراط ونُكولُك عن مساعدة مريضك الذي في مسيس الحاجة اليك كطبيب وليس لاي سبب أو هدف آخر خلاف الرغبة في الشفاء بعد أن أكدت أن هناك مضاعفات قد تصيب المريض (مثل ذبذبات القلب والفشل الكلوي وقد حدثت الاولي فعلاً حسبما أفاد الاطباء في مصر).
5 ـ لقد أضعت وقتاً طويلاً ما بين استصدار التصاريح الرسمية التي طلبتها وبين الهروب من الرد علي التليفون وبين التعلل بعلل واهية لا تليق بك كطبيب عالمي كبير أم تراك لا تؤدي واجبك كطبيب إلا لمن كان في منصب كبير فإذا زال عنه المنصب لم يعد مهماً رغم مرضه وحاجته اليك؟.
6 ـ وأخيراً أرجو الرد بصراحة بنعم أو بلا مع العلم بأنني علي استعداد لان أدفع لك ومقدماً اذا أردت أية أتعاب تطلبها لانني لا أبتغي سوي غرض واحد هو إنقاذ حياة الرئيس السابق مبارك.
ورفض بوشلر الرد علي الاتصالات والرسائل. كما رفض الحضور بسبب التهديدات التي وصلته وحذرته من الحضور الي مصر ومتابعة حالة الرئيس السابق.. تلك التهديدات التي لم يجد بوشلر مفراً من أن يذكرها ويحولها للطبيب محمد الديب الطبيب المصري المعالج لمبارك.
ومن تلك التهديدات كما وردت في الإيميل الذي أرسله لزميله المصري: «كارثة لو تورطت في علاج مبارك الذي أصابنا بالسرطان.. والمرضي في المستشفيات الحكومية ليس لهم أسرة وهم ملقون علي السلالم».
ومنها: «هل تعلم يا بوشلر كم عدد مرضي السرطان في مصر؟.. وهل تعلم أن أتعابك التي ستتلقاها سيسددها لك من أموالنا التي استولي عليها بالغش؟. هل تعلم أن العلاج السليم في عهده أصبح مستحيلاً في الوقت الذي يتاح له أن يذهب لك في ألمانيا للعلاج أو تأتي له أنت في مصر».
وربما التحذير الذي وصل بوشلر قد وتره وخوفه من أن يكون طعماً عندما حذره شخص ما لم يفصح عنه قائلاً: «كيف تقبل أن تكون جزءاً من لعبة المحامين؟! واذا كان محاموه يزعمون أن السرطان قد انتشر في جسده كله فماذا ستفعل له عندما تأتي؟ هل ستقول له السلام عليكم وتغادر؟.
وقال له آخر: «لو حضرت الي شرم الشيخ سأقف أمام المستشفي وأتظاهر وأصب لعناتي عليك.. وأتمني أن يخطفك بدو سيناء.. وسوف أضع الإيميل الخاص بك علي الفيس بوك لتتلقي ردود الافعال اذا ما جئت الي مصر.. أنت دمرت أعصاب 80 مليون مصري.. أتمني أن تذهب الي الجحيم».
بوشلر خاف من الثوار أم خاف علي أسرته؟ أم أن جهات أخري دخلت علي الخط ومنعته؟ كل شيء جائز وممكن.. لكن ليس ممكناً بوجود كل هذه المستندات أن نصدق أن بوشلر جاء الي شرم الشيخ وكشف علي مريضه وشخص حالته وأعد تقريره.. ولو أن ذلك قد حدث ما ذهب وكيل مبارك الي النائب العام مرة أخري يطلب فيه التصريح للاستاذ الدكتور ياسر صلاح عبدالقادر أستاذ علاج الاورام بطب القاهرة ومدير مركز قصر العيني لعلاج الاورام ليتولي علاج الرئيس السابق مبارك من الاورام السرطانية بعد أن امتنع طبيبه الالماني عن الحضور بسبب تلقيه تهديدات له وأسرته.
انتهت المستندات.. وانتهي الكلام.. غير عبارة واحدة.. «بوشلر لم يأت الي مصر ولم يوقع الكشف الطبي علي مبارك حتي كتابة هذه السطور.
الخميس, 28 يوليو 2011
أحمد بكير - الوفد
مفاجأة من العيار الثقيل فجرها "ماركوس بوشلر" الطبيب الألماني المعالج للرئيس السابق حسني مبارك، في الرسالة التي بعث بها إلي مصر الأسبوع الماضي .. أكد "بوشلر" أنه لا يعتقد عودة ظهور السرطان لمبارك مرة أخري.. وقال في الرسالة المهمة التي حصلت عليها " الوفد الأسبوعي" إنه يرفض السفر الي شرم الشيخ لسببين.. الأول: خوفه من استخدامه كأداة لعدم ذهاب مبارك إلي المحاكمة.. والثاني: أنه تلقي تهديدات بالقتل له ولأسرته من مصريين إذا قرر الذهاب إلي شرم الشيخ.
"الوفد الأسبوعي" انفردت بالحصول علي عدد من الوثائق والمراسلات المتبادلة بين فريد الديب محامي مبارك.. والدكتور محمد الديب طبيب مبارك.. وماركوس بوشلر الطبيب الألماني الذي أجري جراحة لمبارك في المانيا لاستئصال أورام سرطانية أسفل القناة المرارية عام 2010.. واليكم التفاصيل.
كنا أول من كشف عن حقيقة مرض مبارك الخميس قبل الماضي وقدمنا المستندات الرسمية التي شخصت حالته بمعرفة كبار الأساتذة المتخصصين.. ولأن الحقيقة حق للقارئ وحق للرأي العام، كنا طوال الشهور الماضي نسعي وراء الحقيقة، ونرفض الانسياق وراء "الفرقعة الاعلامية" وتحقيق مكاسب رخيصة من وراء أخبار مكذوبة أو ملفقة.
ومادامت المستندات تحت أيدينا، وما دمنا قد تحققنا من صحتها، فإننا اليوم نجيب عن السؤال الذي شغل قطاعا عريضاً من الرأي العام في مصر بل وفي العالم.
هل زار البروفيسور الألماني الشهير ماركوس بوشلر مصر؟ هل وقع الكشف الطبي علي الرئيس السابق مبارك؟.. وهل يتابع حالته الصحية؟
كثيرة هي الأخبار التي تناولتها الصحف والمواقع الالكترونية ووسائل الاعلام المختلفة عن طبيب الرئيس السابق "بوشلر" الذي أجري له جراحة كبري العام الماضي في مستشفي هايدلبرج الألماني.. والطبيب ماركوس بوشلر ذائع الشهرة والصيت، حتي قبل أن يجري لمبارك الجراحة التي استأصل له فيها المرارة ورأس البنكرياس والقناة المرارية.
فهو طبيب عالمي تخطت سمعته الحدود، فالمرضي يأتون اليه من كل فج قاصدين النجاة من المرض المهلك "السرطان" علي يديه.. وهو نابه عالم يقضي نصف يومه متنقلاً بين حجرات العمليات. وهو رغم علمه دائم البحث والتعلم. لديه كل ماهو جديد في عالم جراحات السرطان.. لذلك كانت شهرته وسمعته.
وآخر تلك الأخبار التي تناقلتها وسائل الاعلام المصرية والعربية قبل يومين تلك التي "أكدت" أن "بوشلر" قد زار مصر الأسبوع الماضي، والتقي الرئيس السابق في جناحه بمستشفي شرم الشيخ الدولي، ووقع الكشف الطبي عليه ثلاث مرات، وأنه قد أعد تقريراً مفصلاً عن حالة مبارك أكد فيه أنه يعاني من حالات "غيبوب تامة"، وأن العملية التي أجراها له العام الماضي قد ساءت نتائجها للغاية وأن "بوشلر" قد ذكر في تقريره الذي سيقدم للنائب العام أن الحالة الصحية لمبارك لا تسمح بمحاكمته في القاهرة أو نقله من مستشفي شرم الشيخ.
والخبر بصيغته السابقة منشور في أكثر من موقع الكتروني وأكثر من جريدة.
لكن الحقيقة المؤكدة أن مثل هذا الخبر وغيره التي تناولت زيارة "بوشلر" لمصر كلها غير دقيقة، بل مكذوبة.
أين الحقيقة؟
الحقيقة ومن خلال ما توفر لدي من مستندات أن الطبيب الألماني ماركوس بوشلر لم يزر مصر. ولم يوقع الكشف الطبي علي مبارك لا في شرم الشيخ ولا في غيرها. ولم يتابع حالته حتي عن بعد. وأنه قد تلقي تهديدات بالقتل هو وأسرته إذا جاء إلي مصر.
والمستندات التي لدي حول "بوشلر" ومرض "الرئيس" كثيرة وعديدة، تبدأ من الطلب الذي تقدم به محامي مبارك بتاريخ 16 يونية 2011 للنائب العام المستشار عبدالمجيد محمود يلتمس فيه مخاطبة الأستاذ الدكتور ماركوس بوشلر للحضور الي مستشفي شرم الشيخ لفحص الرئيس السابق وإجراء اللازم، وأن الطبيب بوشلر علي أتم استعداد للحضور حتي تمت مخاطبته واستدعاؤه بوجه رسمي.. إلا أن هذا الطلب بالالتماس لم يتم البت فيه متي تاريخ 26 يونية الماضي، فأرسل "محامي" مبارك للمشير محمد حسين طنطاوي خطاباً جاء فيه:
حضرة صاحب الفخامة.. سيادة المشير/ محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة..
أهدي فخامتكم أطيب تحية مقرونة بأصدق الأمنيات بالتوفيق والسداد.
وأنهي الي فخامتكم أن معالي النائب العام كان قد أرسل الي سيادتكم بتاريخ 16/6/2011 الطلب الذي قدمته لسيادته في هذا التاريخ ملتمسا سرعة اخطار الجراح الدكتور/ مركوس بوشلر، الأستاذ بمستشفي جامعة هايدلبرج بألمانيا، للحضور الي مستشفي شرم الشيخ الدولي للكشف علي الرئيس السابق محمد حسني مبارك "وحاليا الفريق طيار مدي الحياة محمد حسني مبارك ـ عملاً بأحكام القرار بقانون رقم 35 لسنة 1979 المعمول به اعتبارا من تاريخ صدوره في 26/5/1979 طبقا لصريح نص المادة السادسة منه والمنشور في نفس التاريخ بالعدد 21 مكرر من الجريدة الرسمية باعتبار أنه الجراح الذي كان قد أجري جراحة خطيرة للرئيس السابق بتاريخ 6/3/2010 في المانيا لاستئصال أورام سرطانية أسفل القناة المرارية، استدعت استئصال الاثني عشر وجزء من
البنكرياس "رأس البنكرياس" والمرارة والقناة المرارية الكبري، ولم تتم أية متابعة أو علاجات بعد الجراحة، لمدة تزيد الآن علي سنة وثلاثة أشهر، بما ينذر بارتداد الأورام السرطانية حسبما أفاد الأطباء المصريون سواء من أطباء القوات المسلحة أو من أساتذة الجامعات "مرفق التقارير" وقد اتبعت طلبي المشار اليه بمذكرة مؤرخة 21/6/2011 "تم ارسالها بدورها الي فخامتكم" أبديت فيها استعدادنا لتحمل نفقات سفر واقامة وأتعاب الجراح المذكور.
وإذا لم يتم استدعاء الجراح المذكور حتي اليوم، فإنني أرجو فخامتكم التفضل بالتوجيه الي سرعة استدعائه بوجه رسمي، وهو علي أتم استعداد للحضور فوراً اذا تم الاتصال به بإجراء رسمي.
وختاماً انتهز هذه الفرصة كيما أعرب لفخامتكم وللمجلس الموقر عن أسمي آيات الاحترام والتقدير..
وكيل الرئيس السابق.. الفريق طيار مدي الحياة محمد حسني مبارك
فريد الديب.. المحامي بالنقض ولأسباب قانونية بحتة كانت تعليمات قد صدرت لاتخاذ إجراء حيال هذا الطلب المقدم للمشير ومن قبله للنائب العام، فأرسل رئيس المكتب الفني للنائب العام خطاباً في 3 يوليو 2011 إلي محامي مبارك ووكيله فريد الديب أبلغه فيه بتصريح النائب العام للطبيب ماركوس بوشلر للحضور إلي مستشفي شرم الشيخ التابعة لوزارة الصحة، للكشف طبياً علي الرئيس السابق، مع تحمل مصروفات السفر والاقامة وأتعاب الطبيب المذكور. وأشار خطاب رئيس المكتب الفني للنائب العام إلي أن المستشار الدكتور النائب العام قد أرسل كتابا إلي السيد وزير الداخلية بتاريخ ذات اليوم (3 يوليو 2011) بالتصريح بتمكين الطبيب المذكور من توقيع الكشف الطبي علي الرئيس السابق، وإجراء الفحوص الطبية اللازمة، وإعداد تقرير بنتيجة الفحص.
إلي هنا والأمور تبدو وكأنها تسير طبيعية وان كان يشوبها التباطؤ.. لكن في اليوم التالي لوصول خطاب رئيس المكتب الفني للنائب العام الذي يفيد التصريح للطبيب الألماني للحضور والكشف الطبي، أرسل وكيل مبارك ومحاميه خطابا في 4 يوليو 2011 إلي سفير ألمانيا بالقاهرة يطلب فيه اتخاذ إجراءات استدعاء الطبيب.. وجاء في الخطاب:
سعادة سفير ألمانيا بالقاهرة
ولما كان الأطباء في مصر قد أوصوا مؤخرا (وبالتحديد في تقرير لهم بتاريخ 24/5/2011) بضرورة الكشف علي الرئيس السابق- المحتجز حاليا بمستشفي شرم الشيخ الدولي- بواسطة البروفيسور دكتور ماركوس بوشلر فقد تم الاتصال بسيادته بواسطة طبيب رئاسة الجمهورية الدكتور محمد الديب (الذي كان مرافقا للرئيس السابق في مستشفي هايدلبرج أثناء الجراحة) فأبدي استعداده الكامل للحضور إلي مستشفي شرم الشيخ الدولي لتوقيع الكشف الطبي علي الرئيس السابق شريطة إعلام السلطات الألمانية واستصدار التصريح اللازم بزيارة الرئيس السابق من السلطات المصرية.
ولذا تقدمت لسيادة النائب العام المصري- بصفتي وكيلا ومحاميا عن الرئيس السابق- لإصدار التصريح اللازم، فأذن سيادته، وأتشرف بأن أرفق بخطابي هذا صورة من الكتاب الرسمي الذي تلقيته أمس الموافق 3/7/2011 من سيادة رئيس المكتب الفني للنائب العام متضمناً أن سيادة النائب العام أخطر السيد وزير الداخلية بالتصريح بتمكين الطبيب الألماني البروفيسور دكتور ماركوس بوشلر من توقيع الكشف الطبي علي الرئيس السابق وإجراء الفحوص الطبية اللازمة وإعداد تقرير بنتيجة الفحص.
فأرجو التفضل بإخطار السلطات الألمانية المختصة في ألمانيا للتكرم باتخاذ اللازم نحو سرعة حضور البروفيسور دكتور ماركوس بوشلر إلي مستشفي شرم الشيخ الدولي في أقرب وقت ممكن نظرا لشدة حاجة الرئيس السابق إليه، وسوف نتحمل مصروفات سفر سيادته ومصروفات إقامته وأتعابه.
وأنتهز هذه الفرصة كيما أعرب لسيادتكم عن خالص الاحترام والتقدير. وكيل الرئيس السابق محمد حسني مبارك.. فريد الديب.. المحامي بالنقض، تحريرًا في الاثنين 4/7/2011.
ومرت 9 أيام علي خطاب «الديب» للسفارة الألمانية ولم تأت أي أخبار عن قدوم الطبيب. فلجأ «الديب» إلي الطبيب مباشرة وخاطبه في 13 يوليو علي الإيميل الخاص به برسالة قال له فيها:
البروفيسور دكتور بوشلر
أنا اسمي فريد الديب، ومهنتي محام، وموكل عن الرئيس السابق حسني مبارك للدفاع عنه في القضية التي تحددت لها جلسة 3/8/2011. لقد مر أكثر من عام علي إجراء الجراحة دون متابعة لحالة الرئيس، ثم وقعت أحداث في مصر استحسن معها الرئيس أن يتخلي عن منصب رئيس الجمهورية، وهو الآن يرقد علي سرير المرض بمستشفي شرم الشيخ الدولي منذ 12/4/2011 دون علاج للأورام، مما يعرضه لمنتهي الخطر.
وقد علمت من الدكتور محمد الديب أنكم أبديتم له استعدادكم الكامل للحضور إلي مستشفي شرم الشيخ الدولي للكشف علي الرئيس السابق بشرط صدور تصريح رسمي لكم بذلك من السلطات المصرية المختصة. وقد حصلت لكم علي هذا التصريح من أعلي السلطات، وأبلغت به السفارة الألمانية بالقاهرة، وبعد يومين اتصل بي أحد المسئولين بالسفارة وأعلمني بأنه تم اخطار السلطات الألمانية بصدور التصريح وبأنه تم- أيضا- اخطاركم بذلك. ونحن نترقب وصول أي رسالة أو تليفون منكم إلي الدكتور محمد الديب لتحديد موعد وصولكم علي نفقتنا، لكنكم لا تردون علي اتصالات أو علي رسائل الدكتور محمد الديب، فما الذي جري؟.
انني أناشدكم سرعة الحضور لأن العالم بأسره ينتظر حضوركم، وإذا كان وعدكم للدكتور محمد الديب بالحضور قد تغير لأي سبب فنرجو الرد صراحة.
إلا أن الألماني «بوشلر» فجر مفاجأة كبري عندما أرسل رسالة إلي الدكتور محمد الديب الطبيب المصري المعالج للرئيس السابق قال فيها:
عزيزي محمد
لقد وصلتني الإيميلات من المحامي، الوضع صعب للأسباب التالية:
1- لقد أجريت عملية جراحية شفائية في العام الماضي ولا أعتقد عودة ظهور المرض مرة أخري، أما الأمراض الأخري مثل حدوث ذبذبات القلب والفشل الكلوي المزمن فمن الممكن ظهورها في أي وقت.
2- السلطات لدينا نصحتني أن المحامين الخاصين بالمريض سوف يستخدمونني كأداة للوصول إلي أن المريض غير قادر للذهاب للمحكمة، وأنا أعتقد أن استراتيجية المحامين هذه صحيحة من وجهة نظري فإن هذه الاستراتيجية خطيرة لأنني تلقيت رسائل إليكترونية تنذرني انني إذا تدخلت في إجراءات سير المحاكمة فإنهم سوف يقتلونني أنا وأسرتي.
3- أنا أعمل طبيباً ولست سياسياً، وأنا أحب المريض وأكن له ولأسرته احتراما عميقا، ومن وجهة نظري الشخصية كوني طبيبه فإنني أرحب بمقابلته ودعمه، ولكن في هذه اللحظة فإنني لا أستطيع تقديم الدعم له بدون التدخل في العملية السياسية. دعنا نتحادث تليفونيا مرة أخري، أرجو تبليغ تحياتي الشخصية للمريض وأسرته.. أمنياتي الطيبة.. ماركوس.
وفي 14 يوليو رد الديب علي الرسالة بأخري علي بريد الدكتور بوشلر جاء فيها:
عزيزي البروفيسور دكتور بوشلر
لقد سمحت لنفسي بأن أخاطبك هذه المرة بكلمة «عزيزي» لانك صرت بالفعل عزيزاً لديّ بسبب سرعة ردك ـ تليفونياً ـ علي رسالتي التي أرسلتها اليك مساء أمس عن طريق الدكتور محمد الديب وبسبب صراحتك وإفصاحك عن المخاوف التي انتابتك من التهديدات التي وصلتك من مجهولين. وأقول لك ـ بكل الصدق ـ ان من أرسلوا اليك تلك التهديدات جبناء لا يقوون علي المساس بك أو بأحد من أفراد أسرتك لانني تلقيت مثل هذه التهديدات قبلك سراً وعلانية ومنذ شهور مضت فسخرت منها ولم التفت اليها بل وتحديت الجبناء الذين أرسلوها فاختبأوا في جحورهم ثم مضوا الي غير رجعة.
وقد أخطرت السلطات الامنية في مصر بمخاوفك فتعهدت بتوفير الحماية الامنية الشديدة لك. واتفقت مع المسئولين علي أن يكون موعد وصولك وموعد عودتك سراً لا يذاع أبداً وسأرافقك بنفسي مع القوة الامنية اللازمة منذ وصولك حتي مغادرتك. هذا في مصر، أما حمايتك أنت وأفراد أسرتك في ألمانيا فأعتقد أن السلطات الامنية الألمانية أقدر من يقوم بهذه المهمة. ان أغلبية الشعب المصري تحب الرئيس مبارك ولا تسمح بالاضرار به أو بمن يقدم له العون لاجتياز الظروف الصحية الصعبة التي يمر بها. والناس هنا في بلدي يحبون ويقدرون الالمان وأنت منهم فلا تخذلني وتخذل الناس أجمعين فأنت جندي من جنود مهنة الطب ولا يليق بالجندي أن يهرب من الميدان لأي سبب فما بالك والسبب الذي يواجهنا مجرد تهديدات فارغة جبانة. انني في انتظارك أيها الطبيب العظيم لان مريضك العظيم ـ أيضاً ـ ينتظر منك العون والمساعدة. وأعلم أن الله معنا.
ولعل ذلك ما دفع «الديب» لأن يرسل رسالة أخري وأخيرة للبروفيسور بوشلر كانت شديدة اللهجة وطغت عليها ملامح اليأس من امكانية تلبية طلب مبارك وأسرته بأن يأتي الطبيب الوحيد العالم بحالته. فكتب «الديب» لـ«بوشلر» فجر الثلاثاء 19 يوليو 2011 قائلاً:
من: فريد الديب المحامي
إلي: البروفيسور دكتور ماركوس بوشلر
اطلعت علي الإيميل المؤرخ 17/7/2011 المرسل منكم الي الدكتور محمد الديب رداً علي الإيميلات المرسلة مني اليكم عن طريقه. وكم أسفت أسفاً شديداً لما ذكرتموه في ذلك الإيميل للاسباب الآتية:
1 ـ قلت ان السلطات عندك نصحتك بأن المحامين يرغبون في اتخاذ تقريرك سبباً لعدم ذهاب المريض الي المحكمة لمحاكمته لكنك لم تفصح عن السلطات التي نصحتك بهذا الافتراء.
وأرجو أن تعلم انه ليس لمريضك محامون وإنما هو محام واحد فقط هو أنا ولم يحدث اطلاقاً أنني سعيت الي الحصول علي تقرير منك يبرر عدم ذهاب الرئيس السابق الي المحكمة لانني أتمني من كل قلبي أن تسمح الحالة الصحية للرئيس مبارك أن يذهب الي المحكمة حتي أتمكن من إبداء الدفاع عنه لان القانون المصري لا يجيز الدفاع عن متهم غير حاضر أمام المحكمة وإنما لجأت اليك ياسيدي لكي تتم أداء واجبك تجاه مريضك لكي يُشفي ويتعافي كأي مريض من مرضاك.
2 ـ ذكرت في الإيميل المؤرخ 17/7/2011 سبباً لعدم حضورك يتناقض مع السبب الذي ذكرته تليفونياً من قبل حول خوفك من تهديدات وصلت اليك فما هو السبب الحقيقي لامتناعك عن تقديم العون الطبي لمريضك هل هو الخوف من التهديدات التافهة أم الرغبة في عدم استغلال تقريرك في عدم ذهاب المريض للمحكمة؟.
3 ـ قلت انك طبيب ولست سياسياً. فهل قيامك بالكشف علي مريضك ومتابعة حالته بعد الجراحة الخطيرة التي أجريتها له يعد عملاً سياسياً؟.
4 ـ أنهيت الإيميل برغبتك في التواصل معك تليفونياً.. فهل أفهم من هذا أنك مازلت تفكر أم أن قرارك النهائي هو الحنث بقسم أبو قراط ونُكولُك عن مساعدة مريضك الذي في مسيس الحاجة اليك كطبيب وليس لاي سبب أو هدف آخر خلاف الرغبة في الشفاء بعد أن أكدت أن هناك مضاعفات قد تصيب المريض (مثل ذبذبات القلب والفشل الكلوي وقد حدثت الاولي فعلاً حسبما أفاد الاطباء في مصر).
5 ـ لقد أضعت وقتاً طويلاً ما بين استصدار التصاريح الرسمية التي طلبتها وبين الهروب من الرد علي التليفون وبين التعلل بعلل واهية لا تليق بك كطبيب عالمي كبير أم تراك لا تؤدي واجبك كطبيب إلا لمن كان في منصب كبير فإذا زال عنه المنصب لم يعد مهماً رغم مرضه وحاجته اليك؟.
6 ـ وأخيراً أرجو الرد بصراحة بنعم أو بلا مع العلم بأنني علي استعداد لان أدفع لك ومقدماً اذا أردت أية أتعاب تطلبها لانني لا أبتغي سوي غرض واحد هو إنقاذ حياة الرئيس السابق مبارك.
ورفض بوشلر الرد علي الاتصالات والرسائل. كما رفض الحضور بسبب التهديدات التي وصلته وحذرته من الحضور الي مصر ومتابعة حالة الرئيس السابق.. تلك التهديدات التي لم يجد بوشلر مفراً من أن يذكرها ويحولها للطبيب محمد الديب الطبيب المصري المعالج لمبارك.
ومن تلك التهديدات كما وردت في الإيميل الذي أرسله لزميله المصري: «كارثة لو تورطت في علاج مبارك الذي أصابنا بالسرطان.. والمرضي في المستشفيات الحكومية ليس لهم أسرة وهم ملقون علي السلالم».
ومنها: «هل تعلم يا بوشلر كم عدد مرضي السرطان في مصر؟.. وهل تعلم أن أتعابك التي ستتلقاها سيسددها لك من أموالنا التي استولي عليها بالغش؟. هل تعلم أن العلاج السليم في عهده أصبح مستحيلاً في الوقت الذي يتاح له أن يذهب لك في ألمانيا للعلاج أو تأتي له أنت في مصر».
وربما التحذير الذي وصل بوشلر قد وتره وخوفه من أن يكون طعماً عندما حذره شخص ما لم يفصح عنه قائلاً: «كيف تقبل أن تكون جزءاً من لعبة المحامين؟! واذا كان محاموه يزعمون أن السرطان قد انتشر في جسده كله فماذا ستفعل له عندما تأتي؟ هل ستقول له السلام عليكم وتغادر؟.
وقال له آخر: «لو حضرت الي شرم الشيخ سأقف أمام المستشفي وأتظاهر وأصب لعناتي عليك.. وأتمني أن يخطفك بدو سيناء.. وسوف أضع الإيميل الخاص بك علي الفيس بوك لتتلقي ردود الافعال اذا ما جئت الي مصر.. أنت دمرت أعصاب 80 مليون مصري.. أتمني أن تذهب الي الجحيم».
بوشلر خاف من الثوار أم خاف علي أسرته؟ أم أن جهات أخري دخلت علي الخط ومنعته؟ كل شيء جائز وممكن.. لكن ليس ممكناً بوجود كل هذه المستندات أن نصدق أن بوشلر جاء الي شرم الشيخ وكشف علي مريضه وشخص حالته وأعد تقريره.. ولو أن ذلك قد حدث ما ذهب وكيل مبارك الي النائب العام مرة أخري يطلب فيه التصريح للاستاذ الدكتور ياسر صلاح عبدالقادر أستاذ علاج الاورام بطب القاهرة ومدير مركز قصر العيني لعلاج الاورام ليتولي علاج الرئيس السابق مبارك من الاورام السرطانية بعد أن امتنع طبيبه الالماني عن الحضور بسبب تلقيه تهديدات له وأسرته.
انتهت المستندات.. وانتهي الكلام.. غير عبارة واحدة.. «بوشلر لم يأت الي مصر ولم يوقع الكشف الطبي علي مبارك حتي كتابة هذه السطور.