مهدي عمار
05-22-2003, 04:03 PM
------------------------------------------ الحدث ------------------------------------------
التفجيرات الأخيرة في الرياض والدار البيضاء
أتت حوادث التفجير التي ضربت مدينة الرياض السعودية بتاريخ 11 ربيع الأول 1424هـ الموافق 13-5-2003م ومدينة الدار البيضاء المغربية بتاريخ 15 ربيع الأول الموافق 17-5-2003م، لتسلّط الضوء على هذه الممارسات المشبوهة التي تسيء إلى صورة الإسلام، وتقدّم المبرّر لأميركا في متابعة حملتها المزعومة ضدّ ما تسميه "الإرهاب"!
------------------------------------------ الموقف -----------------------------------------
فلسطين هي الساحة التي يتطهّر فيها العمل الإستشهادي
السيد فضل الله : أمريكا هي المسؤولة عن ظاهرة الإرهاب في العالم العربي والإسلامي
سئل سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله في ندوته الأسبوعية: كيف تنظرون إلى اثار هذه التفجيرات في ظل المرحلة الصعبة التي تعصف ببلاد المسلمين والعرب؟
فأجاب: "لعل العقلية التي تحكم من يقف وراء هذه التفجيرات هي العقلية التي تركت ولا تزال، اثارها السلبية في مجمل الواقع الإسلامي بصرف النظر عن المواقع التي تحركت فيها، لأنها تنطلق من ذهنية محدودة الأفاق اصطدمت بجدران سياسية مقفلة وبواقع دولي استباح المنطقة العربية والإسلامية لخدمة مصالحه ومصالح إسرائيل... فظن هؤلاء أن الوسيلة الأفضل لاختراق هذه الجدران تتمثل في هذه الطريقة التي لا يمكن لأحد أن يتحدث عن مسوغات ومبررات شرعية لها لأنها اعتداءٌ مباشر على الأبرياء وقتل متعمد لمن لا ذنب لهم سواء أكانوا من حملة جنسية معينة أو لأنهم تواجدوا في هذا المكان أو ذاك.
نحن نعتقد أن خطورة هذه العمليات تكمن في ناحيتين: الناحية الأولى هي أنها تمثل استمراراً لمنطق غير سليم عمل على تشويه صورة الإسلام في العالم وعلى تقديمه كدين يحض على القتل ويستسهل سفك دماء الناس من دون أي مبرر، الأمر الذي شكّل عائقاً كبيراً أمام حركة الدعوة الإسلامية وعطّل الكثير من الامكانات والوسائل التي كان يمكن أن تبلغ أهدافاً كبرى في المسيرة الإسلامية حتى في البلاد الغربية. و تتمثل الناحية الثانية في أن هذه الأعمال هي بمثابة الدعوة غير المباشرة إلى المستكبرين كي يواصلوا حربهم واستهدافهم لبلاد المسلمين تحت عنوان مواصلة الحرب على ما يسمى بالإرهاب وصولاً إلى استباحة الأمن الإسلامي والعربي العام، والسيطرة على مقدرات الأمة، ومن ثم صرف الأولويات عن النظر إلى الوجود الأميركي كاحتلال والتفتيش عن صيغ وعناوين جديدة لهذا الاحتلال، ربما كتوطئة لاستدعائه ولو بشكل غير مباشر إلى مواقع جديدة في منطقتنا.
إننا في الوقت الذي نعرف أن الولايات المتحدة الأميركية هي المسؤولة قبل غيرها عن إنتشار هذه الظاهرة في العالم العربي والإسلامي من خلال رعايتها في البداية، ثم من خلال دعمها المطلق لإسرائيل وضغطها المتواصل على العرب والمسلمين وعلى الفلسطينيين خاصة، وإيصالها الوضع في المنطقة إلى هذا المستوى من الفقر بعد كل عمليات النهب المباشرة أو غير المباشرة، إلا أننا لا نجد أن هذه الوسيلة يمكن أن تكون مبررة من الناحية الإسلامية، فضلاً عن أنها تقدم خدمة كبرى للمستكبرين من حيث أنها تروّج لإدعاءاتهم في أنهم يأتون إلى أرض خالية من القيم، ليزرعوا فيها قيم الحرية والديمقراطية كما يزعمون، أو ليباشروا التغيير فيها على قياس مصالحهم وأطماعهم.
لقد كنا نؤكد، ولا نزال، بأن ساحة المعركة الحقيقية هي ساحة الجهاد ضد الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، حيث تأخذ العمليات شرعيتها الطبيعية في مواجهة المحتل والمغتصب، فالعمليات الاستشهادية الفلسطينية وسيلة الدفاع الفلسطينية عن الوجود في مواجهة الحرب الإسرائيلية على الوجود الفلسطيني كله، وهي لا تستهدف قتل المدنيين بل قتل الأمن الإسرائيلي الذي يعمل على استباحة الأمن الفلسطيني بشكل كامل... ولذلك فإن فلسطين هي الأرض التي يتطهّر فيها العمل الجهادي ويلبس فيها الإستشهاد ثوب العزة والكرامة وهي البوصلة التي يتعين على الضائعين والتائهين أن يتطلعوا إليها لئلا تخيب ضرباتهم وأهدافهم".
التفجيرات الأخيرة في الرياض والدار البيضاء
أتت حوادث التفجير التي ضربت مدينة الرياض السعودية بتاريخ 11 ربيع الأول 1424هـ الموافق 13-5-2003م ومدينة الدار البيضاء المغربية بتاريخ 15 ربيع الأول الموافق 17-5-2003م، لتسلّط الضوء على هذه الممارسات المشبوهة التي تسيء إلى صورة الإسلام، وتقدّم المبرّر لأميركا في متابعة حملتها المزعومة ضدّ ما تسميه "الإرهاب"!
------------------------------------------ الموقف -----------------------------------------
فلسطين هي الساحة التي يتطهّر فيها العمل الإستشهادي
السيد فضل الله : أمريكا هي المسؤولة عن ظاهرة الإرهاب في العالم العربي والإسلامي
سئل سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله في ندوته الأسبوعية: كيف تنظرون إلى اثار هذه التفجيرات في ظل المرحلة الصعبة التي تعصف ببلاد المسلمين والعرب؟
فأجاب: "لعل العقلية التي تحكم من يقف وراء هذه التفجيرات هي العقلية التي تركت ولا تزال، اثارها السلبية في مجمل الواقع الإسلامي بصرف النظر عن المواقع التي تحركت فيها، لأنها تنطلق من ذهنية محدودة الأفاق اصطدمت بجدران سياسية مقفلة وبواقع دولي استباح المنطقة العربية والإسلامية لخدمة مصالحه ومصالح إسرائيل... فظن هؤلاء أن الوسيلة الأفضل لاختراق هذه الجدران تتمثل في هذه الطريقة التي لا يمكن لأحد أن يتحدث عن مسوغات ومبررات شرعية لها لأنها اعتداءٌ مباشر على الأبرياء وقتل متعمد لمن لا ذنب لهم سواء أكانوا من حملة جنسية معينة أو لأنهم تواجدوا في هذا المكان أو ذاك.
نحن نعتقد أن خطورة هذه العمليات تكمن في ناحيتين: الناحية الأولى هي أنها تمثل استمراراً لمنطق غير سليم عمل على تشويه صورة الإسلام في العالم وعلى تقديمه كدين يحض على القتل ويستسهل سفك دماء الناس من دون أي مبرر، الأمر الذي شكّل عائقاً كبيراً أمام حركة الدعوة الإسلامية وعطّل الكثير من الامكانات والوسائل التي كان يمكن أن تبلغ أهدافاً كبرى في المسيرة الإسلامية حتى في البلاد الغربية. و تتمثل الناحية الثانية في أن هذه الأعمال هي بمثابة الدعوة غير المباشرة إلى المستكبرين كي يواصلوا حربهم واستهدافهم لبلاد المسلمين تحت عنوان مواصلة الحرب على ما يسمى بالإرهاب وصولاً إلى استباحة الأمن الإسلامي والعربي العام، والسيطرة على مقدرات الأمة، ومن ثم صرف الأولويات عن النظر إلى الوجود الأميركي كاحتلال والتفتيش عن صيغ وعناوين جديدة لهذا الاحتلال، ربما كتوطئة لاستدعائه ولو بشكل غير مباشر إلى مواقع جديدة في منطقتنا.
إننا في الوقت الذي نعرف أن الولايات المتحدة الأميركية هي المسؤولة قبل غيرها عن إنتشار هذه الظاهرة في العالم العربي والإسلامي من خلال رعايتها في البداية، ثم من خلال دعمها المطلق لإسرائيل وضغطها المتواصل على العرب والمسلمين وعلى الفلسطينيين خاصة، وإيصالها الوضع في المنطقة إلى هذا المستوى من الفقر بعد كل عمليات النهب المباشرة أو غير المباشرة، إلا أننا لا نجد أن هذه الوسيلة يمكن أن تكون مبررة من الناحية الإسلامية، فضلاً عن أنها تقدم خدمة كبرى للمستكبرين من حيث أنها تروّج لإدعاءاتهم في أنهم يأتون إلى أرض خالية من القيم، ليزرعوا فيها قيم الحرية والديمقراطية كما يزعمون، أو ليباشروا التغيير فيها على قياس مصالحهم وأطماعهم.
لقد كنا نؤكد، ولا نزال، بأن ساحة المعركة الحقيقية هي ساحة الجهاد ضد الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، حيث تأخذ العمليات شرعيتها الطبيعية في مواجهة المحتل والمغتصب، فالعمليات الاستشهادية الفلسطينية وسيلة الدفاع الفلسطينية عن الوجود في مواجهة الحرب الإسرائيلية على الوجود الفلسطيني كله، وهي لا تستهدف قتل المدنيين بل قتل الأمن الإسرائيلي الذي يعمل على استباحة الأمن الفلسطيني بشكل كامل... ولذلك فإن فلسطين هي الأرض التي يتطهّر فيها العمل الجهادي ويلبس فيها الإستشهاد ثوب العزة والكرامة وهي البوصلة التي يتعين على الضائعين والتائهين أن يتطلعوا إليها لئلا تخيب ضرباتهم وأهدافهم".