السلفية , أنتكاسة للعقل,وردة نحو الجاهلية (مقال لعمار المالكي)

[الدكتور عادل رضا]

السلفية مدرسة تضرب جذورها في عمق التاريخ العربي والاسلامي , الذي خطّت ورسمت ملامحه على ايدي طغاة لم تعرف

البشرية مثيلا لهم قسوة ووحشية .

قامت هذه المدرسة بتعمّد الاساءة والتشويه لصورة الاسلام وتحريفه , والاتيان بإسلام بديل , صاغوه وفصّلوه على مقاسات

حكام الجور الذين ملكوا امور المسلمين .

لقد زوّروا التأريخ الاسلامي , وشوّهوا وجه الاسلام , دينا وحضارة وتأريخ .

فهم يقدمون الاسلام الآن الى البشرية , على انه دين عنف وقتل وترهيب وترويع , ولكي يؤسسوا لمباديء هذه المدرسة الارهابية ,

قام مؤسسوا المنهج السلفي بعمليات تزوير منظمة ومبرمجة لحقائق التاريخ .

يلاحظ الباحث ان من أولى أولويات الفكر السلفي هو الاصرار على الإساءة الى شخصية الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم , وتصويره على انه قاتل , وجزّار, يمارس قتل الناس بعد سمل اعينهم , وبقتل بعض الاشخاص رغم تعلّقهم باستار الكعبة ! ! ! ! ! ! وذلك لسببين , ليبرروا , اولا ماقام به الحكّام الغاصبون للخلافة من جرائم للحفاظ على ملكهم هذا من جهة ومن جهة اخرى ليقوموا باضفاء الشرعية على مايقومون به من بشاعات بحق البشرية في كل مكان يتواجدون فيه .. وثانيا ليقوموا برفع منزلة اشخاص في التاريخ لم يستطع التاريخ ان يجّد حسنة واحدة تذكر لاحدهم , مقابل كم هائل من المثالب والسيئات التي اقترفوها , , فكانت مصلحة أشياخهم تقتضي ان يتم رفع مكانة هؤلاء , في اعين العامّة من المسلمين ولن يكون ذلك بحسب رأيهم إلاّ بالاساءة لشخص الرسول ( ص ) .

تراهم يطعنون في شخصية الرسول على مستوى الاخلاق , ليضهروه ان يقدم على كل التصرّفات اللااخلاقية , او الجنسية ,

المشينة ! ! ! ! ! ! يصورون الرسول الاكرم الذي يصفه الله جلّ وعلا : ( وانك لعلى خلق عظيم ) , , , وفي اية اخرى : ( وما ينطق عن الهوى ان هو الاّ وحي يوحى ) , يصوّرونه رجلا يمكن للشيطان ان يلقي على لسانه بآياته ! ! ! صار الذي عصمه الله من

الخطأ رجلا ضعيفا يستطيع حتى اليهود ان يسحروه ! ! ! ! هذا هو التاريخ الذي كتبته اقلامهم .

وتراهم لايتورّعون عن اباحة دماء كل من يخالفهم ولو بجزئية بسيطة , ومن ثم يوزعون فتاوى التكفير على مخالفيهم . وليس هذا بغريب , فان إرثهم الثقافي الارهابي مليء بالفضائح والمؤامرات والارهاب الممنهج , وهم يمتلكون الآن الوسائل الاعلامية , والفضائيات التي تفوح منها رائحة الارهاب , , , وضيفتها تسويق الارهاب بطريقة ممجوجة , ومملة في لاعلميتها وتدعو للسخرية من الصور التي يحاول هؤلاء الاعلاميين السلفيين على مستوى الفضائيات , أو المواقع الألكترونية التي تحمل البصمة السلفية تقديمها عن الاسلام , حيث يؤسسون صورة للاسلام تقوم على ارهاب السيف .

ويجد المرء ان هذه الافكار الاموية المروانية والسلفية المقيتة تنتشر في العالم العربي كالسرطان مما يعطي صورة واضحة

عن مدى التسطيح في الفكر التي وصلت له العامة .

وعلى اية حال فهذا ليس بجديد على تاريخ امة اقدمت على قتل ابن بنت نبيها , وسيد شباب اهل الجنة , والامام المفترض طاعته من ربها , اقدمت على قتله والتمثيل بجثته وسبي عياله , ولم تمضي فترة طويلة على ارتحال نبيها .

فهكذا امة جدير بها ان تجد في الفكر السلفي ظالتها .