سمير
07-24-2011, 06:35 AM
بدر عبداللطيف المنيّس - الجريده
نشر في 22, July 2011
http://aljaridaonline.com/wp-content/themes/aljaridaonline/timthumb.php?src=http://aljaridaonline.com/wp-content/uploads/2011/07/22/132455/4.jpg&h=150&w=110&zc=1&a=t
إلى متى نستمر في النظر إلى الأحداث التي نعيشها نظرة تجزيئية وضيقة؟
وإلى متى نستمر في تكرار وجهات النظر نفسها رغم مرور الزمن وتبدل المعطيات واختلاف السياقات… والأهم من ذلك ضخامة الأوضاع التي نعيشها اليوم كعرب؟
لماذا ينظر كثير منّا إلى شعب البحرين، الذي خرج في مسيرات سلمية يطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية، على أنهم لا يستحقون تعاطفنا في مطالبهم المشروعة فيما يصبون إليه من حريات وإصلاحات سياسية وعدالة اجتماعية، أو في أحسن الأحوال الاعتقاد السائد أن أمرهم لا يعنينا؟ بل إن بعضنا وصل به الأمر إلى الادعاء أنه يجب علينا أن نقف ضدهم لأن ما يقومون به ما هو إلا تنفيذ مؤامرة لخدمة أسيادهم في إيران… أو هكذا يزعمون.
ولكن لو تمعنّا في الأمر قليلا لاتضح لنا أن كثيراً من أفراد «الشعب» البحريني خرج في مسيرات واعتصامات سلمية، ولأن نسبة كبيرة من شعب البحرين هم من إخواننا الشيعة فإن أي مسيرات ضخمة كالتي نشاهدها على التلفزيون، ستشكل جزءاً كبيراً منهم بطبيعة الحال، لأنهم ببساطة يشكلون جزءاً كبيراً من البحرينيين.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، لو أن الأغلبية الساحقة من فئة أخرى، وأن هؤلاء الذين شاهدناهم في دوار اللؤلؤة وفي قرى البحرين، وفي المسيرات السلمية هم من نفس الفئة، فهل كان موقفنا سيختلف منهم ومن مطالبهم؟… الإجابة في الأغلب ستكون «نعم»، وهنا خطيئتنا الكبرى، لأننا لم نحترم إرادة قطاع كبير من الشعب البحريني، ولم نحترم تطلعاته ومطالباته بمزيد من الإصلاحات السياسية والحريات، إلا وفق متطلبات معينة وشروط مسبقة تتماشى مع انحيازاتنا الضيقة وتعصباتنا غير المبررة.
لأن شعب البحرين الذي له الحق في المطالبات السياسية المشروعة هو في نظرنا ينتمي إلى فصيل آخر من شعب البحرين، أما إخواننا البحرينيون الشيعة فهم، في اعتبار الكثير منا، طارئون، وولاؤهم لبلدانهم مشكوك فيه، أو هكذا نوهم أنفسنا. ولهذا فلا لزوم أو داعي أن تكون لهم تطلعات وشيء يصبون إليه، لأنها أشياء زائدة على الحاجة بالنسبة إليهم، أما إن تجرؤوا على المطالبة بشيء ما من هذا القبيل فعلينا أن نصدهم ونقف ضدهم أو في أحسن الأحوال ألا نتعاطف معهم لأنهم ليسوا على مذهبنا.
فإلى متى نستمر في الإصرار على تبني مواقف رجعية عفا عليها الزمن وتجاوزتها الأحداث؟ وماذا سيجدي نفعاً قمع جزء لا يُستهان به من البحرينيين في ظل التحركات الشعبية المتزايدة في الوطن العربي اليوم التي استطاعت تحقيق إنجازات ملموسة وغير مسبوقة للشعب العربي بكل فئاته وطوائفه؟
فلا بد لنا في هذه الظروف الدقيقة التي نعيشها أن نضع لنا عيونا جديدة، ننظر فيها إلى مصالحنا كشعب عربي في جميع طوائفه وفئاته ومذاهبه على أنها مصالح مشتركة يتطلب منا السعي إلى تحقيقها وحمايتها والدفاع عنها، كما يجب علينا أن نكون حذرين من النظر إلى قضايانا الوطنية بعيون بعض مجموعات النخب المسيطرة (المالية، والسياسية، والدينية) التي تسعى إلى الحفاظ على الوضع القائم من الفرقة والتشرذم.
وقد كنا في السابق نتدبر أمرنا بعد تبني وجهات نظر ضيقة، وكان ذلك قبل التظاهرات السلمية الشعبية في الوطن العربي، أما الآن فلا عذر لنا، لأن عواقب أي قرارات أو إجراءات سلبية اليوم في التعامل مع ما يحدث في البحرين ستكون وخيمة على البحرين وعلينا في المنطقة. كما أن المواقف المتعنتة والإجراءات القمعية في التعامل في ما يحدث في البحرين سيمنح أطرافاً خارجية كثيرة فرصة لا تعوض للتدخل في الشؤون الداخلية للبحرين وفي دولنا.
وعليه، حان الوقت لأن نبدأ بالعمل كوسطاء نزيهين بين النخبة السياسية في البحرين والشعب البحريني، نسعى فيه إلى حث وإقناع النخبة السياسية البحرينية بالاستجابة للتطلعات العادلة لجزء كبير من الشعب البحريني من خلال إجراء إصلاحات سياسية أساسية تكفل مزيدا من الحريات والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد بأشكاله، تلك التي قامت لمواجهتها والتصدي لها التحركات الشعبية السلمية، ليس في البحرين فقط إنما في الوطن العربي كافة.
نشر في 22, July 2011
http://aljaridaonline.com/wp-content/themes/aljaridaonline/timthumb.php?src=http://aljaridaonline.com/wp-content/uploads/2011/07/22/132455/4.jpg&h=150&w=110&zc=1&a=t
إلى متى نستمر في النظر إلى الأحداث التي نعيشها نظرة تجزيئية وضيقة؟
وإلى متى نستمر في تكرار وجهات النظر نفسها رغم مرور الزمن وتبدل المعطيات واختلاف السياقات… والأهم من ذلك ضخامة الأوضاع التي نعيشها اليوم كعرب؟
لماذا ينظر كثير منّا إلى شعب البحرين، الذي خرج في مسيرات سلمية يطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية، على أنهم لا يستحقون تعاطفنا في مطالبهم المشروعة فيما يصبون إليه من حريات وإصلاحات سياسية وعدالة اجتماعية، أو في أحسن الأحوال الاعتقاد السائد أن أمرهم لا يعنينا؟ بل إن بعضنا وصل به الأمر إلى الادعاء أنه يجب علينا أن نقف ضدهم لأن ما يقومون به ما هو إلا تنفيذ مؤامرة لخدمة أسيادهم في إيران… أو هكذا يزعمون.
ولكن لو تمعنّا في الأمر قليلا لاتضح لنا أن كثيراً من أفراد «الشعب» البحريني خرج في مسيرات واعتصامات سلمية، ولأن نسبة كبيرة من شعب البحرين هم من إخواننا الشيعة فإن أي مسيرات ضخمة كالتي نشاهدها على التلفزيون، ستشكل جزءاً كبيراً منهم بطبيعة الحال، لأنهم ببساطة يشكلون جزءاً كبيراً من البحرينيين.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، لو أن الأغلبية الساحقة من فئة أخرى، وأن هؤلاء الذين شاهدناهم في دوار اللؤلؤة وفي قرى البحرين، وفي المسيرات السلمية هم من نفس الفئة، فهل كان موقفنا سيختلف منهم ومن مطالبهم؟… الإجابة في الأغلب ستكون «نعم»، وهنا خطيئتنا الكبرى، لأننا لم نحترم إرادة قطاع كبير من الشعب البحريني، ولم نحترم تطلعاته ومطالباته بمزيد من الإصلاحات السياسية والحريات، إلا وفق متطلبات معينة وشروط مسبقة تتماشى مع انحيازاتنا الضيقة وتعصباتنا غير المبررة.
لأن شعب البحرين الذي له الحق في المطالبات السياسية المشروعة هو في نظرنا ينتمي إلى فصيل آخر من شعب البحرين، أما إخواننا البحرينيون الشيعة فهم، في اعتبار الكثير منا، طارئون، وولاؤهم لبلدانهم مشكوك فيه، أو هكذا نوهم أنفسنا. ولهذا فلا لزوم أو داعي أن تكون لهم تطلعات وشيء يصبون إليه، لأنها أشياء زائدة على الحاجة بالنسبة إليهم، أما إن تجرؤوا على المطالبة بشيء ما من هذا القبيل فعلينا أن نصدهم ونقف ضدهم أو في أحسن الأحوال ألا نتعاطف معهم لأنهم ليسوا على مذهبنا.
فإلى متى نستمر في الإصرار على تبني مواقف رجعية عفا عليها الزمن وتجاوزتها الأحداث؟ وماذا سيجدي نفعاً قمع جزء لا يُستهان به من البحرينيين في ظل التحركات الشعبية المتزايدة في الوطن العربي اليوم التي استطاعت تحقيق إنجازات ملموسة وغير مسبوقة للشعب العربي بكل فئاته وطوائفه؟
فلا بد لنا في هذه الظروف الدقيقة التي نعيشها أن نضع لنا عيونا جديدة، ننظر فيها إلى مصالحنا كشعب عربي في جميع طوائفه وفئاته ومذاهبه على أنها مصالح مشتركة يتطلب منا السعي إلى تحقيقها وحمايتها والدفاع عنها، كما يجب علينا أن نكون حذرين من النظر إلى قضايانا الوطنية بعيون بعض مجموعات النخب المسيطرة (المالية، والسياسية، والدينية) التي تسعى إلى الحفاظ على الوضع القائم من الفرقة والتشرذم.
وقد كنا في السابق نتدبر أمرنا بعد تبني وجهات نظر ضيقة، وكان ذلك قبل التظاهرات السلمية الشعبية في الوطن العربي، أما الآن فلا عذر لنا، لأن عواقب أي قرارات أو إجراءات سلبية اليوم في التعامل مع ما يحدث في البحرين ستكون وخيمة على البحرين وعلينا في المنطقة. كما أن المواقف المتعنتة والإجراءات القمعية في التعامل في ما يحدث في البحرين سيمنح أطرافاً خارجية كثيرة فرصة لا تعوض للتدخل في الشؤون الداخلية للبحرين وفي دولنا.
وعليه، حان الوقت لأن نبدأ بالعمل كوسطاء نزيهين بين النخبة السياسية في البحرين والشعب البحريني، نسعى فيه إلى حث وإقناع النخبة السياسية البحرينية بالاستجابة للتطلعات العادلة لجزء كبير من الشعب البحريني من خلال إجراء إصلاحات سياسية أساسية تكفل مزيدا من الحريات والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد بأشكاله، تلك التي قامت لمواجهتها والتصدي لها التحركات الشعبية السلمية، ليس في البحرين فقط إنما في الوطن العربي كافة.