المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحيفة الاخبار اللبنانية ... الحريري غارق بأزمة ويسعى لترتيب أموره مع السعودية



الفتى الذهبي
07-23-2011, 05:46 PM
Sat, 2011-07-23


http://cdn2.alalam.ir/sites/default/files/imagecache/600-420/image/news/alalam-1311409947.jpg

ذكرت صحيفة "الأخبار" ان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لا زال غارقاً في أزمته المالية، وهي أزمة تضاعفت مع خروجه من السلطة، وتعاظم أزمته السياسية أيضاً.
وتابعت الصحيفة القول ان في فريق الحريري من تولى إشاعة أنباء غير صحيحة، أبرزها أن الحكومة السعودية أعطت الحريري حوالى 20 مليار ريال سعودي لمعالجة أزمة الديون في شركاته. وهي شائعة، بحسب مقربين منه، ذات هدف محدد، هو منع انفراط عقد قطاع كبير من الموالين له بسبب الارتباط الوظيفي به، وخصوصا أن غالبية كبيرة من موظفي "سعودي أوجيه" هم من صيدا وطرابلس وعكار.

وكشفت الصحيفة ان الحريري عمل بقوة، في الشهور القليلة الماضية، لترتيب أموره مع القصر الملكي السعودي، بعدما رفض الملك عبد الله استقباله وكلف الأمير خالد بالمهمة. لكن الاجتماع الأخير له بالملك، أتاح له الحصول على بعض المال لتغطية ديون يعجز حتى الآن عن تسديد نصفها. وفي هذا السياق تؤكد مصادر واسعة الاطلاع داخل "سعودي أوجيه" أن الديون تفوق قدرة الشركة على السداد، وأن هناك عدداً من المقاولين، لكل منهم في ذمة الشركة أكثر من 50 مليون ريال سعودي (نحو 14 مليون دولار)، علماً أن طريقة عمل "سعودي أوجيه" تعتمد على تغذية المقاولين بالسيولة مرة كل 5 أو 6 أشهر.

ولفتت "الأخبار" الى ان رائحة الفساد الذي ينخر "سعودي اوجيه" فاحت الى لبنان منذ ما يقرب خمسة أشهر، وقرّر الحريري إدارة الشركة بنفسه، فاستقدم نخبة من المدقّقين الماليين، ناهز عددهم الـ 40، برئاسة م. ش.

وبحسب الصحيفة، دقق فريق التدقيق في كل الحسابات، وجال على مواقع البناء التي تتسلمها الشركة، واطلع على الحسابات المالية، فوجد فواتير وهمية، ومبالغ طائلة في حسابات مديري الأقسام في الشركة وصلت الى ملايين الريالات السعودية. تفتحت العيون التي كانت مغلقة فترة طويلة عن المفسدين في الشركة نتيجة انشغال رئيس الحكومة السابق طوال السنوات الست الأخيرة في السياسة اللبنانية، وطفت الى السطح كوارث مالية منها:

-اكتشف المدققون أن مدير مشروع "آي ام جي"، وهو فرنسي الجنسية، كان قد اختلس مبلغاً قدره 40 مليون ريال سعودي.

-"شركة التنمية لما وراء البحار"، المملوكة للشيخ بهاء، شقيق سعد، سبق أن التزمت كل الأعمال اللوجستية في "سعودي أوجيه" بصفتها شركة شحن جوي وبحري وتخليص جمركي. هذه الشركة بات لها في ذمة "سعودي اوجيه" اكثر من 33 مليون ريال سعودي (نحو تسعة ملايين دولار). وكان المقربون من سعد قد اتهموا شركة بهاء بأنها كانت تقدم فواتير وهمية بمبالغ خيالية لـ"سعودي أوجيه"، ما يعني أن مستحقاتها قد تكون اقل من الرقم المعلن، لذلك تقرر تجميد العلاقة مع الشركة وإبعادها عن اعمال "سعودي أوجيه" التي لزمت الأعمال نفسها-وعبر الباطن-الى شركة أخرى تدعى "إمداد فور أم" مسجلة باسم سعودي، يملكها ويديرها اللبناني "م. ض."، وهو مدير أحد الأقسام في "سعودي أوجيه"، لكن فريق المدققين التابع للحريري ما لبث أن اتهم هذه الشركة ومديرها بارتكاب مخالفات للقانون أيضاً.

- تلزيم العمل لـ 6 شركات مقاولات يملكها "ف. ش."، وهو المدير العام المساعد للعمليات في "سعودي اوجيه". والشخص الوحيد المخول ضخ المال في المشاريع. وكان سعد الحريري يحول الأموال اليه بالتنسيق مع محمد الحريري، ابن عم سعد، و"بنك البحر المتوسط"، على أن يتولى صرفها على كافة المشاريع في السعودية، إذ إن الرجل كان مسؤولاً عن تلزيم مشاريع البناء للشركات التي يريد، ووضع الميزانية المالية المخصصة لكل موقع تعمل عليه "اوجيه". وما لفت انتباه المدققين أن "ف. ش." ضخ كل المال في مشروع واحد هو جامعة الأميرة نورا في الرياض، ممّا أدى الى تعطّل المشاريع الأخرى، منها مشروع جبل عمر في منطقة مكة، ما أدى الى سحب المشروع من الشركة. كما أن "سعودي أوجيه" وفت بالتزاماتها لـ6 شركات مقاولات فقط، "صدف" أنها الشركات التابعة لـ"ف. ش.". وبعد الاطلاع على حسابات الأخير تبيّن أن هناك مبالغ خيالية موجودة في حسابه وفي حسابات أفراد أسرته. واكتشف المدققون أن ف. ش. اختلس ما يقارب 300 مليون ريال سعودي بالاتفاق مع بعض محاسبي الشركة.

وقد طالبت الحكومة السعودية إدارة "سعودي اوجيه" بتوضيحات، بعدما تبين أن قيمة مشروع جامعة الأميرة نورا أقل بكثير من كلفته، ما اضطر الحريري الى التنقل وقتاً طويلاً بين مكتب وآخر، والى تكثيف اتصالاته بجميع الجهات المسؤولة لتهدئة الوضع.

وقالت "الأخبار" ان ف. ش. وضع لفترة قيد الاقامة الجبرية ثم اتم الحريري معه تسوية اعادته الى العمل مع تدقيق في كل اعماله، ومع سقوطه "كرت السبحة" وبدأ السارقون يتساقطون. اكتشف المدققون فواتير وهمية لآلات وهمية يفترض أنها موجودة وتعمل على الأرض، وذلك بالاتفاق مع بعض مسؤولي العمال في مقابل رشى تراوح قيمتها بين 10 آلاف و15 الف ريال سعودي شهرياً، ومن بين هؤلاء المغربي م. س. الذي يعمل في شركة اخرى تابعة لـ م. ض. ومن المتورطين أيضاً السوري ن. س. وهو مدير العقود في "سعودي اوجيه"، وقد وصلت المبالغ التي اختلسها الى أكثر من 100 مليون ريال سعودي، ومدير المحاسبة اللبناني أ. م. الذي تبين أنه كان يتقاضى رشى من مديري الأقسام، ومنهم م. ض.

وبحسب الصحيفة، يتردد في الرياض أن الحريري عقد اجتماعات مباشرة مع جميع المتهمين بالاختلاس، وحاول إقناعهم بالتنازل في سياق معالجة الأمر.

وقد قبل بعضهم وسويت الأمور حبياً معهم بعد دفع مبالغ من أرباحهم المفترضة، فيما رفض آخرون فأُحيل معظمهم الى الجهات المختصة.