المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " ولله جـنود من رعاة البقر " !!



جمال
11-17-2004, 07:59 PM
كتابات - أحمد الخفاف

تاريخ المسلمين يحدثنا في ثناياه عن أشباه رجال حكموا العرب والمسلمين بالحديد والنار وعبر القتل والترويع بأبشع صورها وهم في قمة السلطة الغاشمة والمُلك بأيديهم يلعبون بها ويتلقفونها كالكرة بين تيم وعدي... فهم الذين نطقوا كفرا عندما قالوا... "لعبت هاشم بالملك فلا.... خبر جاء ولا وحي نزل "!!!.


يقول هذا التاريخ الأسود الملطخ بالدم أن الخليفة معاوية بن أبى سفيان بن حرب أمر بدس السم في قارورة عسل قدمت للإمام الحسن بن علي سبط نبي البشرية محمد خاتم الأنبياء وأشرف خلق الله لكي يغتاله بخسة ودناءة الأمويين المعهودة ويصفيه جسديا حتى يخلو الملك له وحده دون منازع.. و تروي كتب السيرة أنه عندما وصل نبأ استشهاد الإمام الحسن بن علي بفعل السم إلى معاوية آنذاك لم يتمالك خليفة العرب من نشوة الغدر والخيانة والخسة فانفرجت أساريره وجاشت مشاعره للنصر المبين على خليفة المسلمين من آل الرسول فقال قولته الشهيرة " أن لله جنود من عسل " !!!! وهو يرمي إلى السم الذي دُس في العسل والذي أجبر الإمام الحسن على تناوله لاغتياله. وهكذا ببساطة... خليفة العرب والمسلمين يبيح الغدر والخيانة... ويروج للخسة والضعة... ينتهك الأنفس البريئة ويبرر فعلته الشنيعة بقتل أشبه الخلق برسول البشرية... ويوصف السم الزعاف الذي دسه في العسل بأنه "جندي الله"... والمصيبة أن المسلمين آنذاك وما بعدهم يصدقون هذه الترهات ويروجون لهذه المسرحية في كتبهم ويكتب الكتبة تاريخا أسودا لخلفائهم الذين حكموا البلاد والأمصار بجبروت القهر والقوة وترويع المسلمين الآمنين.. والكارثة أن كتب التاريخ تصف هذه الجريمة الآثمة باعتبارها منقبة من مناقب الخليفة ودهاء لا يحاكيه أي دهاء سمعت به العرب والعجم من قبل!! رحماك يا رب من هذا الدين الذي فصّله معاوية وخاطه عمرو بن العاص ليلبسه المسلمين قرونا وقرونا!!


واقتداء منا بسيرة السلف الأموي وخليفة العرب معاوية بن أبي سفيان وسيرا على درب أئمة القوم الذين ملئوا صفحات تاريخ المسلمين بفصول راقية من فعال الغدر والخيانة والخسة والقتل والتشريد لمعارضيهم نقول ونحن في عصرنا هذا المتوهج بأنوار دعاة الخلافة الباهرة وضياء السلف والتابعين وتابعي التابعين وتابعي تابعي التابعين وصولا إلى ابن تيمية وابن الجوزية ومحمد بن عبد الوهاب وبن لادن والزرقاوي نقول ونحن نرى أمامنا من أحداث جسام في العراق ما لا يستطيع العقل تصوره... والزمن من هضمه... والقلوب من تحمله.. نقول كما قال معاوية .. " أن لله جنود من رعاة البقر"... يصولون ويجولون في وكر الشياطين في الفلوجة يقصمون ظهور المجرمين من البعث والوهابيين الذين تحيرت عقول العراقيين من معرفة كنه أفعالهم وطبع سرائرهم وذات أنفسهم، هؤلاء الذين تفتقت مواهبهم الجبارة في القتل والتدمير وتشعشعت أنوار جرائمهم الباهرة ضد كل آدمي.. وضد كل حجر وبشر.. هؤلاء الذين اتحدت قواهم الشريرة ففاقت قوة الشيطان!! طاعونان أبتلي بهما العراق وشعبه أشد ابتلاء يتسابقان في قتل العراقيين.. طاعون البعث يطعن الشعب من الخلف وينهش بجسد العراق.. وطاعون الوهابية يطعن الشعب من الأمام ويفتك بجثة العراق الهامدة.. ولسان حال العراق يقول.. أين يومئذ المفر؟


طاعونان لم تستطع أية قوة في الأرض من التصدي لهما والتغلب عليهما إلا قوة غاشمة واحدة أشد فتكا وبأسا منهما....هم رعاة البقر الأمريكان الذي سلطهم الله تعالى عليهما ليذيقهما شيئا مما أذاقوه للناس الآمنين في أفغانستان والعراق والجزائر وإيران والكويت وغيرها من الأقطار المتضررة من هاذين الطاعونين..


ولتتم الحجة على نزول العذاب على الطاعونين شاءت إرادة الله أن تنجح عمليات استهداف البرجين في نيويورك.. وقد كان ذلك كافيا أن يسلط الله رعاة البقر والثيران الذين لا يفقهون حديثا إلا حديث القوة والعنجهية كصنيعتهما طاعون البعث وطاعون الوهابية.. فانطلق المارد من قمقم تكساس فانسل اليأجوجيون والمأجوجيون من رعاة البقر الأمريكان من كل حدب وصوب تجاه أفغانستان ليقلعوا جذور مجرمي طالبان بعد أن أثخنوا الجراح بالشعب الأفغاني باسم شريعة الإسلام... واتجهوا بعدها صوب مجرمي البعث الصدامي في العراق ليقتلعوا غدة السرطان الصدامية... وهم اليوم يصولون ويجولون في أقوى معسكرات الشر في مدن المثلث التي أثخنت القتل بحق الشعب العراقي طيلة أكثر من ثلاثة عقود من الزمن الأغبر ومازالت!!.


إن ما يحصل للفلوجة اليوم هو عذاب إلهي نزل بساحة قوم فعل سفهائهم الأفاعيل الشنعاء وهزوا عرش الرحمن في السماوات... فسلط الله عليهم قوما أشد بأسا منهم وأكثر ضراوة في الحرب والقتال وأكبر عدة في السلاح فشتت جمعهم ودمرت مدينتهم وأنزلت الصواعق على قريتهم التي لم يحترم أهلها إلا ولا ذمة فقسم من سكانها أرعبوا البلاد والعباد... وتفننوا في القتل وأسرفوا في الذبح... اتخذوا من السلب وتعذيب الناس منهجا لهم... أما القسم الآخر سكت عما جرى... بل قد أيد في أحيان أخرى ما كان يفعله مجرمي القرية فنزل العذاب على القرية بأكملها كما نزل على قوم ثمود... وما عَقَر ناقة صالح إلاَ فردا واحدا وهو احيمر ثمود ولكن الله تعالى قال "فعقروها" أي أن القوم كلهم مشاركون في عملية العقر... سواء بالتفرج دون تحريك ساكن... أو بالدفاع عن عملية العقر وتشجيع ما فعله سفيههم... فأنزل الله عليهم رجزا من السماء فكانوا كأن لم يغنوا بالأمس في مساكنهم جاثمين... والله المستعان على هذه الأوصاف....


لقد شاءت الأقدار أن ينهض البعث الصدامي من رحم المخابرات المركزية الأمريكية في الستينات والحركة الوهابية من رحم المخابرات البريطانية إبان نشأة الدولة السعودية الحديثة.. لقد شاءت الأقدار أيضا أن يقف رعاة البقر الأمريكان بكل قوة إلى جانب البعث الصدامي في حربه ضد إيران وقمعه لشعب العراق المسكين.. كما شاءت الأقدار أن يجهّز رعاة البقر الأمريكان الحركة الوهابية السلفية بقيادة بن لادن في أفغانستان بكل أسباب القوة ضد المد الشيوعي السوفياتي... لقد تربت ونشأت الحركتان من قبل المخابرات الأمريكية وترعرعت في أحضان رعاة البقر الأمريكان بدلال ما بعده دلال... وبعد أن انتهى شهر العسل بين الزوج الأمريكي البشع والزوجتان البعثية والسلفية أراد أولاد سفاح الزوجتين الانتقام من أبيهم الفض الذي غدر بهم وحرمهما من الإرث فما كان من الزوجة الأولى حزب البعث إلا ابتلاع أحد قطط أمريكا السمان فوقع في فخ الكويت... وما كانت من الزوجة الثانية إلا استهداف قلب الزوج الجبار بعنف في عقر داره... وبهذا أعلنت الزوجتان معا الحرب على الساحر الكبير الذي علمهما السحر فكان ما كان..


إن لله في خلقه شؤون وإن لله سنن لا دافع لها ولا مغير... فسبحانه هو مغير الأحوال ومغير القلوب ومغير الزمن... يسلط رسله على من يشاء... ينزع الملك ممن يشاء... ويذل من يشاء ويرفع من يشاء بغير حساب... لقد سلط الله الظالمين على الظالمين... فالوثنيين البابليين سلطهم الله على بني اسرائيل فدخلت جيوش الملك البابلي الأرض المقدسة فأجهزوا عليها وتبروا ما علو تتبيرا وقتلوا اليهود وسبوا كثيرا منهم إلى بابل... وبعدها سلط الله على البابليين قوم كانوا أشد باسا منهم هم الفرس الوثنيين أيضا فدمروا بابل وأرجعوا اليهود إلى فلسطين.. فالله يسلط الظالم على المظلوم ويسلط بعدها من هو أظلم من الظالم نفسه عليه... وهكذا هي سنة التدافع في الكون... ولكل أمة أجل... ولكل حضارة زوال ولو بعد حين وفوق كل ذي قوة قوة أشد منها باسا وأنكل تنكيلا!!


Fatha12000@yahoo.com

Osama
05-01-2006, 10:43 PM
مدينة الفلوجة منذ الزمن القديم كانت مرتعا للصوص وقطاع الطرق وسلابة الطرق وقد كتب عنها احد المستشرقين انه لما زار منطقة ما يسمى بالمثلث السنى وجد قوما يرمونهم بالحجارة فسأل عن تلك المنطقة فقيل له بأنها الفلوجة .