صاحب اللواء
07-20-2011, 06:13 AM
20/07/2011
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2011/07/20/99fa0751-4ddb-40d1-b5c4-93621362fd83.jpg
سكان المحافظات يتبضعون في كردستان
دهوك - موفد القبس نزار حاتم
الصيف العراقي القاسي مع وضع الكهرباء المتردي الذي يزيده استعارا يجعل منه صفيحا ساخنا يكوي الوجوه، اعتاد العراقيون ميسورو الحال الهرب منه بالتوجه الى سوريا ولبنان خلال السنوات القليلة الماضية ليقضوا هناك أوقاتا يرونها ممتعة وخالية من معاناتهم اليومية في مواجهة الحر الشديد.
في هذا الصيف اللاهب تغيرت وجهة العراقيين باتجاه كردستان على خلفية الأحداث الجارية على الساحة السورية.
الطرق الرئيسية التي تربط بغداد بمحافظتي أربيل والسليمانية تغص بالحافلات والسيارات الخاصة التي تقل المسافرين نحو هاتين المحافظتين لينطلقوا منهما نحو المصائف التي يجهد أصحابها في اعادة تأهيلها لاستيعاب الوافدين.
أعداد كبيرة من العائلات وطلبة المدارس يشدون رحالهم نحو محافظة دهوك التي كنت رأيتها في عام 1987 بضيافة رجل كردي لا أنسى فضله في تهريبي منها الى خارج العراق بعد أن ضاقت علينا الأرض بما رحبت في ملاحقة أزلام النظام السابق لنا في ذلك التاريخ.
كانت دهوك آنذاك تشبه القرية الهرمة يجوب فيها رجال الأمن والعسكر ليتلقفوا كل قادم غريب فيما الناس يحبسون أنفاسهم على تلك الأجواء المسوّرة بمظاهر البطش والقسوة.
انقلاب الصورة
توجهت الى هذه المحافظة فيما لاتزال صورتها الكالحة تملأ مخيلتي وأتساءل باستغراب عن سبب توجه هؤلاء القادمين من أهالي بغداد وغيرها من المحافظات العراقية نحو هذه المحافظة التي لم أكن أتخيل أنها تستهوي أحدا.
هذه الصورة انقلبت تماما حالما دخلت المدينة حتى بدت كما لو أنها استبدلت بمدينة أخرى عصرية تسر أنظار الناس.
شوارع معبدة ونظيفة تحفها الأشجار التي تخبئ الكاميرات لضبط سرعة السيارات المحددة بـ 80 كيلومتراً ومن يتجاوزها تترتب عليه الغرامة من أجل تأمين حركة مرورية منضبطة وانسيابية بشكل يثير الشفقة على حركة مرور بغداد التي يفترض أن تكون سباقة في تحقيق هذا المنجز الحضاري اللائق والبسيط.
فنادق بدرجات مختلفة الى حد النجوم الخمس، شيدت بطراز حديث، ومطاعم لا تفتر عن استقبال المريدين ليلا ونهارا في ظل عناية واضحة من اصحابها لتقديم الأفضل بما يغري السياح، في ظل وجود الكهرباء بشكل يثير الدهشة.
أسواق دهوك هي الأخرى عامرة بمختلف السلع والحاجيات التي يتم استيرادها من تركيا وايران بشكل ملحوظ، حتى سوق الفواكه والخضار فيها تم ترتيبه بصورة جميلة.
الأسعار يتحكم فيها الموسم
شوارعها وأسواقها مزدحمة بالعراقيين القادمين من بغداد على نحو خاص، يصطافون ويتبضعون وبأسعار متفاوتة يتحكم موسم السياحة بصعودها ونزولها لا سيما بالنسبة للفنادق والشقق المفروشة المفضلة لدى أصحاب العائلات لما يتوافر فيها من مستلزمات السكنى والإقامة.
أسماء شركات، وعناوين لمحال تجارية لصيقة بواجهات المباني فضلا عن اعلانات المكاتب الخاصة بتنظيم الجولات السياحية في المصائف التي تبعد بمسافات متفاوتة عن مركز المحافظة.
عند بوابات بعض الشقق السكنية يقف عدد من الشباب يرددون بصوت عال « الليلة بورقة « أي سعر الشقة المفروشة بمائة دولار لليلة الواحدة، فيما تقف العائلات طوابير عند هذه الابواب بانتظار حسم الأسعار القابلة للنقاش مع أصحاب هذه الشقق.
خلال لقاءاتنا مع الوافدين لهذه المحافظة أشادوا بنظافتها وتوافر الخدمات ومستلزمات الراحة فضلا عن الأمان، حيث يقيمون فيها، ومنها ينطلقون باتجاه المصائف القريبة والمرتفعة التي تنخفض عندها درجات الحرارة.
الإعمار والعيش الكريم بدلا من السياسة
وأهل المحافظة في ظل حركة السياحة والأسواق ابدوا لنا ارتياحهم فيما شدد البعض في اجابته عن اسئلتنا بشأن الحرية على القول «نحن مرتاحون ويمكننا ان نمارس حريتنا من دون التدخل في الشأن السياسي كما اننا مقتنعون بذلك طالما تشهد محافظتنا حركة اعمار كبيرة ومتنامية بعد حرمان طويل على يد النظام السابق».
الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود البارزاني يعد صاحب اليد الطولى في هذه المحافظة ويتمتع بجماهيرية كبيرة وملحوظة وقد آثر بشكل واضح اعمار المدن والأقضية والنواحي التي يتمتع فيها بنفوذ قوي لأن الناس أو أغلبهم يبحثون عن تأمين حالتهم المعيشية التي تسهم حركة الاعمار ووجود الشركات الأجنبية في تأمينها الى حد بعيد من خلال استيعاب البطالة وحركة السوق، فضلا عن الأمان الذي يعد عاملا مهما في احداث التنمية.
معظم سكان المحافظة والأقضية والقرى والقصبات التابعة لها كانوا في زمن النظام السابق مشردين في تخوم الجبال وعانوا أقسى أنواع الحرمان والتشريد، وبالتالي فانهم يشعرون راهنا ليسوا بحاجة الى الخوض في الصراعات السياسية بقدر حاجتهم للتعويض عن سنوات العذاب التي فقدوا خلالها آلاف الأعزاء فضلا عن مصادر الرزق لا سيما أن جل هؤلاء الناس متحدرون من قرى وعشائر كردية مختلفة تغلب عليها الرغبة في تأمين العيشة الأفضل.
انهم بلا انى شك مسرورون لما يعاينونه في محافظتهم وهي تستقطب من المحافظات الاخرى كل هذه الاعداد الكبيرة من السياح الهاربين من سطوة الطقس الحار وانعدام الخدمات في محافظات كثيرة.
بالزي الكردي
وخلال جولتنا في اسواق هذه المدينة شاهدنا شبابا وفتيات قادمين من بغداد وقد حسبناهم أكرادا بسبب ارتدائهم الزي الكردي، ولما سألناهم عن السبب أجابوا «نرتديها فقط للرغبة في التعبير عن وجودنا هنا في كردستان وسنلتقط فيها صورا قبل ان نعود الى بغداد.
سألناهم عن كثافة عدد القادمين من بغداد وقالوا «كنا نذهب في مثل هذا الصيف الحار الى سورية، ونصطاف في منتجعات عين الخضرة، والفيجة، واللاذقية وقد استبدلناها بمصائف العراق بسبب وضع سورية الذي لم يعد يشجعنا على الذهاب الى هناك.
الشلالات صناعية
> لكن الأجواء هنا حارة أيضا؟
ــــ صحيح لكن في المصائف مثل مصائف شقلاوة تكون الحرارة منخفضة خصوصا عند المغرب والليل كما أن وفرة الكهرباء هنا نعمة نفتقدها في بغداد.
وتابعوا القول «المؤسف أن الشلالات في مصائف كردستان ما عادت مثل السابق بسبب شح المياه وعدم تساقط الثلج بكثافة في الشتاء، فهي صناعية تقوم مضخات ماء بدفع المياه الى قمة الجبل فينزل من القمة على شكل شلال الى الأحواض التي يستغلها الأطفال للسباحة
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2011/07/20/44b5051f-5575-41cf-91c8-6602664a77dc.jpg
الشلالات مراكز سياحية تجدها في كردستان فقط
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2011/07/20/0518ed28-f84d-41e6-a374-aef3f682f864.jpg
الاسواق عامرة بمختلف انواع الفواكه والخضار
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2011/07/20/324d8c5e-9242-4f27-a48c-5fa41bd5b6d2.jpg
حالة الامان جذبت سكان العراق الى شماله
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2011/07/20/99fa0751-4ddb-40d1-b5c4-93621362fd83.jpg
سكان المحافظات يتبضعون في كردستان
دهوك - موفد القبس نزار حاتم
الصيف العراقي القاسي مع وضع الكهرباء المتردي الذي يزيده استعارا يجعل منه صفيحا ساخنا يكوي الوجوه، اعتاد العراقيون ميسورو الحال الهرب منه بالتوجه الى سوريا ولبنان خلال السنوات القليلة الماضية ليقضوا هناك أوقاتا يرونها ممتعة وخالية من معاناتهم اليومية في مواجهة الحر الشديد.
في هذا الصيف اللاهب تغيرت وجهة العراقيين باتجاه كردستان على خلفية الأحداث الجارية على الساحة السورية.
الطرق الرئيسية التي تربط بغداد بمحافظتي أربيل والسليمانية تغص بالحافلات والسيارات الخاصة التي تقل المسافرين نحو هاتين المحافظتين لينطلقوا منهما نحو المصائف التي يجهد أصحابها في اعادة تأهيلها لاستيعاب الوافدين.
أعداد كبيرة من العائلات وطلبة المدارس يشدون رحالهم نحو محافظة دهوك التي كنت رأيتها في عام 1987 بضيافة رجل كردي لا أنسى فضله في تهريبي منها الى خارج العراق بعد أن ضاقت علينا الأرض بما رحبت في ملاحقة أزلام النظام السابق لنا في ذلك التاريخ.
كانت دهوك آنذاك تشبه القرية الهرمة يجوب فيها رجال الأمن والعسكر ليتلقفوا كل قادم غريب فيما الناس يحبسون أنفاسهم على تلك الأجواء المسوّرة بمظاهر البطش والقسوة.
انقلاب الصورة
توجهت الى هذه المحافظة فيما لاتزال صورتها الكالحة تملأ مخيلتي وأتساءل باستغراب عن سبب توجه هؤلاء القادمين من أهالي بغداد وغيرها من المحافظات العراقية نحو هذه المحافظة التي لم أكن أتخيل أنها تستهوي أحدا.
هذه الصورة انقلبت تماما حالما دخلت المدينة حتى بدت كما لو أنها استبدلت بمدينة أخرى عصرية تسر أنظار الناس.
شوارع معبدة ونظيفة تحفها الأشجار التي تخبئ الكاميرات لضبط سرعة السيارات المحددة بـ 80 كيلومتراً ومن يتجاوزها تترتب عليه الغرامة من أجل تأمين حركة مرورية منضبطة وانسيابية بشكل يثير الشفقة على حركة مرور بغداد التي يفترض أن تكون سباقة في تحقيق هذا المنجز الحضاري اللائق والبسيط.
فنادق بدرجات مختلفة الى حد النجوم الخمس، شيدت بطراز حديث، ومطاعم لا تفتر عن استقبال المريدين ليلا ونهارا في ظل عناية واضحة من اصحابها لتقديم الأفضل بما يغري السياح، في ظل وجود الكهرباء بشكل يثير الدهشة.
أسواق دهوك هي الأخرى عامرة بمختلف السلع والحاجيات التي يتم استيرادها من تركيا وايران بشكل ملحوظ، حتى سوق الفواكه والخضار فيها تم ترتيبه بصورة جميلة.
الأسعار يتحكم فيها الموسم
شوارعها وأسواقها مزدحمة بالعراقيين القادمين من بغداد على نحو خاص، يصطافون ويتبضعون وبأسعار متفاوتة يتحكم موسم السياحة بصعودها ونزولها لا سيما بالنسبة للفنادق والشقق المفروشة المفضلة لدى أصحاب العائلات لما يتوافر فيها من مستلزمات السكنى والإقامة.
أسماء شركات، وعناوين لمحال تجارية لصيقة بواجهات المباني فضلا عن اعلانات المكاتب الخاصة بتنظيم الجولات السياحية في المصائف التي تبعد بمسافات متفاوتة عن مركز المحافظة.
عند بوابات بعض الشقق السكنية يقف عدد من الشباب يرددون بصوت عال « الليلة بورقة « أي سعر الشقة المفروشة بمائة دولار لليلة الواحدة، فيما تقف العائلات طوابير عند هذه الابواب بانتظار حسم الأسعار القابلة للنقاش مع أصحاب هذه الشقق.
خلال لقاءاتنا مع الوافدين لهذه المحافظة أشادوا بنظافتها وتوافر الخدمات ومستلزمات الراحة فضلا عن الأمان، حيث يقيمون فيها، ومنها ينطلقون باتجاه المصائف القريبة والمرتفعة التي تنخفض عندها درجات الحرارة.
الإعمار والعيش الكريم بدلا من السياسة
وأهل المحافظة في ظل حركة السياحة والأسواق ابدوا لنا ارتياحهم فيما شدد البعض في اجابته عن اسئلتنا بشأن الحرية على القول «نحن مرتاحون ويمكننا ان نمارس حريتنا من دون التدخل في الشأن السياسي كما اننا مقتنعون بذلك طالما تشهد محافظتنا حركة اعمار كبيرة ومتنامية بعد حرمان طويل على يد النظام السابق».
الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود البارزاني يعد صاحب اليد الطولى في هذه المحافظة ويتمتع بجماهيرية كبيرة وملحوظة وقد آثر بشكل واضح اعمار المدن والأقضية والنواحي التي يتمتع فيها بنفوذ قوي لأن الناس أو أغلبهم يبحثون عن تأمين حالتهم المعيشية التي تسهم حركة الاعمار ووجود الشركات الأجنبية في تأمينها الى حد بعيد من خلال استيعاب البطالة وحركة السوق، فضلا عن الأمان الذي يعد عاملا مهما في احداث التنمية.
معظم سكان المحافظة والأقضية والقرى والقصبات التابعة لها كانوا في زمن النظام السابق مشردين في تخوم الجبال وعانوا أقسى أنواع الحرمان والتشريد، وبالتالي فانهم يشعرون راهنا ليسوا بحاجة الى الخوض في الصراعات السياسية بقدر حاجتهم للتعويض عن سنوات العذاب التي فقدوا خلالها آلاف الأعزاء فضلا عن مصادر الرزق لا سيما أن جل هؤلاء الناس متحدرون من قرى وعشائر كردية مختلفة تغلب عليها الرغبة في تأمين العيشة الأفضل.
انهم بلا انى شك مسرورون لما يعاينونه في محافظتهم وهي تستقطب من المحافظات الاخرى كل هذه الاعداد الكبيرة من السياح الهاربين من سطوة الطقس الحار وانعدام الخدمات في محافظات كثيرة.
بالزي الكردي
وخلال جولتنا في اسواق هذه المدينة شاهدنا شبابا وفتيات قادمين من بغداد وقد حسبناهم أكرادا بسبب ارتدائهم الزي الكردي، ولما سألناهم عن السبب أجابوا «نرتديها فقط للرغبة في التعبير عن وجودنا هنا في كردستان وسنلتقط فيها صورا قبل ان نعود الى بغداد.
سألناهم عن كثافة عدد القادمين من بغداد وقالوا «كنا نذهب في مثل هذا الصيف الحار الى سورية، ونصطاف في منتجعات عين الخضرة، والفيجة، واللاذقية وقد استبدلناها بمصائف العراق بسبب وضع سورية الذي لم يعد يشجعنا على الذهاب الى هناك.
الشلالات صناعية
> لكن الأجواء هنا حارة أيضا؟
ــــ صحيح لكن في المصائف مثل مصائف شقلاوة تكون الحرارة منخفضة خصوصا عند المغرب والليل كما أن وفرة الكهرباء هنا نعمة نفتقدها في بغداد.
وتابعوا القول «المؤسف أن الشلالات في مصائف كردستان ما عادت مثل السابق بسبب شح المياه وعدم تساقط الثلج بكثافة في الشتاء، فهي صناعية تقوم مضخات ماء بدفع المياه الى قمة الجبل فينزل من القمة على شكل شلال الى الأحواض التي يستغلها الأطفال للسباحة
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2011/07/20/44b5051f-5575-41cf-91c8-6602664a77dc.jpg
الشلالات مراكز سياحية تجدها في كردستان فقط
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2011/07/20/0518ed28-f84d-41e6-a374-aef3f682f864.jpg
الاسواق عامرة بمختلف انواع الفواكه والخضار
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2011/07/20/324d8c5e-9242-4f27-a48c-5fa41bd5b6d2.jpg
حالة الامان جذبت سكان العراق الى شماله