المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أي شيــعة تقصدون؟! ..... نسرين العازمي



القمر الاول
07-17-2011, 02:54 AM
http://www.aldaronline.com/Dar/UploadAlDar/Author%20Pictures/image3.jpg


نسرين العازمي - الدار


أصبحت هذه الكلمة عند بعض أهل السنة كالطاعون القاتل الذي يستعيذون منه لمجرد سماع اسمه والنطق به !،

لقد كره البعض هذه الكلمة دون أن يكلف معظمهم عناء معرفة السبب، وحينما وجهت سؤالي لأحدهم وقبل أن أبدأ كلامي أخذ ينفث ويتلعثم ويسبّ ويتخبط بحديثه كارها غاضبا مكشرا متأففا مستعيذا وكأن الذباب يحيط بأنفه !،

تعجبت من ذلك ووقفت لحظة تأمل، وتساءلت أكثر حول مدى هذه الكراهية وما هي اسبابها !

ثم كانت هذه إجابتي له، أي شيعة تقصد بكرهك !، فقال كل الشيعة لأنهم كلهم يكرهون عائشة ولايرضون بخلافة أبوبكر وعمر وهم من يصلي على التراب ويعبدون القبور ويحبون علياً !،


فأخبرته إذا كنت تكره هؤلاء .. فلماذا تكره كلمة شيعة وتكره أناسا حملوها وتكره أناسا شهدوا بأنهم شيعة محمد (ص) وأهل بيته ولم تعرف ما في قلوبهم ! على الرغم من أنك لو فكرت قليلا لوجدت أنك وهم متشابهون، لأنكم جميعا تتبعون النبي محمداً وأهل بيته (ص)، ولِمَ تعمم على الجميع كل تلك الصفات التي طرحتها وشملتهم بها دون بحث، وهل سألت أحدهم إن كنت تكره وتفعل وتنبذ فلاناً وفلاناً ! فقال كلهم كذلك ؟ !!،

وهنا أخبرته أي شيعة تقصد، فكلمة شيعة تعني وفق تفسير الطبري وابن قتيبة وأغلب علماء السنة «الأهل والنسب والفرق والأصحاب» وفسرها الدامغي بـ «الجيش» وتعني «من أهل دينه وعلى منهاجه وسنته» وفق تفسير علي بن أبي طلحة وابن عباس في تفسير ابن كثير، وقد وردت كلمة (شيع) في القرآن في اثني عشر موضعا، وهذا يأخذني للحظات حول مدى اقتران هذا العدد باثني عشر إماما، وحيث نجد بأن كلمة شيع وردت في سورة الحجر آية (1) في قوله تعالى «ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين»، ونجدها في سورة القصص آية (4) في قوله تعالى «وجعل أهلها شيعا» ثم جاءت في الآية (15) من ذات السورة في قوله تعالى «هذا من شيعته وهذا من عدوه» وهنا جاء في موضع الناصر والمؤيد، ونجدها كذلك في سورة الصافات آية (83) في قوله تعالى «إن من شيعته لإبراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم» وفي سورة الأنعام حيث قال تعالى « أو يلبسكم شيعا»

ونجد هذه الكلمة في سورة مريم وسورة سبأ وسورة طه حيث قام موسى (ع) عندما استنجده الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكز موسى العدو بعصاه . والكثير من الآيات التي وردت في سياقها هذه الكلمة، لذا نجد أن كلمة شيعة وفق تفسير أهل السنة هي تلك التي تعني الأهل والأصحاب، والكثير من المعاني المتقاربة، إذن أستطيع القول أني من شيعة الكويتيين أي أنا أتَّبِع الكويتيين ومن أهلهم وأصحابهم، وأستطيع القول أنا من شيعة أبي، أي أنا أتَّبِع أبي ومن أهله،

وبالتالي لاأجد قرينة وسنداً هنا حول مدى كره البعض لهذه الكلمة التي لاتعني إلا الجميل، وإذا عدنا إلى أسباب البعض حول إقرانهم كرههم بالنوايا الخفية لبعض الناس الذين يتبعون مذهب الشيعة، فإنكم لاتستطيعون الحكم وفق النوايا لإنها تخفى على البشر ولايعلمها إلا الله تعالى، فكيف نكره أشخاصا لمجرد اسم وفكر ومذهب يتبعونه وهو حق مكتسب كما لنا ذات الحق، دون معرفة نواياهم، وإن هذا الأمر يخضع لحكم الله وحده في الحساب والسؤال، وهو حق منفرد لله

وحده، ولايجب علينا أن نحكم غيرنا ونكون محاسبين لهم، وما على المؤمن إلا النصح والارشاد بالحكمة والموعظة الحسنة كما نستدل من قصة موسى مع فرعون، وأنا لم أجد من الشيعة الحقه من يسب أو يعبد قبراً لذلك بحث طويل، وإذا كانوا يصلّون على التراب، فقد قال الرسول في وحي الله تعالى «جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا» والأرض هنا بمعنى «التراب» والمسجد يعني العبادة والصلاة، وهو طاهر، وكان الصحابة يصلّون على التراب أو ماينشأ عنه كالخص والنبات وهذا ما
ورد في الكثير من القصص والأحاديث الصحيحة، وليس هناك خلاف حول الجمع بين الصلوات
وهو صحيح في مذهب السنة كذلك دون خوف


أو فزع أو سفر، وما المشكلة لو أحبوا «علي» عليه السلام حباً جماً، ألم يقل عمر «لولا علي لهلك
عمر»، إذن لولا «علي» لأصاب الناس الهلاك،

أوليس حبيب رسول الله وابن عمه وزوج ابنته سيدة نساء العالمين، وهو خليفتنا شئنا أم أبينا كان أولا أم رابعا، وأبناؤه هم أحفاد نبينا وهم أئمة

الهدى، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وذريتهما هم أهل الكرم والكرامة والنور الأبدي
من صلب سيد المرسلين، أو لستم من شيعتهم
جميعا وهنا أعني «من أتباعهم ومحبيهم»، إذن
فنحن شيعة هذا إن اتبعناهم حقا، لأن الوصول
إلى هذا المراد لأمل عظيم يصعب على النفوس
الفاسدة الوصول إليه، وتزكية النفوس من
شوائبها ما هو إلا مقدار ما يجب أن يكون عليه
القلب السليم حينما يأتي موعد الحساب
الأعظم.

nono_dream2@hotmail.com