المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا كتابات ؟؟!! لانها لا تجامل أو تنتمي لاحد(منقول للدكتور أياد الزاملي)



الدكتور عادل رضا
11-15-2004, 01:18 PM
kitabat@kitabat.com



لماذا كتابات ؟؟!! .. لأنها لاتجامل او تنتمي لأحد ..

اياد الزاملي - رئيس التحرير

الى جمهور كتابات الغفير ، له الفضل الأول في سمعتها الطيبة وشهرتها الواسعة ..
الى كتابها المبدعين ، لولا حروفهم وكلماتهم الشجاعة الموجعة ، لما اخترقت كتابات وتعمدوا تدميرها..
الى كل مَنْ اقتطع من وقته الثمين وتجشم عناء الكتابة ، مساندا ومتضامنا مع كتابات ..
الى كل هؤلاء ابدأ شهادتي ..
منذ اكثر من عامين بدأت رحلتي مع كتابات ، اسستها بمفردي ، اردت من خلالها تحقيق بعض ما فاتني من طموح واحلام .. احلام جيل الثمانينيات من القرن الماضي ، الذي اكتوى بنار حربين خاسرتين وانتفاضة وئدت وحصار دمر ماتبقى من احلام ودكتاتورية طاغية وجدت في شعب العراق حطب استمرارها وبقائها ومعارضة استعذبت مهنتها وتضخمت خزينتها .. وسط كل هذا الخراب عليك ان تعيش وتحلم وتحقق ما فاتك ..
قلنا : ليس امامنا سوى الهرب .. كان الهروب الكبير ، لم يدر بخلدنا يوما اننا اخترنا منفى اكثر بؤسا من منفى الوطن .. قلنا : قبل الهروب سيحتضننا اخوة لنا سبقونا الى المنفى ، كنا نقرأ لهم بنهم شديد ، نتصيد نتاجاتهم الممنوعة في داخل الوطن في الأزقة الضيقة او المخبئة بين صحف النظام .. لم يفارقنا الخوف يوما ، كانت سلوتنا وشجاعتنا نستمدها من تلك الكتابات ، التي نخاطر من اجل الحصول عليها .. كتابات ممهورة باسماء من سبقنا الى المنفى قبل عقدين من السنين .. حلمنا بلقائهم .. قلنا : حقا سنجلس يوما في حضرة الكاتب الفلاني او الشاعر الفلاني او الباحث الفلاني ، الذين تعلمنا من كتبهم وابداعاتهم - في عهد الخوف ذاك - كيف تكون معارضا كي تبدع ! .. شهد جيلنا اول انتفاضة عام 1977 .. وشهدت اول مظاهرة في صفر عام 1977 ، عددها خمسون شخصا ، تحمل الرايات في اربعينية الحسين علية السلام ، تفرقت عند باب قبلة الحسين ، لحظتها سرت اشاعة انهم عثروا في مرقد الإمام الحسين على متفجرات ، شهدت ذلك بعيني والأفواج الغفيرة يخروجها عنوة من حضرة الحسين عليه السلام ، تحقق لهم ذلك ووئدت الإنتفاضة الأولى ، الذين وصفوا مَنْ اشترك فيها آنذاك : انهم رجعيون ، خونة ، يستحقون الإعدام ، دعوات التصفية والإعدام جاءت باقلام من انضم لاحقا الى المعارضة وهم بيننا حتى الآن ، فرسان في كل عصر وزمان ، وذات الدعوات يطلقوها الآن لكنها اختلفت العناوين هذه المرة !! .
انتفاضة عام 1977 ، علامة فارقة في حياتي ، بل في حياة جيل نضج في الثمانينيات وهرب في التسعينيات ! .. الشيوعيون انضموا الى السلطة ، تحت عنوان الجبهة .. الأسلاميون بدأوا ينشطون وينظمون صفوفهم بعد اخفاق انتفاضة صفر 1977 .. اشتدّ ولعي في قراءة الكتب الأسلامية ، لم اعرف في مراهقتي سوى الكتاب والمسجد ، جلّ وقتي انفقته بصحبة مؤذن الحضرة الحسينية الحاج مصطفى الصراف المؤذن الكربلائي ، تعلمت في حضرة هذا الشيخ الجليل - الذي جردّ من جنسيته العراقية وسُفر الى ايران بعد انقلاب 1979 - اولى بدايات معارضة السلطة !.. وفي حضرة رفيقه مهدي الدوركي تعلمت اولى مفردات حزب الدعوة ..
مراهقتي وحداثة سني وسخونة احداث تلك السنوات حالت دون تواصلي مع هذه المجموعة الخيرة ، التي لم يبق منها حسب علمي سوى الشيخ الجليل مصطفى المؤذن ، الذي لم التقيه منذ صيف العام 1979 ، لكن ذكراه ظلت محفورة في ذاكرتي .. وحضوره الأخاذ ظل حاضرا معي حتى هذه اللحظة ..

بدأت مطاردة انصار واعضاء الحزب الشيوعي ، الذي حرض الكثير من مثقفيه ، في صحفهم وصحف النظام على تصفية وإبادة ، مااسموهم بالرجعيين الخونة ، الذين اشعلوا الإنتفاضة الأولى في صفر من عام 1977 ، اعتقل مَنْ اعتقل منهم .. وهرب من استطاع الهرب وهم الذين سبقونا الى المنفى ، وعملوا في مؤسسات ثقافية عديدة ، الكثير من مصادر تمويلها ، تحتاج الى شهادات خاصة ، سيكشف عنها التاريخ يوما ..
انهارت قواعد الحزب الشيوعي ، بعد اعتقال قياديهم ، الذين دخلوا في السلطة تحت عنوان (( الجبهة ...! )) ، واوجدوا التبرير القانوني والشرعي لسلطة البعث ، واعطائها الضوء الأخضر في تصفية وإبادة وتفكيك كل قواعد الحركات الإسلامية ، التي بدأت تعبر عن نفسها بشكل علني بعد العام 1975 ، بحجة انها حركات رجعية ، تريد ارجاع العراق التقدمي! الى الوراء ..
بعد إنتفاضة صفر 1977 تفرغت السلطة جديا الى تفكيك قواعد الحركات الإسلامية ، على راسها حزب الدعوة الإسلامية ، الذي تلقى ضربة قوية ، بعد اعدام زعيمه الروحي الشهيد محمد باقر الصدر ، واعتقل الكثير من كوادره المهمة ، نجت بعض قواعده وكوادره من قبضة النظام وهي الوجبة الثانية التي سبقتنا الى المنفى بعد انهيار الحزب الشيوعي الى المنفى قبل اكثر من عقدين من السنين ..
بعد منتصف عام 1980 بدأ نزيف الدم في العراق .. وبدأ وعي جيلنا - اي جيل الثمانينيات - يتشكل وسط بحيرة من الدم ، التي اخذت بالإتساع والعمق حتى يومنا هذا !! ..
اندلعت الحرب ضد ايران في نهار الخميس من يوم 22 - 9 - 1980 ولم اتجاوز بعد السابعة عشرة من عمري .. وحدت هذه الحرب قوى كثيرة على الشعب العراقي ، لاسيما تلك القوى ، التي تسمي نفسها بالوطنية ، ونعتت غالبية الشعب العراقي بالرجعيين والخونة ، بحجة ان العراق يتعرض الى هجمة فارسية ، تريد الشر بالعراق لإحتلاله ونهب خيراته ، وراحوا يسوقوا من جديد للنظام العراقي ، الذي لم يغسل يديه بعد من دماء رفقاهم في المسيرة والنضال !!!.. اما الحركات الأسلامية العراقية ، التي وجدت في ايران دعمها وخلاصها ،رأت ان مقارعة صدام واسقاط نظامه يتأتى عبر البوابة الإيرانية ، وبعدما يأسوا من ايران ، قالوا : يأتي عبر البوابة السورية .. وبعد ان يأسوا تماما ، قالوا : يأتي عبر البوابة الأمريكية ، فكان لهم ذلك !! ..
رحلة اخرى من المعرفة بدأت ، بعد تضييق الخناق على انتشار الكتب الإسلامية ، التي تشكل تهمة خطيرة تهدد حياتك ، اضطررت الى حرق واتلاف عشرات الكتب التي كانت تمتلأ بها مكتبتي .. لأبدأ في شراء كتب مغايرة تماما ، بعد انفراط تلك المجموعة الخيرة ، التي كان لها الفضل في تلقيني اولى مبادىء الثقافة الإسلامية ، التي كان لها الفضل في حصانتي من مخاطر التيارات الفكرية الحديثة وقتها مثل : الوجودية .. والمادية .. وكتب كولن ولسون .. وكتابات جان بول سارتر .. والبير كامو .. وكتابات الفيلسوف نيتشه وشوبنهاور وعمانؤيل كانت ..... الخ ، امتلأت مكتبتي بهذه الكتب الجديدة ، التي فتحت لي آفاقا جديدة لم تك بالحسبان ، لكنها لم تستطع اختراق ثوابتي ، التي تلقيتها في حضرة مصطفى المؤذن الكربلائي .. وحضرة مهدي الدوركي الكربلائي .. وحضرة موسى عباس علوش الكربلائي حتى يوميّ هذا !.
لماذا كل هذه التفاصيل المملة ، ربما تتسائلون .. لاتستعجلوا المعنى ستجدوه في نهاية الشهادة ..
معدلي الوزاري اجبرني على الدخول الى كلية الفقه التابعة الى الجامعة المستنصرية ، قبل حلها بعد احداث الإنتفاضة الثانية ، وضمها الى كلية العلوم الإسلامية التابعة الى جامعة بغداد في عام 1991 ! ..
في العقد الثمانيني كله ، حرب ضروس على الحدود تأكل خيرة شباب وطاقات العراق .. وحرب داخلية اشد ضراوة وشراسة من تلك ، امتزجت فيها الدماء الطاهرة مع مجاري المياة الآسنة ، آلاف الشباب تأن تحت الأرض .. آلاف النساء قبرت بطونهن .. آلاف الأطفال هشمت رؤسهم امام امهاتهم .. عشرات الألوف هجروا من بيوتهم وقضى نحبهم في الأرض الحرام بين الجيشين ( الباسلين !!) .. وآلاف مؤلفة اخرى فقدوا ولم يعثر على شواهد قبورهم !! ، كل هؤلاء ( رجعيون .. خائنون ) كي لايعلوا صوتهم فوق صوت المعركة ، التي انضم اليها جوق اعلامي كبير ، مَنْ سبقنا الى المنفى !! واسترزق على حساب هذه الشلاء ، وراح يطبل ويسوق لحرب عادلة ، يعيدوا بها العراقيون والعرب شرفهم وبكارتهم المفقودة ، سيكشف التاريخ يوما عن اصحاب هذه الاقلام ، التي اصبحت فرسان هذه المرحلة ، كما كانوا في كل العصور والمراحل !!! ..
اقول : في العقد الثمانيني هذا ، الذي اكتوينا به في حرب باطلة .. ومواجهة صامتة مع السلطة ، حرصا على حياتك وحياة اسرتك من القتل ، او التعذيب ، او الإعتقال ، او التهجير ، راح هذا الجيل يعمل بصمت ، بعيدا عن الضوضاء والإدعاء ، وبدأ برنامجه الخاص في التثقيف الذاتي في رحلة بحث مضنية عن كتب ودواوين وبحوث ودراسات لأسماء سبقونا الى المنفى ، الذين كنا نقرأ لهم بإعجاب واحترام كبيرين ، كانت كتبهم واشعارهم ، سلوتنا وبلسمنا في تحمل شراسة حرب باطلة ودكتاتورية طاغية ، كي تمدنا بالصبر والشجاعة والقدرة على البقاء .. قرأنا لهذه الأسماء بنهم شديد ، نخفي كتبهم تحت ملابسنا ، نوزعها بين الثقاة فقط ، كل كتاب لم يمر على الرقابة يمنع تداوله ويشكل تهمة على حامله ، هكذا كنا نخاطر في حمل وقراءة هذه الكتب ، لهذه الاسماء التي سبقتنا الى المنفى !! ..
احتل العراق الكويت في فجر الخميس من 2 - 8 - 1990 ، جيلنا لم يتنفس الصعداء بعد حتى بدأت حرب اخرى !.. تشبثنا اكثر بالكتب والدواوين التي رافقتنا في الثمانينيات ، تضاعف اعجابنا واحترامنا للأسماء التي سبقتنا الى المنفى ، انهم ضمير ورسل الثقافة العراقية ، يعبرون عن معاناة شعب ووطن استباحته الدكتاتورية ، هكذا كنا ننظر اليهم ، كنا نحتضنهم كما احتضنا كتبهم واشعارهم ، ونعني بهم الأسماء التي سبقتنا الى المنفى !! ..
في 5 - 3 - 1991 ، اندلعت الإنتفاضة الثانية ، هذه المرة ليست في النجف الاشرف بل عمت ثلاثة ارباع العراق .. في بيروت اجتمعت تلك الأسماء التي سبقتنا الى المنفى ووصفتنا يوما : ( رجعيون .. خائنون !!) .. اختلفوا على التركة والدماء فاضت بها المجاري الآسنة .. والطرقات امتلأت بالجثث .. اختلفوا على البسملة والحجاب ومصافحة المرأة ، تصدقون ؟ ، نعم هذا ماحصل !! .. انفض الإجتماع وذهبت هذه الأسماء التي سبقتنا الى المنفى الى اسرتها الوفيرة ، يتسامرون في الطريق ويقرعون الكؤوس ، آخر الليل والجثث ضاقت بها الطرقات والدماء الطاهرة اختلطت بالمطر الأسود وهم مازالوا يتسامرون ويقرعون الكؤوس .. اجتمعوا مرة اخرى ، واختلفوا ايضا على البسملة والحجاب ومصافحة المرأة .. استبيحت المدن انتقاما من هزيمة ( جيشنا الباسل ) النكراء في الكويت وراحت الكلاب تنهش بالجثث الطاهرة .. انفض الإجتماع مرة ثانية ، هذه المرة لم يختلفوا ، انهم اتفقوا على قرع الكؤوس .. أنهم في يوم اجتماعهم الأخير !! ..
رغم ذلك تشبثنا اكثر واكثر بكتب واشعار من سبقونا الى المنفى ،لأنها علمتنا الصبر وقوة الثبات على المبدأ !! .. اشتد الحصار علينا .. نفذت قدرتنا على شراء كتبهم ودواوينهم الجديدة ، تلاشت قدرتنا على الصبر ، ضعفت قوة ثباتنا على المبدأ !!.. حتى تبقى تلك الأسماء التي سبقتنا الى المنفى كبيرة في نفوسنا ، عظيمة في قلوبنا ، كان لابدّ لنا من الهرب كي نلتحق بهم وسيضموننا حتما الى قلوبهم كما احتضنا كتبهم واشعارهم في زمن القتل والتهجير والحرب .. هكذا حلما ، قلنا لبعضنا : سيحتضنوننا ، كما احتضنا كتبهم واشعارهم .......... !!!!!!
......... وكانت الفاجعة ، اكبر من فاجعة وطن استباحته الدكتاتورية وحربين خاسرتين ، قالوا لنا كما قالوها هم في صحفهم يومذاك : ( رجعيون .. خائنون .. زادوا عليها هذه المرة جبناء !! ) لأننا استعذبنا البقاء كل هذا السنين وهم سبقونا في نيل الشرف في الهروب الأول ، وكل مَنْ هرب بعدهم ( جبان ) لأنه تحمل الدكتاتور جاثما على صدره كل هذه السنين ولم يئن او يصرخ ، لذا لانستحق مثلهم نيل شرف الهروب والمنفى .. رغم هذا تشبثنا اكثر بكتبهم واشعارهم ، عله كابوس الذي نرى ونسمع ، لكنهم اصروا على ماقالوه : اننا جبناء ، لأننا تأخرنا في نيل شرف الهروب والمنفى !!! ..
لزمنا الصمت ، لأنهم مازالوا كبارا في نفوسنا وعظماء في قلوبنا .. لم نسيء لهم ، صبرنا على الفاجعة حتى نتمكن من غربتنا ونتكيف مع منفانا .. لم يتحملوا بقاءنا بين صفوفهم ، لأننا جبناء تحملنا الدكتاتورية كل هذه السنين ، قالوا عنا : اننا بعثيون دعمنا الدكتاتور !!.. قالوا عنا : جواسيس وكتبة تقارير !! .. قالوا عنا : فقراء ، جوعى ، انهكهم الحصار ، فوجدوا في المنفى الثراء الذي حلموا به !! .. قالوا عنا : دعمنا الدكتاتور وتغنينا بإسمه ......... !!!! .. قالوا وقالوا عنا الكثير ، الكثير .. رغم هذه وذاك ، مازلنا نحتضن كتبهم ودواوينهم !!! ..
لم تنال منا الفاجعة ، لأن كتبهم واشعارهم علمتنا الصبر وقوة الثبات على المبدأ .. اصدرنا دواويننا وكتبنا الجديدة .. وأسسنا مجلاتنا ، التي تعبر عنّا بصدق ، تؤرخ معاناتنا ، تؤرشف ابداعات جيل لزم الصمت طوال عقدين من السنين .. لم يصدقوا اؤلئك الذين سبقونا الى المنفى وقالوا عنا الكثير ، لأننا لم يمولنا او يدفع لنا احد ، لذا لم نطبل او نصفق لأحد ، كما صفقوا هم ، هالهم ماحققناه ، معتمدين على انفسنا .. اشتدت حربهم علينا ، حتى ايقنوا اننا ندا لهم .. لكننا سنبقى نحتضن كتبهم واشعارهم !! ..
فاجعتي كفاجعة ابناء جيلي الذين سبقوني الى المنفى ، لم اك اصدق ما سمعته منهم ! .. قلت في نفس لأبدأ ، كي اتحقق من فاجعتهم !! .. فكانت كتابات ، اسستها بمفردي في 1 - 9 - 2002 وبدأت الصدور في ذات اليوم ، لم اعرف من تلك الأسماء التي سبقتنا الى المنفى الا من خلال كتبهم واشعارهم ، هذه الأسماء تعرفت الى كتابات وراحت تكتب فيها .. حاولت ان تكون كتابات عفوية ، تلقائية في تصميمها وسياسة نشرها ، انفتحت على الجميع دون تحفظ ، ايمانا منها بضمير الكاتب الحي ، رقيبه الوحيد على قلمه .. وثقت بالجميع وتعاملت معهم بذات المنزلة المكانة والإحترام وسأظل هكذا حتى يوم كتابات الأخير .. اغاضت كتابات الكثير ، دون
قصد منها .. ودخلت في حرب ضروس مع الآخرين دون اختيارها .. شوهت واتهمت ، لكنها واصلت المسير ..
عملت بصمت .. لم ادخل في مواجهات شخصية مع الآخرين - لأن كتابات تمثل الجميع ولاتنتمي لأحد ، هكذا اردتها ولن اتنازل عن ذلك حتى يومها الأخير - او اسعى الى صداقاتهم خشية احراجهم ، حافظت على سرية كُتّاب كتابات ، نأيت بنفسي عن ساحة صراع كتابات .. حيادية واستقلالية كتابات ، سبب اتساع شهرتها وصيتها ، لست مفاخرا في ذلك لكنها الحقيقة ، التي اغاضت كل مَنْ حاول وسيظل يحاولون حتى يتمكنوا من اسكات صوت كتابات وهذا لن يتأتى لهم بإذن الله ..
لماذا كتابات ؟! ، التي قصدوها بالذات وتمكنوا من تعطيلها واتلاف محتوياتها ، لااريد ان اسمي جهة ما هنا ولااسعى الى معرفتها او كشفها ، هذا لايقدم او يؤخر شيئا بالنسبة لي .. وانما ابحث عن اجابة على سؤال بسيط للغاية : لِمَ هذا التخريب المتعمد ، الذي جاء عن سبق اصرار وترصد ، وقضى على جهد ساعات طويلة وسهر ليالي كانت على حساب راحتي الشخصية ، لالشيء سوى رغبة مني في تقديم نافذة اعلامية متواضعة تمثل الكل وتعبر عن الجميع ، بأبسط الإمكانيات المتاحة ، دون مساعدة او معونة احد ، كي لااثقل بذلك واكون رهين اشارته !! ..
عرضت على كتابات مساعدات كثيرة ومن جهات عدة ، جميعها رفضتها بلطف ، رغم حاجتي الماسة لهذه المساعدات ، احدى هذه الجهات عرضت مساعدتها المادية ، لكنها اشترطت الحفاظ على الثوابت الوطنية وماهي هذه الثوابت الوطنية ، سألتهم ، اجابوا : عدم نشر المقالات التي تدعو الى استقلال شيعة العراق .. عدم نشر المقالات التي تدعو الى انفصال كردستان عن العراق .. هذا يعني الإمتناع عن نشر المقالات التي تعبر عن الهم الشيعي والمقالات التي تعبر عن طموح الأكراد في اقامة وطن مستقل لهم ، هذه هي الثوابت الوطنية التي رأتها هذه الجهة التي عرضت دعمها على كتابات .. جهة اخرى نددت بـ كتابات لأنها تروج للمشروع الأمريكي في العراق .. واخرى اتهمت كتابات في التحريض على العنف ومساندة الإرهاب ، حتى وصلت هذه الإتهامات الباطلة الى صحف محلية تصدر في الداخل ..
امتزج الموقف ضد كتابات بين الحسد والغيرة ، حسد اؤلئك الذين سبقونا الى المنفى ، ومازلنا نحتضن كتبهم واشعارهم ، ولم يستطيعوا تحقيق ما حققته كتابات رغم ماتوفرت لهم من امكانيات مادية وحرفية ، هؤلاء هم فاجعتي ، التي تحققت منها بعدما اصابت كل ابناء جيلي الذين اختاروا شرف المنفى متأخرين !! ، حسب تعبير مَنْ سبقونا الى المنفى وفازوا بشرفه !! ..
لااخفيكم .. ماحدث لـ كتابات اصابني في الصميم ، ليس الإختراق وحده الذي آلمني واحزنني .. وانما شماتة مَنْ سعى الى اسكات صوت كتابات بكل السبل ، ولن استثني من ذلك مَنْ علمتنا يوما كتبهم واشعارهم وخاطرنا في البحث عنها ، وكانت هي بلسمنا ونافذتنا على العالم الخارجي في ثمانينيات القرن الماضي ، عقد النزيف والدم والحروب الخاسرة ، هؤلاء ومَنْ معهم ، الملثمين والمعممين الجدد ، اصحاب الدشاديش القصيرة ، والسراويل الطويلة ، مّنْ يسعى ويحاول الى دق المسمار الأخير في نعش كتابات ، الذين ينتظروه بشغف !! ..
ستبقى رسالة كتابات كما هي لاتجامل او تنتمي لأحد ، مهما بلغت ضراوة الهجمات وشراستها ، سندي في هذا ، سيل الرسائل التي وردت الى كتابات ، تضامن وتساند وتشد من ازر كتابات ..
سأكتفي بهذا القدر من شهادتي ، لأعبر ما تبقى عن تكرار شكري وامتناني لكل حرف نبيل وكلمة صادقة كتبت او ستكتب بحق كتابات ، مشجعة ، تساعدها على النهوض من جديد ، لتبدأ رحلتها العفوية ، بعيدا عن الضوضاء والنرجسية ..
وفقكم الله جميعا وحماكم من كل مكروه ..
الأسماء التي تضامنت بصدق مع كتابات .. وسأنشر مختارات منها في القريب العاجل :
1- ابو صفاء الفضلي
2- احمد الخفاف
3- احمد عبد الحسين
4- احمد مختار
4- اديب كمال الدين
5- ارادة الجبوري
6- اسعد راشد
7- اسماعيل نوري الربيعي
8- امير البصري
9- اوميد كوبرولو
10- اياد هاشم
11- ايفان علي عثمان
12- باسم السعيدي
13- بدر العراقي
14 - ثامر الألقوشي
15- جاسم الأسدي
16- جمال حافظ واعي
17- حسين ابو السعود
18- حمد الشريدة
19- حيدر آل كوثر
20- خالد كاكي
21 - رياض رشيد ناجي
22- زينب طالب
23- سعد العلي
24- سلام عبود
25- سمير عبيد
26- شاكر الجياشي
27 - شيت باشلار
28- صباح البغدادي
29- صبري طرابية
30- صلاح التكمه جي
31 - صلاح حسن
32- ضياء المختار
33- طالب العسل
34- عادل العقيلي
35- عباس الإمامي
36- عبد الرزاق الربيعي
37- عبد الستار نور علي
38- عبد اللطيف الحرز
39 -عبد السلام يايجلي
40- علاء الزيدي
41- علي الدباغ
42 - علي السماك
43- علي ثويني
44- علي رشيد
45- فالح صالح
46- فراس الركابي
47- فضل خلف جبر
48- قاسم العراقي
49- قاسم سرحان
50- ماجد الأزرقي
51- ماجد درندش
52- محمد الموسوي
53- محمد محمد صادق الساعدي
54- محيي هادي
55 - مصطفى الحسيني
56- مهدي قاسم
57- نبيل القصاب
58- نجاح محمد علي
59 - نديم الكوفي
60- نديم علاوي
61- نصرت مردان
62 - نضير الخزرجي
63- نمر العراق
64- نمير كركوكلو
65- هادي الخليفي
66- هادي شنيشل
67- وجيه عباس
68 - ياسر سعد

ملاحظة : المقالات التي وردت الى كتابات خلال فترة توقفها ستنشر قريبا جدا ، شاكرين صبر انتظاركم - كتابات

سيد مرحوم
11-15-2004, 06:11 PM
يبدو ان الموقع ضرب مرة اخرى...العبارة التي ذكرها الاخ لايوجد رجعت مرة اخرى وتدلل اكثر فرضية مهاجمة الوهابيين للموقع كما ذكر الاخ لايوجد..

العبارة المكتوبة..

(( ههه العب غيرها هيا بنا الى السرداب مع ابوصالح مع تحيات سبيس توووووووون))

العقيلي
11-15-2004, 09:34 PM
ربما لأنها بدون قيم. أنا ضد كل من يحاول حجر الراي الحر. ولكن... أتمنى ألا نعطي كتابات أكثر من حجمها. والصراحة كتابات تحولت إلى ما يشبه حيطان المراحيض، يكتب فيها كل شيئ، وربما أكثر ما كان يؤذي هو أنها تحولت إلى موقع يضع فيه كل من يلحد ويكفر بالله ورسالاته فيه قيئه وسمومه دون حسيب ودون رقيب، في وقت إنهارت فيه الأفكار المادية والإلحادية في مجتمعاتنا المسلمة، والعراق على وجه الخصوص.

أتصور أن أصحاب المواقع يجب أن يكونوا على مستوى المسؤولية في الحفاظ على الحد الأدنى من القيم ...هذا إذا كانت عندهم قيم طبعاً..

وعيدكم مبارك جميعاً

سيد مرحوم
11-16-2004, 12:57 AM
معكم اخي العقيلي في هذه الملاحظة التي يأخذها بعض الكتاب والقراء والمراقبين للموقع منذ فترة بل وربما ذلك هو الذي أدى بالبعض يطرح فكرة انشاء مواقع اخرى تملك من الحرية والمسؤولية ذات المقدار وتناقش القضايا المختلفة والافكار والاراء بذات الحرية والانفتاح (واتصور ان موقع ارض السواد ردة فعل لذلك) انطلاقا من القاعدة الدينية وليس خارجها كما هو الهامش الكبير في كتابات حيث السهام توجه بشكل قد يراه البعض متعمدا وتحريضيا او يحمل ابعادا استهزائية حيث تسليط الضوء على مسائل واشكالات وشبهات مستهلكة كما تفضلتم ومن خلال كتب تنشر على فصول بشكل دوري ربما تشغل الساحة التي لاتعيش اشكالاتها بتفنيدها وهي مشغولة بقضايا اخرى اكثر هما واهمية لاسيما وان هذه الاثارات هي من النوع الذي اكل الدهر عليها وشرب بل وتتعرض لكثير من الامور خارج الاطار الجدي في بعض الاحيان او القيمي ..اتصور ان اهمية موقع كتابات انطلقت من كونه مثل احد روافد الكلمة الحرة والرأي الحر في وقت حجبت فيه اغلب المواقع المغلقة والمتعصبة ذلك في وجه الكثير من الكتاب والاقلام وهذا مايدفع الكثير لتعزيتها او الوقوف بجانبها في هذه الازمة التي المت بها لانه - وكما ذكرتم - العقلية التي واجهته تترصد لجميع المواقع المنفتحة على الاراء الاخرى مهما كان هامش الحرية التي تسمح به او تتحرك فيه وثانيا ان ذات الحجر على الاراء بدعاوى مختلفة هو ماتفعله اغلب التيارات المتخلفة والمنغلقة على تنوع مذاهبها من خلال طرقها العدوانية التي نراها في هذا الهجوم على موقع كتابات وسبق ان تعرض له منتدى منار للحوار من فئى اخرى شيعية تنطلق من ذات العقلية ..فكوننا نقف جميعا في وجه هذه العقلية المنغلقة فاننا نود ان نوجه رسالة مفادها بأننا ضد هذه الاساليب التضييقية وضد هذه العقليات المتخلفة وضد المشاركة معها - حتى لو كانت تحمل ملاحظاتها الخاصة على الموقع او توجهه من اي نقطة كانت وسواء اتفقنا معها او لم نتفق - في هذا التخريب المتعمد والمتواصل..

خالص تحياتي لكم

الدكتور عادل رضا
11-16-2004, 02:02 PM
فليقل الجميع ما يريدونه , أن عملية تدافع الافكار مطلوبة لتحريك الساحة .

و علي من ينطلقون من الفكر المسؤول نشر الوعي المضاد للفكر الاستهلاكي الجدلي الذي يلهي الشعوب عن الاهداف الحقيقية لحركتها نحو العدالة الاجتماعية.

أن الوعي و الفكر و الحركة و الايمان هم ركائز الثورة.

و الوعي هو من أهم الاشياء التي تصنع الثورة .

كما حصل في كوبا و أيران.