علي علي
07-02-2011, 06:05 AM
مشرف الخدمة الاجتماعية في «المركزي» يروي لـ «الراي» عن التهديدات التي تلقاها: أسماني بـ «الرعد الساطع» وهدّد بقتلي وأفراد أسرتي وحذرني من دخول لبنان ولو بعد 100 سنة
مصطفى بدر الدين «صاحب الساق الخشبية» صنع قنبلة من عظام الدجاج والملح والصراصير للهرب من «المركزي»
http://images.alarabiya.net/03/38/436x328_90751_155576.jpg
| كتب حسين الحربي |
مصطفى بدر الدين، الذي خرج اسمه مجدداً إلى دائرة الضوء، مع افشاء أسماء الأربعة المتهمين من «حزب الله» بالمشاركة في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري، تختزن ذاكرة الكويت جيدا اسمه، لارتكابه جريمتي تفجير السفارتين الأميركية والفرنسية في الكويت عام 1983.
وفي التقليب في الذاكرة الكويتية، يتبين أن بدر الدين الذي عرف آنذاك باسم «الياس صعب»، صاحب الساق الخشبية، وصاحب الشخصية القوية التي فرضت سطوتها على العنبر رقم 2 في السجن المركزي بعدما ألقي القبض عليه، وتمت ادانته بتفجير السفارتين.
أبوالساق الخشبية، كيف ضبط في الكويت؟
في العام 1983، كان وصل إلى الكويت مواطن لبناني يدعى الياس صعب وأقام في فندق «الماريوت - السفينة» في الشويخ، وبعد مضي شهر تقريبا على اقامته، فخخ شاحنات بأنابيب غاز ومواد متفجرة مستهدفا السفارتين ومحطة الكهرباء في الشعيبة، وغداة ارتكابه لعمليات التفجير، ضبط وهو يتجول مع شخص آخر، أمام مبنى أمن الدولة القديم في دسمان، وتم التحقيق معه عن سبب وجوده قرب المبنى، ومن ثم افرج عنه، حتى قادت التحقيقات التي باشرها رجال الأمن إلى انه ضالع في عمليات التفجير، وألقي القبض عليه، واقتيد إلى السجن المركزي.
وفي «المركزي»، تسيد صعب باحة السجن، وراح يهدد آمري السجن، إلى درجة، تناول فيها موس حلاقة وسدده إلى وجه أحد عناصر الشرطة، وفي سياق التحقيقات آنذاك مع صعب (مصطفى بدر الدين) عن سبب اقدامه على الاعتداء على الشرطي، أجاب: «أريد أن أفصل رأسه عن جسده»، موجها كلامه إلى وكيل النيابة، قائلاً في آن معاً: «أنا لا أعترف بدولتك حتى تحقق معي».
ووفق المشرف الاجتماعي المتابع لملف السجين آنذاك الياس صعب، والذي كان يناديه (صعب) بـ «الرعد الساطع»، فان «صعب كان صعب المراس، وكنت أفاجأ بالطريقة العنجهية التي يخاطبني بها، ولا يتورع عن القول بأنني (الرعد الساطع)، ومن ثم كنت أفاجأ أيضاً بمعرفته التامة بأسماء كامل أفراد أسرتي، ويهددني بأنه سينتقم منهم الواحد تلو الآخر، وأنا في مقدمهم».
وتابع: «ومن جملة التهديدات، قوله أحذرك من الذهاب إلى لبنان ولو بعد 100 سنة، وسأدخل عليك في أي مكان تتواجد فيه، وسيكون تقرير وفاتك طلقة في الرأس».
وقال المشرف الاجتماعي أو «الرعد الساطع» لـ «الراي» انه «نظراً لهذه التهديدات المخيفة، لجأت إلى قائد مجموعة التفجير ويدعى يوسف الموسوي، وطلبت اليه تهدئة صعب وجعله يكف عن التهديدات لي ولأفراد أسرتي وابلاغه بأنني أقوم بعملي مشرفا للخدمة الاجتماعية ولست بغريم له، فأجاب الموسوي: لا تربطني أي علاقة به، ورددت عليه: أملك من المعلومات الكافية أنك (الموسوي) قائداً للمجموعة التي قامت بالتفجير».
ومضى: «لقد أدركت أهمية الموسوي يوم طالب عماد مغنية تصوير يوسف الموسوي أولا، والياس صعب، شريط فيديو وذلك لارساله إلى الجزائر، حيث كانت طائرة (الجابرية) المخطوفة رابضة في مطارها، وذلك (ليطمئن) قلب عماد مغنية على أن الموسوي وصعب على قيد الحياة، حيث كان شرط مغنية اطلاق رهائن الجابرية حصوله على شريط مصور لهما».
وأضاف «ان ما أدركته ايضا هو اهتمام مغنية كثيرا بالموسوي أكثر من اهتمامه بصعب».
وزاد: «وجرت وقائع تصوير شريط للمتهمين في غرفة داخل السجن، بعدما وضع في الخلفية التي جلس فيها قماشا من المخمل الأخضر، وكان أول المطمئنين لمغنية في الكلام هو الموسوي».
وقال: «وذات يوم، ضبطت مع صعب أوراق تحوي وسائل تحضير القنابل من مواد بدائية مثل عظام الدجاج، والصراصير والملح، وتم توزيع تلك الأوراق على المساجين الذين أشاروا إلى ان الياس صعب هو من روجها».
وأضاف ان «صعب كان صعبا فعلا خلال السنوات السبع التي أمضاها في السجن المركزي، حيث كنا نواجه صعوبة يوميا في فتح باب زنزانته، إذ كان يذيب اقلام الحبر (البيك) في داخل الأقفال، ما يجعل فتحها صعبا».
وقال من سماه الياس صعب بـ «الرعد الساطع»، لـ «الراي»: «وعندما حصل الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت، قام صعب بتفجير باب زنزانته بواسطة المواد التي سبق وأن عمَّم تعليماتها على المساجين، وهي عظام الدجاج والملح والصراصير».
وختم: «ووفقاً لشهود العيان من رجال الأمن، فانهم أبصروا صعب والموسوي ومجموعتهما يركبون في سيارة ديبلوماسية كانت في انتظارهم قرب باب السجن بعد فرارهم، واقلتهم إلى جهة مجهولة».
والقرار الاتهامي الصادر عن المحكمة الدولية، الذي تسلمه لبنان اول من امس في جريمة اغتيال رفيق الحريري تضمن اربع مذكرات توقيف بحق اربعة ينتمون الى «حزب الله» هم: بدر الدين (الياس صعب)، سليم العياش، أسد صبرا، وحسن عنيسي.
الأهم بين هؤلاء، وعلى الاطلاق، هو مصطفى بدر الدين، المتعدد الاسماء من الياس صعب الى سامي عيسى، فالرجل يشكل «كنز أسرار» في شخصه وأدواره ومهماته ومكانته في «حزب الله».
بدر الدين، الخمسيني، «اقتحم» اسمه العلن، قديماً مع تفجير السفارتين الأميركية والفرنسية في الكويت العام 1983، وحديثاً مع اتهامه بـ «الإشراف» على عملية اغتيال رفيق الحريري والتخطيط لها.
فارتباط اسمه بهذه الاحداث الكبيرة والخطيرة يجعل من مصطفى بدر الدين اشبه بـ «لغز» تطارده الاسئلة عن «من هو؟» و«كيف هو؟»، و«اي مكانة يحتلها في صفوف الحزب؟».
قليلون هم الذين يعرفون ابن منطقة الغبيري، الحي العتيق في ضاحية بيروت الجنوبية. جل ما أُعلن عنه في «مذكرة التوقيف» انه من مواليد العام 1961 ورقم سجله 341... وربما يقال انه موجود وغير موجود.
الجميع من قادة «حزب الله» الحاليين تتلمذوا على يد هذا «المخضرم»، حتى «صهره» عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق في فبراير 2008 كان من بينهم، قبل ان يصبح قائداً عسكرياً للحزب.
حاد الطباع، ويتمتع بكاريزما تتيح له الامساك جيداً بـ «ملفاته» وبمن يعملون تحت إمرته، خطيب مكّنه ما يُعرف بـ «بحث خارجي» في الحوزة من تكوين ثقافة دينية مميزة.
إنه «العقل الأمني» في «حزب الله» ويكاد ان يكون «الرجل الثاني»، فهو «الأقدم والأهم» بين متساوين في «المجلس الجهادي» للحزب الذي يقوده الأمين العام السيد حسن نصرالله.
وثمة من يقول ان بدر الدين هو بمثابة «النخاع الشوكي» للحزب او العماد الاساسي لقيادته، وهو نجح، رغم مزاجه الحاد، في تحقيق إنجازات نوعية لا سيما في الميدان الأمني.
من بين تلك الانجازات إحداث «خرق أمني» في الجيش الاسرائيلي وتجنيد عدد لا يستهان به من سكان فلسطين المحتلة لحساب المقاومة، بعدما كان مسؤولاً عن «الجناح العسكري» للحزب في تسعينات القرن الماضي.
وتسلم بدر الدين مسؤولية وحدات حساسة جداً في الحزب بعد اغتيال مغنية، وهو المسؤول المباشر عن كشف الشبكات الاسرائيلية داخل لبنان وداخل المؤسسات الرسمية العسكرية والامنية وحتى داخل «حزب الله».
في حرب يوليو الـ 2006 حاولت اسرائيل اصطياد بدر الدين و«إلقاء القبض» عليه بعد تسريب معلومات عن مكان وجوده ابان الحرب، غير ان تلك المعلومات لم تكن سوى كمين صنعه هو بنفسه كـ «طعم» لإيقاع اكبر عدد من الخسائر في صفوف الاسرائيليين، الا ان تلك العملية لم تتم.
هذا الرجل «اللغز»، الذي فقد احدى قدميه، لا يتردد في الظهور فجأة في بعض المناسبات، لكنه دائم «التخفي»، فهو مطارَد من أجهزة مخابرات دولية «لا تعد ولا تحصى».
وها هو الآن «المتهم رقم واحد» في جريمة اغتيال الحريري، كونه الاهم من بين الاسماء الاربعة التي أُعلن عنها، ولأنه المتهم بـ «الاشراف العام» على العملية والتخطيط لها.
وتمحورت كل مطالب خاطفي الطائرتين الكويتيتين كاظمة والجابرية في الثمانينات حول طلب رئيسي واحد هو الافراج عنه.
وتجدر الاشارة الى ان عماد مغنية كان اتُهم بتنفيذ هاتين العمليتين، الأمر الذي أثير بعد اغتياله وأثار ضجة كبيرة في الكويت.
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=284974&date=02072011
مصطفى بدر الدين «صاحب الساق الخشبية» صنع قنبلة من عظام الدجاج والملح والصراصير للهرب من «المركزي»
http://images.alarabiya.net/03/38/436x328_90751_155576.jpg
| كتب حسين الحربي |
مصطفى بدر الدين، الذي خرج اسمه مجدداً إلى دائرة الضوء، مع افشاء أسماء الأربعة المتهمين من «حزب الله» بالمشاركة في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري، تختزن ذاكرة الكويت جيدا اسمه، لارتكابه جريمتي تفجير السفارتين الأميركية والفرنسية في الكويت عام 1983.
وفي التقليب في الذاكرة الكويتية، يتبين أن بدر الدين الذي عرف آنذاك باسم «الياس صعب»، صاحب الساق الخشبية، وصاحب الشخصية القوية التي فرضت سطوتها على العنبر رقم 2 في السجن المركزي بعدما ألقي القبض عليه، وتمت ادانته بتفجير السفارتين.
أبوالساق الخشبية، كيف ضبط في الكويت؟
في العام 1983، كان وصل إلى الكويت مواطن لبناني يدعى الياس صعب وأقام في فندق «الماريوت - السفينة» في الشويخ، وبعد مضي شهر تقريبا على اقامته، فخخ شاحنات بأنابيب غاز ومواد متفجرة مستهدفا السفارتين ومحطة الكهرباء في الشعيبة، وغداة ارتكابه لعمليات التفجير، ضبط وهو يتجول مع شخص آخر، أمام مبنى أمن الدولة القديم في دسمان، وتم التحقيق معه عن سبب وجوده قرب المبنى، ومن ثم افرج عنه، حتى قادت التحقيقات التي باشرها رجال الأمن إلى انه ضالع في عمليات التفجير، وألقي القبض عليه، واقتيد إلى السجن المركزي.
وفي «المركزي»، تسيد صعب باحة السجن، وراح يهدد آمري السجن، إلى درجة، تناول فيها موس حلاقة وسدده إلى وجه أحد عناصر الشرطة، وفي سياق التحقيقات آنذاك مع صعب (مصطفى بدر الدين) عن سبب اقدامه على الاعتداء على الشرطي، أجاب: «أريد أن أفصل رأسه عن جسده»، موجها كلامه إلى وكيل النيابة، قائلاً في آن معاً: «أنا لا أعترف بدولتك حتى تحقق معي».
ووفق المشرف الاجتماعي المتابع لملف السجين آنذاك الياس صعب، والذي كان يناديه (صعب) بـ «الرعد الساطع»، فان «صعب كان صعب المراس، وكنت أفاجأ بالطريقة العنجهية التي يخاطبني بها، ولا يتورع عن القول بأنني (الرعد الساطع)، ومن ثم كنت أفاجأ أيضاً بمعرفته التامة بأسماء كامل أفراد أسرتي، ويهددني بأنه سينتقم منهم الواحد تلو الآخر، وأنا في مقدمهم».
وتابع: «ومن جملة التهديدات، قوله أحذرك من الذهاب إلى لبنان ولو بعد 100 سنة، وسأدخل عليك في أي مكان تتواجد فيه، وسيكون تقرير وفاتك طلقة في الرأس».
وقال المشرف الاجتماعي أو «الرعد الساطع» لـ «الراي» انه «نظراً لهذه التهديدات المخيفة، لجأت إلى قائد مجموعة التفجير ويدعى يوسف الموسوي، وطلبت اليه تهدئة صعب وجعله يكف عن التهديدات لي ولأفراد أسرتي وابلاغه بأنني أقوم بعملي مشرفا للخدمة الاجتماعية ولست بغريم له، فأجاب الموسوي: لا تربطني أي علاقة به، ورددت عليه: أملك من المعلومات الكافية أنك (الموسوي) قائداً للمجموعة التي قامت بالتفجير».
ومضى: «لقد أدركت أهمية الموسوي يوم طالب عماد مغنية تصوير يوسف الموسوي أولا، والياس صعب، شريط فيديو وذلك لارساله إلى الجزائر، حيث كانت طائرة (الجابرية) المخطوفة رابضة في مطارها، وذلك (ليطمئن) قلب عماد مغنية على أن الموسوي وصعب على قيد الحياة، حيث كان شرط مغنية اطلاق رهائن الجابرية حصوله على شريط مصور لهما».
وأضاف «ان ما أدركته ايضا هو اهتمام مغنية كثيرا بالموسوي أكثر من اهتمامه بصعب».
وزاد: «وجرت وقائع تصوير شريط للمتهمين في غرفة داخل السجن، بعدما وضع في الخلفية التي جلس فيها قماشا من المخمل الأخضر، وكان أول المطمئنين لمغنية في الكلام هو الموسوي».
وقال: «وذات يوم، ضبطت مع صعب أوراق تحوي وسائل تحضير القنابل من مواد بدائية مثل عظام الدجاج، والصراصير والملح، وتم توزيع تلك الأوراق على المساجين الذين أشاروا إلى ان الياس صعب هو من روجها».
وأضاف ان «صعب كان صعبا فعلا خلال السنوات السبع التي أمضاها في السجن المركزي، حيث كنا نواجه صعوبة يوميا في فتح باب زنزانته، إذ كان يذيب اقلام الحبر (البيك) في داخل الأقفال، ما يجعل فتحها صعبا».
وقال من سماه الياس صعب بـ «الرعد الساطع»، لـ «الراي»: «وعندما حصل الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت، قام صعب بتفجير باب زنزانته بواسطة المواد التي سبق وأن عمَّم تعليماتها على المساجين، وهي عظام الدجاج والملح والصراصير».
وختم: «ووفقاً لشهود العيان من رجال الأمن، فانهم أبصروا صعب والموسوي ومجموعتهما يركبون في سيارة ديبلوماسية كانت في انتظارهم قرب باب السجن بعد فرارهم، واقلتهم إلى جهة مجهولة».
والقرار الاتهامي الصادر عن المحكمة الدولية، الذي تسلمه لبنان اول من امس في جريمة اغتيال رفيق الحريري تضمن اربع مذكرات توقيف بحق اربعة ينتمون الى «حزب الله» هم: بدر الدين (الياس صعب)، سليم العياش، أسد صبرا، وحسن عنيسي.
الأهم بين هؤلاء، وعلى الاطلاق، هو مصطفى بدر الدين، المتعدد الاسماء من الياس صعب الى سامي عيسى، فالرجل يشكل «كنز أسرار» في شخصه وأدواره ومهماته ومكانته في «حزب الله».
بدر الدين، الخمسيني، «اقتحم» اسمه العلن، قديماً مع تفجير السفارتين الأميركية والفرنسية في الكويت العام 1983، وحديثاً مع اتهامه بـ «الإشراف» على عملية اغتيال رفيق الحريري والتخطيط لها.
فارتباط اسمه بهذه الاحداث الكبيرة والخطيرة يجعل من مصطفى بدر الدين اشبه بـ «لغز» تطارده الاسئلة عن «من هو؟» و«كيف هو؟»، و«اي مكانة يحتلها في صفوف الحزب؟».
قليلون هم الذين يعرفون ابن منطقة الغبيري، الحي العتيق في ضاحية بيروت الجنوبية. جل ما أُعلن عنه في «مذكرة التوقيف» انه من مواليد العام 1961 ورقم سجله 341... وربما يقال انه موجود وغير موجود.
الجميع من قادة «حزب الله» الحاليين تتلمذوا على يد هذا «المخضرم»، حتى «صهره» عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق في فبراير 2008 كان من بينهم، قبل ان يصبح قائداً عسكرياً للحزب.
حاد الطباع، ويتمتع بكاريزما تتيح له الامساك جيداً بـ «ملفاته» وبمن يعملون تحت إمرته، خطيب مكّنه ما يُعرف بـ «بحث خارجي» في الحوزة من تكوين ثقافة دينية مميزة.
إنه «العقل الأمني» في «حزب الله» ويكاد ان يكون «الرجل الثاني»، فهو «الأقدم والأهم» بين متساوين في «المجلس الجهادي» للحزب الذي يقوده الأمين العام السيد حسن نصرالله.
وثمة من يقول ان بدر الدين هو بمثابة «النخاع الشوكي» للحزب او العماد الاساسي لقيادته، وهو نجح، رغم مزاجه الحاد، في تحقيق إنجازات نوعية لا سيما في الميدان الأمني.
من بين تلك الانجازات إحداث «خرق أمني» في الجيش الاسرائيلي وتجنيد عدد لا يستهان به من سكان فلسطين المحتلة لحساب المقاومة، بعدما كان مسؤولاً عن «الجناح العسكري» للحزب في تسعينات القرن الماضي.
وتسلم بدر الدين مسؤولية وحدات حساسة جداً في الحزب بعد اغتيال مغنية، وهو المسؤول المباشر عن كشف الشبكات الاسرائيلية داخل لبنان وداخل المؤسسات الرسمية العسكرية والامنية وحتى داخل «حزب الله».
في حرب يوليو الـ 2006 حاولت اسرائيل اصطياد بدر الدين و«إلقاء القبض» عليه بعد تسريب معلومات عن مكان وجوده ابان الحرب، غير ان تلك المعلومات لم تكن سوى كمين صنعه هو بنفسه كـ «طعم» لإيقاع اكبر عدد من الخسائر في صفوف الاسرائيليين، الا ان تلك العملية لم تتم.
هذا الرجل «اللغز»، الذي فقد احدى قدميه، لا يتردد في الظهور فجأة في بعض المناسبات، لكنه دائم «التخفي»، فهو مطارَد من أجهزة مخابرات دولية «لا تعد ولا تحصى».
وها هو الآن «المتهم رقم واحد» في جريمة اغتيال الحريري، كونه الاهم من بين الاسماء الاربعة التي أُعلن عنها، ولأنه المتهم بـ «الاشراف العام» على العملية والتخطيط لها.
وتمحورت كل مطالب خاطفي الطائرتين الكويتيتين كاظمة والجابرية في الثمانينات حول طلب رئيسي واحد هو الافراج عنه.
وتجدر الاشارة الى ان عماد مغنية كان اتُهم بتنفيذ هاتين العمليتين، الأمر الذي أثير بعد اغتياله وأثار ضجة كبيرة في الكويت.
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=284974&date=02072011