الغول سعيد
07-01-2011, 07:55 PM
بقلم : د. طالب الصراف - عرب تايمز
شعاران نطق بهما عبد الله ملك الاردن الحالي وحسني مبارك المقبور, شعاران التصق كل واحد منهما بمن اطلقه ورفعه دون ان يعي معناه الحقيقي, لان هاذين العميلين ومن يسير على خطهما يتلقون الاوامر من اسيادهم فيرددونها ويعملون بها دون معرفة عواقبها. وعلى كل حال فان هذه الشعارات التي يطلقها ويعمل بها الحكام العرب لها مفاهيم طائفية هدفها تمزيق وبث الفرقة بين ابناء الامة الاسلامية, ولكن لايعرف هؤلاء الحكام الجهلة ما مدى تأثير هذه التصريحات على تحريك عموم الشعب العربي والمسلم سلبيا على عروشهم, لانها شعارات تحمل دلالات ومضامين لاتمر مر الكرام على المثقفين والبسطاء من الناس الذين يحسون بالواقع المرير الذي تمر به الامة العربية والاسلامية, وذلك نتيجة لسياسة الحكام العرب التي شيدت على خيانة الاسلام, الاسلام الذي رفع لهم علم الجنة والنار فصرفوا عن الجنة وجوههم واقبلوا الى النار باعمالهم, ودعاهم ربهم فنفروا وولوا ودعاهم الشيطان فاستجابوا واقبلوا. واذا اعتبر ملك الاردن الهلال الشيعي خطرا على عرشه المتهاوي فان حسني مبارك هو الاخر تخيل ان الولاء والحب للشعب الايراني المسلم الذي كان ولايزال الحاضنة والمنبع والغرس الطاهر لعلماء المسلمين من السنة اولا والشيعة ثانيا حيث كان له قصب السبق في تقنين وادلجة المذاهب السنية ثم بعد ذلك اصبح مدرسة للتشيع في فترة متأخرة. وفعلا كان تخيل وتصور حسني مبارك بان شعلة الثورة في ايران الاسلام سوف تحرق عرشه صحيحا اذ وقعت هذه الشعلة على بلاط مبارك وزين العابدين وعلي عبد الله صالح وغيرهم ولم تحفل وتبالي بما تحرق داخل قصورهم. ومن ينسى حين قام حسني مبارك برفع عقيرته لاقرانه من العملاء مستغيثا من ولاء العراقيين للشعب الايراني محبي ال بيت النبي الذين ظهر من بينهم (سلمان) الذي قال فيه النبي محمد (ص) :"سلمان منا اهل البيت." ونقلا عن الطبراني والحاكم في المستدرك والترمذي في صحيحه كما ورد:"في غزوة الخندق وقف الانصار يقولون سلمان منا ووقف المهاجرون يقولون بل سلمان منا, وناداهم الرسول قائلا :"بل سلمان منا آل البيت." وهل قرأ حسني مبارك التأريخ ليعرف من هم أئمة التشيع الذين قال فيهم الامام علي(ع):"ان الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم.", ثم من هم فقهاء مدارس العراق ولبنان والبحرين والجزيرة العربية حتى مجيئ الدولة الصفوية في ايران الاسلام التي وهبها الله حب ال بيت النبي (ص) لتختار طريقهم ونهجهم في التشريعات والاحكام كما اختارت مصر في عهد الفاطميين النهج الذي لاتزال اثاره العلمية والفنية تغطي ربوع القاهرة ومن بينها الازهر الشريف.
ومن لايعرف ان الامام علي (ع)رئيس هذه المدرسة الفقهية -التي لاتزال تحيط بضريحه وتشرب وتتغذى من علومه في النجف الاشرف التي بارك الله بها لتصبح لها فروع في كل انحاء العالم- هو من قال فيه النبي محمد (ص):" انا مدينة العلم وعلي بابها." انه باب مدينة علم نبي الاسلام! وكذلك ما قال فيه الخليفة عمر بن الخطاب :" علي اقضانا." فاذا كان امام مدرسة التشيع هو الذي جاء من بين اشرف قبائل قريش بل كل العرب ونشأ في الاسلام مناصرا للجياع وقائدا لثوراتهم فكيف تصبح سلالته غيرعربية؟ صحيح ان ايران هو اكبر بلد مسلم للتشيع الا انه موجود في كل دولة عربية ومسلمة بل نشره الله سبحانه في كل دولة من دول العالم في وقتنا الحاضر. والكل يدرك جيدا ان التشيع ولد في مكة والمدينة مع الامام علي (ع) ان لم يكن مع بزوغ وظهر الاسلام ونبيه محمد(ص), ولكن الذي طرح ويطرح هذه الشعارات اعلاه غرضه الفرقة بين المسلمين, الا ان النتيجة كانت العكس فقد اطاح هذا الشعار بمن رفعه وهو اليوم يواجه محاكم الشعب المصري محجورا في قفص الاتهام, وانا متأكد انه يتمنى العيش طليقا في ايران الجمهورية الاسلامية التي تهب فيها رياح الحرية والتي لاتتأمر على حلفائها واشقائها من العرب والمسلمين بل كل شريف في العالم, ولايوجد فيها مكان للأوامر الامريكية ولا الاسواط والاهانات الصهيونية كما كان حال حسني مبارك, فالى جهنم يا حسني ويا مبارك الصهيونية التي لم تحصنك من السقوط والانهيار حين انفجرت ثورة الشباب العربي المسلم الذي لم تسري الى جسده امراض الطائفية والفرقة التي تسعى الصهيونية وحلفاؤها لزرعها في كيان الامة العربية والاسلامية, وذلك عن طريق المؤسسات التي تدعي المسؤولية الدينية كالوهابية التكفيرية بقيادة ال سعود, والقرضاوية الطائفية بقيادة امراء قطر الذين فضحت علاقاتهم بالكيان الصهيوني على شاشات التلفزيون. واما ملك الاردن الذي اول من تفوه بشعار الهلال الشيعي مرددا اوامر اسياده الصهاينة والامريكان فهو في حالة ليس بافضل من حسني مبارك, فشعب الاردن في ثورة من الغضب لما يعانيه من اذلال وخنوع مبرمج خارج عن ارادته, وذلك بسبب التدخل الصهيوني في شؤونه اليومية وما تخطط له الدولة اللقيطة الاسرائيلية التي جعلت من الاردن واحة لسياحة الصهاينة وسوقا لبضاعتها ضمن اتفاقيات اهانت كرامة الشعب الاردني واستذلت استقلاله.
"الهلال الشيعي والولاء الايراني" اصبحا مصطلحان لهما مضامين ثورية تحررية يفتخر كل من يرفعهما عاليا في أي بقعة من العالم لان هذان الشعارن لاينهجان نهج التكفير والارهاب وانما الخير والسلام والحرية والاستقلال والكرامة وقد اثبتت الاحداث التأريخية والواقع الحالي ذلك. والهلال الشيعي هو في الحقيقة قمر متكامل وليس هلالا وهذا القمر اليوم تتفجر من عقيدته وايديولجيته الاسلامية الثورات الواحدة تلو الاخرى على الطغيان واشكاله, فالفكر الشيعي الذي يحاربه العملاء من الحكام العرب لايعني كونه فكرا مذهبيا طائفيا وانما هو فكر ادلج وقنن فكره امام المتقين علي بن ابي طالب(ع) لنصرة المظلوم على الظالم, وللحفاظ على وحدة المسلمين منذ فجر الاسلام, فهو القائل والناصح للمسلمين بان يد الله مع الجماعة اذ يقول:" فاياكم والفرقة فان الشاذ من الناس للشيطان كما ان الشاذ من الغنم للذئب ألا من دعا الى هذا الشعار فاقتلوه ولو كان تحت عمامتي هذه....."وهنا يتساءل كل شريف في العالم دون استثناء, هل ان السعودية والصهيونية وادارة الاستخبارات المركزية الامريكية تريد وحدة العرب والمسلمين؟ وهل ان مثلث الموت هذا يريد نشر الديمقراطية في الشرق الاوسط ؟ فاين الديمقراطية وحقوق الانسان في السعودية التي تركت الحبل على الغارب للمؤسسة الوهابية الصهيونية في حرية الفتاوي بقتل الاطفال والنساء والعزل بحجة التكفير؟ واين الحريات والعدالة في دولة بني صهيون والشعب الفلسطيني العربي المسلم مهجر في كل انحاء وبقاع العالم؟ وما شاهدناه من اجرام الصهاينة بابناء غزة في الحرب الشاملة الاخيرة في 27 -12- 2008 ولمدة اكثر من 20 يوما استخدمت فيها كل الاسلحة الفتاكة والمحرمة, وقد اطلق الصهاينة على هذه العملية العدوانية اسم(الارض المحروقة) وعملية (الرصاص المصبوب) الذي ذهب ضحيتها اكثر من 1440 شهيدا, والملك السعودي وحاشيته كانوا وكأنهم يتفرجون على فلم سينمائي كوميدي مع اسيادهم واشباههم امثال حسني مبارك وامراء الخليج وتصدر منهم التصريحات المخجلة المذلة والحديث طويل. الا ان الحق يقال بان الجمهورية الاسلامية وحلفائها في كل ارجاء المعمورة وقفوا متضامنين لمساندة ابناء غزة معنويا وماديا.
والمعروف ان الحكام العرب امثال حسني مبارك وملك الاردن والسعودية لايتفوهون بمثل هذه الشعارات دون السماح لهم من قبل اسيادهم في الادارة الامريكية المنحازة والمتآمرة على الديمقراطية, والانحياز الامريكي واضح فاين دعمها للديمقراطية في العراق الذي سحقت اكثريته المطلقة التي تزيد على 72% بمال سعودي وتآمر صهيوني, وان الوجود الامريكي الذي يشاهد في عينه ويسمع في اذنه دون وسيط كل الجرائم التي تقوم بها الوهابية التكفيرية في العراق, وقد وصفها الرأي العام الاوربي والامريكي بما فيه من مفكرين واكادميين وسياسيين وكل طبقات الشعب الامريكي باستثناء الادارة الامريكية والصهيونية بان الوهابية وال سعود مصدر الارهاب في العالم, ومن يرجع لمطالعة الصحف والكتب الاوربية والامريكية سوف لايرى غبارا على هذه الحقيقة, فقد ذكرت وثائق ويكيليكس ان اكبر مصدر وداعم للارهاب في العالم هي العائلة السعودية وقد نقلت ذلك وكالة رويترز في 5-12-2010. واين دعم ومساندة الديمقراطية التي زايدت بها الادارة الامريكية في الشرق الاوسط والاسطول الخامس الامريكي في البحرين وهو المسؤول عن تطبيق (ديمقراطية ال خليفة) و(الاحتلال السعودي) وما يلاقيه الشعب البحريني من قتل وتشريد وسجون وتعذيب وهدر لكرامة الانسان, ويبدو ان المخابرات الامريكية والاوربية لاتسمح للمنظمات الانسانية وحقوق الانسان من العمل في السعودية والبحرين ولكن يحق لها العمل في سوريا وايران والعراق بحسب ما تريده الادارة الامريكية؟ ولقد اصبحت هذه المؤسسات مهزلة بعين الشعب العربي والاسلامي بل لكل منصف في العالم, واين تأثير ومفعول هذه المؤسسات في البحرين وحقوق الاكثرية اصبحت معروفة للشعب الامريكي والاوربي وليس لحكوماتهم فقط, واذا كان الاسطول الامريكي الخامس ومركز المخابرات الامريكية في البحرين وبعثاتها الدبلوماسية كلها لاتستطيع اقامة الديمقراطية والعدل واحقاق الحق لابناء البحرين الذين لايتجاوز عدد نفوسهم 1,000,000مليونا واحدا مع مرتزقة ال خليفة الذين جاءوا بهم من كل حدب وصوب كوهابيين جدد لدعم تسلطهم في البحرين فكيف تستطيع بضعة الاف من الجيش الامريكي اقامة الامن واستتبابه في العراق الذي يتجاوز عدد ابناءه اكثر من 30 مليونا؟ وها هو الاسطول الامريكي الخامس يصول ويجول في مياه البحرين دون ان يوقف المجازر الدموية التي تقوم بها عصابة ال خليفة ومرتزقتهم؟ واين الديمقراطية في اليمن وكلنا نشاهد ما تعانيه الاكثرية من الشعب اليمني من قتل ونهب وتدمير للبنية التحتية نتيجة المال السعودي السحت والتدخل الامريكي المباشر في قمع حرية الشعب اليمني وقد ذكر موقع صوت امريكاVoice of America في 22-6-2011 ان القوات الامريكية ومخابراتها المركزية تقاتل مباشرة في اليمن؟ وما هو الحال في ليبيا التي اضرمت فيها النار التي لاتحمد عقباها, ثم ما لبثت دول الخليج بالاسراع بارسال الطائرات والمدافع والدبابات والمال والبنين من اجل دعم وارساء (الديمقراطية السعودية الوهابية التكفيرية) التي تتحكم بشعب ابناء الخليج منذ عشرات السنين ان لم تكن المئات منتهجة ديمقراطية القمع والطائفية واخراس وكم الافواه والاصوات المطالبة بحرية التعبير, اهذه هي الديمقراطية التي يراد تصديرها من امريكا الى ليبيا والبحرين وسوريا والعراق؟ ان هذا النوع الجديد من الديمقراطية ينتسب الى فصيلة من فصائل (ديمقراطية الفساد) التي تسمى "الكليبتوقراطية" التي تعني نشر الفوضى والقتل والفساد السياسي اينما حلت طبقا لما خطط له مثلث الموت المكون من المخابرات الامريكية الصهيونية السعودية. فاصبح التدخل في شأن الشعوب واضحا فلا يرجى من زعامات الدول المحتلة الغازية ألا الظلم والبغض والجور والقهر, واصبح الحكم بطريقة الظلم ديدنهم وهواهم, وان سوء الرأي والابتعاد عن الحق الذي يبصرونه طريق مسيرتهم.
وقد كتب الكاتب الامريكي توماس فريدمن Thomas Friedmanفي صحيفة نيويورك تايمس الامريكية في مقالة بتاريخ 11-5-2011 تحت عنوان (مقايضة سيئة) Bad Bargain طالب الكاتب فيها من بلاده بتغيير الترتيبات والعلاقة مع النظام السعودي الارهابي الظالم, وذلك لان الاموال التي يعتمد عليها ارهاب مجموعات بن لادن مصادرها السعودية وبالاضافة الى ذلك فان المساجد والمدارس والمؤسسات التربوية تشرف عليها المؤسسة الوهابية الارهابية. والسؤال هنا هل قال توماس فريدمن شيئا لم يعرفه الاعلام والعالم كافة؟ ان هذه الحقيقة اصبحت كالشمس, والحقيقة لم يقل الرجل الا الحقيقة. وقد اثارت هذه المقالة العقلية الجاهلية للوليد بن طلال الذي يمثل قمة ال سعود في سرقة المال والثقافة الفاسدة. فبالنسبة لسرقة المال من ابناء الجزيرة واضح وقد ذكره الوليد نفسه بالرسالة التي وجهها الى فريدمن بان السعودية تملك 25% من النفط العالمي ولكن هل استطاع هذا المال ان يغير عقلية الوليد بن طلال وبقية ال سعود تلك العقلية الجاهلية المتوحشة التي تحمل الكراهية للاخرين وتؤمن بالعنف ولاتعط للاخرين حق الحياة, فهي صهيونية في مكوناتها لانها تعتبر نفسها شعب الله المختار وكل ما يحيط بها من عرب ومسلمين هم في خدمتها. وما اشار اليه (توماس فريدمن) عن الاجرام الوهابي هو في الواقع حقيقة, فقد كتبت عنه واكدت عليه في كل مقالاتي السابقة التي اشرت بها الى التآمر السعودي الوهابي على الاسلام والمسلمين, وهنا لابد من الاستشهاد ولو قليلا بما كتبه توماس فريدمن فهويقول:"ان تركيبة النظام السعودي هي عبارة عن مقايضة ومقاسمة قديمة بين قبيلة ال سعود وبين فرقة الوهابية. فقبيلة ال سعود عليها ان تستلم السلطة ويعيش افرادها بمثل ما يريدون ويشتهون خلف جدران قصورهم, وبالمقابل فان اتباع الفرقة الوهابية واجبهم ووظيفتهم السيطرة والهيمنة على العادات الدينية والسيطرة على المساجد وانظمة المؤسسات التربوية والتعليمية. وتقوم الفرقة الوهابية بالحفاظ وحماية السلطة السعودية الغير منتخبة لغياب الانتخابات واضافة الشرعية عليها, ومن جانب اخر تقوم السلطة السعودية بدعم الفرقة الوهابية بالمال بالاضافة الى اطلاق يدها بحرية تامة باستخدام الدين, ثم ان السعوديين الشباب ليس لهم أي عمل مما جعلهم ينضمون الى المنظمات الارهابية كما حدث في 11-9 والتفجيرات الانتحارية في العراق."
ان المؤامرة الجديدة التي خطط لها مثلث الموت السعودي الصهيوني الامريكي والذي يعمل لتفجيرها هي الاسراع بمساعدة بقية عملائهم من الحكام العرب بعد سقوط الانظمة العميلة في تونس ومصر واليمن, ثم محاولة ارباك حكومات الممانعة والصمود واشغالها بنفسها حتى لا تتحرك لمساعدة الانظمة التي جاءت بها ثورات الشباب, فبادرت المخابرات الامريكية والصهيونية والسعودية باثارة الفتن الطائفية واحداث الفوضى والغوغاء في سوريا, وقد اصبح واضحا امام المشاهد والمتتبع للاخبار ان المعسكر الامريكي والغربي والصهيوني والسعودية وبطانتها من امارات الخليج التي تخدم اعداء الاسلام والعروبة يتآمر ويحاول اسقاط النظام السوري ليرسم هلالا صهيونيا يمكن تخيل صورته الظلماء التي بدايتها؛ السعودية وامارات المخابرات الامريكية ثم الاردن واحة الصهيونية ويحلمون بنظام سوري وهابي(وهذا مستبعد) وهنا لابد للحكومة السورية من مراقبة الصداميين الذين تستخدمهم السعودية والصهيونية والمخابرات الاجنبية كطابور خامس,واخيرا تركيا التي اصبحت هذه الايام مركزا للتآمر على العرب والمسلمين وذلك بتهديداتها لسوريا والعراق بعقد المؤتمرات والتصريحات المعادية لهما بين فترة واخرى من اجل الابتزاز والهيمنة, ومن ثم التضيق على العراق واحداث حرب طائفية كحرب صدام على الجمهورية الاسلامية التي لم يخرج منها رابحا الا الصهيونية. وهنا تبدأ ابار النفط السعودية وبقية امارات الخليج بضخ وتصدير النفط باعلى طاقاته وارخص اثمانه,ومن ثم ستزداد الحكومات العربية العميلة عمالة وخضوعا لاسرائيل واسيادها على حساب كرامة الشعب العربي الذي سوف يفقد خيرة ابناءه في حرب مخطط لها من قبل المحافظين الجدد اكثر مما يحدث اليوم في العراق والبحرين واليمن وسوريا وليبيا, وستفرغ مرة اخرى خزائن امارات الخليج بحجة الدفاع عن وجودها كما يحدث دائما في كل فتنة وازمة تخطط لها الصهيونية والسعودية والمخابرات الامريكية,هذه هي سيناريو المستقبل.
وبعد كل هذه الاجندات والتآمر على التشيع نرى زمر التآمر هذه تتفكك وتتأكل مع نفسها فاين حسني مبارك الذي لم يتورع في اقواله ولم يتنزه في سلوكه المعادي للاسلام والعروبة شأنه شأن السعوديين الوهابيين الذين لعنهم امام المتقين لأنهم من فصيلة:" الامرين بالمعروف التاركين له والناهين عن المنكر العاملين به". لقد لعنهم الله وسيلعنهم التأريخ ويصبحون من حثالته التي لاتلتقي الشفتان بذمهم تنزها وعفافا منهما واستصغارا لقدرهم وذهابا عن ذكرهم. وها هو اليوم حليف هذه الزمرة رئيس اليمن علي عبد الله صالح لايصدق كيف ينزل به الموت ويبعده عن وطنه لينضم الى (نادي القتلة والمجرمين السعودي), الا ان "الهلال الشيعي والولاء الايراني" اللذان اعتبرهما الزعماء العملاء تهمة اصبحا مفخرة للشعب العربي وقادة ثوراته لان (هلال التشيع والولاء) اثبتا وقوفهما ومساندتهما للشعوب المقهورة المستضعفة قبل سقوط الحكومات الدكتاتورية وبعده, لذلك فان هذه الشعوب والحكومات العربية النزيهة القادمة سوف لاتنسى فضل الشعوب والحكومات التي وقفت معها, وذلك لان الشعوب المستضعفة وفية ومخلصة للذين وقفوا معها في السراء والضراء والمعاناة, وان ولاء الشعب العراق سيكون للشعب المصري الذي اطاح بدكتاتورية حسني مبارك وكذلك الولاء للشعب التونسي وكل الشعوب التي تطمح للتحرر والسلام وليست لايران فقط كما قال حسني مبارك, وان ايران والعراق شعب واحد تربطهما علاقات معروفة ولكنها لاتختلف عن العلاقة مع كل دولة عربية ومسلمة تحارب الصهيونية والاستعمار وتنصر الحق وتقف مع المظلوم اقتداء بقول امامها علي بن ابي طالب (ع) حين يخاطب الناس قائلا:"اعينوني على انفسكم وايم الله لانصفن المظلوم من ظالمه, ولاقودن الظالم بخزامته حتى اورده منهل الحق وان كان كارها." ولابد من ان ياتي اليوم الذي تقاد فيه السعودية واسرائيل كلا من خزامته, وان ذالك ليس على الله والجماهير الصادقة لربها ووطنها ونفسها ببعيد."انهم يرونه بعيدا.ونراه قريبا"صدق الله العلي العظيم
شعاران نطق بهما عبد الله ملك الاردن الحالي وحسني مبارك المقبور, شعاران التصق كل واحد منهما بمن اطلقه ورفعه دون ان يعي معناه الحقيقي, لان هاذين العميلين ومن يسير على خطهما يتلقون الاوامر من اسيادهم فيرددونها ويعملون بها دون معرفة عواقبها. وعلى كل حال فان هذه الشعارات التي يطلقها ويعمل بها الحكام العرب لها مفاهيم طائفية هدفها تمزيق وبث الفرقة بين ابناء الامة الاسلامية, ولكن لايعرف هؤلاء الحكام الجهلة ما مدى تأثير هذه التصريحات على تحريك عموم الشعب العربي والمسلم سلبيا على عروشهم, لانها شعارات تحمل دلالات ومضامين لاتمر مر الكرام على المثقفين والبسطاء من الناس الذين يحسون بالواقع المرير الذي تمر به الامة العربية والاسلامية, وذلك نتيجة لسياسة الحكام العرب التي شيدت على خيانة الاسلام, الاسلام الذي رفع لهم علم الجنة والنار فصرفوا عن الجنة وجوههم واقبلوا الى النار باعمالهم, ودعاهم ربهم فنفروا وولوا ودعاهم الشيطان فاستجابوا واقبلوا. واذا اعتبر ملك الاردن الهلال الشيعي خطرا على عرشه المتهاوي فان حسني مبارك هو الاخر تخيل ان الولاء والحب للشعب الايراني المسلم الذي كان ولايزال الحاضنة والمنبع والغرس الطاهر لعلماء المسلمين من السنة اولا والشيعة ثانيا حيث كان له قصب السبق في تقنين وادلجة المذاهب السنية ثم بعد ذلك اصبح مدرسة للتشيع في فترة متأخرة. وفعلا كان تخيل وتصور حسني مبارك بان شعلة الثورة في ايران الاسلام سوف تحرق عرشه صحيحا اذ وقعت هذه الشعلة على بلاط مبارك وزين العابدين وعلي عبد الله صالح وغيرهم ولم تحفل وتبالي بما تحرق داخل قصورهم. ومن ينسى حين قام حسني مبارك برفع عقيرته لاقرانه من العملاء مستغيثا من ولاء العراقيين للشعب الايراني محبي ال بيت النبي الذين ظهر من بينهم (سلمان) الذي قال فيه النبي محمد (ص) :"سلمان منا اهل البيت." ونقلا عن الطبراني والحاكم في المستدرك والترمذي في صحيحه كما ورد:"في غزوة الخندق وقف الانصار يقولون سلمان منا ووقف المهاجرون يقولون بل سلمان منا, وناداهم الرسول قائلا :"بل سلمان منا آل البيت." وهل قرأ حسني مبارك التأريخ ليعرف من هم أئمة التشيع الذين قال فيهم الامام علي(ع):"ان الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم.", ثم من هم فقهاء مدارس العراق ولبنان والبحرين والجزيرة العربية حتى مجيئ الدولة الصفوية في ايران الاسلام التي وهبها الله حب ال بيت النبي (ص) لتختار طريقهم ونهجهم في التشريعات والاحكام كما اختارت مصر في عهد الفاطميين النهج الذي لاتزال اثاره العلمية والفنية تغطي ربوع القاهرة ومن بينها الازهر الشريف.
ومن لايعرف ان الامام علي (ع)رئيس هذه المدرسة الفقهية -التي لاتزال تحيط بضريحه وتشرب وتتغذى من علومه في النجف الاشرف التي بارك الله بها لتصبح لها فروع في كل انحاء العالم- هو من قال فيه النبي محمد (ص):" انا مدينة العلم وعلي بابها." انه باب مدينة علم نبي الاسلام! وكذلك ما قال فيه الخليفة عمر بن الخطاب :" علي اقضانا." فاذا كان امام مدرسة التشيع هو الذي جاء من بين اشرف قبائل قريش بل كل العرب ونشأ في الاسلام مناصرا للجياع وقائدا لثوراتهم فكيف تصبح سلالته غيرعربية؟ صحيح ان ايران هو اكبر بلد مسلم للتشيع الا انه موجود في كل دولة عربية ومسلمة بل نشره الله سبحانه في كل دولة من دول العالم في وقتنا الحاضر. والكل يدرك جيدا ان التشيع ولد في مكة والمدينة مع الامام علي (ع) ان لم يكن مع بزوغ وظهر الاسلام ونبيه محمد(ص), ولكن الذي طرح ويطرح هذه الشعارات اعلاه غرضه الفرقة بين المسلمين, الا ان النتيجة كانت العكس فقد اطاح هذا الشعار بمن رفعه وهو اليوم يواجه محاكم الشعب المصري محجورا في قفص الاتهام, وانا متأكد انه يتمنى العيش طليقا في ايران الجمهورية الاسلامية التي تهب فيها رياح الحرية والتي لاتتأمر على حلفائها واشقائها من العرب والمسلمين بل كل شريف في العالم, ولايوجد فيها مكان للأوامر الامريكية ولا الاسواط والاهانات الصهيونية كما كان حال حسني مبارك, فالى جهنم يا حسني ويا مبارك الصهيونية التي لم تحصنك من السقوط والانهيار حين انفجرت ثورة الشباب العربي المسلم الذي لم تسري الى جسده امراض الطائفية والفرقة التي تسعى الصهيونية وحلفاؤها لزرعها في كيان الامة العربية والاسلامية, وذلك عن طريق المؤسسات التي تدعي المسؤولية الدينية كالوهابية التكفيرية بقيادة ال سعود, والقرضاوية الطائفية بقيادة امراء قطر الذين فضحت علاقاتهم بالكيان الصهيوني على شاشات التلفزيون. واما ملك الاردن الذي اول من تفوه بشعار الهلال الشيعي مرددا اوامر اسياده الصهاينة والامريكان فهو في حالة ليس بافضل من حسني مبارك, فشعب الاردن في ثورة من الغضب لما يعانيه من اذلال وخنوع مبرمج خارج عن ارادته, وذلك بسبب التدخل الصهيوني في شؤونه اليومية وما تخطط له الدولة اللقيطة الاسرائيلية التي جعلت من الاردن واحة لسياحة الصهاينة وسوقا لبضاعتها ضمن اتفاقيات اهانت كرامة الشعب الاردني واستذلت استقلاله.
"الهلال الشيعي والولاء الايراني" اصبحا مصطلحان لهما مضامين ثورية تحررية يفتخر كل من يرفعهما عاليا في أي بقعة من العالم لان هذان الشعارن لاينهجان نهج التكفير والارهاب وانما الخير والسلام والحرية والاستقلال والكرامة وقد اثبتت الاحداث التأريخية والواقع الحالي ذلك. والهلال الشيعي هو في الحقيقة قمر متكامل وليس هلالا وهذا القمر اليوم تتفجر من عقيدته وايديولجيته الاسلامية الثورات الواحدة تلو الاخرى على الطغيان واشكاله, فالفكر الشيعي الذي يحاربه العملاء من الحكام العرب لايعني كونه فكرا مذهبيا طائفيا وانما هو فكر ادلج وقنن فكره امام المتقين علي بن ابي طالب(ع) لنصرة المظلوم على الظالم, وللحفاظ على وحدة المسلمين منذ فجر الاسلام, فهو القائل والناصح للمسلمين بان يد الله مع الجماعة اذ يقول:" فاياكم والفرقة فان الشاذ من الناس للشيطان كما ان الشاذ من الغنم للذئب ألا من دعا الى هذا الشعار فاقتلوه ولو كان تحت عمامتي هذه....."وهنا يتساءل كل شريف في العالم دون استثناء, هل ان السعودية والصهيونية وادارة الاستخبارات المركزية الامريكية تريد وحدة العرب والمسلمين؟ وهل ان مثلث الموت هذا يريد نشر الديمقراطية في الشرق الاوسط ؟ فاين الديمقراطية وحقوق الانسان في السعودية التي تركت الحبل على الغارب للمؤسسة الوهابية الصهيونية في حرية الفتاوي بقتل الاطفال والنساء والعزل بحجة التكفير؟ واين الحريات والعدالة في دولة بني صهيون والشعب الفلسطيني العربي المسلم مهجر في كل انحاء وبقاع العالم؟ وما شاهدناه من اجرام الصهاينة بابناء غزة في الحرب الشاملة الاخيرة في 27 -12- 2008 ولمدة اكثر من 20 يوما استخدمت فيها كل الاسلحة الفتاكة والمحرمة, وقد اطلق الصهاينة على هذه العملية العدوانية اسم(الارض المحروقة) وعملية (الرصاص المصبوب) الذي ذهب ضحيتها اكثر من 1440 شهيدا, والملك السعودي وحاشيته كانوا وكأنهم يتفرجون على فلم سينمائي كوميدي مع اسيادهم واشباههم امثال حسني مبارك وامراء الخليج وتصدر منهم التصريحات المخجلة المذلة والحديث طويل. الا ان الحق يقال بان الجمهورية الاسلامية وحلفائها في كل ارجاء المعمورة وقفوا متضامنين لمساندة ابناء غزة معنويا وماديا.
والمعروف ان الحكام العرب امثال حسني مبارك وملك الاردن والسعودية لايتفوهون بمثل هذه الشعارات دون السماح لهم من قبل اسيادهم في الادارة الامريكية المنحازة والمتآمرة على الديمقراطية, والانحياز الامريكي واضح فاين دعمها للديمقراطية في العراق الذي سحقت اكثريته المطلقة التي تزيد على 72% بمال سعودي وتآمر صهيوني, وان الوجود الامريكي الذي يشاهد في عينه ويسمع في اذنه دون وسيط كل الجرائم التي تقوم بها الوهابية التكفيرية في العراق, وقد وصفها الرأي العام الاوربي والامريكي بما فيه من مفكرين واكادميين وسياسيين وكل طبقات الشعب الامريكي باستثناء الادارة الامريكية والصهيونية بان الوهابية وال سعود مصدر الارهاب في العالم, ومن يرجع لمطالعة الصحف والكتب الاوربية والامريكية سوف لايرى غبارا على هذه الحقيقة, فقد ذكرت وثائق ويكيليكس ان اكبر مصدر وداعم للارهاب في العالم هي العائلة السعودية وقد نقلت ذلك وكالة رويترز في 5-12-2010. واين دعم ومساندة الديمقراطية التي زايدت بها الادارة الامريكية في الشرق الاوسط والاسطول الخامس الامريكي في البحرين وهو المسؤول عن تطبيق (ديمقراطية ال خليفة) و(الاحتلال السعودي) وما يلاقيه الشعب البحريني من قتل وتشريد وسجون وتعذيب وهدر لكرامة الانسان, ويبدو ان المخابرات الامريكية والاوربية لاتسمح للمنظمات الانسانية وحقوق الانسان من العمل في السعودية والبحرين ولكن يحق لها العمل في سوريا وايران والعراق بحسب ما تريده الادارة الامريكية؟ ولقد اصبحت هذه المؤسسات مهزلة بعين الشعب العربي والاسلامي بل لكل منصف في العالم, واين تأثير ومفعول هذه المؤسسات في البحرين وحقوق الاكثرية اصبحت معروفة للشعب الامريكي والاوربي وليس لحكوماتهم فقط, واذا كان الاسطول الامريكي الخامس ومركز المخابرات الامريكية في البحرين وبعثاتها الدبلوماسية كلها لاتستطيع اقامة الديمقراطية والعدل واحقاق الحق لابناء البحرين الذين لايتجاوز عدد نفوسهم 1,000,000مليونا واحدا مع مرتزقة ال خليفة الذين جاءوا بهم من كل حدب وصوب كوهابيين جدد لدعم تسلطهم في البحرين فكيف تستطيع بضعة الاف من الجيش الامريكي اقامة الامن واستتبابه في العراق الذي يتجاوز عدد ابناءه اكثر من 30 مليونا؟ وها هو الاسطول الامريكي الخامس يصول ويجول في مياه البحرين دون ان يوقف المجازر الدموية التي تقوم بها عصابة ال خليفة ومرتزقتهم؟ واين الديمقراطية في اليمن وكلنا نشاهد ما تعانيه الاكثرية من الشعب اليمني من قتل ونهب وتدمير للبنية التحتية نتيجة المال السعودي السحت والتدخل الامريكي المباشر في قمع حرية الشعب اليمني وقد ذكر موقع صوت امريكاVoice of America في 22-6-2011 ان القوات الامريكية ومخابراتها المركزية تقاتل مباشرة في اليمن؟ وما هو الحال في ليبيا التي اضرمت فيها النار التي لاتحمد عقباها, ثم ما لبثت دول الخليج بالاسراع بارسال الطائرات والمدافع والدبابات والمال والبنين من اجل دعم وارساء (الديمقراطية السعودية الوهابية التكفيرية) التي تتحكم بشعب ابناء الخليج منذ عشرات السنين ان لم تكن المئات منتهجة ديمقراطية القمع والطائفية واخراس وكم الافواه والاصوات المطالبة بحرية التعبير, اهذه هي الديمقراطية التي يراد تصديرها من امريكا الى ليبيا والبحرين وسوريا والعراق؟ ان هذا النوع الجديد من الديمقراطية ينتسب الى فصيلة من فصائل (ديمقراطية الفساد) التي تسمى "الكليبتوقراطية" التي تعني نشر الفوضى والقتل والفساد السياسي اينما حلت طبقا لما خطط له مثلث الموت المكون من المخابرات الامريكية الصهيونية السعودية. فاصبح التدخل في شأن الشعوب واضحا فلا يرجى من زعامات الدول المحتلة الغازية ألا الظلم والبغض والجور والقهر, واصبح الحكم بطريقة الظلم ديدنهم وهواهم, وان سوء الرأي والابتعاد عن الحق الذي يبصرونه طريق مسيرتهم.
وقد كتب الكاتب الامريكي توماس فريدمن Thomas Friedmanفي صحيفة نيويورك تايمس الامريكية في مقالة بتاريخ 11-5-2011 تحت عنوان (مقايضة سيئة) Bad Bargain طالب الكاتب فيها من بلاده بتغيير الترتيبات والعلاقة مع النظام السعودي الارهابي الظالم, وذلك لان الاموال التي يعتمد عليها ارهاب مجموعات بن لادن مصادرها السعودية وبالاضافة الى ذلك فان المساجد والمدارس والمؤسسات التربوية تشرف عليها المؤسسة الوهابية الارهابية. والسؤال هنا هل قال توماس فريدمن شيئا لم يعرفه الاعلام والعالم كافة؟ ان هذه الحقيقة اصبحت كالشمس, والحقيقة لم يقل الرجل الا الحقيقة. وقد اثارت هذه المقالة العقلية الجاهلية للوليد بن طلال الذي يمثل قمة ال سعود في سرقة المال والثقافة الفاسدة. فبالنسبة لسرقة المال من ابناء الجزيرة واضح وقد ذكره الوليد نفسه بالرسالة التي وجهها الى فريدمن بان السعودية تملك 25% من النفط العالمي ولكن هل استطاع هذا المال ان يغير عقلية الوليد بن طلال وبقية ال سعود تلك العقلية الجاهلية المتوحشة التي تحمل الكراهية للاخرين وتؤمن بالعنف ولاتعط للاخرين حق الحياة, فهي صهيونية في مكوناتها لانها تعتبر نفسها شعب الله المختار وكل ما يحيط بها من عرب ومسلمين هم في خدمتها. وما اشار اليه (توماس فريدمن) عن الاجرام الوهابي هو في الواقع حقيقة, فقد كتبت عنه واكدت عليه في كل مقالاتي السابقة التي اشرت بها الى التآمر السعودي الوهابي على الاسلام والمسلمين, وهنا لابد من الاستشهاد ولو قليلا بما كتبه توماس فريدمن فهويقول:"ان تركيبة النظام السعودي هي عبارة عن مقايضة ومقاسمة قديمة بين قبيلة ال سعود وبين فرقة الوهابية. فقبيلة ال سعود عليها ان تستلم السلطة ويعيش افرادها بمثل ما يريدون ويشتهون خلف جدران قصورهم, وبالمقابل فان اتباع الفرقة الوهابية واجبهم ووظيفتهم السيطرة والهيمنة على العادات الدينية والسيطرة على المساجد وانظمة المؤسسات التربوية والتعليمية. وتقوم الفرقة الوهابية بالحفاظ وحماية السلطة السعودية الغير منتخبة لغياب الانتخابات واضافة الشرعية عليها, ومن جانب اخر تقوم السلطة السعودية بدعم الفرقة الوهابية بالمال بالاضافة الى اطلاق يدها بحرية تامة باستخدام الدين, ثم ان السعوديين الشباب ليس لهم أي عمل مما جعلهم ينضمون الى المنظمات الارهابية كما حدث في 11-9 والتفجيرات الانتحارية في العراق."
ان المؤامرة الجديدة التي خطط لها مثلث الموت السعودي الصهيوني الامريكي والذي يعمل لتفجيرها هي الاسراع بمساعدة بقية عملائهم من الحكام العرب بعد سقوط الانظمة العميلة في تونس ومصر واليمن, ثم محاولة ارباك حكومات الممانعة والصمود واشغالها بنفسها حتى لا تتحرك لمساعدة الانظمة التي جاءت بها ثورات الشباب, فبادرت المخابرات الامريكية والصهيونية والسعودية باثارة الفتن الطائفية واحداث الفوضى والغوغاء في سوريا, وقد اصبح واضحا امام المشاهد والمتتبع للاخبار ان المعسكر الامريكي والغربي والصهيوني والسعودية وبطانتها من امارات الخليج التي تخدم اعداء الاسلام والعروبة يتآمر ويحاول اسقاط النظام السوري ليرسم هلالا صهيونيا يمكن تخيل صورته الظلماء التي بدايتها؛ السعودية وامارات المخابرات الامريكية ثم الاردن واحة الصهيونية ويحلمون بنظام سوري وهابي(وهذا مستبعد) وهنا لابد للحكومة السورية من مراقبة الصداميين الذين تستخدمهم السعودية والصهيونية والمخابرات الاجنبية كطابور خامس,واخيرا تركيا التي اصبحت هذه الايام مركزا للتآمر على العرب والمسلمين وذلك بتهديداتها لسوريا والعراق بعقد المؤتمرات والتصريحات المعادية لهما بين فترة واخرى من اجل الابتزاز والهيمنة, ومن ثم التضيق على العراق واحداث حرب طائفية كحرب صدام على الجمهورية الاسلامية التي لم يخرج منها رابحا الا الصهيونية. وهنا تبدأ ابار النفط السعودية وبقية امارات الخليج بضخ وتصدير النفط باعلى طاقاته وارخص اثمانه,ومن ثم ستزداد الحكومات العربية العميلة عمالة وخضوعا لاسرائيل واسيادها على حساب كرامة الشعب العربي الذي سوف يفقد خيرة ابناءه في حرب مخطط لها من قبل المحافظين الجدد اكثر مما يحدث اليوم في العراق والبحرين واليمن وسوريا وليبيا, وستفرغ مرة اخرى خزائن امارات الخليج بحجة الدفاع عن وجودها كما يحدث دائما في كل فتنة وازمة تخطط لها الصهيونية والسعودية والمخابرات الامريكية,هذه هي سيناريو المستقبل.
وبعد كل هذه الاجندات والتآمر على التشيع نرى زمر التآمر هذه تتفكك وتتأكل مع نفسها فاين حسني مبارك الذي لم يتورع في اقواله ولم يتنزه في سلوكه المعادي للاسلام والعروبة شأنه شأن السعوديين الوهابيين الذين لعنهم امام المتقين لأنهم من فصيلة:" الامرين بالمعروف التاركين له والناهين عن المنكر العاملين به". لقد لعنهم الله وسيلعنهم التأريخ ويصبحون من حثالته التي لاتلتقي الشفتان بذمهم تنزها وعفافا منهما واستصغارا لقدرهم وذهابا عن ذكرهم. وها هو اليوم حليف هذه الزمرة رئيس اليمن علي عبد الله صالح لايصدق كيف ينزل به الموت ويبعده عن وطنه لينضم الى (نادي القتلة والمجرمين السعودي), الا ان "الهلال الشيعي والولاء الايراني" اللذان اعتبرهما الزعماء العملاء تهمة اصبحا مفخرة للشعب العربي وقادة ثوراته لان (هلال التشيع والولاء) اثبتا وقوفهما ومساندتهما للشعوب المقهورة المستضعفة قبل سقوط الحكومات الدكتاتورية وبعده, لذلك فان هذه الشعوب والحكومات العربية النزيهة القادمة سوف لاتنسى فضل الشعوب والحكومات التي وقفت معها, وذلك لان الشعوب المستضعفة وفية ومخلصة للذين وقفوا معها في السراء والضراء والمعاناة, وان ولاء الشعب العراق سيكون للشعب المصري الذي اطاح بدكتاتورية حسني مبارك وكذلك الولاء للشعب التونسي وكل الشعوب التي تطمح للتحرر والسلام وليست لايران فقط كما قال حسني مبارك, وان ايران والعراق شعب واحد تربطهما علاقات معروفة ولكنها لاتختلف عن العلاقة مع كل دولة عربية ومسلمة تحارب الصهيونية والاستعمار وتنصر الحق وتقف مع المظلوم اقتداء بقول امامها علي بن ابي طالب (ع) حين يخاطب الناس قائلا:"اعينوني على انفسكم وايم الله لانصفن المظلوم من ظالمه, ولاقودن الظالم بخزامته حتى اورده منهل الحق وان كان كارها." ولابد من ان ياتي اليوم الذي تقاد فيه السعودية واسرائيل كلا من خزامته, وان ذالك ليس على الله والجماهير الصادقة لربها ووطنها ونفسها ببعيد."انهم يرونه بعيدا.ونراه قريبا"صدق الله العلي العظيم