فيثاغورس
06-29-2011, 11:07 AM
http://www.middle-east-online.com/meopictures/biga/_113208_reyyad.jpg
صحافي يضيق ذرعاً بالرقابة والابواب المغلقة أمام الكتابة فيطلق أسئلته على الامام علي ويختار الاجوبة من نهج البلاغة.
ميدل ايست أونلاين
بيروت - من جورج جحا
الريس والحوار الافتراضي
اصدر رياض نجيب الريس كتابا طريفا استند فيه الى مقال قديم كان قد نشره في شكل مقابلة صحافية خيالية وتناول فيه ايامنا الحاضرة ومشكلات العرب والمسلمين.
اما عنوان الكتاب فهو "حديث صحافي مع الامام علي بن ابي طالب" وقد جاء في 91 صفحة متوسطة القطع وصدر عن دار رياض الريس للكتب والنشر في بيروت.
اهدى رياض كتابه الى والده الصحافي والمناضل السياسي السوري الراحل نجيب الريس وجاء الاهداء على الشكل التالي "الى الذي اهدى الي كتاب (نهج البلاغة). الى ذكرى ابي".
وفي مدخل حمل عنوان "زمن الابواب المغلقة" قال رياض الريس الكاتب والصحافي والذي كتب الشعر ايضا "ليس امام الصحافي خيارات كثيرة في زمان كزماننا الحالي حيث الابواب كلها موصدة لمن اراد البحث بحرية عن طريق آمن للكتابة يقول فيه ما يشاء ويسأل عما يشاء، اضغاث احلام. ليس هناك من يجرؤ منا ان يسأل. وليس هناك من مطلع يجرؤ ان يتباسط مع صحافي عن مدلولات الاحداث اليوم واضعا النقاط على حروف الازمات. فالمزالق كثيرة في ايامنا المعاصرة والثقة معدومة بين الصحافي والسياسي وحرية المعلومات متاحة في العالم إلا في بلادنا".
وقال "لذلك عزمت ان اسلك طريقا مختلفا وغير تقليدي يختصر الزمن ويعود الى التاريخ الذي لم يغير من طبيعة الحكام ولا من عادات النظام ولا حتى من مشاهد تهاوي البلدان واضطراب السكان واهتزاز الاركان. كان ذلك ونحن على ابواب السنة الاخيرة من القرن العشرين".
وروى كيف توصل الى هذا القرار فقال ان في حياته محطات منها محطة نجمت عن "تراكم الايام السياسية التي تلت غزو القوات الاسرائيلية للبنان" واحتلالها لبيروت سنة 1982 "اول عاصمة عربية تطأها اقدام الغزاة الاسرائيليين منذ قيام الدولة العبرية الى اليوم. كل ذلك وسط صمت وذهول العالم العربي الذي لم تخرج مظاهرة واحدة في شوارع عواصمه غضبا او احتجاجا على هذا الحدث الجلل.
"وأدركت كغيري في حينه اننا دخلنا عصر الذل العربي وان الغزو الاسرائيلي واحتلال بيروت ما هو الا بدايات الزمن العربي الرديء الذي نعيشه منذ ذلك الحين".
وفي تلك الفترة كان الريس يكتب مقالا سياسيا اسبوعيا في مجلة (المستقبل) التي كان يصدرها في باريس الصحافي والكاتب الروائي الراحل نبيل خوري. وتأخر المقال وبناء على إلحاح نبيل خوري قال الريس في نفسه في ذلك الزمن الذي وصفه بالرديء "رحت ابحث عمن يقول لي شيئا يمكن ان يشكل موضوعا لمقال... لقد دجنت الافكار وبدأ الناس يخافون قول ما هو مخالف للسائد".
ولجأ الى كتاب نهج البلاغة الذي جمعه الشريف الرضي. ونشر "الحديث الصحافي" في المجلة في 26 فبراير/ شباط 1983 ولقي استحسانا كبيرا من القراء وأعيد طبعه وصدر في كراس صغير.
وقال "وطمحت اثر ذلك الى التوسع في هذه الفكرة الى ان يصبح كتابا معقولا في حجمه. وقررت الاسترسال في الحديث من الامام علي ليشمل اكبر عدد من القضايا.
ومرت سنوات والابواب مغلقة والزمن يعاكسني الى ان انجزت ما استطعت ليكون هذا الكتاب".
من الاسئلة الكثيرة التي طرحها في خياله على الامام علي ما يلي "ما زلنا بعد كل هذه الاعوام رعايا في دول سلاطين بعكس ما هو مدون في الدساتير والقوانين. فماذا ينصح خير السلف الضحايا من الخلف خصوصا ان الجامعات الحديثة لا تدرس الرعايا اساليب التصرف من السلاطين؟".
وجاء الجواب المفترض كلاما للامام علي وفيه "صاحب السلطان كراكب الاسد يغبط بموقعه وهو اعلم بموضعه... واضر الاشياء عليك ان تعلم رئيسك انك اعرف بالرياسة منه... واصبر على سلطانك في حاجاتك فلست اكبر شغله ولا بك قوام امره.. اذا قعدت عند سلطان فليكن بينك وبينه مقعد رجل.. فلعله ان يأتيه من هو آثر عنده منك فيريد ان تتنحى عن مجلسك... واذا خدمت رئيسا فلا تلبس مثل ثوبه ولا تركب مثل مركوبه ولا تستخدم كخدمه فعساك تسلم منه.. وان زادك الملك تأنيسا فزده اجلالا".
سؤال آخر هو "يا امير المؤمنين الشعب العربي مبتل بدوله وحكامه وإلى الآن لم تنفع كل العلاجات فما العمل؟"
وجاء الجواب "صواب الرأي بالدول: يقبل بإقبالها ويذهب بذهابها... ازالة الجبال اسهل من ازالة دولة اقبلت. فاستعينوا بالله واصبروا فإن الارض لله يورثها من يشاء... اشرف الملوك من لم يخالطه البطر ولم يحل عن الحق... واصحاب السلطان -في المثل- كقوم رقوا جبلا ثم سقطوا منه فأقربهم الى الهلكة والتلف ابعدهم كان في المرتقى".
ويأتي جواب اخر عن سؤال اذ يقول الامام "آلة الرئاسة سعة الصدر ... من ضاق عليه العدل فالجور عليه اضيق".
ويسأل الصحافي "ماذا عن العدو؟" فيرد الامام علي بقوله "اذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه".
وكثير غير ذلك من "الاسئلة" ومن "الاجوبة".
صحافي يضيق ذرعاً بالرقابة والابواب المغلقة أمام الكتابة فيطلق أسئلته على الامام علي ويختار الاجوبة من نهج البلاغة.
ميدل ايست أونلاين
بيروت - من جورج جحا
الريس والحوار الافتراضي
اصدر رياض نجيب الريس كتابا طريفا استند فيه الى مقال قديم كان قد نشره في شكل مقابلة صحافية خيالية وتناول فيه ايامنا الحاضرة ومشكلات العرب والمسلمين.
اما عنوان الكتاب فهو "حديث صحافي مع الامام علي بن ابي طالب" وقد جاء في 91 صفحة متوسطة القطع وصدر عن دار رياض الريس للكتب والنشر في بيروت.
اهدى رياض كتابه الى والده الصحافي والمناضل السياسي السوري الراحل نجيب الريس وجاء الاهداء على الشكل التالي "الى الذي اهدى الي كتاب (نهج البلاغة). الى ذكرى ابي".
وفي مدخل حمل عنوان "زمن الابواب المغلقة" قال رياض الريس الكاتب والصحافي والذي كتب الشعر ايضا "ليس امام الصحافي خيارات كثيرة في زمان كزماننا الحالي حيث الابواب كلها موصدة لمن اراد البحث بحرية عن طريق آمن للكتابة يقول فيه ما يشاء ويسأل عما يشاء، اضغاث احلام. ليس هناك من يجرؤ منا ان يسأل. وليس هناك من مطلع يجرؤ ان يتباسط مع صحافي عن مدلولات الاحداث اليوم واضعا النقاط على حروف الازمات. فالمزالق كثيرة في ايامنا المعاصرة والثقة معدومة بين الصحافي والسياسي وحرية المعلومات متاحة في العالم إلا في بلادنا".
وقال "لذلك عزمت ان اسلك طريقا مختلفا وغير تقليدي يختصر الزمن ويعود الى التاريخ الذي لم يغير من طبيعة الحكام ولا من عادات النظام ولا حتى من مشاهد تهاوي البلدان واضطراب السكان واهتزاز الاركان. كان ذلك ونحن على ابواب السنة الاخيرة من القرن العشرين".
وروى كيف توصل الى هذا القرار فقال ان في حياته محطات منها محطة نجمت عن "تراكم الايام السياسية التي تلت غزو القوات الاسرائيلية للبنان" واحتلالها لبيروت سنة 1982 "اول عاصمة عربية تطأها اقدام الغزاة الاسرائيليين منذ قيام الدولة العبرية الى اليوم. كل ذلك وسط صمت وذهول العالم العربي الذي لم تخرج مظاهرة واحدة في شوارع عواصمه غضبا او احتجاجا على هذا الحدث الجلل.
"وأدركت كغيري في حينه اننا دخلنا عصر الذل العربي وان الغزو الاسرائيلي واحتلال بيروت ما هو الا بدايات الزمن العربي الرديء الذي نعيشه منذ ذلك الحين".
وفي تلك الفترة كان الريس يكتب مقالا سياسيا اسبوعيا في مجلة (المستقبل) التي كان يصدرها في باريس الصحافي والكاتب الروائي الراحل نبيل خوري. وتأخر المقال وبناء على إلحاح نبيل خوري قال الريس في نفسه في ذلك الزمن الذي وصفه بالرديء "رحت ابحث عمن يقول لي شيئا يمكن ان يشكل موضوعا لمقال... لقد دجنت الافكار وبدأ الناس يخافون قول ما هو مخالف للسائد".
ولجأ الى كتاب نهج البلاغة الذي جمعه الشريف الرضي. ونشر "الحديث الصحافي" في المجلة في 26 فبراير/ شباط 1983 ولقي استحسانا كبيرا من القراء وأعيد طبعه وصدر في كراس صغير.
وقال "وطمحت اثر ذلك الى التوسع في هذه الفكرة الى ان يصبح كتابا معقولا في حجمه. وقررت الاسترسال في الحديث من الامام علي ليشمل اكبر عدد من القضايا.
ومرت سنوات والابواب مغلقة والزمن يعاكسني الى ان انجزت ما استطعت ليكون هذا الكتاب".
من الاسئلة الكثيرة التي طرحها في خياله على الامام علي ما يلي "ما زلنا بعد كل هذه الاعوام رعايا في دول سلاطين بعكس ما هو مدون في الدساتير والقوانين. فماذا ينصح خير السلف الضحايا من الخلف خصوصا ان الجامعات الحديثة لا تدرس الرعايا اساليب التصرف من السلاطين؟".
وجاء الجواب المفترض كلاما للامام علي وفيه "صاحب السلطان كراكب الاسد يغبط بموقعه وهو اعلم بموضعه... واضر الاشياء عليك ان تعلم رئيسك انك اعرف بالرياسة منه... واصبر على سلطانك في حاجاتك فلست اكبر شغله ولا بك قوام امره.. اذا قعدت عند سلطان فليكن بينك وبينه مقعد رجل.. فلعله ان يأتيه من هو آثر عنده منك فيريد ان تتنحى عن مجلسك... واذا خدمت رئيسا فلا تلبس مثل ثوبه ولا تركب مثل مركوبه ولا تستخدم كخدمه فعساك تسلم منه.. وان زادك الملك تأنيسا فزده اجلالا".
سؤال آخر هو "يا امير المؤمنين الشعب العربي مبتل بدوله وحكامه وإلى الآن لم تنفع كل العلاجات فما العمل؟"
وجاء الجواب "صواب الرأي بالدول: يقبل بإقبالها ويذهب بذهابها... ازالة الجبال اسهل من ازالة دولة اقبلت. فاستعينوا بالله واصبروا فإن الارض لله يورثها من يشاء... اشرف الملوك من لم يخالطه البطر ولم يحل عن الحق... واصحاب السلطان -في المثل- كقوم رقوا جبلا ثم سقطوا منه فأقربهم الى الهلكة والتلف ابعدهم كان في المرتقى".
ويأتي جواب اخر عن سؤال اذ يقول الامام "آلة الرئاسة سعة الصدر ... من ضاق عليه العدل فالجور عليه اضيق".
ويسأل الصحافي "ماذا عن العدو؟" فيرد الامام علي بقوله "اذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه".
وكثير غير ذلك من "الاسئلة" ومن "الاجوبة".