jameela
06-29-2011, 06:56 AM
جعفر رجب - فجأة صار اسمه بو عكرمة
http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2011/06/29/1309270795013932000_main.jpg
إنسان عادي طبيعي، اسمه سمير، مرح، يضحك، يبكي، ينام، يقوم، يأكل، ويصوم، يتكلم مثل بقية البشر، ينكت، ويسخر، ويعتذر، يخطئ ويصيب، ومن منا لا يخطئ!
فجأة سمير يدخل البيت، وقد غير اسمه الى «ابو عكرمة» كلقب جديد له، رمى عقاله، واطال لحيته!
• فجأة يبيع السيارة السبورت ويشتري «فان» او «جمس»!
• فجأة يزداد وزنه بطريقة غريبة دون ان يعرف السبب، «شنو» يأكل بعد الهداية لا احد يعرف!
• فجأة يتكلم اللغة الفصحى، ويرد بالفحصى، ويستخدم حروف القلقة، ويتكلم بنفس طريقة امام الجمعة، ودائما صوته عالٍ وجهوري!
• فجأة يعتبر التلفزيون من اشد اعدائه، وقد يقوم بعمليات تخريب وتفجير لأي جهاز إلكتروني امامه!
• فجأة يكتشف ان اخته تضع المكياج، او ان خصلات شعرها تخرج من بين ثنايا الحجاب، وان كانت سافرة يمنعها من الخروج حفاظا على وضعه الاجتماعي في الجماعة، وحماية لها من الفسق والفجور ونظرات الفسقة!
• فجأة يتحول الى محقق، يفتش في «موبايلات» و«لابتوبات» اخواته، يراجع الصور، ويسأل عن الارقام الغريبة، وعن المواقع التي تدخلها الاخت، وعن زميلاتها في «الفيس بوك»، و«التويتر»، وماذا تكتب وما تعني بهذه العبارة، ولماذا قالت هذه الجملة...!
• فجأة يتحول الى انسان عبوس، لا يضحك واذا ذبح نفسه يبتسم، لان الضحكات تميت القلب، وهو لا يريد ان يميت قلبه!
• فجأة اي نقد له، او معارضة لرأيه، يعتبره مروقا على الدين، وانحرافا عن جادة الصواب، واستهزاء بتعاليم الاسلام، واعتداء على المقدسات!
• فجأة يصبح عارفا بكل المسائل والتفاصيل، التي لا تنفع، ويبحث عن اسم هدد سليمان، وحجم النملة التي كلمته، ونوع الذئب الذي لم يأكل النبي يوسف، وطول ثعبان النبي موسى، فهذه امور تعتبر مهمة لأي داعية ناشئ!
• فجأة يصبح مسؤول التذكير بالنار والآخرة، فيدخل البيت ويذكرهم بأنهم جميعا سيموتون ويأكلهم الدود، واذا انقطعت الكهرباء يذكرهم بجهنم، واذا طلعت نتائج الثانوية يقول لهم: «اهم شيء» نتائجكم في الآخرة!
• فجأة يصبح من حقه ان يشتم من يريد، يقذف المحصنات، ويشكك في النوايا، فكل الناس فجرة، يظهرون الفساد، ويحق له شتمهم وسبهم، وسب اهلهم الذين لم يربوهم!
• فجأة يتحول الى أشبه بمفتش بلدية «داش بقالة»، يدخل البيت ويفتش كل الممنوعات، قنوات فاسدة يمحوها، مجلات ماجنة تمزق، او يغطي مفاتن العارضات بالقلم الأسود، تماثيل واصنام تكسر فورا، صور شخصية ذوات روح تزال فورا من الجدران، صورة عائلية تنسف فورا... ويمتلئ البيت بملصقات الدعوة والجهاد!
• فجأة ابو عكرمة، يشتغل ناصحا وهاديا للاب والام والجدة والعمة والسائق والخادمة، والذي يحاول ان يهديها اذ اكتشف انها غير مسلمة! ويستلم الاب الذي يهرب من نقاشه لانه «ما له خلق»، ويسلمه مسؤولية الاسرة، ايضا لأنه «ماله خلق»!
• فجأة يصبح دمه ثقيلا مع الربع، فاذا تحدثوا عن فلان قال «دعكم منه انها نميمة»، واذا تحدثوا عن المباريات قال لهم «دعكم من حديث اللغو»، واذا تحدثوا عن احداث مضحكة قال لهم «دعكم من حديث اللهو، واشغلوا جلوسكم بالاستغفار»، واذا قال احدهم نكتة، قال لهم «الكذب حتى لو من باب المزاح محرم»! اما اذا طلب منه ان يقول «نكتة» فإنه يتحدث عن اعرابي كان يملك ناقة، واضاعها في الكوفة، ليجدها خلف جبل أحد... ثم يشرح العبرة والفائدة من الطرفة!
• فجأة يعتبر قتل الناس امرا عاديا، وهو قبل ذلك لم ينم ثلاثة ايام لأنه دهس قطة بالخطأ في الشارع...! فقتل الناس قد يكون جهادا، وخدمة للدين، ولابد من التضحيات من اجل اعلاء شأن الاسلام!
• فجأة يتساءل من في البيت لماذا عندما «يتدين» الانسان، لابد ان يدخل في حرب مع الجميع، ويصبح إنسانا آخر لايعرفونه، ولاهو يعرف نفسه...!
• وفجأة ترفع الأم يدها وتدعو له «الله يهديك»!
جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com
http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2011/06/29/1309270795013932000_main.jpg
إنسان عادي طبيعي، اسمه سمير، مرح، يضحك، يبكي، ينام، يقوم، يأكل، ويصوم، يتكلم مثل بقية البشر، ينكت، ويسخر، ويعتذر، يخطئ ويصيب، ومن منا لا يخطئ!
فجأة سمير يدخل البيت، وقد غير اسمه الى «ابو عكرمة» كلقب جديد له، رمى عقاله، واطال لحيته!
• فجأة يبيع السيارة السبورت ويشتري «فان» او «جمس»!
• فجأة يزداد وزنه بطريقة غريبة دون ان يعرف السبب، «شنو» يأكل بعد الهداية لا احد يعرف!
• فجأة يتكلم اللغة الفصحى، ويرد بالفحصى، ويستخدم حروف القلقة، ويتكلم بنفس طريقة امام الجمعة، ودائما صوته عالٍ وجهوري!
• فجأة يعتبر التلفزيون من اشد اعدائه، وقد يقوم بعمليات تخريب وتفجير لأي جهاز إلكتروني امامه!
• فجأة يكتشف ان اخته تضع المكياج، او ان خصلات شعرها تخرج من بين ثنايا الحجاب، وان كانت سافرة يمنعها من الخروج حفاظا على وضعه الاجتماعي في الجماعة، وحماية لها من الفسق والفجور ونظرات الفسقة!
• فجأة يتحول الى محقق، يفتش في «موبايلات» و«لابتوبات» اخواته، يراجع الصور، ويسأل عن الارقام الغريبة، وعن المواقع التي تدخلها الاخت، وعن زميلاتها في «الفيس بوك»، و«التويتر»، وماذا تكتب وما تعني بهذه العبارة، ولماذا قالت هذه الجملة...!
• فجأة يتحول الى انسان عبوس، لا يضحك واذا ذبح نفسه يبتسم، لان الضحكات تميت القلب، وهو لا يريد ان يميت قلبه!
• فجأة اي نقد له، او معارضة لرأيه، يعتبره مروقا على الدين، وانحرافا عن جادة الصواب، واستهزاء بتعاليم الاسلام، واعتداء على المقدسات!
• فجأة يصبح عارفا بكل المسائل والتفاصيل، التي لا تنفع، ويبحث عن اسم هدد سليمان، وحجم النملة التي كلمته، ونوع الذئب الذي لم يأكل النبي يوسف، وطول ثعبان النبي موسى، فهذه امور تعتبر مهمة لأي داعية ناشئ!
• فجأة يصبح مسؤول التذكير بالنار والآخرة، فيدخل البيت ويذكرهم بأنهم جميعا سيموتون ويأكلهم الدود، واذا انقطعت الكهرباء يذكرهم بجهنم، واذا طلعت نتائج الثانوية يقول لهم: «اهم شيء» نتائجكم في الآخرة!
• فجأة يصبح من حقه ان يشتم من يريد، يقذف المحصنات، ويشكك في النوايا، فكل الناس فجرة، يظهرون الفساد، ويحق له شتمهم وسبهم، وسب اهلهم الذين لم يربوهم!
• فجأة يتحول الى أشبه بمفتش بلدية «داش بقالة»، يدخل البيت ويفتش كل الممنوعات، قنوات فاسدة يمحوها، مجلات ماجنة تمزق، او يغطي مفاتن العارضات بالقلم الأسود، تماثيل واصنام تكسر فورا، صور شخصية ذوات روح تزال فورا من الجدران، صورة عائلية تنسف فورا... ويمتلئ البيت بملصقات الدعوة والجهاد!
• فجأة ابو عكرمة، يشتغل ناصحا وهاديا للاب والام والجدة والعمة والسائق والخادمة، والذي يحاول ان يهديها اذ اكتشف انها غير مسلمة! ويستلم الاب الذي يهرب من نقاشه لانه «ما له خلق»، ويسلمه مسؤولية الاسرة، ايضا لأنه «ماله خلق»!
• فجأة يصبح دمه ثقيلا مع الربع، فاذا تحدثوا عن فلان قال «دعكم منه انها نميمة»، واذا تحدثوا عن المباريات قال لهم «دعكم من حديث اللغو»، واذا تحدثوا عن احداث مضحكة قال لهم «دعكم من حديث اللهو، واشغلوا جلوسكم بالاستغفار»، واذا قال احدهم نكتة، قال لهم «الكذب حتى لو من باب المزاح محرم»! اما اذا طلب منه ان يقول «نكتة» فإنه يتحدث عن اعرابي كان يملك ناقة، واضاعها في الكوفة، ليجدها خلف جبل أحد... ثم يشرح العبرة والفائدة من الطرفة!
• فجأة يعتبر قتل الناس امرا عاديا، وهو قبل ذلك لم ينم ثلاثة ايام لأنه دهس قطة بالخطأ في الشارع...! فقتل الناس قد يكون جهادا، وخدمة للدين، ولابد من التضحيات من اجل اعلاء شأن الاسلام!
• فجأة يتساءل من في البيت لماذا عندما «يتدين» الانسان، لابد ان يدخل في حرب مع الجميع، ويصبح إنسانا آخر لايعرفونه، ولاهو يعرف نفسه...!
• وفجأة ترفع الأم يدها وتدعو له «الله يهديك»!
جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com