المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد عيضه ... «العريفي والأحمد وشيخهما البراك ينتمون إلى العامة»



زوربا
06-28-2011, 11:51 PM
محمد عيضة: نحن عصبة تدير حياتها بحب الخشوم

كتب: مشعل الوسامي


http://aljaridaonline.com/wp-content/themes/aljaridaonline/timthumb.php?src=http://aljaridaonline.com/wp-content/uploads/2011/06/23/شاعر-المليون-محمد-عيضة.jpg&h=240&w=280&zc=1&a=t


نشر في 24, June 2011

في ذات مساء تحدث الجنوب محتجاً من خلاله، فكانت النخيل لافتات احتجاج زين بها حديقته الشعرية، حالمٌ في نصوصه الوردية، حازمٌ في نصوصه الواقعية، يعيش الوطن روحاً وفكراً، قناعاته تتشكل وفق رؤيته لا وفق رؤى الآخرين كلما قرأته وجدت أن لديه الكثير لم يقله، فهذا هو….. محمد عيضة.

• الإثارة ومحاولة لفت الانتباه الإعلامي أصبحت ديدن بعض الشعراء إما كتابةً وإما فعلاً، فما كان قصدك من تناولك للمشائخ العريفي، والبراك، والأحمد؟

- الإثارة عندما تكون عملا احترافيا يقصد منه الإثارة لذاتها، فهو مجرد ضجيج ليس للفارغين هم ولا هدف ولا طموح سواه؛ أما من يحمل الهم الحقيقي وقدر له أن يكون متسائلا فهو متعب لذاته ومتعب للذهنية التقليدية، والإثارة مثل الشهرة، عندما تكون نتيجة للإبداع فهذا طبيعي عكس أن تكون مصنوعة باحتراف وهدف في ذاتها؛ أما المشائخ الفضلاء العريفي والأحمد وشيخهما البراك فهم ينتمون إلى الشارع والعامة بفكرهم التقليدي وكذلك أنا وهناك جزئيات أختلف معهم فيها وإن كنت ندمت على توقيت مقالتي عن العريفي بسبب ملابسات الحدث نفسه؛ فأنا لم أكتب وأختلف إلا بوعي وبدراية في كل الحالات، وأنا لا أدعي الحقيقة المطلقة ولكنها وجهة نظر يشترك معي فيها كثيرون ويختلف الكثيرون، وفي ظني أن الشاعر حالم بطبيعته ويحلم بمثالية ليست موجودة، وإن حاول أن يكون واقعيا في مقالاته فهو في الأخير شاعر.

• “التطرف، الليبرالية” كلمتان أصبحتا تهمة من لا تهمة له… فكيف ترد على من اتهمك بالليبرالية؟
- لا أرد عليه، ولست مشغولا بتحسين صورتي في أعين الناس، لكنني مشغول بنقد ذاتي ومراجعة قناعاتي وأدعو الله لي وله أن يهدينا إلى سواء السبيل؛ لكن تساؤلي للجميع هو ما الفضل الذي في الليبرالية وليس موجودا في ديننا الإسلامي؟ الليبرالية مفضولة وليست فاضلة هنا وإن كان بها جانب مشرق إنساني وحضاري، هذه قناعتي ومعرفتي بالضبط عن هذا الموضوع.
• سبقنا المسلمون الأوائل بالانفتاح على الغرب، وأخذوا الكثير من علومهم حتى أصبحوا العالم الأول المتحضر، ما العيب في الانفتاح على الحضارة الغربية؟ وهل انفتاحنا في العصر الحديث سلبي؟

- لا أحب أن أبدو منظرا في موضوع كبير مثل هذا الموضوع، وحسب معرفتي البسيطة مكاسب المسلمين لم تأت بسبب الانفتاح والتواصل السلمي الحضاري مع الغرب؛ لكن بسبب انتشار الإسلام وانضمام الكثير من الشعوب تحت راية الإسلام، والآن نحن منفتحون على عالمهم الافتراضي المصنوع في هوليوود وغيرها، ولسنا منفتحين على ما يمكن ان يفيدنا بالفعل، وإن قدر لنا أن نتقدم فلا يمكن لنا تجاوز منجزاتهم وحضارتهم العلمية؛ والغرب ليس جنة ولا شرا محضا، وانفتاحنا عليه ضرورة حتمية يعلمها الجميع، وتفوق الغرب العلمي من أهم ركائزه الأخلاق، إذ يتفوق الغرب علينا في هذا الجانب كثيرا.

• الحراك السياسي في المنطقة… ما تأثيره على الشاعر الشعبي؟ وهل لدى الشاعر الشعبي القدرة على التعاطي السياسي؟

- دائما وأبدا كان للسياسة تأثيرها على الشاعر المبدع والعادي، والشاعر الشعبي ليس استثناء؛ الفرق يكمن في تناول القصيدة للموضوع السياسي، فلو أخذنا من التاريخ قصيدة سياسية لحسان بن ثابت “فتح مكة” وأخرى لأبي تمام مثل “فتح عمورية” فسترى الفرق العظيم فنيا بين القصيدتين لصالح أبي تمام؛ القصد أن التمايز والتناول هو ما يشكل الفرق بين شاعر وشاعر وليس الموضوع.
• تقديس الرموز أصبح ظاهرة في الساحة، فلو وجه أحد النقاد قلمه إلى أحد أعمالهم لقامت الدنيا ولم تقعد، فهل من المعقول أن تكون أعمال هؤلاء بمنأى عن النقد؟

- الأسماء محنطة بالفعل وبعيدة عن النقد، وهذا موات وظاهرة سلبية وليست في مجال الشعر فقط؛ وهذه المرحلة (المنتديات والمسابقات والمجلات) مرحلة فوضى لم تنتج الكثير من النقاد كما المرحلة التي سبقتها للأسف، مع أن النقد يمثل إضافة للشعر بشكل عام ويظهر مكامن الجمال قبل المثالب إن وجدت، وهذا الوضع لا تتحمله الرموز أبدا بل يتحمله الإعلام والنقاد.

• المفردة الجنوبية في نصوصك طاغية ولها حضورها حتى قيل إن محمد عيضة هو استمرار لما انتهى إليه الحميدي الثقفي، فهل تكتب بتلقائية أم بتعمد؟

- كيف أكون امتدادا للحميدي في موضوع توظيف المفردة الجنوبية وأنا جنوبي أكثر منه؟! هو شاعر عظيم ولا يشبهه احد، ورمز لما يسمى النص الطائفي السمات؛ أما القصيدة المفتعلة فصدقني لا تجد مكانا في قلب شاعرها؛ ولا يليق بالقصيدة أن نقحم فيها ما ليس من روحها، والحكم في ذلك للشاعر أولا وأخيرا، وناقده الذاتي الذي يتطور مع الوقت؛ ووعيه بماهية الشعر بعيدا عن الزخرفة اللفظية التي لا تغني من الشعر شيئا، وبعيدا عن الابتذال، وفي الحقيقة إنني أحب كل لهجات البوادي والقرى وأؤمن بأنها جميعا فصيحة.

• المسابقات الشعرية هل هي عامل بناء أم معول هدم للشعر؟

- من حيث المبدأ هي حراك مفيد، صحيح أنها لا يمكن أن تنتج شعرا محلقا وأصواتا حرة بل شعر بالمقاسات المطلوبة من اللجان والجمهور، لكن تراكم الخبرة في هذا الموضوع شيء صحي سيفضي إلى الأجمل.

• هل الإعلام الشعبي بشتى أشكاله قائم على المصداقية أم على المجاملة؟ وكيف هي نظرتك المستقبلية له؟

- نحن عصبة تدير حياتها بحب الخشوم والمجاملات والوساطات، فهل نستثني من هذه الحياة الكائن المسكين المدعو شعر شعبي؟! لا أدري كيف يكون مستقبله لكنني مفاجأ باتصالك بي من أجل هذا اللقاء بدون أي علاقة سابقة بيني وبينك وبدون معرفة شخصية وهذا استثناء لأول مرة أجده وبالتأكيد هناك استثناءات والمشكلة أن يكون الوضع الصحيح الصحي استثناء وليس قاعدة.
• الشعراء الصعاليك بالمفهوم الأدبي هل لهم حضور في عصرنا هذا؟

- الصعلكة خروج… والشعر خروج عن السائد أيضا بما أنه عملية خلق لكائن حي جديد والشعر قبيلة لها رؤساؤها وأتباعها ورعاعها وصعاليكها الخارجون عليها نحو الاختلاف والإبداع؛ نعم هم موجودون بمواصفات العصر وظروفه.