جمال
06-25-2011, 06:37 AM
http://aljaridaonline.com/wp-content/uploads/2011/06/24/m2.jpg
نشر في 25, June 2011
قريباً، لن يعود مرصد «أريسيبو» في بورتو ريكو أكبر تلسكوب لاسلكي في العالم. فبعد سنوات من التخطيط، ابتكرت الصين تلسكوباً لاسلكياً له فتحة كروية الشكل يبلغ قطرها 500 متر (فاست). وسيصبح مجمّع الإشارات اللاسلكية الضخم هذا الذي يتّخذ شكل وعاء كبير، التلسكوب الأكثر حساسية ودقة في العالم عندما سيبدأ استخدامه عام 2016.
نشأت فكرة بناء تلسكوب فاست بُعيد مشاركة الصين الهندسية في مشروع بناء نسق الكيلومتر مربّع، وهو المبادرة الدولية الداعية إلى بناء تلسكوب لاسلكي تبلغ مساحته كيلومتراً مربعاً. وقد قطع هذا المشروع أشواطاً مهمة، إذ تُدرس راهناً مواقع في جنوب أفريقيا وأستراليا حيث ستُدمج مجموعات من تلسكوبات صغيرة موزّعة، في جهاز تجميع لاسلكي ضخم.
في الواقع، عرف المهندسون الصينيون أن بناء تلسكوب عاكس ضخم وفريد مثل تلسكوب فاست عملية ممكنة، لذا أعطوا في العام 2006 الضوء الأخضر للبدء بالمشروع باختيارهم منخفضاً طبيعياً في مقاطعة جويزو الجنوبية لتكون مقرًّا لتلسكوب فاست.
وقد أصدر القيّمون على هذا المشروع تقريراً يظهر بالتفصيل المملّ مسار تطوّر تصميم تلسكوب فاست من العام 2006 حتى العام 2011، ويبيّن أن تصميم التلسكوب الأساسي مستوحى من تصميم تلسكوب أريسيبو الناجح، إلا أن المهندسين الصينيين عمدوا إلى إضفاء لمسات هندسية جديدة عليه وصبغوه بصبغة صينية حديثة، لجعله أكبر وأقوى، ما يعني أن تلسكوب فاست سيسمح برؤية مساحات من الفضاء أبعد بثلاث مرات من المساحات التي يمكن رؤيتها عبر أريسيبو، كذلك سيسمح بمسح مساحات أكبر من السماء ومعالجة هذه البيانات كافة بصورة أسرع.
لكن كيف يعمل تلسكوب فاست هذا؟ في الواقع، يتميّز تلسكوب أريسيبو بانحناءة دائرية ثابثة تسمح للموجات اللاسلكية بالتجمّع بشكل خط فوق صحن مؤلف من مرايا ستجمّع هذه الموجات في نقطة واحدة لتعالجها في ما بعد أجهزة أخرى. ونظراً إلى تصميم تلسكوب أريسيبو وطريقة عمله، فإنه لا يستطيع أن يستعمل في أي وقت من الأوقات سوى 221 متراً من أصل مساحة صحنه العاكس الإجمالية البالغة 305 أمتار . لكن تطبيق التقنية عينها على تلسكوب فاست البالغ نسقه 500 متر، قد يتطلّب استعمال مرايا متدلّية يصل وزنها إلى نحو 11000 طن. وعوضاً عن هذه التقنية، ابتكر الصينيون طريقة أخرى يجمِّع فيها الصحن العاكس نفسه الإشارات اللاسلكية
باستخدام مجموعة جزئية من لوائح الصحن المصنوعة من الألومنيوم والمثلّثة الشكل والبالغ عددها 4400 لوحة لتشكيل مرآة مكافئية طولها 304,8 أمتار تقريباً – يقارب حجمها حجم صحن تلسكوب أريسيبو الكامل- داخل الوعاء الأكبر. ويمكن تطبيق تقنية صحن داخل صحن هذه في أي نقطة من الوعاء الأكبر، ما سيسمح لتلسكوب فاست باكتشاف أمور جديدة في السماء.
بالإضافة إلى ذلك، سيتمكّن المستقبِل الموجود فوق الصحن من تجميع إشارات 19 منطقة في السماء ودراستها في الوقت عينه، في حين أن تلكسوب أريسيبو لا يغطّي سوى سبع مناطق في السماء. وعليه، سيكون تلسكوب فاست تلسكوباً سريعاً وقوياً لا بل أسرع وأقوى تلكسوب على وجه الأرض. كذلك، سيقدّم أوضح صورة لاسلكية للنجوم النابضة وللنجم المتفجّر الأعظم وللظواهر الفلكية الأخرى.
والأطرف من ذلك، قد يستخدم معهد SETI (معهد البحث عن حياة ذكية خارج كوكب الأرض) تلسكوب فاست في البحث عن حياة خارج كوكب الأرض. ويُتوقع أن يتمكّن هذا التلسكوب من كشف تردّدات تبعد عن الأرض لما يزيد على ألف سنة ضوئية.
نشر في 25, June 2011
قريباً، لن يعود مرصد «أريسيبو» في بورتو ريكو أكبر تلسكوب لاسلكي في العالم. فبعد سنوات من التخطيط، ابتكرت الصين تلسكوباً لاسلكياً له فتحة كروية الشكل يبلغ قطرها 500 متر (فاست). وسيصبح مجمّع الإشارات اللاسلكية الضخم هذا الذي يتّخذ شكل وعاء كبير، التلسكوب الأكثر حساسية ودقة في العالم عندما سيبدأ استخدامه عام 2016.
نشأت فكرة بناء تلسكوب فاست بُعيد مشاركة الصين الهندسية في مشروع بناء نسق الكيلومتر مربّع، وهو المبادرة الدولية الداعية إلى بناء تلسكوب لاسلكي تبلغ مساحته كيلومتراً مربعاً. وقد قطع هذا المشروع أشواطاً مهمة، إذ تُدرس راهناً مواقع في جنوب أفريقيا وأستراليا حيث ستُدمج مجموعات من تلسكوبات صغيرة موزّعة، في جهاز تجميع لاسلكي ضخم.
في الواقع، عرف المهندسون الصينيون أن بناء تلسكوب عاكس ضخم وفريد مثل تلسكوب فاست عملية ممكنة، لذا أعطوا في العام 2006 الضوء الأخضر للبدء بالمشروع باختيارهم منخفضاً طبيعياً في مقاطعة جويزو الجنوبية لتكون مقرًّا لتلسكوب فاست.
وقد أصدر القيّمون على هذا المشروع تقريراً يظهر بالتفصيل المملّ مسار تطوّر تصميم تلسكوب فاست من العام 2006 حتى العام 2011، ويبيّن أن تصميم التلسكوب الأساسي مستوحى من تصميم تلسكوب أريسيبو الناجح، إلا أن المهندسين الصينيين عمدوا إلى إضفاء لمسات هندسية جديدة عليه وصبغوه بصبغة صينية حديثة، لجعله أكبر وأقوى، ما يعني أن تلسكوب فاست سيسمح برؤية مساحات من الفضاء أبعد بثلاث مرات من المساحات التي يمكن رؤيتها عبر أريسيبو، كذلك سيسمح بمسح مساحات أكبر من السماء ومعالجة هذه البيانات كافة بصورة أسرع.
لكن كيف يعمل تلسكوب فاست هذا؟ في الواقع، يتميّز تلسكوب أريسيبو بانحناءة دائرية ثابثة تسمح للموجات اللاسلكية بالتجمّع بشكل خط فوق صحن مؤلف من مرايا ستجمّع هذه الموجات في نقطة واحدة لتعالجها في ما بعد أجهزة أخرى. ونظراً إلى تصميم تلسكوب أريسيبو وطريقة عمله، فإنه لا يستطيع أن يستعمل في أي وقت من الأوقات سوى 221 متراً من أصل مساحة صحنه العاكس الإجمالية البالغة 305 أمتار . لكن تطبيق التقنية عينها على تلسكوب فاست البالغ نسقه 500 متر، قد يتطلّب استعمال مرايا متدلّية يصل وزنها إلى نحو 11000 طن. وعوضاً عن هذه التقنية، ابتكر الصينيون طريقة أخرى يجمِّع فيها الصحن العاكس نفسه الإشارات اللاسلكية
باستخدام مجموعة جزئية من لوائح الصحن المصنوعة من الألومنيوم والمثلّثة الشكل والبالغ عددها 4400 لوحة لتشكيل مرآة مكافئية طولها 304,8 أمتار تقريباً – يقارب حجمها حجم صحن تلسكوب أريسيبو الكامل- داخل الوعاء الأكبر. ويمكن تطبيق تقنية صحن داخل صحن هذه في أي نقطة من الوعاء الأكبر، ما سيسمح لتلسكوب فاست باكتشاف أمور جديدة في السماء.
بالإضافة إلى ذلك، سيتمكّن المستقبِل الموجود فوق الصحن من تجميع إشارات 19 منطقة في السماء ودراستها في الوقت عينه، في حين أن تلكسوب أريسيبو لا يغطّي سوى سبع مناطق في السماء. وعليه، سيكون تلسكوب فاست تلسكوباً سريعاً وقوياً لا بل أسرع وأقوى تلكسوب على وجه الأرض. كذلك، سيقدّم أوضح صورة لاسلكية للنجوم النابضة وللنجم المتفجّر الأعظم وللظواهر الفلكية الأخرى.
والأطرف من ذلك، قد يستخدم معهد SETI (معهد البحث عن حياة ذكية خارج كوكب الأرض) تلسكوب فاست في البحث عن حياة خارج كوكب الأرض. ويُتوقع أن يتمكّن هذا التلسكوب من كشف تردّدات تبعد عن الأرض لما يزيد على ألف سنة ضوئية.