جمال
06-14-2011, 01:15 AM
د. ساجد العبدلي - الجريدة
sajed@sajed.org
نشر في 14, June 2011
http://aljaridaonline.com/wp-content/themes/aljaridaonline/timthumb.php?src=http://aljaridaonline.com/wp-content/uploads/2011/06/sajed-alabdeli-new103.jpg&h=150&w=110&zc=1&a=t
كثير من الناس من حولنا مثل شاحنات القمامة، يعيشون ويتحركون ويتعاملون مع الناس من حولهم وهم مليؤون بالإحباط وخيبة الأمل والغضب وشتى أشكال السلبيات، وكلما امتلؤوا بهذه القمامة المتكدسة في داخلهم، كانوا بحاجة إلى رميها والتخلص منها، وإن أتيحت لهم الفرصة، فهم لا يترددون في رمي هذه القمامة على من حولهم.
هذه الفقرة، هي مدار كتاب “قانون شاحنة القمامة”، لديفيد بولاي، والذي يتحدث من خلاله عن كيفية التعامل مع شاحنات القمامة التي تتحرك من حولنا، وتلك التي قد تتحرك في داخلنا- وسأشرح هذه بعد قليل- وكيف نتحاشى أن نصبح بدورنا شاحنات قمامة تلقي بمحتوياتها على الناس من حولها.
“قانون شاحنة القمامة”، كتاب فريد ومختلف في طرحه لفكرة قد تبدو مألوفة نوعا ما عند قراء كتب التنمية البشرية والتطوير، لكنه يستحق القراءة في ظني لقالبه المتميز ولزوايا نظره غير المألوفة.
يضع ديفيد بولاي في كتابه هذا العديد من الوصايا للتعامل مع قانون شاحنة القمامة، وقد اخترت منها مجموعة رأيت أنها الأجدر بالتركيز، وسأقدمها لكم هنا بصياغتي، وهي كالتالي:
أولا، دع شاحنات القمامة، حين تأتي محملة، أن تمر من جانبك ولا تعترض مسارها، وبذا لن تعطيها الفرصة لإلقاء محتوياتها عليك، فأنت لست مسؤولا دوما عن التعامل مع قمامة الآخرين، ولست مطالبا بمحاولة مساعدة كل من يعاني من حولك، واعرف دورك، وحدود قدراتك الجسدية والنفسية بالأخص، وركز جهدك على ما تستطيع عمله، ومن تستطيع مساعدتهم حقا، وابتعد عما هو على غير ذلك.
ثانيا، أحسن التعامل مع القمامة التي في داخلك، والمراد هنا هو تلك الأفكار السلبية والإحباطات والخيبات النفسية والغضب المشتعل في نفسك، وتخلص منها جميعا بحكمة واتزان، فلا أطلب منك أن تقمتها وتكتمها، بل أفسح لها المجال، ولكن لا تعطها فرصة للتمدد والانتشار والانفلات فتفسد عليك شيئا آخر.
ثالثا، احذر أن تصبح أنت بدورك شاحنة قمامة تلقي بمحتوياتها على الآخرين، فمثلما تكره أنت هؤلاء الناس السلبيين المتذمرين المنفعلين الغاضبين طوال الوقت، فالناس تكرههم أيضا، والعالم مليء بالفعل بشاحنات القمامة، فلا تزدها شاحنة أخرى، وكذلك تذكر أنك حين تتصادم مع شاحنات القمامة، أو تواجه سلبياتهم بسلبية مضادة، ستتلوث بهم وقد تصبح مثلهم، فكن متسامحا وتجاهل وامض في طريقك بهدوء.
رابعا، ومع تذكر النقطة الأولى، يمكنك وبقدر استطاعتك ووفقا لدائرة مسؤوليتك وصلاحيتك، أن تحاول أن تساعد شاحنات القمامة على التخلص من قمامتها، فأرشدها إلى سبيل الإيجابية؛ أرشدها إلى الموقع السليم للتخلص من القمامة والطريقة الصحيحة لذلك، وركز على إيجابيات هؤلاء السلبيين من حولك، وعزز ثقتهم بذلك.
خامسا، ذكّر نفسك دوما، وافخر بكونك من الإيجابيين، ممن لم يقعوا تحت تأثير قانون شاحنة القمامة، فالإيجابية سلوك بشري يمكن لكل بشر أن يحصل عليه بالرغبة والإرادة والممارسة الدائمة، وهذا يحتاج وعيا متواصلا وتذكيرا مستمرا للنفس، فاحرص على ذلك.
سادسا، احرص على أن تسير وتعيش وتتعامل، بقدر ما تستطيع، في الدائرة البعيدة عن حركة شاحنات القمامة، وابحث عن الإيجابيين ورافقهم، فالقرين بالمقارن يقتدي، والسلبية مرض معد، سرعان ما ينتقل إلى مخالطي المريض به، خصوصا من لا يمتلكون المناعة الكافية.
سابعا، عزّزْ حالة الابتعاد عن شاحنات القمامة بإيجابيتك، وكن عنصرا إيجابيا في محيط عملك وحياتك، وكن عنصرا فاعلا، ولا تكن مجرد عنصر متلق، محايد، يكتفي برفض وجود شاحنات القمامة من حوله.
هذه كانت أبرز ملامح كتاب قانون شاحنة القمامة، شاركتكم بها، لعلنا نستفيد منها جميعا، فنكون من المبتعدين البعيدين دوما عن هذه الشاحنات.
sajed@sajed.org
نشر في 14, June 2011
http://aljaridaonline.com/wp-content/themes/aljaridaonline/timthumb.php?src=http://aljaridaonline.com/wp-content/uploads/2011/06/sajed-alabdeli-new103.jpg&h=150&w=110&zc=1&a=t
كثير من الناس من حولنا مثل شاحنات القمامة، يعيشون ويتحركون ويتعاملون مع الناس من حولهم وهم مليؤون بالإحباط وخيبة الأمل والغضب وشتى أشكال السلبيات، وكلما امتلؤوا بهذه القمامة المتكدسة في داخلهم، كانوا بحاجة إلى رميها والتخلص منها، وإن أتيحت لهم الفرصة، فهم لا يترددون في رمي هذه القمامة على من حولهم.
هذه الفقرة، هي مدار كتاب “قانون شاحنة القمامة”، لديفيد بولاي، والذي يتحدث من خلاله عن كيفية التعامل مع شاحنات القمامة التي تتحرك من حولنا، وتلك التي قد تتحرك في داخلنا- وسأشرح هذه بعد قليل- وكيف نتحاشى أن نصبح بدورنا شاحنات قمامة تلقي بمحتوياتها على الناس من حولها.
“قانون شاحنة القمامة”، كتاب فريد ومختلف في طرحه لفكرة قد تبدو مألوفة نوعا ما عند قراء كتب التنمية البشرية والتطوير، لكنه يستحق القراءة في ظني لقالبه المتميز ولزوايا نظره غير المألوفة.
يضع ديفيد بولاي في كتابه هذا العديد من الوصايا للتعامل مع قانون شاحنة القمامة، وقد اخترت منها مجموعة رأيت أنها الأجدر بالتركيز، وسأقدمها لكم هنا بصياغتي، وهي كالتالي:
أولا، دع شاحنات القمامة، حين تأتي محملة، أن تمر من جانبك ولا تعترض مسارها، وبذا لن تعطيها الفرصة لإلقاء محتوياتها عليك، فأنت لست مسؤولا دوما عن التعامل مع قمامة الآخرين، ولست مطالبا بمحاولة مساعدة كل من يعاني من حولك، واعرف دورك، وحدود قدراتك الجسدية والنفسية بالأخص، وركز جهدك على ما تستطيع عمله، ومن تستطيع مساعدتهم حقا، وابتعد عما هو على غير ذلك.
ثانيا، أحسن التعامل مع القمامة التي في داخلك، والمراد هنا هو تلك الأفكار السلبية والإحباطات والخيبات النفسية والغضب المشتعل في نفسك، وتخلص منها جميعا بحكمة واتزان، فلا أطلب منك أن تقمتها وتكتمها، بل أفسح لها المجال، ولكن لا تعطها فرصة للتمدد والانتشار والانفلات فتفسد عليك شيئا آخر.
ثالثا، احذر أن تصبح أنت بدورك شاحنة قمامة تلقي بمحتوياتها على الآخرين، فمثلما تكره أنت هؤلاء الناس السلبيين المتذمرين المنفعلين الغاضبين طوال الوقت، فالناس تكرههم أيضا، والعالم مليء بالفعل بشاحنات القمامة، فلا تزدها شاحنة أخرى، وكذلك تذكر أنك حين تتصادم مع شاحنات القمامة، أو تواجه سلبياتهم بسلبية مضادة، ستتلوث بهم وقد تصبح مثلهم، فكن متسامحا وتجاهل وامض في طريقك بهدوء.
رابعا، ومع تذكر النقطة الأولى، يمكنك وبقدر استطاعتك ووفقا لدائرة مسؤوليتك وصلاحيتك، أن تحاول أن تساعد شاحنات القمامة على التخلص من قمامتها، فأرشدها إلى سبيل الإيجابية؛ أرشدها إلى الموقع السليم للتخلص من القمامة والطريقة الصحيحة لذلك، وركز على إيجابيات هؤلاء السلبيين من حولك، وعزز ثقتهم بذلك.
خامسا، ذكّر نفسك دوما، وافخر بكونك من الإيجابيين، ممن لم يقعوا تحت تأثير قانون شاحنة القمامة، فالإيجابية سلوك بشري يمكن لكل بشر أن يحصل عليه بالرغبة والإرادة والممارسة الدائمة، وهذا يحتاج وعيا متواصلا وتذكيرا مستمرا للنفس، فاحرص على ذلك.
سادسا، احرص على أن تسير وتعيش وتتعامل، بقدر ما تستطيع، في الدائرة البعيدة عن حركة شاحنات القمامة، وابحث عن الإيجابيين ورافقهم، فالقرين بالمقارن يقتدي، والسلبية مرض معد، سرعان ما ينتقل إلى مخالطي المريض به، خصوصا من لا يمتلكون المناعة الكافية.
سابعا، عزّزْ حالة الابتعاد عن شاحنات القمامة بإيجابيتك، وكن عنصرا إيجابيا في محيط عملك وحياتك، وكن عنصرا فاعلا، ولا تكن مجرد عنصر متلق، محايد، يكتفي برفض وجود شاحنات القمامة من حوله.
هذه كانت أبرز ملامح كتاب قانون شاحنة القمامة، شاركتكم بها، لعلنا نستفيد منها جميعا، فنكون من المبتعدين البعيدين دوما عن هذه الشاحنات.