الناصع الحسب
06-08-2011, 06:08 AM
أكد في حواره مع «الدار» دور المسجد في بناء الشخصية
http://www.aldaronline.com/Dar/UploadAlDar/Article%20Pictures/2011/6/8/untitled1.JPG_thumb2.jpg
محمد عبد علي:
• لا فرق بين مسجد سني وآخر شيعي فكلاهما دار عبادة
• بيئة الشباب ملوثة بأفكار دخيلة وعلى الأسرة الاضطلاع بدورها
• لتركز «التربية» على تعديل مناهج التربية الإسلامية
• شحن النفوس السبب الأول في الاعتداء على المساجد
شدد إمام مسجد الامامين الكاظم والهادي (ع) في القيروان سماحة الشيخ يوسف ملا هادي على أهمية دور العبادة في مواجهة الفتن ونبذ الطائفية بين ابناء البلد الواحد.
كما اكد في لقائه مع «الدار» اهمية وضع المناهج الدراسية التي تحض على الاقتراب من الاخر والاعتراف به والعمل على نشر ثقافة التسامح والقبول لا التنفير والتجهيل والتكفير ونشر الفتن وضيق الافق.
• ما رأيكم في دور المساجد في اخماد نار الفتن؟
- قال تعالى في كتابه الكريم «وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا» للمساجد الدور المهم في الإسلام حيث كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يؤكد على بناء المساجد، فلما هاجر من مكة المكرمة الى المدينة المنور ولما وصل الى قباء قبل وصوله الى المدينة لينتظر مجيء أمير المؤمنين مع الفواطم الى المدينة المنورة في لحظات الانتظار نيف وعشرين يوما اسس اول مسجد وسمي ذلك بمسجد (قباء)، وكان لهذا المسجد الدور الأساسي، فالنبي (ص) كان يؤكد على بناء المساجد فلما أسس هذا المسجد نزلت الآية المعروفة ((لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)) (التوبة 108) ولما وصل النبي صلى الله عليه وآله الى المدينة المنورة ايضا قام بتأسيس هذا المسجد المعروف بالمسجد النبوي وكان النبي يجعل المسجد مقرا لإدارة شؤون الرعية وشؤون البلاد، حتى الحرب انطلاقا من المسجد،
اذا للمسجد الدور الأساسي لبناء شخصية الانسان، ولبناء الانسان المسالم المؤمن الذي يحب السلم والسلام للجميع، من هنا نقول ينبغي ان نهتم بموضوع المساجد ونركز على دور المسجد لدحض الفتن، والمسجد من المؤسسات الدينية المهمة فهو بيت الله سبحانه وتعالى وبما انه بيت الله فما كان لله ينمو، والمساجد افضل مكان لبناء عقائد واخلاق الانسان، وهو مدرسة متكاملة كالجامعة يأتي الانسان للمسجد ليتعلم امور دينه ودنياه، وللأسف هناك إهمال للمساجد يجب ان نعود الشباب على ان يتوجهوا لبيت الله الحرام والى المساجد ونعودهم على طاعة الله في بيوته سبحانه وتعالى، والخوف ان نصل لمرحلة من الزمن تصبح المساجد كالكنائس ضخمة بالبناء وخالية وخاوية من المصلين.
• ما المضايقات التي تتعرض لها المساجد، وما الاسباب وما حلولها؟
- للأسف الشديد هناك ظاهرة ظهرت مؤخرا في بلادنا وهي ان فئة من الناس يتصور انه هو المواطن الأصلي ويتصور هو فقط صاحب الحقوق ماعدا غيره معتمدا على مبدأ انا فقط وليس غيري فيتكبر عن الآخرين ويتعالى عليهم فيسلب حقوقهم، والمسجد هو حق من حقوق المواطن ان يكون له مسجد ويعبد الله عز وجل فيه وللاسف هذا الفكر دخيل علينا خصوصا في الفترة الأخيرة ان اي مسجد ارادوا بناءه وضعت امامه العراقيل من أول يوم لأخذ الموافقة ومن اول يوم لوضع أساس المسجد نرى المعارضة بدءا من النواب الذين يحملون فكرا احاديا ولا يؤمنون بحرية العقيدة وحقوق المواطن ، وعلى سبيل المثال:
هذا المسجد الذي نحن فيه (مسجد الإمامين الكاظم والهادي عليهما السلام ) في منطقة القيروان، قد تم تغيير مكانه ثلاث مرات بسبب المعارضات التي واجهته، ومن اللطائف المضحكة التي واجهت بناء المسجد كان من احد الجيران علما ان بيته يبعد عن المسجد مسافة حوالي 500 متر ورغم ذلك اعترض على بناء هذا المسجد في هذا المكان بحجة ان المسجد يمنع الهواء عن البيت وللعلم في مقابل بيته مدرسة ومحول كهرباء وستكون هناك حديقة فاصلة بين المسجد والبيوت وهذا نموذج من الاشخاص الذين لا يتحملون وجود غيرهم في الساحة ويسمع الصوت المعارض له ونحن لسنا بصدد اظهار الخلاف فنحن في وطن واحد، وايضا تعرض المسجد منذ بداية بنائه الى يومنا هذا الى العديد من التخريب من كسر للزجاج الامامي وتقطيع اسلاك الكهرباء غير الضغط على وزير الاوقاف بمنع بنائه وللاسف الشديد البداية تأتي من النواب.
• كيف يكون علاج هذه المضايقات؟
- في البداية نقول ان هذا النائب قبل وصوله الى البرلمان او المسؤول قبل ان يصل لموقعه كان طالبا في المدارس فالمسؤولية تقع على المناهج، فالمناهج الدراسية تزرع الكره والبغض في نفوس ابناء الوطن الواحد فهذا الطالب عندما يكبر وفي جوفه هذا الفكر فبطبيعة الحال سيحارب هذه المساجد وانشاءها ويحارب الحسينيات والكتب الشيعية لانه تعلم من خلال المناهج ان هذا كفر وشرك، فمناهج التربية الاسلامية هي اساس مثل هذه الامور، ومن جانب اخر قضية الاسكان ووزارة الاسكان يجب عليها تخصيص اراض للمساجد الشيعية في المناطق الجديدة حالها حال تخصيص اراض لباقي المساجد والمدارس بدون مطالبة ومن خلالها سنقضي على المضايقات والاعتداءات على المسجد، فالمناهج من جهة والنواب من جهة والاسكان من جهة اخرى، فهناك اسس يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار.
• في نظرك كيف نكون جيلاً شبابيا يحارب هذه الفتنة؟
- هناك عوامل عدة مؤثرة في التربية اولها البيت، الاب والام فاذا كان الابناء يرون اباءهم في مسار منحرف فطبيعة الحال الابن يقتدي بابيه، فالاساس الاول المؤثر في تربية الاجيال الشباب هو البيت فالاب يجب ان يعتني بتربية ابنائه وكثيرا ما نحض في خطب الجمعة الاباء على تربية ابنائهم لان النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول: «رحم الله من اعان ولده على البر ولعنة الله على من اعان ولده على المعصية»، اذا كان الاب منشغلا في امور الدنيا والدواوين وبين تجمعاته واهمل تربية اولاده
واذا الأم ايضا انشغلت خارج البيت بالوظيفة وعلاقاتها الاجتماعية وبالزيارات يصبح الابناء ضحايا ويقول احد العلماء ان تربية الابناء اصعب من قيادة الطائرة والنبي «ص»، قال: ادبوا ابناءكم على قراءة القرآن وحب نبيكم وآل نبيكم، والتأديب يختلف عن النفقة وهناك اباء كريمون مع ابنائهم ماديا ولكن الاب يحب ان يكون كريما ادبيا مع ابنائه ايضا، والمؤثر الثاني هي البيئة التي يعيش فيها الابناء فهذه البيئة ملوثة بأفكار دخيلة من الغرب بافكار منحرفة، وحاليا الغرب لديه تركيز في سبيل ابعاد الشباب المسلم عن القرآن وعن المسجد والقيم والمبادئ والعادات والتقاليد لآن الغرب لا يحكمه دين ولا عادات ولا قيم انما هو آلة تديره القوانين، وللاسف نرى الشباب اليوم يقلد الغرب تقليد اعمى بدون تفكير او منطق والمرحلة الثالثة هي المدارس التي يقضي فيها الأبناء اكثر من 9 ساعات من وقتهم، والاصل في المدارس،
التربية قبل ان تكون للتعليم ولو لاحظنا بكل دقة وبكل منطق نرى ان وزارة التربية تقوم بدورها العلمي دون التربوي، فأين الصور الفعلية في وزارة التربية في ممارسة دورها في تكريس المواطنة الصالحة والتعايش السلمي والوحدة ا لوطنية؟ هل المناهج تقوم بدور التربية فالتركيز لا يقع على المناهج العلمية فقط فالتركيز يجب ان يكون على وضع مناهج دراسية سليمة تحترم كافة العقائد والعبادات دون تمييز. وعلى وزارة التربية ان تقوم بدورها في تربية الاجيال من رياض الاطفال وللاسف ترى بعض النواب يوجهون انظارهم الى قضاياهم السياسية الجانبية.
واوجه سؤالي لوزير التربية هل المناهج تقوم بدورها في التربية؟ وهل يوجد في المناهج مادة الاخلاق؟» لا نريد ان تكون هذه الامور اعلامية فقط باقامة الندوات خلال فترات متباعده فالمناهج مقصرة جدا في تربية هذا الجيل الصاعد ونحن نرى منهج التربية الاسلامية عكس ما هو مطلوب منها فما نراه في المناهج الحالية يزرع الفتن ويجب على كاتب المنهج مراعاة اراء باقي المذاهب واعتبار وجود خلافات في العقائد بين المذاهب عكس ما هو موجود حاليا وعلى سبيل المثال حرمة زيارة المقابر مخالفة حتى للمذاهب الاربعة عند السنة، والمشكلة الثانية في تطبيق المنهج حيث ان المدرس في التربية الاسلامية يقول ان الشرك الاعظم زيارة القبور ويقوم بتطبيق هذا الكلام ويقول كالشيعة حين يزورون المقابر فبناء على هذا المنهج يأخذ الطالب من مدرسه هذا التطبيق ويزرع فيه الكره لاخيه فيحمل حالة من البغض بسبب المناهج.
• ما الرسالة التي توجهها للحكومة الجديدة في هذا الصدد؟
- على الحكومة ان تلتفت للوضع القائم في هذه المرحلة فهناك مضايقات بدءا من المساجد لانه لا فرق بين مسجد سني او مسجد شيعي لان دور العبادة للجميع وايضا يجب الالتفات الى ان هناك من يشق الوحدة الوطنية وينشر الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب الواحد ونحمد الله اننا في دولة الكويت التي فتحت للجميع المجال في الحرية.
• برأيك ما دور وسائل الاعلام في التصدي لمثل هذه القضايا؟
- للاعلام الدور المهم وفي نظري انه في ظل القنوات الحكومية الكويتية كان وضعنا افضل بكثير من الوقت الحالي فالان اصبح هناك قنوات خاصة خارج رقابة الحكومة ومن واجب الاعلام ان يزرع روح المواطنة والحب والتسامح بين المواطنين وألا يزرع الفتنة الطائفية وتحريض مجموعة على اخرى وتوجيه الشباب لاصلاح وخدمة البلد فهذا المفهوم غير موجود عند البعض.
http://www.aldaronline.com/Dar/UploadAlDar/Article%20Pictures/2011/6/8/P4-02.jpg_thumbT.jpg
• ما الخطوات المستقبلية الواجب على الدولة اتخاذها؟
- في هذا السياق اقول ان الاستعمار ما زال موجودا ومتغلغلا بيننا، وكذلك اليهود ما زالت مخططاتهم قائمة وموجهة الى العالم الاسلامي وهي نشر الفساد وترويج المخدرات وتفتيت المجتمع الاسلامي، ولم نسمع من نوابنا تقديم قانون يحتوي الشباب ولم نسمع في المجلس عن دعم الشباب اذ لابد ان يكون هناك تركيز على فئة الشباب واليوم نرى بعض السياسيين يقحمون الشباب في نزاعاتهم السياسية والمظاهرات ولابد للحكومة ان تركز على الجيل الصاعد ودعمه ماديا وتشجيعهم على العمل والتجارة.
• كلمة اخيرة؟
ننهي من حيث بدأنا بأنه لابد من الاهتمام بكل ما يؤثر في بناء الجيل والاهتمام بالشباب من البيئة الى الشارع الى المدرسة وكلمتي الاخيرة اوجهها لاولياء الامور في هذه المرحلة واقول
يا اولياء الامور عليكم مسؤولية إلهية عقلية نفسية بان تهتموا بتربية الابناء فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.. فالى متى نجد بعض الاباء لاهين عن ابنائهم؟ فعلى الاباء الاكثار من الحديث مع ابنائهم ليستطيعوا معرفة ما يحمل الابناء من افكار ويجب عليهم ان يضحوا باوقاتهم وراحتهم وخلافاتهم الاسرية من اجل بناء جيل صالح يخدم وطنه ودينه.
http://www.aldaronline.com/Dar/UploadAlDar/Article%20Pictures/2011/6/8/untitled1.JPG_thumb2.jpg
محمد عبد علي:
• لا فرق بين مسجد سني وآخر شيعي فكلاهما دار عبادة
• بيئة الشباب ملوثة بأفكار دخيلة وعلى الأسرة الاضطلاع بدورها
• لتركز «التربية» على تعديل مناهج التربية الإسلامية
• شحن النفوس السبب الأول في الاعتداء على المساجد
شدد إمام مسجد الامامين الكاظم والهادي (ع) في القيروان سماحة الشيخ يوسف ملا هادي على أهمية دور العبادة في مواجهة الفتن ونبذ الطائفية بين ابناء البلد الواحد.
كما اكد في لقائه مع «الدار» اهمية وضع المناهج الدراسية التي تحض على الاقتراب من الاخر والاعتراف به والعمل على نشر ثقافة التسامح والقبول لا التنفير والتجهيل والتكفير ونشر الفتن وضيق الافق.
• ما رأيكم في دور المساجد في اخماد نار الفتن؟
- قال تعالى في كتابه الكريم «وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا» للمساجد الدور المهم في الإسلام حيث كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يؤكد على بناء المساجد، فلما هاجر من مكة المكرمة الى المدينة المنور ولما وصل الى قباء قبل وصوله الى المدينة لينتظر مجيء أمير المؤمنين مع الفواطم الى المدينة المنورة في لحظات الانتظار نيف وعشرين يوما اسس اول مسجد وسمي ذلك بمسجد (قباء)، وكان لهذا المسجد الدور الأساسي، فالنبي (ص) كان يؤكد على بناء المساجد فلما أسس هذا المسجد نزلت الآية المعروفة ((لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)) (التوبة 108) ولما وصل النبي صلى الله عليه وآله الى المدينة المنورة ايضا قام بتأسيس هذا المسجد المعروف بالمسجد النبوي وكان النبي يجعل المسجد مقرا لإدارة شؤون الرعية وشؤون البلاد، حتى الحرب انطلاقا من المسجد،
اذا للمسجد الدور الأساسي لبناء شخصية الانسان، ولبناء الانسان المسالم المؤمن الذي يحب السلم والسلام للجميع، من هنا نقول ينبغي ان نهتم بموضوع المساجد ونركز على دور المسجد لدحض الفتن، والمسجد من المؤسسات الدينية المهمة فهو بيت الله سبحانه وتعالى وبما انه بيت الله فما كان لله ينمو، والمساجد افضل مكان لبناء عقائد واخلاق الانسان، وهو مدرسة متكاملة كالجامعة يأتي الانسان للمسجد ليتعلم امور دينه ودنياه، وللأسف هناك إهمال للمساجد يجب ان نعود الشباب على ان يتوجهوا لبيت الله الحرام والى المساجد ونعودهم على طاعة الله في بيوته سبحانه وتعالى، والخوف ان نصل لمرحلة من الزمن تصبح المساجد كالكنائس ضخمة بالبناء وخالية وخاوية من المصلين.
• ما المضايقات التي تتعرض لها المساجد، وما الاسباب وما حلولها؟
- للأسف الشديد هناك ظاهرة ظهرت مؤخرا في بلادنا وهي ان فئة من الناس يتصور انه هو المواطن الأصلي ويتصور هو فقط صاحب الحقوق ماعدا غيره معتمدا على مبدأ انا فقط وليس غيري فيتكبر عن الآخرين ويتعالى عليهم فيسلب حقوقهم، والمسجد هو حق من حقوق المواطن ان يكون له مسجد ويعبد الله عز وجل فيه وللاسف هذا الفكر دخيل علينا خصوصا في الفترة الأخيرة ان اي مسجد ارادوا بناءه وضعت امامه العراقيل من أول يوم لأخذ الموافقة ومن اول يوم لوضع أساس المسجد نرى المعارضة بدءا من النواب الذين يحملون فكرا احاديا ولا يؤمنون بحرية العقيدة وحقوق المواطن ، وعلى سبيل المثال:
هذا المسجد الذي نحن فيه (مسجد الإمامين الكاظم والهادي عليهما السلام ) في منطقة القيروان، قد تم تغيير مكانه ثلاث مرات بسبب المعارضات التي واجهته، ومن اللطائف المضحكة التي واجهت بناء المسجد كان من احد الجيران علما ان بيته يبعد عن المسجد مسافة حوالي 500 متر ورغم ذلك اعترض على بناء هذا المسجد في هذا المكان بحجة ان المسجد يمنع الهواء عن البيت وللعلم في مقابل بيته مدرسة ومحول كهرباء وستكون هناك حديقة فاصلة بين المسجد والبيوت وهذا نموذج من الاشخاص الذين لا يتحملون وجود غيرهم في الساحة ويسمع الصوت المعارض له ونحن لسنا بصدد اظهار الخلاف فنحن في وطن واحد، وايضا تعرض المسجد منذ بداية بنائه الى يومنا هذا الى العديد من التخريب من كسر للزجاج الامامي وتقطيع اسلاك الكهرباء غير الضغط على وزير الاوقاف بمنع بنائه وللاسف الشديد البداية تأتي من النواب.
• كيف يكون علاج هذه المضايقات؟
- في البداية نقول ان هذا النائب قبل وصوله الى البرلمان او المسؤول قبل ان يصل لموقعه كان طالبا في المدارس فالمسؤولية تقع على المناهج، فالمناهج الدراسية تزرع الكره والبغض في نفوس ابناء الوطن الواحد فهذا الطالب عندما يكبر وفي جوفه هذا الفكر فبطبيعة الحال سيحارب هذه المساجد وانشاءها ويحارب الحسينيات والكتب الشيعية لانه تعلم من خلال المناهج ان هذا كفر وشرك، فمناهج التربية الاسلامية هي اساس مثل هذه الامور، ومن جانب اخر قضية الاسكان ووزارة الاسكان يجب عليها تخصيص اراض للمساجد الشيعية في المناطق الجديدة حالها حال تخصيص اراض لباقي المساجد والمدارس بدون مطالبة ومن خلالها سنقضي على المضايقات والاعتداءات على المسجد، فالمناهج من جهة والنواب من جهة والاسكان من جهة اخرى، فهناك اسس يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار.
• في نظرك كيف نكون جيلاً شبابيا يحارب هذه الفتنة؟
- هناك عوامل عدة مؤثرة في التربية اولها البيت، الاب والام فاذا كان الابناء يرون اباءهم في مسار منحرف فطبيعة الحال الابن يقتدي بابيه، فالاساس الاول المؤثر في تربية الاجيال الشباب هو البيت فالاب يجب ان يعتني بتربية ابنائه وكثيرا ما نحض في خطب الجمعة الاباء على تربية ابنائهم لان النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول: «رحم الله من اعان ولده على البر ولعنة الله على من اعان ولده على المعصية»، اذا كان الاب منشغلا في امور الدنيا والدواوين وبين تجمعاته واهمل تربية اولاده
واذا الأم ايضا انشغلت خارج البيت بالوظيفة وعلاقاتها الاجتماعية وبالزيارات يصبح الابناء ضحايا ويقول احد العلماء ان تربية الابناء اصعب من قيادة الطائرة والنبي «ص»، قال: ادبوا ابناءكم على قراءة القرآن وحب نبيكم وآل نبيكم، والتأديب يختلف عن النفقة وهناك اباء كريمون مع ابنائهم ماديا ولكن الاب يحب ان يكون كريما ادبيا مع ابنائه ايضا، والمؤثر الثاني هي البيئة التي يعيش فيها الابناء فهذه البيئة ملوثة بأفكار دخيلة من الغرب بافكار منحرفة، وحاليا الغرب لديه تركيز في سبيل ابعاد الشباب المسلم عن القرآن وعن المسجد والقيم والمبادئ والعادات والتقاليد لآن الغرب لا يحكمه دين ولا عادات ولا قيم انما هو آلة تديره القوانين، وللاسف نرى الشباب اليوم يقلد الغرب تقليد اعمى بدون تفكير او منطق والمرحلة الثالثة هي المدارس التي يقضي فيها الأبناء اكثر من 9 ساعات من وقتهم، والاصل في المدارس،
التربية قبل ان تكون للتعليم ولو لاحظنا بكل دقة وبكل منطق نرى ان وزارة التربية تقوم بدورها العلمي دون التربوي، فأين الصور الفعلية في وزارة التربية في ممارسة دورها في تكريس المواطنة الصالحة والتعايش السلمي والوحدة ا لوطنية؟ هل المناهج تقوم بدور التربية فالتركيز لا يقع على المناهج العلمية فقط فالتركيز يجب ان يكون على وضع مناهج دراسية سليمة تحترم كافة العقائد والعبادات دون تمييز. وعلى وزارة التربية ان تقوم بدورها في تربية الاجيال من رياض الاطفال وللاسف ترى بعض النواب يوجهون انظارهم الى قضاياهم السياسية الجانبية.
واوجه سؤالي لوزير التربية هل المناهج تقوم بدورها في التربية؟ وهل يوجد في المناهج مادة الاخلاق؟» لا نريد ان تكون هذه الامور اعلامية فقط باقامة الندوات خلال فترات متباعده فالمناهج مقصرة جدا في تربية هذا الجيل الصاعد ونحن نرى منهج التربية الاسلامية عكس ما هو مطلوب منها فما نراه في المناهج الحالية يزرع الفتن ويجب على كاتب المنهج مراعاة اراء باقي المذاهب واعتبار وجود خلافات في العقائد بين المذاهب عكس ما هو موجود حاليا وعلى سبيل المثال حرمة زيارة المقابر مخالفة حتى للمذاهب الاربعة عند السنة، والمشكلة الثانية في تطبيق المنهج حيث ان المدرس في التربية الاسلامية يقول ان الشرك الاعظم زيارة القبور ويقوم بتطبيق هذا الكلام ويقول كالشيعة حين يزورون المقابر فبناء على هذا المنهج يأخذ الطالب من مدرسه هذا التطبيق ويزرع فيه الكره لاخيه فيحمل حالة من البغض بسبب المناهج.
• ما الرسالة التي توجهها للحكومة الجديدة في هذا الصدد؟
- على الحكومة ان تلتفت للوضع القائم في هذه المرحلة فهناك مضايقات بدءا من المساجد لانه لا فرق بين مسجد سني او مسجد شيعي لان دور العبادة للجميع وايضا يجب الالتفات الى ان هناك من يشق الوحدة الوطنية وينشر الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب الواحد ونحمد الله اننا في دولة الكويت التي فتحت للجميع المجال في الحرية.
• برأيك ما دور وسائل الاعلام في التصدي لمثل هذه القضايا؟
- للاعلام الدور المهم وفي نظري انه في ظل القنوات الحكومية الكويتية كان وضعنا افضل بكثير من الوقت الحالي فالان اصبح هناك قنوات خاصة خارج رقابة الحكومة ومن واجب الاعلام ان يزرع روح المواطنة والحب والتسامح بين المواطنين وألا يزرع الفتنة الطائفية وتحريض مجموعة على اخرى وتوجيه الشباب لاصلاح وخدمة البلد فهذا المفهوم غير موجود عند البعض.
http://www.aldaronline.com/Dar/UploadAlDar/Article%20Pictures/2011/6/8/P4-02.jpg_thumbT.jpg
• ما الخطوات المستقبلية الواجب على الدولة اتخاذها؟
- في هذا السياق اقول ان الاستعمار ما زال موجودا ومتغلغلا بيننا، وكذلك اليهود ما زالت مخططاتهم قائمة وموجهة الى العالم الاسلامي وهي نشر الفساد وترويج المخدرات وتفتيت المجتمع الاسلامي، ولم نسمع من نوابنا تقديم قانون يحتوي الشباب ولم نسمع في المجلس عن دعم الشباب اذ لابد ان يكون هناك تركيز على فئة الشباب واليوم نرى بعض السياسيين يقحمون الشباب في نزاعاتهم السياسية والمظاهرات ولابد للحكومة ان تركز على الجيل الصاعد ودعمه ماديا وتشجيعهم على العمل والتجارة.
• كلمة اخيرة؟
ننهي من حيث بدأنا بأنه لابد من الاهتمام بكل ما يؤثر في بناء الجيل والاهتمام بالشباب من البيئة الى الشارع الى المدرسة وكلمتي الاخيرة اوجهها لاولياء الامور في هذه المرحلة واقول
يا اولياء الامور عليكم مسؤولية إلهية عقلية نفسية بان تهتموا بتربية الابناء فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.. فالى متى نجد بعض الاباء لاهين عن ابنائهم؟ فعلى الاباء الاكثار من الحديث مع ابنائهم ليستطيعوا معرفة ما يحمل الابناء من افكار ويجب عليهم ان يضحوا باوقاتهم وراحتهم وخلافاتهم الاسرية من اجل بناء جيل صالح يخدم وطنه ودينه.