المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يقتل الأطفال ليصنع منهم شهداء في وسائل الإعلام؟



مرجان
06-07-2011, 04:04 PM
ميسون الدخيل - جريدة الوطن السعوديه






من هم؟

إنهم من يستخدمون الطفولة وقودا، ووجبة إعلامية دسمة، تستغل براءة الأطفال واندفاع المراهقين لترسم بدمائهم مشاهد تلعب على المشاعر.


إن فقدان طفل واحد هو مأساة رهيبة، مهما كانت الأسباب، ولكن الذي يدمي القلب حقا هو الإساءة المتعمدة للأطفال من خلال إخراجهم للشوارع والمشاركة في المظاهرات معرضين إياهم للمخاطر وخاصة أن الجميع يعلم عن إمكانية تواجد القتلة والقناصين ممن يتربصون بالجميع دون استثناء. إن استخدام الطفولة لاستقطاب تعاطف الناس من الداخل والخارج هو جريمة بكل ما تعني الكلمة من معان قبيحة.. يتلاعبون على مشاعر الأطفال واليافعين من خلال ما يرونه على شاشات التلفزيون، يسمعون عن الشهداء من الأطفال أمثالهم ويسمعون عبارات المديح والرثاء فيسارعون إلى وضع أنفسهم في أوضاع تهدد حياتهم من أجل أن تدرج أسماؤهم أو على الأقل يظهرون على شاشات التلفاز، معتقدين أنهم بذلك يمارسون رجولتهم.. منهم من يحمل الحجارة ويعتدي على الممتلكات العامة، ومنهم من يحمل الأسلحة البيضاء وغيرها، وحتى وإن لم يحملوا ورقة، فمجرد تواجدهم في أي مكان يعرضهم للخطر هو استغلال لهم.. فهؤلاء الأطفال ليس لديهم مهارات التفكير السليم والموضوعي وينقصهم النضج الكافي لتقدير المخاطر التي قد تواجههم..

تحركهم روح التحدي، واندفاعهم خلف قصص البطولة والرجولة، فليس لديهم ما يخسرونه، من وجهة نظرهم على الأقل، ويتعاملون مع الأمر برمته كلعبة، فيندفعون بسهولة لوضع أنفسهم في طريق الأذى، وفي النهاية سوف يعودون، هذا إن عادوا سالمين، إلى منازلهم يضحكون ويتبادلون القصص عن بطولاتهم المزعومة، وتسيل الدماء، وتدمى القلوب، بينما من حرضهم واستخدمهم يجلس خلف الكاميرا أو المايكرفون، أو من وراء القلم، متمسكا بلقمة العيش التي لا يهمه إن كانت مغموسة بدمائهم يقدمها بكل أريحية لأبنائه، أو في بيته في منطقة آمنة في بلد آمن ينعم بصحبة أبنائه وأحفاده!

إن من واجب كل ولي أمر أن يحرص على بقاء أطفاله في مكان آمن بعيدا عن الأخطار، لا أن يتركهم لعبة بيد من لا يخاف الله، يضع السلاح في أيديهم ويطلقهم في الشوارع "يا قاتل يا مقتول"، بيد من يدعي الرجولة وهو يتخفى خلف "مرايل" الأطفال، من يستخدمهم كدروع بشرية، فإن وقعوا صرخ: جريمة ضد الطفولة، ويكمل لعبته باستخدام موتهم بتحويلهم إلى رموز لإثارة الغضب والكراهية واستجداء التعاطف وتحريك العالم، وإن نفذوا، ولن ينفذوا فالآثار السلبية النفسية سوف تأخذ طريقها للظهور فيما بعد، وسوف يتم استخدامهم مرة أخرى. للأسف، وللأسف حقا، هذا ما نراه يحدث اليوم، هذا عدا عن أن الكثير من أولياء أمور هؤلاء الأطفال أو الصبية لا يعلمون ما يفعله أبناؤهم، ويفاجؤون حين يأتيهم خبر موت ابنهم.

إن مكان الأطفال في المدارس، في الحدائق، في النوادي، كما أن عمل الأطفال الأساسي هو اللعب فمن خلال اللعب يتم التعلم، فلقد سبق أن دان المجتمع الدولي استخدام الأطفال في المواجهات وتم وضع القوانين التي تمنع ذلك ووقعت عليها الدول المشاركة، وتجد أن جمعيات حقوق الإنسان تصرخ بعد موت الطفل أو المراهق، وتصمت وهي تراه يخرج في الشوارع معرضا نفسه وغيره للمخاطر، تتغاضى عن تواجده في الخطوط الأمامية للصراع الدائر في منطقته، ثم يخرج إلينا من يصرخ في المقابلات والمقالات "جريمة...جريمة" ويتساءل عن القتلة؟!

حين تعمى الأنظار من كثرة الحملات الإعلامية الموجهة وأحادية التوجه، بالتأكيد سوف تتداخل الأمور علينا ولا نعود نفرق بين القاتل والمقتول، ولا نعود نعرف كيف نصغي لذاك الجرس الذي يرن داخل رؤوسنا، بأنه يوجد في الصورة التي تعرض خلل ما، يوجد أمر يجب أن نتنبّه إليه، بأن يتساءل لماذا يوجد أطفال في الكادر... في الصورة..في الحدث..في الخبر...في هذه الأماكن الخطرة؟!

لماذا اختلط الحابل بالنابل وأصبحنا لا نفكر ونحتاج لمن يفكر عنا ويفسر لنا الصورة والخبر، ونحن من قسوة المشهد يتجمد لدينا التفكير ونتقبل كل ما يقدم لنا على أنه السبب أو المتسبب، ويضيع صوت السؤال الأصلي بداخلنا بين الدموع، والصراخ، والمشاهد الدموية؟! من يقتل هؤلاء الأطفال هو من وضعهم في قلب المشهد من الأساس، ومن حرضهم على الخروج، من جعلهم يعتقدون أنهم عنترة وأبو زيد الهلالي هو القاتل.

إن إخراجهم من عالم السلام واللعب والعلم والمعرفة والزج بهم في عالم الفوضى والخطر والدماء لهو الجريمة بحد ذاتها، ويجب أن يعاقب عليها كل متسبب، سواء كان قاصدا أو من غير قصد، وكل مهمل، وكل من يستغل موتهم لأغراضه وأجنداته الشخصية.

ميسون الدخيل 2011-06-07


http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=5980

الغول سعيد
06-07-2011, 07:05 PM
السلفيين يفعلون اي شىء في سبيل التغلب على خصومهم حتى لو كان الاطفال هم الضحية

الله يرحمك يا حمزة ايها الطفل البريىء

مجاهدون
06-07-2011, 10:21 PM
فاجعه كبيرة مقتل هذا الطفل

وكله برقبة ال سعود وبندر والحريري وجمعية احياء التراث الكويتية والطبطبائي