المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا مافعله الخميني........................................... ...............جودت سعيد



سيد مرحوم
11-10-2004, 08:01 PM
هذا مافعله الخميني

المفكر الاسلامي البارز *
جودت سعيد

http://www.freemuslim.org/images/jawdat.jpg



ما قصة ولاية الفقيه دعوني أتخيل هل علي من حرج أن أتخيل؟ إن مشكلة علاقة المثقف والسلطة مشكلة قديمة وحديثة قديمة جداً وحديثة جداً أيضاً لأن مشكلة المعرفة والسلطة في بؤرة ما بعد الحداثة الآن وأنا أعيش في هذا التخيل. الإنسان هو المعرفة هو التمييز هو القدرة على اختيار المميز كانت السلطة خلال التاريخ للقوة ولم يكن للعلم، والعلم كان تابعاً للقوة: أي كأن العقل تابعاً للجسد! وكأن العضلات هي التي تسيطر على الجهاز العصبي وليس العكس ! كأن الخميني سيطر عليه هاجس هذا الموضوع وعز عليه أن يسيطر الجهل على العلم والعضلات على العقل، وأنف أن يقبل هذا الوضع الثانوي للعالِم وأن يكون العالِم في خدمة السلطان أو بعض أدواته قد يكون هذا الشيء واضحاً أو غامضاً قابلاً للملاحظة. إن بذور هذه المشكلة سيطر على هذا الرجل ولأنه متدين ومسلم وفقيه اختار العبارة الدينية الإسلامية الفقهية فطرح موضوع ولاية الفقيه : أي السلطة للفقه وللعلم وللعقل، فمن هذه الأرضية انطلق الخميني وعزّ عليه أن يكون الفقيه أداة للسلطة، بل ينبغي أن يكون العكس وسار في هذا الدرب ربما لأول مرة يخرج الفقيه على السلطان ليس كخروج الخوارج المعتمدين على العنف والقتل وإنما خرج الخميني على سلطة الجهل بسلطة العلم ولهذا كانت معارضته علمية سلمية لاعنفية على الأقل التزم هذا إلى أن نجح فيه وهو ملتزم عدم اللجوء إلى العنف وبذلك لأول مرة في التاريخ ينجح إنسان غير نبي بدون عنف في قيادة المجتمع وتحويل الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد إن هذا الحدث الجديد ليس له نظير في التاريخ حتى غاندي لم يتمكن أن يبلغ بدعوته السلمية اللاعنفية ما بلغه الخميني من النجاح فيه إذ أنه لما كان غاندي يقود الهنود إلى المواجهة اللاعنفية كان لا يتمكن من ضبط أصحابه فيلجؤون إلى العنف ولا يستطيعون أن يضبطوا أنفسهم فكان يسخط غاندي على ما وقع ويعلن الغضب على نفسه فيعلن الصوم حزناً وأسفاً على أن سعيه لم ينجح بينما استطاع الخميني أن يضبط الناس فقدموا الورود للجنود ومن غير أن يفلت منهم زمام الانضباط فإن من يواجه العنف باللاعنف المنضبط هنا انتصر الفقه والعقل لأن قوة العلم والعقل ينبغي أن ينتصر على الجهل والقوة التي تدعم الجهل وان لم يتمكن من ذلك فلا يكون عقلاً ولا علماً ولا فقهاً هنا الأمة تحررت من الخوف من العسكر ومن السلاح وتحرر الإنسان من ثقافة السلاح والعسكر والإكراه وكل أدوات الإكراه،لم يكن هذا الأمر واضحاً جلياً أثناء الأحداث ولكن الاستمرار والثبات والنجاح تؤكد هذا وليس كل الناس لهم القدرة على تحليل هذا الحدث فأرى واجباً علي إزالة الشبهات التي تحيط بالموضوع ليظهر القانون النبوي الذي جاء به الأنبياء جميعاً وكفر الناس به جميعاً "كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون" والى الآن العالم جميعاً ومعهم العالم الإسلامي لا يعرفون كيف ينتصر العلم والعقل وعدم الإكراه وبدون لجوء إلى السلاح كيف تصنع الأمة بدون عنف وبدون دماء هذا الذي جاء به الأنبياء وهذا ما أحياه الخميني وهذه هي القوة الحقيقية قوة اللاإكراه وقوة انتصار الإنسان على ضمير الإنسان وليس على جسده هذا هو الشيء الجديد الذي ظهر في إيران واستمر أيضاً إن الخميني انتصر على جبال من المواريث الخاطئة لأنه تمسك بالإيمان بقدرة العقل والعلم على التغلب على الجهل والإكراه لما آمن الخميني بولاية الفقيه بسلطة العلم شعر بأن الفقه والعلم هو الإمام الذي ينبغي أن يتبع فخرج من انتظار الإمام أو المهدي الذي ينتظره المسلمون جميعاً ولم يكن هذا شيئاً سهلاً ولكن لم يكن ذلك مستحيلاً ولهذا نجح واستطاع أن يتمسك بوحي الكتاب ويتفهم التاريخ وآيات الآفاق والأنفس ولم يكن ماضوياً يشد إلى الوراء ولكن كان يرى آيات الله في الآفاق والأنفس فهو استطاع أن ينقي الأصالة مما علق بها وأن يتفهم المعاصرة فاتبع أحسن ما فيها فلهذا استطاع أن ينتصر وأن يعلن الجمهورية الإسلامية إنها قمة الأصالة والمعاصرة قمة التمسك بآيات الكتاب والتفهم لآيات الآفاق والأنفس فإذا كان هناك بعض العقبات علينا أن نتذكر أن الله لم يخلق العالم في لحظة واحدة وإنما في أيام وعلينا أن نتذكر أن الكهرباء أول ما اكتشفه الإنسان لم يتحول إلى مصباح وهاتف ولاسلكي ، ولكن الذين يأتون من بعدهم الذين يحسنون ويتجاوزن العقبات ويكون أداؤهم أحسن وأوضح وأقل معاناة وأقل زمناً وأكثر مردوداً وأنا أفهم هذا وأتوقعه فإن التغييرات التي ستحدث ستكون تغييرات سلمية لا دماء فيها صحيح أن جنود الشاه قتلوا المتظاهرين ولكن لم يقتل المتظاهرون أحداً من جنود الشاه يا أيها الناس اقرؤوا سورة الشعراء وانتبهوا إلى اللازمة التي تتكرر في هذه السورة مرات عديدة بعد عرض كل مشهد يكرر الله قوله : "إن في ذلك لآية، وما كان أكثرهم مؤمنين، وان ربك لهو العزيز الرحيم" وأنا أقول إن التزام كلمة التقوى وكلمة السواء من قبل المتظاهرين الإيرانيين أقول إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم ليفهموا ويؤمنوا بهذا الأسلوب وهذا الموقف. ولكن العزيز الرحيم هو الذي يهب عباده العزة والرحمة فإذا كان الخميني تمكن باللاعنف واللاإكراه وبالتزام اللاإكراه من طرف واحد تمكن من تفوق المرأة والشيخ والطفل بإيمانهم وصدورهم المكشوفة على الجنود المدججين بالسلاح وانتصارهم "إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم" وكأي من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون علينا أن لا نعرض عن هذا الحدث علينا أن نحدق فيه وأن نسلط الأضواء على الأمور الخفية التي أنجحت هذا الحدث وأنا متأكد أن الذين سيدرسون هذا في المستقبل ستكون لهم قدرة أكبر على تحليلها وإزالة الغشاوات عنها وأن الذين سيأتون من بعد سيقولون بعد انتصارهم أو مجيء النصر إليهم من غير أن يقاتلوا من أجلها لهذا يقول الله عن الأنبياء وأتباعهم آتاهم نصرنا إنهم لم يقاتلوا إن الذين سيأتيهم النصر سيقولون للذين ذهب عنهم النصر لا تـثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ، اذهبوا فأنتم الطلقاء ، أنا أكتب هذا بعد مرور أكثر من عشرين عاماً على الحدث وهم مقبلون على انتخابات في غاية الأهمية للعالم جميعاً نرجوا لهم أن يلتزموا كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وإن فشلتم وتنازعتم فلن نيأس لأن الذي يأتي بعد هو الذي سيقتحم العقبة الجديدة وأرجوا أن تتواصوا بالصبر وبالحق وتتواصوا بالمرحمة.











---------------------------------------------------
* بطاقة تعريف : مفكر إسلامي بارز، مواكب للحركة الفكرية المعاصرة، وله تجربة عميقة في قراءة الواقع الإسلامي، يتميز بمنهجه الفكري الفريد الذي يعد تطويرا وشمولا لمناهج المفكرين الإسلاميين الكبيرين محمد إقبال ومالك بن نبي.

- ولد في قرية بئرعجم من أعمال محافظة القنيطرة في المنطقة المحررة من الجولان في سورية عام 1350 هـ/ 1931 م.

- انتقل في المرحلة الثانوية إلى الأزهر الشريف حيث أتمها هناك وتابع إلى أن تخرج من كلية اللغة العربية في جامعته.

- عاصر ولادة مصر الوطنية، والأفكار المختلفة والحوارات التي نشطت إبان ثورة يوليو، وبذلك تمكن من مراقبة ولادة الكثير من الاتجاهات الحديثة والمؤثرة عن كثب على اختلافها وتناقضها.

- تفرغ للعمل الفكري وقدم العديد من الكتب والدراسات والمحاضرات منذ أواخر الخمسينات ولايزال يهتم في فكره بترشيد الوعي الإسلامي، ونبذ فكرة العنف، ليضع بديلأ حضاريا يتمثل في التغيير بالحوار والبحث في آيات الآفاق والأنفس، وهو في بحثه المستمر والدؤوب عن إشكالات الفكر العربي والإسلامي الحديث يبني تصورات تمثل وعيا حضاريا فريدا، ورؤية غير مألوفة تنطلق من صميم الإسلام لتبين مثالب الفكر الإسلامي وعيوبه وثغراته، ولتحدد وجهة نظر نقدية على قدر كبير من الجرأة والموضعية تجاه التراث والحاضر والمستقبل والعلاقة مع الآخر، والعلاقات في الداخل الإسلامي مجتمعا وعقيدة.

- بدأ نشر أعماله الفكرية أوائل الستينات، ونشر عدد من الكتب والكثير من المقالات والأبحاث والدراسات المتفرقة في دوريات مختلفة، إضافة إلى العديد من الندوات واللقاءات والحوارات في بلدان مختلفة.

أهم السمات المميزة لفكره ومشروعه النهضوي:

1- دعوة المسلمين إلى استرجاع ثقتهم بـ (العلم )، وبالسنن والقوانين الكونية والتاريخية، كشرط لازم للنهوض.

2- التأكيد على رد المشكلات إلى الذات لا إلى القوى الخارجية.

3 - التركيز على علم التاريخ.. والنظر في العواقب.

4 - الامتياز بنظرة شمولية للأحداث في العالم الإسلامي عامة.

أ - المؤلفات المنشورة:

1 - لم هذا الرعب كله من الإسلام ؟ الجامعة السورية / بداية الستينات.

2 - مذهب ابن آدم الأول / 1966.

3 - الإنسان كلأ وعدلأ / 1969.

4 - فقدان التوازن الاجتماعي (1978).

5 - العمل قدرة و إرادة ( 1980).

6 - حتى يغيروا ما بأنفسهم ( 1972).

7 - اقرأ وربك الأكرم (1988).

8 - مفهوم التغيير ( 1994).

9 - رياح التغيير ( 1995).

ب ـ مؤلفات بالاشتراك:

10 - الحوار سبيل التعايش، ندوة مطبوعة، بالاشتراك مع آخرين 1994 بيروت 1

11 - التغيير مفهومه وترافقه، ندوة مطبوعة بالاشتراك مع آخرين، 1995، بيروت ب ـ تقديم الكتب:

12 - مقدمة كتاب (أيها المحلفون: الله لا الملك) لمولانا محمد علي.

كتب عنه:

13- الهجرة إلى الإسلام، إبراهيم محمود، دار الفكر، دمشق،

14 - النزعات المادية، عادل التل دار البينة1995.

15 - كن كابن آدم، جودت سعيد.،

16 -الإسلام والديمقراطية والغرب
http://jawdatsaid.net