على
11-10-2004, 11:46 AM
عدنان حسين
تمنينا نهاية سعيدة لقصة تمرد الفلوجة تتيح لأهل هذه المدينة العراقية وسواها ان يحيوا في أمن وطمأنينة وان يعيشوا بثبات ونبات وينجبوا ما يحلو لهم وما يزيّن حياتهم من الصبيان والبنات.
تمنينا ان يتحلى «المجاهدون» المحليون والأجانب داخل المدينة وخارجها بالحكمة والمسؤولية ويتجاوبوا مع الجهود التي بذلتها الحكومة في بغداد للتفاهم والتوصل الى تسوية سلمية والدخول في العملية السياسية والقبول بالاحتكام الى العملية الانتخابية الوشيكة.
تمنينا ان يأخذ «المجاهدون» العبرة من أحداث النجف ومدينة الثورة وتلعفر وسامراء ويرون إلى الخراب الهائل الذي تسبب فيه تمرد أقرانهم في هذه المدن.
تمنينا ان يدرك «المجاهدون» ان انهاء الاحتلال الأجنبي في العراق الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عنه نظام صدام حسين يحتاج الى توافق بين القوى السياسية العراقية المختلفة على برنامج يطبّع الاوضاع في البلاد ويعيد بناء الدولة ومؤسساتها الوطنية ويطلق عملية اعادة الاعمار في اسرع ما يمكن.
تمنينا ان يقتنع «المجاهدون» في الفلوجة وسواها بان ما انتهجوه على مدى اكثر من عام من تفجير السيارات المفخخة والقنابل والعبوات الناسفة في الاسواق العامة وشوارع المدن وساحاتها وعند دوائر الدولة والمؤسسات العامة والمدارس والكنائس ومحطات توليد الكهرباء وأنابيب نقل النفط، وكذلك اختطاف العمال العرب والأجانب وذبحهم، ليس من شأنه إلا إطالة أمد الاحتلال ومضاعفة المعاناة الطويلة للشعب العراقي الذي مات الآلاف من ابنائه وتخربت ممتلكات آلاف آخرين في العمليات «الجهادية» التي لم تراعي الحرمات، وأولها حرمة ازهاق الارواح البريئة.
لم يترك «مجاهدو» الفلوجة وسواها لمعارضي اللجوء الى الحلول العسكرية واستخدام وسائل العنف أي حجة او فرصة للضغط على الحكومة العراقية من أجل إعطاء الحل السلمي وقتا أطول. فهذه الحكومة واجهت وضعا، بسبب تعصب الطرف الآخر وتعنته، كان لا بدّ لها معه ان تتحرك وان تستخدم القوة فرضا للنظام وسلطة القانون في المناطق المتمردة لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد بعدما مرّ وقت طويل على هذا التعدي على أمن الوطن والمواطن، ولتمهيد السبيل لأهم استحقاقين: الانتخابات وإعادة الإعمار.
ما كان في وسع الحكومة ان تتخذ موقف المتفرج تجاه تصعيد «المجاهدين» اعمالهم المنفلتة، ولا ان تحقق لهم ما يريدون بعدما كشفوا عن أهدافهم الحقيقية، وهي ـ بالنسبة لفلول نظام صدام ـ اعادة نظامهم البائد البغيض الى الحياة، و ـ بالنسبة للأصوليين المحليين والأجانب ـ القبول بإقامة امارة طالبانية (زرقاوية ـ قاعدية) في ما يعرف بـ«المثلث السني»، مما يعني في نهاية المطاف نشوب حرب أهلية في العراق وتقسيم البلاد الى ثلاثة كيانات أو أكثر، وربما اقتسام أجزاء منها بين دول الجوار المتربصة.
a.hussein@asharqalawsat.com
تمنينا نهاية سعيدة لقصة تمرد الفلوجة تتيح لأهل هذه المدينة العراقية وسواها ان يحيوا في أمن وطمأنينة وان يعيشوا بثبات ونبات وينجبوا ما يحلو لهم وما يزيّن حياتهم من الصبيان والبنات.
تمنينا ان يتحلى «المجاهدون» المحليون والأجانب داخل المدينة وخارجها بالحكمة والمسؤولية ويتجاوبوا مع الجهود التي بذلتها الحكومة في بغداد للتفاهم والتوصل الى تسوية سلمية والدخول في العملية السياسية والقبول بالاحتكام الى العملية الانتخابية الوشيكة.
تمنينا ان يأخذ «المجاهدون» العبرة من أحداث النجف ومدينة الثورة وتلعفر وسامراء ويرون إلى الخراب الهائل الذي تسبب فيه تمرد أقرانهم في هذه المدن.
تمنينا ان يدرك «المجاهدون» ان انهاء الاحتلال الأجنبي في العراق الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عنه نظام صدام حسين يحتاج الى توافق بين القوى السياسية العراقية المختلفة على برنامج يطبّع الاوضاع في البلاد ويعيد بناء الدولة ومؤسساتها الوطنية ويطلق عملية اعادة الاعمار في اسرع ما يمكن.
تمنينا ان يقتنع «المجاهدون» في الفلوجة وسواها بان ما انتهجوه على مدى اكثر من عام من تفجير السيارات المفخخة والقنابل والعبوات الناسفة في الاسواق العامة وشوارع المدن وساحاتها وعند دوائر الدولة والمؤسسات العامة والمدارس والكنائس ومحطات توليد الكهرباء وأنابيب نقل النفط، وكذلك اختطاف العمال العرب والأجانب وذبحهم، ليس من شأنه إلا إطالة أمد الاحتلال ومضاعفة المعاناة الطويلة للشعب العراقي الذي مات الآلاف من ابنائه وتخربت ممتلكات آلاف آخرين في العمليات «الجهادية» التي لم تراعي الحرمات، وأولها حرمة ازهاق الارواح البريئة.
لم يترك «مجاهدو» الفلوجة وسواها لمعارضي اللجوء الى الحلول العسكرية واستخدام وسائل العنف أي حجة او فرصة للضغط على الحكومة العراقية من أجل إعطاء الحل السلمي وقتا أطول. فهذه الحكومة واجهت وضعا، بسبب تعصب الطرف الآخر وتعنته، كان لا بدّ لها معه ان تتحرك وان تستخدم القوة فرضا للنظام وسلطة القانون في المناطق المتمردة لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد بعدما مرّ وقت طويل على هذا التعدي على أمن الوطن والمواطن، ولتمهيد السبيل لأهم استحقاقين: الانتخابات وإعادة الإعمار.
ما كان في وسع الحكومة ان تتخذ موقف المتفرج تجاه تصعيد «المجاهدين» اعمالهم المنفلتة، ولا ان تحقق لهم ما يريدون بعدما كشفوا عن أهدافهم الحقيقية، وهي ـ بالنسبة لفلول نظام صدام ـ اعادة نظامهم البائد البغيض الى الحياة، و ـ بالنسبة للأصوليين المحليين والأجانب ـ القبول بإقامة امارة طالبانية (زرقاوية ـ قاعدية) في ما يعرف بـ«المثلث السني»، مما يعني في نهاية المطاف نشوب حرب أهلية في العراق وتقسيم البلاد الى ثلاثة كيانات أو أكثر، وربما اقتسام أجزاء منها بين دول الجوار المتربصة.
a.hussein@asharqalawsat.com