ابن كربلاء
11-10-2004, 05:30 AM
السلام عليكم
لاشك ان في* مسألة اثبات رؤية الهلال او نفيها من خلال الحساب الفلكي* هي* اليوم مثار جدل كبير عند اهل الاختصاص،* وما سأعرضه لك ايها القارئ الكريم محاولة في* المساهمة في* هذا الميدان من خلال الماحه سريعة*.
فقد احتج المانعون عن الاعتماد على حساب الفلك بأمرين*:
الاول*: كونه على خلاف ظاهر قوله* (ص* صوموا لرؤيته*. فان ظاهره اخذ الرؤية موضوعا فلا نحيد عنها الا بالمقدار الذي* دلت عليه النصوص،* ككون الهلال مطوقا في* الليلة الثانية*. ولكن هذا الاعتراض قابل للجواب بان قول النبي* (ص*: »صوموا لرؤيته*« لا* يزيد على قوله تعالى في* سورة البقرة* - ٧٨١- (وكلوا واشربوا حتى* يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر*.
فان التبين والعلم سنخ عناوين ظاهرة في* الطريقة بحيث لو اريد منه الموضوعية للزم التنبيه على ذلك زيادة على اخذها في* موضوع الدليل،* فالمعتبر في* اثبات الفجر ان نعلم بكونه طالعا في* الافق وان منع مانع من رؤيته الفعلية كضوء القمر مثلا،* وذلك لان التبين المذكور في* الآية الكريمة طريقي* لا موضوع،* وكذلك الرؤية في* (صوموا لرؤيته* ظاهرة في* اخذها على نحو الطريقية،* والرؤية كاشفة عن وجود الهلال في* تلك المنزلة من الافق والتي* يتحقق بها الخروج من الشهر والدخول في* شهر آخر،* فلا شك في* كفاية العلم القطعي* بوجود الهلال في* تلك المنزلة،* وان لم* يكن ذلك العلم حاصلا عن طريق الرؤية البصرية ولا فرق في* ذلك بين اخذها انها مأخوذة بنحو الصفتية ولا* يتوهم ذلك لاحد لانها لو كانت مأخوذة بنحو الصفتية فإما ان تكون الرؤية مأخوذة بلحاظ بعض المكلفين فقط او بلحاظ عامة المكلفين،* والثاني* غير مراد قطعا،* والاول لا موجب لاحتمال الصفتية فيه لانه لا خصوصية لبعض المكلفين على بعض في* تحقق موضع الشهر*.
وكلام سيدنا الشهيد محمد باقر الصدر في* الفتاوى الواضحة واضح في* طريقة الرؤية حيث قال* (قدس سره*: وبهذا امكن القول ان الشهر القمري* الشرعي* يبدأ في* الليلة التي* يمكن ان* يرى في* غربها الهلال اللاحق في* ليلة الثلاثين من تلك الليلة،* وامكان الرؤية هو المقياس لا الرؤية نفسها،* فقد لا تتحقق الرؤية لعدم ممارسة الاستهلال،* او لوجود* غيم ونحو ذلك،* غير ان الهلال موجود بنحو* يمكن رؤيته لولا هذه الظروف الطارئة،* فيبدأ الشهر الشرعي* بذلك*. وبكلمة*: ان وجود حاجب* يحول دون الرؤية* - كالغيم والضباب* - لا* يضر بالمقياس،* لان المقياس امكان الرؤية في* حالة عدم وجود حاجب من هذا القبيل،* ولا وزن للرؤية المجهرية وبالادوات والوسائل العلمية المكبرة،* وانما المقياس امكان الرؤية بالعين الاعتيادية المجردة،* وتلك الوسائل العلمية* يحسن استخدامها كعامل مساعد على الرؤية المجردة وممهد لتركيزها*.
وفي* استفتاء منشور على موقع المرجع المعاصر السيد السيستاني* - مدّ* ظله* - ما* يفيد كفاية الاطمئنان الحاصل من قول الفلكي* بقابلية الرؤية،* وهذه صورة الاستفتاء*.
السؤال*: لو حصل الاطمئنان الشخصي* بصحة الحسابات الفلكية في* الهلال وكونه قائلا للرؤية بالعين المجردة فهل* يمكن الاعتماد على هذا الاطمئنان في* اثبات الشهر او العيد مثلا؟ وخاصة اذا صدرت عن أهل الخبرة في* هذا المجال؟ الجواب*: يجوز الاعتماد اذا حصل الاطمئنان،* دون الظن وان كان قوياً*.
واما الاعتراض الثاني* وهو ان قول الفلكي* ظني* لا* يفيد الاعتماد ولذلك جاء النهي* عن الاعتبار بقول المنجم،* فيمكن الجواب عليه من خلال مقدمتين*.
الاولى*: ان ما جاء في* النصوص من النهي* عن الاعتماد على قول المنجم ما جرى عليه فقهاء الاسلام الاوائل في* المذاهب المختلفة من عدم الطرق الحسابية الفلكية في* اثبات بداية الاشهر الهجرية* يتناسب مع ما كان متعارفا في* الازمنة السابقة،* حيث ان الحساب الفلكي* كان مقرونا بالتنجيم الذي* يساوق الحساب الظني،* الا ان الحساب* يعتمد على علمين حديثين هما الهندسة الكروية والميكانيكا السماوية،* وهما العلمان الاساسان اللذان استطاع بهما الانسان الهبوط على سطح القمر منذ اكثر من ثلث قرن*.
وعلماء الفلك مجمعون اليوم على ان توقيت ولادة الهلال وخروجه من المحاق وشعاع الشمس امر قطعي* لا* يقبل الشك ولا التردد،* ولا* يختلف فيه ولا في* تحديد وقته بالدقيقه لا بل بالثانية احد من علماء الفلك من مسلمين وغير مسلمين ولا* يشك في* قطعتين الا من* يشك في* نتيجة جمع الخمسة مع الثمانية من التسعة او قسمة الثمانية على الاثنين*.
واذا كان المنازع لا* يزال في* منازعته في* ان ولادة الهلال ظنية لا قطعية فعليه ان* يأتي* بقول واحد من علماء الفلك* يقول بظنية الولادة لا قطعيتها،* والمحصل هو انه اصبح بالامكان التفريق مضمونا واصطلاحا بين علم التجيم وبين الحساب الفلكي* الدقيق،* فلا* يشمله ما ورد من النهي* عن الاعتماد على قول المنجم،* وذلك لتغاير الموضوع،* فالمراد بالحساب هو ثمرة علم الفلك المعاصر القائم على اسس رياضية علمية قاطعة،* والذي* بلغ* في* عصرنا مبلغا عظيما،* استطاع به الانسان ان* يوصل المركبات الفضائية الى مدارات الكواكب البعيدة،* فانه لو لا الدقة المتناهية في* حسابات توقيت منازل تلك الكواكب لتاهت المركبات عن اهدافها المرسومة لها*.
وثانيا*: ان علماء الفلك قد اختلفوا في* المسافة المعتبرة،* في* بعد الهلال عن الشمس لكي* يكون قابلا للرؤية،* بعد اتفاقهم على اوقات الولادة،* والولادة هي* انفصال القمر عن الشمس بحيث تكون الشمس امامه من جهة الغرب،* والقمر خلفها من جهة الشرق،* فيظهر بالولادة نور الشمس على جزء من القمر،* وهذا الاختلاف هو الذي* اوجد خلطا عند بعض علماء الشريعة فلم* يفرقوا بين الولادة وبين امكان الرؤية من عدمه،* فظنوا ان الاختلاف في* امكان الرؤية هو اختلاف في* تحديد الولادة،* على اي* حال فمن الفلكيين من اكتفى بثلاث درجات ونصف اي* سبع ساعات وربع بعد ولادة الهلال،* ومنهم من اعتبر اكثر من ذلك،* وينتج عن ذلك بان ما بينهما* يكون محتملا للرؤية فلا بد من الرجوع الى البينة او ما* يقوم مقاسها شرعا،* واما الاقل من الحد الادنى وهو السبع الساعات قبل الغروب،* فترد معه البينة لكونها مبتلاة بما* يوجب الوثوق بالخطأ او الظن القوى على اسوا التقادير* - ولا اطلاق في* ادلة البينة* يتمسك به لاثبات حجيتها في* موارد الظن القوي* بالخلاف فضلا عن الاطمئنان بالخلاف*. هذا مع ضرورة الالتفات الى ما* يسمى اليوم بظاهرة التدفق الريشي* وهي* احدى الاشكالات البيئية الناشئة عن تشتت الابخرة والادخنة في* الافق،* فاذا سطع على الريشة نور الشمس بدت للناظر كالهلال،* ومن هنا فمن المطلوب جدا في* هذا العصر التدقيق مع الشاهد في* ما* يتعلق بوضعية الهلال من حيث اتجاه القوس،* فمن المعلوم ان الهلال* يكون ناقص الاستدارة ومقوسا حتى ليلة تمام القمر* يوم الخامس عشر وفي* ليالي* هذه الايام اي* في* النصف الاول من الشهر* يكون نقص الاستدارة* - فتحة القوس* - من الشرق ويكون التقويس من الغرب*.
وفي* النصف الثاني* من الشهر* ينعكس الامر فتكون التقويس الى الغرب ويكون التقويس الى الشرق*.
وأما الحد الاكثر وهو *٢١ درجة اي* مضي* ٤٢ ساعة عن ولادة الهلال،* فاذا اخبر به الفلكيون فهو دلالة قطعية على بداية الشهر بالنسبة للبلاد الواقعة في* ذلك الافق،* لانه لا* يحتمل تأخر بداية الشهر عن ولادة الهلال بيومين،* بل بالامكان دعوى الاتفاق على امكانية الرؤية فيما زاد على العشرين ساعة مما* يفيد الاطمئنان المتاخم للعلم العادي،* مضافا الى امكان التأييد ببعض الروايات كالذي* رواه الشيخ الصدوق في* كتابه* (المقنعة* (قال ابو عبدالله* (ع* قد* يكون الهلال ليلة وثلث وليلة ونصف وليلة وثلثين ولليلتين الا شيء ولليلة*. فتلاحظ ان الامام* (ع* جعل الليلة والثلث وهي* معدل *٦١ ساعة لولادة الهلال مما* يتحقق معه كون الهلال لليلة*.
والمتحصل هو اعتبار العلم بكون الهلال في* منزلة تتحقق معها امكانية الرؤية بالعين المجردة لولا المانع من* غبار او* غيم او رطوبة عاكسة لشعاع الشمس فيكفي* اخبار الفلكي* دون حاجة الى شهادة الشهود،* واما اذا كان اخبار الفكي* عن وقت ولادة الهلال مما* يحتمل معه امكان الرؤية ويحتمل معه عدم امكانها فلا* يكون حينئذ لاخباره اثر،* بل لابد من الرجوع الى البيئة او ما هو قائم مقامها شرعا،* نعم اشرنا في* الفقرة الماضية الى ان مضي* اكثر من عشرين ساعة مما* يحصل معه العلم العادي* بإمكان الرؤية لولا المواقع الخارجية،* وحيث ان ولادة الهلال لشهر شوال *٥٢٤١ ستكون مساء الجمعة الساعة الخامسة وست وعشرون دقيقة اي* قبل* غروب الشمس في* مكة المكرمة بستة عشرة دقيقة وسيكون عمر الهلال مساء السبت ليلة الاحد اكثر من عشرين ساعة حسب افق مكة وكذلك حسب افق البحرين،* وهي* فترة كافية للعلم بقابلية الهلال للرؤية البصرية،* وبما ان القابلية كافية في* اثبات الشهر كما تقدم شرحه،* فعليه سيكون عيد الفطر لهذا العام بإذن الله تعالى* يوم الاحد الموافق *٤١/١١/٤٠٠٢.
المصدر : جريدة الأيام لهذا اليوم .
http://www.alayam.com/ArticleDetail.asp
-------
لاشك ان في* مسألة اثبات رؤية الهلال او نفيها من خلال الحساب الفلكي* هي* اليوم مثار جدل كبير عند اهل الاختصاص،* وما سأعرضه لك ايها القارئ الكريم محاولة في* المساهمة في* هذا الميدان من خلال الماحه سريعة*.
فقد احتج المانعون عن الاعتماد على حساب الفلك بأمرين*:
الاول*: كونه على خلاف ظاهر قوله* (ص* صوموا لرؤيته*. فان ظاهره اخذ الرؤية موضوعا فلا نحيد عنها الا بالمقدار الذي* دلت عليه النصوص،* ككون الهلال مطوقا في* الليلة الثانية*. ولكن هذا الاعتراض قابل للجواب بان قول النبي* (ص*: »صوموا لرؤيته*« لا* يزيد على قوله تعالى في* سورة البقرة* - ٧٨١- (وكلوا واشربوا حتى* يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر*.
فان التبين والعلم سنخ عناوين ظاهرة في* الطريقة بحيث لو اريد منه الموضوعية للزم التنبيه على ذلك زيادة على اخذها في* موضوع الدليل،* فالمعتبر في* اثبات الفجر ان نعلم بكونه طالعا في* الافق وان منع مانع من رؤيته الفعلية كضوء القمر مثلا،* وذلك لان التبين المذكور في* الآية الكريمة طريقي* لا موضوع،* وكذلك الرؤية في* (صوموا لرؤيته* ظاهرة في* اخذها على نحو الطريقية،* والرؤية كاشفة عن وجود الهلال في* تلك المنزلة من الافق والتي* يتحقق بها الخروج من الشهر والدخول في* شهر آخر،* فلا شك في* كفاية العلم القطعي* بوجود الهلال في* تلك المنزلة،* وان لم* يكن ذلك العلم حاصلا عن طريق الرؤية البصرية ولا فرق في* ذلك بين اخذها انها مأخوذة بنحو الصفتية ولا* يتوهم ذلك لاحد لانها لو كانت مأخوذة بنحو الصفتية فإما ان تكون الرؤية مأخوذة بلحاظ بعض المكلفين فقط او بلحاظ عامة المكلفين،* والثاني* غير مراد قطعا،* والاول لا موجب لاحتمال الصفتية فيه لانه لا خصوصية لبعض المكلفين على بعض في* تحقق موضع الشهر*.
وكلام سيدنا الشهيد محمد باقر الصدر في* الفتاوى الواضحة واضح في* طريقة الرؤية حيث قال* (قدس سره*: وبهذا امكن القول ان الشهر القمري* الشرعي* يبدأ في* الليلة التي* يمكن ان* يرى في* غربها الهلال اللاحق في* ليلة الثلاثين من تلك الليلة،* وامكان الرؤية هو المقياس لا الرؤية نفسها،* فقد لا تتحقق الرؤية لعدم ممارسة الاستهلال،* او لوجود* غيم ونحو ذلك،* غير ان الهلال موجود بنحو* يمكن رؤيته لولا هذه الظروف الطارئة،* فيبدأ الشهر الشرعي* بذلك*. وبكلمة*: ان وجود حاجب* يحول دون الرؤية* - كالغيم والضباب* - لا* يضر بالمقياس،* لان المقياس امكان الرؤية في* حالة عدم وجود حاجب من هذا القبيل،* ولا وزن للرؤية المجهرية وبالادوات والوسائل العلمية المكبرة،* وانما المقياس امكان الرؤية بالعين الاعتيادية المجردة،* وتلك الوسائل العلمية* يحسن استخدامها كعامل مساعد على الرؤية المجردة وممهد لتركيزها*.
وفي* استفتاء منشور على موقع المرجع المعاصر السيد السيستاني* - مدّ* ظله* - ما* يفيد كفاية الاطمئنان الحاصل من قول الفلكي* بقابلية الرؤية،* وهذه صورة الاستفتاء*.
السؤال*: لو حصل الاطمئنان الشخصي* بصحة الحسابات الفلكية في* الهلال وكونه قائلا للرؤية بالعين المجردة فهل* يمكن الاعتماد على هذا الاطمئنان في* اثبات الشهر او العيد مثلا؟ وخاصة اذا صدرت عن أهل الخبرة في* هذا المجال؟ الجواب*: يجوز الاعتماد اذا حصل الاطمئنان،* دون الظن وان كان قوياً*.
واما الاعتراض الثاني* وهو ان قول الفلكي* ظني* لا* يفيد الاعتماد ولذلك جاء النهي* عن الاعتبار بقول المنجم،* فيمكن الجواب عليه من خلال مقدمتين*.
الاولى*: ان ما جاء في* النصوص من النهي* عن الاعتماد على قول المنجم ما جرى عليه فقهاء الاسلام الاوائل في* المذاهب المختلفة من عدم الطرق الحسابية الفلكية في* اثبات بداية الاشهر الهجرية* يتناسب مع ما كان متعارفا في* الازمنة السابقة،* حيث ان الحساب الفلكي* كان مقرونا بالتنجيم الذي* يساوق الحساب الظني،* الا ان الحساب* يعتمد على علمين حديثين هما الهندسة الكروية والميكانيكا السماوية،* وهما العلمان الاساسان اللذان استطاع بهما الانسان الهبوط على سطح القمر منذ اكثر من ثلث قرن*.
وعلماء الفلك مجمعون اليوم على ان توقيت ولادة الهلال وخروجه من المحاق وشعاع الشمس امر قطعي* لا* يقبل الشك ولا التردد،* ولا* يختلف فيه ولا في* تحديد وقته بالدقيقه لا بل بالثانية احد من علماء الفلك من مسلمين وغير مسلمين ولا* يشك في* قطعتين الا من* يشك في* نتيجة جمع الخمسة مع الثمانية من التسعة او قسمة الثمانية على الاثنين*.
واذا كان المنازع لا* يزال في* منازعته في* ان ولادة الهلال ظنية لا قطعية فعليه ان* يأتي* بقول واحد من علماء الفلك* يقول بظنية الولادة لا قطعيتها،* والمحصل هو انه اصبح بالامكان التفريق مضمونا واصطلاحا بين علم التجيم وبين الحساب الفلكي* الدقيق،* فلا* يشمله ما ورد من النهي* عن الاعتماد على قول المنجم،* وذلك لتغاير الموضوع،* فالمراد بالحساب هو ثمرة علم الفلك المعاصر القائم على اسس رياضية علمية قاطعة،* والذي* بلغ* في* عصرنا مبلغا عظيما،* استطاع به الانسان ان* يوصل المركبات الفضائية الى مدارات الكواكب البعيدة،* فانه لو لا الدقة المتناهية في* حسابات توقيت منازل تلك الكواكب لتاهت المركبات عن اهدافها المرسومة لها*.
وثانيا*: ان علماء الفلك قد اختلفوا في* المسافة المعتبرة،* في* بعد الهلال عن الشمس لكي* يكون قابلا للرؤية،* بعد اتفاقهم على اوقات الولادة،* والولادة هي* انفصال القمر عن الشمس بحيث تكون الشمس امامه من جهة الغرب،* والقمر خلفها من جهة الشرق،* فيظهر بالولادة نور الشمس على جزء من القمر،* وهذا الاختلاف هو الذي* اوجد خلطا عند بعض علماء الشريعة فلم* يفرقوا بين الولادة وبين امكان الرؤية من عدمه،* فظنوا ان الاختلاف في* امكان الرؤية هو اختلاف في* تحديد الولادة،* على اي* حال فمن الفلكيين من اكتفى بثلاث درجات ونصف اي* سبع ساعات وربع بعد ولادة الهلال،* ومنهم من اعتبر اكثر من ذلك،* وينتج عن ذلك بان ما بينهما* يكون محتملا للرؤية فلا بد من الرجوع الى البينة او ما* يقوم مقاسها شرعا،* واما الاقل من الحد الادنى وهو السبع الساعات قبل الغروب،* فترد معه البينة لكونها مبتلاة بما* يوجب الوثوق بالخطأ او الظن القوى على اسوا التقادير* - ولا اطلاق في* ادلة البينة* يتمسك به لاثبات حجيتها في* موارد الظن القوي* بالخلاف فضلا عن الاطمئنان بالخلاف*. هذا مع ضرورة الالتفات الى ما* يسمى اليوم بظاهرة التدفق الريشي* وهي* احدى الاشكالات البيئية الناشئة عن تشتت الابخرة والادخنة في* الافق،* فاذا سطع على الريشة نور الشمس بدت للناظر كالهلال،* ومن هنا فمن المطلوب جدا في* هذا العصر التدقيق مع الشاهد في* ما* يتعلق بوضعية الهلال من حيث اتجاه القوس،* فمن المعلوم ان الهلال* يكون ناقص الاستدارة ومقوسا حتى ليلة تمام القمر* يوم الخامس عشر وفي* ليالي* هذه الايام اي* في* النصف الاول من الشهر* يكون نقص الاستدارة* - فتحة القوس* - من الشرق ويكون التقويس من الغرب*.
وفي* النصف الثاني* من الشهر* ينعكس الامر فتكون التقويس الى الغرب ويكون التقويس الى الشرق*.
وأما الحد الاكثر وهو *٢١ درجة اي* مضي* ٤٢ ساعة عن ولادة الهلال،* فاذا اخبر به الفلكيون فهو دلالة قطعية على بداية الشهر بالنسبة للبلاد الواقعة في* ذلك الافق،* لانه لا* يحتمل تأخر بداية الشهر عن ولادة الهلال بيومين،* بل بالامكان دعوى الاتفاق على امكانية الرؤية فيما زاد على العشرين ساعة مما* يفيد الاطمئنان المتاخم للعلم العادي،* مضافا الى امكان التأييد ببعض الروايات كالذي* رواه الشيخ الصدوق في* كتابه* (المقنعة* (قال ابو عبدالله* (ع* قد* يكون الهلال ليلة وثلث وليلة ونصف وليلة وثلثين ولليلتين الا شيء ولليلة*. فتلاحظ ان الامام* (ع* جعل الليلة والثلث وهي* معدل *٦١ ساعة لولادة الهلال مما* يتحقق معه كون الهلال لليلة*.
والمتحصل هو اعتبار العلم بكون الهلال في* منزلة تتحقق معها امكانية الرؤية بالعين المجردة لولا المانع من* غبار او* غيم او رطوبة عاكسة لشعاع الشمس فيكفي* اخبار الفلكي* دون حاجة الى شهادة الشهود،* واما اذا كان اخبار الفكي* عن وقت ولادة الهلال مما* يحتمل معه امكان الرؤية ويحتمل معه عدم امكانها فلا* يكون حينئذ لاخباره اثر،* بل لابد من الرجوع الى البيئة او ما هو قائم مقامها شرعا،* نعم اشرنا في* الفقرة الماضية الى ان مضي* اكثر من عشرين ساعة مما* يحصل معه العلم العادي* بإمكان الرؤية لولا المواقع الخارجية،* وحيث ان ولادة الهلال لشهر شوال *٥٢٤١ ستكون مساء الجمعة الساعة الخامسة وست وعشرون دقيقة اي* قبل* غروب الشمس في* مكة المكرمة بستة عشرة دقيقة وسيكون عمر الهلال مساء السبت ليلة الاحد اكثر من عشرين ساعة حسب افق مكة وكذلك حسب افق البحرين،* وهي* فترة كافية للعلم بقابلية الهلال للرؤية البصرية،* وبما ان القابلية كافية في* اثبات الشهر كما تقدم شرحه،* فعليه سيكون عيد الفطر لهذا العام بإذن الله تعالى* يوم الاحد الموافق *٤١/١١/٤٠٠٢.
المصدر : جريدة الأيام لهذا اليوم .
http://www.alayam.com/ArticleDetail.asp
-------