مطيري شيعي
06-03-2011, 03:12 PM
دعوة ملك البحرين لمؤتمر الحوار سراب
فأمن البحرين من أمن العرش السعودي
عائدون يا ميدان الشهادة .. فقد إنتهى حكم آل خليفة ولا مكان للتراجع
بمناسبة إستمرار المظاهرات والمسيرات الشعبية والثورية لشعب البحرين وشباب ثورة 14فبراير التي إنطلقت عصر أمس الأربعاء والتي أطلق عليها مسيرات العودة إلى ميدان الشهادة ، وكذلك تعليقا على دعوة الحوار وما أطلق عليه بـ"مؤتمر الحوار" التي أطلقها ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أصدر أنصار ثورة 14 فبراير بيانا هاما أوضحوا وبينوا فيه مواقفهم من الأحداث والمستجدات على الساحة الداخلية والإقليمية والدولية وإليكم نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية إجلال وإكبار لشعبنا البطل وشبابنا البوسل .. شعب التغيير وثورة الغضب للإصلاح السياسي الجذري .. تحية إلى الشعب الذي أثبت أنه مصمم على التغيير وإسقاط الإحتلال السعودي والخليفي ويحقق إنجازات كبرى بعد كل هذه التضحيات الجسام والشهداء والدماء الزاكيات ..
لقد أثبت شباب 14 فبراير مقاومة رائعة أفشلت كل رهان السلطة الخليفية وحلفائها وأسقطت دعوة الحوار التي تشدق بها الملك الغدار وسلطته الطاغوتية.
لقد إنشكف للشعب والعالم زيف إدعاءات الملك الطاغوت حمد الذي يدعي الخير لشعبنا وهو يوجه رصاص قواته لصدور شعبنا العارية مرة أخرى ولمدة يومين متواليين مما أدى إلى سقوط العديد من الجرحة وتخنق الغازات السامة التي أطلقتها قواته نسائنا فتسقط أم الشهيد الإسكافي شهيدة ، ويسقط العشرات جرحى بالرصاص المطاطي والحي والشوزن.
لقد فشلت السلطة في لجم ثورة الغضب بكل ما كانت تملك من وسائل قمعية ، وما زاد الإرهاب والقمع والتنكيل شعبنا إلا المزيد من الصبر والثبات والإصرار والإيمان بعدالة القضية والإصرار على خيار المقاومة المدنية حتى إسقاط النظام الخليفي الكافر.
أيها الشعب الثائر .. يا شباب ثورة 14 فبراير .. إننا نبارك لكم إستمرار ثورتكم وصبركم وإستقامتكم وشجاعتكم وإن الله سبحانه وتعالى سيجعل النصر حليفكم والهزيمة والخزي والعتار والشنار لأعدائكم .. فأصبروا وصابروا ورابطوا لكسر جبروت القمع الخليفي السعودي بمقاومتكم المدنية الباسلة وردوا كيده بمختلف الوسائل والإبداع الميداني.
مرة أخرى خرجتم بعد خروج متواصل منذ دخول القوات الغازية والمحتلة لأرضكم الطاهرة وكان خروجكم هذه المرة في الأول من يونية 2011م في هبة واحدة في كل القرى والمدن خصوصا في العاصمة المنامة يحمل رسالة واحدة الى السلطة وإلى من يراهنون على الحوار معها دون شروط مسبقة وخنعوا وقبلوا بالدعة متناسين دماء الشهداء وآهات الثكالى واليتامى والأرامل والمعتقلين بأنكم لن ترضوا بالحوار المفروض في ظل الحراب والإحتلال والقمع والإرهاب ، وإن كلمتكم الأولى والأخيرة وهتافاتكم تنادي بسقوط حمد الذي هو مصدر الشر والبلوى والديكتاتور الأرعن الذي لا زال يتفرعن ويصر على قتل الشعب ويطالب بالمزيد من الجيوش السعودية وقوات درع الجزيرة من أجل سفك المزيد من الدماء وزهق المزيد من أرواح الأبرياء.
لقد قلتم كلمتكم أنه لا حوار مع الطغمة الظالمة والفاسدة التي تحكم البلاد بالحديد والنار ولا حوار مع ملك طاغي يقتل شعبه بدم بارد فقد فقد الطاغية وحكمه الشرعية والمصداقية ولابد أن يذهب إلى مزبلة التاريخ.
لقد أصبح واضحا للعالم ولشعبنا بأن موضوع رفع حالة الطوارىء في البحرين لم يكن الا مسرحية ومناورة للإستهلاك المحلي والإقليمي والعالمي ، ولو كانت السلطة الخليفية في البحرين قد رفعت حالة الطوارىء حقيقة ، فلماذا إعتدت وبقسوة ووحشية وقوة مفرطة على المتظاهرين في يوم الأربعاء والخميس الأول والثاني من يونية؟! ، فقد أصيب المتظاهرين بالرصاص الحي والإنشطاري والرصاص المطاطي وإستخدمت السلطة الغازات السامة ومسيلات الدموع بغزارة وكثافة تامة؟؟!! مما أدى إلى إستشهاد الشهيدة الطاهرة زينب علي التاجر أم الشهيد الإسكافي شهيد إنتفاضة 1995م ، إثر إستنشافها غاز مسيل الدموع الخانق والتي ستشيع هذا اليوم الجمعة.
ونتساءل : لماذا التحشيدات والتعزيزات العسكرية السعودية التي جاءت بعد الإعلان عن رفع حالة الطوارىء في البلاد؟! . إن الحكم السعودي قد قرر البقاء في البحرين وأعطيت له قواعد عسكرية وثكنات لجنوده ودباباته ومدرعاته
أيها الشعب البحراني العظيم
يا شباب ثورة 14 فبراير المجيدة
إن الدعوة التي أطلقها ملك البحرين الطاغية حمد بن عيسى آل خليفة دعوة فاشلة مقدما ، لأنه لم يأتي بجديد ، فهو الآن ليس ملكا للبحرين وإنما موظف عند البلاط الملكي السعودي وبالتحديد موظيف عند الأمير نايف بن عبد العزيز الذي بعث بجيشه وجنوده الخاصين لإحتلال البحرين وإستباحتها والقيام بالمجازر والمذابح والجرائم بحق شعب البحرين الأعزل.
إن البحرين قد أصبحت بعد الإحتلال السعودي مقاطعة ومحافظة من محافظات السعودية "وأمن البحرين أصبح من أمن العرش السعودي" ، وآل خليفة أصبحوا رعايا لآل سعود عليهم السمع والطاعة حتى يبقوا حكاما على البحرين تحت الحماية والوصاية السعودية.
لذلك فإن خطاب فرعون البحرين جاء بطلب من أسياده السعوديين من أجل تخفيف الضغوط الدولية على حكومة آل خليفة ، خصوصا حكومة الولايات المتحدة التي تريد أن تصل إلى حل يرضي الشعب والمعارضة البحرينية من جهة ، ويرضي الحكومة السعودية وحكومة آل خليفة من جهة أخرى وتهدأ البحرين لأنها قلقة على مصالحها السياسية والأمنية والعسكرية في البحرين والمنطقة.
إن الحكم السعودي والحكم الخليفي وعلى الرغم من أنهم قاموا بالتعاون معا لإجهاض الثورة الشعبية السلمية والمطلبية إلا أنهم فشلوا فشلا ذريعا في إخماد الثورة ولهيبها ، بل أن الشعب البحراني وعلى الرغم من المداهمات والإعتقالات والتعذيب القاسي وإستباحة القرى والمدن وهدم المساجد والحسينيات والمظائف وقبور الصالحين وحرق المصحف الشريف ، إلا أنه بقي صامدا متحديا الإستبداد الداخلي والإحتلال الأجنبي لبلاده بعزيمة راسخة وشجاعة فائقة ، مما أحرج الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الخليجيين في المنطقة.
إن الأزمة السياسية الخانقة في البحرين أصبحت أكبر من حمد بن عيسى آل خليفة ورموز السلطة الخليفية فإدارة البحرين وسياساتها ومستقبلها يأتي من الرياض مباشرة ، حيث يستسلم الملك الموظف وأزلام السلطة الخليفية الأوامر من أسيادهم السعوديين لينفذوها ،لذلك فإننا رأينا خطاب حمد جاء بما يتوافق والسياسة السعودية ومصالحها ونفوذها ، خصوصا تعزيز بقاء خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء ، مما يعزز القناعة بأن المشروع الإصلاحي الذي طرحه لن يذهب إلى أبعد من هذه المساحة من الحريات والإصلاحات الشكلية وستبقى البحرين على ما عليه ملكية إستبدادية شمولية مطلقة.
يا شباب الثورة الأشاوس .. يا أصحاب الصفا .. ويا فرسان الهيجاء
إن الإستمرار في المظاهرات والمسيرات سوف يفشل المخطط السعودي الخليفي في البحرين ، هذا المخطط الرامي إلى الإبقاء على الوضع السياسي على ما هو عليه دون حدوث أي إصلاحيات سياسية ، بل أن الوضع سوف يذهب إلى أسوأ مما نحن عليه حاليا وعلى ما كان عليه قبل 14 فبراير.
إن المملكة السعودية تعيش في الفترة الراهنة وضعا سياسيا حرجا ، فهي قد خسرت حلفائها الأقوياء في منطقة الشرق الأوسط ، والثورة اليمنية تهدد أمنها وأمن العرش السعودي ، كما أن إستمرار الثورة البحرينية وإنتصارها سوف يؤدي إلى تهاوي العرش السعودي لا محالة أيضا وبإذن الله تعالى.
لذلك فإن أصحاب القرار في الحكم السعودي قرروا أن يبقوا على إحتلالهم للبحرين وأن يقفوا أمام أي إصلاحات سياسية يطالب بها الشعب البحريني أو أي إصلاحات ولو سطحية وشكلية تطالب بها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية ، وسوف يبذلون أكبر جهد في هذا السياق من أجل أن لا تحدث تحولات وإصلاحات سياسية جذرية في البحرين تهدد أمنهم وعرشهم المهتز.
إن السعودية سوف تبذل المال بالمليارات لتغري وترشي الولايات المتحدة والدول الأوربية من أجل أن يتخلوا عن البحرين ومطالب شعبها ، كما قاموا بعقد صفقة سياسية إبتدأت بليبيا وإمتدت إلى سورية ، حيث أن السعودية ودول الخليج تعهدوا للولايات المتحدة أن يدفعوا تكاليف الحرب على ليبيا وتعهدوا لتمويل المعارضة السورية من أجل إسقاط نظام حكم الرئيس بشار الأسد.
أيها الشباب الثوري .. يا شباب ثورة الكرامة
إن الإستمرار في الثورة والمظاهرات والمسيرات اليومية سوف يفشل دعوة الحوار الكاذب وسوف يفشل الدعوات السقيمة التي تطالب بالإصلاح من داخل النظام ، من الذين رفعوا شعار
"الشعب يريد إصلاح النظام".
إن شعبنا الثوري وشباب الثورة الأبطال لا زالوا يرفعون شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" .. و"لا حوار لا حوار حتى يسقط النظام" و"يسقط حمد .. يسقط حمد" وشعار "إرحل" إرحلوا".
إن وعيكم أيها الشعب وأيها الشباب سوف يفشل دعوات المثبطين وأصحاب الإيمان الضعيف بالله سبحانه وتعالى وبنصره ، من الذين تسكعوا على أبواب السفارة الأمريكية وغررهم جيفري فليمان في بداية الثورة بأن يوقفوا حركة الثورة ويهدأوا الأوضاع من أجل البدء بحوار في سقف الملكية الدستورية ، فقاموا ببذل جهد كبير في إيقاف حركة الثورة والحماس الثوري الذي شارف على الإنتصار ، وبعد ذلك خدعهم الرجل الشر فيلتمان المعروف برجل المؤامرات في الشرق الأوسط وإتفق مع أزلام الحكم الخليفي والسعودي بالتدخل العسكري لإنهاء الثورة القضاء عليها.
لقد قام جيفري فيلتمان بالتعاون مع الحكم السعودي والحكم الخليفي بإذكاء الفتنة الطائفية لضرب الشيعة بالسنة في البحرين والمنطقة ، ولأن يجر المنطقة إلى حرب طائفية بين إيران والسعودية والدول الخليجية ، لكن وعي شعبنا وإدراكه العميق للمؤامرات التي تحاك ضده وضد ثورته قد أفشلت المخططات الإستكبارية ومخططات السعودية الوهابية التكفيرية ومخططات آل خليفة وتلفزيون العورة في البحرين.
إن دعوة الحوار غير المشروط جاءت مخيبة للآمال لبعض الأجنحة في حكومة الولايات المتحدة التي طالبت السلطة الخليفية بإطلاق سراح قادة المعارضة قبل البدء بالإصلاحات السياسية في البلاد، وقد هددت هيلاري كلينتون السعودية بسحب قواتها من البحرين ، إلا أن السعودية لا زالت متزمتة في البقاء في البحرين وإحتلالها ضمانا لأمنها الإستراتيجي في البحرين والمنطقة.
إن بقاء القوات السعودية وقوات درع الجزيرة في البحرين يهدد الأمن القومي لكل من إيران والعراق وإن هاتين الدولتين لن تقبلا في نهاية المطاف ببقاء الإحتلال السعودي للبحرين الذي يهدد شعب البحرين بمذابح وجرائم وتطهير عرقي وطائفي ، لذلك فإن إيران والعراق في آخر المطاف سوف يهددان السعودية والحكم السعودي إما أن تخرج القوات السعودية الغازية من أرض البحرين والقيام بإصلاحات حقيقية لشعب البحرين أو إن ينتظروا عواقف وخيمة منها فيما نعتقد التهديد العسكري بتوجيه ضربات عسكرية موجعة للقوات السعودية في البحرين من أجل إخراج قواتها الغازية عنها بهدف تحرير شعب البحرين من أن يتعرض إلى مذابح جماعية أكبر وضمان الأمن القومي لهما.
إن إصرار الحكم السعودي في بقاء قواته في البحرين سوف يكون له عواقف وتبعات خطيرة ووخيمة على مستقبل المنطقة ، وإن الولايات المتحدة بعد ذلك لن يكون لها عذرا في مساندة الحكم السعودي والدفاع عنه بعد أن طالبته بالخروج الفوري من البحرين والبدء بإصلاحات سياسية بعد إطلاق سراح قادة المعارضة السياسية في البحرين.
الملك الطاغية بين مصالح الشعب وصراع التوازنات
لصالح الحكم السعودي والعائلة الخليفية
يا شباب ثورة 14 فبراير
إن خطاب الملك الغادر الداعي إلى مؤتمر للحوار لا يغني ولا يسمن من جوع ، وجاء بناء على نظرة إستعلائية تعود عليها شعبنا ، فآل خليفة معروفين ومنذ أن جاؤا إلى الحكم بأنهم قبيلة غازية محتلة جاءت من نجد في السعودية ولا تؤمن بأي نوع من أنواع الحكم الديمقراطي والمشاركة الشعبية ، وقد أقصت وهمشت شعب البحرين وقواه الوطنية منذ أكثر من خمسين عاما من قيام الإنتفاضة الشعبية الوطنية.
إن الإصلاحات التي تنادي بها السلطة الخليفية لا ترقى إلى ما طالبت به ثورة شباب 14 فبراير ولا حتى الورقة السياسية التي طرحتها الجمعيات السياسية وسلمتها لولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة والتي جوبهت بالرفض الكامل من قبل.
وخطاب الملك الجزار هذه المرة جاء أيضا للمراوغة والإلتفاف على مطالب الشعب ومحاولة التهدأة للثورة ، إلا أن شباب الثورة قد خيبوا ضنونه وآماله بخروجهم في كل أنحاء البحرين بمظاهرات عارمة قضت مضاجعه في أول يوم إدعى أنه قام بإلغاء قانون السلامة الوطنية.
إن قانون الطوارىء لا زال ساري المفعول وإن الجنود السعوديين قد قاموا بلبس الزي العسكري للجيش وقوات الحرس الوطني.
لقد بدأى الطاغية ضعيفا ومرتهنا لمراكز القوى في السعودية ومراكز القوى في عائلته ومصالحها في قبال مصالح شعب البحرين ، وأي حاكم أو ملك يضع مصالح المحتل ومصالح أفراد عائلته وينحاز إليهم في قبال مصير ومصالح وإرادة شعبه ، يبدو أنه غير جدير بإدارة بقالة عمومية فضلا عن إدارة بلد.
لقد بدى الملك وبوضوح تام بأنه مجرد واجهة لحاكم يعمل لحماية مصالح الحكم السعودي وعائلته خصوصا رئيس الوزراء في قبال مصالح وإرادة الشعب المطالب بحقوقه السياسية. ولقد بدى بأنه غير مؤهل لإدارة البلاد فضلا عن إدارة حوار وطني مزعوم بين مصالح المحتل السعودي وأجندته ومصالح عائلته الباطنية وإمتداداتها الظاهرية من مؤسسات وتجمعات طائفية وهيئات رسمية ومؤسسات أمنية ، وشعب البحرين بكل أطيافه السياسية والشعبية من جهة أخرى.
أؤلئك المعنيين بالحوار اليوم هم أؤلئك الذين جاء حمد بن عيسى بالجيوش الأجنبية والسعودية لقتلهم وذبحهم وقمع مطالبهم العادلة والمشروعة بحجة دفع الأخطار والتهديدات الخارجية التي يهيىء لها هؤلاء المحتجون ، فهل دعوته لهم للحوار اليوم تعني تخليه عن إتهامه لهم بالعمالة للأجنبي ؟! أم أن حمد سيقبل بالحوار مع شعبه العميل للأجانب؟!
لقد شاهد شعبنا الشجاع والمناضل والمجاهد الحوار الذي أجراه "تلفزيون العورة" مع القائمة بالأعمال الأمريكية في البحرين ، حيث إتهم تلفزيون آل خليفة القوى السياسية بالعمالة لإيران والإرتباط بحزب الله ، ولم يستثني حتى القيادات العلمائية ومنها الشيخ عيسى أحمد قاسم.
هل حمد بن عيسى مؤهل لأن يقود الدعوة إلى حوار مع وطني؟
إن السلطة الخليفية لا تؤمن بمبدأ الحوار على الإطلاق وبين الإيمان بمبدأ الحوار وثقافته وبين التوسل بالقمع للتعامل مع الشعب مسافة شاسعة ، هي المسافة بين شعب حمل الورود في إحتجاجاته السلمية والمطلبية وبين الرصاص الذي تلقته صدورهم العارية من قبل القوات المرتزقة وقوات الجيوش المحتلة والغازية التي إستدعتها السلطة لإجهاض الثورة.
بين هذا المبدأ ونقيضه من القمع والإرهاب والتنكيل تكمن المسافة الشاسعة بين الأدوات والأهداف أيضا ، فدعوة الملك الجزار إلى مؤتمر وحوار وطني تطرح العديد من النقاط المبهمة والتساؤلات المنطقية والأخلاقية وهي:
أولا : لقد بدى حمد الحلقة الأضعف في صراع التوازنات الداخلية والإقليمية والدولية بين مطالب الشعب ومصالح عائلته الحاكمة والمصالح الإستراتيجية للعرش السعودي ومصالح أسياده الأمريكان.
ففي الوقت الذي كان من المفترض أن يمثل فيه الملك دور الحامي والراعي لمصالح شعب البحرين بحكم موقعه ومسئوليته (المفترضة) أولا وأخيرا ، فقد بدى الرجل ضعيفا مرتهنا لمراكز القوى في الرياض أولا ومصالح عائلته وفسادها التي إنحاز إليها في قبال مصير ومصالح الشعب وإرادته ، فأوضح بأنه مجرد موظف عند البلاط السعودي الذي أصدر أوامره له ببقاء الوضع السياسي على ما هو عليه وببقاء عمه خليفة بن سلمان في رئاسة الوزراء والقيام بإصلاحات شكلية وصورية كما قام بها في بداية الثورة من تغيير بعض الوزراء.
إن شعبنا لن يقبل بأي دعوة للحوار في ظل تواجد الجيوش الأجنبية الغازية والمحتلة لبلاده ، الجيوش التي جاء بها الملك السفاك لقمع الشعب والتي أصبحت عليه عار وشنار من العيار الثقيل سيذكره التاريخ ويخلده في سجله وسجل عائلته الأسود الحافل بالظلم والإرهاب والقمع.
لقد قام الملك الطاغية في فترة حكمه الأسود بخيانة عظمى الأولى الإنقلاب على الدستور العقدي لعام 1973م في بداية ما زعم بمشروعه الإصلاحي وفرضه دستور عام 2002م الذي حكم بموجبه البلاد في ظل ملكية شمولية إستبدادية مطلقة ، والخيانة الثانية هو قيامه بالسماح للجيوش الأجنبية بالتدخل وإحتلال البحرين وأن تصبح البلاد مقاطعة ومحافظة من محافظات العرش السعودي فاقدة للسيادة وأصبح هو موظفا عند العرش السعودي وبالتحديد عند الأمير نايف بن عبد العزيز.
لقد خان الملك السفاك كل الأعراف والقوانين والمعايير الدولية بمجيئة بالمرتزقة المجنسين والجيوش الأجنبية لقمع شعبنا وإستعان لقتلنا بهؤلاء المرتزقة والبلطجية الذين يشكلون غالبية قواه الأمنية مما يعكس حالة من إنعدام الثقة بينه وبين الشعب ، فهو الذي لا يأمن على نفسه من أبناء الطائفة السنية الذين هم في الجيش والأمن وإستعان على حفظ قصوره بحرس من المغرب وغيرها من البلدان ، من الرجال والنساء كيف يمكنه أن يصبح جديرا بالمواطنة فضلا عن جدارته بالحديث عن الحوار؟.
إن آل خليفة لا يؤمنون على الإطلاق بالحوار مع الشعب وتجربة الملك الفاشلة تدلل على ذلك فهو وبعد أن خان العهد والميثاق مع العلامة الشيخ عبد الأمير الجمري (رضوان الله تعالى عليه ) والاستاذ عبد الوهاب حسين والشيخ حسن مشيمع الذي تم في عام 2000م ، وقام بفرض دستور المنحة ،لم يقبل بعد ذلك بأي حوار مع القوى السياسية والرموز وبقى مصرا على تصوراته لمشروعه الإصلاحي في ظل ملكية إستبدادية كاملة الصلاحيات له وخالية من أي صلاحيات للشعب والمجلس النيابي.
وبين الإيمان بمبدأ الحوار والرضوخ للإملاءات والضغوط الأمريكية فرق كبير وعميق ، وموقف الملك وعائلته وسلطته من مبدأ الحوار بدى واضحا في رفضهم المستمر والقاطع للحوار منذ اليوم الأول لمجيئهم على الحكم وفي ظل الدولة المدنية المعاصرة حيث رفضوا كل مبادرات الحوار وقد صرحوا مرارا ، وحوارهم هو مواجهة الشعب بالرصاص والحديد والنار والتعذيب ، فهل يمكن أن يكون الملك جديرا بالحوار هذه المرة ،وهو قد خان العهود والمواثيق في الحوار الأول مع المعارضة في بداية العهد الملكي لحكمه ؟؟!!.
الحوار يحتاج إلى أساس ودعائم ولو بسيطة من الثقة حتى يمكن الإعتداد عليه للتأسيس لأي نوع من الحوار ، لكن يبدو أن ملك البحرين وعائلته غدروا بالشعب بعد ثورة 14 فبراير ولأكثر من مرة وبدوا مستعدين للتضحية بالسلم الأهلي بين أبناء البحرين من أجل الحفاظ على مصالحهم والحفاظ على كرسي العرش ، فلقد إستخدمت السلطة وبصورة قبيحة الورقة الطائفية ونفث سمومها من خلال أجهزة إعلامها من "تلفزيون العورة" وصحف وأقلام صفراء وأسقطت من خلال تلك الأدوات الرسمية ومن خلال قواها الأمنية وجيوشها الطائفية حرمة دماء وأعراض ومقدسات غالبية أبناء البحرين من أبناء الطائفة الشيعية الذين هم أبناء البلد الأصليين ، وكانت النتيجة القتل على الهوية وهدم المساجد والحسينيات والتكفير وهتك الأعراض والكثير من الإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي أفرزها الإستخدام الموجه لورقة الطائفية ، فهل من كفًر شعبه وهدم مقدساتهم وهتك أعراضهم جدير بأن يكون مسؤولا عن أمنهم وصيانة أعراضهم ومقدساتهم وحقوقهم فضلا عن أن يكون جديرا بإدارة حوار معهم أو بينهم؟؟!!.
في خطأ إستراتيجي سابق وحسن نية وحسن ظن من بعض القيادات الدينية والشعبية (الذين كانوا قيادات الحركة والمعارضة الدستورية لإنتفاضة 1994 – 2000م) في السجن آنذاك ، دخل هؤلاء في تجربة حوار سابقا مع السلطة أفضى إلى تعهدات مكتوبة ومنطوقة من قبل الملك نفسه على نفسه ، إلا أن هذا الحاكم الظالم لم يحترم تعهداته ولا مواثيقه وإنقلب عليها وسد الأبواب أمام المطالبة بها وإختبىء خلف جدار طائفي ومصلحي أقامه لنفسه وعائلته في المؤسسات الدستورية المزعومة التي أفرزها ذلك الحوار من أجل عدم الإيفاء بأي من تعهداته ، بل زاد على ذلك بإستصدار العديد من القوانين بمراسيم ملكية التي أضاعت دماء الشهداء وصادرت الحقوق وتجاوزت التضحيات عبر تلك المؤسسات خصوصا التغاضي عن جرائم جهاز أمن الدولة والعفو عن المعذبين ، فهل يمكن هذه المرة أيضا الوثوق بمن خان تعهداته سابقا؟! وهل على شعب البحرين أن يدخل مرة أخرى في حوار مزعوم عبر مؤسسات (الهيئة التشريعية والهيئة التنفيذية) وهي جزء من المشكلة وجزء من الصراع بين الشعب والعائلة الحاكمة، أم أن عليه أن يخوض الحوار مع أطراف طائفية طارئة ومفتعلة لهذا الدور الجديد مثل (جماعة التجمع الوطني للطائفي الحاقد عبد اللطيف المحمود) في إطار إصطفاف طائفي على غرار الإصطفاف الذي خلقته السلطة في مؤسستها التشريعية والدستورية المعوقة السابقة بين نواب الشعب ونواب السلطة مثل السعيدي ومحمد خالد؟.
هل يمكن الحديث عن حوار في الوقت الذي يتم تغييب قادة الشعب مثل العلامة الشيخ محمد علي المحفوظ والشيخ حسن مشيمع والإستاذ عبد الوهاب حسين والإستاذ عبد الجليل السنكيس والإستاذ إبراهيم شريف وغيرهم من القيادات الدينية والسياسية في عقر السجون والمعتقلات الرهيبة؟؟!!.
إن هذه السلطة لا تريد أن تسمع إلا صوتها في هذا الحوار ، ولو ضعفت السلطة أمام المراقبة الدولية والعالمية لتجاوزاتها ، لرأينا كل قيادات جمعية الوفاق الوطني الإسلامية التي تراهن على الحوار والإصلاح والمشروع الإصلاحي خلف القضيان ، فأي نوع من الحوار تقصد به هذه السلطة ؟!!.
وفي ضل وجود قوى وجيوش أجنبية على أرض البحرين ، لا يضمن إستقلال إرادة السلطة ولا سلامتها من التدخل الخارجي ، وعلى السلطة أن تخرج هذه الجيوش من البلاد أولا كإثبات حسن نيتها ومن أجل التدليل على الإيمان بمبدأ الحوار والتدليل على الإستقلالية ، وإلا فشعب البحرين ليس ملزما بالحوار مع أو تحت مظلة سلطات لا تملك قرارها الوطني وقرارها مرهون لقوى وجيوش أجنبية محتلة وغازية لأراضينا.
وكما أسلفنا فإن أمن البحرين من أمن العرش السعودي ، وإن الماسك بزمام الأمور هم الحكام السعوديين الذين يرون أن أمنهم يقتضي بقاء جيوشهم على أرض البحرين ولا إصلاحات جوهرية تمس الوزارات السيادية في البحرين ولا تغيير لرئيس الوزراء وإنما إصلاحات شكلية على الشعب أن يقبل بها لأن الرياض هكذا ترى.
ولابد أن نذكر بأن شعب البحرين هو مصدر السلطات وأساسها ، ولا يمكن لأي سلطة أو أية عائلة ومصالحها وجيوشها وبلطجيتها وكل إمتداداتها المفتعلة أن تكون ندا له أو في مقابله فهو صاحب الأرض وهم أبنائه الأصليين وهم الأغلبية وقد قالوا كلمتهم منذ إندلاع الثورة حتى الآن بهتافاتهم الثورية لا حوار لا حوار حتى يسقط النظام .. والشعب يريد إسقاط النظام .. ويسقط حمد .. يسقط حمد.
إن المقدسات والأعراض المنتهكة والمدنسة ، والدماء المباحة ، لا يملك كائنا من كان تجاوزها أو التسامح فيها والعفو عن مرتكبيها ، ولا يمكن الحديث عن أصحابها إلا في الدعوة للقصاص ممن دعى ومن هيأ ومن فعل ومن شارك ومن حرض على إنتهاكها وإستباحتها كائنا من كان ملكا أو عبدا رئيسا أو مرؤوسا. وإن شعب البحرين والمعارضة السياسية ومعها المناصرون لمظلومية شعب البحرين ماضون قدما في تقديم ملك البحرين ووزرائه وأعوانه وقائد قوات درع الجزيرة إلى المحاكم الجنائية الدولية في لاهاي وفي أكثر من محكمة جنائية دولية ولن يفلتوا هذه المرة من العقاب بإذن الله تعالى.
والذين يدعون أنهم يحتضنون المشروع الإصلاحي ويدافعون عنه حتى لو تنازل أي طرف عنه عليهم أن يعرفوا بأن الشارع قد تجاوزهم منذ إندلاع ثورة الغضب في 14 فبراير ، وإن سعيهم الحثيث بتسلق الثورة والإلتفاف عليها وتحوير شعاراتها الثورية لن يجدي نفعا فالشعب لا يؤمن بالمشروع الإصلاحي ولا يؤمن بشعار "الشعب يريد إصلاح النظام" ، هذا الشعار الذي يمقته الشعب ويسخر منه وشعبنا وشبابنا هتافاتهم وشعاراتهم وما يكتبونه على البنرات واللوحات كله كان يا آل خليفة إرحلوا ويسقط حمد والموت لآل خليفة والشعب يريد إسقاط النظام ، ونتحداهم أن نرى في أيدي الشعب وفي بنراته شعارات تنادي بالملكية الدستورية والإصلاحات السياسية تحت مظلة السلطة الخليفية وشعار "الشعب يريد إصلاح النظام".
إن الذين يدعون بأن غالبية الجمعيات السياسية والغالبية من أبناء شعب البحرين مع مشروعهم الإصلاحي ومطالباتهم السياسية في ملكية دستورية متطورة وحكم مدني عليهم أن يثبتوا ذلك عمليا ، وشعبنا ومنذ اليوم الأول لشهر يونية فند كل هذه الإدعاءات والأقاويل التي تقال بإسمه من أجل مصالح سياسية حزبية ضيقة.
إن مؤتمر الحوار الذي دعى اليه فرعون البحرين مؤتمرا فاسدا ولن يحقق مطالب شعب البحرين المشروعة وإن شعبنا سيستمر في تظاهراته السلمية حتى تحقق مطالبه التي خرج من أجلها.
إن شعبنا لا ولن يهتم بمناورات السلطة وملكها الغادر ، فالمناورة السياسية (مؤتمر الحوار) لا تعني للشعب شيئا ، وهو ماض في مشروعه الأساس الذي هو رحيل العائلة الخليفية من خلال مواصلته للمظاهرات والمواجهات السلمية.
إن المؤتمر الذي سيدعو 10 جمعيات سنية للمشاركة فيه و 5 جعيات مختلطة وجمعيتان تحت رهن الإعتقال ، هو في وضع غير متزن وليس مؤهلا للحوار. إن المظاهرات سوف تستمر بشكل يومي في المرحلة المقبلة والذي سترافقه تغطيات إعلاية لكل الأحداث مع كشف الجرائم التي يرتكبها الإحتلال السعودي وقوات السلطة الخليفية من المرتزقة وسوف يتمكن شعبنا من فرض الواقع السياسي الذي يطالب به وإفشال دعوات الحوار الفاشلة العقيمة والسقيمة.
إن إصرار شعبنا وشباب ثورة 14 فبراير على التظاهر للمطالبة بحقوقه السياسية ، قد أجبر الإحتلال السعودي على التخفي وإرتداء زي الحرس الوطني كما أبدلت قوات الدفاع ملابسها بزي القوات الأمنية وإنتشرت بشكل مكثف في جميع مناطق البحرين. إن السلطة الخليفية سلطة فاسدة ومفسدة ولا تلتزم بالقوانين التي تنص على حق التظاهر السلمي.
إن حركة شعبنا حركة وطنية بعيدة كل البعد عن محرك خارجي والنفس الطائفي وإن دعايات السلطة الخليفية وتلفزيون "العورة" دعايات مغرضة ضد تحركنا من أجل حقوقنا السياسية المغتصبة لأكثر من خمسين عاما ، وكلما تحرك شعبنا الأبي خلال العقود الماضية لنيل حقوقه نرى آلة القمع من قبل السلطة والقتل والسجن ومن ثم الدعاية الحكومة بوجود محرك خارجي ومزاعم الفتنة الطائفية لشعب البحرين وتحمل الآخرين مسؤولية الأوضاع في حين أن السلطة هي التي تؤجج الفتنة الطائفية وتفتح باب التدخل الخارجي عندما تستعين بالمجنسين من شذاذ الآفاق والمرتزقة والقوات السعودية وقوات درع الجزيرة الغازية والمحتلة وكلنا يعلم أن البحرين أصبحت محتلة من قبل النظام السعودي وأن حكام آل خليفة دمى تحركهم السعودية وأمريكا.
وأخيرا إن على شعبنا الذي قدم التضحيات الجسام وقدم الشهداء والجرحى والمعوقين والمفقودين والألآف من المعتقلين وهتكت أعراضه ودنست حرماته ومقدساته أن يبقى صامدا وثابتا ومستمرا في ثورته السلمية ومقاومته للإحتلال السعودي ولا يتنازل عن مطالبه العادلة والمشروعة في رحيل آل خليفة عن البحرين مهما كلف الثمن وإن النصر الإلهي قادم بإذن الله ولن تستطع السعودية أن تبقي قواتها لأكثر مما أبقتها كما أن الحكم الخليفي الطاغوتي لن يستطع أن يستمر في قمع الشعب وإرتكاب جرائم ومجازر أكثر مما إرتكب وهو يواجه ضغوط دولية وإقليمية ويواجه ضغوط من قبل المجتمع الدولي والإتحاد والبرلمان الأوربي ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة.
فأصبروا وصابروا فالنصر حليفنا وسوف يسقط الحكم الخليفي ويولي إلى مزبلة التاريخ فالثورة العربية الكبرى والصحوة الإسلامية سوف تزيل عرش الطاغوت الخليفي والعرش السعودي بإذن الله تعالى.
أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين
البحرين – المنامة – 3 يونية 2011م
غرة رجب المرجب 1432هجري
فأمن البحرين من أمن العرش السعودي
عائدون يا ميدان الشهادة .. فقد إنتهى حكم آل خليفة ولا مكان للتراجع
بمناسبة إستمرار المظاهرات والمسيرات الشعبية والثورية لشعب البحرين وشباب ثورة 14فبراير التي إنطلقت عصر أمس الأربعاء والتي أطلق عليها مسيرات العودة إلى ميدان الشهادة ، وكذلك تعليقا على دعوة الحوار وما أطلق عليه بـ"مؤتمر الحوار" التي أطلقها ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أصدر أنصار ثورة 14 فبراير بيانا هاما أوضحوا وبينوا فيه مواقفهم من الأحداث والمستجدات على الساحة الداخلية والإقليمية والدولية وإليكم نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية إجلال وإكبار لشعبنا البطل وشبابنا البوسل .. شعب التغيير وثورة الغضب للإصلاح السياسي الجذري .. تحية إلى الشعب الذي أثبت أنه مصمم على التغيير وإسقاط الإحتلال السعودي والخليفي ويحقق إنجازات كبرى بعد كل هذه التضحيات الجسام والشهداء والدماء الزاكيات ..
لقد أثبت شباب 14 فبراير مقاومة رائعة أفشلت كل رهان السلطة الخليفية وحلفائها وأسقطت دعوة الحوار التي تشدق بها الملك الغدار وسلطته الطاغوتية.
لقد إنشكف للشعب والعالم زيف إدعاءات الملك الطاغوت حمد الذي يدعي الخير لشعبنا وهو يوجه رصاص قواته لصدور شعبنا العارية مرة أخرى ولمدة يومين متواليين مما أدى إلى سقوط العديد من الجرحة وتخنق الغازات السامة التي أطلقتها قواته نسائنا فتسقط أم الشهيد الإسكافي شهيدة ، ويسقط العشرات جرحى بالرصاص المطاطي والحي والشوزن.
لقد فشلت السلطة في لجم ثورة الغضب بكل ما كانت تملك من وسائل قمعية ، وما زاد الإرهاب والقمع والتنكيل شعبنا إلا المزيد من الصبر والثبات والإصرار والإيمان بعدالة القضية والإصرار على خيار المقاومة المدنية حتى إسقاط النظام الخليفي الكافر.
أيها الشعب الثائر .. يا شباب ثورة 14 فبراير .. إننا نبارك لكم إستمرار ثورتكم وصبركم وإستقامتكم وشجاعتكم وإن الله سبحانه وتعالى سيجعل النصر حليفكم والهزيمة والخزي والعتار والشنار لأعدائكم .. فأصبروا وصابروا ورابطوا لكسر جبروت القمع الخليفي السعودي بمقاومتكم المدنية الباسلة وردوا كيده بمختلف الوسائل والإبداع الميداني.
مرة أخرى خرجتم بعد خروج متواصل منذ دخول القوات الغازية والمحتلة لأرضكم الطاهرة وكان خروجكم هذه المرة في الأول من يونية 2011م في هبة واحدة في كل القرى والمدن خصوصا في العاصمة المنامة يحمل رسالة واحدة الى السلطة وإلى من يراهنون على الحوار معها دون شروط مسبقة وخنعوا وقبلوا بالدعة متناسين دماء الشهداء وآهات الثكالى واليتامى والأرامل والمعتقلين بأنكم لن ترضوا بالحوار المفروض في ظل الحراب والإحتلال والقمع والإرهاب ، وإن كلمتكم الأولى والأخيرة وهتافاتكم تنادي بسقوط حمد الذي هو مصدر الشر والبلوى والديكتاتور الأرعن الذي لا زال يتفرعن ويصر على قتل الشعب ويطالب بالمزيد من الجيوش السعودية وقوات درع الجزيرة من أجل سفك المزيد من الدماء وزهق المزيد من أرواح الأبرياء.
لقد قلتم كلمتكم أنه لا حوار مع الطغمة الظالمة والفاسدة التي تحكم البلاد بالحديد والنار ولا حوار مع ملك طاغي يقتل شعبه بدم بارد فقد فقد الطاغية وحكمه الشرعية والمصداقية ولابد أن يذهب إلى مزبلة التاريخ.
لقد أصبح واضحا للعالم ولشعبنا بأن موضوع رفع حالة الطوارىء في البحرين لم يكن الا مسرحية ومناورة للإستهلاك المحلي والإقليمي والعالمي ، ولو كانت السلطة الخليفية في البحرين قد رفعت حالة الطوارىء حقيقة ، فلماذا إعتدت وبقسوة ووحشية وقوة مفرطة على المتظاهرين في يوم الأربعاء والخميس الأول والثاني من يونية؟! ، فقد أصيب المتظاهرين بالرصاص الحي والإنشطاري والرصاص المطاطي وإستخدمت السلطة الغازات السامة ومسيلات الدموع بغزارة وكثافة تامة؟؟!! مما أدى إلى إستشهاد الشهيدة الطاهرة زينب علي التاجر أم الشهيد الإسكافي شهيد إنتفاضة 1995م ، إثر إستنشافها غاز مسيل الدموع الخانق والتي ستشيع هذا اليوم الجمعة.
ونتساءل : لماذا التحشيدات والتعزيزات العسكرية السعودية التي جاءت بعد الإعلان عن رفع حالة الطوارىء في البلاد؟! . إن الحكم السعودي قد قرر البقاء في البحرين وأعطيت له قواعد عسكرية وثكنات لجنوده ودباباته ومدرعاته
أيها الشعب البحراني العظيم
يا شباب ثورة 14 فبراير المجيدة
إن الدعوة التي أطلقها ملك البحرين الطاغية حمد بن عيسى آل خليفة دعوة فاشلة مقدما ، لأنه لم يأتي بجديد ، فهو الآن ليس ملكا للبحرين وإنما موظف عند البلاط الملكي السعودي وبالتحديد موظيف عند الأمير نايف بن عبد العزيز الذي بعث بجيشه وجنوده الخاصين لإحتلال البحرين وإستباحتها والقيام بالمجازر والمذابح والجرائم بحق شعب البحرين الأعزل.
إن البحرين قد أصبحت بعد الإحتلال السعودي مقاطعة ومحافظة من محافظات السعودية "وأمن البحرين أصبح من أمن العرش السعودي" ، وآل خليفة أصبحوا رعايا لآل سعود عليهم السمع والطاعة حتى يبقوا حكاما على البحرين تحت الحماية والوصاية السعودية.
لذلك فإن خطاب فرعون البحرين جاء بطلب من أسياده السعوديين من أجل تخفيف الضغوط الدولية على حكومة آل خليفة ، خصوصا حكومة الولايات المتحدة التي تريد أن تصل إلى حل يرضي الشعب والمعارضة البحرينية من جهة ، ويرضي الحكومة السعودية وحكومة آل خليفة من جهة أخرى وتهدأ البحرين لأنها قلقة على مصالحها السياسية والأمنية والعسكرية في البحرين والمنطقة.
إن الحكم السعودي والحكم الخليفي وعلى الرغم من أنهم قاموا بالتعاون معا لإجهاض الثورة الشعبية السلمية والمطلبية إلا أنهم فشلوا فشلا ذريعا في إخماد الثورة ولهيبها ، بل أن الشعب البحراني وعلى الرغم من المداهمات والإعتقالات والتعذيب القاسي وإستباحة القرى والمدن وهدم المساجد والحسينيات والمظائف وقبور الصالحين وحرق المصحف الشريف ، إلا أنه بقي صامدا متحديا الإستبداد الداخلي والإحتلال الأجنبي لبلاده بعزيمة راسخة وشجاعة فائقة ، مما أحرج الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الخليجيين في المنطقة.
إن الأزمة السياسية الخانقة في البحرين أصبحت أكبر من حمد بن عيسى آل خليفة ورموز السلطة الخليفية فإدارة البحرين وسياساتها ومستقبلها يأتي من الرياض مباشرة ، حيث يستسلم الملك الموظف وأزلام السلطة الخليفية الأوامر من أسيادهم السعوديين لينفذوها ،لذلك فإننا رأينا خطاب حمد جاء بما يتوافق والسياسة السعودية ومصالحها ونفوذها ، خصوصا تعزيز بقاء خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء ، مما يعزز القناعة بأن المشروع الإصلاحي الذي طرحه لن يذهب إلى أبعد من هذه المساحة من الحريات والإصلاحات الشكلية وستبقى البحرين على ما عليه ملكية إستبدادية شمولية مطلقة.
يا شباب الثورة الأشاوس .. يا أصحاب الصفا .. ويا فرسان الهيجاء
إن الإستمرار في المظاهرات والمسيرات سوف يفشل المخطط السعودي الخليفي في البحرين ، هذا المخطط الرامي إلى الإبقاء على الوضع السياسي على ما هو عليه دون حدوث أي إصلاحيات سياسية ، بل أن الوضع سوف يذهب إلى أسوأ مما نحن عليه حاليا وعلى ما كان عليه قبل 14 فبراير.
إن المملكة السعودية تعيش في الفترة الراهنة وضعا سياسيا حرجا ، فهي قد خسرت حلفائها الأقوياء في منطقة الشرق الأوسط ، والثورة اليمنية تهدد أمنها وأمن العرش السعودي ، كما أن إستمرار الثورة البحرينية وإنتصارها سوف يؤدي إلى تهاوي العرش السعودي لا محالة أيضا وبإذن الله تعالى.
لذلك فإن أصحاب القرار في الحكم السعودي قرروا أن يبقوا على إحتلالهم للبحرين وأن يقفوا أمام أي إصلاحات سياسية يطالب بها الشعب البحريني أو أي إصلاحات ولو سطحية وشكلية تطالب بها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية ، وسوف يبذلون أكبر جهد في هذا السياق من أجل أن لا تحدث تحولات وإصلاحات سياسية جذرية في البحرين تهدد أمنهم وعرشهم المهتز.
إن السعودية سوف تبذل المال بالمليارات لتغري وترشي الولايات المتحدة والدول الأوربية من أجل أن يتخلوا عن البحرين ومطالب شعبها ، كما قاموا بعقد صفقة سياسية إبتدأت بليبيا وإمتدت إلى سورية ، حيث أن السعودية ودول الخليج تعهدوا للولايات المتحدة أن يدفعوا تكاليف الحرب على ليبيا وتعهدوا لتمويل المعارضة السورية من أجل إسقاط نظام حكم الرئيس بشار الأسد.
أيها الشباب الثوري .. يا شباب ثورة الكرامة
إن الإستمرار في الثورة والمظاهرات والمسيرات اليومية سوف يفشل دعوة الحوار الكاذب وسوف يفشل الدعوات السقيمة التي تطالب بالإصلاح من داخل النظام ، من الذين رفعوا شعار
"الشعب يريد إصلاح النظام".
إن شعبنا الثوري وشباب الثورة الأبطال لا زالوا يرفعون شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" .. و"لا حوار لا حوار حتى يسقط النظام" و"يسقط حمد .. يسقط حمد" وشعار "إرحل" إرحلوا".
إن وعيكم أيها الشعب وأيها الشباب سوف يفشل دعوات المثبطين وأصحاب الإيمان الضعيف بالله سبحانه وتعالى وبنصره ، من الذين تسكعوا على أبواب السفارة الأمريكية وغررهم جيفري فليمان في بداية الثورة بأن يوقفوا حركة الثورة ويهدأوا الأوضاع من أجل البدء بحوار في سقف الملكية الدستورية ، فقاموا ببذل جهد كبير في إيقاف حركة الثورة والحماس الثوري الذي شارف على الإنتصار ، وبعد ذلك خدعهم الرجل الشر فيلتمان المعروف برجل المؤامرات في الشرق الأوسط وإتفق مع أزلام الحكم الخليفي والسعودي بالتدخل العسكري لإنهاء الثورة القضاء عليها.
لقد قام جيفري فيلتمان بالتعاون مع الحكم السعودي والحكم الخليفي بإذكاء الفتنة الطائفية لضرب الشيعة بالسنة في البحرين والمنطقة ، ولأن يجر المنطقة إلى حرب طائفية بين إيران والسعودية والدول الخليجية ، لكن وعي شعبنا وإدراكه العميق للمؤامرات التي تحاك ضده وضد ثورته قد أفشلت المخططات الإستكبارية ومخططات السعودية الوهابية التكفيرية ومخططات آل خليفة وتلفزيون العورة في البحرين.
إن دعوة الحوار غير المشروط جاءت مخيبة للآمال لبعض الأجنحة في حكومة الولايات المتحدة التي طالبت السلطة الخليفية بإطلاق سراح قادة المعارضة قبل البدء بالإصلاحات السياسية في البلاد، وقد هددت هيلاري كلينتون السعودية بسحب قواتها من البحرين ، إلا أن السعودية لا زالت متزمتة في البقاء في البحرين وإحتلالها ضمانا لأمنها الإستراتيجي في البحرين والمنطقة.
إن بقاء القوات السعودية وقوات درع الجزيرة في البحرين يهدد الأمن القومي لكل من إيران والعراق وإن هاتين الدولتين لن تقبلا في نهاية المطاف ببقاء الإحتلال السعودي للبحرين الذي يهدد شعب البحرين بمذابح وجرائم وتطهير عرقي وطائفي ، لذلك فإن إيران والعراق في آخر المطاف سوف يهددان السعودية والحكم السعودي إما أن تخرج القوات السعودية الغازية من أرض البحرين والقيام بإصلاحات حقيقية لشعب البحرين أو إن ينتظروا عواقف وخيمة منها فيما نعتقد التهديد العسكري بتوجيه ضربات عسكرية موجعة للقوات السعودية في البحرين من أجل إخراج قواتها الغازية عنها بهدف تحرير شعب البحرين من أن يتعرض إلى مذابح جماعية أكبر وضمان الأمن القومي لهما.
إن إصرار الحكم السعودي في بقاء قواته في البحرين سوف يكون له عواقف وتبعات خطيرة ووخيمة على مستقبل المنطقة ، وإن الولايات المتحدة بعد ذلك لن يكون لها عذرا في مساندة الحكم السعودي والدفاع عنه بعد أن طالبته بالخروج الفوري من البحرين والبدء بإصلاحات سياسية بعد إطلاق سراح قادة المعارضة السياسية في البحرين.
الملك الطاغية بين مصالح الشعب وصراع التوازنات
لصالح الحكم السعودي والعائلة الخليفية
يا شباب ثورة 14 فبراير
إن خطاب الملك الغادر الداعي إلى مؤتمر للحوار لا يغني ولا يسمن من جوع ، وجاء بناء على نظرة إستعلائية تعود عليها شعبنا ، فآل خليفة معروفين ومنذ أن جاؤا إلى الحكم بأنهم قبيلة غازية محتلة جاءت من نجد في السعودية ولا تؤمن بأي نوع من أنواع الحكم الديمقراطي والمشاركة الشعبية ، وقد أقصت وهمشت شعب البحرين وقواه الوطنية منذ أكثر من خمسين عاما من قيام الإنتفاضة الشعبية الوطنية.
إن الإصلاحات التي تنادي بها السلطة الخليفية لا ترقى إلى ما طالبت به ثورة شباب 14 فبراير ولا حتى الورقة السياسية التي طرحتها الجمعيات السياسية وسلمتها لولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة والتي جوبهت بالرفض الكامل من قبل.
وخطاب الملك الجزار هذه المرة جاء أيضا للمراوغة والإلتفاف على مطالب الشعب ومحاولة التهدأة للثورة ، إلا أن شباب الثورة قد خيبوا ضنونه وآماله بخروجهم في كل أنحاء البحرين بمظاهرات عارمة قضت مضاجعه في أول يوم إدعى أنه قام بإلغاء قانون السلامة الوطنية.
إن قانون الطوارىء لا زال ساري المفعول وإن الجنود السعوديين قد قاموا بلبس الزي العسكري للجيش وقوات الحرس الوطني.
لقد بدأى الطاغية ضعيفا ومرتهنا لمراكز القوى في السعودية ومراكز القوى في عائلته ومصالحها في قبال مصالح شعب البحرين ، وأي حاكم أو ملك يضع مصالح المحتل ومصالح أفراد عائلته وينحاز إليهم في قبال مصير ومصالح وإرادة شعبه ، يبدو أنه غير جدير بإدارة بقالة عمومية فضلا عن إدارة بلد.
لقد بدى الملك وبوضوح تام بأنه مجرد واجهة لحاكم يعمل لحماية مصالح الحكم السعودي وعائلته خصوصا رئيس الوزراء في قبال مصالح وإرادة الشعب المطالب بحقوقه السياسية. ولقد بدى بأنه غير مؤهل لإدارة البلاد فضلا عن إدارة حوار وطني مزعوم بين مصالح المحتل السعودي وأجندته ومصالح عائلته الباطنية وإمتداداتها الظاهرية من مؤسسات وتجمعات طائفية وهيئات رسمية ومؤسسات أمنية ، وشعب البحرين بكل أطيافه السياسية والشعبية من جهة أخرى.
أؤلئك المعنيين بالحوار اليوم هم أؤلئك الذين جاء حمد بن عيسى بالجيوش الأجنبية والسعودية لقتلهم وذبحهم وقمع مطالبهم العادلة والمشروعة بحجة دفع الأخطار والتهديدات الخارجية التي يهيىء لها هؤلاء المحتجون ، فهل دعوته لهم للحوار اليوم تعني تخليه عن إتهامه لهم بالعمالة للأجنبي ؟! أم أن حمد سيقبل بالحوار مع شعبه العميل للأجانب؟!
لقد شاهد شعبنا الشجاع والمناضل والمجاهد الحوار الذي أجراه "تلفزيون العورة" مع القائمة بالأعمال الأمريكية في البحرين ، حيث إتهم تلفزيون آل خليفة القوى السياسية بالعمالة لإيران والإرتباط بحزب الله ، ولم يستثني حتى القيادات العلمائية ومنها الشيخ عيسى أحمد قاسم.
هل حمد بن عيسى مؤهل لأن يقود الدعوة إلى حوار مع وطني؟
إن السلطة الخليفية لا تؤمن بمبدأ الحوار على الإطلاق وبين الإيمان بمبدأ الحوار وثقافته وبين التوسل بالقمع للتعامل مع الشعب مسافة شاسعة ، هي المسافة بين شعب حمل الورود في إحتجاجاته السلمية والمطلبية وبين الرصاص الذي تلقته صدورهم العارية من قبل القوات المرتزقة وقوات الجيوش المحتلة والغازية التي إستدعتها السلطة لإجهاض الثورة.
بين هذا المبدأ ونقيضه من القمع والإرهاب والتنكيل تكمن المسافة الشاسعة بين الأدوات والأهداف أيضا ، فدعوة الملك الجزار إلى مؤتمر وحوار وطني تطرح العديد من النقاط المبهمة والتساؤلات المنطقية والأخلاقية وهي:
أولا : لقد بدى حمد الحلقة الأضعف في صراع التوازنات الداخلية والإقليمية والدولية بين مطالب الشعب ومصالح عائلته الحاكمة والمصالح الإستراتيجية للعرش السعودي ومصالح أسياده الأمريكان.
ففي الوقت الذي كان من المفترض أن يمثل فيه الملك دور الحامي والراعي لمصالح شعب البحرين بحكم موقعه ومسئوليته (المفترضة) أولا وأخيرا ، فقد بدى الرجل ضعيفا مرتهنا لمراكز القوى في الرياض أولا ومصالح عائلته وفسادها التي إنحاز إليها في قبال مصير ومصالح الشعب وإرادته ، فأوضح بأنه مجرد موظف عند البلاط السعودي الذي أصدر أوامره له ببقاء الوضع السياسي على ما هو عليه وببقاء عمه خليفة بن سلمان في رئاسة الوزراء والقيام بإصلاحات شكلية وصورية كما قام بها في بداية الثورة من تغيير بعض الوزراء.
إن شعبنا لن يقبل بأي دعوة للحوار في ظل تواجد الجيوش الأجنبية الغازية والمحتلة لبلاده ، الجيوش التي جاء بها الملك السفاك لقمع الشعب والتي أصبحت عليه عار وشنار من العيار الثقيل سيذكره التاريخ ويخلده في سجله وسجل عائلته الأسود الحافل بالظلم والإرهاب والقمع.
لقد قام الملك الطاغية في فترة حكمه الأسود بخيانة عظمى الأولى الإنقلاب على الدستور العقدي لعام 1973م في بداية ما زعم بمشروعه الإصلاحي وفرضه دستور عام 2002م الذي حكم بموجبه البلاد في ظل ملكية شمولية إستبدادية مطلقة ، والخيانة الثانية هو قيامه بالسماح للجيوش الأجنبية بالتدخل وإحتلال البحرين وأن تصبح البلاد مقاطعة ومحافظة من محافظات العرش السعودي فاقدة للسيادة وأصبح هو موظفا عند العرش السعودي وبالتحديد عند الأمير نايف بن عبد العزيز.
لقد خان الملك السفاك كل الأعراف والقوانين والمعايير الدولية بمجيئة بالمرتزقة المجنسين والجيوش الأجنبية لقمع شعبنا وإستعان لقتلنا بهؤلاء المرتزقة والبلطجية الذين يشكلون غالبية قواه الأمنية مما يعكس حالة من إنعدام الثقة بينه وبين الشعب ، فهو الذي لا يأمن على نفسه من أبناء الطائفة السنية الذين هم في الجيش والأمن وإستعان على حفظ قصوره بحرس من المغرب وغيرها من البلدان ، من الرجال والنساء كيف يمكنه أن يصبح جديرا بالمواطنة فضلا عن جدارته بالحديث عن الحوار؟.
إن آل خليفة لا يؤمنون على الإطلاق بالحوار مع الشعب وتجربة الملك الفاشلة تدلل على ذلك فهو وبعد أن خان العهد والميثاق مع العلامة الشيخ عبد الأمير الجمري (رضوان الله تعالى عليه ) والاستاذ عبد الوهاب حسين والشيخ حسن مشيمع الذي تم في عام 2000م ، وقام بفرض دستور المنحة ،لم يقبل بعد ذلك بأي حوار مع القوى السياسية والرموز وبقى مصرا على تصوراته لمشروعه الإصلاحي في ظل ملكية إستبدادية كاملة الصلاحيات له وخالية من أي صلاحيات للشعب والمجلس النيابي.
وبين الإيمان بمبدأ الحوار والرضوخ للإملاءات والضغوط الأمريكية فرق كبير وعميق ، وموقف الملك وعائلته وسلطته من مبدأ الحوار بدى واضحا في رفضهم المستمر والقاطع للحوار منذ اليوم الأول لمجيئهم على الحكم وفي ظل الدولة المدنية المعاصرة حيث رفضوا كل مبادرات الحوار وقد صرحوا مرارا ، وحوارهم هو مواجهة الشعب بالرصاص والحديد والنار والتعذيب ، فهل يمكن أن يكون الملك جديرا بالحوار هذه المرة ،وهو قد خان العهود والمواثيق في الحوار الأول مع المعارضة في بداية العهد الملكي لحكمه ؟؟!!.
الحوار يحتاج إلى أساس ودعائم ولو بسيطة من الثقة حتى يمكن الإعتداد عليه للتأسيس لأي نوع من الحوار ، لكن يبدو أن ملك البحرين وعائلته غدروا بالشعب بعد ثورة 14 فبراير ولأكثر من مرة وبدوا مستعدين للتضحية بالسلم الأهلي بين أبناء البحرين من أجل الحفاظ على مصالحهم والحفاظ على كرسي العرش ، فلقد إستخدمت السلطة وبصورة قبيحة الورقة الطائفية ونفث سمومها من خلال أجهزة إعلامها من "تلفزيون العورة" وصحف وأقلام صفراء وأسقطت من خلال تلك الأدوات الرسمية ومن خلال قواها الأمنية وجيوشها الطائفية حرمة دماء وأعراض ومقدسات غالبية أبناء البحرين من أبناء الطائفة الشيعية الذين هم أبناء البلد الأصليين ، وكانت النتيجة القتل على الهوية وهدم المساجد والحسينيات والتكفير وهتك الأعراض والكثير من الإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي أفرزها الإستخدام الموجه لورقة الطائفية ، فهل من كفًر شعبه وهدم مقدساتهم وهتك أعراضهم جدير بأن يكون مسؤولا عن أمنهم وصيانة أعراضهم ومقدساتهم وحقوقهم فضلا عن أن يكون جديرا بإدارة حوار معهم أو بينهم؟؟!!.
في خطأ إستراتيجي سابق وحسن نية وحسن ظن من بعض القيادات الدينية والشعبية (الذين كانوا قيادات الحركة والمعارضة الدستورية لإنتفاضة 1994 – 2000م) في السجن آنذاك ، دخل هؤلاء في تجربة حوار سابقا مع السلطة أفضى إلى تعهدات مكتوبة ومنطوقة من قبل الملك نفسه على نفسه ، إلا أن هذا الحاكم الظالم لم يحترم تعهداته ولا مواثيقه وإنقلب عليها وسد الأبواب أمام المطالبة بها وإختبىء خلف جدار طائفي ومصلحي أقامه لنفسه وعائلته في المؤسسات الدستورية المزعومة التي أفرزها ذلك الحوار من أجل عدم الإيفاء بأي من تعهداته ، بل زاد على ذلك بإستصدار العديد من القوانين بمراسيم ملكية التي أضاعت دماء الشهداء وصادرت الحقوق وتجاوزت التضحيات عبر تلك المؤسسات خصوصا التغاضي عن جرائم جهاز أمن الدولة والعفو عن المعذبين ، فهل يمكن هذه المرة أيضا الوثوق بمن خان تعهداته سابقا؟! وهل على شعب البحرين أن يدخل مرة أخرى في حوار مزعوم عبر مؤسسات (الهيئة التشريعية والهيئة التنفيذية) وهي جزء من المشكلة وجزء من الصراع بين الشعب والعائلة الحاكمة، أم أن عليه أن يخوض الحوار مع أطراف طائفية طارئة ومفتعلة لهذا الدور الجديد مثل (جماعة التجمع الوطني للطائفي الحاقد عبد اللطيف المحمود) في إطار إصطفاف طائفي على غرار الإصطفاف الذي خلقته السلطة في مؤسستها التشريعية والدستورية المعوقة السابقة بين نواب الشعب ونواب السلطة مثل السعيدي ومحمد خالد؟.
هل يمكن الحديث عن حوار في الوقت الذي يتم تغييب قادة الشعب مثل العلامة الشيخ محمد علي المحفوظ والشيخ حسن مشيمع والإستاذ عبد الوهاب حسين والإستاذ عبد الجليل السنكيس والإستاذ إبراهيم شريف وغيرهم من القيادات الدينية والسياسية في عقر السجون والمعتقلات الرهيبة؟؟!!.
إن هذه السلطة لا تريد أن تسمع إلا صوتها في هذا الحوار ، ولو ضعفت السلطة أمام المراقبة الدولية والعالمية لتجاوزاتها ، لرأينا كل قيادات جمعية الوفاق الوطني الإسلامية التي تراهن على الحوار والإصلاح والمشروع الإصلاحي خلف القضيان ، فأي نوع من الحوار تقصد به هذه السلطة ؟!!.
وفي ضل وجود قوى وجيوش أجنبية على أرض البحرين ، لا يضمن إستقلال إرادة السلطة ولا سلامتها من التدخل الخارجي ، وعلى السلطة أن تخرج هذه الجيوش من البلاد أولا كإثبات حسن نيتها ومن أجل التدليل على الإيمان بمبدأ الحوار والتدليل على الإستقلالية ، وإلا فشعب البحرين ليس ملزما بالحوار مع أو تحت مظلة سلطات لا تملك قرارها الوطني وقرارها مرهون لقوى وجيوش أجنبية محتلة وغازية لأراضينا.
وكما أسلفنا فإن أمن البحرين من أمن العرش السعودي ، وإن الماسك بزمام الأمور هم الحكام السعوديين الذين يرون أن أمنهم يقتضي بقاء جيوشهم على أرض البحرين ولا إصلاحات جوهرية تمس الوزارات السيادية في البحرين ولا تغيير لرئيس الوزراء وإنما إصلاحات شكلية على الشعب أن يقبل بها لأن الرياض هكذا ترى.
ولابد أن نذكر بأن شعب البحرين هو مصدر السلطات وأساسها ، ولا يمكن لأي سلطة أو أية عائلة ومصالحها وجيوشها وبلطجيتها وكل إمتداداتها المفتعلة أن تكون ندا له أو في مقابله فهو صاحب الأرض وهم أبنائه الأصليين وهم الأغلبية وقد قالوا كلمتهم منذ إندلاع الثورة حتى الآن بهتافاتهم الثورية لا حوار لا حوار حتى يسقط النظام .. والشعب يريد إسقاط النظام .. ويسقط حمد .. يسقط حمد.
إن المقدسات والأعراض المنتهكة والمدنسة ، والدماء المباحة ، لا يملك كائنا من كان تجاوزها أو التسامح فيها والعفو عن مرتكبيها ، ولا يمكن الحديث عن أصحابها إلا في الدعوة للقصاص ممن دعى ومن هيأ ومن فعل ومن شارك ومن حرض على إنتهاكها وإستباحتها كائنا من كان ملكا أو عبدا رئيسا أو مرؤوسا. وإن شعب البحرين والمعارضة السياسية ومعها المناصرون لمظلومية شعب البحرين ماضون قدما في تقديم ملك البحرين ووزرائه وأعوانه وقائد قوات درع الجزيرة إلى المحاكم الجنائية الدولية في لاهاي وفي أكثر من محكمة جنائية دولية ولن يفلتوا هذه المرة من العقاب بإذن الله تعالى.
والذين يدعون أنهم يحتضنون المشروع الإصلاحي ويدافعون عنه حتى لو تنازل أي طرف عنه عليهم أن يعرفوا بأن الشارع قد تجاوزهم منذ إندلاع ثورة الغضب في 14 فبراير ، وإن سعيهم الحثيث بتسلق الثورة والإلتفاف عليها وتحوير شعاراتها الثورية لن يجدي نفعا فالشعب لا يؤمن بالمشروع الإصلاحي ولا يؤمن بشعار "الشعب يريد إصلاح النظام" ، هذا الشعار الذي يمقته الشعب ويسخر منه وشعبنا وشبابنا هتافاتهم وشعاراتهم وما يكتبونه على البنرات واللوحات كله كان يا آل خليفة إرحلوا ويسقط حمد والموت لآل خليفة والشعب يريد إسقاط النظام ، ونتحداهم أن نرى في أيدي الشعب وفي بنراته شعارات تنادي بالملكية الدستورية والإصلاحات السياسية تحت مظلة السلطة الخليفية وشعار "الشعب يريد إصلاح النظام".
إن الذين يدعون بأن غالبية الجمعيات السياسية والغالبية من أبناء شعب البحرين مع مشروعهم الإصلاحي ومطالباتهم السياسية في ملكية دستورية متطورة وحكم مدني عليهم أن يثبتوا ذلك عمليا ، وشعبنا ومنذ اليوم الأول لشهر يونية فند كل هذه الإدعاءات والأقاويل التي تقال بإسمه من أجل مصالح سياسية حزبية ضيقة.
إن مؤتمر الحوار الذي دعى اليه فرعون البحرين مؤتمرا فاسدا ولن يحقق مطالب شعب البحرين المشروعة وإن شعبنا سيستمر في تظاهراته السلمية حتى تحقق مطالبه التي خرج من أجلها.
إن شعبنا لا ولن يهتم بمناورات السلطة وملكها الغادر ، فالمناورة السياسية (مؤتمر الحوار) لا تعني للشعب شيئا ، وهو ماض في مشروعه الأساس الذي هو رحيل العائلة الخليفية من خلال مواصلته للمظاهرات والمواجهات السلمية.
إن المؤتمر الذي سيدعو 10 جمعيات سنية للمشاركة فيه و 5 جعيات مختلطة وجمعيتان تحت رهن الإعتقال ، هو في وضع غير متزن وليس مؤهلا للحوار. إن المظاهرات سوف تستمر بشكل يومي في المرحلة المقبلة والذي سترافقه تغطيات إعلاية لكل الأحداث مع كشف الجرائم التي يرتكبها الإحتلال السعودي وقوات السلطة الخليفية من المرتزقة وسوف يتمكن شعبنا من فرض الواقع السياسي الذي يطالب به وإفشال دعوات الحوار الفاشلة العقيمة والسقيمة.
إن إصرار شعبنا وشباب ثورة 14 فبراير على التظاهر للمطالبة بحقوقه السياسية ، قد أجبر الإحتلال السعودي على التخفي وإرتداء زي الحرس الوطني كما أبدلت قوات الدفاع ملابسها بزي القوات الأمنية وإنتشرت بشكل مكثف في جميع مناطق البحرين. إن السلطة الخليفية سلطة فاسدة ومفسدة ولا تلتزم بالقوانين التي تنص على حق التظاهر السلمي.
إن حركة شعبنا حركة وطنية بعيدة كل البعد عن محرك خارجي والنفس الطائفي وإن دعايات السلطة الخليفية وتلفزيون "العورة" دعايات مغرضة ضد تحركنا من أجل حقوقنا السياسية المغتصبة لأكثر من خمسين عاما ، وكلما تحرك شعبنا الأبي خلال العقود الماضية لنيل حقوقه نرى آلة القمع من قبل السلطة والقتل والسجن ومن ثم الدعاية الحكومة بوجود محرك خارجي ومزاعم الفتنة الطائفية لشعب البحرين وتحمل الآخرين مسؤولية الأوضاع في حين أن السلطة هي التي تؤجج الفتنة الطائفية وتفتح باب التدخل الخارجي عندما تستعين بالمجنسين من شذاذ الآفاق والمرتزقة والقوات السعودية وقوات درع الجزيرة الغازية والمحتلة وكلنا يعلم أن البحرين أصبحت محتلة من قبل النظام السعودي وأن حكام آل خليفة دمى تحركهم السعودية وأمريكا.
وأخيرا إن على شعبنا الذي قدم التضحيات الجسام وقدم الشهداء والجرحى والمعوقين والمفقودين والألآف من المعتقلين وهتكت أعراضه ودنست حرماته ومقدساته أن يبقى صامدا وثابتا ومستمرا في ثورته السلمية ومقاومته للإحتلال السعودي ولا يتنازل عن مطالبه العادلة والمشروعة في رحيل آل خليفة عن البحرين مهما كلف الثمن وإن النصر الإلهي قادم بإذن الله ولن تستطع السعودية أن تبقي قواتها لأكثر مما أبقتها كما أن الحكم الخليفي الطاغوتي لن يستطع أن يستمر في قمع الشعب وإرتكاب جرائم ومجازر أكثر مما إرتكب وهو يواجه ضغوط دولية وإقليمية ويواجه ضغوط من قبل المجتمع الدولي والإتحاد والبرلمان الأوربي ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة.
فأصبروا وصابروا فالنصر حليفنا وسوف يسقط الحكم الخليفي ويولي إلى مزبلة التاريخ فالثورة العربية الكبرى والصحوة الإسلامية سوف تزيل عرش الطاغوت الخليفي والعرش السعودي بإذن الله تعالى.
أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين
البحرين – المنامة – 3 يونية 2011م
غرة رجب المرجب 1432هجري