المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تباشير غروب عصر الطغاة



أمان أمان
06-03-2011, 01:43 AM
http://www.aldaronline.com/Dar/UploadAlDar/Author%20Pictures/sameerArshadi.jpg


سمير ارشدي - الدار

في خضم عالم تتجاذبه الصراعات السياسية والفكرية ويواجه تحديات حاسمة تحت مسميات محاربة الارهاب والعولمة وتغيير النظام؛

لابد لنا ان نستشرف المستقبل على ضوء مستجدات الماضي والحاضر وندرك ان قدرنا يحتم علينا التواصل والتعاون والتضامن فيما بيننا دون الحاجة لتدخل الآخرين ؛ وهذا ما يدفعنا للتعرف على مسيرة جارتنا ايران وهواجسها وطموحاتها.

لعل من مفارقات الزمن ان يكـون موعـد الشعـب الايـراني مع شهر يونيو الذي يمثل الحاضنة التي انطلقت منها أهم محطات الثورة الايرانية المعاصرة. ففي الخامس من يونيو عام 1963 انطلقت الشرارة الاولى لنهضة الإمام الخميني الراحل في مدينة قم والتي شكلت بداية النهاية للاستبداد السياسي والقهر الاجتماعي الذي مارسه شاه ايران.

لم تكن الثورة الإسلامية في ايران مجرد حدث محلي في بلد مجاور بل مثلت نقطة عطف حاسمة في تاريخ المنطقة وكانت بمثابة سقوط ذريع لمرحلة طويلة من التآمر الأمبريالي على شعوب المنطقة بأسرها.

لقد لعب نظام الشاه تاريخياً دور شرطي الحراسة على المصالح الاحتكارية للدول الرأسمالية وكان الذراع الامبريالية التي تسعى لتوطيد السيطرة على دول المنطقة ونهب ثرواتها النفطية واعاقة حركة النهوض الوطني والاجتماعي فيها بشتى الوسائل، واليوم تحتفل الشعوب الأبية باندحار نظام استبدادي واقامة حكم جماهيري يطمح لتعزيز التعايش السلمي مع الجوار الجغرافي وبناء الثقة أملاً في تكريس الأمن والاستقرار في ربوع المنطقة لاسيما بعد انهيار النظام البعثي البائد الذي حاول أن يتقمص شخصية الشاه المقبور ويحل محله كشرطي يقمع ارادة شعبه وشعوب المنطقة التي تتطلع للغد الأفضل.

ان الامام الخميني بثورته التي أقضت مضاجع الاستكبار والامبريالية برهنت على انها جاءت لتبقى نبراسا يهتدي به كل من يتوق إلي الحرية والاستقلال وانها على الرغم مما بذلته أجهزة الاستخبارات الغربية من جهود لإثارة المتاعب والشغب بواسطة بقايا الطبقات الاقطاعية وجيوب النظام المقبور وعملاء مجاهدي خلق ومهما افتعلت التناقضات في صفوف القوى الوطنية والاسلامية بهدف تفجير الثورة من داخلها واشغالها عن تحقيق اهدافها إلا ان الالتفاف الجماهيري لمختلف القوى والفئات والاحزاب كان اكثر من رائع.

لقد ولى عصر الطغاة، شاه ايران في مزبلة التاريخ يستقبل أخاه صدام وقد تلطخت يداهما بدماء خيرة ابناء شعبيهما خدمة للقوى الظلامية التي تبيت الشر والعدوان لهذه الأمة التي اختارها الله خير أمة أخرجت للناس.

وهكذا فالحديث عن الخميني الذي كانت روح الامام الحسين (ع) تسيِّره وشهادة الحسين تحرَّكه هو الحديث عن الاسلام والقيم الاسلامية التي علمها ودعا اليها في بياناته وخطبه ودروسه.

لقد عكف الامام الراحل على بناء الشخصية الايرانية من جديد بعد أن فرّغها الشاه من بعدها الانساني والخلقي وجرحها تجريحاً ولوثها بالفساد والدنس وعبادة المادة وتمجيد الاصول الفارسية والصفوية المنقرضة. انطلقت ثورة الإمام في الخامس من يونيو 1963 في مدينة قم المقدسة بعد أن ارتكب الشاه مجزرته البشعة التي راح ضحيتها 15ألف شهيد حصدتهم رشاشات الشاه لاعتراضهم على اعتقال الامام وسجنه في زنزانة انفرادية وشاء القدر أن يلقى ربه في نفس هذا اليوم بعد 26 عاماً من الجهد الجهيد والنضال المرير،

وبعد ان قاد الجمهورية الفتية لفترة عشرة اعوام باذلاً مساعيه لتحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص مندداً بالظلم والكفر اينما كانا، فرحم الله الامام الذي جعل واقعه اسلامياً راشدياً قبل ان يدعو الى الاسلام، وجاهد بكل ما أوتي من وسائل وسبل وانتصر
وانغرس في قلب الزمان مثالا للانسان خليفة الله في الغبراء


تاريخ النشر: الخميس, يونيو 02, 2011