المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر الحسينية الجعفرية عن «الأوحد الإحسائي»



جمال
06-02-2011, 12:59 AM
بوخمسين: شيخ حكيم شكل ظاهرة متميزة في الفكر الإسلامي



http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2011/06/01/275409_5_mainNew.JPG

العم جواد بوخمسين بين الحضور


صباح الموسى

kt.sabah@hotmail.com


http://1.bp.blogspot.com/_bVuuYOAIRvI/SATzBoEMPNI/AAAAAAAAAWk/aRIKTkM1rMY/s320/00001.jpg

الشيخ الاوحد الاحسائي


واصل المؤتمر الأول عن سيرة وعطاءات الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي فعالياته لليوم الثاني على التوالي تحت عنوان «سيرة وعطاء» والذي اقامته الحسينية الجعفرية.

في البداية قال سماحة العلامة السيد منير الخباز كلمة مصورة تحت عنوان «الأوحد في افق وإنصاف» استعرض فيها دور الإمام الراحل، بعدها ألقى سماحة الشيخ حسين بوخمسين كلمة في المؤتمر، تناولت لمحات سريعة عن الشيخ الأوحد الاحسائي، والقى سماحة الشيخ حسين المطوع شرحاً عن صفات المؤمنين في شرح الزيارة الجامعة الكبيرة.

بعدها بدأت فعاليات الجلسة العلمية الثانية والتي ترأسها رئيس اللجنة العليا سماحة الشيخ توفيق البوعلي حيث ألقيت العديد من البحوث لعدد من الاساتذة تناولت جوانب من ارث ونتاج الشيخ الاوحد الذي احتضنته الحسينية العامرة لمناقشة البحوث المطروحة، حيث تضمنت الجلسة مناقشة (6) بحوث تناولت جوانب من نتاجه ومسيرته.

وبدوره قال سماحة الشيخ حسين بوخمسين في مستهل بحثه ان دراسة اي شخصية مثل شخصية الحكيم الاحسائي الشيخ أحمد بن زين الدين لا تكون كافية في استيعاب ابعاده واتجاهاته التي تتميز بالعمق والشمولية ما لم تستوعب جوانب مهمة من حياته وفكره وتراثه، وذلك يفرض على الدارس لمثل هذه الشخصية أن يتعرف على ظروف النشأة ودراسة العوامل الاجتماعية والفكرية التي أثرت على الشخصية ودراسة اثارها النظرية والعملية في الفترة التي عاشتها، ثم تسلط الاضواء على نمو الشخصية وتطورها، كل ذلك يجب ان يتم في توازن فكري وعاطفي وبموضوعية عملية بحتة، الامر الذي لم يتحقق غالبا في تناول جوانب حياة وتراث «الشيخ أحمد بن زين الدين» فكما ان هناك مؤلفات مجحفة في نقدها لمدرسة شيخنا الحكيم الاحسائي الفكرية، ظالمة في بخسها حقه حيث انطلقت من وحي مواقف نفسية متشنجة من قبل اغلب خصومه، فكذلك يجب الا تتغلب العاطفة ومشاعر الحب والتقديس على الدراسة الموضوعية لفكره فان ذلك يعتم على العديد من العناصر المهمة التي يجب دراستها في شخصية الشيخ وأمثاله من العظماء، ولقد فرضت العاطفة جوها على بعض الكتابات حوله، وكانت تشكل عنصر توجيه لمسار البحث، ولا نشك انها قيدت الباحث وحالت بينه وبين التوغل بعمق في جنبات تراثه وتركته الفكرية.

وطالب بالا نقلل من قيمة الجهود العلمية التي قدمها كثير من الكتاب في معالجاتهم فلسفة او شخصية الشيخ الاوحد، لكننا ندعو الى التمييز بين اسلوب الاشادة واسلوب الاستيعاب، فما تحتاجه الامة هو استيعاب فكره في جميع مجالاته، لانه فكر رصين قادر على تقديم الحلول لكثير من جدليات الكلام الاسلامي، ولانه فكر مثل على طول مساره ظاهرة متطورة وممتدة مع الزمن.


http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2011/06/01/a3cda856-5a17-4ef0-abe9-a715c3e19f50_rotatorNew.jpg

وأشار الى ان مدرسة الشيخ الاحسائي شكلت في القرون الثلاثة الاخيرة ظاهرة متميزة في عالم الفكر الاسلامي بما قدمته من عطاءات ثرية وبما اتصفت به تلك المدرسة من خصائص متفردة، ومن حق هذه المدرسة في ميزان التراكم العقلي البشري ثم من حق الأجيال علينا ان نمعن النظر ونصمم على الاكثار من البحث عن مكتسبات هذه المدرسة الغنية التي اثرت وبلاشك تراثنا العقائدي والتربوي، ولكن تجب مراعاة امرين مهمين عند العزم على القيام بمثل هذه البحوث.


http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2011/06/01/b8716f05-2526-487f-a18c-a1f50acfa474_rotatorNew.jpg

وأوضح ان الامر الاول: هو ان شيخنا الحكيم الاحسائي اسس لمدرسة فكرية وفلسفية متميزة وترك لنا تراثا فكرياً مقارنا ومنهجا تربوياً عميقاً، وكان من اهم ادواته في تلك، اضافة الى ملكاته النفسية الفريدة في المجاهدة والسير والسلوك وبعد ضلوعه في استيعاب تعاليم الكتاب والسنة واعتماده على الكشف والشهود في استلهام تلك التعاليم: الغوص والتعمق في تراث المدارس الفلسفية المعاصرة بحيث استطاع ان يواجهها بالتحليل والنقد والتشريح، وان العزم على الابحار في خضم هذا التراث يتطلب من الباحث تخصصا في الكلام والفلسفة والعرفان يعينه على الوصول الى هدفه، ثم ان التخصص في نفس مدرسة الشيخ يتطلب احاطة تامة بجميع مبادئها التصورية والتصديقية، وبجميع نتائجها الفكرية، وفيما توافر بين يدي من الدراسات التي قدمت حول الحكيم الاحسائي وجدت ان اكثرها لم يقدم ما يدل على التخصص والهيمنة الفكرية والخبرة الكافية بجميع معالم مدرسة الحكيم الاحسائي، وأشار الى ان الشيخ حسن كوهر، وكذلك الميرزا موسى الاسكوئي قدس الله سره قدما بعض الدراسات المعمقة، ولكنها تبقى غير مستوعبة لكل جوانب تلك المدرسة.


http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2011/06/01/32d4203a-7c1c-4028-812c-615d7b43467f_rotatorNew.jpg

وأضاف ان الامر الثاني: ان على الباحث ان يقيم مدرسة الشيخ تقييماً علمياً موضوعياً عادلا مجرداً من العواطف، وان يحاكم افكار الشيخ واطروحاته بالبرهان والدليل العلمي نقلياً كان او عقلياً، فليس الشيخ معصوماً ومصيباً في كل شيء حتى نكتفي بدور المتلقي دون دراسة وتمحيص، وايضا ليس مشتبهاً ومخلاً في كل شيء حتى نحكم على مدرسته بالعزل والاقصاء ونعتز لها اجحافاً بحقه وبحق انفسنا، بل نقبل ما وافق الدليل، ونطرح ما خالف الدليل، للفوز بمكتسبات هذه المدرسة.

وبين بوخمسين ان اكبر خدمة نقدمها لمدرسة الحكيم الاحسائي ليست من خلال ضرب ستار او حاجز يحول بين مدرسة الشيخ وبين النقد العلمي البناء، وانما يتم ذلك من خلال تقديم مدرسة الشيخ كغيرها من المدارس الفكرية القابلة للبحث والنظر والمحاكمة العلمية البحتة، ونحن في هذه الدراسة العاجلة لا ندعي هذه الموضوعية المطلقة ولسنا ايضاً من اهل التخصص وانما هي خلاصة استنتاجات لمطالعاتنا المتواضعة في بعض ما كتب من بحوث حول هذه المدرسة ومؤسسها عليه الرحمة سواء كان معها او على الضد منها.


http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2011/06/01/80fa2f34-4731-4476-a7a4-7cc4018f6fd2_rotatorNew.jpg

ومن جانبه، تناول الشيخ عبدالمنعم العمران مصادر التشريع عند مدرسة الشيخ الأوحد الاحسائي مستشهدا بقول الامام الباقر عليه السلام: «أبلغ شيعتنا انه لا ينال ما عند الله الا بالعمل».

وأضاف العمران: ومع هذه المنزلة العالية والاهمية العظيمة يحتاج الانسان قبل العمل الى العلم، اذ العلم يعصم الانسان عن الوقوع في الاعمال السيئة، ولذا احتاج الانسان الى علم يبين له العمل الصحيح، والعمل السيئ ويبين له عمله مع الله تعالى ومع نفسه ومع الآخرين، وهذا العلم هو علم الفقه، فبعلم الفقه يعرف المكلف القوانين والموازين التي تبين له حلية عمله من حرمته، صحته من فساده.

ولهذه الاهمية قال أمير المؤمنين عليه السلام: «لا خير في عبادة ليس فيها تفقه»، وقال عن الامام الصادق عليه السلام: «عليكم بالتفقه في دين الله، ولا تكونوا أعراباً، فانه من ليتفقه في دين الله لم ينظر الله اليه يوم القيامة ولم يزك له عملاً».

وانطلاقا من هذه الاحاديث الشريفة تسارع العلماء الى تبيين الوظيفة الشرعية للمكلفين واعتمادا على آليات استنباط الحكم الشرعي التي أقرها لهم الشارع المقدس، لكن بسبب تعددها نتجت مدرستان كبيرتان سميت الاولى بالاصولية والثانية بالاخبارية اعتمد الاصوليون في مرحلة استنباط الاحكام الشرعية على أربعة أدلة هي: الكتاب والسنة والعقل والاجماع، وأما الاخباريون فقد اعتمدوا على الكتاب والسنة.

وما يثير العجب ان يكون ذلك احد أهم مصادر التهجم على الآخرين وتسقيطهم وانتهاك حرمة العلم والعلماء، بل وتنجيسهم والامر بقتلهم، وقد دخلت في ذلك الامور الدنيوية، فكل شخص يريد ان ينتقم من اخر يكفيه ان يقول في الآخر بأنه أصولي أو اخباري.

ولأجل ذلك قد رمي الشيخ الاوحد احمد بن زين الدين الاحسائي - قدس سره - بالاخبارية بل عد من متطرفيهم، وهذا يكفي في الاطاحة به دينيا واجتماعيا، بل قتله، خصوصا انه يعيش في الزمان الذي قتل فيه الميرزا محمد النيسابوري الأخباري (1232هـ) مع ابنه وأحد تلامذته على أيدي العوام، وفرار باقي عائلته وأحفاده من القتل.

ويا للعجب، هب ان الاب الميرزا الأخباري قد ارتكب ما يوجب القتل فهل تطبيق الحدود من شأن العوام؟ أم التمثيل به من شيم المسلمين؟ وما ذنب عائلته حتى تُقصد بالقتل؟

ومع كل ذلك، أكد جملة من العلماء على أن الاصوليين والاخباريين من الناجين، وان العمل بمقتضى استنباطهما مجزئ قال الشيخ محمد حسين الحائري الاصفهاني في الفصول: (الإجماع منعقد على أن من كان له ملكة معرفة الاحكام واستنباطها عن الادلة المقررة على وجه يعتد به في عرف الصناعة واستجمع لبقية الشرائط، مجتهد مطلق، يجب عليه العمل بمقتضى نظره، أصوليا كان أو أخباريا أو متوسط الطريقة، اذ عند التحقيق لا فرق بين هذه الفرق الثلاث الا من جهة الاختلاف في جملة من الطرق، فما ذكره من ان كل فرقة من الفرق الثلاث تخطئ لطريقة غيرها ان أراد أنها تخطئه لكن تقول بحجية نظره في حقه وحق مقلديه، فهذا لا ينافي كون الموضوع اجماعيا، وان أراد انها تمنع من حجية نظره في حقه وحق مقلديه، فهذا لا ينافي كون الموضوع اجماعيا وان أراد انها تمنع من حجية نظره في حقه وحق مقلديه فتمنع من الرجوع اليه فبطلانه غير خفي على العارف بالطريقة.

وما يثير الاستغراب ان جعل الشيخ الاوحد الاحسائي من الاخباريين ليس له أي صلة بالواقع، لانه من الأصوليين، وما عليك الا مراجعة كتبه في علم الفقه كصراط اليقين في شرح تبصرة المتعلمين والحيدرية وأصوله كفوائد في مباني الاصول والرسالة الاجماعية، حيث ستجد ان طريقته في الاستنباط هي طريقة الأصوليين.

وليس المقصود من نفي كون الاحسائي من الاخباريين التقليل من شأن الاخباريين او الطعن فيهم بل لبيان الحقيقة، وفي هذا يقول آية الله العظمى الميرزا عبدالرسول الحائري الاحقاقي قدس سره: «وعلى أي حال، فهم (أي الأخباريين) من الفرقة الحقة الإمامية، وهم اخواننا في الدين، لا عار ولا نقص لمن انتسب اليهم، فان قلنا ان الشيخية ليسوا باخبارية، فانما هو لبيان الواقع والحقيقة فقط، لا طعنا فيهم ولا قدحا، حاشا وكلا.

من ناحيته، أشار سماحة السيد معين الحيدري الى أن الشيخ الاوحد - أعلى الله مقامه - من عائلة علمية لها اطلاع على العلوم الدينية واهتمام واضح، خصوصا من قبل والده الشيخ المقدس زين الدين - قدس سره - موضحا ان سيرته الشخصية تدل على شخصية فريدة من نوعها من نواحي متعددة، علما وعملا وأخلاقا ومعاشرة في الحل وفي الحضر، متطرقا في كتابه الى أقوال أساطين العلماء وغيرهم تكذب وترد جميع الافتراءات التي قيلت لاجل التقليل من شأنه أعلى الله مقامه.

وأوضح ان عمر الشيخ الاوحد - أعلى الله مقامه - لا يتناسب مع انتاجه العلمي الديني والدنيوي ضمن اطار الظروف الطبيعية المعروفة في الحوزات العلمية الا اذا قلنا بتدخل العناية الالهية الخاصة، وهذا واضح وظاهر لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

وبيّن ان الشيخ الاوحد ينهج منهج أهل الاصول لا الاخبار ان كانا من الفرقة المحقة، مضيفا: من المهم جدا ان نهتم باخراج وتحقيق وتجديد الكتب والرسائل التي ألفها الشيخ الاوحد وبكميات مناسبة، فان المسؤولية الاعلامية تقع على عاتق المستطيعين، خصوصا في طبع الكتب والرسائل وغيرها وذلك لان الشيخ الاوحد هو مثال لمدرسة محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.

جمال
06-03-2011, 09:30 AM
الحسينية الجعفرية اختتمت مؤتمرها الأول عن الشيخ أحمد زين الدين أمس


المزيدي: الأوحد حاول الهدم والبناء في معتقدات الفلاسفة المعتمدة على سقراط وأفلاطون

http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2011/06/02/275592_2_mainNew.JPG

رئيس اللجنة العليا سماحة الشيخ توفيق البوعلي ووكيل المراجع في الكويت الشيخ عبدالله المزيدي خلال إدارة المؤتمر


صباح الموسى

kt.sabah@hotmail.com


اختتم المؤتمر الأول للشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي المكنى بالأوحد تحت عنوان «سيرة وعطاء» وذلك في الحسينية الجعفرية العامرة بمنطقة الصوابر حيث شارك فيها علماء ورجال دين من الكويت والسعودية، وتطرق المشاركون الى علم الشيخ الاحسائي من فقه واصول وتأليف وفلسفته اضافة الى فكره في تأسيس المدرسة الاوحدية وكذلك المدرسة الشاملة وملامح المدرسة الفلسفية ومصادر التشريع في مدرسة الشيخ الاحسائي.


http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2011/06/02/b589f04a-e263-4079-ba24-49ba6fe00477_rotatorNew.jpg

وأقيم المؤتمر على ثلاثة ايام وشارك فيه 15 عالما وحضر المؤتمر العديد من رجال الدين والسفير العراقي محمد بحر العلوم ورئيس الشؤون السياسية نزار الحكيم وحشد من المؤمنين الاحسائيين.

الفيلسوف المصلح

والقى الشيخ عبدالله المزيدي وكيل المراجع العظام كلمة الميرزا عبدالله الحائري احقاقي والذي بدأها بقول أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام: «سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء اخفى من الحق ولا اظهر من الباطل ولا اكثر من الكذب على الله ورسوله»، واضاف الاحقاقي ان الشيخ الاوحد مصلح جريء حاول الهدم والبناء في اعظم معتقدات الفلاسفة خاصة الفلسفة الاسلامية التي صوت الكثير من الاخطاء، فجاء شيخ المتأهلين الشيخ الاوحد من اجل التجديد، حيث قام بهدم الصرح الذي جاء به بعض العلماء الذين اخذوا الفلسفة من سقراط وافلاطون وارسطو طاليس وقدم البديل خالياً من الخطأ معتمداً على ما ورد من روايات لاهل البيت عليهم السلام.

وأشار الميزرا الاحقاقي بأنه علينا ان نحمد الله تعالى على وجود العديد من العلماء العاملين والمنصفين والمطلعين على الحقائق والناظرين بعين التحقيق والبصيرة في آثار الشيخ الاوحد والعارفين لمصطلحات ائمتنا المعصومين عليهم السلام، شاكراً القائمين على هذا المؤتمر الذي تم فيه نشر فضائل اهل البيت عليهم السلام ومناقبهم والتعريف بسيرة الشيخ الاوحد وتلامذته وكتبه ومدرسته.

مدارس المتكلمين

من جانبه قال الشيخ توفيق البوعلي وكيل الميرزا عبدالله الاحقاقي في الاحساء: ان الفكر الاسلامي مر عبر تاريخه الطويل بمراحل عدة من التطور نتج عنها نشوء مدارس كثيرة في مختلف العلوم الاسلامية، سواء كانت تلك المدارس في الفقه أو الاصول او الحكمة او التفسير وغيرها من العلوم، وفيها تمخضت الآراء وابتكرت النظريات، مشيراً الى وجود مدارس المتكلمين كالمعتزلة والاشاعرة والصوفية وغيرها، الا ان تلك المدارس لم تكن متقاربة في رؤاها، بل هناك اختلافات كثيرة فيما بينها، وتقوم اغلب رؤاها على مخالفة صريحة في مطالب كثيرة لما ورد في القرآن الكريم، واحاديث وروايات اهل البيت عليهم السلام، وتبعهم في جل او بعض هذه الآراء حكماء الامامية.

وتطرق الشيخ بوعلي الى سيرة الشيخ أحمد زين الدين الاحسائي الذي قدم العديد من الادلة الدامغة ضد من قام بتزييف الحقائق ضد الحكماء والفلاسفة الاسلاميين الذين اعتمدوا آراء اليونانيين والاغريق والصوفية.

سعة الاطلاع

وقال الشيخ حسين المطوع ان الشيخ احمد زين الدين الاحسائي كان لديه سعة الاطلاع والاحاطة بالكثير من اخبار وروايات اهل العصمة عليهم السلام، كما كان يتمتع بورع وتقى وايمان وزهد في الدنيا.

واوضح ان الشيخ الاحسائي اهتم ببيان الكثير من اسرار ومقامات التوحيد بالاضافة الى مقامات الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم ومقامات الأئمة عليهم السلام وكذلك اهتم بصفات المؤمنين ومقاماتهم، موضحا أن الشيخ الاحسائي شرح العهد والميثاق ومنها ان المؤمن الموالي لأهل البيت عليهم السلام عليه اثبات التوحيد ومقام المعاني والابواب والامامة والظهور البشرى، كما اهتم بمعرفة اهل البيت عليهم السلام بالنورانية، كما أشار الشيخ الاوحد الى ضرورة التعرف بالقرآن الكريم والاحاديث الشريفة وروايات أهل البيت والرجوع الى معاجم اللغة، مشيرا الى علامات محبة اهل البيت عليهم السلام وعلامات كمال الإيمان.

مدرسة الشعرية

ومن جانبه، قال السيد محمد رضا السلمان ان الشيخ الاحسائي كان يتتبع كلام صور المتأهلين بكل دقة وأمانة وحرفية، مع حالة من الاستحضار المنقطع النظير ونقده وتقييمه مع حالة الثقة بالنفس، اضافة الى ما كان يحمله من الصبغة الواضحة من مدرسة الشعرية التي ترتسم الكثير من النصوص والصور والفرضيات، حيث لمسنا فيها تسخيرا واضحا للهدف الكبير القضية الكبرى دون ان اجد في ذلك شيئا من التكلف، بل امام لوحة فنية رسمتها انطباعا لروح روضتها مسيرة طويلة من المجاهدة فجاءت نابضة بالحيوية والجمال من جهة والصدق والهدف من جهة أخرى.

الإحسائي الفيلسوف

وتطرق الشيخ عبدالجليل الامير في بحثه حول فقه العقيدة لدى الشيخ الاحسائي الذي كان شيخ المتأهلين وقدوة الصالحين والذي تمتع بالحكمة العملية اي معرفة الاشياء على حقيقتها التي خلقها الله تعالى، وتعني معرفة الباري -عز وجل- بالمعرفة التي وصفها لعباده، بمعرفة خلقه الدال على معرفته.

وقال الشيخ الامير ان الشيخ الاحسائي كان معروفا بالفيلسوف لكون الفلسفة من العلوم المهمة للعباد، لما تنطوي على صياغة الانسان انسانا كاملا، كما في الحكمة العملية وان هناك الكثير ممن قاموا بتحريف الفلسفة عن وجهين الاول قيام الفلاسفة باستنباط معاني لم يسمعوها من اهل العصمة -عليهم السلام- فوقعوا بالخطأ وعليه فهناك الكثير ممن افتوا ثم تراجعوا، واما الوجه الآخر فان الفلسفة في السابق كانت باللغة السريانية ثم ترجمت الى العربية خلال الدولة العباسية عن طريق اللغة الفارسية، وهنا قال الشيخ الاحسائي ان الفلاسفة توهموا التعمق في معرفة الذات.

المدرسة الأوحدية

فيما قال الشيخ حسام سعيد آل سلامة ان مدرسة أهل البيت -عليهم السلام- تميزت بتنوع المدارس وتعددها فهناك مدرسة المحدثين، والمدرسة الاصولية، مشيرا الى ان الاحساء جميعهم من الشيعة الاثنى عشرية الا ان اكثرهم شيخية، وتنقسم المدرسة الاوحدية الى ثلاثة اقسام منها الانشداد والتأثر وحركتهم التأثيرية في المسار الولائي ونماذج من اعلام المدرسة الاوحدية، لافتا الى ان الشيخ الاحسائي اوجد حراكا علميا في مجال الحكمة الالهية مخالفا بعض آراء الشيخ صدر المتأهلين الشيرازي. وأضاف الشيخ آل سلامة انه ورغم ما لحق بالمدرسة الاوحدية من تشويه في الفهم والانقسام وما نتج من شحطات البابية والبهائية المرفوضة من المدرسة الاوحدية، الا ان الحقيقة لا تقبل التقسيم او المجاملة او المدارة.

التنوع الفكري

ومن جهة اخرى أشار السيد هشام الشخص في بحثه حول التنوع المعرفي في مؤلفات الشيخ الاحسائي الى ان الشيخ الاحسائي اشتهر في مجال التأليف حتى عُدّ متخصصا في علمي الحكمة والكلام حتى اشير اليه بانه احد كبار فلاسفة الشيعة في عصره، كما كتب الشيخ الاحسائي في تفسير القرآن الكريم وعلومه اضافة الى كتب حول الاحاديث النبوية وروايات اهل البيت -عليهم السلام- وكتب في علم اصول الفقه وفي المعارف العامة والعلوم المتفرقة.

وتطرق الشيخ حسن الشيخ الى دور الشيخ الاحسائي في تفعيل الحركات العلمية الاسلامية.

وأخيرا اشار الميرزا حسن الى فيوضات الى الخطاب الفلسفي للشيخ احمد زين الدين الاحسائي.