المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 160 ألف عراقي يعانون من مرض السرطان والاورام الخبيثة ...من آثار الاسلحة المحرمة علي النسل العراقي



لمياء
06-01-2011, 02:45 PM
http://media.farsnews.com/Media/8908/Images/jpg/A0943/A0943658.jpg



طهران - فارس : أدي استخدام الامريكان المحتلين للعراق الاسلحة المحظورة الي اصابة أكثر من 160 الف عراقي بمرض السرطان والاورام الخبيثة حيث يشكل الاطفال معظم المصابين.

و أفادت وكالة أنباء فارس أن استخدام القوات الامريكية لهذه الاسلحة المحرمة والفتاكة أدي الي الفتك بالاطفال العراقيين بسبب شحة الادوية وعدم وجود الكوادر الطبية اللازمة.
و قد مرَّت سبع سنوات عجاف على الاحتلال الأمريكي للعراق أتت على كل الإنجازات والمكتسبات التي حققها العراق خلال عقود، وتركت آثارها المدمرة في كل المجالات وعلى مختلف الصعد وفي كافة الميادين.

و عانى الشعب العراقي خلالها أشد المعاناة وخاصة الأطفال الذين كانوا الضَّحيَّة الرئيسية لهذه الحرب المدمرة وفي هذه الدراسة نستعرض تدهور حال الطفل العراقي بعد الاحتلال، وأسبابه، ومظاهره، والسبل الكفيلة بالعلاج.
ـ تدهور حال الأطفال العراقيين بعد الاحتلال:
1 ـ المعاناة من التلوث ومخلفات الاحتلال:


يعاني أطفال العراق منذ بدء الاحتلال في العام 2003 من خطر التلوث البيئي حيث أضحت البيئة العراقية مخربة، موبوءة، وملوثة بمختلف أصناف الملوثات الخطيرة.
وأكد تقرير لصحيفة واشنطن بوست (www.washingtonpost.com) أنَّ تلوث المدن الكبيرة بالسموم الكيميائية والأسلحة الإشعاعية سبب زيادة مهولة في حالات الإصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية لدى الأجنّة، واللوكيميا لدى الأطفال وبقية أنواع السرطانات لدى السكان.


و حسب منظمة السلام الأخضر فقد أدت زيادة رقعة التلوث بالمواد الكيميائية السامة و الذخيرة المشعة بسبب استخدام الأسلحة المحرمة أثناء وبعد الاحتلال مثل القنابل العنقودية والنابالم والفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب، أدت إلى زيادة كبيرة في أعداد المصابين بالأمراض ومنها سرطان الدم والأورام الخبيثة مع ارتفاع نسبة المصابين من الأطفال بالتشوهات الخلقية. كما استخدمت الولايات المتحدة (2000) طن من اليورانيوم المنضب خلال احتلالها العراق في 2003، إضافة إلى (800) طن استخدمت في عام 1991. وكنتيجة لذلك تلوث (350) موقعا في العراق خلال عمليات القصف بأسلحة تحتوي على اليورانيوم المنضب حسب قول نرمين عثمان وزيرة البيئة العراقية، والبلاد تواجه حوالي (140,000) حالة من الإصابة بالسرطان , مع وجود (7000-8000) حالة جديدة سجلت لكل عام (مجلة CADU في 26 تموز 2007).

و جرى توثيق استخدام الفوسفور الأبيض واعترفت قوات الاحتلال باستخدامه خلال الغزو وخلال معارك الفلوجة. وهناك مساحة تقدر ب(1718) كيلو متر مربع مقاربة لمساحة مدينة لندن الكبرى ملوثة بألغام أرضية. وهناك 30% من القنابل الانشطارية التي استخدمت لم تنفجر ومعظمها ألغام صغيرة الحجم.

كما سمحت القوات المحتلة بسرقة حاويات اليورانيوم الخام (الكعكة الصفراء) المخزنة في مركز التويثة للأبحاث النووية في العراق.

و تقدر وكالة الطاقة الذرية أن (10) كغم من اليورانيوم المشع قد سرقت و(200) حاوية ملوثة تم أخذها من الموقع، علماً أن هذا المركز كان مراقباً بصورة مستمرة وكان يفتش بانتظام قبل الحرب.
و هذه السرقات سببت تلوثاً على مستوى عال (بيان وكالة الطاقة الذرية, 13 نيسان 2003). ويقدر الجيش الأمريكي بأنه ألقى (10,782) قنبلة انشطارية تحتوي على (1,8) مليون قنبلة صغيرة على العراق خلال الحرب واستخدم البريطانيون أكثر من (2000) قنبلة احتوت على (110,000) قنبلة صغيرة.

و تقدر الأمم المتحدة أن في بغداد وحدها يوجد (8000) موقع أما لخزن الأعتدة أو القنابل الانشطارية , وجميع تلك المواقع تحتاج إلى تنظيف.

و حسب العالم الأمريكي أساف ديوراكوفيتش فقد استخدمت القوات الأمريكية والبريطانية، ذخائر اليورانيوم المشعة، بكمية فاقت ما استخدمته عام 1991 بنحو 6 أضعاف، وتجاوزت شدتها الإشعاعية المدمرة الـ 400 مرة،.

و مع أن الحرب توقفت منذ عدة أعوام إلا أن ركام الحرب المضروب بتلك الأسلحة، وهو مشع وسام كيمياوياً، وملوث إشعاعياً، وسيظل هكذا لآلاف السنين، ولا يزال ينتشر في أرجاء العراق، في المزارع وفي أطراف المدن وداخلها، وبالقرب من الأحياء والمناطق السكنية، ويتجمع حوله، ويلعب فوقه الأطفال الصغار، وأدى إلى إصابة المئات، بل الآلاف من الأطفال بالسرطان والأورام الخبيثة وغيرها.

و أشارت التقارير الصحية إلى أنه يوجد اليوم أكثر من 160 ألف عراقي مصاب بالسرطان والأورام الخبيثة، غالبيتهم من الأطفال الصغار،الذين يموت منهم سنوياً أكثر من 8 آلاف مريض، بسبب ضعف أجسادهم، ونقص الأدوية، أو للتأخير في التشخيص لقلة الكوادر الطبية المتخصصة العاملة حالياً، ونقص الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة..

و إضافة إلى خطر القنابل والذخائر غير المنفجرة، والأسلحة المحطمة، والملوثات الكيماوية المتناثرة في مواقع مدنية كثيرة، التي تهدد أرواح الأطفال، وتشكل أخطاراً جمة.

فثمة عشرات الملايين من الألغام المزروعة في الأراضي العراقية، حيث أعلنت الهيئة الوطنية العراقية لشؤون الألغام التابعة لوزارة التخطيط والتعاون الإنمائي عن وجود 25مليون لغم تحت الأرض، لم تستخرج بعد، إضافة إلى 3 ملايين طن من الصواريخ، والقنابل، والذخائر، مازالت مهملة في مناطق متفرقة.

و قالت إن هذه تقديرات أولية، إذ تشير الدلائل إلى وجود أعداد أكبر لم تزل مدفونة تحت الأرض، وموزعة بين الحقول والمزارع. وقدرت الهيئة عدد المناطق الملوثة بالألغام والمقذوفات بأكثر من 2000 موقع في بغداد والمحافظات. وأثبتت المسوحات التي أجريت للألغام الأرضية، والتي شملت 12 محافظة، و11 ألف و 250 منطقة سكنية، أن أكثر من 4000 منطقة مشكوك بتلوثها.

و أكدت الهيئة الوطنية لشؤون الألغام أن ثلثي سكان العراق يعيشون بالقرب من المناطق الملوثة بالألغام والقنابل غير المنفجرة. وأظهرت التقارير التي صدرت عنها أن 11 مليون و 800 ألف نسمة يتأثرون بشكل مباشر بهذه المشكلة، أي بحدود 9995 تجمعاً سكانياً، منها 2678 تجمعاً تبعد منطقة الخطر عنها مسافة تقل عن كيلو متر واحد. وقدرت التقارير أن 50% من الأراضي الزراعية ملوثة بالألغام والأعتدة غير المنفجرة.

و أكد ستيفان دي مستورا- نائب المندوب الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، والمنسق العام للبرنامج الإنساني في العراق أنَّ الألغام الأرضية تزهق أرواح المئات من الأطفال في العراق، حيث يشكل المدنيون ما لا يقل عن 99 بالمائة من ضحايا الذخائر غير المتفجرة من بقايا الحروب، ويمثل الأطفال دون سن 14 عاماً ربع المجموع الإجمالي للضحايا. ويعد الأطفال أكثر عرضة للإصابة أو الموت جراء الجروح الناجمة عن الذخائر غير المتفجرة من الكبار حيث ينجذب الأطفال إلى المظهر الخارجي المتميز وذي الألوان البراقة لهذه الأجسام القاتلة.

وأوضح السيد روجر رايت- الممثل الخاص لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" في العراق بأن معظم الأطفال الضحايا يفقدون الحياة قبل وصولهم إلى المستشفى. و من جانبها أكدت السيدة فالبورغا انجلبريخت- القائمة بأعمال مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في العراق بأن اللاجئين والمهجرين من الأطفال هم الأكثر عرضة للتضرر من الذخائر غير المتفجرة لأنهم على الأغلب غير مدركين لمخاطر اللعب والعبث والعبور ما بين المناطق الخطرة.

و لاتوجد إحصائية رسمية لعدد الأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا بالعوق والتشوهات أو العاهات المستديمة، بسبب انفجار الألغام. وتؤكد السجلات والوقائع والتقارير الدولية تصاعد عدد الأطفال الذين لقوا حتفهم، أو أصيبوا بعجز بسبب انفجار الألغام.

و أفاد الدكتور حيدر حسن طارش بأن مئات الآلاف من الأطفال العراقيين يمشون على عكازات حالياً، وقد قطعت أطرافهم العليا أو السفلى بسبب الألغام أو الانفجارات والمفخخات، وأن الطلب على الكراسي المتحركة والأطراف الصناعية يتزايد مع تزايد ضحايا الألغام والسيارات المفخخة.
2 ـ تدهور الوضع الصحي للأطفال و سوء الخدمات الصحية:

و تشير التقارير الطبية التي أصدرتها اليونيسيف, على تدهور وضع الأطفال الصحي، وقد أكدت هذه التقارير وجود أعداد كبيرة من الولادات الحديثة مشوهة بشكل كبير أو مصابة بأورام سرطانية خطيرة تهدد بكارثة إنسانية على المدى البعيد.

وأن 20% من الولادات الحديثة في مناطق غرب ووسط وجنوب العراق مصابة بالسرطان نتيجة استخدام قوات الاحتلال الأمريكي أسلحة الدمار الشامل والأسلحة المحرمة دولياً . كالفسفور الأبيض و اليورانيوم و الأسلحة الجرثومية و النابالم واستخدام الأراضي العراقية كمدافن للنفايات النووية.

و قد بلغ معدل وفيات الأطفال دون الخامسة 105 حالة وفاة لكل ألف مولود حي وهذه النسبة عالية إذا ما قورنت بالدول المحيطة بالعراق , في حين بلغ معدل الوفيات الرضع لكل ألف مولود حي 83 حالة , أما نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وصل إلى 28% بعد أن كانت 13% قبل الاحتلال من مجموع أطفال العراق بسبب نقص التغذية وعدم قدرة الأسرة من تامين متطلبات الغذاء لارتفاع تكاليفها المادية من جهة ورداءة مفردات البطاقة التموينية التي توزعها وزارة التجارة التي تميزت بأغذية فاسدة ومنتهية الصلاحية أو أغذية مسرطنة وبالأخص حليب الأطفال من جهة أخرى , أما نسبة طلاب المدارس الابتدائية الذين يعانون من فقر الدم بلغت نحو 60% , و25% من المجموع الكلي لعدد ألأطفال حسب تقرير اليونيسيف لعام 2008.


و من أهم العوامل التي تقف وراء مخاطر موت الأطفال في العراق :
1. نقص التغذية، وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى وجود أكثر من 4 ملايين طفل عراقي يعانون من سوء التغذية .

2. انعدام الرعاية الطبية .
3. الأدوية والمصول الفاسدة .
4. الاضطرابات الأمنية .


5. نتائج الأسلحة المشعة التي استخدمها الجيش الأمريكي أثناء وبعد احتلال العراق والتي بدأت نتائجها بالظهور من خلال التشوهات الخلقية .

و أكد تقرير نشرته وكالة (IRIN) التابعة للأمم المتحدة، أن 56 بالمائة من المصابين بأمراض السرطان في العراق عام 2004 هم من الأطفال تحت سن الخامسة، بالمقارنة مع نسبة 13 بالمائة قبل 15 سنة. وقد حصلت زيادة 20 بالمائة في الإصابات مقارنة بعام 2003، علماً بأن الإحصائيات المذكورة لم تشمل الحالات المسجلة في المستشفيات الخاصة.

و يعد سرطان الأطفال في العراق أكثر شيوعاً من مثيلاته في الغرب، ويشكل 8 بالمائة من حالات السرطان كافة في العراق، مقارنة بواحد بالمائة في الدول المتقدمة، وان أكثر السرطانات شيوعاً بين الأطفال هو سرطان الدم، تليه سرطانات الجهاز اللمفاوي، والدماغ، وأورام الجهاز العصبي.
و يؤشر سجل السرطان زيادة في عدد ونسب حالات سرطان الدم في المحافظات الجنوبية من العراق. فعلى سبيل المثال شكل سرطان الدم في محافظة البصرة نسبة 9- 12%.وفي محافظة ميسان بلغت نسبته 14%. وقبل أيام أشارت صحيفة "القلعة" لدراسة علمية قام بها فريق بحثي تابع لكلية الطب بجامعة البصرة بالتعاون مع دائرتي صحة محافظتي ميسان والبصرة كشفت فيها النقاب عن وجود 10 أنواع من السرطان متوطنة في جنوب العراق وتحديداً في محافظة ذي قار وميسان والبصرة.

و جاء في الدراسة أن الأنواع السرطانية تشكل 75% من مجموع وفيات السرطان بشكل عام. واعتمد الباحثون في معلوماتهم على مكتب تسجيل الوفيات في المراكز الحضرية في المحافظات التي شملها المسح عام 2006.

و أكد مسؤولون طبيون أن 50% من الجرحى الذين يقعون ضحايا للانفجارات يفقدون حياتهم إما بسبب الانفجارات نفسها أو لتأخر وصول المصابين للمستشفيات، أو بعد وصولهم لها، بسبب قلة الكوادر الطبية وشحِّ الأدوية.

و يشير تقرير منظمة الهجرة الدولية IOM إلى زيادة عدد الوفيات أثناء الولادة بسبب عدم توفر وسائل الإنقاذ الكافية والعناية بعد الولادة في البيت، بالإضافة إلى أن العديد من العيادات الطبية لاحظت زيادة عدد حالات الإجهاض لآن العائلة ليس لديها القابلية الاقتصادية لإعالة فرد جديد.

و مع انتشار التغذية الصناعية للرضع على نحو واسع في العراق، وفي ظل التلوث المنتشر، ازدادت مخاطر إصابة الأطفال الصغار بالأمراض، مثل الإسهال وذات الرئة. وهذه الأمراض بدورها تُفاقم سوء التغذية. ويُشكل الإسهال خطراً رئيساً في غياب الماء النقي والوسائل الصحية الأساسية.
و في عددها الصادر يوم الجمعة 19/1 /2007، نبهت صحيفة "الإندبيندنت" إلى المحنة الفظيعة لأطفال يموتون بسبب قلة الأجهزة الطبية البسيطة ، التي لا تزيد كلفتها في بعض الحالات على 95 باونداً. وأشارت الصحيفة إلى رسالة وقعها مائة طبيب مدعومين من منظمة المحامين الدولية إلى الظروف الصعبة في المستشفيات العراقية، يكشف مضمونها عن خرق اتفاقيات جنيف التي تتطلب من الولايات المتحدة وبريطانيا- كقوات احتلال- أن تحمي حياة الناس . وقال الأطباء :

" إن الأطفال المرضى أو المصابين ، الذين يمكن معالجتهم بطرق بسيطة ، يتركون للموت بالمئات ، لأنهم لا يملكون الأدوية الأساسية والمصادر الأخرى اللازمة للعلاج، مثل الأدوات الطبية. وأضافوا:" إن الأطفال الرضع يزودون بالأوكسجين بواسطة أنبوب بلاستيكي في أنوفهم فيموتون لعدم وجود قناع أوكسجين ، بينما يموت أطفال آخرون بسب قلة فيتامين K ، أو الإبر المعقمة وهي لا تكلف سوى 95 باونداً. ويشير الأطباء إلى أن بعض الأمراض تنتقل بسبب عدم وجود الكفوف الجراحية والتي لا يكلف الزوج منها سوى 3.5 باونداً .

و حث الأطباء المملكة المتحدة على تجهيز المستشفيات العراقية بالوسائل اللازمة لمعالجة الأطفال من مبلغ إعادة الإعمار البالغ 33 مليار دولار . ويعتقد الأطباء بأن أكثر من 14 مليار دولار قد اختفى نتيجة الفساد والسرقة والدفع إلى المرتزقة .

و قد سجل العراق في عام 2005 أعلى معدل لوفيات الأطفال في العالم وفي تقرير صحي أمريكي أكد أن نسبة بقاء الأطفال على قيد الحياة في العراق حتى ما بعد سن الخامسة قد تراجع بشدة ليحتل العراق ذيل الترتيب العالمي خلف مجموعة من أفقر دول العالم مثل بوتسوانا وزيمبابوي بعدما تضاعفت وفيات الأطفال فيه 150 في المائة. وأكد التقرير الذي أعدته منظمة "أنقذوا الأطفال" أن طفلاً من بين كل 8 أطفال في العراق يموت قبل أن يبلغ سن الخامسة، نتيجة الأمراض والعنف. وتوجه التقرير بالنقد اللاذع لحكومة بغداد التي اتهمها بإهمال القيام بأي جهود في سبيل تحسين أوضاع الأطفال.

و أكد تقرير المنظمة المذكورة أن 30 بالمائة من وفيات الأطفال في العراق يعود سببها إلى أمراض قابلة للعلاج، مثل الإسهال وذات الرئة، لكن تردي الرعاية الصحية، وانتشار سوء التغذية وسط الأطفال، وازدياد عدد الأطفال الذين يعيشون في أوضاع سيئة مع استمرار العنف حال دون إنقاذهم ..

و حسب التقرير المذكور فإنَّ عدد الأطفال الذين يموتون من كل ألف ولادة حية قد وصل الى 125 وفاة لكل ألف ولادة حية أي بزيادة مرتين ونصف عن العدد نفسه قبل عام 1990 حيث بلغ 50 طفلاً، وتضيف المنظمة بأن 122 ألف طفل قد توفي خلال عام 2005 وحده قبل بلوغهم سن الخامسة. ويعود أكثر من نصف العدد لأطفال حديثي الولادة بعمر الشهر الأول من حياتهم.

و تؤكد منظمة الحفاظ على حياة الأطفال إنها ترصد العشرات من الأطفال في العراق يعانون من الاضطرابات العقلية بسبب الكوارث الحربية وان 1800 طفل و 1100 امرأة( في بغداد وحدها ) تقدموا للحصول على المساعدات النفسية منذ كانون الثاني 2007 ولحد ألان , وان اقل من 6% منهم فقط عادوا لمتابعة العلاج بعد الحصول على تشخيص الطبيب .

و ذكرت دراسة طبية عراقية صدرت عام 2006 بدعم من منظمة الصحة الدولية WHO إن 30%من الأطفال في مدينة الموصل يعانون من اضطرابات نفسية،و47% من الأطفال في بغداد قد تعرض إلى الصدمات النفسية الشديدة و14% منهم إلى الاضطرابات النفسية الشديدة كالاكتئاب والكوابيس والقلق.

و تؤكد جمعية الهلال الأحمر ببغداد إن نحو 30% من الأطفال المعاقين المسجلين لدى الجمعية أصيبوا بسبب عمليات الجيش الأمريكي .
و انتشرت مجموعة من الأمراض المعدية أو السارية التي تفتك بالطفولة في العراق والتي تشكل خطراً ستظهر تداعياته على المجتمع العراقي والإقليمي.

و يذكر أنَّ هذه الأمراض كانت قد اختفت من العراق منذ سنوات طويلة بسبب نظام الرعاية الصحية المتبع قبل الاحتلال والذي يعد الأفضل بين دول المنطقة , ولعبت هذه الأمراض دوراً رئيسياً في حالات وفيات الأطفال وهي انهيار نظام المناعة ومنها: السل، وتضخم الكبد ، وشلل الأطفال ، والكزاز ، والملاريا ، والتيفوئيد ، والهزال أو الضمور التدريجي ،الحصبة ، السعال الديكي، حبة بغداد , فقد أنتشر وباء الكوليرا بشكل كبير في العديد من مناطق العراق وخاصة محافظات وسط و جنوب العراق .

و لقد أصدرت السلطات الصحية في محافظة الأنبار تقريراً عن تفشي وباء التهاب الكبد الفيروسي في مدينة الرمادي و النواحي القريبة منها مثل ناحية الخالدية.

وأشار التقرير إلى الأرقام المرعبة و التي تمثل نسبة 25% من سكان المناطق المنكوبة بوباء التهاب الكبد الفيروسي . إضافة إلى النقص الحاد في الأدوية و المستلزمات المختبرية, و لقد لجأ المصابون إلى استخدام الأعشاب الطبية لعلاج و باء التهاب الكبد الفيروسي . لعدم توفر الأدوية في المؤسسات الحكومية.
و سجلت السلطات الصحية في العراق العديد من الإصابات بمرض الإيدز ( نقص المناعة المكتسبة ) لدى الأطفال نتيجة الدماء والمواد الطبية الملوثة غير المعقمة.
و نبهت منظمة الصحة العالمية إلى أن الشحَّ المزمن لمياه الشرب في العراق أصبحت تهدد بارتفاع معدلات الإصابة بالإسهال بين الأطفال، وما يزال ملايين الأطفال يواجهون صعوبة في الحصول على الماء برغم مرور 4 سنوات على اندلاع الحرب.

و قد أصبحت شبكات توزيع المياه مصدراً لنقل الأمراض الخطرة التي تنتقل بواسطة المياه. ونوه بيان المنظمة العالمية إلى تعرض أطفال العراق بشكل خاص للإصابة بأمراض الإسهال التي ما تلبث أن تتحول إلى سوء التغذية الحاد.

و من جهتها لفتت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن مرافق الرعاية الصحية تعمل بأقصى طاقاتها وهي تكافح يوماً بعد يوم لاستقبال الأعداد الكبيرة من المصابين ،وهناك الكثير من المرضى والجرحى الذين لا يذهبون إلى المستشفى لأنها ترى في ذلك خطراً شديداً، فيما يتكرر تهديد المرضى وأفراد الأطقم الطبية أو استهدافهم.

و أضافت "غالبا ما تكون المياه ملوثة بسبب رداءة أحوال شبكات الصرف الصحي والإمداد بالماء وبسبب تفريغ المياه غير المعالجة في الأنهار التي هي المصدر الرئيسي لمياه الشرب. كما أن نقص الكهرباء والوقود وعدم صيانة البنى التحتية يعني أن الإمداد بالماء النظيف غير منتظم ولا يعول عليه، وأن التخلص من مياه المجاري لايتم بشكل ملائم.

و حسب بحث الكاتب ميشيل هاس عن أطفال العراق نشر في مجلة ICHعدد الأول من مايس 2009 فإنَّ التلوث المايكروبي وانهيار النظام الصحي وفقدان الماء الصالح للشرب لحوالي 70% من سكان العراق سبّب موت واحد من كل ثمانية من أطفال العراق .

و حذرت منظمة اليونيسيف من التدهور المتواصل لأوضاع الأطفال العراقيين، وذكرت بأن الوضع الإنساني لأطفال العراق قد تدهور كثيراً، سواءً داخل العراق أو في الدول المجاورة التي تستقبل اللاجئين. وناشدت المنظمة المجتمع الدولي على زيادة وتسريع المساندة للأطفال العراقيين الذين يواجهون خطر المرض وسوء التغذية بشكل متزايد.

انهيار الخدمات الطبية والصحية مشكلة صارخة وجلية للعيان. وأشار تقرير منظمة الصليب الأحمر الدولية إلى تردي الخدمات الصحية، وأكدت صحيفة " الصباح" الرسمية أن أداء وزارة الصحة شهد تراجعا واضحا خلال السنوات الثلاث الماضية تمثل بعطل أجهزة الفحص الطبي وقلة الأدوية في اغلب المؤسسات الصحية مما زاد من معاناة المواطنين وهم يحاولون الحصول على خدمات علاجية جيدة.

و على الرغم من إصلاح معظم الأجهزة إلا أن الوزارة مازالت تواجه الكثير من المشاكل في مقدمتها قلة الأدوية ولا سيما في العيادات الطبية الشعبية وقلة الملاكات الطبية والتمريضية في الكثير من المؤسسات الصحية. ووصف مفتشها العام الدكتور عادل عبد الله أداء الوزارة خلال عام 2006 بأنه كان الأسوأ في تاريخها حيث تمت إحالة مئات قضايا الفساد الإداري والمالي إلى القضاء بالإضافة إلى تشخيص العديد من المشاكل التي كانت ولا تزال تعاني منها وزارة الصحة، في مقدمتها قلة الأطباء الاختصاص في المستشفيات العامة وردهات الطوارئ..

وتلعب قضية تصفية الكوادر الطبية ومغادرتها للعراق هرباً من القتل دوراً كبيراً في تراجع القطاع الصحي، حيث يذكر معهد بروكنيك (Brooking Ins) أن (2000) طبيب عراقي تم اغتيالهم (كلهم تقريباً من ذوي الكفاءات العالية والخبرة والتخصص) و(250) تم اختطافهم. وأنَّ نصف أعداد الأطباء العراقيين تقريباً غادروا البلاد وأنَّ حوالي75% من الأطباء والصيادلة والممرضات تركوا وظائفهم منذ عام 2003 وأكثر من نصفهم هربوا خارج العراق

/نهاية الخبر/