سيد مرحوم
11-09-2004, 04:34 PM
هكذا تكلّم علي شريعتي
http://www.shariati.com/gallery/045.jpg
ملتقى البحرين: Israphil0000
قيل أن شريعتي وضع لنفسه رسالة مؤداها تنقية الدين الاسلامي من شوائب عهود الانحطاط والتخلف ، فهو يريد بذلك بناء منظومه ايديولوجية وفكرية شاملة لها طريق بين الماركسية والبروجوازية حيث كان يائسا بالمطلق من المؤسسة الدينية مما ادى الى اصطدامه بعلماء الدين الذين رأوا في اطروحته بدعا ، واتهموه بالبهائية والوهابية والتغرب والزندقة والعمالة ...
لقد انتقد مفهوما معينا عن الدين ، فهو يناضل من أجل اعادته الى اصوله الحقيقة واخراجه من صومعته الانعزالية والتركيز على الدور الاجتماعي والسياسي للدين بدل التركيز على الجانب الروحي ومراسم العباده .
قال ان الحل هو بالعودة الى الذات من خلال الدعوة الى الاسلام الثوري الاصيل ... ومن خلال التقدم الى الامام على الصعيد الثقافي والاقتصادي والاجتماعي ويرفض الماضي والعوده اليه ويرفض الغرب والتبعية للاجنبي بل ان هناك طريق ثالث هو طريق تطوير بلداننا الى الامام ويشبّه هذا الطريق بكيفية انتقال الاسلام الى فضاء ارحب من نظام الشرك حتى تبني حضارة مادية ومعنوية راقية ...
فالاسلام برأيه هو دين يحفظ توازن الانسان ومسيرته وسلوكه ولا يقوده الى آخرة مطلقة ودنيا مطلقة حيث يرى أن الانسان له بعدين يندمج مع الجماعة دون ان يذوب فيها أو ينفصل عنها وهو اجتماعي جماعي بالفطرة أي انه يناضل ضمن الواقع المعاش .
والسؤال هل هكذا تكّلم علي شريعتي ؟؟
سنعرض بعض من أفكار على شريعتي مما جاء في كتبه
أولا : مفهوم " الاستلاب " وهي من المفاهيم التي اعتمدها علي شريعتي في كتاباته ، فهو يرى ان الانسان الحديث أو ما يسمى بالانسان المدني قد استلب من انسانيته الفطرية التكوينية التي وضعها الله له ، فمن خلال احتكاكه بالآلة بشكل دوري ومن خلال مزجه في التفكير الفكري والعملي في الابيروقراطية الحديثة ، اصبح انسان ممزق أو انسان ذو بعد واحد لا يعرف من حياته الا الآلة وتراتبه الهرمي في التنظيم الاداري ، مما جعل من الطاقات الفكرية والجسدية والاحاسيس والمشاعر الانسانية ، طاقات وقدرات لا مجال لاستخدامها في دورة حياته اليومية .
وعل حد تعبير " لوي استروس " من خلال مؤسسة مصرفية او ادارية واسعة جدا ، تضم آلاف الوحدات ، وذات علاقات ادارية معقدة وغريبة يحص الفرد بالتدريج انه الوحدة رقم "3: أكثر من احساسه انه " انا " السيد محمد السيد جعفر .
وأما علي شريعتي فيقول " انها حالة تشبه " مس الجن " مع فارق ان الجن هو الذي يحل في شخصية الانسان ، اما الآلة أو المؤسسة الادارية العصرية هي التي تحل . وحينئذ يجن الجميع بجنون الحياة ويصبحون مجنوني العلاقات الادارية ، فيمسهم الجن المعاصر !
نسبية الحقائق الاجتماعية
يستشهد علي شريعتي بالمفكر الاسلامي محمد عبده الذي يقول " اولئك نبذوا الدين فنالوا الحرية والسيادة والسيطرة على العالم ونحن نبذناه فمنينا بالذلة والانقسام والتفرقة والانحطاط والاستعداد لقبول كل ما يملى علينا ونجبر عليه ويلقى امامنا " .
وهنا يتسائل علي شريعتي عن هذا الاستفهام المحيّر من خلال ان العامل واحد والفعل واحد والحقيقة واحدة ولكن تتأتى النتيجة بشكل مختلف ، فيستنتج النتيجة الحتمية لهذا التناقض من خلال الكشف عن حقيقة القوانين الاجتماعية في القوانين الفيزيائية والطبيعية أو الرياضيات فالنتيجة في تلك العلوم لا تقبل النقاش بل تقف عند النتيجة في تلك بشكل مطلق على سبيل المثال ان المعادلة الرياضية 2+2=4 هي معادلة صادقة مهما أختلفت الظروف البيئية والمكانية والزمانية لأنها قاعدة ثابتة بثبات الطبيعة .
ولذلك أي قضية معينة في الفلسفة أو العلوم الطبيعية أما ان تكون صحيحة وأما ان تكون خاطئة .
ففي الفلسفة لو كانت القضية صحيحة فهي صحيحة في كل مكان وعلى الدوام ، وعلى ذلك ففي القضايا الاجتماعية وكما يقول علي شريعتي " فينبغي علينا ان نبحث عن عامل آخر نسيناه جميعا فكانت آراونا باطلة وخبط عشواء , وفي القضايا الاجتماعية هناك أمر آخر غير الصحة والبطلان ينبغي ان نبحث عنه ، وهو : متى تطرح القضية وأين ولماذا ؟ أي زمنها وبيئتها ودوافعها . ينبغي ان يكون هذا العامل في الحسبان " .
فعندما يتعرّض المصلحون الاجتماعيين في اي مجتمع الى قضايا ومشاكل إجتماعية ليس من العقل والمسلك العقلاني في حصر طرق العلاج لهذه المشاكل والقضايا من خلال حّل واحدا صالح لكل زمان ومكان فهذه القضايا من النوع المرن التي تحتاج في كل مرحلة الى طريقة خاصة تقتضيها المرحلة والبيئة والظروف المحيطة بها .
وهذا غير مقتص على الجانب الاجتماعي بما هو إجتماعي ولكن قد يتعّدى جوانب أخرى مثل الجوانب التي تشترك وتختلط فيها الاجتماعي بالسياسي أو الثقافي بالاجتماعي وحتى الاجتماعي بالاقتصادي لذلك هناك في الجامعات تخصّصات في علم الاجتماع عمّا يسمى بعلم الاجتماع السياسي أو علم الاجتماع التربوي او الديني وغيرها من التخصّصات .
فعلى الجانب السياسي الاجتماعي يعلاج علي شريعتي مسألة القومية حيث ان القومية عند الغرب كنت عامل وحدة وحرية وغيرها من عوامل التقدم والتطور بينما القومية عند العرب والمسلمين كانت عامل انحطاط وانقسام والتفرقة ، فنتيجة لطرح مفهوم القومية في أواخر القرن التاسع عشر " فاذا بقوة الامبراطورية العثمانية تتلاشى بعدما كانت حاصرت النمسا ، وطوت كل أوروبا الشرقية تحت لوائها ، وشرعت في القاء أوروبا الوسطى والغربية في المانش " .
http://www.shariati.com/gallery/045.jpg
ملتقى البحرين: Israphil0000
قيل أن شريعتي وضع لنفسه رسالة مؤداها تنقية الدين الاسلامي من شوائب عهود الانحطاط والتخلف ، فهو يريد بذلك بناء منظومه ايديولوجية وفكرية شاملة لها طريق بين الماركسية والبروجوازية حيث كان يائسا بالمطلق من المؤسسة الدينية مما ادى الى اصطدامه بعلماء الدين الذين رأوا في اطروحته بدعا ، واتهموه بالبهائية والوهابية والتغرب والزندقة والعمالة ...
لقد انتقد مفهوما معينا عن الدين ، فهو يناضل من أجل اعادته الى اصوله الحقيقة واخراجه من صومعته الانعزالية والتركيز على الدور الاجتماعي والسياسي للدين بدل التركيز على الجانب الروحي ومراسم العباده .
قال ان الحل هو بالعودة الى الذات من خلال الدعوة الى الاسلام الثوري الاصيل ... ومن خلال التقدم الى الامام على الصعيد الثقافي والاقتصادي والاجتماعي ويرفض الماضي والعوده اليه ويرفض الغرب والتبعية للاجنبي بل ان هناك طريق ثالث هو طريق تطوير بلداننا الى الامام ويشبّه هذا الطريق بكيفية انتقال الاسلام الى فضاء ارحب من نظام الشرك حتى تبني حضارة مادية ومعنوية راقية ...
فالاسلام برأيه هو دين يحفظ توازن الانسان ومسيرته وسلوكه ولا يقوده الى آخرة مطلقة ودنيا مطلقة حيث يرى أن الانسان له بعدين يندمج مع الجماعة دون ان يذوب فيها أو ينفصل عنها وهو اجتماعي جماعي بالفطرة أي انه يناضل ضمن الواقع المعاش .
والسؤال هل هكذا تكّلم علي شريعتي ؟؟
سنعرض بعض من أفكار على شريعتي مما جاء في كتبه
أولا : مفهوم " الاستلاب " وهي من المفاهيم التي اعتمدها علي شريعتي في كتاباته ، فهو يرى ان الانسان الحديث أو ما يسمى بالانسان المدني قد استلب من انسانيته الفطرية التكوينية التي وضعها الله له ، فمن خلال احتكاكه بالآلة بشكل دوري ومن خلال مزجه في التفكير الفكري والعملي في الابيروقراطية الحديثة ، اصبح انسان ممزق أو انسان ذو بعد واحد لا يعرف من حياته الا الآلة وتراتبه الهرمي في التنظيم الاداري ، مما جعل من الطاقات الفكرية والجسدية والاحاسيس والمشاعر الانسانية ، طاقات وقدرات لا مجال لاستخدامها في دورة حياته اليومية .
وعل حد تعبير " لوي استروس " من خلال مؤسسة مصرفية او ادارية واسعة جدا ، تضم آلاف الوحدات ، وذات علاقات ادارية معقدة وغريبة يحص الفرد بالتدريج انه الوحدة رقم "3: أكثر من احساسه انه " انا " السيد محمد السيد جعفر .
وأما علي شريعتي فيقول " انها حالة تشبه " مس الجن " مع فارق ان الجن هو الذي يحل في شخصية الانسان ، اما الآلة أو المؤسسة الادارية العصرية هي التي تحل . وحينئذ يجن الجميع بجنون الحياة ويصبحون مجنوني العلاقات الادارية ، فيمسهم الجن المعاصر !
نسبية الحقائق الاجتماعية
يستشهد علي شريعتي بالمفكر الاسلامي محمد عبده الذي يقول " اولئك نبذوا الدين فنالوا الحرية والسيادة والسيطرة على العالم ونحن نبذناه فمنينا بالذلة والانقسام والتفرقة والانحطاط والاستعداد لقبول كل ما يملى علينا ونجبر عليه ويلقى امامنا " .
وهنا يتسائل علي شريعتي عن هذا الاستفهام المحيّر من خلال ان العامل واحد والفعل واحد والحقيقة واحدة ولكن تتأتى النتيجة بشكل مختلف ، فيستنتج النتيجة الحتمية لهذا التناقض من خلال الكشف عن حقيقة القوانين الاجتماعية في القوانين الفيزيائية والطبيعية أو الرياضيات فالنتيجة في تلك العلوم لا تقبل النقاش بل تقف عند النتيجة في تلك بشكل مطلق على سبيل المثال ان المعادلة الرياضية 2+2=4 هي معادلة صادقة مهما أختلفت الظروف البيئية والمكانية والزمانية لأنها قاعدة ثابتة بثبات الطبيعة .
ولذلك أي قضية معينة في الفلسفة أو العلوم الطبيعية أما ان تكون صحيحة وأما ان تكون خاطئة .
ففي الفلسفة لو كانت القضية صحيحة فهي صحيحة في كل مكان وعلى الدوام ، وعلى ذلك ففي القضايا الاجتماعية وكما يقول علي شريعتي " فينبغي علينا ان نبحث عن عامل آخر نسيناه جميعا فكانت آراونا باطلة وخبط عشواء , وفي القضايا الاجتماعية هناك أمر آخر غير الصحة والبطلان ينبغي ان نبحث عنه ، وهو : متى تطرح القضية وأين ولماذا ؟ أي زمنها وبيئتها ودوافعها . ينبغي ان يكون هذا العامل في الحسبان " .
فعندما يتعرّض المصلحون الاجتماعيين في اي مجتمع الى قضايا ومشاكل إجتماعية ليس من العقل والمسلك العقلاني في حصر طرق العلاج لهذه المشاكل والقضايا من خلال حّل واحدا صالح لكل زمان ومكان فهذه القضايا من النوع المرن التي تحتاج في كل مرحلة الى طريقة خاصة تقتضيها المرحلة والبيئة والظروف المحيطة بها .
وهذا غير مقتص على الجانب الاجتماعي بما هو إجتماعي ولكن قد يتعّدى جوانب أخرى مثل الجوانب التي تشترك وتختلط فيها الاجتماعي بالسياسي أو الثقافي بالاجتماعي وحتى الاجتماعي بالاقتصادي لذلك هناك في الجامعات تخصّصات في علم الاجتماع عمّا يسمى بعلم الاجتماع السياسي أو علم الاجتماع التربوي او الديني وغيرها من التخصّصات .
فعلى الجانب السياسي الاجتماعي يعلاج علي شريعتي مسألة القومية حيث ان القومية عند الغرب كنت عامل وحدة وحرية وغيرها من عوامل التقدم والتطور بينما القومية عند العرب والمسلمين كانت عامل انحطاط وانقسام والتفرقة ، فنتيجة لطرح مفهوم القومية في أواخر القرن التاسع عشر " فاذا بقوة الامبراطورية العثمانية تتلاشى بعدما كانت حاصرت النمسا ، وطوت كل أوروبا الشرقية تحت لوائها ، وشرعت في القاء أوروبا الوسطى والغربية في المانش " .