مجاهدون
11-09-2004, 07:52 AM
عبد الرحمن الراشد
رأفت بحال ياسر عرفات بعد ان سمعت صوتها يلعلع ببيان كبيانات ابو مصعب الزرقاوي تدعو فيه الى مقاومة من يحاول دفن عرفات حيا. الحقيقة ان السيدة سهى هي واحدة من أخطاء ابوعمار الكثيرة، فهو كان قد تبتل وترهبن وتزوج القضية ورفض كل نصائح محبيه وعاش عازفا عن الزواج. كانت سياسة مفيدة لرجل يحمل عل كاهله اخطر قضية في العالم ويواجه امكر عدو أيضا في العالم، ويريد ان يحمي ظهره من اصدقائه كذلك.
كان عرفات مصيبا عندما عاش طوال عمره عازبا متفرغا لشأن القضية، وخدمة عائلة منظمة التحرير حتى امسكت به السيدة سهى في لحظة ضعف، لتحيل ما تبقى من هدوء في بيته الى جحيم. ولحسن حظه لم تدم العشرة طويلا فغادرت عش عرفات وقضت نزهة أربع سنوات بين باريس وتونس. لكن المسكين ما ان فرح بفك الحصار الاسرائيلي في رام الله حتى وقع أسيرا في غرفة في مستشفى مفتاحها في يد السيدة الأولى.
قصة الزوج المعذب هي قصة الرئيس المعذب ايضا. تكالبوا كلهم عليه، الاسرائيليون والمعارضون من اهل السلطة وزوجته التي احتفظت بطفلتها بعيدا عنه. ومع اننا نشتكي كيف ان عرفات عذبنا كثيرا فهو الآخر عاش معذبا، فأحاطوه بالشقاق حتى في لحظاته الصعبة.
في الدراما العرفاتية رغم ما فعلوه به وفعله بهم الا ان احدا لم يسقط من سجل العائلة، فهو لم يطرد احدا ولم يقفل بابه في وجه أحد ولم يطلق زوجته. ففي لحظات انفعاله القصوى شهر مسدسه وصفع كبار قادته وعزل وزراءه وطرد زوجته. مع هذا لم يضح باحد منهم فهم يعودون اليه او يعود الى ترضيتهم من جديد، كما قال الرجوب بعد صفعة موجعة، «عرفات مثل ابونا»، او كما ظل يناجي من بعد زوجته التي رفض ان يطلقها رغم غضبه منها ورغم تمنيات رفاق الثورة. بمثل ما عذب عرفات الآخرين سياسيا عذبه رفاقه ووزراؤه وأهله. قتلوه بكثرة نزاعاتهم على كل شيء. في زمن عافيته كان يعاني في كل مرة يظهر اليهم، وحلا لهذا أكثر من مكافآت المناصب وهدايا اللجان عسى ولعل تخفف من اشتباكاتهم.
والآن لم يتركوه بلا معركة عشاء أخيرة، مائدتها فراش مرضه وضيوفه اقطاب السلطة واركان عائلته في لحظاته الحرجة بين الحياة والموت. ولهذا يبدو غريبا ان تعمد سهى الى اغلاق الباب عليه تريد ان تبقى هي الحارس عند سريره تحول بينه وبين مفتشي السلطة. فهي قد لا تريد الحقيقة ان تظهر على باب المستشفى ومستعدة لاصدار المزيد من بيانات التهديد والوعيد. لكنها عاجزة عن فهم حقيقة ان ابوعمار الذي ملكته سنة حب هو ملك لمواطنيه الذين لن يسمحوا لسهى ان تحنطه وتخبئه وتدير شأن الفلسطينيين من باريس.
alrashed@asharqalawsat.com
رأفت بحال ياسر عرفات بعد ان سمعت صوتها يلعلع ببيان كبيانات ابو مصعب الزرقاوي تدعو فيه الى مقاومة من يحاول دفن عرفات حيا. الحقيقة ان السيدة سهى هي واحدة من أخطاء ابوعمار الكثيرة، فهو كان قد تبتل وترهبن وتزوج القضية ورفض كل نصائح محبيه وعاش عازفا عن الزواج. كانت سياسة مفيدة لرجل يحمل عل كاهله اخطر قضية في العالم ويواجه امكر عدو أيضا في العالم، ويريد ان يحمي ظهره من اصدقائه كذلك.
كان عرفات مصيبا عندما عاش طوال عمره عازبا متفرغا لشأن القضية، وخدمة عائلة منظمة التحرير حتى امسكت به السيدة سهى في لحظة ضعف، لتحيل ما تبقى من هدوء في بيته الى جحيم. ولحسن حظه لم تدم العشرة طويلا فغادرت عش عرفات وقضت نزهة أربع سنوات بين باريس وتونس. لكن المسكين ما ان فرح بفك الحصار الاسرائيلي في رام الله حتى وقع أسيرا في غرفة في مستشفى مفتاحها في يد السيدة الأولى.
قصة الزوج المعذب هي قصة الرئيس المعذب ايضا. تكالبوا كلهم عليه، الاسرائيليون والمعارضون من اهل السلطة وزوجته التي احتفظت بطفلتها بعيدا عنه. ومع اننا نشتكي كيف ان عرفات عذبنا كثيرا فهو الآخر عاش معذبا، فأحاطوه بالشقاق حتى في لحظاته الصعبة.
في الدراما العرفاتية رغم ما فعلوه به وفعله بهم الا ان احدا لم يسقط من سجل العائلة، فهو لم يطرد احدا ولم يقفل بابه في وجه أحد ولم يطلق زوجته. ففي لحظات انفعاله القصوى شهر مسدسه وصفع كبار قادته وعزل وزراءه وطرد زوجته. مع هذا لم يضح باحد منهم فهم يعودون اليه او يعود الى ترضيتهم من جديد، كما قال الرجوب بعد صفعة موجعة، «عرفات مثل ابونا»، او كما ظل يناجي من بعد زوجته التي رفض ان يطلقها رغم غضبه منها ورغم تمنيات رفاق الثورة. بمثل ما عذب عرفات الآخرين سياسيا عذبه رفاقه ووزراؤه وأهله. قتلوه بكثرة نزاعاتهم على كل شيء. في زمن عافيته كان يعاني في كل مرة يظهر اليهم، وحلا لهذا أكثر من مكافآت المناصب وهدايا اللجان عسى ولعل تخفف من اشتباكاتهم.
والآن لم يتركوه بلا معركة عشاء أخيرة، مائدتها فراش مرضه وضيوفه اقطاب السلطة واركان عائلته في لحظاته الحرجة بين الحياة والموت. ولهذا يبدو غريبا ان تعمد سهى الى اغلاق الباب عليه تريد ان تبقى هي الحارس عند سريره تحول بينه وبين مفتشي السلطة. فهي قد لا تريد الحقيقة ان تظهر على باب المستشفى ومستعدة لاصدار المزيد من بيانات التهديد والوعيد. لكنها عاجزة عن فهم حقيقة ان ابوعمار الذي ملكته سنة حب هو ملك لمواطنيه الذين لن يسمحوا لسهى ان تحنطه وتخبئه وتدير شأن الفلسطينيين من باريس.
alrashed@asharqalawsat.com